غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 2

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره حاقه، آيه 12


927/الأوّل: أبو المؤيد موفّق بن أحمَد، من أعيان علماء العامّة، من كتاب "فضائل أمير المؤمنين عليه السلام" بإسناده عن زِرّ بن حُبيش، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: ضمّني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقال لي: أمرني ربّي أن اُدنيك ولا أُقصيك، وأن تسمَع وتَعي، وحقّاً على اللَّه أن تسمَع وتَعي، فنزَلت هذه الآية: 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ'.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 199.

928/الثاني: الموفّق بن أحمَد أيضاً، بإسناده عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلى الله عليه و آله |قال: لمّا نزَلت 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ' قال النبيّ صلى الله عليه و آله|: سألتُ ربّي عزّ وجلّ أن يجعَلها أُذُنَ عليّ. قال عليّ عليه السلام: ما سَمِعتُ مِن رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله شيئاً إلّا وَعَيْتُه، وحَفِظتُه ولم أ نْسَه.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 199، وزاد فيه: مدى الدهر.

929/الثالث: الثَّعْلَبي في تفسيره، بإسناده عن عبداللَّه بن الحُسَين،

___________________________________

في الخصائص: عبداللَّه بن الحسن. قال: حين نزَلت هذه الآية 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ' قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: سألتُ اللَّه عزّ وجلّ أن يجعَلها اُذُ نَك يا عليّ. قال عليّ عليه السلام: فما نَسِيتُ شيئاً بعد ذلك، وما كان لي أن أنساه.

___________________________________

العمدة: 473/289وخصائص الوحي المبين: 119/155 عن تفسير الثعلبي.

930/الرابع: الثَّعْلَبي بإسناده عن صالح بن مِيثم،

___________________________________

في العمدة: صالح بن هشيم. قال: سمِعتُ بُرَيْدَة الأسلَمي يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: إنّ اللَّه عزّ وجلّ أمَرني أن اُدْنِيكَ ولا اُقْصِيك، وأن اُعلّمك وأن تَعِي، وحقٌّ على اللَّه عزّ وجلّ أن تعِي. قال: فنزَلت 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ'.

___________________________________

العمدة: 474/290 عن تفسير الثعلبي.

931/الخامس: الحافظ أبو نُعَيم الأصفهاني بإسناده عن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: |يا عليّ| إنّ اللَّه عزّ وجلّ أمرني أن اُدْنِيَك، واُعلّمك لتَعي، وأنزل عليّ هذه الآية: 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ' فأنت الاُذُن الواعية.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 117/154، وفيه: فأنت أُذُن واعيةٌ للعلم.

932/السادس: أبو نُعَيم، بإسناده عن مَكْحُول، عن عليّ عليه السلام، في قوله تعالى: 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ'، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: دعوتُ اللَّه أن يجعلها أُذُنك يا عليّ.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 118/155.

933/السابع: عن ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" من علماء المعتزلة، قال: روي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لمّا قرأ 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ' قال: اللهمّ اجعلها اُذُنَ عليّ. فقيل له: قد اُجيبَت دَعْوَتُك.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 375:18.

934/الثامن: المالكي في "الفصول المهمة" عن مَكْحُول، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، في قوله تعالى: 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ'، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: سألتُ اللَّه عزّ وجلّ أن يجعَلها اُذُ نَك يا عليّ، ففعَل، فكان عليّ عليه السلام يقول: ما سَمِعتُ من رسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله كلاماً إلّا وَعَيتُه وَحفِظتُه ولم أنْسَه.

___________________________________

الفصول المهمة: 123.

935/التاسع: أبو نُعَيم الأصفهاني، في كتاب "حلية الأولياء" من الجزء الأوّل، بإسناده عن عمر بن عليّ بن أبي طالب، |عن عليّ| عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ، إنّ اللَّه أمَرني أن اُدنِيَك، واُعلِّمكَ لتَعِي، فأنزَل اللَّه هذه الآية 'وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ'، فقال: أنتَ اُذُن واعية لعلمي.

___________________________________

حلية الأولياء 67:1.

سوره انسان، آيه 7


936/الأوّل: أبو المؤيد أخطَب خَوارِزم موفّق بن أحمَد، في كتاب "فضائل أمير المؤمنين عليه السلام" بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه في قوله تعالى: 'يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً'.

قال: مَرِض الحسَن والحُسَين عليهماالسلام فعادَهُما جَدُّهما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومعه أبو بكر وعمر، وعادَهُما عامّة العرَب، فقالوا: يا أبا الحسَن، لو نَذَرْتَ على وَلَدَيك نذراً، وكلّ نَذْرٍ لا يكون له وفاء فليس بشي ء!

فقال عليه السلام: إن برئ وَلَداي ممّا |بهما| صُمْتُ |للَّه| ثَلاثة أيّام شُكراً. وقالت فاطمة عليهاالسلام مثل ذلك، وقالت جارية يقال لها فِضّة: إن برئ سيِّداي ممّا بهما، صُمْتُ للَّه ثلاثة أيامٍ شكراً.

فألبَس اللَّه الغُلامَين العافيةَ، وليس عند آلِ محمّد صلى الله عليه و آله قليلٌ ولا كثير، فانطَلق عليّ عليه السلام إلى شَمْعُون الخَيْبَري - وكان يهودياً - فاستَقْرَض منه ثلاثة أصوعٍ من شعير.

وفي حديث المُزَني، عن ابن مِهران الباهلي:

___________________________________

وقع اسماهما في سند الحديث. فانطَلق إلى رجلٍ من اليهود يُعالج الصّوف، يُقال له شَمْعون بن حانا، فقال له: هل لك أن تُعطِيَني جِزَّةً مِن صوفٍ تَغزِلها لك بنت محمّد صلى الله عليه و آله بثلاثة أصوع من شعير؟ قال: نَعَم. فأعطاه، فجاء بالصّوف والشّعير، فأخبَر فاطِمة عليهاالسلام بذلك فقَبِلت وأطاعَت، ثمّ قامت فاطِمة عليهاالسلام إلى صاعٍ فطَحَنَتْهُ فخَبَزَت منه خَمسة أقراص، لكلّ واحِدٍ منهم قُرْصٌ.

وصَلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله المَغْرِب، ثمّ أتى المَنزِل، فوضِع الطّعام بين يَدَيه إذ أتاهُم مِسْكين، فوقَف بالباب، فقال: السّلامُ علَيكُم يا أهلَ بَيْتِ محمّد، مسكينٌ من مَساكينِ المُسلِمين، أطعِموني شيئاً أطعَمَكُم اللَّه من مَوائِد الجَنّة. فسَمِعَه عليّ عليه السلام، فقال:

فاطِمُ ذاتِ المَجْدِ واليقين++

يا بِنتَ خَيْرِ النّاسِ أجمَعين

أمَا تَريْنَ البائِسَ المِسْكين++

قد قام بالبابِ له حَنين

يَشْكو إلى اللَّه ويَسْتكين++

يَشكو إلينا جائِعٌ حزين

كلّ امرئ بكَسْبهِ رَهين++

وفاعِلُ الخَيْراتِ يَسْتَبين

مَوعِدهُ جَنّة عِلّيّين++

حرّمها اللَّه على الضَّنِين

وللبخيلِ مَوقفٌ مُهِين++

تهوي به النارُ إلى سجّين

شَرابُه الحَميمُ والغِسْلِين++

فقالت فاطمة عليهاالسلام:

أمرُك يابنَ العَمّ سَمعٌ طاعه++

ما بيَ مِن لؤم ولا ضَراعه

غذيت من خبزٍ له صناعه++

اُطعِمه ولا اُبالي الساعه

أرجو إذا أشبَعتُ ذا مجَاعه++

أن ألحَقَ الأخيارَ والجَماعه

وأدخُلُ الخُلدَ ولي شَفَاعه++

قال: فأعطَوه الطّعام، ومكَثوا يومَهم وليلَتَهم لم يَذُوقوا شيئاً إلّاالماء القَرَاح،

___________________________________

الماء القَرَاح: الخالص الذي لم يخالطه شي ء. فلمّا كان اليوم الثاني، قامت فاطمة عليهاالسلام إلى صاعٍ فطَحَنَتْهُ واختَبَزَتْهُ، وصلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله المَغْرِبَ ثمّ أتى المَنزِل، فوُضِع الطّعام بين يَدَيه، فأتاهم يَتيم فوقَف بالبابِ، وقال: السّلام علَيكُم يا أهلَ بيتِ محمّد،

___________________________________

في المصدر: يا آل محمّد. يَتيمٌ من أولادِ المُهاجِرين، استُشْهِد والدي يوم العَقَبَة، أطعِموني أطعَمَكُم اللَّه على

___________________________________

في المصدر: من. موائد الجنّة، فسَمِعه عليّ عليه السلام فقال:

فاطِمُ بنت السيّد العظيم++

|بنت نبيّ ماجد كريم|

قد جاءنا اللَّه بذا اليَتيم++

مَن يَرحَم اليوم فهو رحيم

مَوعِده في جنّة النّعيم++

قد حُرِّم الخُلدُ على اللّئيم

يَنزِلَ في النّار إلى الجَحيم++

شَرابُه الصّديدُ والحميم

فقالت فاطمة عليهاالسلام:

إنّي لَاُعطِيه ولا اُبالي++

واُوثرُ اللَّهَ على عيالي

أمْسَوا جياعاً وهُم أشبالي++

أصْغَرهُما يُقتَل في القِتالِ

بكربلا يُقْتَل باغتيالِ++

للقاتِل الوَيلُ مع الوبَالِ

تهوي به النّارُ إلى سَفالِ++

مُصفّد اليَدَين بالأغلالِ

كُبوله زادت على الأكبالِ++

قال: فأعْطَوْه الطّعام ومكَثوا يَوْمَين ولَيْلَتَين لم يَذُوقوا شيئاً إلّا الماء القَراح، فلمّا كان اليوم الثالث، قامت فاطمة عليهاالسلام إلى الصاع الباقي، فطَحَنَتْهُ واختَبَزَتْهُ، وصلّى عليّ مع النبيّ صلى الله عليه و آله المَغرِب، ثمّ أتى المَنزِل، فوُضِع الطّعامُ بين يَدَيهِ، فأتاهم أسير، فوقَف بالبابِ، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت

___________________________________

في المصدر: يا آل بيت. محمّد، تأسروننا وتشُدّونا ولا تُطعِمونا؟ أطعِموني، فإنّي أسيرُ محمّد، |أطعموني| أطعَمَكم اللَّه على

___________________________________

في المصدر: من. موائد الجنّة. فسمعه عليّ عليه السلام |فبكى وأنشأ| يقول:

فاطِم يا بنتَ النبيّ أحمَد++

بنت نبيٍّ سيِّدٍ مُسدّد

___________________________________

في المصدر: مسوّد.

هذا أسيرٌ للنبيّ المُهْتَد++

مُكبّلٌ في غُلِّه مقيَّد

يشكو إلينا الجُوعَ شكوى مُكْمَد++

مَن يُطعمِ اليومَ يَجِدْهُ في غَد

عند العليّ الواحدِ المُوَحَّد++

مايَزْرَع الزارِعُ سوف يحصُد

فأطعمي من غير مَنٍّ أنكد++

حتّى تُجَازي بالذي لا يَنْفَد

فقالت فاطمة عليهاالسلام:

لم يَبْقَ ممّا جئتَ غير صاع++

قد دَمِيَت كفّي مع الذِّراع

إبنايَ واللَّهِ من الجياع++

أبوهما للخير ذو اصطِناع

يصطَنِعُ المعروف ذو ابتداع++

عَبْلُ

___________________________________

العَبْل: الضَّخْم من كلّ شي ء. الذّراعَين طويلُ الباع

وما على رأسِيَ من قِناعِ++

إلّا قِناعٌ نَسْجُه بصاعِ

قال: فأعْطَوْه |الطعام بأجمعه| ومكَثوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يذوقوا شيئاً إلّا الماء القَراح، فلمّا أن كان اليوم الرابع، وقد قَضَوا نَذْرَهُم، أخذ عليّ عليه السلام بيده اليُمنى الحسَن، وأخذ بيَدِه اليُسرى الحُسَين، وأقبَل نحو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهم يَرتَعِشون كالفِراخ من شدّة الجُوع، فلمّا بَصُرَ به النبي صلى الله عليه و آله قال: يا أبا الحسَن، ما أشَدّ ما يسوؤني ما أرى بكم،

___________________________________

في المصدر: يسوؤني أن أرى ما بكم. انطلِق إلى ابنَتي فاطمة.

فانطَلقوا إليها وهي في مِحْرابها تُصَلّي، وقد لَصِق بَطنُها بظَهرها من شِدّة الجُوع، وغارَت عَيْناها، فلمّا رآها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: واغَوْثاه، باللَّه، أهلُ بيتِ محمّدٍ يَموتون جُوعاً! فهبط جَبْرَئيل عليه السلام |فقال: يا محمّد، خُذ هنّأك اللَّه في أهل بيتك. قال: وما آخذ يا جَبْرَئيل؟| فأقرَأه 'هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً' إلى قوله: 'إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً ولَا شُكُوراً'

___________________________________

الإنسان76 :9 - 1. إلى آخر السورة.

وزاد ابن مِهْران في هذا الحديث، قال: فوثَب النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى دخَل على فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فلمّا رأى ما بهم انكَبّ عليهم يَبكي، ثمّ قال: أنتُم منذ ثلاثٍ طاوين

___________________________________

في المصدر: ثلاثة أيامٍ فيما أرى. وأنا غافِلٌ عنكم! فهبَط جَبْرَئيل عليه السلام بهذه الآيات 'إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً'

___________________________________

الإنسان 5:76 و6. قال: هي |عين| في دار النبيّ صلى الله عليه و آله تُفَجَّرُ إلى دورِ الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 188.

937/الثاني: أبو المؤيد موفّق بن أحمَد بإسناده عن ابن عبّاس رضى الله عنه، في قوله تعالى: 'وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً'.

___________________________________

الإنسان 8:76.

قال: نزَلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب وفاطمة عليهماالسلام،

___________________________________

في المصدر: وفاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والحسن والحسين وفضّة. ظَلّا صائِمَين حتّى إذا كان آخِر النهار واقتَرب الإفطار، قامت فاطمة عليهاالسلام إلى شي ءٍ من طحين كان عندها، فخَبَزَتْهُ قرصَ مَلّةٍ،

___________________________________

المَلَّةُ: التراب الحارّ والرَّماد أو الجَمْر يُخْبَز أو يُطْبَخ عليه، وخبز المَلّة: ما يُخْبَز عليه. وكان عندها نِحْيٌ

___________________________________

النِّحْيُ: زِقُّ السّمن. فيه شي ءٌ مِن سَمْنٍ، فَأدَمَت

___________________________________

أي خَلَطت. القُرْصَةَ المَلَّةَ بشي ءٍ مِن السَّمْن، ينتَظِران بها إفطارَهُما، فأقبَل مِسكينٌ رافِعٌ صَوْتَه يُنادي: المسكين الجائع المحتاج، فهتف على بابِهم، فقال عليّ لفاطمة عليهماالسلام: عندكِ شي ءٌ تُطْعِمينَهُ هذا المِسكينَ الجائعَ المحتاج؟

قالت فاطمة: هيّأتُ قُرصاً، وكان في النِّحْي شي ءٌ مِن سَمْنٍ، فجعَلْتُهُ فيه أنتَظِر به إفطارَنا. فقال عليّ عليه السلام: آثري هذا المسكين الجائع المحتاج.

فقامت فاطمة بالقُرصِ مأدوماً فدفَعْتُه إلى المسكين، فجعَله المِسكين في حِضْنهِ، وخرَج من عندهما يأكُل من حِضْنه.

فأقبَلَت امرأةٌ معَها صبيٌّ صغيرٌ يُنادي: اليتيم المسكين الذي لا أبَ له ولا اُمّ ولا أحَد. فلمّا رأتِ المرأةُ التي معَها اليتيمُ |الرجل| المِسكين يأكُل مِن حِضْنه، أقبَلت باليَتيمِ، فقالت: يا عبداللَّه، أطعِم هذا اليَتيم المسكين ممّا أراكَ تأكُل. فقال لها المسكين: لا لعَمْرك، واللَّه ما كنتُ لاُطْعِمَك مِن رزقٍ ساقَهُ اللَّه إليَّ، ولكنّي أدُلُّكِ على مَن أطْعَمني. فقالت: فادللني عليه. فقال لها: أهل ذلك البيت الذي تَريْنَ - وأشار إليه من بعيد - فإنّ في ذلك البيت رجلاً وأمرأةً أطْعَمانيه.

قالت المرأةُ: فإنّ الدّالَّ على الخَيْرِ كفاعِله، فأقبَلت باليتيمِ، حتّى ورَدت ببابِ عليّ وفاطمة عليهماالسلام ونادت: يا أهلَ المَنزِل، أطعِموا اليتيمَ المِسكين الذي لا اُمّ له ولا أب، أطعِموه من فَضلِ ما رَزَقَكُم اللَّه. فقال عليّ عليه السلام لفاطمة: عندَكِ شي ءٌ؟

قالت: فضل طَحين عندي، فجعَلتُه حَرِيرةً،

___________________________________

الحَرِيرَة: دقيقٌ يُطبَخ بلبن أو دَسَم. وليس عندنا شي ءٌ غَيرُه، وقد اقتَرَب الإفطارُ. فقال لها عليّ: آثري به هذا اليتيم، فما عند اللَّه خيرٌ وأبقى.

فقامت فاطمة عليهاالسلام بالقِدْرِ بما فيها، فكَبَّتْها في حِضْنِ المَرأة، فخرَجتِ المرأةُ تُطعِم الصّبيَّ اليتيم ممّا في حِضْنِها، فلم تُجِزْ بعيداً، حتّى أقبَل أسيرٌ مِن اُسَراءِ المُشرِكين ينادي: الأسير الغَريب الجائع، فلمّا نَظَر الأسيرُ إلى المَرأةِ تُطعِمُ الصّبيَّ مِن حِضْنِها، أقبَل إليها وقال: يا أمَةَ اللَّه، أطعِميني ممّا أراك تُطعِمينَه هذا الصبيّ. قالت المرأة للأسير: لا لعَمَر اللَّه، ما كنتُ لاُطْعِمَك مِن رزقٍ رزَقه اللَّه هذا اليتيم المِسكين، ولكنّي أدُلّك على مَن أطعَمَني كما دَلّني عليه سائِلٌ قبلك.

قال لها الأسير: إنّ الدّالّ على الخيرِ كفاعِله. قالت له: ائت أهل ذلك المَنزِل الذي ترى، فإنّ فيه رجلاً وامرأةً أطْعَما مسكيناً سائلاً قبل

___________________________________

في المصدر: سائلاً وهذا. اليتيم.

فانطَلق الأسيرُ إلى بابِ عليٍّ وفاطمِة عليهاالسلام فهتَف بأعلى صَوتِه: يا أهلَ المَنزِل، أطعِموا الأسيرَ الغَريبَ المسكينَ مِن فَضْلِ ما رَزَقَكُم اللَّه تعالى. فقال عليّ لفاطمة: أعِنْدَكِ شي ءٌ؟

قالت: ما عندي طحين، أصَبتُ فَضْلَ تُمَيْراتٍ فخَلَّصتُهنّ من النَّواةِ، وعصَرتُ النِّحْيَ، فقَطّرتُه على التُمَيْراتِ ورقّقت ما كان عندي مِن فَضْل الأقِط،

___________________________________

الأقِطُ: ما جُمّد من اللبن الحامض حتى يستحجر. فجَعلتهُ حَيْساً،

___________________________________

الحَيْسُ: تمرٌ وأقِطٌ وسَمْن، تُخْلَط وتُعْجَن وتسّوى كالثريد. فَما فَضَل عندنا شي ءٌ نُفطِرُ عليه غيره.فقال لها عليّ عليه السلام: آثري به الأسيرَ الغَريبَ المِسكين.

فقامت فاطمة إلى ذلك الحَيس ودفعته إلى الأسير، وباتا يتضَوَّرانِ من الجُوع على

___________________________________

في المصدر: من. غير إفطارٍ ولا عَشاء ولا سَحور، ثمّ أصبَحا صائِمَين حتّى أتاهما اللَّه تعالى برِزْقِهما عند اللّيل، وصبَرا على الجُوع.

فنزَل في ذلك 'وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه' على شِدّةِ شَهْوَتِهم له 'مِسْكِيناً' قُرص مَلّة 'وَيَتِيماً' حَريرة 'وَأَسِيراً' حَيْساً 'إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ' يُخبِر عن ضَمِيرهما 'لِوَجْهِ اللَّهِ' يقول: إرادة ما عند اللَّه من الثّواب 'لا نُرِيدُ مِنكُمْ' في الدُنيا 'جَزَاءً وَلَا شُكُوراً' يقول: ثناءً تُثْنون به علينا 'إِنَّا نَخَافُ' يُخبِر عن ضميرهما 'مِن رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً' قال: العَبوسُ: يُقَبَّض ما بين العَيْنَين من أهوالهِ وخَوفْهِ، والقَمْطَرِير: الشّديد 'فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْم' يقول: خَوْف ذلك اليوم 'وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةٍ' يقول: بَهْجات الجَنّة 'وَسُرُوراً' يقول: ما يَسُرّهما مِن قُرَّةِ العَيْنِ بالجنَّة 'وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا' يقول: وأثابَهُم بما صبَروا، أي على الجُوع، حتّى آثَروا بطعامِ إفطارِهم المسكينَ واليتيمَ والأسير 'جَنَّةً وَحَرِيراً، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ' الأسِرّة المَرْمُولة

___________________________________

أي المُزيّنة، وفي المصدر: الأسرّة الموصولة. بالدّرِّ والياقوت والزَّبَرْجَد في عِلِّيّين، مضروبة عليها الحِجال 'لَا يَروْنَ فِيهَا شَمساً' يُؤذيهم حَرُّها 'وَلَا زَمْهَرِيراً' يقول: يعني لا يؤذيهم بَردُه 'وَدَانِيَةً' قريبة 'عَلَيْهِم ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا' يقول: قَرُبَت الثّمارُ منهم 'تَذْلِيلاً' يأكلونَها قياماً وقُعوداً متّكئين، ومُسْتَلْقِينَ على ظُهورِهم، ليس القائم بأقدر عليها من القاعِد، وليس القاعِدُ بأقدر عليها من المُتَّكئ، وليس المُتَّكِئ بأقدَر عليها من المُسْتَلْقي 'وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ' من الوُصفَاء 'مُخَلَّدُون' قال: مُسَوَّرون بأسْوِرةِ الذَّهَب والفِضَّة.

وقال: مُخَلّدون: لم يَذوقوا طَعْمَ المَوت قَط، وإنّما خُلِقوا |خَدَماً| لأهلِ الجنّةِ 'إذَا رَأيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ' من بَياضهم وحُسْنِهم 'لُؤْلُؤاً مَنثُوراً'

___________________________________

الإنسان 19:76- 8. لكَثْرَتِهم، فَشبّه بيَاضَهم وحُسْنَهم باللؤلؤ، وكَثْرتهم بالمنثور.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 192.

938/الثالث: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، في كتاب "فرائد السِّمْطَين" بإسناده عن ابن عبّاس، في قوله عزّ وجلّ: 'يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً'.

قال: مَرِض الحسَن والحُسَين عليهماالسلام فعادَهُما جَدُّهما رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله وعادَهُما عمومة

___________________________________

كذا في النسخة والمصدر، والظاهر عامة العرب، كما تقدم في الحديث الأول من هذا الباب. العرَب، فقالوا: يا أبا الحسَن، لو نَذَرْتَ على وَلَدَيْك نَذْراً. فقال عليّ صلوات اللَّه عليه: إن بَرِئا صُمْتُ للَّه ثلاثة أيّام شكراً. وقالت فاطمة عليهاالسلام كذلك، وقالت جاريةٌ لهم |نوبية| يقال لها فِضّة كذلك.

فعافاهُما اللَّه، وليس عند آل محمّد صلى الله عليه و آله قليلٌ ولاكثير، فانْطَلَق عليّ صلوات اللَّه عليه إلى شَمْعون بن حانا الخَيْبَري - وكان يهوديّاً - فاستَقْرَض منه ثلاثة أصْوُع من شعيرٍ، فَوَضَعه في ناحية البَيْتِ، فقامت فاطمة عليهاالسلام إلى صاعٍ منها، فطحَنَتْهُ واخْتَبَزَتْهُ، وصلى عليّ صلوات اللَّه عليه مع النبيّ صلى الله عليه و آله ثمّ أتى المَنزِل، فوضِع الطّعامُ بين يَدَيه، فأتاهُم مِسكينٌ فوقَف بالباب فقال: السلامُ علَيكُم يا أهلَ بَيتِ محمّد، مسكينٌ من أولادِ المساكين، أطعِموني، أطْعَمَكُم اللَّه على موائد الجنّة، فسَمِعه علي عليه السلام، فأنشأ يقول:

فاطِمُ ذاتِ الخَير واليَقين++

يا بِنتَ خَيْرِ النّاسِ أجمَعين

أمَا تَرَيْنَ البائِسَ المِسْكين++

قد قام بالبابِ له حَنين

يَشْكو إلى اللَّه ويَسْتَكين++

يَشكو إلينا جائِعٌ حَزِين

كلُّ امرئٍ بكَسْبهِ رَهين++

فأجابته فاطمة عليهاالسلام:

أمرُك سَمْعٌ يابنَ عَم وطاعَه++

ما بِيَ من لؤمٍ ولاوَضاعَه

أُطعمُِه ولا اُبالي السّاعه++

أرجو لئن اُشبِع من مَجاعَه

أن ألْحَقَ الأخيار والجَماعه++

وأدخُل الجَنَّة ولي شَفاعه

قال: فأعْطَوه الطّعام، ومكَثوا يَوْمَهُم ولَيْلَتَهُم لم يَذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليهاالسلام إلى صاعٍ آخَر فطحَنَتْهُ وخبَزَتْهُ، وصلّى عليٌّ عليه السلام الصلاة مع النبيّ صلى الله عليه و آله ثمّ أتى المَنزِل، فوُضِع الطّعامُ بين يَدَيه، فأتاهُم يَتيمٌ، فقال: السّلامُ علَيكُم يا أهل بيتِ النُبوَّةِ، يَتيمٌ مِن أولادِ المُهاجِرين، استُشْهِد والدي يومَ العَقَبة، أطعِموني أطْعَمَكُم اللَّه، فسَمِعه عليّ صلوات اللَّه عليه، فأنشأ يقول:

فاطِمُ بنت السيّد الكريم++

بنت نبيٍّ ليس بالذَّميم

قد جاءنا اللَّه بذا اليَتيم++

مَن يَرحَم اليومَ فهو رَحيم

قد حُرِّم الخُلدُ على اللّئيم++

يَنزِل في النّار إلى الجَحيم

فقالت فاطمة عليهاالسلام:

اُطْعِمُه الآنَ ولا اُبالي++

واُوثِرُ اللَّهَ على عِيالي

أمْسَوا جِياعاً وهُمُ أشبالي++

يَكفيَني الرَّحمنُ ذو الجَلالِ

قال: فأعطوه الطّعامَ، ومكَثوا يَومَيْن ولَيْلَتَين لم يَذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليهاالسلام إلى الصّاعِ الباقي، فَطَحَنَتْهُ واخْتَبَزَتْهُ، وصلّى عليٌّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ أتى المَنزِل، فوُضِع الطَّعامُ بين يَدَيه، فأتاهُم أسيرٌ فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، تأسِرونَنا، وتَشُدّوننا، ولا تُطعموننا! أطعِموني أطعَمَكُم اللَّه، فأنشأ |عليّ عليه السلام| يقول:

فاطِم يا بنتَ النبيّ أحمَد++

بنت نبيٍّ سيِّدٍ مُسَوَّد

هذا أسيرٌ للنبيّ المُهْتَد++

مُثقّلٌ في غُلِّه مُقَيَّد

يَشكو إلينا الجّوعَ قد تَمَدّد++

مَن يُطعمِ اليومَ يَجِدْهُ في غَد

عند العليّ الواحدِ المُوَحَّد++

مازرع

___________________________________

في المصدر: يزرع. الزارِعُ سوف يحصُد

فقالت فاطمة عليهاالسلام:

لم يَبْقَ ممّا جِئتَ غيرَ صاعِ++

قد دَمِيَتْ كَفّي مع الذِّراع

إبنايَ واللَّهِ هُما جِياع++

يا ربّ لا تَتْرُكُهما ضَياع

أبوهما في المَكْرُماتِ ساع++

يَصْطَنِعُ المَعروفَ بالاسراع

___________________________________

في النسخة: بانتزاع.

عَبْلُ الذِّراعَين شديد الباع++

قال: فأعطَوه الطّعام، ومكَثوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يَذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الرابع، وقد قَضَوا نَذْرَهُم؛ أخَذ صلوات اللَّه عليه الحسَن عليه السلام بيُمناه والحُسَين عليه السلام بِشماله، وأقبَل نحو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهم يرتعشون كالفِراخ من شِدّة الجُوع، فلمّا بَصُر به النبيّ صلى الله عليه و آله قال: يا أبا الحسَن، ما أشَدّ مايَسوؤني ما أرى بكم، انطَلِق إلى فاطِمة؛ فانطَلقوا وهي في مِحْرَابها، قد لَصِق بَطْنُها بِظَهْرِها مِن شِدَّة الجُوع، وغارَت عَيْناها.

فلمّارآها النبيّ صلى الله عليه و آله قال: واغَوثاه، باللَّه، أهل بيت محمّد يَموتون جُوعاً! فنزَل جَبْرَئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، خُذها هنّأك اللَّه في أهلِ بَيْتِك، فقرأ عليه 'هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيئاً مَذْكُوراً' إلى قوله: 'إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً'

___________________________________

الإنسان76: 9 -1. إلى آخِر السورة.

___________________________________

فرائد السمطين 383/53:2.

939/الرابع: ابن أبي الحديد - وهو من المعتزلة - قال في "شرح نهج البلاغة": قال شَيخُنا أبو جعفر الاسكافي في الرّدّ على الجاحِظ: وأنتُم أيضاً رَوَيتُم أنّ اللَّه تعالى لمّا أنزَل آية النَّجوى، فقال: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَى نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ'

___________________________________

المجادلة 12:58. الآية، لم يعمل بها إلّا عليّ بن أبي طالب وحده مع إقرارِكُم بفَقْرِه وقِلّة ذاتِ يَدِه. وأبو بكر - في الحال التي ذَكَرْنا مِن السَّعَةِ - أمسَك عن مُناجاتهِ، فعاتَب اللَّه المؤمنين في ذلك، فقال: 'ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ نَجْواكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ'

___________________________________

المجادلة 13:58. فجعَله اللَّه سُبحانَه ذَنْباً |يتوب| عليهم مِنْهُ، وهو إمساكُهم عن تقديم الصَّدقةِ، فكيفَ سخَت نَفسُه بإنفاقِ أربعينَ ألفاً، وأمسَك عن مُناجاةِ الرّسولِ، وإنّما كان يحتاج فيها إلى إخراج دِرْهَمين؟!

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 274:13.

وعليّ عليه السلام هو الذي أطعَم الطّعام على حُبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وأُنزِلت فيه وفي زَوجَتهِ وابنَيه سورةٌ كاملة من القرآن.

وهو الذي مَلَك أربعة دَراهِم، فأخرَج منها دِرْهَماً سِرّاً، ودِرْهَماً عَلانِيَةً،

___________________________________

زاد في المصدر: ليلاً. ثمّ أخرَج منها في النّهار دِرْهَماً، وباللّيل دِرْهَماً،

___________________________________

في المصدر: درهماً سراً ودرهماً علانية. فاُنزِل فيه قوله تعالى: 'الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً'.

___________________________________

البقرة 274:2.

وهو الذي قدّم بين يَدَي نَجْواهُ صدَقةً دون المُسلِمين كافّة، وهو الذي تصدّق بخاتَمِه وهو راكِعٌ، فأنزَل اللَّه فيه 'إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ'.

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 276:13، والآية من سورة المائدة 55:5.

أقول: قِصّة نزول "هل أتى" في عليّ وزَوْجَته وابنَيه عليهم السلام ممّا تَواتَر عند العامّة والخاصّة، فالتَّشاغُل بإخراج أسانيدِها الكثيرة كالإستِدال على وجود الشّمس.

/ 76