علی فی الکتاب و السنّة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی الکتاب و السنّة - جلد 2

حسین شاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هجرة علي


هزَّه الشوق للنبي فشدَّ ال++

-عزم يهفو إلى جُماع المآثر

صابر في العذاب والجوع حتى++

عجب الفقر من تقشف صابر

فيناجي السهى يصعِّد في الأج++

-واء طرفاً، يشق ستر الدياجر

إن هذا الصمت الرهيب لقدسٌ++

يغسل المرء بالعذاب الصاهر

فالخطوب الجسام والألم المم++

-دود وحي مطهر للضمائر

فإذا كان طاهراً كعلي++

شدّ للَّه قلبه بأواصر

يذكر اللَّه بكرة وعشياً++

ويصلي في كل ومضة خاطر

فالمناجاة والصلاة عطور++

تتعالى إلى السماء مباخر

يا رمال الصحراء هذا عليّ++

فاملئي الدرب والضفاف أزاهر

هو بعد النبي أشرف ظلّ++

لاح في السَّبْسَبِ الحليّ مهاجر

حمِّلي أجنُح الأثير نسيماً++

من جفون الأسحار ريان عاطر

وليفض صدرك المعبِّس واحاً++

باسماً بالرطيب في وجه عابر

تسرح الرئم حوله والحباري++

والنعامات والمها والجآذر

وابسطي حوله الزنابق فرشاً++

وانشري فوقه الغمام مقاصر

كل ما تبلغ الرؤى من جمال++

فتَّحتْ افقه أمانيُّ شاعر

عليّ في يثرب


وحول وصوله إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله يعرّج قائلاً:

تعب القفر من أناة الساري++

إذ أتى النسر ساحة الأنصار

وأبى أن يكون ضيفاً فراح ال++

-ليث يرتاد مهنة الأكَّار

يَغرس النخل عاملاً ويخلّي++

للعشاء الهزيل أجر النهار

ويعود المساء والصدر يشكو++

عَرَق الكدّ لاصقاً بالغبار

حسبه الدرهم الرخيص فلم يح++

-لم عليٌّ بصفرة الدينار

تحمل الرفش كفه وهي كفٌّ++

صاغها اللَّه للشؤون الكبار

لليراع النضير للخيل تجري++

للقناة السمراء للبتَّار

فهي محق للغادرين وحرب++

وبلاء يُحيق بالأشرار

تسكب الموت والصواعق وبلاً++

فتميد الغبراء بالفجَّار

أيّ كفّ من جبهة الصخر قدّت++

هي أسطى من صولة الاقدار

حسبها أن تسلَّه مشرفيا++

فتطل المنون من ذي الفقار

قل: هو اللَّه أكبر إن سيف ال++

-لَّه يزهو بفارسٍ من نزار

مدّ في رفرف الخلود جناحاً++

يُلبس المسلمين هالة غار

تلك كفّ لم يعلق اللؤم فيها++

فتسامت عن الهوى والصغار

إنها الشمس في الضحى لم تدنّس++

يعصم اللَّه أن تهمّ بعار

يبذل المال لليتامى فقير++

ويلفُّ العطاء بالأستار

من يجد من خصاصةٍ مستجنّاً++

فالعطايا هدية للباري

تلكم الكف تسطر الوحي فالقر++

طاس كون يشع بالأنوار

بينها "النجم" "والضحى" "وبروج"++

"وانشقاق" يجي ء بعد "انفطار"

هذه الكف للمعارف باب++

مُشرع من مدينة الأسرار

لم يؤاخِ النبيُّ غير علي++

حفنة التبر أدمجت بالنضار

حسدٌ جال في الصدور وهمس++

وعيون في حيرة وازورار

بدر


وله معرّجاً على موقعة بدر قوله:

حَمل الليل من صميم الدعاء++

ما أهاج الحزون في البيداء

أحمد الساهر الوحيد يصلي++

يغرق الخوف في صباح الرجاء

'يا إلهي اكفني قريشاً' وألبس++

أرض بدر مطارف الخيلاء

ودعا "بالعقاب" رايته السو++

داء منسوجة بكف الضياء

واصطفى حيدر الهصور علياً++

فلواء يعتز فوق لواء

جال في حومة البراز عليٌّ++

جولة الليث في قطيع الشاء

لا يدانيه في الصيال كميّ++

غيرُ عَمٍّ موكل بالفناء

اسد اللَّه "حمزة" لا يبالي++

بالمنايا فالترس حلي نساء

يخسف السهل والجبال ويبقى++

وعيه الفَذّ في السنا والصفاء

يسحب السيف ذا الفقار رهيفاً++

ويُدوّي بالضربة العصماء

لمعة البرق في السحاب ورعد++

وقتام ينجاب عن اشلاء

صامتٌ في الطعان صمت رياح++

منذرات بالعصفة الهوجاء

أعمل الفتكَ في أميّة حتى++

تخم السيف من سموم الرياء

حنظل والوليد وابن سعيد++

وحماة الوطيس في اللأواء

نالهم ذو الفقار نيل ضرام++

شبّ طيّ السنابل الحصداء

وتبارى الجمعان ضرباً وطعناً++

وانثنت كل صعدة سمراء

زواج عليّ


وله بمناسبة زواجه صلوات اللَّه عليه قوله:

عاد إثر الوقيعة البكر ليث++

رمقته القلوب بالإيماء

سار خلف النبي غير حفيّ++

بالرياحين في أكفّ الإماء

يلمس الدرع فيئهُ وهي كنز++

لفقير لم يلتفت للثراء

أتراها تفي بمهر عروسٍ++

أتراه يُردّ ردّ جفاء

وأبوها لو رام عدل صداق++

مال قارون ظلَّ دون الوفاء

دون ما تستحق إيوان كسرى++

واللآلي وحلية الزّباء

ولو ان الدهناء تبرٌ لكانت++

بعض شي ء بجانب الزهراء

بضعة من أب عظيم يراها++

نور عينيه مشرقاً في رداء

جاء بيت النبي والقلب خفق++

فهو في مثل رجفة البرداء

قال: 'إني ذكرت فاطمة' وان++

-بثّ صوت مكبَّل بالحياء

فأجاب النبي: أبشر علياً++

خير صهر مشى على الغبراء

بيعت الدرع في الصداق وزفَّت++

لعلي سليلة الأنبياء

هو خير الأزواج عفَّة ذيل++

وهي خير الزوجات من حوّاء

في نقاء السحاب خلقاً وطهراً++

في صفاء الزنابق العذراء

احد


وفي معركة أحد له:

ترك النصر في النفوس ذحولا++

وبكاءً مضرجاً وعويلا

كلما قارب الضرام انطفاءً++

راح "صخر" يمدّ فيه الفتيلا

زوج هند، ألدّ أعداء طه++

وأخسّ الأنام خلقاً وقيلا

إلى أن يقول:

والأحابيش من رعاع أبي سف++

-يان حلَّت في الطود حملاً ثقيلا

راية المشركين في كفّ "عبدال++

-دار" تدعو إلى البراز الفحولا

أرجف الأرض "طلحة" يتحدى++

باسطاً للنضال باعاً طويلا

وهو في زهوة الطواويس دلّا++

وزئير الأسود تمنع غيلا

وإذا بالذي يسابق درَّ ال++

-غيث خلقاً وصارماً ومقولا

بعلي، يجري إليه سكوتاً++

شيمة الصقر يأنف التهويلا

أوجز السيف خطبة الموت حتى++

لم يشأ من جلاله أن يقولا

خفّ "عثمان" ثائراً لشقيق++

ولواء لا يرتضيه ذليلا

فإذا حمزة يهزُّ قناة++

خضبت رافع اللواء جديلا

ومضى ثالث الصريعين يهوي++

بالردينيّ للطعان عسولا

فرماه على الرغام علي++

فاتقاه بعورة مخذولا

عورة يكشفونها، فيغضّ ال++

-طرف، ليث جاز الحياة نبيلا

وانجلى النقع عن عتاد قريش++

سائباً والفلول تقفو الفلولا

فتعادى الرماة للغُنم والأس++

-لاب والمال يبهر الضلِّيلا

وتناسوا أمر النبي يقول: 'ال++

-نبل لا غيره يصُدّ الخيولا'

واستحرّ الضرابُ، وانهزم الأب++

-طال، ناسين أن فيهم رسولا

وأصيب الرأس الشريف بجرح++

لفَّه اللَّه بالسنا منديلا

يتقيه "أبودجانة" حتى++

طوّق النبل رأسه اكليلا

وعليّ حاط النبي بسور++

من رؤوس أقام منها تلولا

ثابت والجراح مدت رداء++

من عقيق غطاه إلّا قليلا

الخندق


وعن الخندق كتب يقول:

جمع المشركين رحب فنائه++

حاقد ظلّ سادراً في عدائه

خالفته اليهود من كل فج++

يبعثون الدفين من بغضائه

إلى أن يقول:

قادهم فارس يقود المنايا++

ويثير الوطيس بعد انطفائه

راح يدعو إلى البراز فخوراً++

كاختيال الطاووس في لألائه

بارزوني يقول هل من شهيد++

قربته المنون من حورائه

واستعاد النبي منْ لابن ودٍّ++

وجنان النعيم بعض جزائه

لم يجب طوع صوته غير صهر++

يبذل الروح باسماً لافتدائه

فيقول النبي لا! ذاك عمرو++

هو نار الجحيم عند التظائه

قال: إني له وإن كان عمرواً++

وغلى كالهجير عند اصطلائه

وانتضى ذا الفقار سيف خلود++

لم تزل زرقة السماء بمائه

يا إلهي هذا أخي وابن عمي++

فليكن نصره جزاء وفائه

'لا تذرني فرداً فغب "عبيد"++

"حمزة" الليث غاب قبل مسائه'

ومشى حيدر يروم هصوراً++

يلتوي الأخشبان قبل التوائه

أيها النسر دونه كل نسر++

ليس غير النجوم في أجوائه

جلجلت فيك روح عبدمناف++

"وقصيّ" و "غالب" من ورائه

فاذا بطشه رماد وذلّ++

وعيون تبكي على أشلائه

كبّر المسلمون لما رأوه++

جبلاً ماد في خضيب دمائه

ضربة ذكرها يظل فتياً++

بعد موت الزمان بعد فنائه

هابها الضيغمان كسرى وروما++

وتغنى الحادي بها في حدائه

خيبر


وعن وقعة خيبر أنشأ يقول:

قلعة السهل يا مطلّ الغمائم++

ومقر الخنى وكهف المآثم

حتى يقول:

والمغيرون لا حصون تقيهم++

غير بيض الظبى وسمر اللهاذم

ويهودٌ ترميهم بصخور++

صاعقات تنقض من كف راجم

أعجز المسلمين خصم عنيد++

إنه في السحاب في حصن "ناعم"

كل يوم يُعطى اللواء عقيد++

فيعود المساء والوجه ساهم

قائد تلو قائد يتولى++

واللواء الحزين كالقبر جاهم

واذا بالرسول يرفع طرفاً++

ويشق السكوت لمعة صارم

قال إني غداً سأعطي لوائي++

رجلاً راح مفرداً في الأوادم

قد أحب الإله حتى كأن ال++

-لّه في قلبه خفوق ملازم

وأحب الرسول حتى تحدى++

كل ما ضمَّت الدنى من عوالم

وهو حبّ الرحمان وهو حبيبي++

قاسم مات فهو عندي قاسم

بطل لا يفرّ لو فرّ "رضوى"++

ويصيد الرئبال والليث آجم

فاشرأبت آمالهم وتمنى++

كلهم أن يكون ذاك الضبارم

فاذا أصبح الصباح تلاشت++

وأباد الضياء أضغاث حالم

ودعا أحمد عليّاً وقال: ال++

-يوم يوم اللواء، يوم العظائم

وعلي لا يهتدي لطريق++

أرمد العين، أحمر الجفن، وارم

لامست إصبع النبي جفون ال++

-نسر فالطرف كالمهند حاسم

وحباه سلاحه ذا الفقار ال++

-عضب يهوي على الجلاميد فاصم

ويقول النبي: بشراك فاهنأ++

سيد العرب لا يضيرك هاجم

ومشى كاشف الكروب وثُوبَ ال++

-ليث يجري وراء خيط النعائم

فاذا "حارث" يصدّ عليّاً++

بحسام كالموت أحمر جاحم

لم تكن غير ضربة وتردى++

"حارث" كالبناء وهن الدعائم

فأتى "مرحب" أخوه يثير ال++

أرض رعباً والجو رجع زمازم

ثم أهوى بضربة لعلي++

فأطار المجنَّ من كف خاطم

واذا بالأمير يخلع بابَ ال++

-حِصن ترساً ويتَّقي ضرب قاصم

هو باب الحديد كالطود ثقلاً++

محكم السبك كالصخور الصلادم

وكوى ذو الفقار كفّ علي++

يهتف: اضرب فليس حدي براحم

فلق العضب هامة سيَّجتها++

خوذة فوق صخرة وعمائم

/ 50