غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 2

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سعة فضائل أميرالمؤمنين


1379/الأوّل: في أوّل كتاب موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لو أنّ الغِياضَ أقلامٌ والبَحْرَ مِدادٌ والجِنَّ حُسّابٌ، والإنسَ كُتّابٌ، ما أحْصَوا فَضائل عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 2.

1380/الثاني: موفّق بن أحمَد عَقِيب هذا الحديث، قال: وذكر ابن شاذان، بإسناده عن جعفر بن محمّد بن عمّار، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحُسَين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اللَّه تعالى جعَل لأخي عليّ فَضائل لا تُحصى كَثْرةً، فمَن ذكر فضيلة من فضائله مُقِرّاً بها، غفَر اللَّه له ما تقدّم من ذَنبِه وما تأخّر، ومن كتَب فضيلةً مِن فضائله، لم تَزَل الملائكةُ تستَغفِر له ما بَقي لذلك الكِتاب رَسمٌ، ومَن استَمع إلى فضيلةٍ من فضائله، غَفَر اللَّه له الذُّنوبَ التي اكتَسبها بالاستماع، ومَن نظَر إلى كتابٍ من فضائله، غفَر اللَّه له الذُنوبَ التي اكتَسبها بالنّظر.

ثمّ قال: النّظر إلى عليّ عبادة، وذِكرُه عِبادة، ولا يقبَل اللَّه إيمانَ عبدٍ إلّابولايتهِ والبراءة من أعدائه.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 2.

1381/الثالث: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عيسى بن عبداللَّه، عن أبيه، عن جَدّه، قال: قال رجلٌ لابن عبّاس: سُبحانَ اللَّه! ما أكثر مناقب عليّ بن أبيّ طالب عليه السلام وفضائله، إنّي لأُحصيها

___________________________________

في المصدر: لأحسبها. ثلاثة آلاف! فقال ابن عبّاس: أو لا تقول إنّها إلى ثلاثين ألفاً أقرَب!

ثمّ قال موفّق بن أحمَد عَقيب ذلك: ويدُلّ على ذلك أيضاً مايروى عن الإمام الحافظ أحمَدبن حنبل، وهو كما عَرَف أصحابُ الحديث في علم الحديث قَريعُ أقرانِه،

___________________________________

أي سيدهم. وإمامُ زمانِه، والمُقتَدى به في هذا الفنّ إ بّانه،

___________________________________

يعني في وقته وحينه. والفارِس الذي يكبو فُرسانُ الحُفّاظِ في مَيدانِه، وروايَتُه فيه مقبولةٌ، وعلى كاهلِ التّصديقِ مَحمولةٌ؛ لما عُلم أنّ الإمام أحمَد بن حَنْبَل ومن احتذى على مِثاله، ونسج على مِنواله، وحطَب في حَبْلِه، وانضوى إلى حَفله، مَالوا إلى تَفضيل الشَيْخَين، فجاءت روايته فيه كعَمود الصُّبْح لا يُمكِن سَتْرُه بالرّاح.

وهو ما أخبَرني به الشيخ الإمام الزاهِد فَخر الأئمّة أبو الفَضْل بن عبدالرحمن الحفرميدي

___________________________________

في طبعة جماعة المدرّسين: الحفربندي. الخوارزمي، بإسناده عن أحمَد بن حَنْبَل، يقول: ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب عليه السلام.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 3.

وأقول: ما ذكره الموفّق بن أحمَد هنا مذكورٌ في كتُب الخاصّة والعامّة، متكرّر في الكتب.

___________________________________

مستدرك الحاكم 107:3، ترجمة الإمام عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق 1117/83:3، طبقات الحنابلة 319:1، الاستيعاب 51:3.

1382/الرابع: ما ذكرَه صاحب "ثاقب المناقب" من طريق المخالفين، عن محمّد بن عُمر الواقِدي، قال: كان هارون الرّشيد يَقعُد للعُلَماء في يوم عَرَفة، فقعد ذات يومٍ وحضره الشافعي، وكان هاشميّاً يقعد إلى جَنْبهِ، وحضَر محمّد بن الحسن، وأبو يوسف فقعدا بين يَديه، وغَصّ المَجلِس بأهلِه، فيه سبعون رجلاً من أهل العلم، كلٌّ منهم يَصلُح أن يكونَ إمامَ صُقْعٍ من الأصقاع.

قال الواقدي: فدخَلتُ في آخِر النّاس، فقال الرّشيد: لِمَ تأخرّت؟ فقلت: ما كان لإضاعةِ حَقّ، ولكنّي شُغلت بشغلٍ عاقَني عمّا أحببت. قال: فقَرّبني حتّى أجلَسَني بين يَدَية، وقد خاض النّاسُ في كلّ فنٍّ من العِلم.

فقال الرّشيد للشّافعي: يا بن عمّي، كم تَروي في فضائل عليّ بن أبي طالب؟ قال: أربعمائة حديث أو أكثر. فقال له: قل ولا تَخَف. قال: تَبلُغ خمسمائة أو تَزيد.

ثمّ قال لمحمد بن الحسن: كم تَروي يا كوفيّ مِن فضائله؟ قال: ألف

___________________________________

في المصدر: نحو ألف. حديث أو أكثر.

فأقبل على أبي يوسف، فقال: كم تَروي أنتَ يا كوفيّ من فضائله؟ أخبِرني ولا تَخْشَ. قال: يا أمير المؤمنين، لولا الخَوفُ لكانت روايتُنا في فضائله أكثَر مِن أن تُحصى. قال: مِمّ تَخاف؟ قال: منك ومن عُمّالِك وأصحابِك. قال: أنت آمِن فتكلّم، وأخبرني كم فضيلة تروي فيه؟ قال: خمسَة عشَر ألف خبَر مُسنَد، وخمسة عشَر ألف حديث مُرْسَل.

قال الواقدي: فأقبَل عليَّ فقال: ما تعرف في ذلك؟ فقلت مِثل مَقالة أبي يوسف.

قال الرّشيد: لكنّي أعرِف له فضيلةً رأيتُها بعيني، وسمِعتُها باُذني، أجَلّ مِن كُلّ فَضيلةٍ تَروونها أنتُم، وإنّي لتائِبٌ إلى اللَّه تعالى ممّا كان منّي من أمر الطّالبيّة ونَسْلِهم. فقلنا بأجمَعنا: وفّق اللَّه أمير المؤمنين وأصلحه، إن رأيتَ أن تُخبِرَنا بما عِندَك.

قال: نعم، ولّيتُ عامِلي يوسف بن الحَجّاج دِمَشق، وأمَرتُه بالعَدْلِ في الرّعيّةِ والإنصافِ في القَضيّة، فاستعمل ما أمَرتُه، فرُفِع إليه أنّ الخَطيبَ الذي يَخطُبُ بدِمشق يَشتُم عليّاً عليه السلام في كلّ يومٍ وينتقصه، قال: فأحضَره وسأله عن ذلك فأقرّ له بذلك، فقال له: ومَا حمَلك على ما أنت عليه؟ قال: لأ نّه قتَل آبائي وسَبى الذَّرَاري، فلذلك له الحِقْد في قَلبي، ولستُ اُفارق ما أنا عليه. فقَيّده وغَلَّه وحَبَسه، وكتَب إليّ بخبَره، فأمَرتُه أن يَحمِلَه إليّ على حالته من القُيود، فلمّا مَثُل بين يدَي زَبَرتُه وصحتُ به، وقلتُ: أنتَ الشاتِم لعليّ بن أبي طالب؟ فقال: نعَم. قلت: وَيْلَك، قتَل من قَتَل، وسبى مَن سبى بأمرِ اللَّه تعالى وأمرِ النبيّ صلى الله عليه و آله. قال: ما اُفارق ما أنا عليه، ولا تطيبُ نفسي إلّا به.

فدَعَوتُ بالسِّياط والعُقَابَيْنِ

___________________________________

العُقَابان: خَشَبَتان يُمَدُّ الرجل بينهما كالمَصلُوب ليُجْلَد. فأقَمتُه بحَضرتي هاهنا وظَهْرُه إليّ، فأمَرتُ الجَلّادَ فجَلده مائة سَوْط، فأكثَر الصِّياح والغياث فَبالَ في مَكانِه، فأمَرتُ به فَنُحِّيَ عن العُقابَيْنِ واُدخِل ذلك البَيت - وأومأ بيده إلى بيت في الإيوان - وأمرتُ أن يُغلَق البابُ عليه ففُعِل ذلك، ومَضى النّهار وأقبَل اللّيلُ، ولم أبرَح مِن مَوضعي هذا، حتّى صلّيتُ العَتَمة.

ثمّ بقيتُ ساهِراً أفكّر في قَتْلهِ وفي عَذابِه، وبأيّ شي ءٍ اُعَذّبه، مرّة أقول: أُعذّبه

___________________________________

في المصدر: أضرب. على عِلاوته،

___________________________________

العِلاوة: أعلى الرأس أو العنق. ومرّة أقول: أقطَع أمعاءه، ومرّة أفكّر في تَغْرِيقه، أو قَتْلهِ بالسَّوْط، واستَمرّ الفكر

___________________________________

في المصدر: فلم أتمّ الفِكْر. في أمرِه حتّى غلَبَتْني عَيْني في آخِر اللَّيل، فاذا أنا بباب السَّماء قد انفَتَح، وإذا النبيّ صلى الله عليه و آله قد هبَط وعليه خَمْس حُلَل، ثمّ هبط عليّ عليه السلام وعليه أربع حُلَل، ثم هبَط الحسَن عليه السلام وعليه ثلاث حُلل، ثمّ هبَط الحُسين عليه السلام وعليه حُلّتان، ثمّ نَزَل جَبْرَئيل عليه السلام وعليه حُلّة واحِدة، فإذا هو من أحسَن الخَلْق، في نِهاية الوَصْف، ومعه كأسٌ فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء وأحسَنه، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: أعطِني الكأسَ، فأعطاه، فنادى بأعلى صَوته: يا شيعةَ محمّد وآله، فأجابوه من حاشِيَتي وغِلْماني وأهلِ الدّار أربَعون نفساً أعرِفُهم كلُّهم، وكان في داري أكثَر من خمسة آلاف إنسان، فسَقاهُم مِن الماء وصرفهم، ثمّ قال: أينَ الدِمشقي؟ فكأنّ البابَ قد انفتح، فاُخرِج إليه، فلمّا رآه علي عليه السلام أخَذه، وقال: يا رسول اللَّه، هذا يَظْلِمُني ويَشتُمني من غير سبَبٍ أوجَب ذلك! فقال: خَلِّه يا أبا الحسَن.

ثمّ قبَض النبيّ صلى الله عليه و آله على زَنْدِه بِيَده، وقال: أنتَ الشاتِم عليّ بن أبي طالب؟ فقال: نَعَم. قال: اللهمّ امْسَخْهُ وامْحَقْهُ وانتَقِم منه. فتحوّل - وأنا أراه - كلباً، ورُدّ إلى البَيت كما كان، وصَعِد النبيّ صلى الله عليه و آله وجَبْرَئيل عليه السلام وعليّ عليه السلام ومن كان معهم.

فانتبَهتُ فَزِعاً مَذعوراً، فدَعَوتُ الغُلامَ وأمَرتُ بإخراجه إليّ، فاُخرِج وهو كلب، فقلتُ له: كيف رأيتَ عقوبة رَبِّك؟ فأومأ برأسهِ كالمُعتَذِر، وأمَرتُ بِرَدِّه. وها هو ذا في البيت، ثمّ نادى وأمرَ بإخراجهِ، فاُخرِج وقد أخذ الغُلام باُذنه، فإذا اُذُناه كآذان النّاس، وهو في صورة الكَلْب، فوقَف بين أيدِينا يَلوكُ بلِسانه، ويُحرِّك بِشَفَتَيه

___________________________________

في المصدر: شفتيه. كالمُعتَذِر.

قال الشافعي للرشيد: هذا مِسْخٌ، ولستُ آمنُ أن يَحِلَّ العَذابُ به، فأمرُ بإخراجه عنّا. فأمَر به فرُدّ إلى البَيت، فما كان باسرَع من أن سَمِعنا وَجْبَةً وصَيْحَةً، فإذا صاعقة قد سقَطت على سَطحِ البَيْتِ، فأحرَقَتْهُ وأحْرَقَتِ البيتَ، فصار رَماداً وعجّل اللَّه بروحه إلى نارِ جهنّم.

قال الواقدي: فقلتُ للرشيدِ: يا أمير المؤمنين، هذه مُعجِزة وعُظِتَ بها، فاتّقِ اللَّه في ذُريّة هذا الرجل. قال الرّشيد: أنا تائب إلى اللَّه تعالى ممّا كان منّي، وأحسَنت توبَتي.

___________________________________

الثاقب في المناقب: 200/229.

1383/الخامس: قالّ عزّ الدين ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة"، وهو من أعيان علماء المُخالفين من المعتزلة: اعلم أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لو فخَر بنَفسه وبالَغ في تعديد مناقبه وفَضائله، بفَصاحَتهِ التي آتاه اللَّه تعالى إيّاها واختَصّه بها، وساعدَه على ذلك فُصَحاء العرَب كافّة، لم يَبلُغوا إلى مِعْشارِ ما نطَق به الرسول الصادق صلوات اللَّه عليه في أمرِه، ولستُ أعني |بذلك| الأخبار العامّة الشائعة التي يحتَجّ |بها| الإماميّة على إمامَته، كخبر الغَديرِ، والمَنزِلة، وقِصّة بَراءة، وخبَر المُناجاة، وقِصّة خَيْبَر، وخَبَر الدّار بمكّة في ابتداء الدَّعوة، ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصّة التي رواها أئمّة الحديث، التي لم يَحصل أقلّ القليل منها لغيرِه. وأنا أذكُر من ذلك شيئاً يسيراً مِمّا رواه علماء الحديث الذين لا يُتَّهمون فيه، وجُلُّهم قائِلون بتَفضِيل غَيرِه عليه، فروايتهم فضائله توجب سكون النّفس ما لايوجبه رواية غَيرِهم.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 166:9.

الخَبرالأوّل: يا عليّ، إنّ اللَّه قد زينّك بزينةٍ لم يُزَيّن العِبادَ بزينَةٍ أحَبّ إليه منها، هي زينةُ الأبرارِ عند اللَّه تعالى: الزُّهد في الدُّنيا، جعَلك لاتَرْزَأ

___________________________________

ترزأ: تأخُذ أو تَنَال. من الدُّنيا شيئاً، ولا تَرْزَأ الدُّنيا مِنكَ |شيئاً|، ووهَب لك حبَّ المَساكين، فجعَلك تَرضى بهم أتباعاً، ويَرْضون بك إماماً.

رواه أبو نُعَيم الحافِظ في كتابه المعروف ب "حِلْيَةِ الأولياء".

وزاد |فيه| أبو عبداللَّه أحمد بن حَنْبَل في "المُسْنَد": فطُوبى لِمَن أحَبّك وصدَّق فِيك، ووَيلٌ لِمَن أبغضَك وكذّب فيك.

___________________________________

حلية الأولياء 71:1، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 166:9.

الخَبَر الثاني: قال لِوَفْدِ ثَقيف: لَتُسْلِمُنّ أو لأبعَثَنّ إليكُم رَجلاً مِنّي - أو قال: عديل نفسي - لَيَضْرِبَنّ أعناقَكُم |ولَيسبِينّ ذَراريّكم| وليأخُذَنّ أموالَكُم.

قال عمر: فَما تمنَّيتُ الإمارةَ إلّا يومَئذٍ، وجعَلتُ أنصِبُ |له| صَدري رَجاء أن يقولَ: هو هذا، فالتفَتَ وأخذ بيد عليّ وقال: هو هذا، مرّتَين.

رواه أحمَد في "المُسنَد"، ورواه في كتاب "فضائل عليّ عليه السلام" أ نّه قال: لتَنْتَهُنّ يا بَني وَلِيعَة أو لأبعثَنّ إليكم رجُلاً كنَفسي، يُمضي فيكم أمري، يَقتُل المُقاتِلة ويسبي الذُرّيّة.

قال أبو ذَرّ: فما راعَني إلّا بَرد كفِّ عَمَر في حُجزتي

___________________________________

الحُجزة: موضعُ شدّ الإزار من الوسط. مِن خَلْفي، يقول: مَن تَراهُ يَعني؟ فقلت: إنّه لا يَعنِيك، وإنّما يَعني خاصِفَ النَّعْلِ بالبيت،

___________________________________

"بالبيت": ليس في المصدرين. وإنّه قال: هو ذا.

___________________________________

فضائل الصحابة 966/571:2، و1008/593، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 167:9.

الخبر الثالث: إنّ اللَّه عَهِد إليّ |في عليّ| عهداً، فقلت: وما هو بيِّنْهُ لي؟ قال: اسمَع، إنّ عليّاً رايةُ الهُدى، وإمامُ أوليائي، ونورُ مَن أطاعَني، وهو الكَلِمةُ التي ألزَمتُها المُتَّقين، مَن أحَبّه فقد أحَبّني، ومَن أطاعَه |فقد أطاعني|، فبَشِّرهُ بذلك. |فقلت: قد بشّرتُه يا ربّ، فقال: أنا عبدُاللَّه وفي قَبْضَتِه، فإن يُعَذِّبني فَبذُنوبي، لم يَظلِم شيئاً، وإن يُتمّ لي ما وعدني فهو أولى. وقد دَعَوتُ له| فقلت: اللهُمّ اجْلُ قَلْبَه، واجعَل رَبيعَهُ الإيمان بك. قال: قد فعَلتُ ذلك، غير أنّي مُخْتَصُّه بشَي ءٍ مِن البَلاءِ لم أخْتَصّ به أحَداً مِن أوليائي.

فقلت: ربِّ أخي وصاحِبي! قال: إنّه سبَق في عِلْمي أ نّه لَمُبتَلى وُمبتَلى به.

ذكره أبو نُعَيم الحافِظ في "حِلْيَة الأولياء" عن أبي بَرْزَة الأسْلَمي.

ثمّ رَواه بإسناد آخر بلَفظٍ آخر عن أنَس بن مالِك: إنّ رَبَّ العالَمين عَهِد إليّ في عليٍّ عَهداً، أ نّه راية الهُدى، ومنار الإيمان، وإمامُ أوليائي، ونُورُ جَميع مَن أطاعَني، إنّ عليّاً أميني غداً في القيامة، وصاحِب رايتي، بيد عليٍّ |مفاتيح| خَزائنِ رَحمة ربّي.

___________________________________

حلية الأولياء 66:1 و67، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 167:9.

الخبر الرابع: مَن أراد أن ينظُر إلى نوحٍ في عَزْمهِ، وإلى آدَم في عِلمِه، وإلى إبراهيم في حِلْمِه، وإلى موسى في فِطْنتهِ، وإلى عيسى في زُهدِه، فَليَنظُر إلى عليّ ابن أبي طالب.

رواه أحمَد بن حَنْبَل في "المُسنَد"، ورواه أحمَد البَيْهَقي في "صَحيحه".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 168:9.

الخبر الخامس: مَن سَرّه أن يَحيا حَياتي ويَموت مِيتَتي، ويتمَسّك بالقَضيب من الياقوتة التي خلقَها اللَّه تعالى بيده ثمّ قال: كوني فكانت؛ فليتمَسّك بولاء عليّ ابن أبي طالب.

ذكره أبو نُعَيم الحافظ في كتاب "حلية الأولياء"، ورواه أحمد بن حَنْبَل في "المسند"، وفي كتاب "فضائل عليّ بن أبي طالب" وحكاية لفظ أحمَد: مَن أحَبّ أن يتَمسّك بالقضيب الأحمر الذي غَرَسه اللَّه في جنّة عَدن بيَمينهِ، فليتَمسّك بحُبّ عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 168:9، فضائل الصحابة 1132/664:2.

الخبر السادس: والذي نفسي بيَدِه، لولا أن تقول طوائفُ مِن أمّتي فيك ما قالت النَّصارى في ابنِ مَرْيَم، لقلتُ فيك مقالاً لا تَمُرُّ بمَلأٍ من المُسلمين إلّا أخذوا التُّرابَ من تحت قَدَميك للبَركة.

ذكره أبو عبداللَّه أحمد بن حنبل في "المسند".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 168:9.

الخبر السابع: خرَج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على الحَجيجِ عشيّة عرَفة فقال لهم: إنّ اللَّه باهى بكم الملائكة عامّة، وغفَر لكم عامّة، وباهى بعليّ خاصّة |وغفر له خاصّة|، إنّي قائلٌ لكُم قولاً غير مُحَابٍ فيه لقَرابتي، إنّ السّعيد كلّ السّعيد، حقّ السّعيد مَن أحَبّ عليّاً في حياتِه وبعد مَوتِه.

رواه أبو عبداللَّه أحمد بن حَنْبَل في كتاب "فضائل عليّ عليه السلام" وفي "المُسنَد" أيضاً.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 168:9، فضائل الصحابة 1121/658:2.

الخبر الثامن: رواه أبو عبداللَّه أحمَد بن حَنْبَل في الكِتابَين المَذكورَين: أنا أوّل مَن يُدعى به يوم القيامة، فأقوم عن يَمينِ العَرْشِ في ظلّة، ثمّ اُكسى حُلَّةً، ثمّ يُدعى بالنبيّين بعضهم على أثر بعضٍ، فيقومون عن يَمينِ العَرش، ويُكْسَون حُلَلاً، ثمّ يُدعى بعليّ بن أبي طالب لقرابته منّي ومَنزِلته عندي، ويُدفَع إليه لوائي لواء الحَمد، آدَمُ ومَن دونَه تحتَ ذلِك اللّواء. ثمّ قال لعليّ عليه السلام: فتَسير به حتّى تقف بيني وبين إبراهيم الخَليل، ثمّ تُكسى حُلّةً ويُنادي مُنادٍ مِنَ العَرْش: نِعمَ الأبُ أبوك إبراهيم، ونِعمَ الأخ أخوك عليّ، أبشِر فإنّك تُدعى إذا دُعِيت، وتُكسى إذا كُسِيتُ، وتُحبى

___________________________________

تحبى: تعطى. إذا حُبيتُ.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 169:9، وفيه: وتحيا إذا حييت.

الخبر التاسع: يا أنَس، اسكُب لي وَضوءاً، ثمّ قام فصلّى رَكْعَتَين، ثمّ قال: أوّل مَن يَدخُل مِن هذا الباب إمامُ المُتّقين، وسيّد المسلمين، ويعسوب المؤمنين،

___________________________________

في شرح نهج البلاغة: ويعسوب الدين. وخاتَم الوصيّين، وقائد الغُرّ المُحَجّلين.

قال أنَس: فقلتُ: اللهمّ اجعَله رجلاً من الأنصار، وكتَمتُ دَعوَتي، فجاء عليّ عليه السلام، فقال صلى الله عليه و آله: مَن جاء يا أنَس؟ فقلتُ: عليّ، فقام إليه مستبشراً فاعتَنقَه، ثمّ جعَل يمسَح عَرَق وَجهِه، فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه، لقد رأيتُ منك اليوم تَصنَع بي شيئاً ما صنَعْتَه بي قَبل! قال: وما يَمْنَعُني وأنتَ تؤدّي عنّي، وتُسمِعُهم صَوتي، وتُبَيّن لهم ما اختلَفوا فيه بعدي.

رواه أبو نُعَيم الحافظ في "حلية الأولياء".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 169:9، حلية الأولياء 63:1.

الخبر العاشر: اُدعوا لي سيّد العرَب عليّاً. فقالت عائشة: ألَسْتَ سيِّد العَرَب؟ فقال: أنا سيّد وُلد أدَم، وعليّ سيّد العَرَب. فلمّا جاء، أرسَل إلى الأنصارِ فأتَوْهُ، فقال |لهم|: يا مَعْشَر الأنصارِ، ألا أدُلكّم على ما إن تمسّكتُم به لَن تَضلّوا أبَداً؟ قالوا: بَلى يا رسول اللَّه. قال: |هذا| عليّ فاحِبّوه بحُبّي، وأكرِموه بكَرامَتي، فإنّ جَبْرَئيل أمرَني بالذي قلتُ لكم عن اللَّه عزّ وجلّ.

رواه الحافظ أبو نُعَيم في "حلية الأولياء".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 170:9، حلية الأولياء 63:1.

الخبر الحادي عشر: مَرْحَباً بسيّد المؤمنين، وإمام المتّقين. فقيل لعليّ عليه السلام: كيف شُكْرُك؟ فقال: أحمَد اللَّه على ما آتاني، وأسأله الشُّكْرَ على ما أولاني، وأن يَزيدني ممّا أعطاني. ذكره صاحب "الحلية" أيضاً.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 170:9، حلية الأولياء 66:1.

الخبر الثاني عشر: مَن سَرَّه أن يَحيا حياتي، ويَموتَ مَماتي، ويَسكُن جنّة عدنٍ التي غرَسها اللَّه، فَلْيُوالِ عليّاً من بَعدي، وليُوالِ وَليَّه، وليَقْتَدِ بالأئمّة مِن بَعدي، فإنّهم عِتْرَتي، خُلِقوا مِن طينَتي، ورُزِقوا عِلماً وفَهماً، فوَيلٌ للمُكذّبين مِن اُمّتي، القاطعين فيهم صِلَتي، لا أنالَهُم اللَّه شفاعتي.

ذكره صاحب الحلية أيضاً.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 170:9، حلية الأولياء 86:1.

الخبر الثالث عشر: بعَث رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله خالد بن الوليد في سَريّةٍ، وبَعث عليّاً عليه السلام في سَريّةٍ اُخرى، وكِلاهما إلى اليَمَن، وقال: إن اجتَمَعْتُما فعليّ على النّاس، وإن افتَرَقتُما فكلّ واحدٍ منكُما على جُندهِ، فاجتَمعا وأغارا، وسَبَيا نساءً، وأخذا أموالاً، وقتلا ناساً، فأخذ عليّ عليه السلام جاريةً فاختَصّها لنَفسهِ، فقال خالد لأربعةٍ من المسلمين منهم بُرَيدَة الأسلمي: استَبِقوا

___________________________________

في شرح نهج البلاغة: اسبقوا. إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله فاذكُروا له كَذا وكذا، واذكُروا له كذا - لاُمورٍ عدّدها على عليّ عليه السلام - فسبَقوا إليه، فجاء واحد من جانبه، فقال: إنّ عليّاً فعَل كذا، فأعرَض عنه، فجاء الآخر من الجانِب الآخر، فقال: إنّ عليّاً فعَل كذا، فأعرَض عنه، فجاء بُرَيْدَة الأسْلَمي، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ عليّاً فعَل كذا، وأخذ جاريةً لنَفسِه، فغَضِب صلى الله عليه و آله حتّى احمَرّ وَجههُ، وقال: دعوا لي عليّاً - يكرّرها - إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، وإنّ حَظّه في الخُمسِ أكثَر ممّا أخَذ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

رواه أبو عبداللَّه أحمَد في "المسند" غير مرّة، ورواه في كتاب "فضائل عليّ"، ورواه أكثَر المحدّثين.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 170:9، مسند أحمد 356:5، فضائل الصحابة 1175/688:2.

الخبر الرابع عشر: كنتُ أنا وعليّ نوراً بين يدَي اللَّه عزّ وجلّ قبل أن يَخلقَ آدَم بأربعة عشَر ألف عام، فلمّا خلَق آدَم، قسّم ذلك النور فيه وجعَله جُزْءَين، فجُزءٌ أنا وجُزء عليّ.

رواها أحمد في "المسند"، وفي كتاب "فضائل عليّ بن أبي طالب".

وذكره صاحب كتاب "الفِردَوس" وزاد فيه: ثمّ انتقلنا حتّى صِرْنا في عبدالمُطّلب، فكان لي النُبُوّة، ولعليّ الوَصيّة.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 171:9، فضائل الصحابة 1130/662:2، الفردوس 4851/283:3.

الخبر الخامس عشر: النَّظَر إلى وَجهِك يا عليّ عبادة، أنتَ سيّد في الدُنيا وسيّد في الآخِرَة، مَن أحبّك أحَبّني، وحَبيبي حبيب اللَّه، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ اللَّه، الوَيْل لِمَن أبغضَك.

رواه أحمد في "المُسنَد"، قال: وكان ابن عبّاس يفسّره فيقول: إنّ مَن ينظُر إليه يقول: سُبحان اللَّه ما أعلمَ هذا الفَتى! سبحان اللَّه ما أشجعَ هذا الفَتى! سُبحان اللَّه ما أفصَح هذا الفَتى!

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 171:9.

الخبر السادس عشر: لمّا كان ليلة بَدر، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مَن يَسْتَقي لنا ماءً؟ فأحجَم النّاس، فقام عليّ عليه السلام فاحتَضن قِرْبةً، ثمّ أتى بئراً بعيدةَ القَعْرِ مُظلِمة، فانحَدر فيها، فأوحى اللَّه إلى جَبْرَئيل وميكائيل وإسرافيل أن تأهّبوا لنَصْرِ محمّدٍ وأخيه وحِزبهِ، فهبَطوا مِن السّماء، لهم لَغَطٌ يَذعَرُ مَن يسمَعه، فلمّا جاءوا إليه

___________________________________

في المصدرين: حاذوا البئر. سلّموا عليه من عند آخِرهم إكراماً له وإجلالاً.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 172:9، فضائل الصحابة 1049/613:2.

رواه أحمَد رضى الله عنه في كتاب "فضائل عليّ عليه السلام". وزاد فيه في طريق آخَر عن أنَس بن مالك: لَتُؤتَيَنَّ يا عليّ يوم القيامةِ بناقةٍ من نوق الجنّة فتَركبها ورُكْبَتُك مع رُكْبَتي، وفَخِذُك مَع فخِذي حتّى تدخُلَ الجنّة.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 172:9، فضائل الصحابة 1047/612:2.

الخبر السابع عشر: خَطَب صلى الله عليه و آله النّاس يوم جُمعةٍ، فقال: أيّها النّاس، قَدِّموا قُرَيشاً ولا تَتقدّموها، وتَعَلَّموا مِنها ولا تُعَلِّموها، قُوّةُ رجلٍ مِن قُرَيشٍ تَعدِل قُوّةَ رجُلَين مِن غَيرِهم.

___________________________________

زاد في المصدرين: وأمانةُ رجلٍ مِن قُرَيش تَعدِل أمانةَ رَجُلَين من غيرهم.

أيّها النّاس، اُوصيكم بحُبّ ذي قُرباها أخي وابنِ عمّي عليّ بن أبي طالب، لايُحبّه إلّا مؤمن، ولايَبغُضه إلّا مُنافِق، مَن أحبّه فقد أحَبّني، ومَن أبغَضه فقد أبغضَني، ومَن أبغضَني عذّبه اللَّه بالنّار.

رواه أحمَد رضى الله عنه في كتاب "فضائل عليّ عليه السلام".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 172:9، فضائل الصحابة 1066/622:2.

الخبر الثامن عشر: الصّدِّيقون ثلاثة: حَبيبُ النَّجار الذي جاء من أقصى المدينةِ يَسعى، ومؤمن آل فِرعَون الذي يكتُم إيمانَه، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضَلُهم.

رواه أحمَد في كتاب "فضائل عليّ عليه السلام".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 172:9، فضائل الصحابة 1072/627:2 'نحوه'.

الخبر التاسع عشر: اُعطِيتُ في عليّ خَمْساً هُنّ أحَبّ إليّ من الدُنيا وما فيها: أمّا واحدة: فهو بمَكاني

___________________________________

في شرح نهج البلاغة: فهو كابٍ، وفي فضائل الصحابة: تكاي. بين يدَي اللَّه عزّ وجلّ حتّى يفرغ من حِساب الخَلائق، وأمّا الثانية: فلِواء الحَمد بيَدهِ، |آدم| ومَن وَلَد تَحْتَه، وأمّا الثالثة: فواقِفٌ على قَعرِ حَوضي يَسقي مَن عرَف مِن أُمّتي، وأمّا الرّابعة: فساتِرُ عَوْرَتي ومُسلمي إلى رَبّي، وأمّا الخامسة: فإنّي لستُ أخشى عليه أن يعودَ كافراً بعد إيمانٍ، ولا زانِياً بعد إحصانٍ.

رواه أحمَد في كتاب "الفضائل".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 172:9، فضائل الصحابة 1127/661:2.

الخبر العشرون: كانت لجماعة من الصّحابة أبوابٌ شارِعةٌ في مسجِد الرَّسول صلى الله عليه و آله، فقال عليه الصلاة والسلام يوماً: سدّوا كلّ بابٍ في المَسجِد إلّا بابَ عليٍّ. فَسُدَّت، فقال في ذلك قوم حتّى بلَغ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله، فقام فيهم |فقال|: إنّ قوماً قالوا في سَدِّ الأبواب وتَرْكي بابَ عليّ، إنّي ما سَدَدتُ ولافتَحتُ، ولكنّي اُمِرتُ بأمرٍ فاتّبَعتُه.

رواه أحمَد في "المسند" مراراً، وفي كتاب "الفضائل".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 173:9، فضائل الصحابة 985/581:2، مسند أحمد 369:4.

الخبر الحادي والعِشرون: دَعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً في غَزاةِ الطّائِف فانْتَجاهُ وأطالَ نَجْواهُ حتّى كَرِه قومٌ مِن الصّحابةِ ذلك، فقال قائلٌ منهم: لقد أطالَ اليومَ نَجوى ابنِ عمِّه. فبلَغه صلى الله عليه و آله ذلك، فجمَع منهم قوماً، ثمّ قال: إنّ قائلاً قال: لقد أطال اليومَ نَجوى ابنِ عمِّه، أما إنّي ما انتَجَيْتُه،ولكنّ اللَّه انتَجاه.

رواه أحمد في "المسند".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 173:9.

الخبر الثاني والعشرون: أخصِمُك يا عليّ بالنُبوّة فَلا نبوّة بَعدي، وتَخصِم النّاسَ بسَبعٍ لا يُجاحد فيها أحَد من قُرَيش: أنتَ أوّلُهم إيماناً |باللَّه|، وأوفاهم بعَهدِ اللَّه، وأقوَمهم بأمرِ اللَّه، وأقسَمهم بالسّويّة، وأعدَلهم في الرّعيّة، وأبصَرهم بالقَضيّة، وأعظمهم عند اللَّه مَزِيّة.

رواه أبو نُعَيم الحافظ في "حلية الأولياء".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 173:9، حلية الأولياء 65:1.

الخبر الثالث والعشرون: قالت - يعني فاطمة عليهاالسلام -: |إنّك| زوّجتَني فقيراً لا مالَ له! فقال صلى الله عليه و آله: زوّجتُكِ أقدمَهم سِلْماً، وأعظَمَهم حِلْماً، وأكثَرهم عِلماً، ألا تعلمين أنّ اللَّه إطّلع إلى الأرض إطّلاعةً فاختارَ منها أباكِ، ثمّ إطّلَع إليها ثانيةً فاختارَ منها بَعْلَكِ.

رواه أحمَد في "المسند".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 174:9.

الخبر الرابع والعِشرون: لمّا أُنْزِل 'إِذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ'.

___________________________________

النصر 1:110. بعد انصِرافه عليه السلام من غَزاةِ حُنَين، جعَل يُكثِر مِن: سُبحان اللَّه، وأستَغفِر اللَّه. ثمّ قال: يا عليّ، إنّه قد جاء ما وُعِدتُ به، جاء الفَتحُ ودخَل النّاسُ في دينِ اللَّه أفواجاً، وإنّه ليسَ أحَدٌ أحَقّ منك بمَقامي، لقِدَمِك في الإسلام، وقُربِك منّي، وصهرك، وعندك سيّدةَ نِساء العالَمين، وقبل ذلك |ما كان| من بَلاء أبي طالب عندي حين نزَل القرآن، فأنا حَريصٌ على أن اُراعيَ ذلك لوَلَده.

رَواه أبو إسحاق الثَّعْلَبي في "تفسير القرآن".

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 174:9.

ثمّ قال ابن أبي الحديد عَقِيب هذه الأخبار: واعلم إنّما ذكَرنا هذه الأخبار هاهُنا؛ لأنّ كثيراً من المُنحَرفين عنه عليه السلام إذا مَرّوا على كلامِه في "نهج البلاغة" وغيره، المُتَضمّن التحدّث بنعمة اللَّه عليه من اختصاص الرّسول صلى الله عليه و آله |له| وتَمييزه إيّاه عن غَيرهِ، يَنسبونه إلى التِّيه والزَّهو والفَخر، ولقَد سَبَقَهم بذلك قومٌ من الصَّحابة.

قيل لعُمَر: وَلِّ عليّاً أمْرَ الجَيش والحَرْب، فقال: هو أتْيَهُ من ذلك. وقال زَيد ابن ثابت: ما رأينا أزهى مِن عليٍّ واُسامة.

فأرَدنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند شرح قوله عليه السلام: 'نَحن الشِّعار والأصحاب، ونحن الخَزَنةُ والأبواب' أن نُنبّه على عظيم مَنزِلته عند الرّسول صلى الله عليه و آله، وأنّ مَن قيل في حقّه ما قيل، لَو رقى إلى السّماءِ، وعرَج |في| الهواء، وفخَر على الملائكةِ والأنبياء تعظّماً وتبجّحاً لم يكن مَلوماً، بل كان بذلك جَديراً، فكيف وهو عليه السلام لم يَسلُك قَطّ مَسلَكَ التعظيم والتَكبُّر في شي ءٍ من أقوالهِ وأفعالِه، وكان ألطَف البشَر خُلقاً، وأكرَمهم طَبعاً، وأشدّهم تَواضعاً، وأكثَرهم احتِمالاً، وأحسَنهم بِشْراً، وأطلَقهم وَجهاً، حتّى نسَبه مَن نسَبه إلى الدُّعابة والمِزاح، وهما خُلُقان يُنافِيان التكبُّر والاستِطالة، وإنّما كان يَذْكُر أحياناً ما يَذْكُره من هذا النّوع نَفْثَة مصدورٍ، وشكوى مَكروب، وتَنفّس مهمومٍ، ولا يَقصِد به إذا ذَكره إلّا شُكرَ النّعمةِ وتَنبيه الغافِل على ما خصّه اللَّه به من الفَضيلةِ، فإنّ ذلك من باب الأمرِ بالمَعروف والحضّ على اعتِقاد الحَقّ والصَّواب في أمرِه، والنهي عن المُنكَر الذي هو تَقديم غَيرِه عليه في الفَضْل، فقد نَهى اللَّه سُبحانَه عن ذلك فقال: 'أَفَمَن يَهْدِى إِلى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَا يَهِدِّى إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ'.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 174:9، والآية من سورة يونس 35:10.

وقال ابن أبي الحَديد في مَوضع من "الشرح": وأمّا فضائله عليه السلام فإنّها قد بلَغت من العِظَم |والجلال| والانتشار |والاشتهار| مَبلغاً يَسمُج معه التعرّض لذِكرها والتصدّي لتفصيلها، فصارَت كما قال أبو العَيناء لعُبَيداللَّه بن يحيى بن خاقان وزير المتوكّل والمعتمد: رأيتني فيما أتعاطى من وَصْفِ فَضلِك، كالمُخبِر عن ضَوء النّهار الباهِر، والقمَر الزاهِر الذي لايَخفى على النّاظِر، فأيقَنتُ أ نّي حيث انتهى بي القَولُ مَنسوبٌ إلى العَجْزِ، مُقصّر عن الغاية، فانصَرَفت عن الثّناء عليك إلى الدُّعاءِ لك، ووَكلتُ الإخبارَ عنك إلى علم الناس بك.

فما أقول في رجلٍ أقرّ له أعداؤه وخُصومُه بالفَضْل ولم يُمكِنْهم جَحْدُ مَناقِبه ولا كِتْمانُ فَضائله.

فقد عَلمت أ نّه استَولى بنو اُميّة على سلطانِ الإسلامِ في شرق الأرضِ وغَربِها، واجتَهدوا بكل حيلةٍ في إطفاءِ نورِه والتحريض عليه، ووَضْع المَعايب والمَثالِب له، ولعَنوه على جميع المَنابِر وتوعَّدوا ما دِحيه، بل حَبَسوهم وقَتَلوهم، ومَنَعوا من روايةِ حديثٍ يتضمّن له فضيلةً، أو يرفع له ذِكراً، حتّى حظروا أن يسمّى أحدٌ باسمِه، فما زاده ذلك إلّا رِفعةً وسمُوّاً، وكان كالمِسْكِ كلّما سُتِر انتشَر عَرْفهُ، وكلّما كُتم تضوّع نَشرهُ، وكالشّمس لا تُستَر بالراح، وكضَوء النّهار إن حجَبتَ عنه عيناً واحدةً أدرَكته عيونٌ كثيرةٌ اُخرى.

وما أقول في رجلٍ تُعزى إليه كلّ فضيلةٍ، وتنتهي إليه كلّ فِرقةٍ، وتتَجاذَ بُه كلّ طائفةٍ، فهو رئيسُ الفَضائلِ ويَنبوعُها وأبو عُذرها، وسابِق مِضْمارها، ومُجَلّي حلَبتِها، كلّ مَن بَزَغ فيها بعده فمِنه أخَذ، وله اقْتَفى، وعلى مِثاله احتذى.

وقد عرَفت أنّ أشرَف العُلوم هو العِلم الإلهي، لأنّ شرَف العِلم بشَرَف المَعلوم، ومَعلومهُ أشرَف المَوجودات، فكان هو أشرَف العُلوم، ومن كلامه عليه السلام اقتُبِس، وعنه نُقِل، وإليه انتهى، ومنه ابتدأ، فإنّ المُعتَزِلة الذين هم أهل التّوحيد والعَدْل، وأربابُ النّظَر، ومنهم تعلّم النّاس هذا الفَنّ، تَلامِذتهُ وأصحابهُ، لأنّ كبيرَهم واصِل بن عَطاء تِلميذ أبي هاشم عبداللَّه بن محمّد بن الحنفيّة، وأبو هاشم تلميذ أبيه، وأبوه تلميذه عليه السلام.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16:1.

ثمّ ساق ابن أبي الحديد كلامَه برجُوع علماء أهل الإسلام وفُقهائهم إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17:1.

وقد أنصَف الشافعي محمّد بن إدريس، إذ قيل له: ما تقول في عليّ؟ فقال: وماذا أقول في رجلٍ أخْفَت أولياؤه فضائلَهُ خَوفاً، وأخْفَت أعداؤه فَضائلَه حَسَداً، وشاع من بين ذَين ما ملأ الخَافقَين.

___________________________________

روضات الجنات 261:7.

|وفي| كتاب ابن مَرْدُوَيه: قال نافِع بن الأزرَق لعبداللَّه بن عُمَر: إنّي أبغُض عليّاً. فقال: أبغضَك اللَّه، أتبغُض رجلاً سابقةٌ من سَوابقِه خيرٌ من الدُنيا وما فيها؟!

___________________________________

مناقب ابن شهر آشوب 3:2.

أقول: نافع بن الأزرَق هو مولى عمر بن الخَطّاب، خارجيّ، وعبداللَّه بن عمر مُخالِف لأمير المؤمنين عليه السلام ناصبيّ.

1384/السادس: أبو المؤيد موفّق بن أحمَد بإسناده عن سليمان ابن مِهران الأعمَش - ثمّ ساق الحديث، حديث الأعمَش مع أبي جعفر المَنصور العبّاسي، والحَديث مذكورٌ في كُتب الخاصّة والعامّة - قال المَنصور: يا سُلَيمان، ألا أخبَرْتَني كم من حديثٍ تَرويه في فضائل عليّ بن أبي طالب |ابن| عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وصِهر النبيّ وزوج حبيبته؟ قلت: يسيراً. قال: كم؟ قلت يسيراً يا أمير المؤمنين. قال: وَيْحَك كم تَحْفَظ؟ قلت: عشرة آلاف حَديث، قلت: أو ألف حديث، فلمّا قلت: "أو ألف حديث" استَقلّها فقال: ويحك يا سليمان، بل عَشرة آلاف، كما قلت أوّلاً، وساق الحديث بطوله.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 202.

انّ أميرالمؤمنين أوّل مَن أسلَم


1385/الأوّل: من "مسند أحمَد بن حَنْبَل" روى عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن ابن عبّاس: أنّ عليّاً عليه السلام أوّل مَن أسْلَم.

___________________________________

فضائل الصحابة 997/589:2.

1386/الثاني: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن الحسَن وغيره: أنّ عليّاً أوّل مَن أسلَم بعد خديجة.

___________________________________

فضائل الصحابة 998/589:2.

1387/الثالث: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل بإسناده عن سَلَمة بن كُهيل، قال: سمعت حَبّة العُرَني يقول: سمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: أنا أوّل مَن صلّى مع رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله.

___________________________________

فضائل الصحابة 999/590:2.

1388/الرابع: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن زَيد بن أرقَم، قال: أوّل مَن صلّى مع النبيّ صلى الله عليه و آله عليٌّ عليه السلام.

___________________________________

مسند أحمد 368:4.

1389/الخامس: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن سَلَمة بن كُهيل، قال: سَمِعتُ حَبّة العُرني يقول: سَمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: أنا أول رجل صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

___________________________________

فضائل الصحابة 1003/591:2، مسند أحمد 141:1.

1390/السادس: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده عن زَيد بن أرقم، قال: أوّل مَن صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليٌّ عليه السلام.

___________________________________

فضائل الصحابة 1004/591:2.

1391/السابع: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن زيد بن أرقَم قال: أوّل مَن صلّى مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

فضائل الصحابة 1040/609:2.

1392/الثامن: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل بإسناده عن عبداللَّه بن نُجَيّ، عن عليّ عليه السلام، قال: صلَّيتُ مع النبيّ صلى الله عليه و آله ثلاث سنين قبل أن يُصلّي معه أحَد.

___________________________________

فضائل الصحابة 1165/681:2.

1393/التاسع: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن عبداللَّه بن نُجَيّ، قال: سَمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: لقَد صلَّيتُ مع رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاث سِنين قبل أن يصلّي معه أحَدٌ من النّاس.

___________________________________

فضائل الصحابة 1166/682:2.

1394/العاشر: عبداللَّه بن أحمَد بن حَنْبَل، بإسناده عن حَبّة العُرَني، قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام ضَحِك يوماً |ضَحِكاً| لم أرَه ضَحِك أكثَر منه، حتّى بدَت نَواجِذُه، قال: بَينا أنا مع رسول اللَّه - وذكر الحديث - ثمّ قال: اللهم إنّي لا أعرِف أنّ عبداً لك من هذه الاُمّة عَبَدك قَبلي غير نبيّك صلى الله عليه و آله قال: |فقال| ذلك ثلاث مرّات، ثمّ قال: لقد صلّيتُ قبل أن يُصلّي أحد |سبعاً|.

___________________________________

فضائل الصحابة 1164/681:2.

1395/الحادي عشر: ابن المَغازلي الشافعي، الفقيه الواسطي من كتاب "المناقب"، بإسناده عن ابن عباس، في قوله تعالى: 'والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ'

___________________________________

الواقعة 10:56. قال: سبَق يُوشَع بن نون إلى موسى، وسبَق

___________________________________

زاد في النسخة: مؤمن آل فرعون. صاحب يس إلى عيسى، وسبَق عليّ إلى محمّد صلى الله عليه و آله.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 365/320

1396/الثاني عشر: ابن المَغازلي الشّافعي، بإسناده |عن أبي أيّوب| الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: صلّت المَلائكة عليَّ |وعلى| عليٍّ سَبْع سِنين، وذلك أ نّه لم يُصَلّ معي أحَدٌ غَيره.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 17/13.

1397/الثالث عشر: ابن المَغازلي أيضاً، بإسناده عن سهل بن صالح المَرْوَزي، قال: سَمِعت أبا مَعْمَر عبّاد بن عبدالصمد يقول: سَمِعت أنَس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليٍّ سَبْعاً، وذلك أ نّه لم يُرْفَع إلى السّماء شهادة أن لا اله إلّا اللَّه وأن محمّداً عبدُه ورَسولُه إلّا منّي ومنه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 19/14.

1398/الرابع عشر: ابن المَغازلي، بإسناده عن سَلمان رحمه الله، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أوّل النّاس وروداً على الحَوضِ أوّلهم إسلاماً، عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 22/15.

1399/الخامس عشر: من "تفسير الثعلبي" قال: روى إسماعيل بن إياس ابن عفيف، عن أبيه، عن جَدّه عفيف، قال: كنتُ امرأً تاجراً، فقَدِمت مكّة أيّام الحَجّ، فنزَلتُ على العبّاس بن عبدالمُطّلب، وكان العبّاس لي صديقاً، وكان يختَلِف إلى اليمَن يشتري العِطْرَ فيَبيعه أيّام المَوسِم، فبينما أنا والعَبّاس بمِنى إذ جاء رجلٌ شابّ حين حلّقت الشمس في السّماء، فرمى ببَصرِه إلى السّماء، ثمّ استقبل الكعبة فقام مُستَقبِلها، فلم يَلْبَث حتّى جاء غُلام فقام عن يَمينه، فلم يَلْبَث أن جاءت امرأة فقامت خَلْفَه، فرَكع الشابّ، ورَكع الغُلام والمَرأةُ، فَخّر الشابّ ساجِداً، فسَجَدا معه، فرفَع الشابّ ورفع الغُلام والمرأة،فقلتُ: ياعبّاس، أمر عَظيمٌ! فقال: أمرٌ عظيم! فقلتُ: وَيْحَك ما هذا؟

فقال: هذا ابنُ أخي محمّد بن عبداللَّه بن عبدالمطّلب، يَزعُم أنّ اللَّه بعَثه رسولاً، وأن كُنُوز كِسرى وقَيْصَر سَتُفْتَح على يَدَيه، وهذا الغُلام ابن أخي عليّ بن أبي طالب، وهذه خديجة بنت خُوَيلِد زَوْجَتُه، تابَعَاه على دِينهِ.

وايمُ اللَّه، ما على ظَهرِ الأرضِ كلّها أحَد على هذا الدِّين غير هؤلاء.

قال عَفيف الكِندي: ما أسلَم ورَسَخ الإسلامُ في قلبِه غَيرُهم،يا ليتني كنتُ |لهم| رابعاً.

ويُروى أنّ أبا طالب قال لعليّ عليه السلام: أي بُنَيّ |ما| هذا الدّين الذي أنتَ عليه؟ قال: يا أبتِ، آمنت باللَّه ورَسوله، وصدّقتُه فيما جاء به،وصلّيت معه للَّه. فقال له: أما إنّ محمّداً لا يدعو إلّا إلى خيرٍ فالزَمه.

___________________________________

العمدة: 75/63 عن تفسير الثعلبي.

1400/السادس عشر: الثعلبي، بإسناده عن عُبادة بن عبداللَّه، قال: سَمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: أنا عبداللَّه وأخو رَسولهِ، وأنا الصدِّيق الأكبَر لايَقولُها بعدي إلّا كَذّاب مفترٍ، صلّيتُ قبل النّاس بسبع سنين.

___________________________________

العمدة: 76/64 عن تفسير الثعلبي.

1401/السابع عشر: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن محمّد بن إسحاق، |قال|: كان أوّل ذَكر من النّاس آمن برسول اللَّه صلى الله عليه و آله وصلّى معه وصدّق بما جاء به من اللَّه، عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن عشَر سِنين يومئذٍ، وكان مِمّا أنعَم اللَّه به على عليّ بن أبي طالب عليه السلام أ نّه كان في حِجْرِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله قبل الإسلام.

قال ابن إسحاق: حدّثني عبداللَّه بن أبي نَجِيح، عن مُجاهد بن جَبر أبي الحَجّاج،

___________________________________

في النسخة: مجاهد بن حبر، عن أبي الحجاج، وفي المصدر: مجاهد بن خير، عن أبي الحجاج، تصحيف صوابه ما أثبتناه، انظر تهذيب الكمال 228:27. |قال|: وكان من نعمة اللَّه على عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وممّا صنَع اللَّه وأراد به من الخَير، أنّ قريشاً أصابَتهُم أزْمةٌ شديدةٌ، وكان أبو طالب ذا عيالٍ كثير، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله للعَبّاس عمّه، وكان من أيسَر بني هاشِم: يا عبّاس، إنّ أخاكَ أبا طالب كثير العِيال، وقد أصابَ النّاسَ ما ترى من هذه الأزْمَة، فانطَلِق حتّى نُخفّف عنه من عياله، فأخذ |العباس جعفراً، وأخذ| رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |علياً| فضمّه إليه، فلم يزَل مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى بعَثه اللَّه نبيّاً، فاتّبعه عليٌّ عليه السلام وآمَن به وصدَّقه.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 16.

1402/الثامن عشر: موفّق بن أحمَد،بإسناده عن سلمان، قال: |سَمِعتُ| النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: أوّل النّاس وروداً على الحوض يوم القيامة، أوّلهم إسلاماً عليّ ابن أبي طالب.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 17.

1403/التاسع عشر: موفّق بن أحمَد بإسناده عن محمّد بن إسحاق، قال: إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام جاء بعد أن صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله فوجَده يُصلّي، فقال عليّ عليه السلام: ما هذا يا محمّد؟ فقال: دين اللَّه الذي اصْطَفى لِنَفسِه، وبعَث به رُسُلَه، فأدعُوك إلى اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وإلى عِبادتهِ، والكُفر باللّاتِ والعُزّى.

فقال له عليّ عليه السلام: هذا أمرٌ لم أسْمَع به قبل هذا اليوم، ولستُ بقاضٍ أمراً حتّى اُحدِّث به أبا طالب. فكَرِه رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله أن يُفشيَ عليه سِرَّه قبل أن يستعلن أمره، فقال: يا عليّ، إذا لم تُسلِم فاكتُم.

فمكث عليّ عليه السلام تلك الليلة، ثمّ أنّ اللَّه عزّ وجلّ أوقَع في قلبِ عليّ بن أبي طالب عليه السلام الاسلام، فأصبح غادياً إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى جاءه، فقال: ماذا عرَضتَ عليّ يا محمّد؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وتَكفُر باللّات والعُزّى، وتبرأ من الأنداد. فدخَل عليّ عليه السلام وأسلَم، |مع ما إنّه ما سجد لصنمٍ قطّ| فمكَث عليّ عليه السلام يأتيه على خَوفٍ من أبي طالب،

___________________________________

والظاهر من سيرة أبي طالب رضى الله عنه أ نّه كان يحثّ عليّاً عليه السلام وجعفراً رضى الله عنه على نصرة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله والاقتداء به، فقد روى أبي هِفّان، عن أبي العباس المُبرّد، قال: حدّثني ابن عائشة، قال: مرّ أبو طالب برسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو يصلّي وعليّ عليه السلام عن يمينه، وجعفر مع أبي طالب يكتُمه إسلامه، فضرب عضُده، وقال: اذهب فصِل جَناح ابن عمك، وقال:

إنّ علياً وجعفراً ثقتي++

عند احتدام الاُمور والكُرب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما++

أخي لاُمي من بينهم وأبي

شعر أبي طالب وأخباره: 67. وكتَم عليّ عليه السلام إسلامَه.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 17.

1404/العشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليّ بن أبي طالب سَبع سِنين. قالوا: ولِمَ ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: لم يَكُن معي من |أسلم مِن| الرجال غيره.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 18.

1405/الحادي والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عبّاد بن عبدالصَّمد أبو مَعْمَر، قال: سَمِعتُ أنَس بن مالك يقول: قال رسول اللَّه: صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليّ سبع سنين، وذلك أ نّه لم تُرْفَع شهادة أن لا إله إلّا اللَّه إلى السّماء إلّا منّي ومن عليّ.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 18.

1406/الثاني والعشرون: موفّق بن أحمَد بإسناده عن عبداللَّه بن عبّاس رضى الله عنه، قال: سَمِعتُ عُمر بن الخَطّاب وعنده جماعة، فتَذاكَروا السابِقين إلى الإسلام، فقال عُمَر: أمّا عليّ، فسَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول فيه ثلاث خِصال، لَوَدَدْتُ أنّ تكون لي واحدة منهنّ، فكان أحَبّ إليّ ممّا طلَعت عليه الشّمس.

كنتُ أنا، وأبو عُبَيدة، وأبو بكر، وجماعة من أصحابه إذ ضرَب النبي صلى الله عليه و آله |بيده| على مَنْكِب عليّ رضى الله عنه، فقال: يا عليّ، أنتَ أوّل المؤمنين إيماناً، وأوّل المُسلمين إسلاماً، وأنتَ منّي بمنزِلَة هارونَ من موسى.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 19.

1407/الثالث والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: السُّبَّق ثلاثة: السابِق إلى موسى عليه السلام يوشع بن نون، والسابِق إلى عيسى عليه السلام صاحب يس، والسابق إلى محمّد عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 19.

1408/الرابع والعشرون: موفّق بن أحمَد بإسناده عن عبداللَّه بن مسعود، قال: إنّ أوّل شي ءٍ عَلِمتهُ من أمرِ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قَدِمتُ مكّة في عمومةٍ لي، فأُرشدنا

___________________________________

في المصدر: في عمرةٍ لي، فأرشَدونا إلى. إلى العبّاس بن عبدالمُطّلب، فانتهَينا إليه وهو جالِس إلى فِئةٍ

___________________________________

في المصدر: إلى زمزم. فجلَسنا إليه، فَبينا نحنُ عِندَه إذ أقبَل رجُلٌ مِن باب الصَّفا، أبيض تعلوه حُمْرَة، له وَفْرَة جَعْدَة

___________________________________

الوَفرَة: الشعر المجتمع على الرأس، والجَعْدَة: الملتوية. إلى أنصافِ اُذنَيه، أقنى الأنف،

___________________________________

قَنَي الأنفُ: ارتفع وسط قَصَبَتِه وضاق مَنْخِراه، فهو أقنى. بَرّاق الثّنايا، أدعجَ العَيْنَين،

___________________________________

الأدعج: شديدُ سواد العينين وبياضهما. كَثّ اللّحية، دَقيق المَسْرَبة،

___________________________________

المَسربَةُ: الشَعَرُ المُستَدِقّ الذي يأخذ من الصدر إلى السُّرّة. شَثْن

___________________________________

الشَّثْن: الغليظ الخَشِن. الكَفَّين، حَسَن الوَجْه، معه مراهق أو مُحتَلِم، تَقفوهُ امرأة قد سترت مَحاسِنَها، حتّى قصَد نحو الحَجَر فاستَلمه، ثمّ استلَم الغُلام، ثمّ استلمته المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، والغُلام والمرأةُ معه يطوفان، فقُلنا: يا أبا الفَضْل، إنّ هذا الدّين لم |نكن| نعرفه فيكم، أو شي ء حدَث؟ فقال: هذا ابنُ أخي محمّد بن عبداللَّه، والغُلام |ابن أخي| عليّ بن أبي طالب، والمرأة زوجته خديجة بنت خُوَيلِد، ما على وَجه الأرضِ أحدٌ يَعبدُ اللَّه بهذا الدِّين إلّا هؤلاء الثَلاثة.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 20.

1409/الخامس والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن زَيد بن أرقَم، قال: أوّل مَن صلّى مع النبيّ صلى الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 20.

1410/السادس والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن حَبّة العُرَنيّ، قال: سَمِعتُ عليّاً عليه السلام يقول: أنا أوّل مَن أسلمَ.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 21.

1411/السابع والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن أبي رافع، قال: صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله أوّل يوم الاثنَين، وصلّت خديجة آخر يوم الاثنين، وصلّى عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء مِن الغَد، وصَلّى مُستَخْفِياً قبل أن يُصلّي مع النبيّ صلى الله عليه و آله أحَدٌ سَبْعَ سنِين وأشهُر |قال عليه السلام: أنا ناصرتُ الدين طِفلاً وكَهلاً|.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 21.

1412/الثامن والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن عُروَة، قال: أسلَم عليّ عليه السلام |وصدّق بالنبيّ صلى الله عليه و آله| وهو ابن ثَمان سنين.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 21.

1413/التاسع والعشرون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: لعليّ عليه السلام أربَع خِصال: هو أوّل عرَبيّ وعَجَمي صلّى مع النبيّ صلى الله عليه و آله، وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زَحْفٍ، وهو الذي صبَر معه يوم المِهْرَاس، - أي يوم اُحد - انهزم النّاس كلّهم غيره، وهو الذي غسّله وأدخَله قَبره.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 21.

1414/الثلاثون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه،قال: أوّل مَن أسلَم من النّاس بعد خَديجة علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال رضى الله عنه: ولبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في أيّام صفّين:

أنتَ الإمام الذي نَرجو بطاعتهِ++

يوم النُشور من الرحمن غُفْرانا

أوضَحت مِن ديننا ما كان مُشتبها++

جَزاك ربّك عنّا فيه إحسانا

نَفسي الفداء لخَيرِ النّاس كلّهم++

بعد النبيّ عليّ الخير مَولانا

أخي النبيّ ومَولى المؤمنين معاً++

وأوّل النّاسِ تصديقاً وإيمانا

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 22.

1415/الحادي والثلاثون: موفّق بن أحمَد، بإسناده عن مُعاذ بن جَبل، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ أخصِمُك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي، وتخصِم النّاسَ بسَبعٍ لا يحاجُّك فيهنّ أحَدٌ مِن قُرَيش: أنتَ أوّلهم إيماناً باللَّه، وأوفاهُم بعَهدِ اللَّه، وأقومهم بأمر اللَّه، وأقسَمُهم بالسّويّة، وأعدَلُهم في الرّعيّة، وأبصَرُهم في القَضيّة، وأعظَمُهم عند اللَّه يوم القيامة مَزِيّة.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 61.

1416/الثاني والثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي سُخيلة، قال: حجَجتُ أنا وسلمان، فنزَلنا بأبي ذَرّ، فكُنّا عنده ما شاء اللَّه، فلمّا حان منا خُفوف،

___________________________________

أي رحيل. قلت: يا أبا ذرّ، إنّي أرى اُموراً قد أُحْدِثت،

___________________________________

في المصدر: حدثت. وإنّي خائِف على النّاسِ الاختلاف، فإن كان ذلك فَما تأمُرني؟ قال: الزَم كتابَ اللَّه وعليّ بن أبي طالب عليه السلام، فأشَهدُ أ نّي سَمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: عليّ أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن يُصافِحني يوم القيامة، وهو الصّدِّيقُ الأكبَر، والفاروق يفرُق بين الحقّ والبَاطِل.

___________________________________

فرائد السمطين 3/39:1، أمالي الطوسي: 444/250.

1417/الثالث والثلاثون: الحَمُّوئي،بإسناده عن أبي ذَرّ رضى الله عنه، قال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ: أنتَ أوّل مَن آمن بي وصدَّقني، وأنت أوّل مَن يُصافِحُني يوم القيامة، وأنت الصِّدِّيق الأكبر

___________________________________

"وأنت الصديق الأكبر" ليس في المصدر. وأنتَ الفاروقُ الذي يَفْرُق بين الحَقّ والباطِل، |وأنت بَعسوبُ المسلمين| والمالُ يَعسُوبُ الظَّلَمة.

___________________________________

فرائد السمطين 102/140:1.

وبإسنادٍ آخر عن أبي ذَرّ، أ نّه سَمِع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: أنتَ أوّل مَن آمن بي، وأنتَ أوّل مَن يُصافِحُني يوم القيامة،

___________________________________

زاد في المصدر: وأنت الصدِّيق الأكبر. وأنت الفاروق الذي يَفْرُق بين الحقّ والباطِل، وأنت يَعسوب المسلمين، والمالُ يَعسوبُ الكُفّار.

___________________________________

فرائد السمطين 103/140:1.

1418/الرابع والثلاثون: إبراهيم الحَمُّوئي المتقدّم، بإسناده عن أبي أيّوب، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لقد صلّت المَلائكةُ عليَّ وعلى عليٍّ سبع سنين، لأنّا كُنّا نُصَلّي وليس مَعنا أحدٌ يصلّي غَيرنا.

___________________________________

فرائد السمطين 187/242:1.

1419/الخامس والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن أبي رافع، قال: صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله أول يوم الاثنين، وصلّت خديجة رضي اللَّه عنها آخر يوم الاثنين، وصلّى عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء في الغَد، يوم صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله |صلّى| مستخفياً قبل أن يُصَلّي مع النبيّ صلى الله عليه و آله أحدٌ سَبع سنين وأشهراً.

___________________________________

فرائد السمطين 188/243:1.

1420/السادس والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن أنَس: استُنْبِى ءَ النبيُّ صلى الله عليه و آله يوم الاثنين، وأسلَم عليٌّ صلوات اللَّه عليه يوم الثلاثاء.

___________________________________

فرائد السمطين 189/244:1.

1421/السابع والثلاثون: الحَمُّوني، باسناده عن ابن عبّاس، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: إنّ أوّل مَن صلّى معي عليّ.

___________________________________

فرائد السمطين 190/245:1.

1422/الثامن والثلاثون: الحَمُّوئي، بإسناده عن حَبّة العُرنيّ، قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام ضَحِك على المِنْبَر، لم أرَه ضَحِك ضَحِكاً أكثر منه حتى بَدَت نواجذه، ثمّ قال: ذكرتُ قولَ أبي طالب، ظَهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ونَحنُ نصلّي ببَطْنِ نخلة، فقال: ماذا تَصْنَعان يا بن أخي؟ فدَعاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |إلى الصَّلاةِ| فقال: ما بالذي تصنعَان بأسٌ - أو بالذي تَقولان بأس - ولكن واللَّه ما يَعلوني استي أبداً. وضحِك تعجّباً لقول أبيه، ثمّ قال: اللهمّ |إنّي| لا أتعرّف

___________________________________

في المصدر: لا اعترف. أنّ عبداً لك من هذه الاُمّةعبدَك قبْلي غيرَ نبيّك - ثلاث مرّات - لقد صلّيتُ قبل أن يصلّي النّاس |سبعاً|.

___________________________________

فرائد السمطين 191/246:1.

1423/التاسع والثلاثون: الحَمُّوئي بإسناده عن عبّاد بن عبداللَّه، قال: قال عليّ صلوات اللَّه عليه: أنا عبداللَّه، وأخو رسول اللَّه، وأنا الصّدِّيق الأكبَر، لا يقولُها بَعدي إلّا كاذِبٌ، صلّيتُ قبلَ النّاسِ سبع سنين.

___________________________________

فرائد السمطين 192/248:1.

1424/الأربعون: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" وهو من أعيان علماءالمعتزلة، بإسناده عن مَعقِل بن يَسار، قال: كنتُ اُوَضّي النبيَّ صلى الله عليه و آله فقال لي: هل لك أن تعود فاطمة؟ قلت: نعم، يا رسول اللَّه. فقام يمشي مُتَوكّئاً عليَّ، وقال: أما إنّه سيَحمِل ثِقلَها غَيرُك، ويَكونُ أجرُها لك، قال: فواللَّه كأنّه لم يَكُن عليَّ مِن ثِقْل النبيّ صلى الله عليه و آله شي ء.

فدخَلنا على فاطمة عليهاالسلام، فقال لها صلى الله عليه و آله: كيف تجدينك؟ قالت: لقد طال سُقْمي،

___________________________________

في المصدر: اسفي. واشتدّ حُزني، وقال لي النّساء: زوّجك أبوكِ فقيراً لا مالَ له.

فقال لها: أما تَرضين |أ نّي| زوّجتُكِ أقْدَم اُمّتي سِلْماً، وأكثَرهم عِلْماً، وأفضَلهم حِلْماً؟! قالت: بَلى، رَضيتُ يا رسولَ اللَّه.

ثمّ قال: وقد روى هذا الخبَر يحيى بن عبدالحَميد، وعبدالسّلام بن صالح، عن قيس بن الرّبيع، عن أبي أيّوب الأنصاري، بألفاظِه، أو نَحوها.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 227:13.

1425/الحادي والأربعون: ابن أبي الحَديد أيضاً في "الشرح"، قال: روى عبدالسلام بن صالح، عن إسحاق الأزْرَق، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام: أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله لمّا زوّج فاطمة عليهاالسلام، دخَل النِساء عليها، فُقْلنَ: يا بنتَ رسول اللَّه، خَطَبك فُلان وفُلان، فَردَّهم عنكِ، وزوّجَكِ فقيراً لا مالَ له، فلمّا دَخَل عليها أبوها صلى الله عليه و آله رأى ذلك في وجهِها فسألها، فذكَرت له ذلك، فقال: يا فاطمة، إنّ اللَّه أمرَني فأنكَحتُكِ أقْدَمهم سِلْماً، وأكثَرهم عِلْماً، وأعظَمَهم حِلْماً، وما زوَّجتُكِ إلّا بأمرٍ من السَّماء، أما عَلِمتِ أنّه أخي في الدُّنيا والآخِرَة!

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 227:13.

1426/الثاني والأربعون: ابن أبي الحديد في "الشرح"، قال: روى عُثمان ابن سَعيد، عن الحَكَم بن ظُهَير، عن السُّدِّي، أنّ أبا بكر وعُمَر خطَبا فاطِمة عليهاالسلام، فرَدّهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقال: لم اُؤمر بذلِك. فخطَبها عليّ عليه السلام فزوّجه إيّاها، وقال لها: زوّجتُكِ أقدَم الأُمّةِ إسلاماً، وذكر تمام الحديث.

ثمّ قال: وروى هذا الخَبر جماعةٌ من الصّحابة، منهم: أسماء بنت عُمَيس، وأُمّ أيمَن، وابن عبّاس، وجابر بن عبداللَّه.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 228:13.

وقد ذكر ابن أبي الحديد في "الشرح" روايات كثيرة من هذا الباب.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 231 - 225:13.

1427/الثالث والأربعون: ومن الجُزء الأوّل من "المَغازي" لمحمّد بن إسحاق ابن يَسار المَدني، قال: بُعث النبيّ صلى الله عليه و آله بعد بُنيان البَيت

___________________________________

في المصدر: الكعبة. بخَمس سِنين، وهو صلى الله عليه و آله يومئذٍ ابن أربعين سنة،

___________________________________

السير والمغازي 130:1. وكان بُنيان الكَعْبَة بعد الفِجار

___________________________________

الفِجار: حربٌ وقعت بين قريش وحلفائها وبين هوازن، وكان عمر النبي صلى الله عليه و آله زُهاء عشرين سنة، وسمّيت الفِجار لما استُحلّ فيها من المحارم. بخمس عَشْرة سنة، ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ ذاك ابن خمس وثلاثين سنة،

___________________________________

السير والمغازي 104:1. وكانت قبل بُنيان قُرَيشٍ لَها رَضماً

___________________________________

الرَّضْم: صخور عظام بعضها على بعض. من الحِجارة قَدر القامة، وأرادوا رَفْعَها وتَسْقِيفَها.

___________________________________

السير والمغازي103:1.

قال: وأسلَم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام بعد يومين مِن مَبْعَث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: إنّه جاء والنبيّ صلى الله عليه و آله وخديجة عليهاالسلام يصلّيان، بعد المبعثِ بيَومينِ وصلّى معَهما. قال: وكان ممّا أنعَم اللَّه تعالى على عليّ بن أبي طالب عليه السلام أ نّه كان في حِجْرِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله،

___________________________________

السير والمغازي 137:1. ثمّ ذكر خبَر عَفيف وقد تقدّم.

___________________________________

في الحديث الرابع عشر من هذا الباب.

1428/الرابع والأربعون: صاحب كتاب "المغازي" هذا، بالإسناد عن عبداللَّه بن بُرَيْدَة، قال: أوّل الرجال إسلاماً عليّ بن أبي طالب، ثمّ الرّهط الثلاثة: أبو ذرّ وبُرَيْدَة وابن عمٍّ لأبي ذَرّ.

___________________________________

السير والمغازي 138:1.

1429/الخامس والأربعون: ومن الجزء الثاني من كتاب "الفردوس" لابن شِيْرَوَيه الدَّيلمي، بالإسناد - في باب اللام - عن أبي أيّوب الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه: إنّ المَلائكة صلّت

___________________________________

في المصدر: لقد صلّت الملائكة. عليَّ وعلى عليّ سَبع سنين قبل أن يُسلِم بشَر.

___________________________________

الفردوس 5331/433:3، وفيه: سنين وذلك أ نّه لم يُصَلّ معي رَجلٌ غيره.

1430/السادس والأربعون: ومن الجزء الأوّل من كتاب "الفردوس"، بالإسناد - في باب الألف - عن ابن عبّاس رضى الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أوّل مَن صلّى معي عليّ بن أبي طالب.

___________________________________

الفردوس 39/27:1.

1431/السابع والأربعون: ومن كتاب "فضائل الصحابة" للسّمعاني، بإسناده عن سالِم، عن حَبّة العُرَني، عن عليّ عليه السلام، قال: بُعِث النبيّ صلى الله عليه و آله يوم الاثنين، وأسلَمتُ يوم الثلاثاء.

___________________________________

مناقب ابن شهر آشوب 7:2 عن فضائل الصحابة.

/ 76