در الثمین فی اسرار الانزع البطین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در الثمین فی اسرار الانزع البطین - نسخه متنی

تقی الدین عبدالله حلبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


سوره نساء


ثمّ جعل طاعته طاعة اللَّه "ورسوله، وعصيانه كذلك، فقال: 'وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"

[ليست في 'أ'. وفي 'ج': 'ثمّ جعل طاعته طاعة اللَّه ورسوله ويتعدّ'.] وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ'

[النساء: 14.] التي حدّها في ولاية عليّ عليه السلام 'يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِدَاً فِيهَا'.

[انظر مناقب ابن شهرآشوب 50: 3 و276. وانظر تفسير الآية 23 من سورة الجن: 'وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فَيهَا أَبَداً'، ففي تفسير القمي 389: 2 'وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ' في ولاية عليّ عليه السلام 'فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فَيهَا أَبَداً'.]

ثمّ جعل من كتم فضل عليّ عليه السلام وعصى الرسول صلى الله عليه وآله في تقديمه له كافراً، فقال: 'يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الّذينَ كَفَرُوا وَعَصَوا الرَّسُولَ'

[النساء: 42.] في ولاية عليّ 'لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَديثَاً' من فضائل عليّ

[في 'ب': من فضائله.] عليه السلام ومناقبه الّتي أخفوها وأمروا الناس أن يكتموها ولا يقولوها.

[انظر تفسير القمي 139: 1.]

ثمّ جعل من خالفه مضروباً عليه الذلّة، فقال: 'ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ'،

[آل عمران: 112.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: الذين جحدوا آل محمّد حقّهم

[نقله في تأويل الآيات: 127 عن تفسير القمي، وهو ساقط من تفسيره المطبوع.] 'إلّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ'، قال ابن عبّاس رضى الله عنه: حبل من اللَّه القرآن، وحبل من الناس عليّ.

[انظر هذه الرواية عن الباقر والصادق عليهما السلام في تفسير العياشي 219: 1/ الحديث 131، ومناقب ابن شهرآشوب 92: 3، وتأويل الآيات 128 - 127 عن كتاب نهج الإمامة، وتفسير فرات: 92.]

وقال له النبي صلى الله عليه وآله لمّا رجع من أحد: يا عليّ أنت أوّل هذه

[في 'أ': أنت الأوّل لهذه الأمّة.] الأمّة إيماناً باللَّه ورسوله، وأوّلهم هجرة إلى اللَّه ورسوله، وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبّك إلّا مؤمن

[في 'ج': لا يحبك إلّا كلّ مؤمن ولا يبغضك إلّا كلّ منافق.] ولا يبغضك إلّا منافق.

[أمالي الطوسي: 472/ المجلس 16 - آخر الحديث 37، وتأويل الآيات: 132.]

ثمّ جعله وعترته موالي الخلائق، فقال: 'وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ'،

[النساء: 33.] فالموالي هم الأئمّة عليهم السلام، والوالدان محمّد صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام، من قوله صلى الله عليه وآله: أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة.

[انظر تأويل الآيات: 135 - 134، والكافي 168: 1/ الحديث 1، وتفسير العياشي 266: 1/ الحديث 120.]

ثمّ جعل الجنّة لمن آمن به، والنار لمن صدّ عنه يعني أعداءَهُ

[في 'أ' 'ج': والنار لمن عاداه وصدّ عنه يعني أعداءه.] 'وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً'

[النساء: 55. 'فَمِنْهُم مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً'.] لمن أعرض عن ولايته.

[في تفسير القمي 141 - 140: 1 قوله 'فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ' يعني أميرالمؤمنين عليه السلام، وهم سلمان وأبوذر والمقداد وعمّار 'وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ' وهم غاصبوا آل محمّد حقّهم ومن تبعهم، قال: فيهم نزلت 'وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً'. وانظر الكافي 159: 1/ الحديث 1 و160/ الحديث 5، وتفسير العياشي 272: 1/ الحديث 153، وتأويل الآيات: 137 - 136، وتفسير فرات: 106.]

ثمّ جعل من أطاعه مع النبيّين، فقال: 'فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ'،

[النساء: 69.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: النبيّون أنا، والصدّيقون عليّ عليه السلام 'وَالشُّهَدَاءِ' حمزة 'وَالصَّالِحِينَ' فاطمة عليها السلام، وذلك أنّ اللَّه تعالى خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من

[ليست في 'ب'.] قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة ولا ظلمة ولا نور، وذلك أنّ اللَّه تعالى تكلّم بكلمة فخلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمة فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّاً |وفاطمة والحسن والحسين|، فكنّا نسبّح حيث

[في 'ب': حين.] لا مسبّح، فلمّا أراد أن ينشئ الخلق فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري وأنا أشرف منه، ثمّ فتق نور أخي عليّ

[ليست في 'ب' 'ج'.] عليه السلام فخلق منه الملائكة، فالملائكة

[ليست في 'ب'.] من نور أخي عليّ، فأخي عليّ

[ليست في 'أ' 'ج'.] أفضل من الملائكة، ثمّ خلق السماوات والأرض من نور فاطمة عليها السلام، فهي أفضل من السماوات والأرض، ثمّ فتق نور الحسن

[في 'ج':ثمّ فتق نور الحسن والحسين فخلق منه الجنان والحور العين.] فخلق منه الشمس والقمر

[في 'أ': فخلق منه السماوات والأرض.] "والحسن أفضل من الشمس والقمر"،

[ليست في 'أ'.] ثمّ فتق نور الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين، "والحسين أفضل من الجنّة والحور العين".

[ليست في 'أ' 'ج'.]

ثمّ شكت

[في 'ب': سكنت.] الملائكة الظلمة، فخلق لهم من نور الزهراء نوراً أزهرت منه السماوات والأرض، فقالوا: ربّنا ما هذا النور؟ فقال "اللَّه لهم":

[ليست في 'ب'.] هذا نور حبيبتي وزوجة صفيّي

[في 'ب': حبيبي.] وأم أوليائي، أشهدكم يا ملائكتي أنّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم لها ولشيعتها إلى يوم القيامة.

[انظر الرواية بوجه أتم وأكمل عن مصباح الأنوار عن أنس بن مالك في تأويل الآيات: 145 - 143، والبرهان 277 - 275: 2. ورواها الديلمي في إرشاد القلوب: 403 عن سلمان الفارسي.

وانظر معنى الآية المباركة وتأويلها في الكافي 63: 2/ الحديث 35: 8 و 12/ الحديث 6، وكفاية الأثر: 182، وتفسير العياشي 283: 1/ الحديثين 190 - 189، ومناقب ابن شهرآشوب 108: 3 و 345: 1، وتفسير القمي 143 - 142: 1، وتأويل الآيات: 146 - 145، وتفسير فرات: 114 - 111.]

ثمّ جعل بغضه الشرك وحبّه الغفران، فقال "اللَّه تعالى":

[ليست في 'ب'.] 'إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ'،

[النساء: 48 و116.] قال ابن عبّاس: الشرك بعليّ عليه السلام شرك

[في 'أ' 'ج': الشرك.] باللَّه والإيمان به إيمان

[في 'أ' 'ج': الإيمان.] باللَّه،

[انظر أمالي الصدوق: 165/ المجلس 36 - الحديث 2، بسنده عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا حذيفة إنّ حجة اللَّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب، الكفر به كفر باللَّه، والشرك به شرك باللَّه، والشكّ فيه شكّ باللَّه... والإيمان به إيمان باللَّه...] ثمّ قال: 'وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ'، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: المؤمن في أيّ حال

[في 'ب': حالة.] كان فهو شهيد، وإنّ المؤمن إذا خرج من الدنيا وعليه مثل

[ليست في 'أ'.] ذنوب أهل الأرض كان الموت كفّارة له، يا عليّ بشّر شيعتك بأنّ

[في 'ب': فإنّ.] اللَّه يغفر لهم

[ليست في 'ب'.] مادون الشرك، وأنّهم يخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، فيركبون على نجائب من نور تطير بهم إلى الجنّة 'لاَيَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ'.

[انظر الرواية هذه في من لا يحضره الفقيه 5899 /411: 4، وتأويل الآيات: 148 - 147. والآية: 103 من سورة الأنبياء.]

ثمّ وبّخ أعداءه الذين حسدوه على فضل

[في 'ب': على ما فضّل اللَّه.] اللَّه عليه وقالوا: لا تجتمع النبوّة والملك في بيت واحد،

[ليست في 'أ' 'ج'.] فقال تعالى: 'أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ'،

[النسا: 54.] فكذّبهم اللَّه فقال: 'فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُلْكاً عَظِيماً' والملك العظيم هو الإمامة الباقي حكمها إلى يوم القيامة.

[انظر أنّ الأئمّة هم المحسودون، وأنّ الملك الإمامة، في الكافي 143: 1/ الحديثين 6 و 4، و157/ الحديث 1، و159/ الحديث 1، و160/ الأحاديث 5 و 4 و 2، وعيون أخبار الرضا 209: 1/ الحديث 1، وتفسير القمي 140: 1، وبصائر الدرجات: 48/ الباب 16 - الحديثين 3 و5، و50 - 49/ الباب 17 - الأحاديث 9 و 7 و 6، ومختصر بصائر الدرجات: 62 - 61، وأمالي الطوسي: 278: 1، وتفسير العياشي 275 - 272: 1/ الأحاديث 162 - 153، وكتاب سليم: 179، ومناقب ابن شهرآشوب 66: 3 و196: 4 و 246و234، ومناقب ابن المغازلي: 234/ الحديث 314، وتفسير الحبري: 255/ الحديث 19، ومجمع البيان 109: 3، وتفسير فرات: 107 - 106، وتأويل الآيات: 137 - 136.]

ثمّ ذكر حال أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله واختلافهم فيه، فقال: 'فَمِنْهُم مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً'.

[النساء: 55. وقد تقدّم تخريج تفسيرها وتأويلها قبل قليل.]

ثمّ ذكر حال من تولّى عنه، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً'

[النساء: 56.] يعني حقّ

[في 'ج': نشق عليهم.] عليهم العذاب بكفرهم بعليّ عليه السلام وعترته الذين هم آيات اللَّه... إلى قوله: 'لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ' بما صدّوا عن الحقّ وكذّبوا النبي صلى الله عليه وآله فتولّوا عن الوليّ.

[في تفسير القمي 141: 1 'الآيات أميرالمؤمنين والأئمّة عليهم السلام'. وانظر تفسير الآية فيه، وفي تأويل الآيات: 137، والكافي 157: 1/ الحديث 1، و159/ الحديث 1.]

ثمّ ذكر مقام أوليائه، فقال: 'وَالَّذِينَ آمَنُوا'

[النساء: 57.] يعني بعليّ عليه السلام 'وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ' بعد إيمانهم 'سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً' بإيمانهم وتقواهم.

[انظر تفسير القمي 141: 1، وتأويل الآيات: 138 - 137.]

وجعل حبّه وحبّ عترته الأمانة وأمر الناس بأدائها إلى أهلها، فقال: 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا'

[النساء: 58.] يعني إنّ اللَّه حمّلكم أمانته وهي طاعة وليّه وإنّه يوم

[في 'ج': وإنّه يقوم يوم القيامة.] القيامة يسألكم عنها.

[هذا التأويل ورد في تفسير فرات: 107 بسنده عن الشعبي وقد سئل عن قوله تعالى: 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا' قال: أقولها ولا أخاف إلّا اللَّه، هي واللَّه ولاية عليّ بن أبي طالب. وانظره في شرح الأخبار 246: 1.

وفي تفسير العياشي 275: 1/ الحديث 164 عن الحلبي، عن زرارة 'أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا' يقول: أدّوا الولاية إلى أهلها.

لكن أكثر المصادر ذكرت أنّ معنى تأدية الأمانات هو أنّ اللَّه سبحانه خاطب الأئمّة عليهم السلام أن يؤدّي الإمامُ الأمانةَ إلى الإمام بعده. انظر ذلك في الكافي 218 - 217: 1/ الأحاديث 4 - 1، والغيبة للنعماني: 36 - 35، ومختصر بصائر الدرجات: 5، ومناقب ابن شهرآشوب 311: 1، وتهذيب الشيخ الطوسي 223: 6/ الحديث 533، وتفسير العياشي 276 - 275: 1/ الأحاديث 163 و167 - 165.]

ثمّ أوجب على العباد طاعته وطاعة نبيّه ووليّه، فقال: 'أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ'،

[النساء: 59.] اختلف

[في ' أ': ثمّ اختلف.] الناس في تفسير هذه الآية، فقال قوم: هم أهل العلم، وقال آخرون: بل الاُمراء، وقيل: "بل القضاة و"

[ليست في 'ب'. وفي 'ج': بل أقصى المراد لعليّ بن أبي طالب.] المراد به علي بن أبي طالب عليه السلام لأنّه العالم والأمير، فهو الواجب الطاعة بعد اللَّه ورسوله، فمن خرج عن طاعته خرج عن طاعة اللَّه ورسوله.

[انظر كون علي والأئمّة من ولده عليهم السلام هم أولو الأمر، في كمال الدين 213/ الحديث 6 و241/ الحديث 3، والكافي 143: 1/ الحديث 7، و217/ الحديث 1، و226/ الحديث 304: 2 و 1/ الحديث 1 و373 - 372/ الحديثين 2 - 1 و18/ الحديث 184: 8 و 9/ الحديث 212، وعلل الشرائع: 150/ الباب 103 - الحديث 1، والغيبة للنعماني: 51، وتفسير القمي 142: 1، وأمالي الطوسي 121: 1، وأمالي المفيد: 348/ الحديث 3، والاختصاص: 277، وتفسير العياشي 281 - 273: 1/ الأحاديث 153 و154 و178 - 168، ومناقب ابن شهرآشوب 20: 3، وشواهد التنزيل 148: 1، وتفسير فرات: 111 - 107. وانظر المشارق: 190 و192.]

ثمّ ذكر عن أعدائه

[في 'ب': أعدائهم.] بأنّهم

[في 'أ' 'ج': لأنّهم. وهي ساقطة من 'ب' والمثبت من عندنا.] لا

[في 'ب': لما يغفر.] يغفر لهم، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا'

[النساء: 137.] بالنبي والوصي

[في 'ب': بالنبي ثمّ كفروا بالوصي.] 'ثُمَّ آمَنُوا' يوم الغدير بالبيعة 'ثُمَّ كَفَرُوا' بنقضهم الميثاق الغليظ 'ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً' في أخذهم حقّ

[في 'ج': في أخذهم علياً وغصبهم.] عليّ وغصبهم للولي

[ليست في 'أ' 'ج'.] وظلمهم للزهراء عليها السلام ومنعهم حقّها وتضييع العهود 'لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ' لأنّهم لم يبقَ لهم من الإيمان شي ء،

[انظر الكافي 348: 1/ الحديث 42، وتفسير العياشي 305: 1/ الحديث 285 و307/ الحديث 288، وتفسير القمي 156: 1، وتأويل الآيات: 149 - 148.] وكيف لا

[ليست في 'ب' 'ج'.] وقد أغضبوا النبي وأغضبوا الوليّ وأغضبوا الربَّ العليّ.

ثمّ جعل من غصبه حقّه وظلمه

[قوله 'وظلمة' ليس في 'أ' 'ج'.] كافراً، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا'

[النساء: 168.] آل محمّد حقَّهم. قال ابن عبّاس رضى الله عنه: هكذا نزلت.

[انظر هذه القراءة عن الباقر والصادق عليهما السلام في الكافي 351: 1/ الحديث 59، وتفسير العياشي 311: 1/ الحديث 306، ومناقب ابن شهرآشوب 128: 3، وتفسير القمي 159: 1.]

ثمّ جعل ولايته الحقّ، فقال: 'قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ'

[النساء: 170.] بعليٍّ 'وَإِنْ تَكْفُرُوا' يعني بولاية عليّ عليه السلام.

[انظر الكافي 351: 1/ الحديث 59، وتفسير العياشي 311: 1 الحديث 306، ومجمع البيان 245: 3، ومناقب ابن شهرآشوب 128: 3، والصراط المستقيم 237: 1، ونهج الإيمان: 186.]

ثمّ جعله السبيل، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ'،

[النساء: 167.] قال ابن عبّاس: السبيل عليّ والحقّ

[في 'أ' 'ج': السبيل على الحق.] ولاية عليّ عليه السلام.

[مناقب ابن شهرآشوب 88: 3 عن الباقر والصادق عليهما السلام. وتمام الآية الشريفة 'إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعيداً'.

وانظر تفسير الآية 88 من سورة النحل 'الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ'، ففي تفسير القمي 388: 1 'كفروا بعد النبي وصدّوا عن أميرالمؤمنين'.

وانظر الآية الأولى من سورة محمّد 'الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ'، فإنّ السبيل فيها هو علي والأئمّة عليهم السلام. انظر تفسير القمي 301 - 300: 2 ففيه حديثان، وتأويل الآيات: 567.]

ثمّ جعل حبّه البرهان والنور، فقال: 'قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِن رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً'،

[النساء: 174.] قال ابن عبّاس: البرهان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، والنور أميرالمؤمنين عليه السلام.

[انظر رواية ذلك عن الصادق عليه السلام في تفسير العياشي 311: 1/ الحديث 307، وتأويل الآيات: 150 نقله عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن أبيه عن رجاله عن عبداللَّه بن سليمان عن الصادق عليه السلام، وتفسير القمي 159: 1.]

ثمّ جعل حبّه الثواب، فقال: 'ثَوَابَاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ'،

[آل عمران: 195.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ

[قوله 'يا علي' ليس في 'ب'.] أنت الثواب وشيعتك الأبرار.

[تفسير العياشي 235: 1/ الحديث 195.]

ثمّ جعل حبّه الأمانة،

[إشارة إلى الآية 58 من سورة النساء، وهي قوله تعالى: 'إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا'. وقد مرّ تخريج معنييها.] قال ابن عبّاس: الأمانات حبّ فاطمة وعترتها يؤدّيه

[في 'ج': يؤدّيها.] العبد يوم القيامة إلى اللَّه تعالى والنبي، إذا ورد الحوض قيل له: ما فعلت بعترة محمّد صلى الله عليه وآله.

[مرّ حديث الرايات، وسؤال النبي صلى الله عليه وآله لهم عن الكتاب والعترة. وانظر أنّ فاطمة عليها السلام هي الوديعة والأمانة في التحف: 380 - 379.]

ثمّ جعله صدّيقاً وشهيداً، فقال: 'أُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ'،

[النساء: 69. وقد مرّت تخريجاتها في أوائل سورة النساء، لكن الغرض هناك كان بيان منزلة من أطاع عليّاً عليه السلام، وهنا الغرض بيان مقام أميرالمؤمنين عليه السلام.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: هذه الآية تختصّ بأميرالمؤمنين عليه السلام عدا النبوّة، لأنّ كلّ نبيّ صدّيق،

[في 'ج': لأنّ كلّ نبيّ صدّيق بنبي وكلّ صديق.] "وكلّ صدّيق صالح، وليس كلّ صالح صدّيقاً"،

[ليست في 'ب'.] وليس كلُّ صدّيق نبيّاً

[ليست في 'أ' 'ج'.] شهيداً، وأميرالمؤمنين صدّيق وشهيد وصالح، فهو الصدّيق الأكبر والفاروق "الأعظم حيث أنّه فارق"

[ليست في 'ب' 'ج'.] بين الحقّ والباطل.

[انظر روايته عن ابن عبّاس في مناقب ابن شهرآشوب 108: 3.]

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ إنّ اللَّه يبعثك يوم القيامة أنت

[ليست في 'ب'.] وشيعتك راكبين

[في 'ب' 'ج': ركباناً.] على نوق من نوق الجنّة، أزمّتها من الذهب الأحمر، عليها رحائل من نور، تناخ عند قبورهم، تناديهم الملائكة: اركبوا يا أولياء اللَّه الرحمن،

[ليست في 'ب'.] فيصيرون صفّاً وأنت أمامهم إلى الجنّة، حتّى إذا صرتم دون العرش هبّت عليكم ريح كالمسك الأذفر تغشى وجوههم، فيُنادُونَ في عرصات القيامة: 'لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، نحن العليّون'، فينادَوْنَ من تحت العرش: 'بخ بخ أنتم الآمنون ادخلوا الجنّة لا خوف عليكم'.

[انظر الرواية عن ابن عبّاس عن النبي صلى الله عليه وآله في تفسير فرات: 120/ الحديث 126، وأمالي المفيد: 272/ المجلس 32 - الحديث 3، وأمالي الطوسي: 35/ المجلس 2 - الحديث 4 وبشارة المصطفى: 107، والمحتضر: 82. وفي جميع المصادر 'نحن العلويون'.]

ثمّ سمّى من أعرض عن "ذكره و"

[ليست في 'أ'.] ذِكْر وليّه منافقاً، فقال: 'وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوا إِلى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ'

[النساء: 61.] "يعني في حقّ عليّ عليه السلام"

[ليست في 'ب'.] 'وَإِلَى الرَّسُولِ' المبلّغ عن اللَّه ما

[ليست في 'ب'.] أُمر بتبليغه من فضل عليّ عليه السلام 'رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً' بغضةً لعليّ عليه السلام.

[في تفسير القمي 142: 1 ذكر الآية قائلاً: هم أعداء آل محمّد كلّهم جرت فيهم هذه الآية.]

ثمّ أقسم بذاته المقدّسة لرسوله صلى الله عليه وآله

[قوله 'لرسوله صلى الله عليه وآله' ليس في 'ب'.] فقال: 'فَلا وَرَبِّكَ'

[النساء: 65.] يا محمّد

[قوله 'يا محمّد' ليس في 'أ' 'ج'.] 'لا يُؤْمِنُونَ' يعني

[ليست في 'ب'.] بعليّ عليه السلام 'حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ' يعني لا يطلعونك على ما تحالفوا فيه من النفاق

[في 'ب': يعني لا يطيعونك على ما تخلفوا فيه لهم من النفاق.] 'ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ' من إمامة عليّ 'وَيُسَلِّمُوا' لعليٍّ عليه السلام 'تَسلِيماً'، هكذا نزلت.

[انظر تفسير القمي 142: 1، والكافي 334: 8/ الحديث 322: 1 و 526/ الحديث 7، ومختصر بصائر الدرجات: 71 و73 و74، وتفسير العياشي 281: 1/ الحديث 182 و282/ الحديث 186.]

ثمّ ذكر

[ليست في 'أ'.] أنّ الهداية إلى حبّه فضلٌ "من اللَّه"،

[ليست في 'أ' 'ج'.] فقال: 'ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ'

[النساء: 70.] يعني الهداية إلى حبّ عليّ موافقة للأبرار

[في 'ب' 'ج': الأبرار. وكأنّ صوابها 'مرافقة للأبرار'.] ونجاة من النار.

[تفسير هذه الآية المباركة متفرّع على تفسير الآية 69 وقد مرّ. وانظر مناقب ابن شهرآشوب 105: 3، وتفسير فرات: 113، وتأويل الآيات: 146.]

ثمّ أخبر نبيّه بما في قلوب المنافقين من بغضة علي باطناً وإقرارهم

[في 'أ': وإقراراً.] ظاهراً، فقال: 'وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ'

[النساء: 81.] يعني فيما تأمرهم به من ولاية عليّ 'فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ' وهذا بيان حال المنافق لأنّه ذو وجهين يخالف ظاهره باطنه.

[ليست في 'أ' 'ج'.

في الطرف: 180 - 179 عن الكاظم، عن الصادق عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال لعليّ عليه السلام: يا علي، إنّ القوم يأتمرون بعدي على قتلك، يظلمون ويبيّتون على ذلك، فأنا منهم بري ء، وفيهم نزلت 'بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ'...

وفي تفسير القمي 145: 1 'وقوله عزّ وجلّ يحكي قول المنافقين، فقال: 'وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ'.

وانظر تفسير الآية 108 من سورة النساء 'إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ'. انظره في الكافي 334: 8/ الحديث 525، وتفسير العياشي 301: 1/ الأحاديث 268 - 266، إذ المبيّتون هم الأوّل والثاني وأبو عبيدة ابن الجرّاح.]

ثمّ مَنَّ على المؤمنين بفضله ورحمته وهما النبي والولي، فقال

[ليست في 'أ' 'ج'.] 'وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ'

[النساء: 83.] وهو النبي والولي

[روي عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام أنّ فضل اللَّه ورحمته هما النبي وعلي. انظر تفسير العياشي 287: 1/ الأحاديث 209 - 207، ومجمع البيان 82: 3، وتأويل الآيات: 147، وتفسير القمي 145: 1، ومناقب ابن شهرآشوب 119: 3.] 'لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ' وهو هامان

[انظر أنّ الشيطان هو الأوّل والثاني في تفسير قوله تعالى في الآية 208 من سوره البقرة 'وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطَانِ'. وانظر في تفسير قوله تعالى في الآية 29 من سورة الفرقان 'وَكَانَ الشَّيْطَانُ للإِنْسَانِ خَذُولاً' أنّ الثاني هو الشيطان. وهذا هو الأشهر في لسان روايات أهل البيت عليهم السلام.] 'إِلّا قَلِيلاً' وهم أهل الولاية.

ثمّ ذكر حال أعدائه عند الموت وتوبيخ الملائكة لهم، فقال: 'إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ'

[النساء: 97.] بترك الولاية التي بها

[ليست في 'أ'.] نجاة النفوس من الأهوال، فقال: 'فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ' يعني لم نعرف إمام

[في 'ب': الإمام.] الحق، فقال

[في 'ب': فيقول. وفي 'ج': فتقول.] لهم الملائكة 'أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا' يعني لم تتفكّروا في أنفسكم - التي هي أرض اللَّه - فتعرفوا الإمام الحقّ بالدليل

[في 'ب': الحق فيقول بالدليل.] "فتعرفوا إمام زمانكم"

[ليست في 'ب'.] 'فَأُولئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ' بما ضيّعوا من أُصول الدين.

[انظر تفسير القمي 149: 1.]

ثمّ ذكر حال من أحبّه تقليداً بغير دليل، فقال: 'إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً'

[النساء: 98.] إلى طلب العلم ولا يجدون حيلة إلى برهانٍ،

[في 'ب': إلى إقامة البرهان.] بل أخذوا ولايته ميراثاً من ظهور الآباء، وارتضعوها من ثدايا الوالدات، فقال: 'فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ'

[النساء: 99.] بحبّهم لعليّ عليه السلام،

[انظر معاني الأخبار: 202/ الحديث 9، وتفسير العياشي 297: 1/ الحديث 249. وهذا المعنى هو المراد من الروايات القائلة بأنّ المستضعفين هم أهل الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة، ومن لم يعرف بنصب وإن لم يكن متحقّقاً في الولاء، انظر الكافي 298 - 297: 2/ الحديثين 6 - 5، ومعاني الأخبار: 200/ الحديث 1 و202/ الحديث 8، وتفسير العياشي 296: 1/ الحديث 248.] لصدق ما ورد عنهم أنّهم قالوا: إنّ اللَّه يدخل شيعة عليّ عليه السلام الجنّة حتّى الحقّيّة؛

[في 'أ': حتّى الحَلفَة. وفي 'ج': حتّى الحلفيّة.] وهم قوم يحلفون بحقّ عليّ عليه السلام وهم لا

[في 'أ' 'ج': بحقّ عليّ ولم يعرفونه.] يعرفونه.

[في الصراط المستقيم 210: 2 جاء كامل المدني يسأل الإمان العسكري عليه السلام عن مقالة المفوضة، قال: فلما وصلتُ قلت في نفسي: أرى أنّه لن يدخل الجنّة إلّا أهل المعرفة ممّن عرف معرفتي، فخرج فتى إلينا ابن أربع سنين ونحوها، فقال مبتدئاً باسمي: جئت تسأل عن أنّه هل يدخل الجنّة إلّا من قال بمقالتك؟ قلت: نعم، قال: إذاً يقلّ داخلها، واللَّه ليدخلنها قوم يقال لهم الحقّيّة؛ يحلفون بحق علي ولا يعرفون حقّه.]

ثمّ ذكر أنّ أعداءه من المنافقين في الدرك الأسفل من النار

[إشارة إلى الآية 145 من سورة النساء 'إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّركِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ'.] وأنّهم تحت الكفّار بعد إسلامهم وصلاتهم وصيامهم وجهادهم وقيامهم،

[قال القمي في تفسيره 157: 1 'نزلت في عبداللَّه بن أُبيّ، وجرت في كلّ منافق ومشرك'.] وذلك لوجوه:

الأوّل: إنّ الكفّار ما علموا ولو علموا لاهتدوا، والمنافقون كفروا وأضلّهم اللَّه على علم،

[أخذاً من قوله تعالى في الآية 23 من سورة الجاثية 'وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ'.] وليس مَن علم كمن لا يعلم.

الثاني: إنّ الكفّار مع كفرهم يعظّمون إله السماء ويسمّونه النور الأعظم، والمنافقون يقعون في ربّهم، فيجوّزون عليه الظلم والخطأ وينسبونه إلى

[ليست في 'ب'.] الصورة والمثال، وهو سبحانه منزّه عن ذلك متعال عمّا يقولون.

الثالث: إنّ الكفّار يعظّمون الأنبياء ويسمّون النبي الناموس الأكبر، والمنافقون وقعوا في الأنبياء فنسبوا إليهم فعل

[ليست في 'ب' 'ج'.] الخطأ وفعل القبيح والإثم وعدم العصمة، ونسبوا إلى سيّد الأنبياء ما نسبوا، فوجب أن يكون الكفّار مع كفرهم أزكى منهم، فوجب أن يكونوا تحت الكفّار في الدرك الأسفل من النار.

ثمّ ذكر أنّ من تاب منهم وأناب عاد اللَّه عليه

[في 'ب': أعاد اللَّه عليه. وفي 'أ': عاد اللَّه إليه.] بالقبول، فقال: 'إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا'

[النساء: 146.] من سيّئاتهم 'وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ' ليهديهم إلى صراط مستقيم 'وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ' في ولاية عليّ عليه السلام

[في 'ب': بولاية أوليائه ومعاداة.] ومعاداة أعدائه 'فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ' صاروا في زمرة المؤمنين بعد أن كانوا مع

[في 'ب': من.] الكافرين.

[انظر تفسير الإمام العسكري: 572 - 571/ الحديث 333 في تفسير الآية 160 من سورة البقرة 'إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ'، وتفسير الصافي 207: 1/ الحديث 160.]

ثمّ ذكر أنّه سبحانه غنيّ عن ظلم العباد، وأنّه لا يعذّب بالنار إلّا من كفر بوليّه،

[في 'أ': بولايته.] لأنّ من كفر بالولي كفر بالنبي والربّ العلي، فقال: 'مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ'

[النساء: 147.] نعمة اللَّه عليكم 'وَآمَنْتُمْ' به وبنبيّه وأوليائه 'وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً' لمن آمن 'عَلِيماً' بمن نافق وداهن.

[في 'أ': وأوهن.]

ثمّ عرّف عباده - كرماً منه وفضلاً - أنّ جميع ما جاء به النبي الصادق الأمين حقّ من عند اللَّه، فقال: 'يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِن رَبِّكُمْ فَآمِنُوا'

[النساء: 170.] باللَّه ورسوله ووليّه 'خَيْراً لَكُمْ وَإِن تَكْفُرُوا' بولاية عليّ 'فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ' وما هو للَّه فهو لنبيّه وما هو للنبي فهو للولي.

[في 'ب': للمولى الولي. وكتب فوق كلمة الولي: خ.

وانظر الكافي 351: 1/ الحديث 59، وتفسير العياشي 311: 1/ الحديث 306، ومجمع البيان 245: 3، ومناقب ابن شهرآشوب 75: 3 و128.]

ثمّ ختم سورة النساء بآية شريفة تشهد بأنّ من آمن باللَّه ورسوله وصدّقه فيما قال عن أمر ربّه فإنّه يُهدَى إلى صراط مستقيم؛ وهو معرفة الإمام الحقّ، فقال: 'فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً'

[النساء: 175. وهي الآية قبل الأخيرة في السورة، وإنّما عنى المؤلّف أنّها الأخيرة من آيات سورة النساء النازلة في أهل البيت عليهم السلام.] وهو حبّ عليّ عليه السلام.

[انظر تفسير القمي 159: 1، وتفسير العياشي 311: 1/ الحديث 307.]

سوره مائده


"جعل اللَّه بيعته في الأزل معقودة في الأعناق وأَمَرَ

[قوله 'وأمر' ساقط من 'أ' 'ب'.] الناس بالوفاء بها"

[ليست في 'أ'.] فقال: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ'

[المائدة: 1.] يعني العهود

[في 'أ': العقود.] المأخوذة عليكم من ولاية عليّ وعترته.

[انظر تفسير العياشي 318: 1/ الحديث 5، وتفسير القمي 160: 1 ففيه روايتان عن الصادق وأبي جعفر الثاني عليهما السلام.]

ثمّ جعل طاعته وطاعة رسوله البرّ والتقوى، وأمر عباده بالتعاون عليها، فقال: 'وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى'

[المائدة: 2.] "وهو حبّ النبيّ والولي"

[ليست في 'ج'.] 'وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ' وهو حبّ

[في 'ب': طاعة.] فرعون وهامان.

[انظر قول الصادق عليه السلام: 'فنحن البر والتقوى'، في تفسير العياشي 184: 1/ الحديث 85، ودعائم الاسلام 58: 1.

وفي كتاب اليقين: 326/ ضمن حديث الباب 122 قول علي عليه السلام لابن عبّاس: يابن عبّاس، ويل لمن ظلمني ودفع حقّي... يابن عبّاس، أراد كلّ امرئ أن يكون رأساً مطاعاً تميل إليه الدنيا وإلى أقاربه، فحمله هواه ولذّة دنياه واتّباع الناس إليه أن يغصب ما جُعل لي... يابن عبّاس، إنّ الظلم يتسق لهذه الأمّة ويطول الظلم ويظهر الفسق وتعلو كلمة الظالمين، ولقد أخذ اللَّه على أولياء الدين أن لا يقاروا أعداءه، بذلك أمر اللَّه في كتابه على لسان الصادق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: 'تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ'...]

ثمّ مَنَّ على عباده أن أكمل لهم دينهم بحبّ عليّ عليه السلام، وأتمّ عليهم نعمته بولايته، فقال: 'الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي'

[المائدة: 3.] فكان تمام النعمة وكمال الدين بحبّ عليّ عليه السلام وولايته.

[في 'ب': وولائه.

وحديث الغدير متواتر عند الفريقين، بل طرقه عند العامّة أكثر من طرقه عند الإماميّة، وقد رواه العامّة عن أكثر من مائة وعشرين صحابيّاً بطرق متعدّدة متكثّرة، منها الصحيح والحسن، وذكر ابن جرير الطبري العامي خمساً وسبعين طريقاً لهذا الحديث، وذكر ابن عقدة له خمساً ومائة طريقا. انظر الغدير 282 - 270: 1 و 218 - 217: 11، والمجلد السادس من نفحات الأزهار، والتحف في توثيقات الطرف: 362 - 361.]

و

[الواو ليست في 'أ' 'ج'.] عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: لمّا دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى بيعة عليّ عليه السلام يوم

[في 'أ': في غدير.] غدير خم - وكان يوم الخميس - نزلت هذه الآية: 'الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي' يعني بولاية عليّ عليه السلام 'وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً'، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "الحمد للَّه على"

[ليست في 'أ'. وفي 'ج': عليّاً.] كمال الدين وتمام النعمة ورضا اللَّه برسالتي

[في 'أ': برضا اللَّه وبرسالتي. وفي 'ب': برضا اللَّه برسالتي. وفي 'ج': يرضى اللَّه برسالتي. والمثبت عن المصادر.] وولاية عليّ عليه السلام من بعدي، كبيراً من كبير.

[انظر فرائد السمطين 72: 1/ الحديث 39، ومناقب الخوارزمي: 80، ومجمع البيان 274: 3، وتأويل الآيات: 152 - 151.]

وعن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله سبحانه: 'مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ'

[المائد: 54.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: هم أهل

[ليست في 'ب'. وفي 'ج': أصحاب.] الجمل الذين حاربوا أميرالمؤمنين عليه السلام.

[في مجمع البيان 358: 3 'وروي ذلك عن عمّار وحذيفة وابن عبّاس وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبداللَّه عليهما السلام'. وانظر مناقب ابن شهرآشوب 174: 3. وسيأتي المزيد.]

ثمّ جعل حبّه الإيمان وجعل

[كلمة 'جعل' ليست في 'أ'.] من كفر به حبطت أعماله،

[في 'ج': أعمالهم.] "فقال: 'وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ'"

[المائدة: 5.]

[ليست في 'أ'.

وانظر في أنّ الكفر بالإيمان هنا هو الكفر بولاية عليّ عليه السلام، بصائر الدرجات: 88/ الحديث 5، ومناقب ابن شهرآشوب 113: 3، وتفسير العياشي 326: 1/ الحديث 44، وتفسير فرات: 121.] فيكون يوم القيامة خاسراً، وفي النار صاغراً.

ثمّ ذكّر عباده العهد المأخوذ عليهم في حبّه من الأزل،

[في 'ج': الأوّل.] فقال: 'وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا'

[المائدة: 7.] في ولاية محمّد صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام 'وَاتَّقُوا اللَّهَ' أي خافوا اللَّه في نقض العهد والميثاق.

[انظر تفسير القمي 163: 1، ومجمع البيان 290: 3.]

ثمّ ذكر أنّه لعنهم عند

[في 'ج': في.] نقض الميثاق في ولايته،

[في 'ب': في الولاية.] فقال: 'فَبِمَا نَقْضِهِم مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ'

[المائدة: 13.] حكاية عن بني مروان لعنهم اللَّه أنّهم

[ليست في 'أ' 'ج'.] أخذوا فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام فجعلوها في أعدائه.

[في تفسير القمي 163: 1 'وقوله 'فَبِمَا نَقْضِهِم مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ' يعني نقض عهد أميرالمؤمنين عليه السلام 'وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ' قال: من نحّى أميرالمؤمنين عليه السلام عن موضعه'.

بيد أنّ الذين حرّفوا فضائل علي عليه السلام هم بنو أميّة وبالذات طاغيتهم معاوية قبل بني مروان، وكان عمر قبل معاوية قد كتم فضائل علي عليه السلام، وقبله أبوبكر.]

ثمّ سمّى شيعته الطيّب وإن قلّوا، وسمّى أعداءه الخبيث "وإن كثروا، فقال: 'لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ'،"

[المائدة: 100.]

[ليست في 'أ' 'ج'.] وهم أعداء عليّ عليه السلام لأنّه ما أحبّه إلّا من زكى وطاب ولا أبغضه إلّا من خبث وخاب، 'فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ' يعني يا أهل العقول 'لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ' بحبّ عليّ عليه السلام وموالاته.

[انظر قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في أصحاب العقبة وأصحاب الصحيفة الملعونة: لقد أصبح في هذه الأمة في يومي هذا قومٌ ضاهوهم في صحيفتهم التي كتبوها علينا وعلقوها في الكعبة، وإنّ اللَّه تعالى يعذّبهم عذاباً ليبتليهم ويبتلي من يأتي من بعدهم، تفرقة بين الخبيث والطيّب. انظره في الدرجات الرفيعة: 303، وإرشاد القلوب 201: 2.]

ثمّ جعل أهل ولايته قليلاً وأعداءه كثيراً، فقال في أوليائه: 'وَقَلِيلٌ مَا هُمْ'،

[ص: 24. وموردها قوله 'وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ'. وقد تقدّم في الآية 57 من سورة النساء أنّ الذين آمنوا هم المؤمنون بعلي عليه السلام، وتقدّم في صدر الكتاب أنّ ما من آية فيها مدح المؤمنين إلّا وعليّ رئيسها وأميرها وشريفها، وأنّ المراد منها شيعة علي عليه السلام.] ووصفهم بالتقوى وجعل لهم الجنّة فقال: 'أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ'

[آل عمران: 133. وهي قوله 'وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ'. وقد تقدّم في الآية 2 من سورة البقرة أنّ المتقين هم شيعة علي عليه السلام.] "فعُلم أن"

[ليست في 'أ' 'ج'.] ليس في الجنّة إلّا أهل الولاية، فلهم فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وجعل أعداءه كثيراً عددهم، قليلاً مددهم، ومأواهم جهنّم، فقال: 'لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ'

[هود: 119. وموردها هي والآية التي قبلها 'وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ'، والمستثون هم شيعة علي عليه السلام وهم الذين رحمهم ربّنا، فيبقى أعداء علي من الجِنَّة والناس أجمعين هم المملوءة منهم جهنّم. انظر كون شيعة علي عليه السلام المرحومين في الكافي 355: 1/ الحديث 83، وتفسير القمي 338: 1، وتفسير العياشي 173: 2/ الحديث 82، و174/ الحديث 84، وتأويل الآيات: 233. خصوصاً قول الإمام الباقر عليه السلام في رواية الكافي 'يا أباعبيدة الناس مختلفون في إصابة القول وكلّهم هالك' ثمّ قال 'إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ' قال: هم شيعتنا. فدلّ على أنّ الهالكين الجهنّميّين هم أعداء آل محمّد.] وليس في النار إلّا أعداؤه. وهم مع ذلك يتباهون ويفتخرون بأنّهم الأكثر

[في 'أ' 'ج': الأكثرون.] فالحقّ معهم، وأنّ شيعته الأقل، والقرآن يكذّبهم في دعواهم ويقول: 'وَقَلِيلٌ مَا هُمْ'،

[ص: 24.] 'وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلّا قَليلٌ'،

[هود: 40.] فعلم أنّ هؤلاء الأقل هم الأكثر عند اللَّه، وهؤلاء الأكثر هم

[ليست في 'أ'.] الأقل عند اللَّه 'وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ'.

[البقرة: 12.]

ثمّ ذكر سبحانه أنّه ما آمن من تولّى

[في 'ب': ثمّ ذكر سبحانه من آمن وتولّى.] عن ولايته، وغضب عليهم ومسخهم، فقال: 'مَن لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ'،

[المائدة: 60.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: إنّ المسوخ من كلّ أُمّة قومٌ عرضت

[في 'أ' 'ج': عرض.] عليهم ولاية عليّ عليه السلام فأبوا عنها فمسخوا، وبنو أُميّة مسوخ هذه الأمّة.

[قال الصادق عليه السلام: ليس يموت من بني أميّة ميّت إلّا مُسخ وزغاً. انظر الكافي 232: 8/ الحديث 305، والخرائج والجرائح 284: 1، والصراط المستقيم 182: 2.]

ثمّ جعل من آمن به وبرسوله وتولّى عن ولاية أميرالمؤمنين عليّ

[في 'ب': وتولّى عن ولايته.] عليه السلام فإنّه

[ليست في 'أ' 'ج'.] يكون مرتداً، فقال: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ'

[المائدة: 54.] يعني يوالون أولياءه ويعادون أعداءه.

[مرّ تخريج ذلك قبل قليل، وأنّ المرتدين هم أصحاب الجمل. وانظر ما يتعلّق بهذه الآية المباركة في الغيبة للنعماني: 215، وتفسير العياشي 355: 1/ الحديث 135، ومجمع البيان 359 - 358: 3، ففيه قول علي عليه السلام يوم البصرة: 'واللَّه ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم'، وتفسير الثعلبي كما في البرهان 474: 2 وقد حُرّف في المطبوع، وتفسير فرات: 123، وتأويل الآيات: 156 - 154، ونهج البيان كما نقل عنه في البرهان 474: 2 أيضاً.]

ثمّ جعل له الولاية، فقال: 'إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا'.

[المائدة: 55.

انظر نزول هذه الآية في أميرالمؤمنين عليه السلام، في الكافي 113: 1/ الحديث 11 و143/ الحديث 7 و228/ الحديث 3 و354/ الحديث 77، و229/ الحديث 4، وأمالي الصدوق: 107/ الحديث 4، وتفسير القمي 170: 1، والاختصاص: 277، وأمالي الطوسي 58: 1، ومجمع البيان 363 - 362: 3، وتفسير العياشي 357 - 355: 1/ الأحاديث 142 - 137، والاحتجاج: 255 و450، وروضة الواعظين: 104، وتأويل الآيات: 160 - 156، وتفسير فرات: 129 - 123، ومناقب ابن شهرآشوب 7 - 6: 3، والدر المنثور 105: 3، ومناقب الخوارزمي: 187، وأحكام القرآن لأبي بكر الرازي 102: 4، وشواهد التنزيل 245 - 209: 1. وانظر المشارق: 192 و225.] قال ابن عبّاس رضى الله عنه: "أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله"

[ليست في 'ب'.] بيد عليّ عليه السلام يوم غدير خم ثمّ قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، اللّهمّ ومن أحبّه من الناس فكن له حبيباً ومن أبغضه فكن له مبغضاً.

[انظر رواية ابن عبّاس لحديث الغدير في كشف الغمة 317: 1، وسعد السعود: 70 ط الغري،وتفسير الحبري الورقة 11، وأمالي المرشد باللَّه: 145، وتفسير العياشي 360: 1/ الحديث 152، وتفسير فرات: 131، وأمالي الصدوق: 316، وتأويل الآيات: 165 - 162، وشواهد التنزيل 252 - 251: 1 و258 - 256، وتفسير الثعلبي 92: 4. وقد تقدّم تواتر حديث الغدير عند العامّة فضلاً عن تواتره عند الخاصّة، وإنّما نقلنا هنا المصادر الراوية له عن عبداللَّه بن عبّاس. وانظر تفسير 'يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ' في المشارق 218 - 217.]

وقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أنت وليِّي في الدنيا والآخرة، وأنت روحي التي بين جنبي، وأنت الأمين،

[في 'ب' 'ج': الأمير.] وأنت الوزير، وأنت الوصي، وأنت الخليفة على الأهل والمال، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.

[في كتاب سليم: 230 قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي، أنت الأخ، وأنت الخليل، وأنت الوصي، وأنت الوزير، وأنت الخليفة في الأهل والمال... وأنت الخليفة في أمتي، وليّك وليّي، وعدوّك عدوّي، وأنت أميرالمؤمنين وسيّد المسلمين من بعدي.

وفي الخصال: 429/ باب العشرة - 'كانت لعلي من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عشر خصال'، وفيه أربعة أحاديث، وفي الحديث 8 قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا علي أنت الوصي، وأنت الوزير، وأنت الخليفة في الأهل والمال، وليّك وليّي، وعدوّك عدوّي، وأنت سيّد المسلمين من بعدي، وأنت أخي، وأنت أقرب الخلائق منّي في الموقف، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.]

/ 66