اما الغدر معه من طالوت
فإنّ طالوت كان قد عهد لمن قتل جالوت أن يزوّجه ابنته و يقيمه في ملكه مقام نفسه، فلمّا قتل داودُ جالوتَ غدر به طالوت، و همّ |به| إلى أن هرب عنه داود عليه السلام. [فليراجع في تفصيل ذلك إلى الآثار الصحيحة الواردة عن المعصومين عليهم السلام.]
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، قد كانت له من السوابق والايات والمقامات في الدين ونصر|ة| المسلمين ماكان يجب أن يراعى معها فيه |كلّ المراعاة| و لا يخرج عليه بسيف و لا على دونه؟ زيادة على ماكان من إيصاء النبي صلى الله عليه و سلم بشأنه والأخذ بالعهود منهم على تمكينه في سلطانه، فغدروا به حيث خرجوا |عليه| و نكثوا العهود، و تركوا العقود، كطلحة والزبير و غيرهما. [ممّن تقدّمهما و من تأخّر عنهما.]
ثمّ إنّ اللَّه تبارك و تعالى أورث داود عليه السلام ملك طالوت.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، ملك طلحة والزبير و عائشة "468".
اما إلانة الحديد لداود
فقوله عزّوجلّ: 'و ألنّا له الحديد، أن اعمل سابغات و قدّر في السرد' |11: سبأ: 34|.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، رجع إلى الكرامات والايات الّتي شاكلت كراماته أو فاقتها!
فمنها أنّه حُوِّل له الخشب حديداً، كما ذكر |ذلك| في ذي الفقار. [هذه القصّة غير معهود لي عن مصدر وثيق.]
324- أخبرنا محمّد بن أبي زكريّا قال: أخبرنا أبوالحسن محمّد بن إسماعيل الفقيه البلخي- قدم |إلينا| حاجّاً- قراءةً عليه و كتبته من كتابه، قال: أخبرنا الشيخ عبدالملك بن محمّد بن أحمد بن شبيب، قال: حدثنا يوسف بن يونس قال: حدثنا أسباط، عن أبان:
عن أنس قال: خرجت مع علي بن أبي طالب و ذي الجناحين جعفر- رضي اللَّه عنهم- فأصابنا جهد من الجوع، فصلّى عليّ ركعتين ثمّ قال في اخر جلسته: 'يا اللَّه يادائم، يا حيّ يا قيّوم، يا فرد يا بارّ، يا رحيم يا ذا الجلال والإكرام، ارزقني و ارزق أصحابي'.
قال |أنس|: فلا واللَّه ما انفتل |عليّ| من صلاته حتّى رأينا ناقة عليه تمر، فلمّا انتهت إلى علي بركت، فأخذ عليّ منها شيئاً ثمّ سرّحها، فلاأدري من السماء أتت أم من الأرض. [ما اطّلعت على هذا الحديث في غير هذا الكتاب.]
325- و أخبرنا محمّد بن أبي زكريّا قال: و فيما أجاز لنا أبوسعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم، و أخبرنا عنه أبوالقاسم عبدالحميد بن أحمد "469" الشاشي سمعه
من الشيخ أبي سعيد، قال: حدثنا أبوعبداللَّه محمّد بن علي بن الحسين قال: حدثنا محمّد بن رافع قال: حدثنا عبدالرزّاق قال: أخبرنا معمر، عن أبي هارون العبدي: عن أبي سعيد الخدري قال: كان لعلي بن أبي طالب من النبي صلى الله عليه و سلم دخلة لم تكن لأحد غيره، و كانت للنبيّ صلى اللَّه عليه |واله وسلّم| من عليّ دخلة لم تكن لأحد غيره [و لهذا الصدر أسانيد و مصادر؛ و رواه الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة المتوفّى سنة: "321" قبيل حديث ردّ الشمس في الحديث: "1899" من كتابه: مشكل الآثار: ج 2 ص 211؛ ط 2 قال:
حدّثنا أبوكامل فضيل بن الحسين الجحدريّ حدّثنا عبدالواحد بن زياد؛ حدّثنا عمارة بن القعقاع؛ عن الحارث العكليّ عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير:
عن عبداللَّه بن نجيّ |الحضرميّ| قال: قال لي عليّ: كانت لي ساعة من السحر أدخل فيها على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم فكت إذا دخلت عليه و هو في صلاة سبّح فكان ذلك إذنه لي؟!
و من أراد المزيد فعليه بما رواه النسائي في الحديث: "117" و ما بعده من كتاب خصائص أميرالمؤمنين عليه للحافظ النسائي.] و كانت |من جملة| دخلة النبي صلى الله عليه و سلم من عليّ أنّ النبيّ عليه السلام كان يدخل عليه كلّ يوم، فإن كان عندهم شي ء قرّبوه إليه، فدخل |عليهم| يوماً فلم يجد عندهم شيئاً |فمكث هنيئة ثمّ خرج| فقالت فاطمة |عليه السلام| حين خرج النبي عليه السلام: قد كنّا عوّدنا رسول الله عادةً فخرج |عنّا| النبي عليه السلام |هذه المرّة| و لم يجد شيئاً.
فقال عليّ |عليه السلام|: اسكتي أيّتها المرأة فإنّ النبي عليه السلام أعلم بما في بيتنا منك. قالت: فاذهب عسى أن تصيب لنا شيئاً أو تجد أحداً يسلفك شيئاً.
فخرج |علي عليه السلام إلى السوق| فلم يجد |شيئاً| فبينا هو في السوق يمشي إذ وجد ديناراً فأخذه ثمّ نادى: من يعرف الدينار؟ فلم يجد أحداً يعرفه، فقال|في نفسه|: واللَّه لو أنّي أخذت هذا فاشتريت به طعاماً و كان سَلَفاً عليّ |ف|إن جاء صاحبه عرضته له.
فعرض له رجل فباعه |به| طعاماً، فلمّا استوفى "470" عليّ طعامه ردّ إليه
الدينار، فقال عليّ: قد أعطيتنا طعاماً و أعطيناك ديناراً |فالدينارلك لماذا لاتقبله؟| فلم يزل الرجل به حتّى ردّه إليه |فرجع عليّ بالطعام والدينار إلى بيته و أخبر فاطمة بالقصّة| فقالت فاطمة لعليّ حين حدّثها بذلك: أما استحييت أن تأخذ طعام الرجل و ديناره؟ قال |علي عليه السلام|: قد رددته |عليه| فأبى |أن يأخذه منّي|.
فلمّا فنى |ونفذ| ذلك الطعام، خرج |علي| بذلك الدينار إلى السوق، فعرض له ذلك الرجل فاشترى |علي عليه السلام بذلك الدينار| منه طعاماً ثمّ ردّ |صاحب الطعام| إليه الدينار، فقال له عليّ: أيّها الرجل قد فعلت بي مرّة |هذه المعاملة الطيّبة| خذ دينارك. فلم يزل الرجل |به| حتّى ردّ إليه الدينار |فأخذه عليّ عليه السلام و رجع بالدينار والطعام إلى بيته و أخبر فاطمة بحديث الرجل| فلمّا ذكر ذلك علي لفاطمة قالت: أيّها الرجل استح لاتعودنّ لها أبداً!
فلمّا فنى ذلك الطعام، خرج |عليّ| بذلك الدينار، فعرض له ذلك الرجل فاشترى منه |عليّ| فأعطاه الرجل الدينار، فرمى به عليّ و قال: واللَّه لا اخذه. فأخذ الرجل الدينار |و رجع علي بالطعام إلى بيته| فذكروا شأنهم للنبيّ صلى الله عليه و سلم فقال: ذلك رزق سيق لكم |و|لو لم تردّوه لقام لكم. [لا عهد لي بمصدر يذكر الحديث على هذا السياق؛ و ألفاظ الحديث أيضاً ليس على ما ينبغي؛ و لعلّ الحديث محرّف عمّا رواه الاسكافي في أواسط كتابه المعيار و الموازنة ص 337 ط 1.
و ليراجع ما رواه الباعوني في أواسط الباب: "44"- و ما علّقناه عليه- من كتاب جواهر المطالب: ج 1؛ ص 280 ط 1.]
326- و أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا أبوعليّ الحسين بن محمّد بن هارون المناشكي قال: أخبرني أحمد بن نصر قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي قال: حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن محفوظ بن عبداللَّه شيخ من حضر موت: [لعلّ هذا هو الصواب؛ و في أصلي: "عن محفوظ بن عبداللَّه بن شيخ من حضرموت".]
عن محمّد بن عليّ قال: بينما عليّ يطوف بالكعبة "471" إذاً رجل متعلّق بالأستار و هو يقول: 'يامن لايشغله سمع عن سمع، يامن لايُغلّطه السائلون، يامن لايتبرّم بإلحاح المُلَحّين، أذِقني برد عفوك و حلاوة رحمتك'. [والدعاء رواه الزرندي مرسلاً في أوّل خاتمة كتابه نظم درر السمطين ص 150؛ ط 1.
و هذاالدعاء قد كتبته عن مصادر قيّمة؛ و لكن لم تكن تحضرني مسودّتي حين تحرير هذا التعليق.]
فقال له عليّ: دعاؤك هذا |منك؟| قال: أو قد سمعته؟ قال: نعم. قال: فادع به في |دبر| كلّ صلاة، فوالّذي نفس الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء و قطرها و حصاء الأرض و ترابها لغفرت ذلك أسرع من طرفة عين.