اما فصل الخطاب
فقوله تعالى: ''و اتيناه الحكمة و فصل الخطاب'' |20: ص: 38|.
ذُكر عن أبي موسى |سليمان بن محمّد بن أحمد النحوي الكوفي| الحامض |أنّه| قال: فصل الخطاب |هو| الحكم بين الخصمين.
و قيل: معناه: إصابة الحجّة. و قيل: معناه |هي كلمتا| ''أمّا بعد'' تفصل كلاماً بين كلامين؟
و قيل: |معنى فصل الخطاب هو قول:| ''البيّنة على المدّعي واليمين على المدّعى عليه''.
[
و هذا الحديث قطعيّ الصدور؛ معمول به بين الفقهاء؛ و قد استدلّوا به في كثير من مباحث القضاء والشهادات.]
و قيل: |معنى فصل الخطاب| هو أن يفصل القضاء بين المتخاصمين.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه أوتي من فصل الخطاب |أسّه و أساسه| كما ذكرناه في معنى قوله عليه السلام: ''أنا مدينة العلم و عليّ بابها'' و في فصل قضائه |عليه السلام|.
[
و انظر الحديث: "62" و ما بعده في عنوان: "و أمّا العلم والحكمة" والحديث: "72" و ما بعده في عنوان: "و أمّا علم القضاء" من ج 1؛ ص 148؛ و ما يليها؛ و ص 164؛ و ما بعدها؛ من ط 1.]
ذكر مشابه سليمان
وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان اللَّه عليه و بين سليمان بن داود |عليهماالسلام| بثمانية أشياء:
أوّلها: بالفتنة والإبتلاء في نفسه.
والثاني: بتسليط الجسد على كرسيّه.
والثالث: بتلقين اللَّه "476" تعالى إيّاه في صغره ما استحقّ به الخلافة.
والرابع: بردّ الشمس لأجله بعد المغيب.
والخامس: بتسخير الهواء والريح له.
والسادس: بتسخير الجنّ له.
والسابع: بعلم الحُكْل و كلام الجوامد.
[
ذكر الزبيدي في مادّة: "حكل" من تاج العروس- و أوردنا لفظه مزجاً بكلام القاموس- ما نصّه:
الحُكْل- بالضمّ- من الحيوان: ما لا يسمع صوته كالذرّ والنل. و قيل: هو العجم من الطيور والبهائم.
و قال الليث: "الحكل" في رجز رؤبة: اسم لسليمان عليه الصلاة والسلام؛ وهو قوله:
لو أنّني أوتيت علم الحُكْل
علم سليمان كلام النمل
ما ردّ أروى أبداً عن عذل
علمت منه مستسرّ الدخل
ما ردّ أروى أبداً عن عذل
ما ردّ أروى أبداً عن عذل
والثامن: بالمغفرة و رفع الحساب عنه.