فاما سيّد العرب
504- فقد أخبرنا به أبوأحمد [الظاهر أنّ هذا هو الصواب؛ و لفظ أصلي غير جليّ هكذا: "فقد أخبرنه أبوأحمد؟...".
والرجل هو أبوأحمد الدهقان حمزة بن محمّد بن العبّاس بن الفضل، المتوفّى عام "347" كما ذكره الخطيب- مع توثيقه- في تاريخ بغداد: ج 8 ص 183.] حمزة بن العبّاس الكاتب ببغداد سنة أربع و أربعين و ثلاث مائة؟ قال: حدّثنا أبويحيى عبدالكريم بن الهيثم الديرعا قولي قال: حدّثنا يحيى بن عبدالحميد الحمّاني قال: حدّثنا أبوعوانة عن أبي بشر؛ عن سعيد بن جبير؛ عن عائشة قالت:
كنت عند النبيّ صلى اللَّه عليه؛ إذ أقبل عليّ كرّم اللَّه وجهه فقال: 'يا عائشة هذا سيّد العرب'. [و قريباً منه رواه الحاكم بأسانيد في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب فضائل الصحابة: ج 3 ص 124.
و رواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: "787" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 262-261 ط 2.
و روى الطبراني في الحديث: "1491" من المعجم الأوسط: ج 2 ص 279 ط 1؛ قال:
حدّثنا أحمد؛ قال: حدّثنا عبيداللَّه بن يوسف الجبيري قال: حدّثنا عمربن عبد العزيز الدارع؛ قال: حدّثنا خاقان بن عبداللَّه بن أهتم؛ قال: حدّثنا حميد الطويل:
عن أنس بن مالك؛ أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم قال: من سيّد العرب؟ قالوا: أنت يا رسول اللَّه. فقال: أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب.]
اما سيّد البررة و قاتل الفجرة
فإنّهما يجمعهما حديث واحد:
505- حدّث عليّ بن حجر؛ عن شريك؛ عن أبي إسحاق "676" عن الحارث الأعور؛ قال: رأيت عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه يوم الجمل واقفاً على زيد بن صوحان العبدي و هو مشحّط بدمه؟ فقال |له| عليّ: السلام عليك يازيد بن |صوحان| واللَّه لقد كنت حسن المعونة؛ خفيف المؤنة.
فرفع زيد رأسه و هو يقول: و عليك السلام يا أميرالمؤمنين و رحمة اللَّه؛ يا أميرالمؤمنين و اللَّه ما قاتلت معك حين قاتلت معك بجهالة إلاّ أنّي سمعت من سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه؟ يقول: عليّ سيّد البررة و قاتل الفجرة؛ منصور من نصره؛ و مخذول من خذله؛ الشاكّ في عليّ كافر باللَّه العظيم.
|قال العاصمي| قلت: أراد صلى اللَّه عليه ب|قوله: "قاتل| الفجرة" الخوارج والحرورية؟ والذي يؤيّده ما:
506- أخبرنيه شيخي محمّد بن أحمد؛ قال: أخبرنا أبوسعيد؛ عن عليّ بن معاوية؛ قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة؛ قال: حدّثني يحيى بن قزعة؛ قال: حدّثنا عمر بن أبي عائشة المدني قال: سمعت ابن مسمار من آل سعد بن أبي وقّاص يذكر عن عامر بن سعد [والحديث رواه ابن أبي عاصم في الحديث: "1329" من كتاب السنّة؛ ص 585 ط 1 قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة، حدّثنا يحيى بن قزعة بمكّة، حدّثنا عمر بن أبي عائشة المديني قال: سمعت ابن مسمار مولى آل سعد بن أبي وقّاص يذكر عن عامر بن سعد، أنّ عمّار بن ياسر قال لسعد بن أبي وقّاص: مالك لاتخرج فتقاتل مع علي بن أبي طالب؟ أماسمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم ماقال فيه؟ قال: 'يخرج قوم من أمّتي يمرقون من الدّين مروق السهم من الرمية، يقتلهم علي بن أبي طالب- ثلاثا-؟ قال: صدقت واللَّه لقد سمعته، و لكنّي أحببت العزلة حتّى أجد سيفاً يقطع الكافر و ينبو عن المؤمن.] |أنّه قال|:
إنّ عمّار بن ياسر قال لسعد بن أبي وقّاص: ما لك لا تخرج مع عليّ بن أبي طالب؟ أما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ما قال فيه؟ قال: يخرج قوم من أمّتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة؟ يقتلهم عليّ بن أبي طالب؟
|قالها عمّار| ثلاث مرّات؛ قال |سعد|: صدقت واللَّه "677" لقد سمعته و لكن أحببت العزلة.
|ثمّ قال العاصمي:| و أراد |صلى اللَّه عليه و آله و سلم| بقوله: 'سيّد البررة'
سيّد القوم الذين خرج معهم إلى القتال [هذا تقييد لأطلاق الدليل بلا دليل؛ بل الدليل قائم على أنّ هذا الإطلاق غير مقيّد؛ بل هو متوغّل في إطلاقه آبٍ عن التقييد؛ فلاحظ التعليق التالي.]
ثمّ ليكون ذلك موافقاً لقوله تعالى: 'إنّ الأبرار يشربون من كأس' |5: الدهر: 76| و كأنّه أشار إلى أنّه سيّد المطعمين؛ نظير قوله عليه السلام: 'و أبوهما خير منهما' ألا ترى أنّه تعالى سمّى عيسى و يحيى عليهماالسلام باسم البرّ؛ و لا شكّ أنّهما كانا خيراً منه و لم يكن هو سيّدهما. [كذا قال العاصمي تبعاً للحريزيّين؛ و لكن تدمغهم الآية "61" من سورة آل عمران و هو قوله تعالى: 'قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم' بعد قيام الضرورة بأنهما صلوات اللَّه عليهما لم يكونا متّحدين في أبدانهما المقدّسة؛ فلابدّ أن يكونا متّحدين في الصفات الكمالية- ما عدا النبوّة- و منها أفضليته صلى اللَّه عليه و آله و سلم على الخلائق طرّاً؛ فمن يكون نفس النبيّ لابدّ أن يكون أفضل من جميع الخلائق و إلاّ لزم أن لا يكون نفس النبيّ و هو خلاف ما أثبت اللَّه تعالى له من كونه نفس النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلم.]