عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی - جلد 2

احمد بن محمد عاصمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




اما الإبتلاء



فإنّه عليه السلام ابتلي في نفسه بالولد الناقص الّذي رزقه اللَّه تعالى بعد حرصه على أن يكون له ابن يرثه و يقوم مقامه.


و كذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه بعد حرصه على أن يقوم بالأمر الّذي هو أهله فابتلى ببلايا، كما قال رضى الله عنه: 'بُليت بأربع: بأجدل النّاس طلحة بن عبيداللَّه، و بأشجع النّاس الزبير بن العوّام، و بأنضّ النّاس يعلى بن منية


[هذا هو الصواب المذكور في الباب: "53" من كتاب جواهر المطالب: ج 2 ص 22 ط 1؛ و في مخطوطة منه الورق 73 أ والنضّ والناضّ: المال المال الكثير. الدينار والدرهم. و انظر ما علّقناه على جواهر المطالب.


و مثله معنىً رواه البلاذرى قبيل الحديث: "300" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الاشراف: ج 2 ص 237 ط 1؛ و في ط 2 ص 146.


و أيضاً مثله معنىً رواه أبوالفرج في ترجمة يعلى بن منية من كتاب الاغاني: ج 12؛ ص 235 ط بيروت؛ و فى ط الساسي: 11؛ ص 119.


و في أصلي المخطوط من كتاب زين الفتى: "و بأيقن الناس يعلى بن منية...".


والحديث سيذكره المصنّف على وجه آخر برقم 345 في آخر عنوان 'و أمّا الصبر على الشدائد'- و هي ا لجهة الرابعة من جهات التشابه بين أيّوب النبي و علي عليهماالسلام- في هذا المجلد ص 84.


و أيضاً الحديث رواه البلاذري في ترجمة طلحة بن عبيد اللَّه من أنساب الاشراف؛ كما رواه أيضاً في ترجمة يعلى بن منية.


و قريباً منه رواه أيضاً محمّد بن العبّاس اليزيدي برقم: "55" من أماليه ص 96 أو 114.] و بأطوع النّاس في النّاس عائشة'.




اما تسليط الجسد على كرسيّه



فقوله تعالى: 'ولقد فتنّا سليمان و ألقينا على كرسيّه جسداً ثمّ أناب' |34: ص: 38|.


و ذكر في تأويل الاية قولان: أحدهما: ذكر أنّ ملك الموت صلوات اللَّه عليه دخل على سليمان بن داود عليه السلام و عنده ابن له، فأخذ ملك الموت |يحدّ| النظر إلى ذلك الإبن، فلمّا خرج ملك الموت من عنده قال له ابنه: ياأبة مَن هذا الخارج |الان من عندك|؟ فإنّي كنت أهابه و أفرق منه "477".


فدعا سليمان بن داود عليه السلام الريح و قال لها: احملي ابني هذا و ارفعيه إلى السحاب و قولي له لتحفظ بابني إلى أن أستردّه منه.


فحملته الريح إليه و لم يلبث ملك الموت إلى أن رجع إلى سليمان و عزّاه فقال له سليمان: بمن تعزّيني؟ قال: بابنك. فقال: ابني على السحاب. قال: هناك قبضت روحه. قال: فكيف كان ذاك؟ قال: إنّ اللَّه تعالى أمرني أن أقبض روح إبنك على السحاب فأتيته فلم أجده هناك، فأتيتك لأنظر إليك و أنظر كيف حال الإبن، فوجدت ابنك جالساً عندك فنظرت إليه متعجّباً ثمّ رجعت إلى اللَّه تعالى أسأله عن ذلك فلمّا و افيت السحاب رأيت ابنك هناك فقبضت روحه ثَمَّ.


و ألقى جسده على كرسيّه ميّتاً


[كذا في أصلي؛ والظاهر أنّه قد سقط قبله ما يرتبط به؛ فليراجع مخطوطةً أخرى أينما وجدت.] فذلك قوله: 'و لقد فتنّا سليمان و ألقينا على كرسيّه جسداً ثمّ أناب' |34: ص: 38|.


فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، لمّا صار الأمر إليه كما كان الرسول عليه السلام دلّ عليه قام بالأمر أيّاماً يدعوا إليه أنصاراً و أقواماً، ثمّ تبغّت عليه طوائف من أهل




الخطأ والخطل، و مدّهم على ذلك أهل الزلل حتّى انفتقت سُدَد الفتن و تزاحمت عليه وجوه المحن، فقام بعده الشيطان المَريد الّذي قتل ابنه الحسين و نسي اثار أبيه في الإسلام، و |ما| ترك |أخذ ثار الكفّار الّذين حضروا محاربة النبي صلى الله عليه و آله| بدراً والحنين، و سبى أولادهم إلى الشام و اقتادهم على أقبح وجوه الملام!!!


[و ما ألصق بالمقام ما أفاده العلاّمة الطباطبائيّ في الفصل الثاني من منظومة السهم الثاقب حيث قال:





  • فآل أمرهم إلى يزيدا
    بقتل سبط سيّد الأنام
    وهتك أهل البيت بعده فقد
    وهتكه الدين القويم جهرة
    و مذ أراد الرجس هدم الكعبة
    قضى برغم الأنف منه نحبه



  • من حارب الكتاب والتوحيدا
    و آله و حزبه الكرام
    سباهمو من بلد إلى بلد
    بفعله الشنيع يوم الحرّة
    قضى برغم الأنف منه نحبه
    قضى برغم الأنف منه نحبه




و من أراد تفصيل ما جرى على ريحانة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله سلم و أهل بيته عليهم السلام فليراجع كتاب عبرات المصطفين.]


ثمّ لمّا قام |المرتضى| رضى الله عنه بالأمر تبغّت عليه الخوارج والشُراة و الحُسّاد والبُغاة، و اتّخذوا المنابر، و عسكروا العَساكر، كما قال الشاعر:





  • فتشعَّبوا شعباً فكلّ جزيرة
    فيها أميرالمؤمنين و منبر!!!



  • فيها أميرالمؤمنين و منبر!!!
    فيها أميرالمؤمنين و منبر!!!



فأشبهت حالة |المرتضى رضوان اللَّه عليه| حال جسد سليمان عليه السلام.


و إنّما سمّيت فسّاق الأمويّة والروانيّة والفاسق اللعين شياطينَ، |أخذاً| من قول اللَّه تعالى: 'و كذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدوّاً شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورواً' |112: الأنعام: 6|، و قوله تعالى: 'وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم' |14: البقرة: 2|.


و لقد استحقّوا بالأسماء الذميمة لما ارتكبوه من الفواحش العظيمة.


328- أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا أبوأحمد قال: حدثنا أبوبكر عبدالرحمان بن قريش السرخسي قال: حدثنا هارون بن عبدالرحمان




العكبري قال: حدثنا أبوجعفر محمّد بن الحسن قال: سسمعت منصور الخصيّ |أباأميّة و كان| خادماً لعمر بن عبدالعزيز قال:


قال لي عمر ليلةً: يامنصور ائتني برجاء بن حيوة. قال: فأتيته به فحدّثه عامّة الليل و قال فيما |كان| يحدّث |به|: إنّ عبدالملك بن مروان أمره في مرضه الّذي مات فيه "486": إذا أنتم دفنتموني فانزع اللبنة عند رأسي و انظر ماذا صنع بي.


قال: فأدخلته قبره و رفعت اللبنة الّتي أمرني |برفعها| فرأيته قد اسودّ وجهه و دُقّت يداه و أخرجت من صدره، فأعدت اللبنة و حمدت اللَّه على العافية.


فشهق عمر فخرّ مغشيّاً عليه حتّى ذهب هزيع من الليل ثمّ أفاق...


329- و أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن عليّ قال: حدثنا أبوبكر عبدالرحمان بن محمّد بن عبدالرحمان السرخسي قال: حدثنا أبوالحسن أحمد بن عبداللَّه بن أحمد بن المنهال قال: حدثنا الحسن بن محمّد الأشعر؟ قال: حدثنا أبوبكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمّد بن الحسن قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا المفضّل بن يونس قال:


بلغنا أنّ عمر بن عبدالعزيز قال لمسلمة |بن عبدالملك|: من دفن أباك؟ قال: مولاي فلان "487". قال: فمن دفن الوليد؟ قال: مولاي فلان. قال: أنا أحدّثك بما حدّثني به |مولاك، قال:| إنّه لمّا دفن أباك والوليد، فوضعهم في قبورهم و ذهب ليحلّ العِقد عنهم وجد وجوههم قد حوّلت في أقفيتهم!!! و انظر يامسلمة إذا أنا متّ و دفنتني فالتمس وجهي فانظر هل نزل بي مانزل بالقوم أم هل عوفيت من ذلك؟


قال مسلمة: فلمّا مات عمر |بن عبدالعزيز| و وضعته في قبره |رفعت عنه| بلبنة في وجهه فإذاً هو مكانه.


330- و حكي أنّ مروان بن الحكم تزوّج بأمّ خالد بن يزيد بن معاوية، فقال |له يوماً| و هو يريد أن يصغّر به- في شي ء جرى بينهما-: ياابن الرتبة |الإست|.




يريد إنّك أمير محبي.


[كذا في أصلي.]


فأتى خالد أمّه فأخبرها و قال |لها|: أنت صنعت بي هذا. قالت: دعه يابُنَيّ فإنّه لايقولها لك بعد اليوم.


و دخل |عليها| مروان بن الحكم فقال لها: هل أخبر لك خالد بما |ظ| جرى بيني و بينه؟ فقالت: يا أميرالمؤمنين، خالد أشدّ تعظيماً لك من أن يذكر لي شيئاً جرى بينك و بينه.


فلمّا أمسى |مروان| و اوى إلى فراشه وضعت مرفقةً على وجهه و قعدت عليها هي و جوارٍ لها حتّى مات!!


فأراد عبدالملك قتلها و بلغها أصح من ذلك؟ فقالت: أما إنّه أشدّ عليه؟ أن يخبر النّاس أنّ أباه قتلته امرأة، فكفّ عنها.


[والقصّة معروفة في كتب التواريخ؛ و لها شواهد في ترجمة خالد بن يزيد بن معاوية وعبدالملك بن مروان من تاريخ دمشق.]


|قال العاصمي:| لو لم يكن للمروانيّة إلّا توليتهم الحجّاج بن يوسف على رقاب النّاس "488" حتّى فسد و أفسد و أسفك و عند؟ |كفاهم خزياً و عاراً|، فضلاً عمّا كان من سائر فظائعهم و إلى اللَّه ترجع الأمور.


و أمّا قولنا: البُغاة ف|مأخوذ| من قول المرتضى: 'إخواننا بغوا علينا'


[صدور هذا الكلام عن أميرالمومنين عليه السلام غيرثابت، و كان ينبغي على المؤلّف أن يتمسّك لإثبات مدّعاه بقوله تعالى في الاية التاسعة من سورة الحجرات: 'و إن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفي ء إلى أمراللَّه'.


أو يتمسّك بقول النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم لعمّار بن ياسر:'ويح عمّار، تقتله الفئة الباغية'.]




والبغي في اللغة هو الطلب؛ فمنه الحديث: 'إنّ للَّه روّاداً في الأرض يرتادون فإذا أتوا على حلق الذكر قالوا: ياباغي الخير هلمّ، و ياباغي الشرّ انته'.


و هذا لفظ يدخل على الخير والشرّ؟ و يتبيّن ذلك بقرائنه.


[و على فرض صدق هذا الكلام- و كون لفظ: "البغي" مشتركاً بين الخير والشرّ؛ و احتياج تعيين كلّ واحد من المعنيين إلى القرينة المعيّنة- نقول: القرينة المعيّنة لإرادة الشرّ من كلمة: "البغي" موجودة هاهنا؛ و هي أمر اللَّه تبارك و تعالى بقتال الباغي إلى أن تفي ء إلى أمر اللَّه؛ و قتله إن لم يفى ء إلى أمر اللَّه؛ كما في الآية الكريمة المتقدّم الذكر.]


و تأوّل بعض أهل العلم بالحديث |قال:| إنّ معنى قوله: 'إخواننا بغوا علينا': أي هم إخواننا طلبوا إلينا عللاً.


و قال بعضهم: معناه: طلبوا فينا الحقّ على العموم و لم يتدبّروا وجه الخصوص و الأحقّ والأولى من قوله صلى اللَّه عليه: 'الأئمّة من قريش'. و قوله عليه السلام: 'إنّ هذا الأمر لهذا الحيّ من قريش'، فطلبوا حقّاً وضعه النبيّ صلى اللَّه عليه في العموم و لم يعلموا أنّ الناس إذا أجمعوا على رجل منهم مخصوص معيّن بطل حقّ الآخرين مادام هذا المتابع |المجمع عليه| على صحّته، فكيف والمرتضى رضوان اللَّه عليه قد أخبر الرسول عليه السلام بولايته، فوجب تقديمه في وقته و تفويض الأمر إليه في إمرته، مع ماجمع اللَّه سبحانه فيه من الخصال والأخلاق الّتي يتفوّق من فاز بواحدة منها على أقرانه، فكيف |و| هو رضى الله عنه |حاوٍ| بمجموعها! "489" و لو لم يكن وقوع هذه الشبهة لهم لحكمنا بتفسيقهم، و لكن الحدود يدرأ بالشبهات.


و قال بعضهم: البغي على وجهين: أحدهما يسقط العدالة، والاخر لايسقطها، و الأصل |في البغي| هو طلب ماليس له، و قد كان معاوية و أهل الشام و غيرهم |ممّن عارض المرتضى و نازعه| طلبوا ماليس لهم طلبه، لأنّ المرتضى رضوان اللَّه عليه كان هو الأفضل، و من السُنّة تقديم الأفضل على المفضول، فكانوا بُغاة على هذا الوجه.


و أمّا الوجه الّذي يسقط العدالة فلا


[الأقوال المتقدمّة كلّها من باب تقديم الهوى على البرهان؛ و استشهاد الثعلب بذنبه؛ لأنّ بعد تعيين رسول الله صلى اللَّه عليه و آله و سلم عليّاً للخلافة- كما هو مفاد كثير من الأحاديث التي رواها القوم- و لا سيّما بعد مبايعة أهل الحلّ والعقد لأميرالمؤمنين عليه السلام؛ فكل من خالفه كان عاصياً للرحمان و مطيعاً للشيطان؛ أمر اللَّه تعالى بقتاله كي يرجع إلى الحقّ؛ و بقتله إن لم يرجع؛ أفي حكم اللَّه و قوانين الإسلام جاء وجوب قتال العدول و قتلهم؟ أفبهذه الترّهات يرفع اليد عن محكمات الآيات والروايات؟!


ثمّ انّ موبقات معاوية التي كلّ واحدة منها تكفي للدلالة على نفاق معاوية كثيرة و أكثرها رواها أنصار معاوية والحفّاظ الأمويّة؛ و كشفوا الغطاء عن معاوية و كفره الباطني!!


و هل يشكّ أحد أنّ معاوية آذى عليّاً عليه السلام؛ و قد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: 'من آذى عليّاً فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللَّه'.


أما قال اللَّه تعالى في الآية: "57" من سورة الأحزاب: "إنّ الذين يؤذون اللَّه و رسوله لعنهم اللَّه في الدنيا والآخرة و أعدّ لهم عذاباً أليماً". فهل بعد ذلك ينطق بعض الضلال بملؤ فمه أنّ معاوية لم تسقط عدالته؟


و انظر ما أوردناه من كتب القوم في تفسير الآية الكريمة في تعليق الحديث: "775" من كتاب شواهد التنزيل: ج 2 ص 146 -142؛ ط 2.


أليس قد صحّ من طرق كثيرة صحيحة عن النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلم أنّه قال: 'لا يحبّ عليّاً إلاّ مؤمن؛ و لا يبغضه إلاّ منافق' و قد تقدّم الحديث عن مصادر كثيرة؛ فراجع ما رواه المؤلف في الحديث: "5"- و ما أوردناه في تعليقه من مصادر القوم- في هذا الكتاب: ج 1؛ ص 23-14.


يامعشر العقلاء فهل بعد ذلك يجوز لعاقل أن يحكم بإسلام معاوية؟ أم هل تعهدون تباغضاً مثل ما كان بين عليّ و معاوية؟


و إن شكّ أحد في شي ء فهل يشكّ في أنّ معاوية حارب عليّاً و قتل بينهما جماعة كثيرة من المسلمين أنهى بعضهم عدد المقتولين بينهما إلى سبعين ألفاً!! و قد صحّ من طريق القوم بأسانيد كثيرة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم قال: 'من حارب عليّاً فقد حاربني و من حاربني فقد حارب اللَّه' أو ما هو بمعناه.


و هل يشكّ أحد من المسلمين أنّ معاوية لعن عليّاً و أمر أن يلعنوه في جميع الأقطار الإسلامية؛ و بقيت هذه السنّة الإلحاديّة في طول سلطة بني أميّة- إلاّ في بعض أيّام عمر بن عبدالعزيز-


و قد روى القوم- كما في الحديث: "1358" و تعليقه من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 318 ط 2- عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم أنّه قال: 'من سبّ عليّاً فقد سبّني ومن سبّني فقد سب اللَّه'.


أليس من قول خرّيت فنّ الرجال يحيى بن معين أنّه قال: "و كلّ من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم |فهو| دجّال لا يكتب عنه؛ و عليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين" كما في ترجمة تليد بن سليمان من تهذيب التهذيب: ج 1 ص 509.] و ذلك لإجماع أهل النقل على الرواية




عن معاوية و توثيقه بذلك


[و ممّا تقدّم في التعليق المتقدّم آنفاً تبيّن أنّ توثيق معاوية- و من على نزعته و دأبه- مساوق لتوثيق الكفّار؛ لأنه منافق؛ و كلّ منافق كافر باطناً بضرورة من دين الإسلام؛ فعلى إسلام من يثق معاوية و يأخذ منه و يجعله واسطةً للوصول إلى الواقع الكُلام؛ و قل له كما أمر اللَّه تعالى للمؤمنين: "و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً".


و من أراد المزيد حول معاوية فعليه بما في كتاب النصائح الكافية؛ أو ما حقّقه العلاّمة الأميني قدّس اللَّه نفسه في عنوان: "المغالات في معاوية بن أبي سفيان" من كتابه القيّم الغدير: ج 10؛ ص 384-138 ط 2.] |و| عليه المسندان الصحيحان: جامع البخاري


[أمّا البخاري فلا اعتبار لتوثيقه لأنّه على نزعة أستاذه حريز الحمصي الذي كان لعن عليّ ورداً له؛ ذكر ابن حجر في ترجمة حريز عنه شعباً من النفاق- كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: ج 2 ص 238- إلى أن قال في آخر ترجمته:


قال غنجار: قيل ليحيى بن صالح |الوُحاظيّ|: لم لم تكتب عن حريز؟ فقال: كيف أكتب عن رجل صلّيت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتّى يلعن عليّاً سبعين مرّة!!


و قال ابن حبّان: كان يلعن عليّاً بالغداة سبعين مرّة؛ و بالعشيّ سبعين مرّة!! فقيل له في ذلك؟ فقال: هو القاطع رؤس آبائي و أجدادي. |ثمّ قال ابن حبّان:| و كان داعيةً إلى مذهبه؛ يتنكّب حديثه.


و أمّا مسلم فبما أنّه روى بسند صحيح- في باب: 'حبّ عليّ والأنصار من الإيمان' من صحيحه: ج 1؛ ص 40- قول النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلم في عليّ: 'لا يحبّك إلاّ مؤمن؛ و لا يبغضك الاّ منافق' فمع روايته هذا الحديث ما كان له أن يروي عن حريز و أمثاله و معاوية و أشكاله؛ و لكن من جهة تلمّذه عن تلاميذ حريز و أخذه عنهم سرى إليه داءهم لأنّ المجالسة والمصاحبة مؤثرة.


و كذلك الكلام بالنسبة إلى ابن ماجة والترمذيّ والنسائيّ و غيرهم ممّن رووا حديث: 'لا يحبّ عليّاً إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق'.


و كيف يمكن أن يجمع بين توثيق معاوية و حبّ عليّ و حبّهما و توثيقهما ضدّان لا يجتمعان؛ و ما جعل اللَّه لرجل من قلبين في جوفه كي يحبّ بأحدهما شخصاً و بالقلب الآخر ضدّه و بغيضه؛ والقلب الواحد لا يتمكّن من الجمع بين المتضّادين؛ و حبّ المتباغضين؛ و هذا الأمر فطريّ لجميع النفوس كما قال العتابيّ:





  • تودّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني
    صديقَك إنّ الرأي عنك لعازب!!



  • صديقَك إنّ الرأي عنك لعازب!!
    صديقَك إنّ الرأي عنك لعازب!!



و روى ابن عبد ربّه المتوفّى سنة: "328" في عنوان: 'أصناف الإخوان' في أواخر كتاب الياقوتة من العِقد الفريد-: ج 1؛ ص 337 من الطبعة الثانية بمصر؛ في سنة 1346؛ و في ط دار الكتب العلميّة ببيروت: ج 2 ص 227- قال:


و فد دحيم الكلبيّ على أميرالمؤمنين عليّ رضى اللَّه عنه؛ فما زال يذكر معاوية ويطريه في مجلسه! فقال |له| عليّ رضي اللَّه عنه:





  • صديق عدوّي داخل في عداوتي
    فلا تقربن منّي و أنت صديقه
    فإنّ الذي بين القلوب بعيد.]



  • و إنّي لمن ودّ الصديق ودود
    فإنّ الذي بين القلوب بعيد.]
    فإنّ الذي بين القلوب بعيد.]





و جامع مسلم، فلو كانت فيه تهمة لهم أو سقوط عدالة لما رويا عنه مع ماقد عرف من شرطهم في الرواية، هذا أصل جامع و برهان قامع.


[و بالدقّة في التعليقات المتقدّمة آنفاً ينكشف للقارى ء الكريم ببرهان قاطع و أصل جامع أنّ أكثر حفّاظ القوم إنّما هم حفّاظ سنّة معاوية؛ و ضيّاع سنّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم؛ حيث يوثّقون من حكم الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم بكفره الباطني و هو النفاق: في قوله المقطوع الصدور عنه صلى اللَّه عليه و آله و سلم: 'لا يحبّ عليّاً إلاّ مؤمن؛ و لا يبغضه إلاّ منافق'.]




/ 60