عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی - جلد 2

احمد بن محمد عاصمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




اما الصلابة والشدّة



ف|يدلّ عليها| قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: 'و ألقى الألواح و أخذ برأس أخيه يجرّه إليه' |150: الأعراف: 7| فلم يتمالك |موسى| نفسه في ذات اللَّه سبحانه أن أخذ أخاه حين رأى القوم قد رجعوا عن عبادة اللَّه سبحانه إلى عبادة العجل.


ثمّ مراجعته سبحانه في قومه حيث قال: 'ربّ لوشئت أهلكتهم من قبل و إيّاي أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا إن هي إلاّ فتنتك تضلّ بها من تشاء و تهدي من تشاء' |155: الأعراف: 7|.




308- ذكر أنّ موسى عليه السلام لمّا قال ذلك نزل عليه جبرئيل فقال له: إنّ الربّ يقرؤ عليك السلام و يقول لك "447": أحسبت يا كليم


[هذا هو الظاهر، و في أصلي: 'ياحكيم'.


و لم يتيسّر لي الوقوف على مصدر الحديث.] هي فتنتي أضلّ بها من أشاء و أهدي من أشاء.


فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، كان صلباً في دين اللَّه، شديداً على أعداء اللَّه، و لذلك قال عليه السلام: 'من أراد أن ينظر إلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي'.


و من ذلك قوله رضى الله عنه: 'واللَّه لو ارتدّت العرب عن حنيفيّة أحمد، لخضت إليها حياض المنون'. و قد ذكرناه في فصل الكتابة.


[تقدم في فروع التشابه بين علي و آدم عليهماالسلام في الأمر السادس من العلوم المحتاج إليها في ج 1 ص 190.]




اما المحاماة والدعوة



فقوله تعالى |حكايةً| عن فرعون: 'ألم نربّك فينا و ليداً و لبثت فينا من عمرك سنين- و فعلت فعلتك الّتي فعلت و أنت من الكافرين- قال فعلتها إذاً و أنا من الضالّين- ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حُكماً و جَعَلَني من المرسلين- و تلك نعمة تمنّها عليّ أن عَبَّدت بني إسرائيل' |18-22: الشعراء: 26| بتأويل 'و تلك نعمة' على وجه الإستفهام بمعنى الإنكار، و قد يحذف حرف الإستفهام، والمراد إثباته، إذا كان في موضع يعرف منه، و لايخفى حكمه، كما قال الشاعر:




  • إن كنت أريتيني بها كذباً
    أفرح أن أزر الكرام و أن
    أورث ودّاً استضاء بضائيلا؟



  • حرء فلاقيت مثلها عجلاً
    أورث ودّاً استضاء بضائيلا؟
    أورث ودّاً استضاء بضائيلا؟



يريد |الشاعر من قوله:| 'أفرح' أي |أ| لا أفرح، و معنى الاية على هذا التأويل: ليست هذه نعمة تعدّها عليّ، فإنّك استعبدت بني إسرائيل و هم أحرار، و استعباد الأحرار "451" ليس بنعمة!!!


ثمّ قال فرعون: 'و ما ربّ العالمين'؟ يريد: و من ربّ العالمين؟ فأجاب|-ه موسى عليه السلام| بأن قال: 'ربّ السماوات والأرض و مابينهما إن كنتم موقنين' |23-24: الشعراء: 26|، أراد |موسى عليه السلام أنّ| المستحقّ للإلهيّة والربوبيّة هو الّذي خلق السماوات والأرض و مابينهما و هو مالكهما لا أنت، فإنّك لم تخلق شيئاً من الأشياء، لا ذرّة و لا بعوضة، و لاتملك من البلاد سوى مصر و نواحيها، ألاترى أنّ موسى عليه السلام لمّا صار إلى مدين، قال له شعيب: 'لا تخف نجوت من القوم الظالمين' |25: القصص: 28|، فإنّه لايد لفرعون عليك، إذ خرجت من ولايته. |فقال موسى عليه السلام لفرعون:| كيف تدّعي الإلهيّة وأنت لم تملك أقطار الأرض و نواحيها؟!


ثمّ قال فرعون لمن حوله: 'ألا تستمعون لما يقول موسى'؟ فلم يتلكّأ موسى عليه السلام في الجواب والدعوة، و قال: 'ربّكم و ربّ ابائكم الأوّلين'، فعدّد




الاباء الأوّلين لأنّه أراد اباء الّذين لم يدركهم فرعون، و لم يكن في عصرهم، و كيف يكون ربّاً من كان مسبوقاً لا سابقاً، و أنّ اباءهم الأوّلين قد كانوا أقدم منه و من ولايته، فكيف لا يتأمّلون هذه الحجّة؟!!


و قد بيّنت وجوه الإحتجاج الّتي في هذا الفصل في كتاب 'المباني لنظم المعاني'. فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه "452" أكرمه اللَّه بالحجّة، فاحتجّ على قوم ممن خرج عليه فقطع حجّتهم و أبطل دعوتهم، منهم الحروريّة الخوارج، و أهل الشام، و طلحة |والزبير| و غيرهم.


ألا تراه كيف قال لطلحة يوم الجمل: 'ياطلحة أجئت بعِرس رسول الله صلى اللَّه عليه |واله وسلّم| تقاتل بها؟ و خبأت عرسك في البيت؟! أما بايعتني'؟! قال |طلحة|: بايعتك و على عنقي اللُّج.


[اللّج- بضمّ اللام-: السيف. قال ابن الأثير في مادّة "لجج" من كتاب النهاية؛ و في حديث طلحة؛ 'قدّموني و وضعوا اللُجَّ على قَفَيَّ' و هو- بالضمّ-: السيف بلغة طيّ ء. و قيل: هو اسم سمّي به السيف؛ كما قالوا: الصمصامة.]


و قال |عليه السلام| للزبير: 'أتطلب منّي دم عثمان و أنت تقتله؟ يسلّط اللَّه على أشدّنا اليوم عليه ما يكره'.


[لا يحضرني مصدر للحديث.]


309- و روى إبراهيم بن أبي صالح، عن عارم بن الفضل أبوالنعمان قال: حدثنا ثابت بن يزيد قال: حدثنا هلال بن خباب:


[لعلّ هذا هو الصواب؛ و في أصلي المخطوط: "و روى إبراهيم بن أبي صالح؛ عن عارض بن الفضل؟ قال: أخبرنا النعمان؛ قال: حدّثنا ثابت بن يزيد؛ قال: حدّثنا هلال بن خبّاب...


والحديث رواه ابن عساكر في ترجمة الزبير من تاريخ دمشق من النسخة الأردنيّة: ج 6 ص 386- و في مختصر ابن منظور: ج 9 ص 25 ط 1؛ و في تهذيب بدران: ج 5 ص 364- قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن المسلم الفقيه؛ أنبأنا أبوالعبّاس أحمد بن منصور؛ أنبأنا أبومحمّد عبدالرحمان بن عثمان بن القاسم؛ أنبأنا محمّد؛ أنبأنا أبوعليّ أنبأنا أحمد بن عليّ القاضي أنبأنا أبوالربيع الزهري؟ أنبأنا أبوشهاب الخيّاط؛ عن هلال بن خبّاب؛ عن عكرمة؛ عن ابن عبّاس....]




عن عكرمة |قال|: إنّ ابن عبّاس أتى الزبير، فقال |له|: 'يابن صفيّة بنت عبدالمطّلب جئت لتقاتل نسبك عليّ بن أبي طالب'؟ قال: فراح |الزبير عن المعركة| فلقيه ابن جرموز فقتله.


ثمّ إنّ اللَّه سبحانه بشّره على لسان رسوله عليه السلام بالمغفرة "453" و الرضوان، |كما يدلّ عليه| قوله صلى الله عليه و سلم: 'إنّ اللَّه تعالى باهى بكم في هذا اليوم فغفر لكم عامّة و غفر لعليّ خاصّة' كما نذكره في مشابه رسول اللَّه عليه السلام إن شاء اللَّه عزّوجلّ.


[والحديث سيذكره المصنّف في الأمر السادس في عنوان: 'و أمّا العفو والمغفرة' من جهات التشابه بين النبيّ و عليّ صلوات اللَّه عليهما من مخطوطي ص 602.]




/ 60