علی فی الکتاب و السنّة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی الکتاب و السنّة - جلد 2

حسین شاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يوم الجمل


وعن يوم الجمل يقول:

أصبح السهل ضفتين من الأب++

-طال عَدّ الحصى عُلوَّ الرمال

بين بحرين برزخٌ من عداهُ++

لزمته عواقب الأهوال

وقف القائد الأمير كئيباً++

كوقوف الولهان بالأطلال

قال لا تبدهوا العدو بحربٍ++

علّ فيهم إفاقة من ضلال

وإذا بالسهام، من ضفة الأع++

-داء، تهمي تدفق الشلال

عيل صبر الأبطال، صحب علي++

فتنزّت قلوبهم للنزال

جاء عبدالرحمن، نجل أبي بك++

-ر، يقول انتهى زمان المطال

إن إخواننا يخرّون صرعى++

أترانا نموت موت السخال

حقك الحق يا أمير فدعنا++

ننصرف أو نمت بظل المعالي

رفع الليث طرفه في خشوع++

في انكسار اليتيم، قبل السؤال

قال: يا مبصر الغيوب، وذات ال++

-عدل، والجود، والعليم بحالي

لنتُ حتى مرونة الغصن دوني++

واتضاع الشذا ولطف الظلال

كثر القتل في اليمين وطار ال++

-ريش من مقدم الجناح الشمال

وعلي نعسان يخفق طرفاً++

كخفوق الغصون في الآثال

أغبر الوجه جاءه "ابن جهين"++

ضَيِّقَ الصدر، واسعَ البلبال

أدركِ الناس يا أباالحسن الصن++

-ديد فالجيش في طريق الزوال

فاستفاق الأمير كالليث مجرو++

حاً يشق الطريق في الأدغال

وأتوه ببغلة لرسول ال++

-لّهِ صارت إلى الحبيب الغالي

شق بين الصفوف سمتاً عريضاً++

كطريق الشعاع في الأظلال

وتراءت له "حنين" و "بدر"++

فاستجدّ الشباب غب اكتهال

وأغار الصنديد فالحرب دالت++

واستحال الذؤبان سرب رخال

ومشت بغلة الرسول على الأ++

بطال تفري وجوههم بالنعال

وأبى ذو الفقار أن يستحمّ ال++

-يوم إلا بمهجة الأقيال

وأذاع الأمير لا تقتلوا الجر++

حى ورفقاً بهارب مجفال

فأشاروا عليه ان يقتل الأس++

-رى وفيهم سلالة الأصلال

قال بل رحمة لمن يتزكّى++

للمصلين، رحمة للعيال

جمع الأبعدين قلب عليّ++

همة الليث في صفاء الزلال

إنما الحق شيمة لعلي++

لحمة التوأمين دون انفصال

صفين


وله قصيدة بعنوان صفين يقول فيها:

وقف الطامع الحريص ابنُ هند++

يرسل الطرف من ذرى "قاسيونا"

أيخلِّي هذي الرياض وينحو++

جانب البيد خاسراً محزونا

فليثرها خلافة ويَذرّ ال++

-تبر ذرّا، فالمال يعمي العيونا

وليطالب بدمِّ عثمان، ولين++

-شر قميصاً به يثير الشؤونا

سار والجند طوّع لابن هند++

كالدمى في أنامل اللاعبينا

وأتاهم للحرب، أقطع خلق ال++

-لّه سيفاً، وأصدق الناس دينا

بشيوخ المهاجرين، وأنصا++

رٍ صحابٍ، وأهل بدرٍ مئينا

واستحرَّ القتال حتى تغطت++

جبهة السهل بالنجيع سخينا

وأراد الأمير حجب دماء++

لم يرقها إلّا نبيلا ضنينا

أغبياء لعلّ فيهم بريئاً++

إن يكن في أميَّةٍ مسلمونا

فدعا للبراز صلّاً عجيباً++

يعجز العين جلده تلوينا

قال عمرو هيَّا معاويَ فابرز++

هكذا ينصف القرين القرينا

فأجاب الروّاغ يا عمرو ماذا++

أتراني مغامراً مجنونا

ما سئمت الحياة بعد، فمن يل++

-قَ عليّاً، فقد أحب المنونا

ضجّ جند الشآم من هول حرب++

وتولى أبطالهم مدبرينا

وابن هند خلا بعمرو مشيرا++

يرقب الوحي هابطاً من "سينا"

قال يا عمرو من دهائك أغدق++

كاد سيف ابن هاشم يفنينا

قال عمرو: على الرماح ارفعوا القر++

آن ختلاً فتخدعوا المتقينا

نشروها مصاحفاً وتنادى ال++

-جند هيّا إخواننا أنصفونا

مزَّق المكر شمل صحب علي++

فاذا هم كتائب حائرونا

صاح "عمَّارهم" الى الموت هبُّوا++

ظِلُّ "طوبى" وَرَوحُها يدعونا

فاستجابت كتيبة لنداء ال++

-شيخ، جازت سنونه التسعينا

جندل السيف صاحباً لرسول ال++

-لّهِ من خير صحبه الأكرمينا

مصرع الشيخ فضّ صبر علي++

فبكى الصاحب الجليل الخدينا

وامتطى صهوة الجواد ونادى++

أين أنتم معاشر المؤمنينا

يا لها حملة كزعزاع ريح++

تفرش الأرض في الكروم غصونا

زغرد السيف، ذو الفقار، فلا يب++

-غي قراباً، إلّا الكلى والوتينا

أيّ ترس سوى المصاحف ينجي++

عسكر الشام أعولوا باكينا

يستغيثون يا أباالحسن الصدّ++

يق أشفق فإننا قد فنينا

إن تُبدنا فقد أبدت الذراري++

واليتامى تركتهم جائعينا

فعل المكر في صحاب علي++

فاذا هم كعوسج شائكونا

ألجأوه للصلح ما حيلة الم++

-لاّحِ إن تصبح المياه غرينا

كلما هيَّأ الشراع لسير++

أنبت الوحل حوله تنينا

التحكيم والخوارج


ثم كتب عن مأساة التحكيم وما ترتب عليها من نكوص طائفة من أصحاب الامام عليه السلام فقال:

ألجأوه ليقبل التحكيما++

مُكرهٌ رام قومُه أن يروما

وأتى الفيصلان للحكم والأج++

-فان حامت عليهما تدويما

وقف الشيخ قائلاً: إن أبع دي++

-ني بدنياي كنت وغداً أثيما

قد خلعنا الإثنين، إنَّ بعبد ال++

-لَّه ما تطلبون فضلا سجوما

قال عمرو: لئن خلعتَ علياً++

فلقد ظل صاحبي معصوما

إنني مثبت معاوية وال++

-حكم أحرى بمثله أن يقوما

أسخط الشيخُ كل صدر، فلم يش++

-هد عذيراً، إلّا الإمام الحليما

حيدر ساد شيمة وإباءً++

وكلاما وفيصلا وأروما

وتنادت للنهروان قروم++

ردّها الغيّ بعد ودِّ خصوما

فدعاهم إلى الأمان عليّ++

ناشراً راية السلام رحيما

يشهد اللَّه إنكم خنتموني++

ما رضيت التحكيم إلّا كظيما

كنت حذّرتكم عواقب غدرٍ++

فأبيتم إلّا المقال السقيما

إن أبيتم إلّا القتال فإني++

من عرفتم سَمَيدَعاً قيدوما

فاتقوا اللَّه واذهبوا ودعوني++

قبل أن يأخذ اللهيب الهشيما

فأشاحوا عن نصحه وتنادوا++

من يصالح يكن خبيثاً عديما

فالتقاهم "حجر" "وشيت" "وقيس"++

وصحاب النبي شوساً قروما

وعلى رأسهم، يهزّ "أبوأ++

يوب"، سيفاً ما نام قط ذميما

صفوة الأكرمين حزب علي++

ينصرون الحق الصريح الهضيما

يذكرون النبي بابني عليّ++

يذكر الروض من أحب الشميما

هات يا ذا الفقار من يوم بدر++

صانك اللَّه أن تكون مليما

وتداعت أعداؤه مثل صرح++

يتهاوى على الصعيد رميما

وخلا النهروان إلّا من العق++

-بان والوحش لم يعد منهوما

الحُلم الأخير


وعند هذا المنعطف الخطير ألقى الشاعر عصاه ورسا بسفينته في ميناء التأريخ ليسدل الستار على آخر ليلة من حياة رجل عظيم، عظيم بنفسه، وعظيم بإباء الدنيا أن تلد مثله فكتب يقول:

أرِق الليل لا يذوق المناما++

غير ما تخطف العيون لماما

ليلة تصبغ النجوم بلون ال++

-همّ حتى الظلام يخشى الظلاما

وأحس الأمير مثل انقباض ال++

-ورد، إمّا يُقطِّبِ الأكماما

ناء بالحمل وَعيُهُ كمريضٍ++

بهظته همومه فاستناما

وتراءى له الرسول كضوء ال++

-فجر يلقي على الرياض سلاما

غبطةٌ لم ينل سواها عليٌّ++

منذ مات الرسول إلا مناما

وشكا للرسول شعباً عقوقاً++

عاد أعمى أو مبصراً يتعامى

خاصموني كأن صهرك لم يس++

-لل حساماً فينصر الإسلاما

وأنا من علمت في الدين والهي++

-جاء كهلا ويافعاً وغلاما

إن أكافأ بكل جرح وساماً++

كان لي مِئزر السماء وساما

إن هذي الكلوم لسنٌ فِصاح++

لا تماري لو يفقهون الكلاما

قال: تدعو عليهم قال: أدعو ال++

-لَّه رَبي أن يفقدوني إماما

فيليهم بعدي إمام ظلوم++

وأرى جنة النعيم ختاما

واستفاق الكئيب يغرق في الرؤ++

يا ويستشعر الممات الزؤاما

ذلك الليل لَفّ صِلّا وأفعى++

خارجيَّين يشحذان الحساما

مشرفيّاً يفي صداق "قطام"++

لعن اللَّه "ملجماً" و "قطاما"

هَبّ في الصبح للصلاة عليّ++

كصباح يُودّع الأياما

حاسراً سار للصلاة كوجه ال++

-حق، والحق لا يطيق اللثاما

بلغ المسجدَ الطَهور فلاقا++

هُ الأوزُّ الصَخَّاب يرفع هاما

رامَ أن يسكت النوائحَ صحبٌ++

روَّعته صيحاتها استشآما

فيقول الأمير لا تزجروها++

غمر اللَّه قلبها إلهاما

سوف تأتيكم النوائب بعدي++

دفق غيث من ثقله يتهامى

تشهق الأرض من دماء الضحايا++

فيموتون خضَّعا أغناما

يا حساما قد فلّ رأس عليّ++

طبت من طعنة الورود حساما

قد شربت الدمَ الزكيّ، فطار ال++

-رجس، كالشمس اذ تحلّ الغماما

يا صلاة الختام، في المسجد المح++

-زون، طيري إلى السماء ضراما

طيِّبي مجلس الامير ومدِّي++

ظل "طوبى" لظله إكراما

مسجد كان مهده، يوم جاء ال++

-كون، فاستقبل الحطيمُ الاماما

لاح في مكة هلالا وليداً++

وهوى في العراق بدراً تماما

رثاء أميرالمؤمنين


وهنا يضع الشاعر آخر قطرة من مداد قلمه ليرثيه بهذه القصيدة التي نقتطف منها هذه الأبيات:

غاب ضوء النهار قبل انقضائه++

هات يا شعر أدمعاً لرثائه

واذكر النسر عالياً لم يُدَنّس++

فالأثير الطهور في أجوائه

يكسف الشمس بالجناح عريضاً++

ويسد الفضاء رحب فضائه

في خضمٍّ من الضياء رحيب++

صبَّ فيه الإله فيض بهائه

زوج بنت الرسول خلقك أسمى++

من مناط العيُّوق في إسرائه

شيمة النور أن يظلّ نقياً++

لا يمسّ الغبار كُنْهَ صفائه

يا أمير البيان نهجك بحر++

تتلاقى الأرواح في أثنائه

متعة السمع والقلوب رواءً++

وزئير الأقدار في أنوائه

يا أمير الزهّاد صيتك أنقى++

من جبين العذراء قبل اصطلائه

يا يمين السفاح شلَّت يمينٌ++

حملت للإمام يوم انتهائه

لم يرعه الإمام وهو يصلي++

والملاك السميع في إصغائه

ومشى الليث للعرين جريحاً++

مرسلاً طرفه إلى أجوائه

قال مدّوا له الفراش وثيراً++

وأعدّوا أطايباً لغدائه

فاذا عشت فالجروح قصاص++

وإذا متّ حان يوم انقضائه

جهش المسجد اليتيم بكاءً++

حين غاب الإمام من فقهائه

وبكى الشط والفرات وغاضت++

زقزقات الهزار في غينائه

فقدت عِزّة الحجاز علياً++

خاتم الراشدين من أمرائه

واشرأبت تهامة وعسير++

وتنادت جبالها لبكائه

وأخيراً فقد وضع لملحمته هذه المسماة عيد الغدير خاتمة مطلعها:

يا إله الأكوان أشفق عَليّا++

لا تمتني غِبّ العذاب شقيّا

ثم يقول:

أنت ألهمتني مديح عليّ++

فهمى غيدقُ البيان عَلَيّا

وتخيّرتَ للأمير وأهل ال++

-بيت قلباً آثرته عيسويّا

هكذا كان صهر أحمد يضفي++

نبله مل ء سرحة الدهر فَيّا

هو فخر التاريخ لا فخر شعب++

يدّعيه ويصطفيه وليّا

لا تقل شيعةٌ هواةُ عليّ++

إن في كل منصف شيعيّا

يا عليّ العصور هذا بياني++

صغت فيه وحي الإمام جليّا

أنت سلسلت من جمانك++

للفصحى ونسَّقت ثوبها السحريّا

يا أمير البيان هذا وفائي++

أحمد اللَّه أن خُلِقت وفيّا

جلجل الحق في المسيحيّ حتى++

عُدَّ من فرط حبِّه علويّا

فإذا لم يكن عليّ نبيّاً++

فلقد كان خلقه نبويّا

سفر خير الأنام من بعد طه++

ما رأى الكون مثله آدميّا

يا سماءُ اشهدي ويا أرض قرّي++

واخشعي إنني ذكرت عليّا

بيروت في حزيران سنة 1948

وله في غير هذه الملحمة قوله:

أنا مولى من حباه ربّه++

بالرضا فاطمة زين العربّ

لست مولى الخاطب الوغد الذي++

رُدَّ بالخيبة لمّا أن خطبْ

/ 50