سوره سبأ
"ثمّ [من هنا إلى قوله 'ثمّ ذكر مكانه في الجنّة' ليس في 'ب'.] جعله وعترته القرى الآمنة، [وهي القرى التي بارك اللَّه فيها، فقال في الآية 18 من سورة سبأ: 'وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً'، قال الإمام الحجّة عجّل اللَّه فرجه: نحن واللَّه القرى التي بارك اللَّه فيها، وأنتم القرى الظاهرة. انظر الغيبة للطوسي: 346 - 345، وإكمال الدين: 483/ الباب 45 - الحديث 2. وانظر في معنى الآية أيضاً تأويل الآيات: 462 - 461، والاحتجاج: 313 و327، ومناقب ابن شهرآشوب 142: 4.] وشيعته القرى الظاهرة، وأعداءهم القرى الظالمة، قال أبو عبداللَّه عليه السلام: نحن القرى الآمنة، وشيعتنا القرى الظاهرة، وأعداؤنا القرى الظالمة. [لم نعثر عليه بهذا اللفظ.]
ثمّ مدح شيعتهم بالصبر، فقال: 'إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ'، [سبأ: 19.] قال أبو عبداللَّه عليه السلام: صبّار على مودّتنا شكور على ولايتنا. [في تأويل الآيات: 463عن محمّد بن العبّاس بسنده عن الباقر عليه السلام في هذه الآية، قال: صبّار على مودّتنا وعلى ما نزل به من شدّة أو رخاء، صبور على الأذى فينا، شكور للَّه على ولايتنا أهل البيت.]
ثمّ ذكر لنبيّه أسراره يوم الغدير، فقال سبحانه: 'وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ'، [سبأ: 20.] قال ابن عبّاس: لمّا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، كان إبليس حاضراً وعفاريته، فقالوا: ما هكذا قلت لنا، فقال لهم: قرّوا، إنّ أصحابه واعدوني أنّهم [ليست في 'ج'.] لا يقرّون له بشي ء، ثمّ قال: 'إِلّا فَرَيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ' وهم شيعة عليّ الذين آمنوا به. [انظر الكافي 344: 8/ الحديث 542، وتفسير القمي 201: 2، وتأويل الآيات: 465 - 463. والرواية فيها عن الباقر والصادق عليهما السلام.]
ثمّ جعل ولايته [في 'ج': ولاية علي.] عظةً، فقال لرسوله: 'قُلْ' [سبأ: 46.] لقومك 'إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ' وهي ولايته. [انظر الكافي 347: 1/ الحديث 41، وتفسير القمي 204: 2، وتأويل الآيات: 467 - 466، والاحتجاج: 255 - 254، ومناقب ابن شهرآشوب 309: 4 و 73: 3.]
سوره فاطر
ثمّ جعلهم العمل المرفوع وهو ولايته وولاية الأئمّة من ذرّيّته، وهو أن يعتقد ولايتهم بقلبه ولسانه وجوارحه وأركانه لأنّ الإقرار باللسان غير كافٍ". [وذلك قوله تعالى في الآية 10 من سورة فاطر 'إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ'.
انظر الكافي 356: 1/ الحديث 85، وتأويل الآيات: 469 - 468، وتنبيه الخواطر 109: 2، والاحتجاج: 260، وتفسير القمي 208: 2، ومناقب ابن شهرآشوب 6: 4. وانظر المشارق: 120.] [ليست في 'ب'.]
ثمّ ذكر مكانه في الجنّة ومكان زوجته بنت النبي صلى الله عليه وآله، [في 'ب': ثمّ جعل مكانه ومكان زوجته بنت سيّد المرسلين. وفي 'ج': 'بنت خاتم النبيين' بدل 'بنت النبي'.] فقال: 'الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ'، [فاطر: 35.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّ فاطمة هي الجارية التي تجوز في عرصات القيامة على ناقة رأسها من حسن [في 'ب': حسنة. وفي المصدر: خشية.] اللَّه، وعيناها من نور اللَّه، وخطامها من جلال اللَّه، وعنقها من بهاء اللَّه، وسنامها [في 'أ' 'ج': وساقها.] من رضوان اللَّه، وذنبها [في 'ب': وأذنيها.] من قدس اللَّه، وقوائمها من مجد اللَّه، إن مشت سبّحت، وإن رغت قدّست، عليها هودج من نور، عليها جارية إنسيّة حوريّة، جمعت فخلقت، وصنعت فمثّلت ثلاثة أصناف: أوّلها مسك أذفر، وأوسطها من عنبر أشهب، وآخرها من زعفران أحمر، عجنت [في 'أ' 'ج': عجن.] بماء الحيوان، لو تفلت في [ليست في 'أ'.] سبعة أبحر لعذبت، ولو أخرجت خنصرها إلى الدنيا لغشي [في 'ب': تغشى.] الشمس والقمر نورها، [ليست في 'ب' 'ج'.] جبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن شمالها، وعليّ أمامها، والحسن والحسين وراءها، واللَّه يكلؤها ويحفظها، فتمرّ في العرصات فيأتي النداء: 'يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم ونكّسوا [في 'ب' 'ج': وانكسوا.] رؤوسكم، هذه بنت محمّد نبيّكم'، فتجوز على [ليست في 'ب'.] الصراط وعليها ريطتان بيضاوان، فإذا دخلت الجنّة ونظرت إلى ما أعدّ اللَّه [لفظ الجلالة ليس في 'ب'.] لها من الكرامة، أوحى اللَّه إليها: 'يا فاطمة، سليني أعطيك، وتمنّي عليَّ أُمنيك'، فتقول: إلهي أنت المنى وكلّ المنى وفوق المنى، أسألك أن لا تعذّب محبّي ومحبّ عترتي بالنار، [في 'ب': في النار.] فيوحي اللَّه إليها: 'وعزّتي وجلالي [قوله 'وجلالي' ليس في 'ب'.] إنّي آليت على نفسي من قبل خلق السماوات والأرض بألفي [في ' أ' 'ج': بألف.] عام أن لا أعذّب محبّيك بالنار'. [الرواية في تأويل الآيات: 474 - 472 عن الصدوق بسنده إلى أبي ذر.]