قول أمير المؤمنين: سَلوني قبل أن تفقِدوني

1504/الأوّل: من "مسند أحمَد بن حَنْبَل" قال: روى بعضُهم عن ابن عبّاس رضى الله عنه، أ نّه قال: كان عليّ عليه السلام يعرِف ألفَ شي ءٍ

___________________________________

في العمدة والطرائف: ومن "صحيح مسلم" في أول كراسة منه، في تأويل سورة غافر، أعني "حم.تنزيل الكتاب" وبالاسناد المقدّم، قال: وقد روى بعضهم عن ابن عبّاس، أنه قال: كان عليّ عليه السلام يعرف بها الفتن. - وأراه ذكر في هذا الحديث -: وكلّ جماعةٍ كانت في الأرض، أو تكون في الأرض، ومن كلّ قريةٍ كانت أو تكون في الأرض.

قال: وقد رُوي عن عليّ عليه السلام أ نّه قال على المِنْبَر: سَلوني قبل أن تَفقِدوني، سَلوني عن كِتابِ اللَّه، وما من آيةٍ إلّا و |أنا| أعْلَمُ حيث اُنزَلت، بحَضيضِ جَبلٍ، أو سَهْلِ أرضٍ، وسَلوني عن الفِتَنِ، فَما مِن فِتنةٍ إلّا وقد عَلِمتُ كَبْشها ومَن يُقتَل فيها.

وروى عنه من نحو هذا كثير.

___________________________________

العمدة: 416/264، الطرائف: 89/73، ينابيع المودة: 74.

1505/الثاني: ومن "مسند أحمَد بن حَنْبَل" أيضاً، بإسناده عن يحيى بن سَعيد، قال: رواه

___________________________________

في المصدر: وأراه. عن سعيد، قال: لم يكن أحدٌ من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: سلوني، إلّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

___________________________________

فضائل الصحابة 1098/646:2.

1506/الثالث: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن سَعيد بن المُسَيَّب، قال: ما كان في أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله أحدٌ يقول: سلوني، غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 46.

1507/الرابع: موفّق بن أحمَد، من العامّة، بإسناده عن أبي البَخْتري: رأيتُ عليّاً عليه السلام وقد صَعِد المِنْبَر بالكوفةِ وعليه مِدْرَعةٌ كانت لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مُتقلِّداً بسَيفِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله، مُعتَمّاً بعِمامةِ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وفي إصبَعهِ خاتَم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقعَد على المِنْبَر وكشَف عن بَطْنهِ، فقال: سَلوني قبل أن تَفقِدوني، فإنّما بين الجَوانح منّي عِلمٌ جَمٌّ، هذا سَفَط العِلم، هذا لُعاب رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله، هذا ما زَقَّني رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله زَقّاً من غير وَحْيٍ اُوحيَ إليّ، فواللَّه لو ثُنِيت لي وِسادة فجلَستُ عليها، لأفتَيْتُ لأهل التَوراةِ بتَوراتِهم، ولأهلِ الإنجيلِ بإنجيلهم، حتّى يُنطِق اللَّه التَوراة والإنجيل فتقول: صدَق عليّ، قد أفتاكُم بما اُنزِل فيَّ 'وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ'.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 47 والآية من سورة البقرة 44:2.

ورواه إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي العامّي في كتابه "فرائد السِّمْطَين" بالسَّنَد والمَتْن.

___________________________________

فرائد السمطين 263/340:1.

1508/الخامس: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن زاذان، قال: سَمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: والذي فَلَق الحبّة وبرأ النَّسَمة، لو كُسِرَت لي وِسادةٌ - يقول: |لو| ثُنِيَت - فأجلِستُ عليها، لحكَمتُ بين أهلِ التَوراةِ بتَوراتِهم، وبينَ أهل الإنجيلِ بإنجيلهم، وبينَ أهلِ الزَّبورِ بزَبورِهم، وبين أهلِ الفُرقانِ بفُرقانِهم، والذي فَلَق الحبَّة وبرأ النَّسَمة، ما مِن رجُلٍ من قُرَيش جَرَت عليه المَواسي، إلّا وأنا أعرِف |له| آيةً تَسوقُه إلى جنّةٍ أوتقودُه إلى نارٍ.

فقام رجل، فقال: فأنتَ أيْش نزَل فيك؟ فقال عليّ صلوات اللَّه عليه: 'أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ'

___________________________________

هود 17:11. فرَسول اللَّه صلى الله عليه و آله على بيّنةِ من ربِّه 'وَيَتْلُوهُ' أنا 'شَاهِدٌ مِنْهُ'.

___________________________________

فرائد السمطين 261/338:1.

1509/السادس: من طريق العامّة أيضاً، روي عن عليّ عليه السلام أ نّه قال على المِنْبَر: سَلُوني قبلَ أن تَفقِدوني، سَلُوني عن كتاب اللَّه تعالى، فما من آيةٍ إلّا و |أنا| أعلَمُ حيث اُنزِلت بحَضيضِ جبلٍ أو سهلِ أرضٍ، وسَلُوني عن الفِتَن، فَما من فِتْنَةٍ إلّا وقد عَلِمتُ كبشَها ومَن يُقتَل فيها.

قال: وقد رُوي عنه من نحو هذا كثير، |ورواه مسلم في الجزء الخامس| من صحيحه.

___________________________________

العمدة: 416/264، الطرائف: 90/73، بحار الأنوار 190:40.

1510/السابع: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة": أجمَع النّاس كلّهم على أ نّه لم يَقُل أحدٌ مِن الصّحابة، ولا أحدٌ من العُلَماء: سَلُوني، غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ذكَر ذلك |ابن عبدالبِرّ المحدّث في كتاب "الإستيعاب"|.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 106:13، الاستيعاب بهامش الاصابة 40:3.

المناجاة يوم الطائف

1511/الأوّل: ابن المَغازلي الشّافعي، في كتاب "المناقب" بإسناده عن جابر، قال: انتجى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً يوم الطائف، فطالَت مُناجاتُه إيّاه، فقيل له: لقد طالَت مُناجاتُك اليومَ عليّاً! فقال: ما أنا ناجَيتُه، ولكنّ اللَّه ناجَاه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 162/124.

1512/الثاني: ابن المغازلي أيضاً بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، قال: ناجى رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً يوم الطائف، فأطال نَجواه، فقال رجل: لقد أطال نَجوى ابنَ عَمِّه! فبلَغ ذلك النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: ما أنا انتجَيتُه، ولكنّ اللَّه انْتجَاه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 163/124.

1513/الثالث: ابن المَغازلي، بإسناده عن جابر، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله دعا عليّاً وهو مُحاصِرُ الطّائف، فقال اُناسٌ من أصحابِه: لقد طالَت مُناجاتُك منذ اليوم! فسَمِع النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال: ما أنا انتَجَيتُه، ولكنّ اللَّه انتَجاه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 165/126.

1514/الرابع: ابن المَغازلي، بإسناده عن جابر، قال: انتَجى النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً في غَزاة الطائف يوماً، فقالوا: لقد طالَت مُناجاتك اليومَ عليّاً! فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: ما أنا انتَجَيتُه، ولكنّ اللَّه انتَجاه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 166/126.

1515/الخامس: ابن المَغازلي، باسناده عن جابر بن عبداللَّه، قال: ناجى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً يومَ الطائف، فأطال نَجْواه، فقال رجل:

___________________________________

في المصدر: فقال أحد الرجلين. لقد أطالَ نَجواه لابنِ عمّه! فبلَغ ذلك النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: ما أنا انتَجَيتُه، ولكنّ اللَّه انتَجاه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 164/125.

1516/السادس: موفّق بن أحمَد، بإسناده |عن جابر| قال: دَعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً يومَ الطائف فانتَجاه، فقال النّاس: لقد طالَ نَجْواهُ مع ابن عمِّه! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما أنا انتَجَيتُه، ولكنّ اللَّه انتَجاه.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 82.

1517/السابع: كتاب "فضائل الصحابة" للسَّمعاني، بالإسناد، قال: عن أبي الزُبَير، عن جابر رضى الله عنه قال: لمّا كان يوم الطائف، دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام فَنَاجاه طويلاً، فقال بعض أصحابه: لقد أطالَ مُناجاةَ ابن عمّه! قال: ما |أنا| انتَجيته ولكنّ اللَّه انتَجاه.

___________________________________

إحقاق الحق 527:6 عن السمعاني.

1518/الثامن: ابن أبي الحديد، في "شرح نهج البلاغة"، وهو من أعيان علماء العامّة، من المعتزلة، قال: ذكر أحمَد بن حَنْبَل في مُسنَده، قال: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً في غَزاةِ الطائف، فانتَجاه وأطال نَجْواه، حتّى كَرِه قومٌ من الصَّحابةِ ذلك |فقال قائل منهم: لقد أطال اليوم نجوى ابن عمّه! فبَلَغه عليه الصلاة والسلام ذلك| فجَمع منهم قوماً، ثمّ قال: إنّ قائلاً قال: لقد أطال اليوم نَجوى ابنِ عمّه، أما إنّي ما انتَجَيتُه، ولكنّ اللَّه انتَجاه.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 173:9.