سوره آل عمران، آيه 172
1031/الأوّل: ابن شهر آشوب: من طريق العامّة، قال: ذكر الفَلَكي المُفَسِّر عن الكَلْبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، وعن أبي رافع: أنّها نزَلت في عليّ عليه السلام، وذلك أ نّه نادى يوم الثاني من اُحد في المُسلِمين فأجابوه، وتقدّم عليّ عليه السلام براية المُهاجِرين في سَبعينَ رجُلاً حتّى انتَهى إلى حمراء الأسَد لِيُرهِب العَدوّ - وهي سوقٌ على ثَلاثة أميالٍ مِن المدينة - ثمّ رجَع إلى المَدينةِ، وخرَج أبو سُفيان حتّى انتهى إلى الرَّوحاء فَلَقِيَ مَعْبَد الخُزاعي، فقال: وما وَراءك؟ فأنشَده:
كادت تُهَدّ ___________________________________أي تسقُط لهول ما رأت من أصوات الجيش وكَثْرته. من الأصوات راحِلَتي
إذ سالَتِ الأرْضُ بالجُرْدِ الأبابيلِ ___________________________________الجُرد: الخيل العتاق، والأبابيل: الجماعات. تَردِي ___________________________________تردي: تسرع. بأُسدٍ كِرامٍ لا تَنَابلةٍ. ___________________________________التنابلة: القِصار.
عند اللّقاء ولا خُرقٍ مَعازيلِ ___________________________________المعازيل: الذين لا سلاح معهم. فقال أبو سفيان لِرَكْبٍ من عَبدالقيس: أبلِغوا محمّداً، أ نّي قتَلت صَنادِيدَكُم، وأرَدتُ الرَّجعَة لاستئصالكم. فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكيل، ___________________________________زاد في المصدر: قال أبو رافع: قال ذلك عليّ، فنزل 'الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ' الآية |آل عمران 173:3|. ورجَع |النبيّ| إلى المَدينةِ يوم الجُمُعة. ___________________________________مناقب ابن شهر آشوب 194:1.
1032/الثاني: ذكر ابن شهر آشوب أيضاً مع التزامه الرواية عن العامّة، قال: روي عن أبي رافِع بطُرُقٍ كثيرةٍ: أ نّه لمّا انصرف المُشرِكون يومَ اُحُد بلَغوا الرَّوحاء، قالوا: لا الكَواعِبَ أردَفْتُم، ولا مُحَمّداً قَتَلتُم، ارجِعوا. فَبلَغ ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فبعَث في آثارِهم عليّاً عليه السلام في نَفَرٍ من الخَزْرَج، فجَعل لا يَرْتَحِل المُشركونَ مِن مَنزلٍ إلّا نزله عليّ، فأنزَل اللَّه تعالى: 'الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ'.
وفي خبر أبي رافع: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله تفَل على جِراحِه، ودَعا له، وبعَثه خَلْفَ المُشرِكين، فنزَلت فيه الآية. ___________________________________مناقب ابن شهر آشوب 125:3.
1033/الثالث: ومِن طريق العامّة أيضاً: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وجّه عليّاً عليه السلام في نفرٍ في طَلَبِ أبي سُفيان، فلقيه أعرابيّ مِن خُزاعة، فقال |له: 'إِنّ| النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ' يعني أبا سُفيان وأصحابه 'وَقَالُوا' يعني عليّاً وأصحابُه 'حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ' فنزلت هذه الآيات إلى قوله: 'ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ'. ___________________________________تأويل الآيات 45/125:1، والآيتان من سورة آل عمران 173:3 و174.
سوره آل عمران، آيه 200
1034/الحديث: السيد الفاضل الحُسين بن مُساعِد في كتابه، ___________________________________المراد "تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار" ولدينا منه مصوّرة الخزانة الرضوية وتشتمل على القسم الثاني منه فقط. قال: من طريق المُخالفين: أنّ الآية نزَلت في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وعليّ، وحمزة. ___________________________________تفسير الحبري: 17/252.