غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 2

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره احزاب، آيه 33


676/الأوّل: من "مُسْنَد أحمَد بن حَنْبَل" بإسناده عن شَدّاد أبي عمّار،

___________________________________

في النسخة والعمدة: شداد بن عمارة، تصحيف وما أثبتناه من المسند، انظر تهذيب الكمال 399:12 و394:30. قال: دخلت على واثلة بن الأسْقَع وعنده قوم قد ذكروا عليّاً عليه السلام فشتَموه فشتَمْتُه معهم |فلمّا قاموا، قال لي: لِمَ شتَمتَ هذا الرجلَ؟ قلتُ: رأيتُ القومَ يشتُمونَه فشتَمْتُه معهم| فقال: ألا اُخبِرُك بما رأيت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ قلت: بلى.

قال: أتَيتُ فاطمة عليهاالسلام أسألها عن عليّ عليه السلام فقالت: توجّه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. فجلَستُ انتَظِر حتّى جاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فجلَس ومعه عليّ عليه السلام وحسَن وحُسَين، أخَذ كلّ واحِدٍ منهما بيَدِه حتّى دخَل، فأدنى عليّاً وفاطمة فأجلسَهُما بين يَدَيه، وأجلَس حسناً وحُسَيناً كلّ واحدٍ منهما على فَخِذه، ثم لفّ عليهم ثَوْبَه - أو قال: كساءً - ثمّ تلا هذه الآية: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً' ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحقّ.

___________________________________

مسند أحمد 107:4 'نحوه'، العمدة: 10/31.

677/الثاني: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل باسناده عن عبدالمَلك |يعني ابن أبي سليمان|، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، قال: حدّثني مَن سَمِع اُمَّ سَلَمة تذكُر أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان في بَيتِها، فأتَتْهُ فاطِمة عليهاالسلام بِبُرْمَة

___________________________________

البُرْمَة: القدرمن الحجارة. فيها خَزِيرَة،

___________________________________

الخَزِيرة: الحَساء من الدَسَم والدقيق، واللحمُ يُقَطّع قطعاً صغاراً ثمّ يُطْبَخ بماءٍ كثيرٍ وملحٍ، فاذا اكتمل نَضْجُه ذُرّ عليه الدقيق وعُصِد به، ثمّ اُدِمَ بإدامٍ ما. فدَخلت بها عليه. فقال |لها|: ادعي لي زوجَكِ وابنيك.

قال: فجاء عليّ وحسَنٌ وحسين عليهم السلام فدخَلوا، وجلَسوا يأكلُون من تلك الخَزِيرَة وهو وهم على مَنَامٍ

___________________________________

في المصدر: وهو على منامه، والمَنَام: موضع النوم. له على دُكّانٍ،

___________________________________

الدُكّان: المِصْطَبة. تحته كِساء خَيْبَريّ. قالت: وأنا في الحُجْرَةِ اُصَلّي، فأنزَل اللَّه تعالى هذه الآية: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'، قالت: فأخَذ فَضْلَ الكِساء وكساهم

___________________________________

في المصدر: وغَشّاهم. به، ثمّ أخرَج يَدَه فألوى بها إلى السَّماء وقال: هؤلاء أهلُ بَيتي وخاصَّتي، اللهمّ فأذهِب عنهم الرِجْسَ وطَهِّرهُم تَطهيراً

___________________________________

زاد في المصدر: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرِجْسَ وطهِّرهم تَطهيراً. قالت: فأدخلتُ رأسي البيتَ وقلت: وأنا معكم يا رسول اللَّه؟ قال: إنّك إلى خيرٍ، إنّك إلى خير.

___________________________________

مسند أحمد 292:6.

678/الثالث: بهذا الإسناد، قال: |عبدالملك: وحدّثني أبو ليلى|، عن أُمّ سَلَمَة

___________________________________

في النسخة: قال: حدّثني بها أبو سلمة، وما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 239:34. مثل حَدِيث عَطاء، سَواء.

___________________________________

مسند أحمد 292:6.

679/الرابع: بهذا الإسناد، قال عبدالملك: وحدّثني داود بن أبي عَوْف أبو الجحاف،

___________________________________

في النسخة: داود بن أبي عوف بن الحجاف، وفي المصدر: داود بن أبي عوف الجحاف، وما أثبتناه من تهذيب الكمال 434:8. عن شَهْر بن حوشب، عن اُمّ سَلَمَة، بمثله سَواء.

___________________________________

مسند أحمد 292:6.

680/الخامس: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، باسناده عن شَدّاد أبي عمّار،

___________________________________

في النسخة: شداد بن عمارة، تصحيف وما أثبتناه من المصدر، انظر تهذيب الكمال 399:12 و394:30. عن وَاثِلَة بن الأسقَع أ نّه حدّثه، قال: طلَبتُ عليّاً في مَنزِله، فقالت فاطمة: ذهَب يأتي برسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: فجاءا جميعاً، فدخَلا ودخَلتُ معَهُما، فأجلسَ عليّاً عن يَسارِه، وفاطمة عن يَمينهِ، والحسَن والحُسَين بين يَدَيه، ثمّ الْتَفَع عليهم بثوبه وقال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً' اللهمّ إنّ هؤلاء أهلي، اللهمّ أهلي

___________________________________

في النسخة: اللهمّ هؤلاء. أحَقّ.

قال وَاثِلَة: فقلتُ من ناحية البيت: وأنا من أهلِك يا رسولَ اللَّه؟ قال: وأنتَ مِن أهلي.

___________________________________

لا يصحّ أن يكون واثلة من أهله الذين نزلت فيهم آية التطهير، وهم الخمسة أهل الكساء، وقد صحّ في الحديث - كما تقدم ويأتي - أن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد منع أُمّ سلمة رضي اللَّه عنها من الدخول معهم، وقال لها: 'إنك إلى خير' مع جلالتها وفضلها، فالظاهر أنّ الزيادة في حديث واثلة موضوعة لغرض إشراك الآخرين في فضائل ومناقب أهل البيت التي لا يدانيهم فيها أحد، على أنّ هذا الحديث ضعيف الاسناد كما صرح به محقّق كتاب فضائل الصحابة. قال وَاثِلَة: فذلك أرجى ما أرجو من عَمَلي.

___________________________________

فضائل الصحابة 1077/632:2.

681/السادس: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل بإسناده عن شَدّاد بن عبداللَّه، قال: سمعت وَاثِلَة بن الأسقَع وقد جي ء برأس الحُسَين بن عليّ عليهماالسلام قال: فلَقِيَهُ رجلٌ مِن أهلِ الشّام، فأظهَر سروراً، فَغضِب وَاثِلَة، وقال: واللَّه لا أزال اُحِبّ عليّاً وحسَناً وحُسَيناً |وفاطمة| أبَداً بعد إذ سَمعِتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |وهو| في منزل اُمّ سَلَمة يقول فيهم ما قال.

قال وَاثِلَة: رأيتني ذات يوم وقد جئتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله وهو في مَنزِل اُمّ سَلَمَة وجاء الحسن عليه السلام فأجلَسه على فَخِذه اليُمنى وقبّله، وجاء الحسين عليه السلام فأجلَسه على فَخِذه اليُسْرى وقبّله، ثمّ جاءت فاطمة عليهاالسلام فأجلَسها بينَ يدَيه، ثمّ دَعا بعليٍّ عليه السلام فجاء، ثمّ أغْدَفَ

___________________________________

أي أرخى. عليهم كِساءً خيبريّاً، كأ نّي أنظُر إليه، ثمّ قال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

قلت لوَاثِلَة: ما الرِجْس؟ فقال: الشّكّ في اللَّه عزّ وجلّ.

___________________________________

فضائل الصحابة 1149/672:2، ويطلق الرِّجس على الدَّنس والقذر والفعل القبيح والحرام ومقارفة الذنوب، وفي هذه الآية دليل واضح على عصمة أهل البيت عليهم السلام الذين حصرهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في الكساء دون غيرهم من أفراد الاُمّة، ذلك لأن التطهير هو التنزّه عن الإثم وعن كلّ قبيح، وهذا هو معنى العصمة، لأن المعصوم هو الذي لا يواقع إثماً ولا قبيحاً، وليس ذلك إلّا مع تطهير اللَّه عزّ وجلّ له وإذهاب الرجس عنه بإرادته تعالى.

682/السابع: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل بإسناده عن عمرو بن مَيْمون، قال: إنّي جالس إلى ابن عبّاس رضى الله عنه إذ أتاهُ تِسعَةُ رَهطٍ... والخَبرُ طويلٌ ذكَرنا منه موضِعَ الحاجةِ في هذا الباب.

___________________________________

يأتي بطوله في الحديث الأول من الباب الثالث والعشرون من هذا المقصد.

قال ابن عبّاس رحمه الله: وأخَذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثوبه فَوَضَعه على عليّ وفاطمة والحسَن والحُسين، وقال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

مسند أحمد 330:1.

683/الثامن: عبداللَّه بن أحمد بن حَنْبَل بإسناده عن شَهر بن حَوْشَب، قال: سَمِعتُ |أُمّ سَلَمة| زوج النبيّ صلى الله عليه و آله حين جاء نَعْي الحسين بن عليّ عليهماالسلام لعَنَت أهلَ العِراق، فقالت: قتَلوه قتَلهم اللَّه، غَرُّوه وأذلّوه لعنَهم اللَّه، فإنّي رأيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله وقد جاءته فاطمةُ غَدِيَّةً ببُرْمَةٍ قد صَنَعَتْ |له| فيها عَصِيدةً

___________________________________

العَصيدة: هي دقيق يُلَتّ بالسَّمن ويُطْبَخ. تحمِلها في طبَقٍ لها حتّى وضَعَتها بين يدَيه، فقال لها: أين ابن عمّك؟ قالت: هو في البَيت. قال: اذهَبي فادعِيه وائتيني بابْنَيه.

قالت: فجاءته تَقُود ابنَيها كلّ واحدٍ منهما بيد، وعليّ يَمشي في أثرِها حتّى دخَلوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله،فأجلسَهما في حِجْرِه، وجلَس عليّ عن يمينه، وجلَست فاطمة عن يساره.

قالت اُمّ سَلَمَة: فاجتذَب من تحتي كِساءً خيبريّاً كان بساطاً لَنا على المَنَامة في المَدينةِ، فلفّه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فأخذ |بشِماله| طرَفي الكِساء، وألوى بيَدِه اليُمنى إلى رَبّه عزّ وجلّ، وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي أذهِب عنهم الرِجس وطهّرهم تطهيراً.

قلت: يا رسول اللَّه، ألستُ من أهلِك؟ قال: بلى، فأدخَلني في الكِساء

___________________________________

لقد صحّ في الخبر أنّ أهل البيت الذين يشملهم دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين نزلت فيهم آية التطهير، هم عترته أهل الكساء عليّ وفاطمة وابناهما عليهم السلام، وإدخال أُمّ سَلَمة معهم في الكساء بعد أن قضى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دعاءه لعترته لا يعني أنّ أُمّ سَلَمة منهم، هذا فضلاً عن أ نّه قد صحّ في الأخبار المتواترة أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأُمّ سَلَمة: 'إنك إلى خير' ولم يقل إنك من أهل البيت، كما تقدم وسيأتي في هذا الباب عن المصادر المعتبرة. بعدما قَضى دُعاءه لابن عمّهِ عليّ وابنَيه وابنَتهِ فاطمة عليهم السلام.

___________________________________

مسند أحمد 298:6، فضائل الصحابة 1170/685:2.

684/التاسع: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل بإسناده عن اُمّ سَلَمة،: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال لفاطمة: ائتيني بزَوجِك وابنَيْكِ. فجاءت بهم، فألقى عليهم كِساءً فَدَكياً، قالت: ثمّ وضَع يدَه عليهم وقال: اللهمّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صَلواتِك وبرَكاتك على محمّد وعلى آلِ محمّد إنّك حميدٌ مَجيد.

قالت اُمّ سَلَمة: فرفَعتُ الكِساءَ لأدخُل معهم، فجَذَبه مِن يَدي وقال: إنَّكِ على خَير.

___________________________________

مسند أحمد 323:6، فضائل الصحابة 1029/602:2.

685/العاشر: أحمَد بن محمّد بن حَنْبَل بإسناده عن أبي المُعدّل عَطيّة الطّفاوي، عن أبيه: أنّ اُمّ سَلَمة حدَّثته، قالت: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في بَيتي يوماً، إذ قال

___________________________________

في المصدر: قالت. الخادم: إنّ عليّاً وفاطِمة بالسُّدّة.

___________________________________

سُدّة باب الدار: الظُّلّة فوقه.

قالت: فقال |لي|: قومي فتَنَحَّي عن أهل بيتي. قالت: فقُمْتُ فتَنحَّيْتُ في البَيتِ قريباً، فدَخل عليّ وفاطِمة والحَسن والحسين وهما صَبيّان صَغيران، قالت: وأخَذ الصَّبيَّين فوَضَعهما في حِجْرِه فقبّلَهما، واعتنَق عليّاً بإحدى يَدَيهِ، وفاطمة باليَدِ الاُخرى، فقبّل فاطمة، |وقبّل عليّاً|، وأغْدَف عليهم خَميصةً

___________________________________

الخَمِيصة: كساءٌ أسودُ مربّعٌ له عَلَمان. سَوداء، وقال: اللهمّ إلَيك لا إلى النّار، أنا وأهل بَيتي. قالت: قلت: وأنا يا رسول اللَّه؟ قال: وأنتِ.

___________________________________

مسند أحمد 296:6.

686/الحادي عشر: من "صحيح البخاري" من الجزء الرابع منه، وأجزاء البُخاري من ثمانية، بإسناده عن مُصْعَب بن شَيْبَة، عن صَفيّة بنت شَيْبَة، قالت: قالت عائشة: خرَج النبيّ صلى الله عليه و آله غَداة وعليه مِرْط مُرَجّل

___________________________________

المِرْط: كِساءٌ من صوفٍ أو خَزٍّ يُؤتزر به، والمُرَجَّل: المُوشّى عليه صُور المراجل، وهي القدور. ويروى: المُرَحّل بالمهملة: أي المنقوش عليه صُور رِحال الإبل. من شَعر أسود، فجاء الحسَن بن عليّ فأدخَله، ثمّ جاء الحُسَين فدَخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخَلها، ثمّ جاء عليّ فأدخَله، ثمّ قال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

العمدة: 36 عن صحيح البخاري.

687/الثاني عشر: مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه في الجزء الرابع منه، على حدّ الكراسين من أخر الجزء، وأجزاء مسلم من ستّة، بإسناده عن مُصْعَب بن شَيْبَة، عن صَفيّة بنت شَيْبَة، قالت: قالت عائشة: خرَج |النبيّ صلى الله عليه و آله| غَداة وعليه |مِرْطٌ| مُرَجّل، وذكر الحديث السابق بعينه.

___________________________________

صحيح مسلم 2424/1883:4.

688/الثالث عشر: أبو إسحاق أحمَد بن محمّد بن إبراهيم الثَعْلَبيّ في "تفسيره" في تفسير قوله تعالى: 'طه'

___________________________________

طه 1:20. قال: قال جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: 'طه' طهارة أهل بيت محمّد عليهم السلام، ثمّ قرأ: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

العمدة: 19/37 عن تفسير الثعلبي.

689/الرابع عشر: "تفسير الثعلبي" في قوله تعالى: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَة'،

___________________________________

المائدة 35:5. قال: روى سعد بن طَريف، عن الأصبَغ بن نُباتة، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: في الجنّة لؤلؤتان إلى بُطنان العَرش؛ إحداهما بَيضاء والأُخرى صفراء، في كلّ واحدةٍ منهما سَبعون ألف غُرفة، أبوابها وأكوابها مِن عِرقٍ واحِد، فالبيضاء لمحمّد صلى الله عليه و آله وأهل بَيته، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته.

___________________________________

العمدة: 20/38 عن تفسير الثعلبي.

690/الخامس عشر: ومن "تفسير الثعلبي" بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: نزَلت هذه الآية في خمسة: فيَّ، وفي عليّ، وفي حسَن، وحُسَين، وفاطمَة 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 403 مخطوط، العمدة: 21/38 عن تفسير الثعلبي.

691/السادس عشر: الثَّعْلَبي بإسناده عن عبدالملك - يعني بن سليمان - عن عطاء بن أبي رباح،

___________________________________

في النسخة: عبداللَّه بن أبي رياح، وفي العمدة: عطاء بن رياح، وما أثبتناه من تهذيب الكمال 322:18. حدّثني مَن سَمِع اُمّ سَلَمَة رضي اللَّه عنها |تذكُر| أنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله كان في بيتها فأتَتْهُ فاطمَة صلوات اللَّه عليها ببُرْمَة فيها خَزِيرة،

___________________________________

في المصدر: حريرة، وكذا في الموضع الآتي، وهي دقيق يطبخ بلبن أو دسم، وتقدّم معنى الخزيرة في هامش الحديث الثاني من هذا الباب. فدخَلت بها إليه، فقال لها: ادعي زوجَكِ وابنَيْك؛ فجاء عليّ وحسن وحُسَين، فدخَلوا عليه، فجلَسوا يأكلُون من تلك الخَزِيرة، وهو وهم على منامٍ له على دُكّان، تحتَه كِساءٌ خَيْبَريّ، قالت: وأنا في الحُجْرَةِ اُصَلّي، فأنزَل اللَّه هذه الآية 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

قالت: فأخَذ فَضْلَ الكِساء فغَشّاهم به، ثمّ أخرَج يده وأومأ بها إلى السَّماء، ثمّ قال: |اللهمّ| هؤلاء أهل بَيتي وخاصّتي،

___________________________________

في المصدر: وحامَّتي. فأذهِب عنهم الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيراً.

قالت:فأدخَلتُ رأسي في البيت، فقلت: وأنا معكم يا رسول اللَّه؟ قال: إنّك إلى خَير.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 403 'مخطوط'، العمدة: 22/39 عن تفسير الثعلبي.

692/السابع عشر: الثَعْلَبي بإسناده عن العَوّام بن حَوْشَب: حدّثني ابنُ عَمٍّ لي من بَني الحَارث بن تَيْم اللَّه، يقال له مُجمّع، قال: دخلتُ مع اُمّي على عائشة، فسألتها اُمّي فقالت: رأيت خروجَك يوم الجَمَل؟ قالت: إنّه كان قدراً من اللَّه تعالى.

فسألتها عن عليّ، فقالت: سألتنِي عن أحَبّ النّاس كان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |وزوج أحَبّ النّاس إلى رسول اللَّه| لقد رأيتُ عليّاً وفاطِمة وحسناً وحُسيناً وقد جمع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بثوب عليهم، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي،فأذهِب عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرهُم تَطهيراً.

قالت: قلت: يا رسول اللَّه، أنا مِن أهلِك؟ فقال: تَنَحّي، فإنّك إلى خير.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 403 'مخطوط'، العمدة: 23/39 عن تفسير الثعلبي.

693/الثامن عشر: الثَّعْلَبي، بإسناده عن إسماعيل بن عبداللَّه بن جعفر الطيار، عن أبيه، قال: لمّا نظَر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الرحمة هابطة من السَّماء، قال: من يدعو؟ - مرتين - قالت زينب: أنا يا رسول اللَّه، فقال: ادعي لي عليّاً وفاطمة والحسَن والحُسين.

قال: فجعَل حسناً عن يمينه، وحُسيناً عن شِماله، وعليّاً وفاطمة تِجاهَه،

___________________________________

في المصدر: وجاهه. ثمّ غشّاهم كساءً خيبرياً، ثمّ قال: إنّ لكلّ نَبيّ أهلاً، وهؤلاء أهل بَيتي،

___________________________________

في المصدر: وهؤلاء أهلي. فأنزَل اللَّه عزّ وجلّ: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

فقالت زينب: يا رسول اللَّه، ألا أدخُل معَكم؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مَكانك، فإنّك إلى خير إن شاء اللَّه.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 403 'مخطوط'، العمدة: 24/40 عن تفسير الثعلبي.

694/التاسع عشر: الثَّعْلَبي بإسناده عن شدّاد أبي عمّار، قال: دخَلتُ على واثلة بن الأسقع،وعنده قومٌ فذَكروا عليّاً فشتَموه فَشَتَمْتُهُ |فلمّا قاموا، قال لي: أشَتَمْتَ هذا الرّجل؟! قلت: قد رأيت القوم شَتَمُوهُ فَشَتَمْتُه| معهم. فقال: ألا اُخبِرُك ما سمعتُه من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟

قال: أتَيتُ فاطمة صلوات اللَّه عليها أسألها عن عليّ فقالت: توجّه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فجَلستُ فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومعه عليّ وحسن وحسين، كلّ واحدٍ |منهما| أخذ بيَدِه حتّى دخَل، فأدنى عليّاً وفاطمة فأجلسَهُما بين يدَيه، وأجلَس حسناً وحُسَيناً كلّ واحدٍ منهما على فَخِذِه، ثمّ لَفّ عليهم ثَوْبَه - أو قال: كِساءه - ثمّ تلا هذه الآية: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بَيتي، وأهل بيتي |أحقّ|.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 404 'مخطوط'، العمدة: 25/40 عن تفسير الثعلبي.

695/العشرون: الثَّعْلَبي، بإسناده عن أبي الحَمْراء، قال: أقَمتُ بالمدينةِ تسعة أشهُر كيومٍ واحِد، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يَجي ء كلّ غَداةٍ فيَقوم على باب عليٍّ وفاطمة عليهماالسلام فيقول: الصَّلاة 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 404 'مخطوط'، العمدة: 27/41 عن تفسير الثعلبي.

696/الحادي والعشرون: الثَّعْلَبي بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قسّم اللَّه الخَلْقَ قِسْمَين، فجعَلني في خيرهما قِسماً، فذلك قوله تعالى: 'وَأصْحَابُ اليَمينَ مَا أَصْحَابُ اليَمِينِ'

___________________________________

الواقعة 27:56. فأنا خير أصحاب اليَمين، ثمّ جعَل القِسْمَين أثلاثاً، فجعَلني في خَيرِها ثُلُثاً،

___________________________________

في النسخة: قسماً. فذلك قوله تعالى: 'أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ، |وَأَصْحَابُ المَشْئَمَةِ مَا أصْحَابُ المَشْئَمَةِ|، وَالسَّابقُونَ السَّابِقُونَ'

___________________________________

الواقعة 10:56 - 8. فأنا من السابقين، وأنا من خير السابقين،

___________________________________

وأنا من خير السابقين" ليس في المصدر. ثمّ جعَل الأثلاثَ قبائلَ، فجعَلني في خيرها قبيلة |فذلك قوله تعالى: 'وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِل'

___________________________________

الحجرات 13:49. الآية، وأنا أتقى ولدِ آدَم وأكرمهم على اللَّه ولا فخر| ثمّ جعَل القبائل بيوتاً، فجعَلني في خَيرِها بيتاً، فذلك قوله تعالى: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

تفسير الثعلبي: 404 'مخطوط'، العمدة: 28/42 عن تفسير الثعلبي.

697/الثاني والعشرون: الحُمَيدي، قال: |الحديث| الرابع والستّون من المُتّفق عليه في الصحيحين عن البخاري ومسلم من مُسنَد عائشة، عن مُصعَب بن شَيْبَة، عن صَفيّة بنت شَيْبَة، عن عائشة، قالت: خرَج النبيّ صلى الله عليه و آله ذات غَداةٍ، وعليه مِرْطٌ مُرَحّل

___________________________________

في العمدة: مُرَجَّل. من شعَرٍ أسود، فجاء الحسَن بن عليّ فأدخَله، ثمّ جاء الحسين فأدخله

___________________________________

في المصدر: فدخل. معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخَلها، ثمّ جاء عليّ فأدخَله، ثمّ قال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً' وليس لمُصعَب بن شَيْبَة عن صَفيّة بنت شَيْبَة، في مُسنَد |عائشة| مِن الصحيحين غير هذا.

___________________________________

العمدة: 30/43 عن الجمع بين الصحيحين للحميدي، صحيح مسلم 2424/1883:4.

698/الثالث والعشرون: ومن "الجَمع بين الصحاح الستّة" من مُوَطّأ مالِك، وصحيحي مسلم والبخاري، وسُنَن أبي داود السّجستاني، وصحيح الترمذي، والنسخة الكبيرة من صحيح النّسائي، من جمع الشيخ أبي الحسن رَزين بن مُعاوية العَبْدَري السَّرَقُسْطي الأندُلسي، في تفسير قوله تعالى: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً' عن عائشة، قالت: خرَج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليه مِرْط مُرَحّل

___________________________________

في العمدة: مُرَجَّل. من شعرٍ أسود، فجاء الحسَن فأدخَله، ثمّ جاء الحُسَين فأدخَله، ثمّ جاءت فاطمة فأدخَلها، ثمّ جاء عليّ فأدخَله؛ |ثمّ| قال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

قال: وعن اُمّ سَلَمة زَوج النّبيّ صلى الله عليه و آله: إنّ هذه الآية نزَلت في بَيتِها 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً' قالت: وأنا جالسة عند الباب، فقلت: يا رسولَ اللَّه، ألَستُ من أهلِ البيت؟ فقال: إنّك إلى خَيرٍ، إنّك مِن أزواجِ رسول اللَّه.

قالت: وفي البيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ، وفاطمة، وحسَن، وحسين عليهم السلام، فجَلّلَهُم بكِساءٍ، وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي، فأذهِب عنهم الرِّجسَ وطَهِّرهم تطهيراً.

___________________________________

العمدة: 31/44 عن الجمع بين الصحاح الستة، صحيح مسلم 2424/1883:4، سنن الترمذي 3787/663:5.

699/الرابع والعشرون: في "سنن أبي داود" و "موطأ مالك" عن أنس: أ نّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يأتي بباب فاطمة إذا خرَج إلى صلاة الفَجر، حين نزَلت هذه الآية، قريباً من سِتّة أشهُر، يقول: الصَّلاة يا أهل البَيت 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

العمدة: 32/45 عن الجمع بين الصحاح الستة.

700/الخامس والعشرون: ومن الجُزء الثالث من الكتاب - أعني جَمع رَزين أيضاً - في باب مَناقب الحسَن والحُسين عليهماالسلام من صحيح أبي داود، وهو السُنَن، بالإسناد عن صفيّة بنت شَيْبَة، قالت: قالت عائشة: خرَج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله غَداةً وعليه مِرْط مُرَحَّل

___________________________________

في العمدة: مُرَجَّل. من شعَر أسود، فجاء الحسَن بن عليّ فأدخَله، ثمّ جاء الحُسَين فدخَل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخَلها، ثمّ جاء عليّ فأدخَله، ثمّ قال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

العمدة: 33/45 عن الجمع بين الصحاح الستة.

701/السادس والعشرون: مسلم بن الحَجّاج في "صحيحه" بإسناده عن زَيد بن أرقَم قال: قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خطيباً بما يُدعى خُمّاً بين مكّة والمَدينة، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ووَعَظ وذَكّر، ثمّ قال: أمّا بعد أيّها النّاس، إنّما أنا بشَر يُوشك أن يأتيني رسولُ رَبّي واُجيب، وأنا تارِكٌ فيكم ثَقَلين؛ أوّلهما كِتاب اللَّه، فيه الهُدى والنّور، فخُذوا بكتاب اللَّه واستَمْسِكوا به - فحَثّ على كتاب اللَّه ورغّب فيه -.

ثمّ قال: وأهل بَيتي، اُذكّركُم اللَّه في أهلِ بَيتي، اُذكّركُم اللَّه في أهل بَيتي، اُذكّركم اللَّه في أهل بيتي.

فقال|له| حُصَين: مَن أهلُ بَيتهِ يا زيَد؟ ألَيس نِساؤه من أهلِ بيته؟ |قال|: نساؤه من أهل بيته

___________________________________

تقدّم أ نّ آية التطهير نزلت في أهل البيت عترة المصطفى صلى الله عليه و آله وهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وليس في غيرهم، وإنه لم يرد عن واحدة من نساء النبيّ صلى الله عليه و آله كون هذه الآية نزلت فيهنّ مع ما في ذلك من الشرف العظيم والفضل العميم، بل ورد في الصحيح عن بعضهنّ أنها نزلت في عترته صلوات اللَّه عليهم وأنه صلى الله عليه و آله قال لاُمّ سلمة: 'إنك إلى خير' ولم يقل لها إنك من أهل البيت، وعليه فانّ ما جاء في ذيل هذا الحديث موضوع لغرض الحطّ من فضائل أهل البيت عليهم السلام التي لم يشركهم فيها أحد، وهو معارض بحديث آخر عن زيد بن أرقم وهو الحديث الآتي بعده، والذي ينفي أن يكون نساء النبيّ صلى الله عليه و آله من أهل البيت، هذا فضلاً عن أن النبيّ صلى الله عليه و آله قد حدّد المراد بأهل البيت عليهم السلام بسيرته العملية المباركة حيث إنّه كان يمرّ بعد نزول آية التطهير على بيت فاطمة عليهاالسلام ستة أشهر، وقيل أكثر من ذلك، وقيل أربعين صباحاً، ويقول: 'السلام عليكم أهل البيت، الصلاة يرحمكم اللَّه' كما تقدم وسيأتي في هذا الباب. ولكِنْ أهلُ بَيتهِ من حُرِم الصّدقةَ بعده.

___________________________________

صحيح مسلم 2408/1873:4.

702/السابع والعشرون: مسلم بن الحَجّاج أيضاً في "صحيحه" بإسناده عن زَيد بن أرقَم، |بنحو الحديث المتقدم غير أنه| قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّي تارِكٌ فيكم الثَقَلين؛ أحدُهما كتاب اللَّه، هو حبل اللَّه، مَن اتّبعَه كان على الهُدى، ومَن ترَكه كان على ضَلالةٍ.

وفيه: فقلنا: مَن أهل بيته نساؤه؟ قال: لا - وايمُ اللَّه - إنّ المرأة تكون مع الرّجل العَصر من الدَهر، ثمّ يُطلّقها فتَرجِع إلى أهلِها وقَومِها، أهلُ بَيتهِ أصلُه وعَصَبتُهُ الذين حُرموا الصّدقة بعده.

___________________________________

صحيح مسلم 37/1874:4.

703/الثامن والعشرون: موفّق بن أحمَد، صَدر الأئمّة عند المُخالِفين، أخطَب الخُطباء، في كتابه "فضائل أمير المؤمنين عليه السلام"، بإسناده عن أبي سعيد الخُدري: أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله جاء إلى باب عليّ أربعينَ صباحاً بعدما دخَل عليّ بفاطِمة، فيقول: السلام عليكم |أهل البيت| ورحمة اللَّه وبرَكاته، الصلاة يَرحَمكم اللَّه 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 22.

704/التاسع والعشرون: موفّق بن أحمد، من أعيان علماء العامّة، في كتابه هذا، عن أبي سعيد الخُدري، قال: لمّا نزَل قوله تعالى:'وَأمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ'

___________________________________

طه 132:20. كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يأتي باب فاطمة وعليّ عليهماالسلام تسعة أشهر |في| كلّ صلاةٍ فيقول: الصَّلاة يرحَمكم اللَّه 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 23.

705/الثلاثون: موفّق بن أحمَد هذا، بالإسناد عن اُمّ سَلَمة رضي اللَّه عنها، قالت: في بَيتي نزَلت 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

قالت: فأرسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى عليّ، وفاطِمة، والحسَن، والحُسَين، فقال: هؤلاء أهلي |أهل البيت|.

فقلت: يا رسول اللَّه، أما أنا من أهل البَيت؟ فقال: بلى إن شاء اللَّه.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 23، وقد أشرنا إلى أن هذا الحديث معارض بحديث صحيح الاسناد، وفيه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في جوابها: إنك إلى خير أو: على خير، ولم يقل بلى إن شاء اللَّه. راجع سنن الترمذي 3205/351:5 كتاب التفسير، و3787/663:5 و3871/669 كتاب المناقب.

706/الحادي والثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، من أعيان علماء المُخالفين، في كتاب "فرائد السّمطين في فَضائل المُرتضى والبَتول والسِبطَين عليهم السلام" بإسناده عن يوسف بن عبدالحميد، قال: قال لي ثَوْبان مَولى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أجلَس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الحسَن والحسين على فَخِذَيه، وفاطمة في حِجْرِه، واعتَنَق عليّاً عليهم السلام ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

___________________________________

فرائد السمطين 360/14:2.

707/الثاني والثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن إسماعيل ابن عبداللَّه بن جعفر، عن أبيه، قال: لمّانظَر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى الرّحمَةِ هابطة من السّماء، قال: مَن يدعو؟ - مرتين - قالت زينب: أنا يا رسول اللَّه. فقال: ادعي لي عليّاً، وفاطمة، والحسَن، والحُسَين.

قال: فجعَل حسناً عن يُمناه، وحُسيناً عن يُسْراه، وعليّاً وفاطمة وجاهَهُ، ثمّ غَشّاهم كِساءً خَيْبَريّاً، ثمّ قال: اللهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهل بَيتٍ، وهؤلاء أهلي، فأنزَل اللَّه عزّ وجلّ: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

فقالت زينب: يا رسول اللَّه، ألا أدخُل معَك؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مَكانَكِ، فإنّك إلى خير إن شاء اللَّه تعالى.

___________________________________

فرائد السمطين 362/18:2.

708/الثالث والثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن يزيد بن حَيّان، قال: سَمِعتُ زَيد بن أرقَم، قال: قام فينا ذات يوم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خطيباً، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، أيّها النّاس، إنّما أنا بشَرٌ يُوشِك أن يأتيني رَسول رَبّي فاُجيب، وإنّي تاركٌ فيكم الثّقلَين؛ أوّلهما كتاب اللَّه، فيه الهُدى والنّور، فاستَمسِكوا بكتابِ اللَّه وخُذوا به - فحَثّ على كتابِ اللَّه عزّ وجلّ، ورَغّب فيه، ثمّ قال: - وأهل بَيتي، اُذكّرُكُم اللَّه في أهل بَيتي - ثلاث مرات -.

فقال له حُصَين: يا زَيد، مَن أهلُ بَيتهِ، ألَيس نِساؤه مِن أهلِ بَيتهِ؟ قال: بلى،إنّ نِساءه من أهلِ بَيتهِ، ولكِن أهل بَيتهِ مَن حُرِم الصّدقة بعدَه.

قال: ومَن هم؟ قال: آلُ عليّ، وآل جعفر، وآل العبّاس، وآل عقيل. فقال: كلّ هؤلاء يُحرَم الصّدقة؟ قال: نعم.

___________________________________

فرائد السمطين 513/233:2، و: 268/ 535 و536.

709/الرابع والثلاثون: الحَمُّوئي بإسناده عن يزيد بن حيّان، قال: دخَلنا على زَيد بن أرقَم، فقال: خطَبنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: ألا إنّي ترَكتُ فيكم الثَقَلَين؛ أحدُهما كتابُ اللَّه عزّ وجلّ، مَن اتّبعَه كان على الهُدى، ومن ترَكه كان على ضَلالة، ثمّ أهل بَيتي، اُذكّركم اللَّه في أهل بيتي - ثلاث مرّات -.

قلنا: مَن أهلُ بيته نساؤه؟ قال: لا، أهلُ بَيته عَصَبَتُه الذين حُرِموا الصّدقةَ بعدَه، آل عليّ، وآل العبّاس، وآل جعفر، وآل عقيل.

___________________________________

فرائد السمطين 520/250:2.

710/الخامس والثلاثون: الحَمُّوئي بإسناده عن الحسين بن زَيد بن عليّ، عن عمّه عمر بن عليّ بن الحُسَين، عن أبيه عليهم السلام، قال: خطَب الحسَن بن عليّ عليهماالسلام حين قُتِل عليّ عليه السلام فقال: لقد قُبِض في هذه اللّيلة رجُلٌ لم يَسبِقْه الأوّلون، ولا يُدرِكه الآخِرون، وما ترَك على ظهر الأرضِ صَفْراءَ ولا بيضاءَ إلّا سبعمائة دِرْهَم، فَضلت من عَطاياه، أراد أن يبتاع بها خادِماً لأهلِه.

ثمّ قال: ألا يا أيّها النّاس، مَن عرَفني فقد عرَفني، ومَن لم يَعرِفني فأنا ابن النّبيّ، وأنا ابنُ البَشير، وأنا ابنُ النَّذير، وأنا ابنُ الدّاعي إلى اللَّه بإذنِه والسّراج المُنير، وأنا من أهل البيت الذين كان جَبْرَئيل عليه السلام يَنزِل فينا ويصعَد مِن عندِنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهَب اللَّه عنهم الرِّجس وطهَّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الذين افتَرض اللَّه مودّتهم على كلّ مُسلمٍ، ثمّ قرأ 'قُل لَّا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِى القُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً'

___________________________________

الشورى 23:42. فاقتِراف الحسَنةِ: مَودّتنا أهل البيت.

___________________________________

فرائد السمطين 421/120:2.

711/السادس والثلاثون: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة"، وهو من أعيان علماء المعتزلة، قال: |قال أمير المؤمنين عليه السلام من خطبةٍ له: فأين يُتَاهُ بكم، وكيفَ تَعمهُون وبينكم عِترةُ نبيّكم! وهُم أزمّة الحقِّ وأعَلامُ الدِّين، وألسِنةُ الصِّدق، فأنزِلُوهم بأحسَنِ منازل القرآن.

قال ابن أبي الحديد:| قد بَيّن رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله عِترتَه مَنْ هِي، لمّا قال: 'إنّي تارِكٌ فيكُم الثَّقَلين'، فقال: 'وعترتي أهل بيتي'.

وبيّن في مقام آخر مَن أهلُ بَيتهِ، حين طرَح عليهم الكساء، وقال حين نزَلت: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ': 'اللهمّ هؤلاء أهل بيتي، فأذهِب عنهم الرّجسَ'.

ثمّ قال ابن أبي الحديد: فإن قلتَ: فمَن العِترة التي عَناها أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الكلام؟ قلت: نفسُه وولداه، والأصلُ في الحقيقة نفسُه، لأنّ ولَديه تابعان له، ونسبَتهما إليه مع وجودهِ كنسبة الكواكِب المضيئة مع طلوع الشّمس المُشرِقة، وقد نبّه النبيّ صلى الله عليه و آله على ذلك بقوله: 'وأبوكما خيرٌ منكُما'.

وقوله: 'وهم أزمّةُ الحَقِّ' جَمعُ زِمام، كأ نّه جعَل الحقّ دائراً معهم حيث ما داروا، وذاهباً معهم حيث |ما| ذَهبوا، كما أنّ النّاقة طَوْعُ زِمامِها، و قد نبّه الرّسول صلى الله عليه و آله على صِدق هذه القضيّةِ بقَوله: 'وأدِر الحَقّ معَه حيثُ دار'.

وقوله: 'وألسِنَةُ الصِّدقِ' من الألفاظ الشّريفة القرآنية، قال اللَّه تعالى: 'وَاجْعَل لِى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الآخِرِينَ'

___________________________________

الشعراء 84:26. لمّا كان لا يَصدُر عنهم حُكمٌ ولا قَولٌ إلّا وهو مُوافقٌ للحَقّ والصَّواب، جعَلهم اللَّه كأ نّهم ألسِنَةُ الصِّدق، لا يَصدُر عنها قولٌ كاذِبٌ أصلاً، بل هي كالمَطبوعةِ على الصِّدق.

وقوله: فأنزِلوهم بأحسَن مَنازِل القرآن. تَحْتَه سِرٌّ عظيم، وذلك أ نّه أمر المُكَلّفين بأن يُجْروا العِترةَ - في إجلالِها، وإعظامِها، والانقِياد لها، والطّاعة لأوامِرها - مَجرى القُرآن.

ثمّ قال ابن أبي الحديد: فإن قُلتَ: فهذا القولُ منه عليه السلام مُشْعِرٌ بأنّ العِترةَ معصومةٌ، فَما قول أصحابكم في ذلك؟ قلت: نَصّ أبو محمّد بن متَّوَيه رحمه الله في كتاب "الكفاية" على أنّ عليّاً عليه السلام معصومٌ وإن لم يكن واجبَ العِصمة، ولا العَصمَةُ شَرطٌ في الإمامة، لِكن أدِلّة النّصوص |قد دلّت| على عِصمَتِه، والقَطْع على باطِنه ويقينه،

___________________________________

في المصدر: ومغيبه. وأنّ ذلك أمرٌ اختَصّ هو عليه السلام به دون غَيره من الصحابة.

والفَرْقُ ظاهِرٌ بين قولنا: زيدٌ معصومٌ، وبين قولنا: زَيدٌ واجِبُ العِصْمَةِ، لأ نّه إمام،ومِن شرط الإمام أن يكونَ معصوماً؛ فالاعتِبارُ الأوّل مَذهَبُنا، والاعتِبارُ الثاني مَذهبُ الإماميّة.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 375:6.

712/السابع والثلاثون: المالكي في كتاب "الفصول المُهمّة"، |روى الواحدي| في كتابه المسمّى "بأسباب النزول" يرفَعه بسَنده إلى اُمّ سَلَمة رضي اللَّه عنها أ نّها قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه و آله في بيتها يوماً فأتَتهُ فاطِمة عليهاالسلام بِبُرْمَةٍ فيها عَصيدة، فدخَلت بها عليه، فقال لها: ادعي لي زوجَك وابنَيك. فجاء عليّ، والحسَن، والحُسَين، فدخَلوا وجلَسوا يأكلونَ، والنّبيّ صلى الله عليه و آله جالس على دّكةٍ وتحتَه كِساءٌ خَيْبَريّ.

قالت: وأنا في الحُجْرَة قريباً منهم، فأخَذ النبيّ صلى الله عليه و آله الكِساءَ فَغشّاهم به، ثمّ قال: اللهمّ أهل بيتي وخاصّتي، فأذهِب عنهم الرّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيراً.

قالت: فأدخَلتُ رأسي البيت وقلت: وأنا معكم يا رسولَ اللَّه؟ قال |صلى الله عليه و آله: إنّك إلى خير،| إنّك إلى خير، فأنزَل اللَّه: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

الفصول المهمة: 25، أسباب النزول: 200.

713/الثامن والثلاثون: المالكي أيضاً، قال: ذكَر الترمذي في "جامعه": أنّ رسول |اللَّه| صلى الله عليه و آله كان من وَقتِ نُزولِ هذه الآية إلى قريب ستّة أشهُر، إذا خرَج إلى الصَّلاةِ يمُرّ بباب فاطِمة، ثمّ يقول: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'.

___________________________________

الفصول المهمة: 26، سنن الترمذي 3206/352:5.

714/التاسع والثلاثون: أبو المؤيّد موفّق بن أحمَد العامي المتقدّم في كتاب "فضائل عليّ عليه السلام" بإسناده عن عبدالرّحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبي: دَفع النبيّ صلى الله عليه و آله الرّاية يوم خَيْبَر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ففتَح اللَّه تعالى عليه، وأوقفه يوم غَدير خُمّ، فأعلَم النّاس أ نّه مَولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وقال له: أنتَ منّي وأنا منك.

وقال له: تُقاتِل على التأويل كما قاتَلت على التَنزيل.

وقال له: أنتَ منّي بمَنزِلة هارون من موسى.

وقال له: أنا سِلمٌ لِمَن سالَمت، وحَربٌ لِمَن حارَبْتَ.

وقال له: أنتَ العُروةُ الوَثقى.

وقال له: أنتَ تُبيّن لهم ما اشتَبه عليهم من بعدي.

وقال له: أنتَ إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنة، ووليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي.

وقال له: أنتَ الذي أنزَل اللَّه فيه 'وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ'.

___________________________________

التوبة 3:9.

وقال له: أنت الآخِذ بسُنّتي، والذّابّ عن مِلّتي.

وقال له: أنا أوّل مَن تَنشَقّ الأرض عنه وأنتَ معي.

وقال له: أنا عند الحَوض وأنتَ مَعي.

وقال له: أنا أوّل مَن يَدخُل الجَنّة وأنتَ معي، تَدخُلها أنت والحسَن والحُسَين وفاطِمة.

وقال له: إنّ اللَّه تعالى أوحى إليّ أن أقومَ بفَضلِك، فقُمتُ به في النّاس وبلّغتُهم ما أمرني اللَّه بتَبليغه.

وقال له: اتَّقِ الضَّغائن التي لك في صُدورِ مَن لا يُظهِرُها إلّا بعد مَوتي، اُولئك يَلعَنُهم اللَّه، ويَلعَنُهم اللّاعِنون.

ثمّ بكى صلى الله عليه و آله فقيل له: مِمَّ بُكاؤك يا رسولَ اللَّه؟ قال: أخبرَني جَبْرَئيل عليه السلام أ نّهم يَظلِمونه ويَمْنَعونَه حقَّه، ويُقاتِلونَه ويَقتُلون وُلدَه ويَظلِمونَهم بَعده، وأخبَرني جَبْرَئيل عليه السلام عن اللَّه عزّ وجلّ أنّ ذلك الظُلم يَزول إذا قام قائمهُم، وعَلَت كَلِمَتهُم، واجتَمَعتِ الاُمَّةُ على محَبّتهِم، وكان الشّانئُ لهم قليلاً، والكارِهُ لهم ذليلاً، وكَثُر المادِحُ لهم، وذلك حين تغيّر البِلاد، وَضَعْفِ العِباد، واليأسِ من الفرَج، فعند ذلك يَظهر القائم فيهم.

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: اسمُه كاسمي، واسمُ أبيهِ كاسمِ أبي، هو من وُلدِ ابنَتي، يُظهِر اللَّه الحَقّ بهم، ويُخمِد الباطِلَ بأسيافِهم، وتَتبَعهُم النّاس، راغِبٌ إليهم، وخائِفٌ منهم.

قال: وسَكَن البُكاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثمّ قال: مَعاشِر المُسلمين، أبشِروا بالفَرَج، فإنّ وَعْدَ اللَّه لا يُخلَف، وقَضاءه لا يُرَدّ، وهو الحكيم الخَبير، وإنّ فَتْحَ اللَّه قَريبٌ، اللهمّ إنّهم أهلي، فأذهِب عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرهم تَطهيراً، اللهمّ اكْلأهُم وارعَهُم، وكُن لهم وانصُرْهُم، وأعِزَّهم ولا تُذِلّهم، واخلُفني فيهم، إنّك على ما تَشاء قدير.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 23.

715/الأربعون: موفّق بن أحمَد بإسناده عن واثلة بن الأسقَع، قال: لمّا جمَع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة والحسَن والحُسَين عليهم السلام تحت ثوبهِ، قال: اللهمّ قد جعَلتَ صلواتِك ورحَمتَك ومغفِرتَك ورِضوانَك على إبراهيم وَآلِ إبراهيم، اللهمّ إنّهم منّي وأنا منهم، فاجعَل صلواتِك ورحمَتك ومغفرتَك ورِضوانَك

___________________________________

زاد في المصدر: عليَّ. عليهم.

قال واثلة: وكنتُ واقِفاً بالباب، فقلت: وعَلَيَّ يا رسول اللَّه، بأبي أنتَ واُمّي! قال: اللهمّ وعلى واثلة.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 25.

716/الحادي والأربعون: ومن كتاب "المَناقب الفاخِرة في العِترةِ الطّاهرة"، بإسناده عن شَريك بن عبداللَّه، قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم وهو قائم، وأصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جلوس، وهو يقول لهم: أنشُدُكم |اللَّه| الذي لا أعظَم منه، أفيكم أخٌ لرٌسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا.

قال: أنشُدُكم اللَّه، أفيكُم مَن آمَن باللَّه ورَسولِه قَبْلي؟ فقالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، أفيكُم أحَدٌ صَلّى القِبْلَتَين، وبايَع البَيْعَتَين قَبْلي؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، أفيكُم مَن له عَمٌّ كعَمّي حَمزَة أسَد اللَّه وأسَد رَسوله، وسيّد الشُهَداء وغَسيل المَلائكة؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، أفيكُم أحدٌ له زَوجة تُشبِه زوجَتي سليلة المصطفى، ونَبْعة العُلى، ومَرْيَم الكُبرى، وفاطِمة الزَّهراء، سيّدة نِساء العالَمين؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، أفيكُم أحَدٌ له ولدٌ يُشبِه ولَديّ الحسَن والحُسَين سيِّدَي شباب أهل الجَنّة؟ قالوا: لا.

فقال: أنشُدكُم اللَّه، أفيكُم أحدٌ أقرَب مَحْتِداً مِن رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله غَيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكُم أحَد غَسَّلهُ غيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكم أحَد غَمَّض عَيْنَي رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، أفيكم أحَد فدى رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله بنَفسِه،ونامَ على فراشِه، وبَذل مُهجتَه دُونَه غَيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، أفيكُم أحَدٌ كان إذا قاتل كان جَبْرَئيل عن يَمينهِ، وميكائيل عن شِماله؛ غيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكم أحَدٌ أمر اللَّه بمَودّتهِ حيث قال: 'قُل لَّا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلَّا المَودَّةَ فِى القُرْبَى'

___________________________________

الشورى 23:42. غيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكم مَن طهّره اللَّه تعالى في كتابه حيث قال: 'إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً' غيري وأهل بَيتي؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكم أحدٌ أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيَدهِ يوم غَدير خُمّ، وقال: مَن كنتُ مَولاه فعَليٌّ مَولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه؛ غَيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكم أحَد كان يأخُذ ثلاثة أسهُم: سَهم القَرابةِ، وسَهْم الخاصّة، وسَهم الهِجْرَةِ غَيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشُدكُم اللَّه، هل فيكم مَن أمر اللَّه رسولَه صلى الله عليه و آله فَتْحَ بابِه حيثُ سُدَّتِ الأبوابُ غَيري، حتّى قام عَمّي وقال: يا رسول اللَّه، أمَرت بسَدِّ أبوابِنا وفتَحْتَ بابَ عليٍّ؟ فقال: واللَّه ما أسكَنتُ عليّاً بل اللَّه أسْكَنه، وأخْرَجكم؟ فقالوا: صَدَقْتَ.

فقال: اللهمّ اشهَدْ، وكفى باللَّه شهيداً.

سوره آل عمران، آيه 61


717/الأوّل: من "صحيح مسلم" من الجزء الرابع، في ثالث كرّاس من أوّله، في باب فَضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام بإسناده عن عامر بن سعد بن أبي وَقّاص، عن أبيه،قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سَعْداً، فقال: ما يَمْنَعُك أن تَسُبّ أبا تُراب؟

قال أما ما ذكرتُ ثَلاثاً قالَهنَّ له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فَلن أسُبَّه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحَبّ إليّ مِن حُمْرِ النَّعَم:

سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول حين خلّفه في بَعض مَغازيه فقال له عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه، خلّفتَني مع النِّساء والصِّبيان؟ فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أما تَرضى أن تكونَ منّي بمَنزِلة هارونَ مِن موسى إلّا أ نّه لا نبيّ

___________________________________

في المصدر: لا نبوّة. بعدي!

وسمِعتُه يقول يوم خَيْبَر: لاُعطِيَنَّ الرّاية رجُلاً يحِبّ اللَّه ورسولَه، ويُحبّه اللَّه ورَسولُه. فتَطاوَلْنا لها، فقال: ادعوا لي عليّاً، فاُتي به أرمَد فبصَق في عينيه

___________________________________

في المصدر: عينه. ودفَع الرّاية إليه، ففتَح اللَّه على يَدِه.

___________________________________

في المصدر: اللَّه عليه.

ولمّا نزَلت هذه الآية: 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ' دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً، وفاطمة، وحسناً، وحسيناً، وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

___________________________________

صحيح مسلم 32/1871:4، وفيه: هؤلاء أهلي.

718/الثاني: من "صحيح مسلم" من الجزءالمذكور سابقاً، في آخِره على حَدّ كُرّاسَين بإسناده عن عامر بن سَعْد بن أبي وَقّاص، عن أبيه، قال: أمر مُعاوية ابن أبي سفيان سعداً، فقال له: ما منَعك أن تَسُبّ أبا تُراب؟ فقال:

أما |ما| ذكرتُ ثلاثاً قالَهنّ له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلن أسُبّه، لئن تكون |لي| واحِدة منهنّ أحَبّ إليّ مِن حُمر النَّعَم:

سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول له حين خلّفه في بعض مَغازيه، فقال له عليّ عليه السلام: يا رسولَ اللَّه، خلّفتَني مع النِّساء والصِّبيان؟ فقال |له|: أما تَرضى أن تكونَ منّي بمَنزِلة هارونَ من موسى إلّا أ نّه لا نُبوّة بَعدي!

وسمِعتُه يقول يوم خَيْبَر: لاُعطِيَنّ الرّايةَ رجُلاً يُحبّ اللَّه ورَسولَه، ويحبّه اللَّه ورَسولُه. قال: فتَطاوَلْنا لها، فقال: اُدعوا لي عَليّاً. فأُتي به أرمَد، فبصق في عَيْنَيه، ودفَع الرّاية إليه، ففتَح اللَّه عليه.

ولمّا نزَلت هذه الآية 'نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ' دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة وحسَناً وحُسيناً، فقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

___________________________________

العمدة: 289/188 عن صحيح مسلم.

719/الثالث: الثَعْلَبي في "تفسيره" قال: قال مُقاتِل والكَلْبيّ: لمّا قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هذه الآية على وَفْدِ نَجْران، دعَاهم إلى المُباهلة، فقالوا له: حتّى نرجع وَننظُر في أمرِنا ونأتيك غداً.

فخَلا بعضُهم ببعض، فقالوا للعاقِب - وكان دَيّانهم وذا رأيهِم - يا عبدالمَسيح، ما ترى؟ فقال: واللَّه لقد عَرفتُم - يا مَعْشَر النَّصارى - أنّ محمّداً نبيٌّ مُرسَل، ولقد جاءكم بالفَصلِ من أمرِ صاحِبكم، واللَّهِ ما لَاعَنَ قومٌ قَطُّ نبيّاً، فعاش كبيرُهم ولانبت صغيرُهم، ولئن فَعلتُم ذلك لتَهلِكُنّ، وإن أبَيتُم إلّا دينكم والإقامة على ما أنتُم عليه من القول في صاحِبكم، فَوادِعوا الرجُل وانصَرِفوا إلى بلادِكم.

فأتَوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقد غَدا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله محتَضِناً الحسَن، وآخِذاً بيد الحُسَين عليهماالسلام، وفاطمة عليهاالسلام تمشي خَلْفَه، وعليّ خلفهما وهو يقول لهم: إذا |أنا| دعَوتُ فأمِّنوا.

فقال اُسقُف نَجْران: يا مَعْشَر النَّصارى، إنّي لأرى وُجوهاً لو سألوا اللَّه أن يُزيلَ جبَلاً مِن مكانِه لأزالَه، فلا تَبْتَهِلوا فتَهْلِكوا ولا يَبقى على وَجهِ الأرضِ نَصرانيٌّ إلى يوم القيامة.

قالوا: يا أبا القاسِم، لقد رأينا أن لا نُلاعِنك، وأن نتركك على دينك، ونَثبُتَ على ديننا.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فإن أبَيتُم المُباهلة فأسلِموا، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم! فأبَوا؛ فقال: إني أُنابِذُكم. فقالوا: ما لَنا بحربِ العَربِ طاقة، ولكنّا نُصالِحك على أن لا تَغْزُونا ولا تُخيفَنا، ولا تَرُدَّنا عن دينِنا، على أن نُؤدّي إليك في كلّ عامٍ ألفَي حُلّة؛ ألف في صَفَر، وألف في رَجَب.

فصالحَهم النبيّ صلى الله عليه و آله على ذلك، وقال: والذي نَفسي بيَدهِ، إنّ العَذابَ قد تدَلّى على أهل نَجْران، ولو لاعَنُوا لَمُسِخوا قِرَدةً وخَنازِيرَ، ولاضْطَرَم الوادي عليهم ناراً، ولاستَأصَل اللَّه تعالى نَجْرانَ وأهلَه، حتى الطَّير على الشَّجَر، ولَما حالَ الحَوْلُ على النَّصارى كلّهم حتّى هلَكوا، فقال اللَّه تعالى: 'إِنَّ هَذَا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، فَإِن تَوَلَّوْا' أعرَضوا عن الإيمان 'فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالمُفْسِدِينَ'.

___________________________________

العمدة: 290/189 عن تفسير الثعلبي. و الآيتان من سورة آل عمران 62:3 و63.

720/الرابع: أبو الحسَن الفقيه ابن المَغازلي الواسطي في "مناقبه" بإسناده عن الشّعبي، عن جابر بن عبداللَّه، قال: قَدِم وَفدُ نَجران على النبيّ صلى الله عليه و آله العاقِبُ والطَّيِّبُ، فدَعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلَمنا - يا محمّد - قَبْلَك.

قال: كذَبتُما، إن شِئتُما أخبَرتُكما بما يَمْنَعكُما مِن إلاسلام. قالا: فهات أنبئنا!

قال: حُبّ الصَّليب، وشُرْب الخَمْر، وأكل الخِنزير. فدَعاهُما إلى المُلاعنَة فَواعَداه أن يُغادياه بالغداة.

فغَدا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأخذ بيَد عليّ، وفاطمة، والحسَن، والحُسَين، ثمّ أرسَل إليَهما فأبَيا أن يُجيباه، وأقَرّا له بالخَراج. فقال: النبيّ صلى الله عليه و آله: والذي بعَثني بالحق نبيّاً لو فعَلا لأمطر عليهما الوادي ناراً.

قال جابر: فيهم نزَلت هذه الآية: 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ' الآية.

قال الشّعبي: 'أَبْنَاءَنا' الحسن والحسين 'وَنِسَاءَنَا' فاطمة 'وَأَنفُسَنَا' عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 310/263.

721/الخامس: أبو المؤيد الموفّق بن أحمَد في كتاب "فضائل عليّ" بإسناده عن عامر بن سَعْد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سَعداً، فقال: ما منَعك أن تَسُبّ أبا تُراب؟ قال: أمَا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ له رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله |فلن أسُبَّهُ| لئن تكون لي واحدةٌ أحَبّ إليّ من حُمْرِ النَّعَم:

سَمِعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ، وخَلّفه في بعض مَغازِيه: تكونُ في بَيتي إلى أن أعودَ. قال له عليّ: يا رسول اللَّه، تُخَلّفني مع النِساء والصِبيان! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أما تَرضى أن تكونَ مِنّي بمَنزِلة هارون مِن موسى إلّا أ نّه لا نُبوّة بعدي!

وسمِعتُه يقول يوم خيبر: لاُعطين الراية رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: اُدعوا لي عليّاً. قال: فأتى عليٌّ وبه رَمَد، فبصَق في عَينهِ، ودفَع الرّاية إليه، ففتَح اللَّه عليه.

ونزَلت هذه الآية 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ' الآية، ودَعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المُباهلة عليّاً، وفاطمة، وحسَناً، وحسيناً، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهلي.

قال أبو عيسى: هذا حديث حَسَن غريبٌ صحيح من هذا الوَجه.

قال رضى الله عنه: قوله صلى الله عليه و آله: 'أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى'. أخرَجه الشيخان فِي صحيحيهما بطُرقٍ كثيرةٍ، انتهى كلام موفّق بن أحمَد.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 59.

722/السادس: أبو نُعَيم صاحب "حلية الأولياء" بإسناده عن عامر بن سَعْد بن أبي وَقّاص، عن أبيه، قال: لمّا نزَلت هذه الآية |'نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ'| دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام فقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

___________________________________

فرائد السمطين 486/207:2، وفيه: هؤلاء أهلي.

723/السابع: أبو نُعَيم الحافظ بإسناده عن الشّعبي، عن جابر، قال: قَدِم على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله العاقِب والطّيِّب، فدَعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلَمنا يا محمّد، فقال: كذبتما إن شِئتُما أخبَرتُكما بما يَمنَعُكما مِن الإسلام، فقالا: فهاتِ أنبئنا. قال: حبّ الصَّليب، وشُرْب الخَمْر، وأكل لَحم الخِنْزير.

قال جابر: فدَعاهما إلى المُلاعنة، فواعَداه أن يُغادِياه بالغَداة، فغَدا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأخذ بيد عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام، فأرسل إليهما فأبيا أن يجيباه، وأقَرّا له |بالخراج|، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: والذي بعَثني بالحَقّ، لو فعَلا لأمطر عليهما الوادي ناراً.

قال جابر: فيهم نزَلت 'نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ'.

|قال الشعبي| قال جابر: 'أَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ' رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام 'وَأَبْنَاءَنَا' الحسن والحسين عليهماالسلام 'وَنِسَاءَنَا' فاطمة عليهاالسلام.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 71/103.

724/الثامن: أبو نُعَيم الحافِظ،بإسناده عن أبي صالح، عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: لمّا جاء أهلُ نَجْران، وأنزَل اللَّه تعالى: 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ' جاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومعه عليّ، والحسَن، والحسين، وفاطمة عليهم السلام وقال: إذا أنا دَعَوتُ فأمِّنُوا، فأبَوا أن يُلاعِنوه، وصالَحوه على الجِزيَة.

___________________________________

إحقاق الحق 79:9 عن نزول القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام لأبي نُعيم.

725/التاسع: من الجزء الثاني من كتاب "المغازي" عن ابن إسحاق، قال: لمّا قَدِم وَفْدُ نَجْران على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليهم الحُلَل والخَواتيم الذَّهَب، فسَلّموا على النبيّ صلى الله عليه و آله فلم يَرُدّ عليهم، وتَصدَّوا لكَلامِه عليه السلام نَهاراً طويلاً، فلَم يُكَلِّمهم وعليهم تِلك الحُلَل والخَواتيم الذَّهَب، فانطَلقوا يَبتغَون عُثمان بن عَفّان، وعبدالرحمن بن عوف، وكانوا بمعرفة لهما،

___________________________________

في الدلائل: وكانا معرفةً لهم. فقالوا: إنّ نبيَّكم قد كتَب إلَينا كتاباً، فأقبلنا إليه، وسلّمنا عليه، فلم يَرُدّ علينا السّلام، وتصَدَّينا لكلامه نهاراً طويلاً فلم يُكَلّمنا، فما رأيُكما؛ أنَعودُ أم نَرجِع؟

فقالا لعلي عليه السلام: ما تَرى - يا أبا الحسَن - في هؤلاء القَوم؟ فقال عليّ لعُثمان، ولعَبدالرحمن: رأيي أن يَضعوا حُلَلَهم هذه وخَواتِيمهم ويَلبسوا ثِياب سَفَرِهم ثمّ يعودون إليه، ففعَل وَفْدُ نَجْران ذلك، فوضَعوا حُلَلَهم وخَواتيمَهم، وأتَوا النبيّ صلى الله عليه و آله فَسلَّموا، فرَدّ سَلامَهُم، ثمّ قال: والذي بعَثني بالحَقِّ، لقد أتَوا المَرّة الأُولى وإنّ إبليسَ لمَعَهُم.

ثمّ ساءَلهم وساءَلوه، فلم تَزَل به وبهم المسألة حتّى قالوا: ما تقول في عيسى؟ فإنّا نَرجِع إلى قَومِنا ونَحنُ نَصارى، يسُرُّنا إن كُنتَ نبيّاً أن نعلَم ما تقولُ فيه.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما عندي فيه شي ءٌ يومي هذا، فأقيموا حتّى اُخبِرَكم بما يُقال لي في عيسى. فأصبَح مِن الغَدِ وقد أنزَل اللَّه تعالى عليه 'إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونَ، الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ المُمْتَرِينَ، فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ'

___________________________________

آل عمران 61:3 - 59. فأبَوا أن يُقِرّوا بذلك.

فأصبَح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مُشتَمِلاً على عليّ والحسَن والحُسَين، وفاطمة تَمشي عِندَ ظَهْرِه للمُلاعَنة، فقال شُرَحْبِيل لصاحِبيه: يا عبداللَّه بن شُرحَبْيل، ويا جَبّار بن فيض؛ قد عَلمتُما أنّ الوادي إذا اجتَمع أعلاه وأَسفَلُه لَم يَرِدوا ولَم يَصْدُروا إلّا عن رأيي، وإنّي - واللَّه - أرى أمراً مُقْبلاً، واللَّهِ إن كان هذا الرّجل مَلَكاً مَبعوثاً فكُنّا أول العَرَب طعَن في عَينهِ ورَدّ عليه أمرهِ،ولا يَذهب لنا من |صدره ولا من| صُدورِ قومهِ حتّى يُصيبونا بجائحة،

___________________________________

الجائحة: الشدّة والنازلة العظيمة التي تجتاح المال أو النفس. وإنّا لأدنى العَرب منهم |جواراً|، وإن كان هذا الرّجل نبيّاً مُرْسَلاً فَلاعَنّاهُ، لا يَبقى على وَجهِ الأرضِ |منّا| شعرٌ ولا ظُفْر إلّا هَلك.

فقال له صاحِباه: فَما الرّأي يا أبا مَرْيَم، فقد وضعَتكَ الاُمور على ذِراعٍ، فهاتِ رأيَك. فقال: رأيي أن أُحَكِّمه، فإنّي أرى رجلاً لا يَحكُم شَططاً. فقالا: أنتَ وذاك.

فتَلقّى شُرَحْبِيل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: إنّي قد رأيتُ خيراً مِن مُلاعنَتِك. فقال: وما هو؟ فقال: شُرَحْبِيل: حُكْمُكَ اليوم |إلى الليل|، ولَيْلَتك إلى الصّباح، فَمهْما حكَمْتَ فينا فهو جائِزٌ.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لعلّ وراءك أحدٌ يثرّب عليك؟

___________________________________

ثَرَّبَ عليه: لامه وعيّره بذنبه. فقال له شُرَحْبِيل: سَلْ صاحِبَيَّ، فسألهما، فقالا: ما يَرِد الوادي ولايصدُر إلّا عن رأي شُرَحْبيل. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كافِر |أو قال:| جاحِد موفَّق.

فرجع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |عن أن| يُلاعِنهُم حتّى إذا كانَ مِن الغَد أتَوه، فكتَب لهم هذا الكتاب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. هذا ما |كتب| محمّد |النبي رسول اللَّه| صلى الله عليه و آله لنَجْران: إذ كان له عليهم حُكْمُه في كلّ ثمَرةٍ وكلّ صَفراء وبَيضاء وسوداء ورقيق، فأفضل عليهم |وترك| ذلك كلّه على ألفَي حُلّةٍ |من حُلل الأواقي|، في كلِّ رَجَبٍ ألفُ حُلّة، وفي كلّ صَفَرٍ ألْفُ حُلَّةٍ |ومع كلّ حُلّةٍ| أُوقيّةٌ |من الفِضّة| فما زادت على الخَراج أو نقَصت|عن الأواقي فبالحساب|.

___________________________________

دلائل النبوّة للبيهقي 386:5 عن ابن إسحاق.

726/العاشر: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي في كتاب "فرائد السِّمْطَين" بإسناده عن الشّعبي، عن جابر، قال: قَدِم على النبيّ صلى الله عليه و آله العاقِب والطَّيِّب، فدَعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلَمْنا يا محمّد. قال: كذَبتُما، إن شِئتُما أخبَرتُكما بما يَمنَعُكما من الإسلام!

قالا: فَهاتِ أنبئنا! قال: حُبّكما الصّليب، وشُرْب الخَمْر، وأكْل لَحْم الخِنْزير.

قال جابر: فدَعاهما إلى المُلاعنة، ووَعَداه أن يُغادِياه بالغَداة، فغدا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأخَذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين، صلوات اللَّه عليهم، فأرسل إلَيهما، فَأبَيا أن يُجيباه، وأقَرّا له. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: والذي بعَثني بالحَقِّ، لو فَعلا لأمطر عليهم الوادي ناراً.

قال جابر: فيهم نزَلت: 'نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ |وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ|'.

قال الشّعبي: قال جابر: 'وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ' رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ صلوات اللَّه عليه 'وَنِسَاءَنَا' فاطمة عليهاالسلام 'وَأَبْنَاءَنَا' الحسَن والحُسَين صلوات اللَّه عليهما.

___________________________________

فرائد السمطين 365/23:2.

727/الحادي عشر: أبو المؤيّد موفّق بن أحمَد، المتقدّم في الباب،

___________________________________

نقل عنه المؤلف الحديث الخامس من هذا الباب. عن ابن عبّاس رضى الله عنه والحسَن والشّعبي، والسُّدّي، قالوا في حديث المُباهَلة: إنّ وَفْدَ نَجْران أتَوا النَّبيَّ صلى الله عليه و آله ثمّ تقدّم الاُسْقُف، فقال: يا أبا القاسم، موسى مَن أبوه؟ قال: عمران.

قال: فيوسف مَن أبوه؟ قال: يَعقوب.

قال: فأنتَ مَن أبوك؟ قال: عبداللَّه بن عبدالمطّلب.

قال: فعيسى مَن أبوه؟ فسكَت رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله ينتَظِر الوَحْيَ مِن السّماء، فهبَط جَبْرَئيل عليه السلام بهذه الآية 'إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فلا تكُن مِنَ المُمْتَرِينَ'.

فقال الاُسْقُف: لا نَجِدُ هذا فيما اُوحيَ إلينا. فهبَط جَبْرَئيل عليه السلام بهذه الآية 'فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ'

___________________________________

آل عمران 61:3 - 59. قال |الأُسْقُف|: أنصَفْتَ، فَمتى نُباهِلُك؟ قال: غداً إن شاء اللَّه تعالى.

فانصَرفوا ثمّ قال الاُسْقُف لأصحابهِ: انظُروا، إن خرَج في عِدَّةٍ من أصحابهِ فَباهِلُوه فإنّه كذّاب، وإن خَرج في خاصّةٍ من أهلهِ فَلا تُباهِلوه فإنّه نَبيٌّ، ولَئنِ باهَلْناهُ لنَهْلِكَنّ.

وقالت النَّصارى: واللَّهِ |إنّا| لنعلم أ نّه النّبيُّ الذي كُنّا ننتظره، ولئنِ باهَلْنَاهُ لَنَهْلِكَنّ، ولا نَرجِع إلى أهلٍ ولا مالٍ.

قالت اليهود والنَّصارى: فكيف نَعمَل؟ قال أبو الحارث الاُسقُف: رأينا رجلاً كريماً نغدو عليه فنسأله أن يُقيلنا.

فلمّا أصبَحوا بعَث النبيّ صلى الله عليه و آله إلى أهل المَدينةِ ومَن حَولها، فلم تَبْقَ بِكرٌ لم تَرَ الشَّمْسَ إلّا خرَجت، وخرَج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ بين يَدَيْه، والحسَن عن يَمينهِ، قابضاً بيَدِه، والحُسَين عَن شِماله، وفاطمة خَلْفَه، ثمّ قال: هَلُمّوا، فهؤلاء أبناؤنا الحسَن والحُسَين، وهؤلاء أنفُسنا |لعليِّ ونَفسهِ|، وهذهِ نساؤنا لفاطمة.

قال: فجعَلوا يستترون بالأساطِين، ويستتر بعضُهم ببَعض تَخَوّفاً أن يبدأهم بالمُلاعنة، ثمّ أقبلوا حتّى بَرَكوا بين يدَيه، وقالوا: أقِلْنا أقالَكَ اللَّه يا أبا القاسم. قال صلى الله عليه و آله: أقَلْتُكُم. وصالحوه على ألفَي حُلَّة.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 96.

728/الثاني عشر: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن ابن عبّاس، في قوله عزّ وجلّ: 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ' نزَلت في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وعليّ عليه السلام نفسه 'وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ' في فاطمة عليهاالسلام 'وأَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ' في حسَن وحُسَين عليهماالسلام، والدُعاء على الكاذِبين نزَلت في العاقِب، والسيّد، وعبد المَسيح، وأصحابه.

___________________________________

فرائد السمطين 484/205:2.

729/الثالث عشر: الحَمُّوئي بإسناده عن ابن جُريج، في قوله تعالى: 'إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ' بلَغنا أنّ نَصارى نَجْران قَدِم وَفدُهم على النبيّ صلى الله عليه و آله، فمِنهُم السيّد، والعاقِب، واُخْبِرتُ أنّ معهما عبد المَسيح - وهما يومئذٍ سيّدا أهل نَجْران - فقالوا: يا محمّد،فيم تَشتُمُ صاحِبَنا؟ قال: ومَن صاحِبُكم؟ قالوا: عيسى بن مريم، تَزعُم أ نّه عَبدٌ!

قال النبيّ صلى الله عليه و آله: أجَل، هو عبدُ اللَّه، وكَلِمَتُه ألقاها إلى مَرْيم.

___________________________________

زاد في المصدر: ورُوحٌ منه. فغَضِبوا، وقالوا: إن كنتَ صادِقاً فأرِنا عبداً يُحيي المَوتى، ويُبْرِئُ الأكْمَهَ والأبْرَصَ، ويَخلُق من الطّين كهَيئةِ الطَّير! ولكنّه اللَّه.

فسكت النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى جاءه جَبْرَئيل عليه السلام فقال: يا محمّد 'لَقَدَ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ'

___________________________________

المائدة 17:5. الآية، قال النبيّ صلى الله عليه و آله: إنّهم قد سألوني أن اُخبِرَهم بمَثَل عيسى! قال جَبْرَئيل: 'إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ... فَمَنْ حَاجَّكَ فِيه' في عيسى - يا محمّد - من بَعدِ هذا 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ' الآية 'إِنَّ هَذَا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ وَمَا مِن إِلَهِ إِلّا اللَّهُ'

___________________________________

آل عمران 62:3 - 59. الآية.

فأخَذ النبيّ صلى الله عليه و آله بيَدِ عليّ والحسَن والحُسَين صلوات اللَّه عليهم، وجعَلوا فاطمة عليهاالسلام وراءهم، ثمّ قال: هؤلاء أبناؤنا، وأنفُسنا، ونِساؤنا، فَهلمّوا أنفُسَكم وأبناءكم ونساءكم، ونجعَل لعنة اللَّه على الكاذِبين. فأبى السيّد، وقالوا: نُصالِحُك، فصالَحوه على ألف حُلّة كلّ عامٍ، في كلّ رجَبٍ ألف حُلّةٍ.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: والذي نَفسي بِيَده، لو لاعَنوني ما حالَ الحَولُ ومنهم بَشَرٌ إلّا أهلَك اللَّه الكاذبين.

___________________________________

فرائد السمطين 485/205:2.

730/الرابع عشر: الحَمُّوئي بإسناده عن عامر بن سَعْد، عن أبيه، قال: لمّا نزَلت هذه الآية 'نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ |وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ|' دَعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً، وفاطمة، وحسَناً، وحُسَيناً صلوات اللَّه عليهم، فقال: اللهمّ هؤلاء أهلي.

___________________________________

فرائد السمطين 486/207:2.

731/الخامس عشر: المالكي في "الفصول المهمة"، قال: روى مُسلِم والترمذي، أّن معاوية قال لسَعْد بن أبي وَقّاص: ما منَعك أن تَسُبّ أبا تُراب؟ فقال |سعد|: أمّا ما ذكَرْتَ فلِثلاثٍ قالهنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلَن أسُبَّه، ولئن تكون لي واحدة منهنّ أحَبّ إليّ مِن حُمْرِ النَّعَم:

سمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول وقد خلّفه في بعض مَغازيه، فقال علي: خَلّفتَني مع النِساء والصِّبيان؟ فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أما تَرضى أن تكونَ منّي بمَنزِلة هارونَ مِن موسى إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي!

وسمِعتُه يقول يوم خَيْبَر: لاُعطِينَّ الرّايةَ |غداً| رجلاً يُحِبّ اللَّه ورسولَه، ويُحبّه اللَّه ورسولُه. فتَطاوَلْنا إليها، فقال: اُدعوا لي عليّاً،فاُوتي به أرمَد، فبصَق في عَيْنَيه فَبَرئ، ودفَع إليه الرّاية، ففتَح اللَّه على يَديه.

ولمّا نزَلت هذه الآية: 'فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ' دَعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة وحسَناً وحُسَيناً، وقال: اللهمّ هؤلاء أهلي.

___________________________________

الفصول المهمة: 126، صحيح مسلم 32/1871:4، سنن الترمذي 3724/638:5.

732/السادس عشر: المالكي في "الفصول المهمّة" وهو من أعيان علماء العامّة، قال:أهلُ البيتِ على ما ذكره المُفَسِّرون في تفسير آية المباهلة، وعلى ما روي عن اُمّ سَلَمة رضي اللَّه عنها هم النبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ، وفاطمة، والحسَن، والحُسَين عليهم السلام.

أمّا آية المُباهلة، وهي قوله تعالى: 'إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تكُن مِّنَ المُمْتَرِينَ، فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ'

___________________________________

آل عمران 61:3 - 59. سبَبُ نزولِ هذه الآية أ نّه لمّا قَدِم وَفْدُ نَجْران على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دخَلوا عليه مَسْجِدَه بعد صلاةِ العَصْر، وعلَيهم ثيابُ الحَبَراتِ وأرْدِيَةُ الحَرير، لابِسينَ الحُلَل؛ مُتَخَتِّمِينَ بخَواتِم الذّهَب، يقول مَن رآهم من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله: ما رأينا قَبْلَهم وفداً مثلَهم؛ وفيهم ثلاثة من أشرافِهم يَؤول أمرُهم إليهم؛ وهم: العاقب، واسمُه عبد المسيح، كان أميرَ القومِ، وصاحِبَ رأيهِم ومَشُورَتهم، لا يَصدُرون إلّا عن رأيه، والسيّد وهو الأيْهَم، وكان ثِمالَهم

___________________________________

الثِّمال: الملجأ والغياث. وصاحِبَ رجاهم

___________________________________

في المصدر: رحابهم. ومُجتَمعهِم، وأبو حاتِم بن عَلْقَمَة، وكان اُسقُفَهم وحَبْرَهُم وإمامَهُم وصاحِبَ مَدارِسِهم، وكان رجلاً من العرَب من بَني بَكْر بن وائل، ولكنّه تنَصَّر فعظَّمته الرّوم ومُلوكُها، وشرَّفوه، وبَنَوا له الكَنائس وموَّلوه

___________________________________

في المصدر: وَوَلَّوه. وأخدَموه لِما عَلِموا مِن صَلابَتهِ في دِينهِم، وقد كان يَعرِف |أمر| رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وشأنَه وصِفَته

___________________________________

زاد في المصدر: مِمّا عَلِمَه. من الكتُب المتقدّمة، ولكنّه حمَله جَهلُه على الاستِمرار في النَّصرانيّة، لِما رأى مِن تَعظِيمه ووَجاهَتهِ عند أهلِها.

فتكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مع أبي حاتِم بن عَلْقَمَة، والعاقِب عبدالمسيح، وسألَهُما وسألاه، ثمّ إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعد أن تكلّم مع هذَين الحَبْرَين منهُم، دَعاهُم إلى الإسلام، فقالوا: قد أسلَمنا. فقال صلى الله عليه و آله: كذَبتُم، إنّه يَمْنَعكُم مِن الإسلام ثَلاثة: عِبادَتُكم الصَّليب، وأكْلُكم الخِنْزِير، وقَوْلُكم: للَّه وَلَد.

فقالوا: هل رأيتَ ولَداً بغَيرِ أبٍ، فَمن أبو عيسى؟ فأنزَل اللَّه تعالى: 'إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ' الآية.

فلمّا نزَلت هذه الآية مُصَرِّحة بالمُباهلة، دَعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وَفْدَ نَجْران إلى المُباهلة، وتَلا عليهم الآية، فقالوا: حتّى نَنْظُرَ في أمرِنا ونأتِيك غداً.

فلمّا خَلا بَعضُهم ببَعضٍ، قالوا للعاقِب صاحِب مَشُورَتهِم: ما تَرى من الرَّأي؟ فقال: واللَّه |قد عَرفتُم معشَر النَّصارى أنّ محمّداً نبيٌ مُرْسَل، ولقد جاءكم بالفَصلِ من عِند صاحِبكم، فواللَّه| ما لاعَنَ قومٌ قطّ نبيّاً إلّا هَلَكوا عن آخِرهم، فاحذَروا كلَّ الحَذَر أن تكون آفة الاستيصال مِنكُم، وإن أبَيتُم إلّا إلف دينكِم والإقامة عليه، فَوادِعوا الرَّجُلَ وأعطُوه الجِزْيَة ثمّ انصَرِفوا إلى مقَرِّكُم.

فلمّا أصبَحوا جاءوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فخرَج وهو مُحتَضِنٌ الحُسَين، آخِذٌ بيَدِ الحسَن، وفاطمة خَلْفَه، وعليٌّ خلفَهُم، وهو يقول: اللهمّ هؤلاء أهلي، إذا أنا دَعَوتُ أمِّنوا.

فلمّا رأى وَفدُ نَجْران ذلِك، وَسمِعوا قولَه، قال كَبيرُهم: يا مَعْشَر النَّصارى، إنّي لأرى وُجوهاً لو سألت اللَّه تعالى أنْ يُزيلَ جبَلاً لأزالَهُ، لا تباهلوا فتَهْلكوا، ولا يَبْقى على وَجْهِ الأرضِ نَصْرانيٌّ منكم إلى يومِ القيامة، فاقبَلوا الجِزْيَةَ |فَقَبِلوا الجِزْيةَ| وَانصَرَفوا.

قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: والذي نُفس محمّدٍ بيَدهِ، إنّ العَذابَ قد نزَل على أهلِ نَجْرانَ، ولو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدةً وخَنازِيرَ، ولاُضرِم الوادي عليهم ناراً، ولاسْتَأصَل اللَّه تعالى نَجْرانَ وأهلَه، حتّى الطَّير على الشَجَر، ولم يَحُل الحَولُ على النّصارى حتّى هَلكوا.

___________________________________

الفصول المهمة: 23.

733/السابع عشر: المالكيّ أيضاً، قال جابر بن عبداللَّه رضى الله عنه: 'أَنفُسَنَا' محمّد صلى الله عليه و آله وعليّ عليه السلام، 'أَبْنَاءَنَا' الحسَن والحُسَين، 'وَنِسَاءَنَا' فاطمة رضوان اللَّه عليهم أجمعين.

___________________________________

الفصول المهمة: 25.

734/الثامن عشر: المالكي أيضاً، عن الحاكِم في "مستدركه" عن عليّ بن عيسى، وقال: صحيح على شَرْط مسلم، مثله.

___________________________________

الفصول المهمة: 25.

735/التاسع عشر: المالكي أيضاً، عن أبي داود الطَّيالسي، عن شُعْبَة، |عن| الشّعبي، مرسلاً مثله.

___________________________________

الفصول المهمة: 25.

/ 76