غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المرام و حجة الخصام فی تعیین الإمام - جلد 2

سید هاشم بن سلیمان بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في تبليغ أميرالمؤمنين سورة براءة


1222/الأوّل: من "مسند أحمد بن حنبل" بإسناده عن حنش، عن عليّ عليه السلام قال: لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ صلى الله عليه و آله دعا النبيّ صلى الله عليه و آله أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: أدرك أبا بكر، فحيثما لَحِقته فخُذ الكتاب منه، واذهب به إلى أهل مكّة، فاقرأه عليهم. فلحقته بالجُحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول اللَّه، نزل فيّ شي ء؟ قال: لا، ولكنّ جَبْرَئيل جاءني فقال: لن يُؤدّي عنك إلّا أنت أو رجلٌ منك.

___________________________________

مسند أحمد 151:1.

1223/الثاني: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل بإسناده عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة، فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه وردّه وقال: لا يذهب بها إلّا رجلٌ من أهل بيتي. فبعث عليّاً عليه السلام.

___________________________________

فضائل الصحابة 946/562:2.

1224/الثالث: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر بسورة براءة على الموسم، وأربع كلمات إلى النّاس، فلَحِقه عليّ في الطريق، فأخذ السورة والكلمات، فكان عليّ مبلّغاً

___________________________________

في المصدر: يبلّغ. وأبو بكر على الموسم، فاذا قرأ السورة نادى: ألا لايدخُل الجنّة إلّا نفس مسلمة، ولا يقرب المسجد مشرك بعد عامه هذا، ولايطوف

___________________________________

في المصدر: ولا يطوفنّ. بالبيت عُريان، ومن كان بينه وبين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عهدٌ

___________________________________

في المصدر: عقدٌ. فأجله مدّته، حتى قال رجل: لولا أن يقطع |الذي| بيننا وبين ابن عمّك من الحِلف. فقال عليّ عليه السلام: لولا أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمرني أن لا أُحدث شيئاً حتّى آتيه لقتلتك.

___________________________________

فضائل الصحابة 1088/640:2.

1225/الرابع: عبداللَّه |بن| أحمدبن حنبل بإسناده عن حَنش، عن عليّ عليه السلام: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله حين بعثه ببراءة فقال: يا نبيّ اللَّه، إنّي لستُ باللَّسِن ولا بالخطيب. قال: فما بدّ أن أذهب بها أنا، أو تذهب بها أنت. قال: فان كان ولابدّ فسأذهب بها أنا. قال: فانطلق، فانّ اللَّه يثبّت لسانك، ويهدي قلبك. قال: ثمّ وضع يده على فمه.

___________________________________

مسند أحمد 150:1.

1226/الخامس: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه وَرَدّه وقال: لا يذهب بها إلاّ رجل من أهل بيتي، فبعث عليّاً عليه السلام.

___________________________________

فضائل الصحابة 946/562:2.

1227/السادس: ومن "صحيح البخاري" في الجزء الأوّل منه، على حدّ ثلثه الأوّل، في باب ما يستر من العورة، بإسناده عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف: أنّ أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجّة مؤذّناً بين النّاس يوم النحر:

___________________________________

في المصدر: الحجة في مُؤذِّنينَ يوم النَّحْر نؤذِّنُ بِمِنىً. أن لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان.

قال حميد بن عبدالرحمن: ثمّ أردف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً يأمره أن يؤذّن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذّن عليّ معنا في أهل مِنى يوم النحر: ألّا يحجّ بعد العام مشرك، ولايطوف بالبيت عُريان.

___________________________________

صحيح البخاري 35/165:1. ولم يكن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام مجرد مؤذن مبعوث من قبل النبيّ صلى الله عليه و آله مع المؤذنين الذين بعثهم أبو بكر، كما هو مفاد الحديث، بل إن الصحيح الوارد في الحديث والسيرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث أولاً أبا بكر، ثمّ ردّه وبعث أمير المؤمنين عليه السلام بناءً على ما جاء به الوحي 'لن يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك' وذلك فضل أختصّ به أمير المؤمنين عليّ عليه السلام دون غيره من سائر الصحابة. وقد ذكرنا جملة المصادر الدالة على ذلك في تعليقنا على الحديث 3 من الباب 33 من المقصد الثاني.

1228/السابع: ومن الجزء الخامس من "صحيح البخاري" أيضاً، في باب قوله تعالى: 'وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِى ءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ'،

___________________________________

التوبة 3:9. بإسناده عن حميد بن عبدالرحمن: أنّ أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في المؤذّنين بعثهم يوم النحر يؤذّنون بمنى: ألّا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان.

قال حميد: ثمّ أردف النبيّ صلى الله عليه و آله بعليّ عليه السلام وأمره أن يؤذّن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذّن

___________________________________

زاد في المصدر: معنا. عليّ في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان.

___________________________________

صحيح البخاري 177/124:6.

1229/الثامن: ومن "تفسير الثعلبي" في تفسير سورة براءة قوله تعالى: 'بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ'.

___________________________________

التوبة 1:9.

|قال: حدّثنا| محمّد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما: نزلت في أهل مكّة، وذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عاهد قريشاً يوم الحديبية على أن يَضَعُوا الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس، ويكفّ بعضهم عن بعض، فدخلت خُزاعة في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكان مع هذا عهود بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وبين قبائل |من| العرب خصائص، فعَدَت بنو بكر على خُزاعة، فقتلت منها، ورفدتهم قريش بالسلاح، فلمّا تظاهر بنو بكر وقريش على خُزاعة ونقضا عهدهم، خرج عمرو بن سالم الخُزاعي حتّى وقف على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |فقال|:

يا رب إنّي ناشدٌ محمّدا++

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

___________________________________

الأتلد: القديم.

قد كنتُم ولداً وكُنّا والدا++

ثمّتَ أسلمنا فلم نَنْزِع يدا

فأنْصُر هَدَاك اللَّه نصراً أعتَدا

___________________________________

الأعتد: الحاضر.++

وادعُ عبادَ اللَّه يأتُوا مَدَدا

فيهم رسول اللَّه قد تجَرّدا++

أبيضَ مثل السيف ينمو صُعُدا

إن سِيمَ خسفاً وجهُه تَرَبّدا++

في فيلقٍ كالبحر يجري مُزبدا

إنّ قُريشاً أخلفوك الموعدا++

ونقضوا ميثاقك المؤكّدا

وجَعَلوا لي في كَداءٍ

___________________________________

كَدَاء: موضع بأعلى مكّة. رَصَدا++

وزعموا أن لست تدعو أحدا

وهم أذلّ وأقلّ عددا++

هم بيّتونا بالحطيم

___________________________________

في السيرة النبوية لابن هشام 36:4: بالوتير، وهو اسم ماء بأسفل مكّة لخُزاعة. هُجّدا

وقَتَلُونا رُكّعاً وسُجّدا++

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لا نصرتُ إن لم أنْصُركم. فخرج وتجهّز إلى مكّة، ففتح اللَّه مكّة، وهي سنة ثمان من الهجرة، ولمّا خرج إلى غَزاة تبوك وتخلّف من تخلّف من المنافقين وأرجفوا الأراجيف، جعل المشركون ينقضون عهودهم، وأمر اللَّه تعالى بالقاء عهودهم إليهم ليؤذنوا بالحرب، وذلك قوله عزّ وجلّ: 'وإمّا تَخَافَنّ مِن قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إلَيْهِمْ عَلى سَوَاءٍ'.

___________________________________

الأنفال 58:8.

فلمّا كانت سنة تسع أراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الحجّ، ثمّ قال: |أكره| أن يَحْضُر المشركون فيطوفون عُراة، ولا أُحبّ أن أحجّ حتّى لا يكون ذلك، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر تلك السنة على الموسم، ليقيم للنّاس الحجّ، وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على الموسم، فلمّا سار دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام فقال: اخرُج بهذه القصّة من براءة وأذّن في النّاس إذا اجتمعوا، فخرج عليّ عليه السلام على ناقة رسول اللَّه العضباء حتّى أدرك أبا بكر بذي الحليفة وأخذها منه، فرجع أبو بكر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول اللَّه، أنزل في شأني شي ء؟ قال: لا، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري، أو رجلٌ منّي.

___________________________________

العمده: 252/163 عن تفسير الثعلبي.

1230/التاسع: قال الثعلبي: قال الشافعي: حدّثني مُحرِز بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: كنتُ مع علي عليه السلام حين بعثه النبي صلى الله عليه و آله ينادي، فكان |إذا| اضمحلّ

___________________________________

اضمحلّ: أي ضعف. صوته ناديت.

قلت: بأيّ شي ءٍ كنتم تنادون؟ قال: بأربع، لا يطوف بالكعبة عُريان، ومن كان له عند رسول اللَّه عهد فعهده إلى مُدّته، ولا يدخُل الجنة إلّا نفسٌ مؤمنةٌ، ولا يحجّ بعد عامنا مشرك.

قال: فقال المشركون: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمّك إلّا من الطعن والضرب، وطَفِقوا يقولون: اللهمّ إنّا قد مُنِعنا أن نتبرّك، ثمّ لمّا كانت |سنة| عشر حجّ النبيّ صلى الله عليه و آله حجّة الوَداع، وقفل إلى المدينة، ومكث بقية ذي الحجّة والمحرّم وصفر وليالي من شهر ربيع الأوّل حتّى لَحِق باللَّه عزّ وجلّ.

___________________________________

العمدة: 253/164 عن تفسير الثعلبي.

1231/العاشر: ومن "الجمع بين الصحاح الستّة" لرزين العبدري، في الجزء الثاني، في تفسير سورة براءة، من "صحيح أبي داود" وهو السنن و"صحيح الترمذي" قال: عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر، وأمره أن ينادي في الموسم ببراءة، ثمّ أردفه عليّاً عليه السلام، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سَمِع رُغاء ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله العضباء، فقام أبو بكر فَزِعاً يظُنّ أ نّه حَدَث أمرٌ، فدفع إليه عليّ عليه السلام كتاباً من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله |فيه:| أنّ عليّاً ينادي بهؤلاء الكلمات، فانّه لا ينبغي أن يبلّغ عنّي إلّا رجلٌ من أهل بيتي، فانطلقا فحجا، فقام عليّ عليه السلام أيّام التشريق ينادي: ذمّة اللَّه ورسوله بريئة من كلّ مشركٍ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجّنّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عُريان، ولا يدخُل الجنّة إلّا نفس مسلمة. قال: وكان عليّ عليه السلام ينادي بها، فاذا أعيا أمر غيره فنادي بها.

___________________________________

صحيح الترمذي 3091/275:5، العمدة: 254/165 عن الجمع بين الصحاح الستّة.

1232/الحادي عشر: الموفّق بن أحمد، من أعيان العامّة، بإسناده عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث أبا بكر ببراءة، وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثمّ أتبعه عليّاً، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سَمِع رُغاء ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله العضباء، فخرج أبو بكر فَزِعاً، فظنّ أ نّه صلى الله عليه و آله، فاذا هو عليّ، فدفع إليه كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأمره على الموسم، وأمر عليّاً أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجّا، فقام عليّ أيام التشريق فنادى، فقال: إنّ اللَّه ورسوله بريئان من كلّ مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجّنّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عُريان، ولا يَدْخُل |الجنّة| إلّا مؤمن. قال: فكان ينادي |بهذا|، فاذا بُحّ قام أبو هريرة فنادى.

___________________________________

مناقب الخورزمي: 100.

1233/الثاني عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن زيد بن يُثيع: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث |أبا بكر| ببراءة إلى أهل مكّة: لا يحجّ بعد العام مُشّرِكٌ، ولا يَطُوف بالبيت عُريان، ولا يدخُل الجنّة إلّا نفسٌ مُسلِمةٌ، ومن كان بينه وبين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مدّة فأجله إلى مُدّته، واللَّه برئ من المشركين ورسوله.

قال: فسار بها أبو بكر ثلاثاً، ثمّ قال |النبيّ صلى الله عليه و آله| لعليّ: الحقه، فردّ عَلَيَّ أبا بكر وبلّغها أنت. |قال:| ففعل، فلمّا قَدِم على النبيّ صلى الله عليه و آله أبو بكر بكى، وقال: يا رسول اللَّه، أحدث فيّ شي؟ قال: لا، ولكن أُمرت أن لايبلّغها إلّا أنا أو رجل منّي.

___________________________________

مناقب الخورزمي: 100.

1234/الثالث عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن أنس بن مالك |أ نّه قال:| إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله بعث بسورة براءة مع أبي بكر، ثمّ أرسل فأخذها، فدفعها إلى عليّ، وقال: لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو رجلٌ منّي من أهل بيتي.

___________________________________

مناقب الخوارزمي: 101.

1235/الرابع عشر: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي بإسناده عن أبي بكر بن أبي قُحافة: أنّ النبي صلى الله عليه و آله بعثه ببراءة إلى أهل مكة: لايحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، ولا يدخُل الجنّة إلّا نفس مسلمة، ومن كانت بينه وبين رسول اللَّه مدّة فأجله إلى مُدّته، واللَّه برى ءٌ من المشركين ورسوله.

قال: فسار بها ثلاثاً، ثمّ قال لعليّ عليه السلام: الحقه فردّ عَلَيّ أبا بكر، وبلّغها أنت. قال: ففعل، قال: فلمّا قَدِم أبو بكر على النبيّ صلى الله عليه و آله بكى وقال: يا رسول اللَّه، حدث فيّ شي ء؟ قال: ما حدث فيك إلّا خير، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلّا أنا أو رجل منّي.

___________________________________

فرائد السمطين 28/61:1.

1236/الخامس عشر: الحَمُّوئي بإسناده عن نُبِيط بن شَرِيط، قال: خرجتُ مع عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه ومعنا عبداللَّه بن عبّاس، فلمّا صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالساً ينكُت في الأرض، فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا أمير المؤمنين، ما الذي أجلسك وحدك هاهنا؟ فقال: لأمرٍ همّني. قال عليّ عليه السلام: أفتريد أحدنا؟ فقال عمر: إن كان عبداللَّه. قال: فتخلّف معه عبداللَّه ابن العبّاس، ومضيت مع عليّ عليه السلام، فأبطأ علينا ابن عبّاس، ثمّ لَحِق بنا، فقال له عليّ صلوات اللَّه عليه: ما وراؤك؟ قال: يا أبا الحسن، أُعجوبة من عجائب أمير المؤمنين، أُخبرك بها واكتُم عليّ. قال: فهلمّ.

قال: لمّا أن ولّيت وعمر ينظُر إلى أثرك. قال: آه آه آه، فقلت: ممّ تَتَأوّه، يا أمير المؤمنين؟ قال: من أجل صاحبك وابن عمّك، وقد أُعطي ما لم يُعْطَ أحدٌ من آل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولولا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحدٍ سواه. قلت: ما هنّ يا أمير المؤمنين؟ قال: كَثْرة دُعابته، وبُغض قريش له، وصِغر سنّه.

قال: فما رددت عليه؟ قال: داخلني مايدخُل ابن العمّ لابن عمّه. فقلت: يا أمير المؤمنين، أمّا كَثْرة دُعابته فقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يُداعب ولا يقول إلّا حقّاً، وأين أنت حيث كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبان، يقول للصبي: سناقاً سناقاً، ولكلّ ما يعلمه اللَّه يشتمل على قلبه.

وأمّا بُغض قريش له فواللَّه ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في اللَّه حين أظهر اللَّه دينه، فقصم أقرانها وكسّر آلهتها، وأثكل نساءها في اللَّه

___________________________________

"في اللَّه" ليس في المصدر. لامَهُ من لامَهُ.

وأمّا صِغر سنّه فقد علمت أنّ اللَّه تعالى حيث أنزل عليه براءة من اللَّه ورسوله، ووجّه النبيّ صلى الله عليه و آله صاحبه ليبلّغ عنه، فأمره اللَّه أن لا يُبلّغ عنه إلّا رجلٌ من أهله، فوجّهه به، فهل استصغر اللَّه سنّه؟ قال: فقال عمر لابن عبّاس: امسِك عليّ واكتُم، فانّ سَمِعتها من غيرك لم أنَم بين لابَتَيْها.

___________________________________

فرائد السمطين 258/334:1، واللَّابَةُ: الحَرَّة من الأرض، وهي الأرضُ ذات الحجارة السُّود، ويريد المدينة فهي بين لابتين، أي حرّتين.

1237/السادس عشر: بالإسناد عن زيد بن يُثيع، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين أُنزلت براءة بأربع: لا يطوف بالبيت عُريان، ولا يقرب المسجد الحرام مشرِك بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عهد فهو إلى مدّته، ولا يدخُل الجنّة إلّا نفسٌ مسلمةٌ.

___________________________________

سنن الترمذي 3092/276:5، مستدرك الحاكم 52:3.

1238/السابع عشر: وبالإسناد عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة، قال ثمّ دعاه فبعث عليّاً عليه السلام وقال: لا يبلّغها إلّا رجلٌ من أهلي.

___________________________________

مسند أحمد 283:3، كنز العمال 4421/431:2.

1239/الثامن عشر: وبالإسناد عن الزُّهري، عن أنس بن مالك، قال: قال: أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر ببراءة يقرأها على أهل مكّة، فنزل جَبْرَئيل عليه السلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: يا محمّد، لا يُبلّغ عن اللَّه تعالى إلّا أنت، أو رجل منك، فلحقه عليّ عليه السلام فأخذها منه.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 101/138.

1240/التاسع عشر: أبو نُعَيم الأصفهاني بإسناده عن حَنَش، عن عليّ عليه السلام، قال: لمّا نزلت عشر آيات من براءة دعا النبيّ صلى الله عليه و آله أبا بكر، فبعثها معه ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني النبيّ صلى الله عليه و آله فقال لي: ادرك أبا بكر فحيثما لَحِقته فخُذ الكتاب منه، فاذهب إلى مكّة فاقرأها عليهم. فلَحِقتُه بالجُحفة، وأخذتُ الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: يا رسول اللَّه، نزل فيّ شي ء؟ فقال: لا ولكنّ جَبْرَئيل عليه السلام جاءني وقال: لن يُؤدّي عنك إلّا أنت أو رجلٌ منك.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 103/139.

1241/العشرون: أبو نُعيم الاصفهاني بإسناده عن أنس بن مالك، قال: أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر ببراءة يقرؤها على أهل مكّة، فنزل جَبْرَئيل عليه السلام على محمّد صلى الله عليه و آله، فقال: يا محمّد، لا يُبلّغ عن اللَّه تعالى إلّا أنت أو رجلٌ منك؛ فلَحِقه عليّ عليه السلام فأخذها منه.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 101/138.

1242/الحادي والعشرون: ومن الجزء الثاني من أجزاء اثنين من المغازي لمحمّد بن إسحاق في وسط الجزء بالاسناد، قال: خرج عليّ بن أبي طالب عليه السلام على ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله العضباء حتى أدرك أبا بكر بالطريق، فلمّا رآه أبو بكر سلّم براءة إليه ومضيا، حتّى إذا كان يوم النحر قام عليّ بن أبي طالب عليه السلام عند الجمرة فأذّن في النّاس بالذي أمره رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: أيّها النّاس، إنّه لا يدخُل الجنّة كافر، ولا يحُجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، ومن كان له عهدٌ عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فهو له إلى مدّته، وأجل النّاس أربعة أشهر.

___________________________________

خصائص الوحي المبين: 102/138.

1243/الثاني والعشرون: ومن كتاب "فضائل الصحابة"، بالإسناد عن أنس، قال: لمّا بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سورة براءة مع أبي بكر، فلمّا بلغ ذا الحليفة أرسل فردّها فأخذها منه، فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقال: لا يقوم بها إلّا أنا أو رجلٌ من أهل بيتي.

1244/الثالث والعشرون: ابن شهر آشوب، ذكره عن جماعة من العامّة، قال: الاستنابة والولاية، ولّاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أداء سورة براءة وعَزَل به أبا بكر باجماع المفسّرين ونقلة الأخبار، رواه الطبري، والبلاذُري، والترمذي، والواقدي، والشَّعبي، والسُّديّ، والثعلبي، والواحدي، والقُرظي، والقُشيري، والسَّمعاني، وأحمد بن حنبل، وابن بطّة، ومحمّد بن إسحاق، وأبو يعلى الموصلي، والأعمش، وسِماك بن حرب، في كتبهم، عن عُروة بن الزبير، وأبي هريرة، وأنس، وأبي رافع، وزيد بن يُثيع، وابن عمر وابن عبّاس،واللفظ له: أ نّه لمّا أُنزل 'بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ'

___________________________________

التوبة 1:9. إلى تسع آيات، أنفذ النبيّ صلى الله عليه و آله أبا بكر إلى مكّة لأدائها، فنزل جَبْرَئيل فقال: إنّه لا يُؤدّيها إلّا أنت أو رجلٌ منك. فقال النبيّ صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام: اركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر، وخُذ براءة من يده.

قال: ولمّا رجع أبو بكر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله جَزِع وقال: يا رسول اللَّه، إنّك أهّلتني لأمرٍ طالت الأعناق فيه، فلمّا توجّهت له رددتني عنه! فقال صلى الله عليه و آله: الأمين هبط إليَّ عن اللَّه تعالى أ نّه لا يُؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك، وعلي منّي، ولا يؤدّي عنّي إلّا عليّ.

___________________________________

مناقب ابن شهر آشوب 126:2.

لاعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه و رسوله


1245/الأوّل: من "مسند أحمد بن حنبل" بإسناده عن عمرو بن حُبشي، قال: خطب بنا الحسن بن عليّ بعد قتل عليّ عليه السلام فقال: لقد فارقكم رجلٌ بالأمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليبعثه ويُعطيه الراية فلايَنْصَرف حتّى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم من عطائه، كان يُريدها

___________________________________

في المصدر: كان يَرْصُدها. لخادمٍ لأهله.

___________________________________

مسند أحمد 199:1.

1246/الثاني: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: كان أبي يَسْمُر

___________________________________

سَمُر الرجلُ: تحدّث مع جليسه ليلاً. مع عليّ عليه السلام، وكان عليّ يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيل لي: لو سألتَه عن هذا، فسألتُه عن هذا، فقال: صدق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، بعث إليَّ وأنا أرمد يوم خيبر، فقلت: يارسول اللَّه، إنّي أرمد، فتفل في عيني، وقال: اللهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد، فما وجدتُ حرّاً ولا برداً |بعدُ|. قال: وقال: لأبعثنّ رجلاً يُحبّه اللَّه ورسوله، ويُحبّ اللَّه ورسوله، ليس بفرارٍ. قال: فتشرّف لها النّاس، فبعث عليّاً عليه السلام.

___________________________________

فضائل الصحابة 950/564:2.

1247/الثالث: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده |عن عبداللَّه بن عُصْم|

___________________________________

في المصدر: عبداللَّه بن عصمة، تصحيف صوابه ما أثبتناه، انظر تهذيب الكمال 305:15. قال: سمعت أبا سعيد الخُدري يقول: أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الراية فهزّها، وقال: من يأخُذها بحقّها. فقال فلان: أنا، فقال: أمِط،

___________________________________

أي تنحّ وابعد. ثمّ جاء رجل آخر فقال: أمِط، ثمّ قال: والذي كرّم وجه محمّد لأعطينّها رجلاً لا يفِرّ، هاك يا عليّ، فانطلق حتّى فتح اللَّه |عليه| خيبر، وجاء بعَجْوتها وقَدِيدها.

___________________________________

فضائل الصحابة 987/583:2، والعَجْوة: ضَربٌ من أجود تُمور المدينة، ونَخْلَتُها تُسمى لِيْنَة. والقديد: اللَّحم المَمْلُوح المُجَفّف.

1248/الرابع: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل بإسناده عن سعيد بن المسيّب: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لأدفعنّ الراية إلى رجلٍ يُحبّه اللَّه ورسوله، ويحُبّ اللَّه ورسوله، فدعا عليّاً وإنّه لأرمد ما يُبصِر موضع قدميه، فتفل في عينه، ثمّ دفعها إليه، ففتح اللَّه عليه.

___________________________________

فضائل الصحابة 988/584:2.

1249/الخامس: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل بإسناده عن عبداللَّه بن بريدة، قال: سَمِعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح |له|، ثمّ أخذه من الغد |عمر| فخرج ورجع ولم يفتح له، وأصاب النّاس يومئذٍ شدّةٌ وجَهدٌ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّي دافعٌ اللواء غداً إلى رجلٍ يُحبّه اللَّه ورسوله، ويُحبّ اللَّه ورسوله، لا يرجِع حتّى يفتح له، وبتنا طيّبة أنفسنا أنّ الفتح غداً |فلمّا أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صلّى الغَداة|، ثمّ قام قائماً فدعا باللواء |والنّاس على مصافّهم، فدعا عليّاً عليه السلام وهو أرمد، فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء| وفُتِح له، قال بُريدة: وأنا فيمن تطاول لها.

___________________________________

مسند أحمد 353:5، فضائل الصحابة 1009/593:2.

1250/السادس: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم خيبر: لأدفعنّ الراية إلى رجلٍ يُحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه عليه. قال: فقال عمر: فما أحببت الامارة قبل يومئذٍ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء |أن| يدفعها إليّ، فلمّا كان الغد دعا علياً عليه السلام فدفعها إليه. فقال: قاتل ولا تلتفت حتّى يفتح عليك، فسار قريباً ثمّ نادى: يا رسول اللَّه، علامَ اُقاتل؟ قال: حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللَّه عزّ وجل.

___________________________________

مسند أحمد 384:2، فضائل الصحابة 1030/602:2.

1251/السابع: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده عن بُريدة الأسلمي: أنّ نبي اللَّه صلى الله عليه و آله لمّا نزل بحضرة

___________________________________

في المسند: بحصن. |أهل| خيبر قال: لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. فلمّا كان الغد دعا عليّاً عليه السلام وهو أرمد، فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء، ونهض معه النّاس، فلَقُوا أهل خيبر، فإذا مرحب بين أيديهم يرتجز ويقول:

قد عَلِمت خيبر أ نّي مرحبُ++

عند الطِّعَان

___________________________________

في المصدر: شاكي السلاح. بطلٌ مجرّبُ

إذا الحروب

___________________________________

في المصدر: الليوث. أقبلت تلهّبُ++

أطعن أحياناً وحيناً أضربُ

فاختلف هو وعليّ ضربتين، فضربه على رأسه حتّى عضّ السيف بأضراسه، وسَمِع أهل العسكر صوت ضربته، قال: وما تتامّ آخر النّاس حتّى فتح لأوّلهم.

قال ابن جعفر:

___________________________________

هو محمّد بن جعفر، وقع اسمه في إسناد الحديث، روى عنه أحمد بن حنبل. آخر النّاس مع عليّ فَفَتح له ولهم.

___________________________________

مسند أحمد 358:5، فضائل الصحابة 1034/604:2.

1252/الثامن: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، بإسناده عن سهل بن سعد: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لأعطينّ الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه، يُحِبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. فبات النّاس يَدُوكُون

___________________________________

أي يَخُوضون ويَمُوجون فيمن يدفعها إليه، يقال: وقع النّاس في دَوْكةٍ - أو دُوكةٍ - أي في خوضٍ واختلاط، أو شرّ وخُصُومة. ليلتهم أيهّم يُعطاها، فلمّا أصبح الناس غَدَوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كلّهم يرجو أن يُعطاها. |قال:| فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه، فاُتي به فبصق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عينيه، ودعا له فبرى ء |حتّى| كأنْ لم يكن به وجَعَ، فاعطاه الراية.

فقال عليّ: يا رسول اللَّه، أُقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفُذ على رِسلك حتّى تنزِل بساحتهم، ثمّ ادعُهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه |فيه|، فواللَّه لئن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ من أن يكون لك حُمر النَّعَم.

___________________________________

مسند أحمد 333:5، فضائل الصحابة 1027/607:2.

1253/التاسع: ومن الجزء الرابع من "صحيح البخاري" في رابع كُرّاسة، بالإسناد عن سَلَمة بن الأكوع، قال: كان عليّ عليه السلام |قد| تخلّف عن النبيّ صلى الله عليه و آله في خيبر، وكان به رَمَدٌ، فقال: أنا أتخلّف عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله! فخرج عليّ فلحق بالنبيّ صلى الله عليه و آله، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها |اللَّه| في صباحها،قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاُعطينّ الراية - أو ليأخُذنّ الراية - غداً رجلاً يُحبّه اللَّه ورسوله - أو قال: يُحبّ اللَّه ورسوله - يفتح اللَّه عليه، فاذا نحن بعليّ بن أبي طالب وما نرجوه، فقال:

___________________________________

في المصدر: فقالوا. هذا عليّ بن أبي طالب، فأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ففتح اللَّه عليه.

___________________________________

صحيح البخاري 198/88:5.

1254/العاشر: ومن الجزء الرابع أيضاً في ثلثه الأخير، في باب مناقب عليّ بن أبي طالب قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ: أنت منّي وأنا مِنك. وقال عمر: تُوفي رسول أللَّه صلى الله عليه و آله وهو عنه راضٍ.

___________________________________

صحيح البخاري 87:5.

وبالاسناد عن سهل بن سعد: أن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه، قال: فبات النّاس يدوكون ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح النّاس غدوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كلّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: اين عليّ ابن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول اللَّه. قال: فأرسلوا إليه، فأُتي

___________________________________

في المصدر: فأتوني. به، فلمّا جاء بصق في عينيه، ودعا له فبرئ |حتّى| كأنْ لم يكن به وَجَعٌ، فأعطاه الراية.

فقال عليّ: يا رسول اللَّه، أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفُذ على رِسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعُهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه، فواللَّه لئن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمر النَّعَم.

___________________________________

صحيح البخاري 197/87:5.

وبالاسناد عن سَلَمة بن الأكوع رضى الله عنه، قال: كان عليّ عليه السلام تخلّف عن النبيّ صلى الله عليه و آله |في خيبر، وكان به رَمَد، فقال: أنا أتخلّف عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله| فخرج عليّ عليه السلام فلَحِق بالنبيّ صلى الله عليه و آله، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأُعطينّ الراية - أو ليأخُذن الراية - غداً رجلاً يُحبّه اللَّه ورسوله - أو قال: يُحبّ اللَّه ورسوله - يفتح اللَّه عليه، فاذا نحن بعليّ وما نرجوه، فقال:

___________________________________

في المصدر: فقالوا. هذا عليّ، فأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ففتح اللَّه عليه.

___________________________________

صحيح البخاري 178/133:4.

1255/الحادي عشر: من الجزء الخامس من "صحيح البخاري" أيضاً، في رابع كُرّاس من أوّله، بالاسناد عن سَلَمة، قال: كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام تخلّف عن النبيّ صلى الله عليه و آله في خيبر، وكان أرمد، فقال: |أنا| أتخلّف عن النبيّ صلى الله عليه و آله! فلَحِق به، فلمّا بتنا الليلة التي فُتِحت قال: لأُعطينّ الراية غداً رجلاً - أو ليأخذنّ الراية |غداً| رجلٌ - يُحِبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه عليه، فنحن نرجوها، فقيل: هذا عليّ، فأعطاه ففتح اللَّه عليه.

___________________________________

صحيح البخاري 230/279:5.

1256/الثاني عشر: ومن "صحيح البخاري"، بالاسناد عن سهل بن سعد: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لأُعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه، يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. قال: فبات النّاس يَدُوكون ليلتهم، أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح النّاس غَدَوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كلّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأُتي به، فبصق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عينيه، ودعا له فبرى ء حتّى |كأن| لم يكن به وَجَعٌ، فأعطاه الراية.

فقال عليّ: يا رسول اللَّه، أُقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا. فقال صلى الله عليه و آله: انفُذ على رِسْلك حتّى تنزِل بساحتهم، ثمّ ادعُهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه، فواللَّه لئن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمر النَّعَم.

___________________________________

صحيح البخاري 231/279:5.

1257/الثالث عشر: من "صحيح مسلم" من الجزء الرابع، في نصف الكُرّاسة الأوّلة منه باسناده عن عمر بن الخطاب

___________________________________

الحديث في صحيح مسلم: عن إياس بن سلمة، عن أبيه. بعد قتل عامر، قال: أرسلني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى عليّ عليه السلام وهو أرمد، فقال: لأُعطينّ الراية رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه

___________________________________

في المصدر: أو يحبّه. اللَّه ورسوله. قال: فأتيت عليّاً، فجئتُ به أقوده وهو أرمد حتّى أتيت |به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فبصق في عينيه فبرى ء، وأعطاه الراية، وخرج مرحب، فقال:

قد عَلِمت خيبر أ نّي مرحبُ++

شاكي السلاح بطلٌ مجرّبُ

إذا الحروب أقبلت تلهّبُ++

فقال عليّ عليه السلام:

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرَهْ++

كليثِ غاباتٍ كريه المَنْظَرَهْ

أوفيهم بالصاعِ كيلَ السَّندرَهْ

___________________________________

أي أقتل الأعداء قتلاً واسعاً ذريعاً، والسَّنْدرة: مِكيالٌ واسع. وقيل: هي العَجَلة، أي أقتلهم عاجلاً، وقيل: مأخوذ من السَّندرة، وهي شجرة الصنوبر يعمل منها النَّبل والقِسيّ.++

قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثمّ كان الفتح على يديه.

___________________________________

صحيح مسلم 132/1441:3.

1258/الرابع عشر: من "صحيح مسلم" في آخر كُرّاس من الجزء الرابع منه، بالاسناد عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لأُعطينّ الراية رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلّا يومئذٍ. قال: فتساورت

___________________________________

تساور للشي ء: نصب له شخصه وتطاول له. لها رجاء أن أُدعى لها. قال: فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها. وقال: امشِ ولا تلتفت حتّى يفتح اللَّه عليك.

قال: فسار عليّ شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول اللَّه، على ماذا أُقاتل النّاس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللَّه.

___________________________________

صحيح مسلم 33/1871:4.

1259/الخامس عشر: ومن "صحيح مسلم" بإسناده عن سهل بن سعد: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال يوم خيبر: لأُعطينّ هذه الراية رجلاً يفتح اللَّه على يديه، يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. قال: فبات النّاس يَدُوكون ليلتهم أيّهم يُعطاها.

قال: فلمّا أصبح النّاس غَدَوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كلّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه، فأُتي به، فبصق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عينيه، ودعا له فبرى ء حتّى كأنْ لم يكن به وَجَعٌ، فأعطاه الراية.

فقال عليّ: يا رسول اللَّه، أُقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفُذ على رِسلك حتّى تنزِل بساحتهم، ثمّ ادعُهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه |فيه|، فواللَّه لئن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمرالنَّعَم.

___________________________________

صحيح مسلم 34/1872:4.

1260/السادس عشر: ومن "صحيح مسلم" بإسناده عن سَلَمة بن الأكوع، قال: كان عليّ قد تخلّف عن النبيّ صلى الله عليه و آله في خيبر، وكان رَمِداً، فقال: أنا أتخلّف عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله! فخرج عليّ فلَحِق بالنبيّ صلى الله عليه و آله، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها اللَّه في صباحها، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأُعطينّ الراية - أو ليأخُذن الراية - غداً رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله - أو قال: يحبّه اللَّه ورسوله - يفتح اللَّه عليه، فجي ء بعليّ

___________________________________

في المصدر: فاذا نحن بعليّ. وما نرجوه، فقال:

___________________________________

في المصدر: فقالوا. هذا عليّ، فأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الراية، ففتح اللَّه عليه.

___________________________________

صحيح مسلم 35/1872:4.

1261/السابع عشر: من "تفسير الثعلبي" في تفسير قوله تعالى: 'وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً'

___________________________________

الفتح 20:48. وذلك في فتح خيبر، بالاسناد قال: حاصر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أهل خيبر حتّى أصابتنا مَخْمَصة

___________________________________

المَخْمَصةُ: المجاعة. شديدة، وإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطى اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض معه من الناس، فلَقُوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، ورجعوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يجبّنه أصحابه ويجبّنهم، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد أخذته الشَّقيقة

___________________________________

الشقيقة: نوع من الصداع يعرض في مقدم الرأس وإلى أحد جانبيه. فلم يخرُج إلى النّاس، فاخذ أبو بكر راية رسول اللَّه ثمّ نهض يقاتل، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل، ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: أما واللَّه لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله، يأخذها عَنْوةً، وليس ثَمّ عليّ عليه السلام.

فلمّا كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش، كلّ واحدٍ منهم يروم

___________________________________

في المصدر: قريش، رَجاء كُلِّ واحدٍ منهم. أن يكون صاحب ذلك، فأرسل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ابن الأكوع إلى عليّ صلوات اللَّه عليه فدعاه فجاءه على بعيرٍ له، حتّى أناخ قريباً من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو أرمد العين، قد عصب عينيه بشقّة بُردٍ قَطَريّ.

قال سَلَمة |بن الأكوع|: فجئتُ به أقوده إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مالك؟ قال: رمدت. فقال صلى الله عليه و آله: ادنُ منّي فدنا منه، فتفل في عينيه، فما شكا وجعهما بعدُ حتّى مضى لسبيله، ثمّ أعطاه الراية، فنهض بالراية وعليه حُلّة أُرجوان حمراء، قد أخرج كُمّيها، فأتى مدينة خيبر، فخرج مرحب صاحب الحِصن، وعليه مِغْفَر مُعَصْفَر وحَجَر قد ثَقَبهُ مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول:

قد عَلِمت خيبر أنّي مرحبُ++

شاكي السلاح بطلٌ مجرّبُ

أطعن أحياناً وَحيناً أضرِب++

إذا الحروب أقبلت تلهّبُ

كان حماى كالحما لا يُقْرَبُ++

فبرز إليه عليّ صلوات اللَّه وسلامه عليه فقال:

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدره++

كليث غاباتٍ شديد القسوره

أكتالُكم بالسيفِ كيلَ السَّنْدره++

فاختلفا ضربتين، فبدره علي عليه السلام بضربةٍ، فَقدّ الحَجَر والمِغْفَر، وفلق رأسه حتّى أخذ السيف في الأضراس، وأخذ المدينة، وكان الفتح على يديه.

___________________________________

العمدة: 230/150 عن تفسير الثعلبي.

1262/الثامن عشر: من "مناقب الفقيه ابن المغازلي" باسناده عن إياس ابن سَلَمة، عن أبيه، قال: خرجنا إلى خيبر، وكان عامر يرتجز، وذكر حديث عامر، وقال بعد |ذكر| قتل عامر: ثمّ أرسلني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى عليّ بن أبي طالب، فأتيته وهو أرمد العين، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: لأُعطينّ الراية اليوم رجلاً يُحِبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. فجئت به أقوده وهو أرمد العين حتّى أتيتُ به النبيّ صلى الله عليه و آله، فبصق في عينيه فبرى ء، ثمّ أعطاه الراية، وخرج مرحب، فقال:

قد عَلِمت خيبرُ أ نّي مرحبُ++

شاكي السلاح بطلٌ مجرّبُ

إذا الحروب أقبلت تلهّبُ++

فقال عليّ عليه السلام:

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدره++

كليث غاباتٍ كريه المنظره

أو فيكمُ بالصاع كيل السَّندره

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 213/176.++

1263/التاسع عشر: ابن المغازلي الشافعي في "مناقبه" بإسناده عن أُمّ موسى، قالت: سمعتُ عليّاً عليه السلام يقول: ما رَمِدتُ ولا صدعتُ منذ مسح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وجهي، وتفل في عيني يوم خيبر، وأعطاني الراية.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 214/179.

1264/العشرون: ابن المغازلي في "مناقبه" بإسناده عن عمران بن حُصين، قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عمر |إلى| أهل خيبر فرجع فقال صلى الله عليه و آله: لأُعطين الراية غداً رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله |ويُحبّه اللَّه ورسوله|، ليس بفرّار، ولا يرجِع حتّى يفتح اللَّه عليه.

___________________________________

في المصدر: يفتح اللَّه على يديه. قال: فدعا عليّاً عليه السلام فأعطاه الراية، فسار بها، ففتح اللَّه عليه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 215/180.

1265/الحادي والعشرون: ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن عمران بن الحُصين، قال: قال رسول صلى الله عليه و آله: لأُعطينّ الراية رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. فأعطاها عليّاً، ففتح اللَّه عزّ وجلّ خيبر.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 216/181.

1266/الثاني والعشرون: ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبا بكر إلى خيبر، فلم يفتح عليه، ثمّ بعث عمر فلم يفتح عليه، فقال: لأُعطينّ الراية رجلاً كرّاراً غير فرّار، يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. فدعا عليّ بن أبي طالب وهو أرمد العين، فتفل في عينه، ففتح عينه وكأنّه لم يَرْمَد قطّ، ثمّ قال صلى الله عليه و آله: خُذ هذه الراية، فامضِ بها حتّى يفتح اللَّه عليك.

فخرج يُهروِل وأنا خلف أثره حتّى رَكَز رايته في رَضْمٍ

___________________________________

الرَّضْم: الحجارة البيض، والصخور العظام بعضها على بعض. تحت الحصن، فأطلع رجلٌ يهوديّ من رأس الحصن، وقال: من أنت؟ قال: عليّ بن أبي طالب، فالتفت إلى أصحابه وقال: غُلِبتم والذي أنزل التوراة على موسى. قال: فواللَّه ما رجع حتّى فتح اللَّه عليه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 217/181.

1267/الثالث والعشرون: ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن إياس بن سَلَمة، قال: أخبرني أبي، قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أرسلني إلى عليّ عليه السلام، وقال: لأُعطينّ الراية اليوم رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله. فأتيت بعليّ

___________________________________

في المصدر: قال: فجئت به. أقوده أرمد، فبصق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عينيه، ثمّ أعطاه الراية، فخرج مرحب

___________________________________

في المصدر: ومرحب. يخطِر بسيفه، فقال:

قد عَلِمت خيبرُ أنّي مرحبُ++

شاكي السلاح بطلٌ مجرّبُ

إذا الحروب

___________________________________

في المصدر: إذا اللّيوثُ. أقبلت تلهّبُ++

فقال علي عليه السلام:

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرَهْ++

كليثِ غاباتٍ كريه المنظرَهْ

أكيلكم بالسيف كَيل السَّنْدرَهْ++

ففلق رأس مرحب |بالسيف|

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 218/182.

1268/الرابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن مُصْعَب بن سعد، عن أبيه، قال: سَمِعتُ النبيّ صلى الله عليه و آله يقول: لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يُحِبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله، كرّار غير فرّار، يفتح اللَّه عليه.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 219/183.

1269/الخامس والعشرون: ابن المغازلي، بإسناده عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حيث كان أرسل عمر بن الخطّاب إلى خيبر هو ومن معه، فرجعوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله،فبات تلك الليلة وبه من الغمّ غير قليل، فلمّا أصبح خرج إلى النّاس ومعه الراية، فقال: لأُعطينّ الراية اليوم رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله، غير فرّارٍ. فتعرّض

___________________________________

في المصدر: فعرض. لها جميع المهاجرين والأنصار، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أين عليّ؟

___________________________________

زاد في المصدر: حيث فقده. فقالوا: يا رسول اللَّه، هو أرمد. فأرسل إليه أبا ذرّ وسلمان، فجاءه وهو يُقاد لا يقدِر على أن يفتح عينيه، ثمّ قال: اللهمّ أذهب عنه الرَّمد والحرّ والبرد، وانصرُه على عدوّه، وافتح عليه، فانّه عبدك ويُحبّك ويُحبّ رسولك، غير فرّار. ثمّ دفع الراية إليه.

واستاذنه حسّان بن ثابت في أن يقول فيه شعراً، فقال له: قُل، فأنشأ يقول:

وكان عليّ أرمد العين يبتغي++

دواءً فلمّا لم يحسّ مداويا

شفاهُ رسول اللَّه منه بتفلةٍ++

فبُورك مرقيّاً وبُورك راقيا

وقال سأُعطي الراية اليوم صارماً++

كَمِيّاً مُحبّاً للرسول مواليا

يُحبّ إلهي والإله يُحبّه++

به يفتح اللَّه الحصون الأوابيا

___________________________________

أي المنيعة.

فأصفى بها دون البريّة كلّها++

عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 220/184.

1270/السادس والعشرون: ابن المغازلي بإسناده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يُحِبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، فاستشرف لها أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 221/186.

1271/السابع والعشرون: ابن المغازلي بإسناده عن عبداللَّه بن بُريدة، عن أبيه: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نزل بحضرة أهل خيبر، وقال: لأُعطينّ اللواء رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله ويُحبّه اللَّه ورسوله. فلمّا كان الغد صادف أبا بكر |وعمر|، فدعا عليّاً وهو أرمد العين، |فَتَفَل في عينه| وأعطاه اللواء.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 222/187. وذكر مرحب وبروزه |إلى عليّ عليه السلام وضربته وقتله مثل الخبر المتقدّم.

1272/الثامن والعشرون: ابن المغازلي بإسناده عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: سَمِعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول يوم خيبر: لأُعطينّ الراية |غداً| رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله ويُحبّه اللَّه ورسوله...

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 223/188. إلى تمام الحديث بمثل المتقدّم سواء.

1273/التاسع والعشرون: ابن المغازلي، بإسناده عن عبداللَّه بن بُريدة، عن أبيه، قال: لمّا كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر، فلمّا كان الغد أخذه عمر، فقُتِل محمود بن سَلمة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأدفعن الراية إلى رجُلٍ لا يرجع حتّى يفتح اللَّه عليه، فصلّى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الغَداة، ثمّ دعا باللواء، فدعا عليّاً عليه السلام وهو يشتكي عينه فمسحها، ثمّ دفع إليه اللواء، فافتتح له، وقتل مرحباً.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 224/188.

1274/الثلاثون: ومن "الجمع بين الصحاح الستّة" لأبي الحسن رَزين، من الجزء الثالث، في ذكر غزوة خيبر، من "صحيح الترمذي" بالإسناد عن سَلَمة، قال: أرسلني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى عليّ عليه السلام وهو أرمد، فقال: لأُعطينّ الراية رجلاً يُحِبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. قال: فأتيت عليّاً عليه السلام فجئتُ به أقوده حتّى أتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فبصق في عينيه |فبرى ء|، وأعطاه الراية، فخرج مرحب فقال:

قد عَلِمت خيبر أنّي مرحبُ++

شاكي السلاح بطلٌ مجرّبُ

إذا

___________________________________

في المصدر: إذ. الحروبُ أقبلت تلهّبُ++

|أطعن أحياناً وَحيناً أضرِبُ|

فقال عليّ عليه السلام:

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرَهْ++

كليث غاباتٍ كريه المَنْظَرَهْ

أُو فيهم بالصاعِ كيلَ السَّندرَهْ++

قال: فضرب رأس مرحب فقتله، وكان الفتح على يديه.

___________________________________

العمدة: 243/156 عن الجمع بين الصحاح الستّة.

1275/الحادي والثلاثون: ومن "الجمع بين الصحاح الستّة" بإسناده عن سهل بن سعد، عن أبيه، قال: كان عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه تخلّف عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في غزوة خيبر، فلَحِق، فلمّا بتنا الليلة التي فُتِحت في صبيحتها قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه،يُحِبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله.

قال: فبات النّاس يَدُوكون ليلتهم، أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح النّاس غَدَوا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كُلّهم يرجو أن يُعطاها. فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول اللَّه، هو يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأُتي به، فبصق في عينيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فبرى ء، حتّى كأنْ لم يَكُن به وَجعٌ، فأعطاه الراية.

فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه، أُقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ قال: انفُذ على رِسْلك حتّى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعُهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه تعالى فيه، فواللَّه لئن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمر النَّعَم.

___________________________________

العمدة: 244/157 عن الجمع بين الصحاح الستّة، صحيح البخاري 231/279:5.

1276/الثاني والثلاثون: من "مسند أحمد بن حنبل" رواه عبداللَّه بن أحمد بن حنبل بإسناده عن |سُهيل بن| أبي صالح، عن أبيه: أنّ عمر بن الخطّاب قال: لقد أُوتي عليّ بن أبي طالب عليه السلام ثلاثاً لأن أكون أُوتيتها أحبّ إليّ من إعطاء حُمْر النَّعَم: جوار رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المسجد، والراية يوم خيبر، والثالثة نسيتها.

___________________________________

فضائل الصحابة 1123/659:2.

1277/الثالث والثلاثون: عبداللَّه بن أحمد بن حنبل بإسناده عن ابن عمر - في حديث - قال: لقد أُوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدةٌ منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النَّعَم: زوّجه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ابنته وولدت له، وسَدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.

___________________________________

مسند أحمد 26:2.

1278/الرابع والثلاثون: "مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي" بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص، قال: كانت لعليّ عليه السلام مناقب لم تكن لأحدٍ: كان يبيت في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسدّ الأبواب إلّا باب عليّ.

___________________________________

مناقب ابن المغازلي: 304/255.

1279/الخامس والثلاثون: من "صحيح مسلم" من الجزء الرابع في ثالث كُرّاس من أوّله، في باب فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام بإسناده عن عامر بن سعد ابن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما يمنعك أن تَسُبّ أبا تُراب؟ قال: أما |ما| ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلن أسُبّه، لأن تكون لي واحدةٌ أحبّ إليّ من حُمر النَّعَم:

سَمِعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول له حين خلفّه في بعض مغازيه، فقال له عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه، خلّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أما ترضى |أن تكون| منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي.

وسَمِعتُه يقول يوم خيبر: لأُعطينّ الراية رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، ويُحبّه اللَّه ورسوله. قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي عليّاً، فأتى |به| أرمد العين، فبصق في عينيه،

___________________________________

في المصدر: عينه. ودفع الراية إليه، ففتح اللَّه على يديه.

___________________________________

في المصدر: اللَّه عليه.

ولمّا نزلت هذه الآية: 'فَقُل تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ'

___________________________________

آل عمران 61:3. دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

___________________________________

صحيح مسلم 32/1871:4.

1280/السادس والثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحَمُّوئي، من أعيان علماء العامّة بإسناده عن جابر بن عبداللَّه، قال: لمّا كان يوم خيبر بعث رسول صلى الله عليه و آله رجلاً فجَبُن، فجاء محمّد بن مَسلَمة وقال: يا رسول اللَّه، لم أرَ كاليوم قطّ، قُتِل محمود بن مَسلَمة. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لا تَمَنّوا لقاء العدوّ، واسألوا اللَّه العافية، فانّكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهمّ أنت ربّنا وربّهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، وإنّما تقتلهم أنت؛ ثمّ الزموا الأرض جلوساً، فاذا غشوكم فانهضوا وكبّروا.

ثمّ قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لأبعثنّ غداً رجلاً يُحبّ اللَّه ورسوله، لايُولي الدُّبر. فلمّا كان الغد بعث عليّاً عليه السلام وهو أرمد، شديد الرمد،فقال: سِر. فقال: يا رسول اللَّه، ما أُبْصِر موقع قدمي، فتفل في عينيه، وعقد له اللواء، ودفع إليه الراية، فقال: على ماذا أُقاتلهم يا رسول اللَّه؟ فقال: على أن يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسول اللَّه، فاذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللَّه عزّ وجلّ.

___________________________________

فرائد السمطين 200/259:1.

/ 76