علی فی الکتاب و السنّة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی الکتاب و السنّة - جلد 2

حسین شاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذه الاستعارة تجسّد الحقيقة دون مبالغة أيضاً، ما دام كلام النبي صلى الله عليه و آله و سلم معصوماً من الباطل، وإذا كان من وظيفة مؤرّخ الأدب أن يضع النصوص التي يدرسها في نطاقها اتاريخي، حينئذٍ نجد أنّ الوثيقة النبوية القائلة: 'أنا مدينة العلم وعلي بابها' تشكّل خلفية 'تاريخية' ينبغي أن نستند إلى محتوياتها عند دراستنا لأدب الإمام علي عليه السلام.

إنّ كونه صلى الله عليه و آله و سلم مدينة للعلم يعني: أنّ اللَّه تعالى 'ألهمه المعرفة' التي لم يلهمها أحداً من البشر سواه حيث حصرها في مدينة تابعة له صلى الله عليه و آله و سلم، وأمّا كون علي هو باب المدينة يعني: أنّ المعرفة التي ألهمها اللَّه للنبي صلى الله عليه و آله و سلم لا يمكن أن يتعرف عليها أحد إلّا من خلال علي عليه السلام؛ لأنّه الباب الذي يُفضي إلى دخول المدينة وهذا- يعني أيضاً -: أنّ علياً عليه السلام هو الذي يتكفّل ببيان ما ألهمه اللَّه تعالى للنبي صلى الله عليه و آله و سلم: حيث أوصل النبي صلى الله عليه و آله و سلم هذه المعرفة إلى علي عليه السلام وجعله لساناً رسمياً يتكلّم نيابة عنه، مما يفسّر لنا واحداً من أهم الأسباب التي جعلت النتاج الذي قدّمه علي عليه السلام ينطوي على طرح يجمله صلى الله عليه و آله و سلم ويفصّله عليه السلام، أو يسكت عنه صلى الله عليه و آله و سلم ويتركه لعلي عليه السلام بأن يضطلع بتقريره وتوصيله إلى الآخرين.

إذن: عندما نقول بأنّ أدب الإمام عليّ عليه السلام يجسّد أفضل نتاج عرفه تاريخ الأدب، حينئذٍ لا نبالغ في تقرير هذه الحقيقة التي ينبغي لمؤرخ الأدب أن يعيها كلّ الوعي؛ إذا كان مستهدفاً دراسة تاريخ الأدب بلغة موضوعية تفرضها عليه وظيفته العلمية. وفي ضوء هذه الحقيقة نتقدّم بعرض سريع لأدب الإمام عليّ عليه السلام بنحو يتناسب وحجم هذه الدراسة.

وإنّ أهمية النتاج الذي قدّمه الإمام علي عليه السلام تتمثل في المستويين: الفكري والفني. أما الفني فيكفي أن يُطلَق على نتاجه- في المختارات التي انتخبها الشريف الرضي- اسم نهج البلاغة أي النموذج أو المعايير أو القواعد أو الطرائق التي تجسّد

ماهو فني أو بلاغي من التعبير، وهذا يعني أنّ الإمام عليه السلام قدّم النموذج للفن وإن ما عداه من النتاج العام هو دونه أو تقليد له. وأما الفكري منه، فيكفي أن نعود إلى وثيقة النبي صلى الله عليه و آله و سلم لنعرف أنّه حصيلة ما أودعه صلى الله عليه و آله و سلم من المعرفة لدى الإمام عليه السلام، وهو أمر يمكن أن يلاحظه مؤرّخ الأدب حينما يجد أنّه حيال فكر متميّز يَسْتَبِقُ عصره ويتجاوزها إلى التخوم التي لا يزال بعضها مجهولاً حتى في حياتنا المعاصرة. لقد تحدث الإمام عليه السلام عن المعرفة بنمطيها: المعرفة الإنسانية والمعرفة البحتة، فتحدث عن نشأة الكون وظواهره المختلفة من سماء وأرض وكواكب وملائكة وبشر وحيوان... الخ، وسائر ما يرتبط بالمعرفة البحتة.

وتحدث عن النفس والتربية والاقتصاد والسياسة والتاريخ والاجتماع، وسائر ما يرتبط بالمعرفة الإنسانية. ومعلوم أنّ الحديث عن الظاهرة العلمية: إنسانية كانت أو بحتة يتم عادة بلغة تقريرية، إلّا أنّه عليه السلام كتبها بلغة فنية تتوسّل بالصوت والصورة وسائر الأدوات الجمالية في أرفع مستوياتها، مما جعل النتاج المأثور عنه عليه السلام مطبوعاً بسمتي المعرفة والفن، ومن ثَم جعل هذا النتاج مطبوعاً بما هو نموذجي متميّز بحيث يعكس آثاره على النتاج الذي تشهده العصور الأدبيّة اللاحقة، حتى أنّه لا يكاد خطيب أو كاتب أو مفكّر بنحو عام يتخلص من تأثير هذه الانعكاسات الأدبية والفكرية كما سنشير إلى ذلك في حينه.وأهمية هذا التأثير أو الانعكاس تتمثّل في أن النتاج فكرياً لا طرح مماثل له في الميدان العلمي عصرئذٍ حيث إنّ الازدهار العلمي بدأ بعد أكثر من مائة سنة من عصر الإمام عليه السلام، كما أنّ اللغة الفنية التي استخدمها عليه السلام كانت مكثّفة بشكل يحوِّلها إلى لغة جمالية مَحضة تغرق في غابة من الصور التشبيهية والتمثيلية والاستعارية والرمزية والاستدلالية والتضمينية... الخ،وتحتشد بإيقاعات هائلة تتناول كل مفردة ومركبة حتى لا تكاد تجد من بين

آلاف المفردات والتراكيب مفردة أو تركيباً خالياً من إيقاع ملحوظ فضلاً عمّا يواكب ذلك كلّه من الأدوات اللفظية والبنائية التي تحفل بما هو مدهِش ومثير في مختلف مستوياتها. والمهم بعد ذلك أن نُصنِّف هذا النتاج إلى أشكال متنوعة من التعبير الفني، يمكن درجها ضمن مايلي:

الخطبة، الرسالة، الخاطرة، المقالة، الدعاء، الزيارة، الحديث، المقابلة، المحاورة، الملاحظة.

محسن شرارة


"1318 ه- 1365 ه"

في بدء الإيجاد كنت...! على لوح الوجود، بين آفاق النور، عندما أطل شعاع سناك نوراً متألقاً، تومض بالشعاع، وتلظى بالإبداع.

وكنت! في غاية السر ضميراً يتلألأ بالآلاء!

موغلاً في السمو والزهو، تتراءى بالينبوع في ضوء الشموع.

وكنت. إذ أغرق التكوين، عجين الطين، بماء التسنيم، بلفظ مبدع قديم، على محيا الأديم.

طيب السرى، في جباه الورى، في أصلاب طاهرات، وأرحام مطهرات، من الدنس نقيات،عن الخبث ساميات.

وكنت إذ انفتق عنك النور، وانبثقت في الظهور، وجلاك باري النسم، في فناء الحرم عند هيكل الصنم، ديمة الديم.

وكنت إذ نشأت كالفرقد، تغذي وتمهد، على أبهاء السؤدد، في كنف أحمد، عبقرياً يتوقد!

في الفراش الطهور، كالنجم في الظهور، فدية النور للنور.!

وكنت في مغازي النذير، أنت الأمير، محور النفير.

أسمى بطل، رأى المهل، عند الجدل، يغني العلل، لدى الأجل.

وكنت على النهر نضو الغير، تري العبر، أشقى بشر.

وكنت على الصحراء بين الأنواء، خلف الأرزاء، تنفث الدماء، تصبغ الفضاء، تبث في الحفر شكوى القدر والبشر.

خاتمة المطاف


اختتم هذه الموسوعة الميمونة المباركة بما تيسر لي من جيد ما نظم وما نثر في حقّ أمير الفصاحة والبلاغة أميرالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، خلال خمسة عشر قرناً

وفي هذا المقام لا يسعني إلّا أن أشكر الذوات الأفاضل الذين آزروني وساعدوني في إخراجه، وتبويبه، ومراجعته حتى ظهر بهذه الحلّة القشيبة.

سائلاً المولى القدير أن يقبل مني هذا اليسير ويعفو عني الكثير فإنه سميع بصير.

وآخر دعوانا ان الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين.

تم ذلك في بلدة قم المقدسة، عش آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم

العبد المنيب

الفاتح من محرم الحرام سنة 1418 هحسين الشاكري

/ 50