سوره توبه، آيه 3

918/الأوّل: ما رَواهُ صَدرُ الأئمّة عند العامّة، موفّق بن أحمَد بإسناده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: قال أبي: دفع النبيّ صلى الله عليه و آله |الراية| يوم خَيْبَر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ففتَح اللَّه تعالى عليه، وأوقَفه يوم غدير خُمّ، فأعلَم النّاس أ نّه مَولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ.

وقال له: أنتَ منّي وأنا منك.

وقال له: تُقاتِل على التأويل كما قاتَلْت على التَنْزيل.

وقال له: أنتَ منّي بمَنزِلة هارونَ مِن موسى.

وقال له: أنا سِلمٌ لِمَن سالمَك وحَربٌ لِمَن حارَبَك.

وقال له: أنتَ العُروةُ الوُثقى.

وقال له: أنت تُبيّن لهم ما اشتَبه عليهم من بعدي.

وقال له: أنتَ إمامُ كلّ مؤمن ومؤمنة |ووليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ| بعدي.

وقال لة: أنتَ الذي أنزَل اللَّه فيك: 'وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ'.

وقال: له: أنتَ الآخِذ بسُنَّتي، والذّابُّ عن مِلّتي.

وقال له: أنا أوّل مَن تَنشَقّ الأرضُ عنه وأنتَ معي.

وقال له: أنا عند الحَوض وأنتَ معي.

وقال |له|: أنا أوّل من يَدخُل الجَنّة وأنتَ معي، تَدخُلها أنت، والحسَن، والحُسَين، وفاطمة.

وقال |له|: إنّ اللَّه تعالى أوحى إليّ أن أقومَ بفَضْلِك، فقُمْتُ به في النّاس، وبَلّغتُهم ما أمرني اللَّه تعالى بتَبليغهِ.

وقال له: إتّقِ الضّغائن التي لك في صدور من لا يُظهِرها إلّا بعد مَوْتي، أولئك يَلعنُهم اللَّه ويَلعنُهم اللّاعِنون.

ثمّ بكى صلى الله عليه و آله فقيل له: مِمّ بُكاؤك يا رسول اللَّه؟ قال: أخبَرني جَبْرَئيل عليه السلام أ نّهم يَظلِمونه، ويمنَعونَه حَقّه، ويُقاتِلونه، ويَقتُلون وُلدَه، ويَظْلِمونَهُم بَعْدَه.

وأخبَرني جَبْرَئيل عليه السلام عن اللَّه عزّ وجلّ أنّ ذلك الظُلم يَزولُ إذا قامَ قائمُهُم، وعَلَت كَلِمتُهم، واجتَمَعتِ الاُمّةُ على مَحَبَّتهِم، وكان الشانئُ لهم قليلاً، والكارِهُ لهم ذَليلاً، وكَثُرَ المادِحُ لهم، وذلك حين تَغَيُّرِ البِلاد، وضَعْفِ العِباد، واليأس مِن الفَرَج، فعند ذلك يَظهَر القائم فيهم.

قال النبي صلى الله عليه و آله: اسمُه كاسمي، واسمُ أبيه كاسمِ أبي،

___________________________________

راجع هامش الحديث 56 من الباب 11 من المقصد الأول، ففيه توضيح لمعنى هذا الحديث. هو من وُلدِ ابنتي |فاطمة|، يُظهِر اللَّه الحَقّ بهم، ويُخمِد الباطِلَ بأسيافِهم، ويتْبَعُهم النّاسُ راغِبٌ إلَيهم، وخائِفٌ منهُم.

قال: وسَكن البُكاءُ عن رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: معاشِرَ المُسلمين، أبشِروا بالفَرَج، فإنّ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلَف، وقضاءه لا يُرَدّ، وهو الحَكيمُ الخَبير، وإنّ فَتْحَ اللَّهِ قَريبٌ، اللهُمّ إنّهم أهلي، فأذهِب عَنهُم الرِّجْسَ وطَهِّرهُم تَطْهيراً، اللهُمّ اكلأهُم وارْعَهُم، وكن لهم وانصُرهم، وأعِزَّهم ولا تُذِلّهم، واخْلُفْني فيهم، إنّك على ماتَشاءُ قدير.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 23.

919/الثاني: الحِبَري في كتابه، يرفعه إلى ابن عبّاس، قال: في ما نزَل في القرآن في خاصّة رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ وأهل بَيتهِ من دون النّاس، من سورة البقرة 'وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ'

___________________________________

البقرة 25:2. الآية، نزَلت في عليّ، وحَمْزَة، وجَعْفَر، وعُبَيْدَة بن الحارث بن عبدالمُطَّلِب.

___________________________________

تفسير الحبري: 4/235.

وقوله تعالى: 'وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ'

___________________________________

البقرة 43:2. نزَلت في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّ ابن أبي طالب عليه السلام، وهُما أوّل مَن صلّى للَّه ورَكع.

___________________________________

تفسير الحبري: 5/237.

وقوله تعالى: 'وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ'

___________________________________

البقرة 45:2. الخاشِع: الذَّليل في صلاته، المُقبِل عليها بقَلْبِه، يعني رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله وعليّاً عليه السلام.

___________________________________

تفسير الحبري: 6/238.

وقوله تعالى: 'الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ'

___________________________________

البقرة 46:2. نزَلت في عليّ، وعُثمان بن مَظْعون، وعمّار بن ياسر، وأصحابٍ لهم.

___________________________________

تفسير الحبري: 7/239.

وقوله تعالى: 'بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ'

___________________________________

البقرة 81:2. نزَلت في أبي جَهْل، 'وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ'

___________________________________

البقرة 82:2. نزَلت في عليّ خاصّة، وهو أوّل مَن آمن،

___________________________________

في المصدر: أول مؤمن. وأوّلُ مُصَلٍّ بعد النبيّ صلى الله عليه و آله.

___________________________________

تفسير الحبري: 8/240.

وقوله تعالى: 'قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِن ذَ لِكُمْ'

___________________________________

آل عمران 15:3. الآيات، نزَلت في عليّ، وحَمْزَة، وعُبَيْدة بن الحارث.

___________________________________

تفسير الحبري: 11/245.

وقوله تعالى: 'وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ' الآية، والمؤذّن يومئذٍ عن اللَّه ورَسولهِ صلى الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

___________________________________

تفسير الحبري: 30/269.

920/الثالث: البخاري، في الجزء الخامس من صحيحه، في قوله تعالى: 'وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِى ءٌ مِنَ المُشْرِكينَ وَرَسُولُهُ' في نِصف الجُزء، بإسناده عن حُميد بن عبدالرحمن: أنّ أبا هُرَيْرَة، قال: بعَثني أبو بكر في تلك الحِجّة في المؤذّنين، بَعثَهُم يومَ النَّحرِ يؤذِّنون بمِنى: أن لا يَحُجَّ بعد العام مُشرِك، ولا يطوف بالبيت عُريان.

قال حُميد: ثُمَّ أردَف النبيّ صلى الله عليه و آله بعليّ عليه السلام وأمَره أن يؤذّن ببراءة. قال أبو هُرَيْرَة: فأذّن

___________________________________

زاد في المصدر: معنا، ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام مؤذناً مبعوثاً من قبل النبيّ صلى الله عليه و آله مع المؤذنين الذي بعثهم أبو بكر وحسب، كما هو مفاد الحديث، بل إن الصحيح الوارد في الحديث والتاريخ والسيرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث أبا بكر أولاً لتبليغ سورة براءة، فسار بها ثلاثاً، ثمّ عزله وبعث أمير المؤمنين عليه السلام مكانه بأمرٍ إلهي وتقدير ربّاني، وعندما سُئل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن ذلك قال: 'اُمرت أن لا يبلّغها إلّا أنا أو رجل منّي' وفي بعض الروايات: 'لا يبلّغ عنّي إلّا أنا أو رجل منّي' وفي ذلك فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام لم يشركه فيها أحد من أفراد الاُمّة، وفيه أيضاً دلالة على أن تولّي أمور المسلمين بعد النبيّ صلى الله عليه و آله منوطٌ به عليه السلام لا بغيره. راجع مسند أحمد 3:1 و212:3، 331 و164:4، 283 و165، فضائل الصحابة له أيضاً 946/562:2، سنن الترمذي 3719/636:5، جامع الاُصول من أحاديث الرسول 6496/475:9، ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام لابن عساكر2 :391 - 376، مجمع الزوائد 119:9، تاريخ اليعقوبي 76:2، الخصائص للنسائي: 20، الصواعق المحرقة: 122، الجامع الصغير 5595/177:2، البداية والنهاية 370:7، تفسير الطبري 46:10، مناقب الخوارزمي: 106 وغيرها كثير. عليّ في أهلِ مِنى يومَ النَّحْرِ ببرَاءة، وأن لا يَحُجّ بعد العام مُشرِك، ولا يَطوف بالبَيْتِ عُريان.

___________________________________

صحيح البخاري 177/124:6.

سوره تحريم، آيه 4

921/الأوّل: محمّد بن العَبّاس، في تفسيره، من طريق العامّة، بإسناده عن أبي صالح، |عن ابن عباس| في قوله عزّ وجلّ: 'فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ' قال: نزَلت في عليّ عليه السلام |خاصّة|.

___________________________________

تأويل الآيات 4/699:2.

922/الثاني: ابن شَهْر آشُوب في "مناقبه" من طريق المُخالفين، عن تفسير أبي يوسف يعقوب بن سُفيان النَّسوي، والكَلْبي، ومُجاهد، وأبي صالح، والمغربي، عن ابن عبّاس: أ نّه رأت حَفصَة النبيّ صلى الله عليه و آله في حُجرة عائشة مع مارية القِبْطيّة، فقال صلى الله عليه و آله: اُكتُمي عليّ حَديثي. قالت: نعم. قال: إنّها عليَّ حرام - ليطيب قلبها - فأخبَرت عائشة، وسرَّتها مِن تحريمِ مارية، فكلّمت عائشة النبيّ صلى الله عليه و آله في ذلك، فنزَل 'وَإِذْ أَسَرَّ النّبِىُّ إلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً' إلى قوله: 'فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ' قال: صالح المؤمنين واللَّه عليّ عليه السلام، يقول اللَّه واللَّه حسبه: 'وَالمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ'.

___________________________________

التحريم 3:66 و4.

عن البخاري، والمَوْصِلي، قال ابنُ عبّاس: سألتُ عُمَر بن الخَطّاب عن المُتَظاهِرَتَيْنِ، فقال: حَفْصَة وعائشة.

___________________________________

مناقب ابن شهر آشوب 76:3.

923/الثالث: السُّدّي، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس. وأبي بكر الحَضْرَمي، عن أبي جعفر عليه السلام. والثَّعلبي، بالإسناد عن موسى بن جعفر عليهماالسلام. وعن أسماء بنت عُمَيْس، عن النّبيّ صلى الله عليه و آله، قالوا: 'وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ' عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

مناقب ابن شهر آشوب 77:3.

924/الرابع: ومن طريق المُخالفين أيضاً، عن ابن عبّاس: قوله: 'وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْه' نزلت في عائشة وحَفْصَة 'فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاه' نزَلت في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله 'وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ' نزَلت في عليّ خاصّة.

___________________________________

تفسير الحبري: 68/325.

925/الخامس: أبو نُعَيم الأصفهاني بإسناده عن |أُمّ جعفر بنت| عبداللَّه بن جعفر، عن أسماء بنت عُمَيس، قالت: سمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقرأ هذه الآية 'فَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ' قال: صالح المؤمنين: عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 199/259.

926/السادس: الثَّعْلَبي في تفسيره مرفوعاً عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في قوله تعالى: 'وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ' قال: هو عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

العمدة: 475/290 عن تفسير الثعلبي.