علی فی الکتاب و السنّة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی الکتاب و السنّة - جلد 2

حسین شاکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فعِش يا أباالسبطين في كنف المدى++

سجلّ خلودٍ رائعِ المتن ظاهرِ

وشمس هُدىً لا يبلغُ الدهر شأوُها++

ويسقط عن إدراكها كلَّ طائرِ

وأمثولةً في موكبِ المجدِ غضةً++

تفسّر للأجيال آيَ المفاخرِ

طواها خِضَمُّ الدهر في معجم الرّدى++

ولكنّها لمّا تزل في الضمائر

علي الفرج


"1391 ه-..."

الشيخ علي بن عبداللَّه الفرج القطيفي، شاعر أديب فاضل، ولد في القطيف عام 1391 ه 1971 م، وفيها نشأ ودرج حتى انهى دراسته الثانوية- الفرع الأدبي، ثم التحق بالحوزة العلمية عام 1410 ه في النجف الاشرف ثم سوريا ثم قم المقدسة حيث ما يزال يحضر دروسه على ايدي اساتذتها وعلمائها، اضافة الى نشاطه الأدبي المميّز من خلال الندوات والاحتفالات في بلده ومهجره على حدٍّ سواء، وما يزال يرفد الحركة الثقافيّة بنتاجاته، كما تربطه بإخوانه ادباء الهجرة علائق خاصة، وله اكثر من مؤلّف مخطوط ومجموعة شعرية لم تطبع بعد، كما يُعدَّ من طليعة الشعراء الشباب في منطقته القطيف.

وله بعنوان: 'دم العشق' قوله:

نبضات قلبك للحياة حياة++

وحروف ذكرك للهدى صلوات

ونمير نهجك واحة رقراقة++

ترسو على شِطآنها الآيات

وغدير خمك لم يزل متفايضاً++

تمتدّ من جنباته الكاساتُ

وعلى سبيلك ألف ذكرى ترتمي++

حلما فتحضنها لك السنواتُ

وكتبت قصتك التي نحتت على++

جيد الحياة فاحسن النحاتُ

قد وقع الرحمن تحت سطورها++

إن الخلود لمثل ذاتك ذاتُ

سجدت لك الأيام تنفض جنحها++

وتقول قد نفخت عليّ حياةُ

وشربت من خمر الولاية رشفة++

فتمايل الاحياء والأموات

وتردّت الدنيا بفضلك فانثنت++

حسداً لوافر حظها الجناتُ

وتلاقفت مغناك افئدة العلى++

فعلوت حتى مدّت القرباتُ

ياسيدي عذراً وتجفل احرفي++

وعلى شفاهي ترجف الكلماتُ

ويزيغ قرطاسي حياء والرؤى++

تجثو ومن حسراتها تقتات

فسكبت من قلبي مداداً عاشقاً++

وقسيّ أضلاعي إليه دواة

وفرشت من جلدي لأكتب فوقه++

حبّاً تذوب بجانبيه رفاتُ

ونثرت أهدابي لأنقش حرفه++

ولفظت أوردتي لها القبلاتُ

وله أيضاً:

رسمناك صبحاً فوق أعيننا أغفى++

وان جفت الدنيا غديرُكَ ماجفّا

كتبناك حرفاً لو قرأنا بطونه++

قرأنا به التوراة والذكر والصحفا

نحتناك تمثالا وصُغناك معبداً++

نخوض الهوى ديناً نصلّي له صفّا

فلو كنت شمس الحب كنا شعاعها++

ولو كنت جرح الحب كنا له النزفا

أيا رملَ خمٍّ كم سكبت على السما++

نشيداً وودّت لو تكون لك العزفا

تحنَّنْ على ارواحنا وارو قصة ال++

أقاصيص يا ما كان.. يا حلما رفّا

أتذكر كيف الشمس تصلي جباههم++

وقد وقف السلطان يوفي كما وفى

وقد صعد العرش الرفيع وما انتهت++

حكاياه إلا الكفّ قد رفع الكفا

نسير بدنيا راحتيك قوافلاً++

نسير الى عينيك نستمطر العطفا

أجل ها وصلنا للشواطي فأبحرت++

مراكبنا العطشى وجنّت بها غرفا

ومجدافنا الميمون أهدابُك التي++

تفيضُ سناً تحلو هدىً تُسْتهى لُطفا

عليٌ وما همس الغرامات خلسة++

بأعذبَ من حرفٍ وأعذِبْ به حرفا

وأنى خيالات العذارى بتولة++

تدانيه طهراً وهو أصفى من الأصفى

وأين ارتعاشات الشموس لنوره++

وأين الذي يُطفا لمن هو لا يُطفا

مختارات مما قيل في أميرالمؤمنين من النثر


المقدمة


من الاجحاف وعدم الإنصاف ان نستدل على فضل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم، وهم الذين لولا جهاده وجهوده، وآثاره العظيمة لكانوا في طي النسيان، وعالم الإهمال، وما قيمة ما ذبحته يراعاتهم، او تفتح فرائحهم في فضله، بعد قوله سبحانه وتعالى في مجمم كتابه المجيد، مخاطباً اياه ب 'يا أيها الذين آمنوا'.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم 'ما أنزل اللَّه آيةً في القرآن 'يا أيها الذين آمنوا' إلّا وعليٌ شريفها وأميرها' وقول الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم له- يا علي وما عرفك إلّا اللَّه وأنا- ناهيك في ذلك شرفاً وفخراً ومجدا.

نعم إيراد تلكم الكلمات من هؤلاء الأعلام تعطينا صورة مُشرقةً وصادقةً عن إكبار المؤاف والمخالف لعلي بن أبي طالب عليه السلام وهيام الجميع بحبه، واعترافهم بفضله حتى من الحاسدين له.

وقد استعرضنا بعض كلمات الصحابة والتابعين والعلماء العظماء وانتخبنا النزر اليسير منها لكثرتها فهي في الحقيقة فوق الحصر، فلا يوجد كتاب في التاريخ الإسلامي، أو التراجم والسير إلّا واسم على ابن أبي طالب في الصدارة،وكل فضيله لأحدهم إلّا وهو عيالٌ عليه.

وقد اثرنا الاختصار وعدم تراجم الذين ذكرنا كلماتهم لانهم اعلام، ومن ارفته متباعدة وحسنويات مختلفة. هذا ما لزم بيانه واللَّه المسدد للصواب.

حسين الشاكري

كلمة الخضر


عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال: لمّا كان اليوم الّذي قبض فيه أميرالمؤمنين عليه السلام ارتجّت الموضع بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، وجاء رجل باك وهو مسرع ومسترجع، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوّة، حتّى وقف على باب البيت الّذي فيه أميرالمؤمنين صلّى اللَّه عليه، فقال: رحمك اللَّه يا أباالحسن كنت أوّل القوم إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأشدّهم يقيناً، وأخوفهم للَّه عزّ وجلّ، وأعظمهم عناءً، وأحوطهم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول اللَّه وأشبههم به هدياً ونطقاً وسمتاً وفعلاً، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك اللَّه عن الإسلام وعن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم وعن المسلمين خيراً، قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم إذ همّ أصحابه، وكنت خليفته حقّاً، لم تنازع ولم تضرع بزعم المنافقين وغيظ الكافرين وكره الحاسدين وضغن الفاسقين، فقمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور اللَّه عزّ وجلّ حين وقفوا، ولو اتّبعوك لهدوا، |و| كنت أخفضهم صوتاً وأعلاهم قنوتاً، وأقلّهم كلاماً، وأصوبهم منطقاً، وأكثرهم رأياً، وأشجعهم قلباً وأشدّهم يقيناً، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالاُمور، كنت واللَّه للدين يعسوباً، وكنت للمؤمنين أباً رحيماً، إذ صاروا عليك عيالاً فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا، وأدركت إذ

تخلّفوا، ونالوا بك مالم يحتسبوا، وكنت على الكافرين عذاباً صبّاً، وللمؤمنين غيثاً وخصباً، فطرت واللَّه بعنانها، وفزت بجنانها، وأحرزت سوابقها، وذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن. كنت كالجبل لا تحرّكه العواصف، ولا تزيله القواصف، وكنت- كما قال النبيّ- ضعيفاً في بدنك قويّاً في أمر اللَّه، متواضعاً في نفسك عظيماً عند اللَّه عزّ وجلّ، كبيراً في الأرض جليلاً عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لأحد عندك هوادة القويّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتّى تأخذ منه الحقّ، والبعيد والقريب عندك في ذلك سواء شأنك الحقّ والرفق والصدق وقوك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعز فبما فعلت وقد نهج السبيل وسهل العسير وأطفأت النيران، واعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وثبت بك الإسلام والمؤمنون، وسبقت سبقاً بعيداً، وأتعبت من بعدك تعباً شديداً، فجللت عن البكاء؛ وعظمت رزيّتك في السماء، وهدّت مصيبتك الأنام، فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون رضينا عن اللَّه قضاءه، وسلّمنا للَّه أمره، فو اللَّه لن يصاب المسلمون بمثلك أبداً، كنت للمؤمنين كهفاً وحصناً وعلى الكافرين غظه وغيظاً، فألحقك اللَّه بنبيّه، ولا حرّمنا أجرك، ولا أضلّنا بعدك.

وسكت القوم حتى انقضى كلامه، وبكى وأبكى أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، ثمَّ طلبوه فلم يصادفوه.

ابيات حجر بن عدي يؤبن الامام


فلما اصبح الإمام بعد الضربة، إستاذن الناس عليه، فاذن لهم بالدخول عليه، فدخلوا واقبلوا يسلحون عليه وهو يردالسلام، ويقول: ايها الناس سلوني قبل ان تفقدوني وخففوا سؤالكم لمصيبة إمامكم!!

فبكى الناس بكاءً شديداً، واشفقوا ان يسألوه تخففاً عنه، فقام اليه حُجر بن عَدِي وقال:

فيا أسفي على المولى التقي++

أبي الاطهار حيدرة الزكي

قتله كافر حنث زنيم++

لعبن فاسق نغل شقي

إلى آخر ابياته، فلما يصريه الامام وسمع شعره قال له: كيف بك إذا دعيت إلى البراءة مني؟ فما عساك تقول؟ فقال: واللَّه يا أميرالمؤمنين لو قطعت بالسيف إرباً إرباً، واضرم لي النار وألقيت فيها لآثرتُ ذلك على البراءة منك؟؟

فقال عليه السلام: وفقت لكل خير يا حجر، جزاك اللَّه عن أهل بيت نبيك.

مرثية صعصعة بن صوحان


ذكر ابن ابي الحديد ان صعصعة بن صوحان العبدي رثا أميرالمؤمنين علياً عليه السلام بهذه الأبيات:

ألا من لي بانسك يا اُخَيّا++

ومن لي ان ابثك ما لديّا؟

طوتك خطوب دهر قد توتى++

لذاك خطوبة نشراً وطيا

فلو نثرت قواك الى المنايا++

شكوت اليك ما صنعت اليا

بكيتك يا علي بدَرِّ عيني++

فلم يفن البكاء عليك شيا

كفى حزناً بدفنك ثم اني++

نفضت تراب قبرك من يديا

وكانت في حياتك لي عضاة++

وانت اليوم اوعظ منك حيا

فيا أسفي عليك وطول شوقي++

ألّا لَو أنّ ذلك ردَّ شيا

وانتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك اشتد ظهر المؤمنين، واتضحت أعلام السبل، وأقمت السنن، وما جُمِعتْ لأحدٍ مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك، ورميت بسيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم اللَّه بك كل ذي بأس شديد، وذلّ بك كل جبّار عنيد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين، كنت أقرب الناس من رسول اللَّه قربى، وأولهم سلماً، وأكثرهم علماً وفهماً، فهنيئاً لك يا أباالحسن، لقد شرّف اللَّه مقامك، كنت أقرب الناس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم نسباً وأولهم إسلاماً، وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الحير نصيباً.

قال صعصعة بن صوحان: الولي التقي، الجواد الحيي، الحليم الوفي، الكريم الخفي، المانع بسيفه، الجواد بكفه، الوري زنده، الكثير وفده، الذي هو من ضئضئي أشراف أمجاد ليس بأقعاد ولا أنكاد، ليس في أمره ولا في قوله فند، ليس بالطايش النزق، ولا بالرايث المذق، كريم الابناء، شريف الآباء، حسن البلاء، ثاقب السناء، مجرب مشهور، وشجاع مذكور، زاهد في الدنيا، راغب في الآخرة.

خطبة الامام الحسن وتابين ابيه


وبعد الانتهاء من تجهيز أميرالمؤمنين عليه السلام ودفنه رجع اولاده الى الكوفة، ولم يشعر بهم احد، فأمر الإمام الحسن عليه السلام بتقديم ابن ملجم اللعين وقتله ضربة بضربة وهجم الناس على جيفته فمزقوها واحرقوها.

فدخل الامام الحسن واخيه الحسين وبقية اخوته وآل أبي طالب وشيعتهم المسجد واعتلى المنبر، وعليه ثياب الحزن فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال:

لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون بعمل، ولم يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول اللَّه فبقيه بنفسه، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يوجهه برايته، فبكفيه جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، ولا يرجع حتى يفتح اللَّه على يديه، ولقد توفي في الليلة التي نزل فيها القرآن، وعرج فيها بعيسى بن مريم، والتي فيض فيها يوشع بن نون وصيّ موسى، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطيته اراد ان يبتاع بها خادماً لأهله ثم خنقته العبره فبكى وبكى الناس.

/ 50