عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی - جلد 2

احمد بن محمد عاصمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






اما علم الحُكْل و كلام الجوامد




فقوله تعالى: ''و تفقّد الطير فقال مالي لاأري الهُدهُد أم كان من الغائبين'' الاية: |20 من سورة النمل: 27|.



و قوله تعالى: ''و ورث سليمان داود و قال ياأيّها النّاس عُلِّمنا منطق الطير و أوتينا من كلّ شي ء إنّ هذا لهو الفضل المبين- و حُشر لسليمان جنوده من الجنّ و الإنس والطير فهم يوزعون- حتّى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحط منّكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون'' |16 -18: النمل: 27|.



[و انظر ما تقدّم في تعليق أوّل عنوان: ''ذكر مشابه سليمان الشاكر...'' من هذا المجلّد؛ ص 33.]



و من ذلك قول الشاعر:




  • لو كنت قد أوتيت علم الحُكْل
    علم سليمان كلامَ النمل



  • علم سليمان كلامَ النمل
    علم سليمان كلامَ النمل




فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه أوتي من ذلك نصيباً و افراً، فمن ذلك:



337- ماحكي أنّ أميرالمؤمنين علي |بن أبي طالب| رضى الله عنه دخل بعض المقابر فقال: ''السلام عليكم يا أهل التربة، السلام عليكم "514" يا أهل الكربة، أمّا بعد فإنّ أوطانكم بعدكم قد سُكنت، و إنّ أزواجكم بعدكم قد نُكحَت، و إنّ أموالكم بعدكم قد قُسِمت، فهذا خبركم عندنا، فكيف خبرنا عندكم''؟



[و لهذا الكلام- أو ما يقربه- مصادر؛ ذكرنا كثيراً منها في تعليق المختار: "130" من الباب الثالث من نهج البلاغة.]



فأجابه هاتف و هو يقول: و عليك السلام يا أميرالمؤمنين و رحمة اللَّه و بركاته، أمّا خبر ماعندنا: فوجدنا ما عملنا، |و| ربحنا ما قدّمنا، |و| خسرنا ما خلّفنا.






فبكى أميرالمؤمنين علي رضى الله عنه، ثمّ التفت إلى أصحابه و قال: ''تزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى''.



338- و منها ما أخبرنا الشيخ محمّد بن القاسم الفارسي قال: حدثنا أبوالقاسم عبداللَّه بن محمّد بن حبّان البصري إملاءً من حفظه، قال: حدثنا أبوعبداللَّه محمّد بن إبراهيم الحصيري بأهواز قال: حدثنا أبوبكر المطيري ببغداد قال: حدثنا محمّد بن سهل الإصبهاني قال: حدّثنا خلاد بن يحيى، عن قيس بن الربيع، عن سعد بن طريف:



عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت مع علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه ببعض المقابر فقال: ''السلام على أهل لا إله إلّا اللَّه، ياأهل لا إله إلّا اللَّه، بحقّ لا إله إلّا اللَّه، كيف وجدتم قول لا إله إلّا اللَّه''؟



قال الأصبغ: فإذاً بقائل يقول: ''وجدناها المُنجية من كلّ هلكة''.



[كذا في أصلي؛ والحديث- أو ما يقربه- وجدته في أصل أو أصول؛ و لكن لم يتيسّر لي المراجعة.]



و في غير هذه الرواية: ''السلام على أهل لا إله إلّا اللَّه، من أهل لا إله إلّا اللَّه، ياأهل لا إله إلّا اللَّه "515"، كيف وجدتم |قول| لا إله إلّا اللَّه، اللهمّ بحقّ لا إله إلّا اللَّه، أن تغفر لأهل لا اله إلّا اللَّه، يا لا إله إلّا اللَّه''؟



339- و أخبرنا الشيخ محمّد بن القاسم قراءة عليه، قال: حدثنا أبومحمّد الحسين بن عليّ بن إسحاق الصفّار الدمشقي قال: حدثنا أحمد بن سلمان النجّاد ببغداد قال: حدثنا محمّد بن يوسف بن يعقوب قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حمّاد بن زيد، عن عطاء، عن عكرمة:



عن ابن عبّاس قال: كان عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه يزور قبر فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه |و اله و سلّم| كلّ يوم، فزاره يوماً فانكبّ عليه



[انكبّ عليه: اتّكأ عليه. ألقى بنفسه عليه.]






يبكي و هو يقول:







  • مالي مررت على القبور مسلّما
    أحبيب مالك لا تجيب مناديا
    أمللت بعدي خلّة الأحباب



  • قبر الحبيب فلم يردّ جوابي
    أمللت بعدي خلّة الأحباب
    أمللت بعدي خلّة الأحباب




فإذاً بهاتف يهتف و هو يقول:




  • قال الحبيب و كيف لي بجوابكم
    أكل التراب محاسني فنسيتكم
    فعليكم منّي السلام تقطّعت
    عنّي و عنكم خلّة الأحباب



  • و أنا رهين جنادل و تراب
    و حجبت عن أهلي و عن أترابي
    عنّي و عنكم خلّة الأحباب
    عنّي و عنكم خلّة الأحباب




[و للأبيات مصادر؛ يجدها الطالب فيما أوردناه في تعليق هذه الأبيات؛ في الباب السادس من نهج السعادة.]



340- و روي أنّ المرتضى رضوان اللَّه عليه لمّا دفن فاطمة الزهراء رضي اللَّه عنهما أنشأ يقول:




  • لكلّ اجتماع من خليلين فرقة
    و إنّ افتقادي فاطم بعد أحمد
    دليل على أن لايدوم خليل



  • و كلّ الّذي دون الفراق "516" قليل
    دليل على أن لايدوم خليل
    دليل على أن لايدوم خليل




[و للأبيات مصادر كثيرة؛ ذكرناها في ذيل الأبيات المذكورة في حرف اللام من الباب السادس من نهج السعادة.



و قريباً ممّا هنا رواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة عبداللَّه بن عبدالرحمان أبي القاسم البزّاز من تاريخ دمشق: ج 9 من النسخة الأردنيّة ص 130؛ و في ط دمشق ص 170؛ و في مختصر ابن منظور: ج 12؛ ص 117؛ قال:



أخبرنا أبوالقاسم زاهر بن طاهر؛ أنبأنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقيّ أنبأنا أبوعبداللَّه الحافظ في التاريخ؛ قال: سمعت مكّيّ بن أحمد البرذعيّ يقول: أنبأنا أبوالقاسم عبداللَّه بن الحسن بن عبدالرحمان البزّاز بأطرابلس؛ أنبأنا عليّ بن القاسم المحدّث؛ أنبأنا أبوزيد النحويّ أنبأنا سفيان بن عيينة؛ عن عبداللَّه بن دينار:



عن سعيد بن المسيّب قال: دخلنا مقابر المدينة مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقام عليّ إلى قبر فاطمة و انصرف الناس؟ قال: فتكلّم و أنشأ يقول |الطويل|:




  • لكلّ اجتماع من خليلين فرقة
    و إنّ افتقادي واحداً بعد واحد؟
    أرى عِلَلَ الدنيا عليّ كثيرة
    و صاحبها حتّى الممات عليل



  • و إنّ بقائي بعدكم لقليل
    دليل على أن لا يدوم خليل
    و صاحبها حتّى الممات عليل
    و صاحبها حتّى الممات عليل




ثمّ نادى: يا أهل القبور من المؤمنين؛ تخبرونا بأخباركم أم تريدون أن نخبركم؟ |و| السلام عليكم و رحمة اللَّه.



قال |سعيد بن المسيّب|: فسمعنا صوتاً |يقول:| و عليك السلام و رحمة اللَّه و بركاته يا أميرالمؤمنين خبّرنا عمّا كان بعدنا؟



فقال عليّ: أمّا أزواجكم فقد تزوّجوا؟ و أمّا أموالكم فقد اقتسموها؛ و|أمّا| أولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى و|أمّا| البناء الذي شيّدتم فقد سكنها أعداؤكم؛ فهذه أخباركم عندنا؛ فما أخبار ما عندكم؟



فأجابه ميّت |و قال:| قد تخرّقت الأكفان؛ و انتثرت الشعور؟ و تقطّعت الجلود؛ و سالت الأحداق على الخدود؛ و سالت المناخر بالقيح والصديد؛ و ما قدّمناه وجدناه؛ و ما خلّفناه خسرناه؛ و نحن مرتهنون بالأعمال.



قال البيهقي: في إسناده قبل أبي زيد النحوي من يجهل؟.]






341- و قال |عليه السلام|:




  • اصبر على مضض الإدلاج بالسحر
    و للرواح على الحاجات في البكر



  • و للرواح على الحاجات في البكر
    و للرواح على الحاجات في البكر




[الظاهر أنّ هذا هو الصواب، و في أصلي: ''اصبر... والسحر- والرواح على الحالات والبكر''.]

[والأبيات رواها ابن عساكر في الحديث: "1347" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 308 ط 2.



و رواها أيضاً الخطيب البغدادي و لكن لم ينسبها إلى أميرالمؤمنين عليه السلام على ما هو دأبهم في نسبة فضائل عليّ عليه السلام في كثير من المقامات حيث يذكرونها و ينسبون إلى غيرهم كما في آخر الباب: "29" من كتابه: الجامع لأخلاق الراوي: ج 2 ص 263 ط 1؛ قال:



أخبرني أبوطاهر عبدالكريم بن عبدالواحد بن محمّد الصوفي بإصبهان؛ قال: أنشدنا محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن المقرى ء قال: أنشدنا أبويعلى الموصلي |قال|:




  • اصبر على مضض الإدلاج بالسحر
    و بالرواح على الحاجات والبكر؟



  • و بالرواح على الحاجات والبكر؟
    و بالرواح على الحاجات والبكر؟




و ليراجع أواخر الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص؛ ص 126؛ ط الغري.



و ليراجع أيضاً حرف الراء من الباب السادس من كتاب نهج السعادة: ج 12؛.]






342- و منها ماروي عن الحارث الأعور قال: خرجت مع أميرالمؤمنين رضى الله عنه من الكوفة نريد الحيرة، فلمّا صرنا في بعض الطريق إذاً نحن بصوت الناقوس، قال الحارث: فوضعت إصبعي في أذُني و قلت: تعساً. فقال لي عليّ: ''مه ياحارث نعم تعساً و تبكيتاً



[تعساً: هلاكاً. و تبكيتاً: تعنيفاً و تقريعاً



342- و قريباً منه جدّاً رواه أيضاً الشيخ الصدوق رحمه اللَّه في عنوان: "معنى الناقوس" من كتاب معاني الأخبار؛ ص 230 كما رواها أيضاً رفع اللَّه مقامه في الحديث الثاني من المجلس: "40" من أماليه؛ ص 199.



و رواه عنه المجلسيّ في الباب: "35" من كتاب العلم من بحارالأنوار: ج 2 ص 312.



والقصّة مع الأبيات المتقدّمة رواها الباعوني في الباب الخامس والستّون من كتاب جواهر المطالب: ج 2 ص 135-133.



و رواها أيضاً القاضي القضاعي محمّد بن سلامة- المتوفّى سنة 454- في دستور معالم الحكم ص133 قال: مر علي عليه السلام و معه الحارث الأعور فإذاً ديراني يضرب بالناقوس فقال على عليه السلام: يا حارث، أتعلم ما يقول هذا الناقوس؟ قال: اللَّه و رسوله و ابن عم رسوله أعلم. قال: إنّه يصف مثل خراب الدنيا يقول:




  • مهلاً مهلاً يابن الدنيا
    قد غرّتنا و استهوتنا
    فيها إلا أن قد متنا
    إلا هدّت منّا ركنا
    زن ما تأتي زن ماتأتى
    تفنى الذنيا قرناً قرنا
    يابن الدنيا سرطاً سرطا
    يابن الدنيا سرطاً سرطا



  • مهلاً مهلاً إنّ الّدنيا
    لسنا ندري ما فرّطنا
    ما من يومٍ يمضي عنّا
    زن ما تأتي زن ما تأتى
    وزناً وزناً وزناً وزناً
    يابن الدنيا جمعاً جمعا
    يابن الدنيا سرطاً سرطا




السرط هو ابتلاع الشي ء، والسارط الأكول.




  • مامن يومٍ يمضي عنّا
    إنّ المولى قد خبّرنا
    أنّا نُحْشَر غُرلاً بهما



  • إلا أثقل منّا ظهرا
    أنّا نُحْشَر غُرلاً بهما
    أنّا نُحْشَر غُرلاً بهما




أي نحشر غير مختونين، ليس معنا شي ء، سالمين من العاهات. والغرل جمع أغرل ضد المختون. و أهل المحشر عراة لايرى بعضهم بعضاً لاشتغال كلّ منهم بنفسه.



أقول: و قال في هامشه: روى التبريزي الخطيب في عروضه عن أميرالمومنين علي عليه السلام في خبر الناقوس:




  • حقّاً حقاً حقّاً حقّا
    يابن الدنيا جمعاً جمعا
    يابن الدنيا مهلاً مهلا
    ما من يوم يمضي عنّا
    ما من يوم يمضي عنّا
    قد ضيّعنا داراً تبقى
    و استوطنّا داراً تفنى



  • صدقاً صدقاً صدقاً صدقا
    إنّ الدنيا قد غرّتنا
    لسنا ندري ما فرّطنا
    إلا أو هى منّا ركنا
    إلا أمضى منّا قرنا
    و استوطنّا داراً تفنى
    و استوطنّا داراً تفنى




فقال الحارث لعلي عليه السلام: أو تعلم النصارى ذلك؟ قال: لا يعلم ذلك إلا نبىّ أو صديق أو وصي نبي، فإنّ علمي من علم النبيّ صلى اللَّه عليه و سلّم، و علم النبي صلى اللَّه عليه و سلم من علم جبريل عليه السلام، و علم جبريل من اللَّه تبارك و تعالى.] لمن كفر باللَّه و اتّخذ المسيح إلهاً من دون اللَّه، يا حارث و هل تدري ما يقول الناقوس''؟ قلت: اللَّه و رسوله و أنت يا أميرالمؤمنين أعلم. قال: ''إنّه ينطق بالحكمة و يقول هذا الناقوس؟:



343- والّذي يؤيّد هذا الحديث |هو| ما حدّث به "517" محمّد بن هانئ قال: حدثنا منصور بن أسد قال: حدثنا أبوعليّ القطّان قال: حدّثنا عبدالمنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه:



عن ابن عبّاس قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: ''لمّا كانت الليلة الّتي أسري |بي| إلى السماء سمعت صوتاً في الهواء:




  • دقّاً دقّاً حقّاً حقّاً
    يا ابن الدنيا مهلاً مهلاً
    إنّ الدنيا قد غوّتنا
    لولا جهلي ب|هذه| الدنيا
    لولا جهلي ما ازدادت
    |إنّ| الدنيا دار تفنى لادار تبقى
    ما من يوم يمضي عنّا
    إلّا هوّن منّا ركناً ركناً



  • عدلاً عدلاً نقلاً نقلاً
    خذ مايأتي وزناً وزناً
    و استغوتنا و استهوتنا
    ما ازددت فيها رعنا؟
    في عيني حسناً؟
    تفني الدنيا قرناً قرنا
    إلّا هوّن منّا ركناً ركناً
    إلّا هوّن منّا ركناً ركناً




فقال النبي صلى الله عليه و سلم: يا جبرئيل ما هذا الصوت؟ قال: يا محمّد هذا صوت الناقوس. قال النبي: يا جبرئيل و هل تعرف النصارى ما يقول الناقوس؟ قال |جبرئيل|: يا محمّد لو |كانوا| عرفوا لامنوا و لم يكفروا باللَّه و رسوله.






اما المغفرة و رفع الحساب عنه




فقوله تعالى: ''هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب'' |39: ص: 38| يعني فلاحساب عليك في الاخرة.



و قيل: معناه: لاقدر لعطائنا



[هذا هو الظاهر، و في أصلي المخطوط: ''لا هدر لعطائنا''.] و لا يدخل في حساب حاسب.



و كان عمر سليمان عليه السلام سبعاً و ستّين سنة، و ملك و هو ابن سبع عشرة سنة.



و قيل "518": |ملك و هو| ابن اثنتي عشرة سنة.



فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه أكرم بالمغفرة لذنوبه كما ذكرناه و نذكره في فصل مشابه نبيّنا محمّد صلى الله عليه و سلم.



[يأتي في عنوان ''أمّا العفو والمغفرة''- و هو الجهةالسادسة من جهات التشابه بين رسول اللَّه و على صلى اللَّه عليهما و آلهما- في ص 601 من أصلي المخطوط، و في هذه الطبعة في ص....]






/ 60