عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی - جلد 2

احمد بن محمد عاصمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اما الأخوّة والقرابة


فقد قال النبي موسى عليه السلام بعد سؤاله شرح صدره:

[هذا هو الظاهر، و في أصلي: 'بعد سؤاله: اشرح و اجعل لي وزيراً...'.] 'واجعل لي وزيراً من أهلي- هارون أخي- اشدد به أزري' |29-31: طه: 20| فاستجاب اللَّه دعاءه وشدّد به أزره ويسّر له أمره.

فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، جعله رسول الله صلى اللَّه عليه من نفسه بمنزلة الأخ.

[و هذا رواه النسائي في الحديث 60 من كتاب خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام ص 125 ط بيروت.

و رويناه أيضا في تعليقه عن مصادر.] 310- أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمّد بن يزيد قال: حدثنا أحمد بن نصر قال: حدثنا أبونعيم قال: حدثنا فطر، عن عبداللَّه بن شريك العامري قال:

سمعت عبداللَّه بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة فلقينا سعد بن مالك |فسألناه بأن يحدّثنا بشي ء سمعه من رسول الله صلى اللَّه عليه واله وسلّم ف| قال: خرج رسول الله صلى اللَّه عليه |وسلّم| إلى تبوك وخلّف عليّاً فقال له عليّ: يارسول الله خرجت وخلّفتني؟ |ف|قال |له رسول الله صلى الله عليه وآله|: 'أما ترضى أن تكون مِنّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي'.

311- وفيما حدّث إبراهيم بن أبي صالح، عن جعفر بن عون:

عن موسى الجهني قال: أدركت فاطمة بنت عليّ وقد أتى لها من السِنّ ثمانون سنة، فقلت لها: |هل| تحفظين عن أبيك شيئاً؟ "454" قالت: لا، ولكن


أخبرتني أسماء بنت عميس أنّها سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه |واله وسلّم|يقول: 'ياعليّ أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي'.

زيرنويس=لحديث سعد هذا بإضافة و زيادة قوله: 'إلّا أنّه لا نبي بعدي' مصادر و أسانيد كثيرة جدّاً يصحّ عدّه في متواترات الأحاديث، كما يتجلّى ذلك لكلّ منصف يراجمع ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1 ص 306-495 ط 2.

و قد رواه أيضاً الطبراني في عنوان: 'و ممّا أسند سعد بن أبي وقّاص...' تحت الرقم 328 و 333 و 334 من المعجم الكبير: ج 1 ص 108 -110 طبعة بغداد، قال:

حدثنا محمّد بن عبداللَّه الحضرمي، حدثنا معمر بن بكّار السعدي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد:

عن أبيه: أنّ النبي صلى اللَّه عليه و سلّم قال لعلي رضي اللَّه عنه: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى'.

و قال محقّقه في تعليقه: و رواه مسلم تحت الرقم: 2404 من صحيحه، والترمذي في الحديث 3813 من سننه، والبخاري في غزوة تبوك من صحيحه، و أحمد في |الحديث......| من مناقب عليّ.

أقول: و أيضاً قال الطبراني في الحديث 333 و تاليه من مسند سعد، من المعجم الكبير: ج 1 ص 139: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري و إبراهيم بن هاشم البغوي قالا: حدثنا أميّة بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن علي بن حسين |قال:|

حدثني سعيد بن المسيّب، أنّ سعد بن أبي وقّاص حدّثه أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم قال لعلي: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى'.

|و| حدثنا الحسن بن عبّاس الرازي، حدثنا عبداللَّه بن داهر الرازي، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي عبداللَّه الجدلي قال:

سمعت سعداً يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم لعليّ: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي'.

ورواه أيضاً أبويعلى الموصلى في الحديث 84 من مسند علي عليه السلام تحت الرقم 344 من مسنده: ج 1 ص 285 ط 1 قال:

حدثنا عبيداللَّه، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد:

عن سعد بن أبي وقّاص قال: خلّف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال |علي|: يا رسول اللَّه تخلّفني بالنساء والصبيان؟ قال: 'أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي'.

قال محقّق الكتاب في تعليقه: إسناده صحيح، والحكم هو ابن عتيبة، و |الحديث|سيأتي في مسند سعد برقم 698.

والحديث أخرجه أحمد |في مسند سعد، من مسنده:| ج 1 ص 182، والبخاري في باب غزوة تبوك |من كتاب| المغازي |تحت الرقم:| 4416 من صحيحه، وأخرجه مسلم تحت الرقم: 2404 من صحيحه، وأخرجه ابن ماجة في فضائل علي عليه السلام في مقدّمة |صحيحه|تحت الرقم 115 من طرق عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه...

وأخرجه |أيضاً بطرق| أحمد في مسند ه: ج 1 ص 170 و 173 و 177 و 179 و 184 و 185.

وأخرجه الترمذي من طرق في باب فضائل علي تحت الرقم 3726 من سننه.

وانظر ما أفاده ابن حجر في كتاب فتح الباري: ج 7 ص 74. 312- وأخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا أبوسعيد الرازي الصوفي


قال: أخبرنا أبوأحمد بن منينة |عبدالرحمان بن علي بن محمّد| قال: أخبرنا أبوجعفر الحضرمي قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا نصر بن حمّاد قال: حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال:

سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لعلي بن أبي طالب: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى'.

[هذا هو الظاهر، و في أصلي: 'يقول: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى' لعلي بن أبي طالب'.

314- رواه الطيالسي بأسانيد في مسند سعد، من مسنده ص 28 قال: |أخبرنا شعبة|عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدّث عن سعد أن النبي صلى اللَّه عليه و سلّم قال لعلي: ألا ترضى بأن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى.

و أيضا قال أبوداود: حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلّم لعلي رضي اللَّه عنه: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى'.

316- والحديث رواه الخليل بن عبداللَّه بن أحمد الخليلي القزويني المتوفّى سنة 446 في ترجمة.......]


313- و أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا أبوسعيد الرازي قال: أخبرنا أبوأحمد بن منينة قال: أخبرنا الحضرميّ قال: حدثنا يزيد بن مهران قال: حدثنا أبوبكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي عليه السلام مثله.

314- و أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن علي قال: حدثنا أبوعمرو بن مطر قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم البوسنجاني؟ ب 'همذان' قال: حدثنا يونس بن حبيب الإصفهاني قال: حدثنا أبوداود الطيالسي قال "455": أخبرنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب:

عن سعد بن أبي وقّاص، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه قال: 'عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى'.

315- و أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا أبوالطيّب الخيّاط قال: حدثنا الحسين بن الفضل قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدثنا يوسف بن الماجشون قال: أخبرني محمّد بن المنكدر، عن سعيد بن المسّيب، عن عامر بن سعد:

عن أبيه سعد بن أبي وقّاص، أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه قال لعلي: 'أنت


مِنّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس معي نبيّ'.

قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعداً، فأتيته فذكرت ذلك له ولعامر، و أنّ عامراً قال: نعم سمعت |أنت- مخاطباً لأبيه-| قلت: أنت سمعت |النبي يقوله|. قال |سعيد بن المسيّب|: فأدخل |سعد| إصبعيه |في| أذنيه |و|قال: نعم |سمعته| و إلّا فاستكتّا.

316- و أخبرنا محمّد بن أبي زكريّا قال: أخبرنا أبوبكر العدل قال: أخبرنا أبوالعبّاس الدغولي و أبوعلي إسماعيل بن محمّد الصفّار البغدادي، قال الدغولي: أخبرنا- و قال الصفّار: حدّثنا- أبوقلابة عبدالملك بن محمّد بن عبداللَّه الرقاشي قال: سمعت أباحفص الصيرفي |عمرو بن علي بن بحر| قال:

قال عبدالرحمان بن مهدي: هاتوا "456" عن سعد في هذا الحديث حديثاً صحيحاً؟ |قال أبوحفص الصيرفي:| فجعلت |أقول: الحديث| أخذته عن فلان و فلان، فسكت؟ فقلنا؟: حدثنا محمّد بن جعفر و يحيى بن سعيد القطّان قالا: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد:

|عن أبيه سعد بن أبي وقّاص|، أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه قال لعليّ في غزوة تبوك: 'أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي'. قال |أبوحفص الصيرفي: فلمّا ذكرت له الحديث بهذا السند| فكأنّما ألقمته حجراً.

[إنّما كان ابن المهدي يكابر حول صحّة الحديث لضنّ النواصب عن جعل الحديث و أسانيده و مصادره بمتناول الناس، لأنّهم كانوا يخافون من خلوّ سلفهم عن تلك المكارم أن يطّلع النّاس على انحطاطهم و وصمتهم!!!.]

قال أبوبكر |العدل: الحديث| أخرجاه |أي البخاري والمسلم| جميعاً.

[أي أخرجه البخاري و مسلم معاً، أمّا البخاري فرواه في الحديث الثاني من باب غزوة تبوك من كتاب المغازي من جامعه: ج 6 ص 3.

و رواه أيضاً في مواضع من جامعه و تاريخه الكبير.

و أمّا مسلم فرواه في الحديث الثاني من باب فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم 2404 من صحيحه: ج 7 ص 120.

والحديث متواتر في أكثر ألفاظه، و قد رواه الحافظ أبوحازم العبدوي بخمسة الاف إسناد، كما رواه عنه الحافظ الحسكاني في ذيل الحديث 205 من كتاب شواهد التنزيل: ج 1 ص 152 ط 1.

و يكفي لصدق تواتر الحديث الرجوع إلى الحديث 336-456 من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1 ص 306-495.

ثمّ إنّ المصنّف تقليداً لسلفه ذكر بعد قوله: 'أخرجاه جميعاً' مالفظه: 'و معنى الحديث: أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه جعل المرتضى رضوان اللَّه عليه موضع سرّه و تسديده أزره كما أنّ هارون كان موضع سرّ موسى عليهماالسلام لا على معنى الخلافة بعد موته...'.

أقول: المتبادر إلى أذهان أهل اللسان من قوله صلى اللَّه عليه و اله و سلّم: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى' أنّ جميع ماكان ثابتاً لهارون من ناحية أخيه موسى من الخصال الكريمة والسجايا السنيّة، كان ثابتاً لعليّ بالنسبة إلى النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم، إذ المضاف و هو المنزلة عامّ غير مخصّص بشي ء و غير مستثنىً منه شي ء غير النبوّة، فلولا هذا الإستثناء كانت النبوّة أيضاً داخلة في العموم، و من أجل أنّ الكلام كان يشمله لولا الإستثناء استثناه و أخرجه من عموم المنزلة، فلو لم تكن المنزلة المضافة إلى هارون عامّة لم يكن مورد لاستثناء النبوّة، فالإستثناء قرينة ثانية لعموم المنزلة فما خرج من عموم المنزلة غير النبوّة و غير ماقامت القرينة القطعيّة على كونه خارجاً و غير مراد و غير داخل في عموم المنزلة، مثل مالم يكن من صفات الكمال، و مثل كونه أخاً لموسى من أبيه و أمّه، حيث أنّ مثل هذه الأمور أمر تكوينيّ لا يتحقّق بالإعتبار والجعل التشريعي، فمثل هذه الأمور لم تكن داخلة في العموم حتّى تحتاج إلى الإخراج والإستثناء من عموم المنزلة، و لهذا أثبت له عليه السلام الأخوّة الإعتباريّة عند ما اخا بين أصحابه و قرن كلّ شنّ بطَبَقِه في يوم المؤاخاة، فقال لعليّ: 'أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا والاخرة'.

فالنبوّة خرجت من عموم المنزلة بالإستثناء، و مالم تكن من صفات الكمال، و ماكان من الأمور التكوينيّة كانا من الأصل والبداية خارجان من مدلول المنازل الكريمة الموهوبة، و غيرها من المعالي بقي في عموم المنزلة لم يخرجها شي ء، و من المنازل الباقية تحت العموم عصمته عليه السلام، و منه أفضليّته على جميع الأمّة، و منها أعلميّته، و منها فرض طاعته و وجوب اتّباعه و حرمة مخالفته والتخلّف عنه.

و في نهاية الوهن ماذكره المصنّف بعده من قوله: 'لأنّه لو أراد |النبي من قوله هذا الخلافة| بعد موته لقال: 'بمنزلة يوشع بن نون' لأنه كان خليفة موسى على قومه بعد موته'.

و إنّما قلنا إنّ قول المصنّف هذا في غاية الوهن، لأنّ النبي صلى اللَّه عليه و اله و سلّم أراد من هذا الكلام التشبيه التامّ والموهبة الكاملة والتكرمة السابغة لعليّ عليه السلام، و إنّ هذه الموهبة تخصّ علياً مادام هو حيّ وبعد وفاته تكون لأولاده وراثة عنه.

و ممّا يدلّ على ذلك مارواه المحبّ الطبري و غيره من أنّه لمّا ولد الحسن عليه السلام انتظر النبيّ وأهل بيته عليهم السلام أمر اللَّه تبارك و تعالى في تسمية المولود المسعود و هو الإمام الحسن عليه السلام، فنزل جبرئيل وقال: سمّه باسم ولد هارون، لأنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، و ولده بمنزلة ولد هارون...

فمن ذلك اليوم جعل اللَّه تعالى لعليّ و ذريّته منزلة هارون و ولده في الخلافة والوصاية، فلو قال اللَّه تبارك و تعالى أو نبيّه صلى اللَّه عليه و اله و سلّم لعلي: 'أنت منّي بمنزلة يوشع من موسى' لم يكن الكلام وافياً لتمام مقصود اللَّه تعالى و رسوله، لأنّ وصاية يوشع و خلافته كانت محدودة به، و لم تكن لولده حظّ فيها، و أنّ خلافته إنّما ممتدّة إلى زمان إدراك ولد هارون، و بعده لا خلافة ليوشع بل تكون الخلافة والزعامة لولد هارون، و يجب على يوشع أن يسلّم إليهم زمام الأمر و يعهد إليهم من اللَّه و رسوله موسى عليه السلام أنّ الخلافة مستمرّة فيهم و في أحفادهم بدوام شريعة موسى عليه السلام، و أنّه بعد إدراكهم لا حظّ ليوشع و لا لبنيه في الخلافة والزعامة.

فقد تحقّق أنّ النبي صلى اللَّه عليه و اله و سلّم لو كان يقول لعليّ: 'أنت مِنّي بمنزلة يوشع من موسى' لم يكن كلامه وافياً لمقصوده و كان ناقضاً لغرضه، والنبي صلى اللَّه عليه و اله و سلّم لا يخلّ بغرضه و لا ينقض هدفه، و لا يعصى اللَّه فيما أمره!!!

و ما أوهن قول المصنّف: 'و إن أراد |النبي صلى اللَّه عليه و اله و سلّم من قوله: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي'| الخلافة |لعلي| في حياته، فكان |علي خليفة له| على الّذين لم يخرجوا مع الرسول عليه السلام في تلك الغزاة، كما أنّ هارون عليه السلام لم يكن خليفة موسى عليه السلام على السبعين الّذين خرجوا معه إلى الجبل، و إنّما كان خليفة على القوم الّذين لم يخرجوا معه'.

وجه الأوهنيّة أنّ لفظ الدليل عامّ تفيد الخلافة العامّة الدائمة من حين إعطائها و موهبتها إلى اخر عمر الموهوب له، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المورد، فالنبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم أعطى عليّاً خلافة مطلقة دائمة، و وهبها زعامة عامّة مستمرّة على جميع الأمّة حاضرها و غائبها، كما هو الشأن في جميع المناصب الّتي يعطي من بيده الحلّ والفتك، مثل الملوك و أمثالهم لبعض النّاس، فإنّ الجعل والإعطاء لايتوقّف على حضور الرعايا، بل متوقّف على إرادة من بيده النصب والجعل، و مدلول حديث المنزلة غير خارج عمّا هو المعتاد عند العقلاء و ذوي الأمر والحكم، فالنبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم بما أنّ له الحكم والأمر بموهبة من اللَّه تعالى أعطى عليّاً الخلافة المطلقة الدائمة بقوله: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى'.

و بعد هذا الإعطاء والجعل والنصب، أصبح عليّ خليفة النبيّ و قائداً و زعيماً على جميع الأمّة الإسلاميّة، و صار جميع تصرّفات عليّ في شؤن الأمّة بعنوان النيابة عن النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم و بعنوان أنّه خليفة النبيّ، و كانت تلك التصرّفات بعنوان النيابة والفرعيّة عن تصرّفات النبيّ صلى اللَّه عليه واله و سلّم و في طوله، لا في عرضه.

و جميع العقلاء متّدينها و غيرهم على هذا المنهاج الفطري، فلو وهب ملك خلافته و سلطنته بعنوان العموم والإطلاق لبعض إخوته أو بنيه أو أيّ شخص، فبعد موهبته له، لايشكّ أحد ممّن علم بتلك الموهبة أنّ الموهوب له صار ذا حظوة بخلافة الملك في حياته، غير أنّه مادام الواهب موجود يكون تصرّف الموهوب له والخليفة في الأمور العامّة، بعنوان الفرعيّة والتبعيّة لا في عرض تصرّف الواهب و بحياله.

و قول العاصمي بعده: 'إذ لو أراد المصطفى عليه السلام الخلافة بعد موته لوجب أن يكون المخبر، على حسب ماأخبر كسائر ماأخبر |به| عن الكوائن، و لو كان المراد به الخلافة بعد موته و حصل الأمر على خلاف ماقال، لكان للملاحدة فيه مطعن و مقال، و لأنّ هارون مات قبل موسى صلوات اللَّه عليه، فلم يكن خليفته بعد موته'.

و هذا القول من المصنّف أيضاً عليل من جهات:

الأولى من جهات ضعفه هو ماأشرنا إليه الان من أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم بقوله: 'أنت منّي...' أعطى عليّاً خلافة دائمة مطلقة غير مقيّدة ببعد وفاته صلى اللَّه عليه و اله و سلّم، و بعد هذا الإعطاء والموهبة صار خليفة مطلقة للنبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم في حياته، و بما أنّ خلافته لم تتعقّب بعزل، استمرّت إلى بعد وفاة النبي و ورثها منه أولاده صلوات اللَّه عليهم أجمعين.

و بما ذكرناه تبيّن أنّه لا محصّل لما ذكره المصنّف بعد ذلك من قوله: 'لوجب أن يكون المخبر على حسب ما أخبر...' إذ كلام النبي و قوله صلى اللَّه عليه و اله و سلّم إنشاء و إيجاد و إعطاء، والإنشاء لايتسرّي إليه الكذب، إذ الصدق و الكذب من خواصّ الإخبار لا الإنشاء، فبمجرّد قول النبي لعلي: 'أنت منّي...' قد حصل مراد النبي صلى اللَّه عليه و اله و سلّم و هو خلافة عليّ وزعامته على الأمّة، و لم يتخلّف مراده عن إرادته، كما يحصل البيع من البايع بقوله للمشتري: 'بعتك كذا و كذا بكذا و كذا'، و كما يحصل الوقف من الواقف إذا بنيّة الوقف يقول: 'وقفت ضيعتي أو داري أو كذا'، و كما يحصل عتق المملوك بمجرّد قول مالكه بعنوان تحرير عبده: 'أعتقتك في سبيل اللَّه'، و ما أكثر أشباه هذه الأمور في إعتبارات العقلاء، منها الزواج والطلاق.

فقد تجلّى أنّه قد حصل مراد النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم- و هو جعل الخلافة لعليّ- بمجرّد قوله لعليّ بداعي إعطاء الخلافة له: 'أنت مِنّي بمنزلة هارون من موسى...' كما حصل نبوّة هارون و رسالته بمجرّد قوله تعالى له و لموسى: 'إذهبا إلى فرعون إنّه طغى- فقولا له قولاً ليّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى' و إن كان فرعون و قومه لم يقبلوا رسالة موسى و هارون، و هل يزعم المصنّف أنّ عدم قبول فرعون و قومه رسالة موسى و هارون من جملة أسباب طعن الملاحدة في قول اللَّه تعالى!!!

والعجب من المصنّف مع كونه أديباً خفي عليه الأمر والفرق بين الإنشاء والإخبار، و من الواضحات عند الأدباء والعقلاء أنّ الإنشاء لاتكون مسرحاً للصدق والكذب، و أنّه لايتخلّف المنشأ عن الإنشاء، و أنّ وصف الصدق والكذب من خواصّ الإخبار.

فقد تحقّق أنّ ما أنشأه النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم من خلافة عليّ على الأمّة من جانبه لم يتخلّف عن مراده، قَبِلَه الأمّة أو لا، فهو خليفته على كلّ حال، و عدم قبول الأمّة لخلافته لم يكن من إنشاء النبي حتّى يقال بتخلّف مراده عن إرادته.

هذا كلّه إذا كان جملة: 'أنت منّي...' إنشاءً.

و لو جارينا مع المصنّف- و قلنا: إنّ الكلام إخبار و ليس بإنشاء- أيضاً لامورد لما ذكره المصنّف، إذ محصّل كلام النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم: أنّ اللَّه تبارك و تعالى جعل منزلة عليّ من النبيّ صلى اللَّه عليه و اله و سلّم كمنزلة هارون من موسى، فأين التخلّف عن المراد و لزوم الكذب حتّى يستلزم طعن الملاحدة، مع كثرة شواهد مساواة منزلة هارون و علي عليهماالسلام فليراجع مارواه الحافظ الحسكاني و غيره في تفسير الاية 29 و ما بعده من سورة 'طه' في كتاب شواهد التنزيل و غيره.

ثمّ أيّ وقع لطعن الملاحدة حتّى يستوحش العاصمي منه!!! أليس الملاحدة والكفّار طعنوا مكابرة في كثير من الحقائق القرانيّة، أما قال الملاحدة والكفّار للمؤمنين ماحكى اللَّه تعالى عنهم في الاية 29 و ما بعده من سورة المطفّفين: 'إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين امنوا يضحكون- و إذا مرّوا بهم يتغامزون... و إذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالّون'.]


و كفى المرتضى بها شرفاً إذ أحلّه المصطفى عليه السلام محلّ يونس و يوسف و عيسى عليهم السلام حيث قال: 'لاتفضّلوني على أخي يونس'.

[ما اطّلعت على مصدر للحديث و ما بعده.]

و قال: 'أخي يوسف'. و قال أيضاً: 'ألا طال شوقي إلى لقاء الإخو ان قبلي'.


اما الودّ والمحبّة


فقوله عزّوجلّ: 'و ألقيت عليك محبّة منّي' |39: طه: 20| أي كلّ من يلقاك أحبّك.

ذكر عن بعض العلماء |أنّه| قال: تصدّى إبليس لموسى الكليم صلوات اللَّه عليه فقال له اللعين: سلني ياموسى عن ما شئت فإنّي أحبّك! |ف|قال له موسى: وما أصنع بمحبّتك؟ كيف تحبّني و أنت عدوّ اللَّه و أنا كليمه؟ فقال |له إبليس|: لابدّ لي من محبّتك، لأنّ اللَّه تعالى قال: 'و ألقيت عليك محبّة منّي'!

فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه ألقى اللَّه عزّوجلّ محبّةً منه عليه، فلايسمع بشجاعته شجاع إلّا أحبّه و إن كان كافراً، و لا يسمع بزهده أحد إلّا أحبّه و إن كان راغباً، و لا يسمع بفصاحته فصيح إلّا أحبّه و إن كان ملحناً، و لا يسمع "458" بخصاله و أخلاقه مؤمن و لا كافر إلّا أحبّه، و قد قال اللَّه تعالى: 'إنّ الّذين امنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرّحمان ودّاً' |96: مريم: 19| قيل: نزلت في علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه.

[و للحديث مصادر و أسانيد كثيرة يجد الطالب أكثرها في تفسير الاية الكريمة في الحديث 490 و ما حوله من كتاب شواهد التنزيل: ج 1 ص 465.]

317- أخبرنا محمّد بن أبي زكريّا قال: أخبرنا أبوإسماعيل ابن محمّد بن أحمد بن عبداللَّه الفقيه قال: أخبرنا يحيى بن محمّد العلوي قال: أخبرنا أبوعليّ محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف ببغداد قال: حدثنا علي بن الوليد بن النعمان الغازي؟ قال: حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي الكوفي قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن حمزة الزيّات، عن أبي إسحاق:

عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه |وسلّم| لعليّ بن أبي


طالب: 'يا علي قل: اللهمّ اجعل لي عندك عهداً و اجعل لي في صدورالمؤمنين مودّة'. |فقالها علي عليه السلام| فأنزل اللَّه تعالى: 'إنّ الّذين امنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً'.

318- و أخبرني شيخي محمّد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن علي قال: حدثنا أبوالعبّاس الفضل بن محمّد العبدي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا إسحاق بن بشر الكوفي قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن حمزة الزيّات، عن "459" أبي إسحاق السبيعي:

عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم و ذكر الحديث بنحوه.

319- و فيما روي عن أحمد بن سيّار

[ما وجدت فيما عندي من كتب الرجال ترجمة لأحمد بن سيّار؛ و لا لسعدة بن زهير الإسكندراني.] قال: قلت لأبي السؤال؟ سعدة بن زهير الإسكندراني:

[لم أجد له ترجمة.] أحدّثك وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم |أنّه| قال: قال عبداللَّه بن مسعود: 'لو أحبّ أهل الأرض عليّاً حُبّ أهل السماء ما عذّب اللَّه منهم أحداً'!!!

320- و روى أيضاً أحمد، عن هانئ بن المتوكّل الإسكندراني

[لهانى ء بن متوكّل الإسكندراني هذا ترجمة في حرف الهاء من لسان الميزان: ج 6 ص 186.] قال: حدّثنا محمّد بن عياض الأنصاري، عن مشرح |بن| هاعان |المصري|:

عن عقبة بن عامر قال: كنت عند النبيّ صلى اللَّه عليه |وسلّم| ذات يوم إذ قدم عليه بالفي ء فأعطى النّاس سهماً و أعطى عليّاً ثلاثة أسهم، فقال النّاس: يا رسول اللَّه أعطيتنا سهماً و أعطيت عليّاً ثلاثة أسهم و هو جالس في بيته؟! فأطرق


النبيّ صلى اللَّه عليه طويلاً ثمّ رفع رأسه فقال: 'هذا جبرئيل أخبرني عن ربّي عزّوجلّ أنّه أدخله و أخرجكم و أعطاه و حرمكم و قدّمه و أخّركم'!!!

فقالوا: يانبيّ اللَّه ما أكرم عليّاً على اللَّه؟ |ف|قال: 'والّذي نفسي بيده ماأتاني جبرئيل ليلاً و لا نهاراً إلّا قال لي: يامحمّد، الملائكة يقرؤن على عليّ السلام'!!!

[و قريباً من صدر الحديث رواه مسنداًالشيخ الصدوق رحمه اللَّه في الحديث: "8" من المجلس: "58" من أماليه ص 326.

و أيضاً قريباً منه؛ رواه السيّد أبوطالب في أماليه كما في الباب الثالث من تيسير المطالب ص 68 ط 1.

و أيضاً قريباً منه رواه الحسين بن محمّد بن الحسن بن نصر الحلواني من أعلام القرن السادس نقلاً عن عليّ بن حرب؛ عن سفيان بن عيينة؛ عن ليث عن مجاهد؛ عن ابن عبّاس |...| كما في الباب الثالث من كتاب مقصد الراغب.

و أيضاً قريباً منه؛ رواه الحافظ السروي في عنوان: 'محبّة الملائكة إيّاه' من كتاب مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 238 ط بيروت.

و أيضاً قريباً منه رواه شمس الدين الباعوني المتوفّى سنة: "871" في الخصيصة الثانية عشر في الباب الثاني عشر من كتاب جواهر المطالب: ج 1؛ ص 78 ط 1.

و أيضاً قريباً منه رواه الخفاجي المتوفّى سنة: "1069" في الخصيصة الثالثة عشرة من خصائص عليّ عليه السلام في خاتمة تفسير آية المودّة ص 214 ط 1.]

ثمّ قد كانت للمرتضى رضوان اللَّه عليه زيادة في التربية "460" لم تكن لموسى عليه السلام و هي أنّه كانت تربية موسى في حجر فرعون و لذلك قال |على ماحكى اللَّه تعالى عنه في الاية: 18 من سورة الشعراء: 26|: 'ألم نُرَبِّك فينا وَليداً و لَبِثت فينا من عمرك سنين'؟ و كان تربية المرتضى رضوان اللَّه عليه في حِجْر المصطفى صلوات اللَّه عليه

[و كفى بذلك سعادةً و سيادةً.] فشتّان بين التربيتين.

يدلّك عليه ماذكرناه في حديث بدء إسلام المرتضى رضوان اللَّه عليه |و سُقنا هناك قول الراوي| إلى أن قال: ففعل عليّ و أسلم فمكث يأتيه على خوف من


أبي طالب وكتم إسلامه و لم يظهر به.

[كذا في روايات المنقطعين عن أهل البيت.]

ثمّ أسلم زيد بن حارثة، فمكثا قريباً من شهر يختلفان إلى رسول الله صلى اللَّه عليه قبل |إشاعة| الإسلام

[و انظر ما تقدّم في عنوان: 'بدء إسلام المرتضى سلام اللَّه عليه' من جهات شبه عليّ عليه السلام مع آدم الصفيّ صلواة اللَّه عليه في الذهن والفطنة؛ من هذا الكتاب الورق 344 و في هذه الطبعة: ج 1؛ ص 296 و ما حولها.] و كان ممّا أنعم اللَّه على عليّ أنّه كان في حِجر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلّم قبل |أن يؤمر بدعوة النّاس إلى| الإسلام.


/ 60