عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عسل المصفی من تهذیب زین الفَتی فی شرح سورة هل أتی - جلد 2

احمد بن محمد عاصمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اما الإذعان للَّه الكبير المتعال


فالإقرار له بالربوبية و النداء على نفسه بالعبوديّة، فقوله تعالى حكاية عنه: 'قال إنّي عبداللَّه اتاني الكتاب و جعلني نبيّاً' |30: مريم: 19|.

و لمّا علم اللَّه سبحانه من أمر النصارى و اختلاف أحزابهم فيه، فجعل أوّل ما افتتح به عيسى عليه السلام "553" ما يكون حُجّة عليهم و تبرّياً عنهم.

فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه لمّا علم اللَّه سبحانه من بعض النّاس القول فيه بالغلوّ فأنطق لسانه بما تبرّأ عنهم و ذلك قوله رضى الله عنه: 'أنا عبداللَّه و أخو رسوله' |كما رواه عنه| محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قال:

373- حدّثنا محمّد بن يحيى قال: حدثنا عبيداللَّه بن موسى قال: أخبرنا العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد:

عن عليّ رضوان اللَّه عليه قال: 'أنا عبداللَّه و أخو رسوله، و أنا الصدّيق


الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب، صلّيت قبل النّاس تسع سنين'.

[كذا في أصلي؛ و في جلّ الروايات: 'بسبع سنين' و في بعضها: 'بخمس سنين' و انظر ما يأتي عن العلاّمة الأميني رفع اللَّه مقامه فيمانذكره في ختام أحاديث المقام.

والحديث رواه جماعة كثيرة من الحفّاظ؛ فرواه أبوبكر ابن أبي شيبة- المتوفى سنة: "235" المترجم في تهذيب التهذيب: ج 6 ص 6 -3- في الحديث: "21" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل برقم: "12133" من كتاب المصنف: ج 12؛ ص 65 ط الهند؛ قال:

حدّثنا عبداللَّه بن نمير؛ عن العلاء بن صالح؛ عن المنهال:

عن عبّاد بن عبداللَّه؛ قال: سمعت عليّاً يقول: أنا عبداللَّه و أخو رسوله؛ و أنا الصدّيق الأكبر؛ لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب مفتر؛ و لقد صلّيت قبل الناس فوق سنين.

و أيضاً رواه عثمان بن أبي شيبة- المتوفّى سنة: "239" كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: ج 7 ص 151- كما رواه محمد بن سليمان الصنعاني بسنده عنه في الحديث: "187" من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1؛ ص 275 ط 1؛ قال:

حدّثنا محمّد بن منصور؛ حدثنا عثمان بن أبي شيبة؛ عن عبداللَّه بن نمير الهمداني عن العلاء بن صالح؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه الأسدي قال: سمعت عليّ بن أبي طالب يقول: أنا عبداللَّه و أخو رسوله؛ و أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب مفتري و لقد صلّيت قبل الناس فوق سبع سنين؟

و رواه أيضاً أحمد بن حنبل المتوفى سنة: "240" في الحديث: "117" من باب فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 78 ط قم قال:

حدّثني ابن نمير؛ و أبوأحمد؛ قالا: حدّثنا العلاء بن صالح؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه |الأسدي| قال: سمعت عليّاً يقول: أنا عبداللَّه و أخو رسول اللَّه- قال ابن نمير في حديثه: و أنا الصدّيق الأكبر- لا يقولها بعد- و قال أبوأحمد: |لا يقولها| بعدي- إلاّ كاذب مفتري و لقد صلّيت قبل الناس بسبع سنين؟

و رواه أيضاً محمّد بن عبداللَّه الإسكافي المتوفّى سنة: "240" في ردّه على الجاحظ؛ كما يأتي.

و رواه أيضاً بسندين كبير تلامذة حريز الحمصيّ المتربّى على نزعته؛ محمّد بن إسماعيل البخاري المتوفّى سنة "256"- و ساق الحديث على نزعة حريز- كما في ترجمة سليمان بن عبداللَّه برقم: "1835" من التاريخ الكبير: ج 4 ص 23 قال:

سليمان بن عبداللَّه؛ عن معاذة العدويّة |قالت:| سمعت عليّاً |يقول| أنا الصديق الأكبر.

قاله بشر بن يوسف؟ عن نوح بن قيس |أنّه| سمع سليمان |يقول ذلك|.

و قال لنا موسى: أنبأنا نوح؛ أنبأنا سليمان أبوفاطمة؛ عن معاذة بمثله.

أقول: ما وضع بين المعقوفات في حديث البخاري هذا؛ كلّها منّا؛ زدناه توضيحاً.

و رواه أيضاً أحمد بن يحيى البلاذري- المتوفى سنة: "250" أو بعدها- في الحديث: "146" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 2 ص 146؛ ط بيروت بتحقيق المحمودي قال:

و حدّثني محمّد بن أبان الطحّان؛ عن أبي هلال الراسبيّ عن أبي فاطمة |سليمان بن عبداللَّه الأسدي|:

عن معاذة العدويّة قالت: سمعت عليّاً على منبر البصرة يقول: أنا الصدّيق الأكبر؛ آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ و أسلمت قبل أن يسلم.

و رواه أيضاً محمّد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجة- المولود سنة: "209" المتوفّى سنة: "273"- في فضائل عليّ عليه السلام في الحديث: "120" في مقدّمة سننه: ج 1؛ ص 12؛ وفي ط ص 44 قال:

حدّثنا محمّد بن إسماعيل الرازي حدّثنا عبيداللَّه بن موسى أنبأنا العلاء بن صالح؛ عن المنهال: عن عبّاد بن عبداللَّه؛ قال: قال عليّ أنا عبداللَّه و أخو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم؛ و أنا الصدّيق الأكبر؛ لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب؛ صلّيت قبل الناس لسبع سنين.

و رواه أيضاً ابن قتيبة أبومحمّد عبداللَّه بن مسلم الدينوري- المولود سنة: "213" االمتوفّى عام: "276"- في عنوان: "إسلام أبي بكر" من كتاب المعارف؛ ص 169؛ قال:

حدّثني أبوالخطّاب؛ قال: حدّثنا نوح بن قيس؛ حدّثنا سليمان أبوفاطمة:

عن معاذة العدويّة بنت عبداللَّه؛ قالت: سمعت عليّ بن أبي طالب على منبر البصرة و هو يقول: أنا الصدّيق الأكبر؛ آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ وأسلمت قبل أن يسلم أبوبكر.

و رواه بسندين أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل- المولود سنة: "206" المتوفّى سنة: "287" كما في ترجمته من تذكرة الحفّاظ: ج 2 ص 641؛ و في سير أعلام النبلاء: ج 13؛ ص 430- كما في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب الآحاد والمثاني الورق 16 أ و في ط 1: ص... و مثله في كتاب السنّة: ج 2 ص 598 ط 1؛ قال:

حدّثنا أبوموسى حدّثنا نوح بن قيس؛ عن رجل قد سمّاه- و ذهب عن أبي موسى اسمه- عن معاذة العدويّة قالت: سمعت عليّاً رضي اللَّه عنه؛ يخطب على المنبر و هو يقول: أنا الصدّيق الأكبر؛ آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ و أسلمت قبل أن يسلم.

|و| حدّثنا أبوموسى أنبأنا مسلم بن إبراهيم؛ أنبأنا نوح بن قيس؛ أنبأنا سليمان بن عبداللَّه الحارثي حدّثتني معاذة العدويّة؛ قالت: سمعت عليّاً على المنبر يقول |...| مثله.

و رواه أيضاً بسندين الحافظ النسائيّ- المولود سنة: "215" االمتوفّى عام: "303"- في الحديث السادس و تاليه من كتاب خصائص عليّ عليه السلام ص 40 -38 ط بيروت قال:

حدّثنا أحمد بن سليمان الرهاويّ قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: حدّثنا العلاء بن صالح؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه قال: قال عليّ رضي اللَّه عنه: أنا عبداللَّه و أخو رسوله؛ و أناا لصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب؛ آمنت |صلّيت "خ ل"| قبل الناس سبع سنين.

|و| أخبرنا عليّ بن المنذر الكوفيّ قال: أخبرنا |محمّد| بن فضيل؛ قال: أخبرنا الأجلح؛ عن عبداللَّه بن أبي الهزيل |العنزي أبي المغيرة الكوفي|:

عن عليّ رضي اللَّه عنه؛ قال: ما أعرف أحداً من هذه الأمّة عبداللَّه بعد نبيّنا غيري عبدت اللَّه قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة بسبع سنين.

و أيضاً رواه النسائيّ في مسند عليّ عليه السلام بسنده عن نوح بن قيس الحدّاني كما في ترجمة سليمان بن عبداللَّه أبي فاطمة االعدوي من كتاب تهذيب الكمال: ج 4 الورق 540 أ و في مخطوطة أخرى: ج 7 الورق 63 و في ط 1: ج 12؛ ص 18.

و رواه أيضاً الطبرى- المولود سنة: "224" االمتوفّى عام: "310"- في عنوان: 'اختلف السلف فيمن اتّبع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم و صدّقه على ما جاء به من عند اللَّه...' من تاريخه: ج 2 ص 310 قال:

حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا العلاء؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه قال: سمعت عليّاً يقول: أنا عبداللَّه و أخو رسوله؛ و أنا االصدّيق الأكبر؛ لا يقولها بعدي إلاّ كاذب |كذّاب "خ ل"| مفتر؛ صلّيت مع رسول اللَّه قبل الناس بسبع سنين.

و رواه عنه و عن ابن ماجة ابن كثير في عنوان: 'ذكر أوّل من أسلم ثمّ ذكر متقدمي الإسلام من الصحابة...' ثمّ قال: 'و هذا الحديث منكر بكلّ حال!! و لا يقوله عليّ رضى اللَّه عنه!! و كيف يمكن أن يصلّي |علي| قبل الناس بسبع سنين؟ هذا لا يتصوّر أصلاً و اللَّه أعلم' كما في سيرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم من تاريخ البداية والنهاية: ج 2 ص 26.

أقول: أمّا تكلّم عليّ عليه السلام بذلك القول و اّدعاؤه ذلك المعنى فقد ثبت بما ذكرناه و نذكره الآن من أكابر الحفّاظ الأموية.

و أمّا كون هذا الأمر متصوّراً بل محقّقاً فسيجي ء بيانه قريباً فى ختام ذكرالروايات المثبتة لهذا المعنى في جواب ما هجره الذهبي و حذا حذو ابن كثير في المكابرة و التحكّم بالباطل فلاحظه البتةّ.

و أيضاً الحديث رواه ابن كثير بسند آخر في الحديث: "5" في عنوان: 'ذكر شي ء من فضائل أميرالمؤمنين علي...' في سيرة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخه البداية و النهاية: ج 7 ص 333 ط دار الفكر ببيروت؛ قال:

و قال سويد بن سعيد؛ حدّثنا نوح بن قيس؛ عن سليمان بن عبداللَّه؛ عن معاذة االعدوية؛ قالت: سمعت عليّ بن أبي طالب- |و هو| على منبر البصرة- يقول: أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ و أسلمت قبل أن يسلم.

ثّم تمسّك ابن كثير بذنبه.

و أيضاً رواه معاصر الطبري محمّد بن سليمان الكوفي المتوفّى بعد سنة: "320" في الحديث: "172" في الجزء الثاني من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1؛ ص 260 ط 1؛ قال:

حدّثنا خضر بن أبان؛ قال: حدّثنا عبداللَّه بن نمير؛ عن العلاء بن صالح؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد الأسدي قال: سمعت عليّ بن أبي طالب يقول: أنا عبداللَّه و أخو رسول اللَّه؛ لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب مفتري و لقد صلّيت قبل الناس سبع سنين.

و رواه أيضاً ابن عديّ أبوأحمد عبداللَّه بن عديّ الجرجاني- المولود سنة: "277" المتوفّى عام: "365" المترجم في سير أعلام االنبلاء: ج 16؛ ص 154- كما في ترجمة سليمان بن عبداللَّه من كتاب الكامل: ج 2 الورق 4 أ و في ط 2: ج 3 ص 274 قال:

حدّثنا العبّاس بن أحمد بن منصور القراطيسي حدّثنا عبيداللَّه بن يوسف الحبري و محمّد بن يحيى القطيعي و زياد بن يحيى الحماني قالوا: حدّثنا نوح بن قيس؛ عن سليمان أبي فاطمة:

عن معاذة بنت عبداللَّه العدوية قالت: سمعت عليّ بن أبي طالب يخطب على منبر البصرة و هو يقول: أنا الصدّيق الأكبر؛ آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ و أسلمت قبل أن يسلم.

و رواه أيضاً أبوجعفر محمّد بن عمروبن موسى بن حمّاد العقيلي المولود سنة: "..." المتوفّى عام: "322" في ترجمة: سليمان بن عبداللَّه؛ من ضعفائه الورق 81 ب و في ط 1: ج 2 ص 131؛ قال:

و هذا الحديث حدّثناه علي بن عبدالعزيز؛ قال: حدّثنا نوح بن قيس؛ عن أبي فاطمة سليمان بن عبداللَّه:

عن معاذة العدويّة؛ قالت: سمعت عليّاً يقول- و هو على منبر البصرة-: أنا الصدّيق الأكبر؛ آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ و أسلمت قبل أن يسلم.

و رواه أيضاً أبونُعَيْم الحافظ أحمد بن عبداللَّه الإصبهانيّ- المولود سنة: "334" المتوفى عام: "430" المترجم في سير أعلام النبلاء: ج 16؛ ص 453- كما في تفسير الآية: "19" من سورة الحديد؛ من كتابه: "ما نزل من القرآن في عليّ" قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن بن كوثر؛ قال: حدثنا محمّد بن سليمان؛ قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى قال: حدثنا العلاء بن صالح؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه؛ قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول: أنا الصدّيق الأكبر؛ لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب؛ و لقد صلّيت قبل الناس بسبع سنين.

و أيضاً روى أبونعيم الحديث حرفيّاً في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة: ج 1 الورق 22 أ و في ط 1: ج 1؛ ص 310.

و رواه أيضاً الحافظ ابن عساكر- المولود سنة: "499" المتوفّى عام: "571"- في الحديث: "88" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 61 ط 1؛ قال:

أخبرنا أبوعبداللَّه محمد بن الفضل و أبومحمّد السيّدي و أبوالقاسم زاهر بن طاهر؛ قالوا: أنبأنا أبوسعد محمّد بن عبدالرحمان الجنزروديّ أنبأنا عبداللَّه بن محمّد بن عبدالوهّاب؛ أنبأنا يوسف بن عاصم الرازيّ أنبأنا سويد بن سعيد؛ أنبأنا نوح بن قيس؛ عن سليمان بن عبداللَّه:

عن معاذة العدويّة قالت: سمعت عليّاً على منبر البصرة يخطب |و هو| يقول: أنا الصديّق الأكبر؛ آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر؛ و أسلمت قبل أن يسلم.

و رواه أيضاً الحافظ الذهبي المتوفّى سنة: "748" في ترجمة العلاء بن صالح؛ من رجال أبي داود والترمذي والنسائي من ميزان الإعتدال: ج 3 ص 101؛ قال:

أنبؤنا عن ابن المعطوش |قال:| أخبرنا محمّد بن محمّد؛ أخبرنا عبيد اللَّه بن شاهين؛ أخبرنا محمّد بن كوثر؛ حدّثنا محمّد بن سليمان بن الحارث؛ حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى حدّثنا العلاء بن صالح؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه قال: سمعت عليّاً يقول: أنا عبداللَّه و أخو رسول اللَّه؛ و أنا الصدّيق الأكبر؛ لا يقولهما بعدي إلاّ كذّاب؟ صلّيت قبل الناس سبع سنين.

ثمّ قال الذهبي: |و| رواه النسائيّ في |الحديث السادس من كتاب| الخصائص عن أحمد بن سليمان؛ عن عبيداللَّه.

و المستفاد من هامش كتاب ميزان الإعتدال أنّ الذهبي ذكره أيضاً في كتاب التذهيب.

و رواه أيضاً الحاكم النيسابوري- المولود سنة: "321" المتوفى سنة: "405" المترجم في سير أعلام النبلاء: ج 17؛ ص 162- في عنوان: 'ذكر أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام...' من كتاب فضائل الصحابة من المستدرك: ج 3 ص 112؛ قال:

حدّثنا أبوالعبّاس محمّد بن يعقوب؛ حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامري.

و حدّثنا أبوبكر ابن أبي دارم الحافظ؛ حدّثنا إبراهيم بن عبداللَّه العبسي قالا: حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى حدّثنا إسرائيل؛ عن أبي إسحاق؛ عن المنهال بن عمرو:

عن عبّاد بن عبداللَّه الأسدي عن عليّ رضى اللَّه عنه؛ قال: إنّي عبداللَّه و أخو رسوله؛ و أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب؛ صلّيت قبل الناس بسبع سنين؛ قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة.

|قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ و لم يخرجاه. ثمّ قال الحاكم|:

|و حدّثنا أبوعمر الزاهد؛ حدّثنا محمّد بن هشام المروزي حدّثنا إبراهيم الترجماني حدّثنا| شعيب بن صفوان؛ عن الأجلح: عن سلمة بن كهيل؛ عن حبّة بن جوين:

عن عليّ رضى اللَّه عنه؛ قال: عبدت اللَّه مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة.

أقول: ما وضعناه بين المعقوفين في صدر سند هذاالحديث قد حذفه النواصب من مطبوعة المستدرك؛ و أخذناه ممّا رواه السيوطيّ عن الحاكم في أوّل مناقب عليّ عليه السلام من كتاب اللآلي المصنوعة: ج 1؛ ص 166؛ و لهذا الحديث أيضاً أسانيد و مصادر ربّما سنشير إلى بعضها.

و كذا ما وضعناه بين المعقوفين في ختام الحديث الأوّل أيضاً حذفوه من المستدرك المطبوع؛ كما يتجلّى ممّا ذكره الذهبي في تلخيص المستدرك: ج 3 ص 112؛ فإنّه كتب بعد ختام الحديث: "خ م" ثمّ قال:

قلت: كذا قال |الحاكم| و هو على شرط واحد منهما بل و لا هو بصحيح؛ بل هو حديث باطل فتدبّره؛ و عبّاد قال |عليّ| بن المديني- |الذي اعترف بمخلوقية القرآن- في شأنه: إنّه| ضعيف.

و أيضاً أورد الذهبي على الحديث الثاني الذي حذفوا صدر سنده من المستدرك- و هو رواية حبّة بن جوين عن عليّ عليه السلام- بما لفظه:

قلت: و هذا باطل؛ لأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه و سلم من أوّل ما أوحي إليه آمن به خديجة و أبوبكر و بلال و زيد مع عليّ قبله بساعات؛ أو بعده بساعات و عبدوا اللَّه مع نبيّه؛ فأين السبع سنين؟ لعلّ السمع أخطأ؛ فيكون أميرالمؤمنين قال: 'عبدت اللَّه ولي سبع سنين' و لم يضبط الراوي؛ ثمّ حبّة شيعيّ جبل؟ قد قال ما يعلم بطلانه من أنّ عليّاً شهد معه صفّين ثمانون بدريّاً...

قال المحموديّ: و قد أثبتنا صدور الحديث عن أميرالمؤمنين عليه السلام بتتابع الحفّاظ على روايته عن غير حبّة كما تقدّم؛ و كذلك رواية حبّة مستفيضة؛ و لها شواهد جمّة يجد الباحث كثيراً منها في الحديث: "112" و ما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 116 -80؛ ط 2؛ و كذا في الحديث: "202" و ما حوله في الجزء الثاني من مناقب محمّد بن سليمان: 1؛ ص 285 بتحقيقنا.

و أمّا الجواب عمّا هذاه الذهبي فإليك بما أجاده العلاّمة الأميني قدّس اللَّه نفسه في عنوان: 'رأى الصحابة والتابعين في أوّل من أسلم' من كتابه القيّم الغدير: ج 3 ص 241 ط 2 قال

لعلّ الباحث يرى خلافاً بين كلمات أميرالمؤمنين |عليه السلام|- المذكورة في|كتابنا الغدير هذا| ص 224 -221- في سنيّ عبادته و صلاته مع رسول اللَّه |صلى اللَّه عليه و آله و سلم بين ثلاث و خمس و سبع و تسع سنين؛ فنقول:

أمّا ثلاث سنين فلعلّ المراد منه؛ ما بين أوّل البعثة إلى إظهار الدعوة من المدّة؛ و هي ثلاث سنين |كما في تاريخ الطبريّ: ج 2 ص 218 -216؛ و سيرة ابن هشام: ج 1؛ ص 274 و طبقات ابن سعد: ج.. ص 200 والامتاع 21 15| فقد أقام صلى اللَّه عليه و آله و سلم بمكّة ثلاث سنين من أوّل نبوّته مستخفياً ثمّ أعلن في الرابعة.

و أمّا خمس سنين فلعلّ المراد منها سنتا فترة الوحي- من يوم نزول |سورة| "اقرأ بسم ربّك الذي خلق" إلى نزول |قوله تعالى|: "يا أيّها المدّثر" |كما عدّهما المقريزي أحد الأقوال في أيّام فترة الوحي في كتاب الامتاع؛ ص 14|- و ثلاث سنين من أوّل بعثته بعد الفترة إلى نزول قوله |تعالى|: "فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين" |94: الحجر: 15| و قوله تعالى:: "و أنذر عشيرتك الأقربين" |214: الشعراء: 26| سنيّ الدعوة الخفيّة التي لم يكن فيها معه صلى اللَّه عليه و سلم إلاّ خديجة و عليّ؛ و أحسب أنّ هذا مراد من قال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم كان مستخفياً أمره خمس سنين كما في |كتاب| الإمتاع؛ ص 44.

و أمّا سبع سنين؛ فإنّها- مضافاً إلى كثرة طرقها و صحّة أسانيدها- معتضدة بالنبويّة المذكورة في ص 220 |من كتابنا هذا؛ و هو قوله صلى اللَّه عليه و آله و سلم: أوّلكم وروداً عليّ الحوض عليّ بن أبي طالب|.

و بحديث أبي رافع المذكور |في كتابنا الغدير هذا| ص 227 |و هو قوله: 'صلّى النبيّ صلى اللَّه عليه و سلم أوّل يوم الإثنين؛ وصلّت خديجة آخره و صلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغد'. و قوله: مكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين و أشهراً قبل أن يصلّي أحد|.

و هي سنيّ الدعوة النبويّة من أوّل بعثته صلى اللَّه عليه و آله و سلم إلى فرض الصلاة المكتوبة. و ذلك إنّ الصلاة فرضت بلا خلاف ليلة الإسراء؛ و كان الإسراء كما قال محمّد بن شهاب الزهريّ- قبل الهجرة بثلاث سنين؛ و قد أقام صلى اللَّه عليه و آله و سلم في مكّة عشر سنين؛ فكان أميرالمؤمنين خلال هذه المدّة السنين السبع يعبد اللَّه و يصلّي معه صلى اللَّه عليه و آله و سلم فكانا يخرجان ردحاً من الزمن إلى الشعب و إلى 'حِراء' للعبادة؛ و مكثا على هذا ما شاء اللَّه أن يمكثا حتّى نزل قوله تعالى: "فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين" |94: الحجر: 15| و قوله: "و أنذر عشيرتك الأقربين" |214: الشعراء؛ 26| و ذلك بعد ثلاث سنين من مبعثه الشريف؛ فتظاهر عليّ عليه السلام بإجابة الدعوة في منتدى الهاشمييّن المعقود لها؛ و لم يلبّها غيره؛ و من يوم ذاك اتّخذه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم أخاً و وصيّاً و خليفةً و وزيراً؛ ثمّ لم يلبّ الدعوة |النبويّة| إلى مدّة إلاّ آحادهم و هم بالنسبة إلى عامّة قريش و الناس المرتطمين في تمرّدهم- في حيّز العدم.

|فليراجع ما ذكرناه في كتابنا الغدير: ج 1؛ ص 235 و في ج 2 ص 284-278 نقلاً عن تاريخ الطبريّ: ج 2 ص 213 و سيرة ابن هشام: ج 265 1|.

على أنّ إيمان من آمن وقتئذ لم يكن معرفةً تامّةً بحدود العبادات حتّى تدرّجوا في المعرفة والتهذيب؛ وإنّما كان خضوعاً للإسلام و تلفّظاً بالشهادتين و رفظاً لعبادة الأوثان؛ لكن أميرالمؤمنين في خلال هذه المدّة كان مقتصّاً أثر الرسول من أوّل يومه فيشاهده كيف يتعبّد؛ و يتعلّم منه حدود الفرائض و يقيمها على ما هي عليه؛ فمن الحقّ الصحيح إذاً توحيده في باب العبادة الكاملة؛ والقول بأنّه عبداللَّه و صلّى قبل الناس سبع سنين.

و يحتمل أن يراد |من قوله عليه السلام: 'عبدت اللَّه قبل الناس بسبع سنين'| السنين السبع الواردة في حديث ابن عبّاس؛ قال: "إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم أقام بمكّة خمس عشرة سنة؛ سبع سنين يرى الضوء و النور و يسمع الصوت؛ و ثماني سنين يوحى إليه؛ و أميرالمؤمنين كان معه من أوّل يومه يرى ما يراه صلى اللَّه عليه و آله و سلم و يسمع ما يسمع إلاّ أنّه ليس بنبيّ |كما ذكره أميرالمؤمنين عليه السلام في أواسط الخطبة القاصعة: المختار: "189" من نهج البلاغة بشرح الشيخ محمّد عبده و| كما مرّ في |كتابنا الغدير هذا| ص 240.

فإن تعجب فاعجب من قول الذهبي في تلخيص المستدرك: ج 3 ص 112 |حيث قال:| 'إنّ النبيّ من أوّل ما أوحي إليه آمن به خديجة و أبوبكر و بلال و زيد مع عليّ قبله بساعات أو بعده بساعات؛ و عبدوا اللَّه مع نبيّه؛ فأين السبع سنين؟'.

قال الأميني: هذه |التي ذكرناها الآن هي| السنين السبع؛ و لكن أين تلك الساعات المزعومة عند الذهبي؟ و من ذا الذي قالها؟ و متى خلق قائلها؟ و أين هو؟ و أيّ مصدر ينصّ عليها؟ و أيّ راوٍ رواها؟ بل نتنازل معه و نرضى بقصّيص يقصّها |أو طرقيّ يذكرها؟ ليس لما أورده الذهبي موطن| غير ما في علبة مفكّرته أو عيبة أو هامه!!

و متى كان أبوبكر من تلك الطبقة؟ و قد مرّ في صحيحة الطبري |التي ذكرناها في كتابنا الغدير هذا| ص 240 أنّه أسلم بعد أكثر من خمسين رجلاً!!

فكأنّ الرجل |أي الذهبي| قرويّ من البعداء عن تاريخ الإسلام؛ أو أنّه عارف غير أنّه يروقه الإفك و قول الزور!!

و أمّا تسع سنين؛ فيمكن أن يراد منها سنتا الفترة والسنين السبع من البعثة إلي فرض الصلاة المكتوبة؛ والمبنيّ في هذه كلّها على التقريب لا على الدقّة والتحقيق؛ كما هو المطّرد في المحاورات |العادية بين جمهور العقلاء| فالكل صحيح لا خلاف بينها و لا تعارض هناك.]


|ثمّ قال العاصمي:| قلت: ففي هذه الرواية نكتة و هي أنّه قال: 'لا يقولها بعدي إلّا كاذب' و لم يقل: 'لم يقلها أحد دوني' فيكون ذلك قادحاً في تسمية الصحابة أبابكر باسم الصدّيق

[و فيه: أوّلاً أنّه لم يثبت أنّ الصحابة خاطبوا أبا بكر باسم الصديّق قبل أيّام إمارته؛ و تسميتهم إيّاه بالصدّيق بعد أيّام زعامته؛ تكون كتسميتهم و تعبيرهم عن الوليد بن يزيد بن عبد الملك ب"أميرالمؤمنين" و هذا لااعتبار به؛ لأنّه شأن جلّ الناس في جميع الأعصار و الأجيال والأمصار؛ لأنّ الناس أبناء من غلب.

و ثانياً: إنّ المتبادر إلى ذهن أهل اللسان؛ من كلمة: 'دوني' في كلام أميرالمؤمنين عليه السلام يكون بمعنى "غيري" و لهذا التبادر قرائن:

القرينة الأولى ما تقدّم في التعليق المتقدّم في الحديث الثاني ممّا رويناه عن النسائي فإنّ فيه أنّ عليّاً عليه السلام قال: 'ما أعرف أحداً من هذه الأمّة عبدت اللَّه بعد نبيّها غيري عبد اللَّه قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة بسبع سنين'.

و رواه أيضاً الحافظ الطبراني- المولود سنة: "260" المتوفّى عام: "360"- في الحديث: "1767" من كتاب المعجم الأوسط: ج 2 ص 444 ط رياض؛ قال:

حدّثنا أحمد |أبوبكر ابن الجعد الوشاء| قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح الأزدي قال: حدّثنا عمرو بن هاشم الجنبي عن الأجلح؛ عن سلمة بن كهيل؛ عن حبّة بن جوين العرني:

عن عليّ أنّه قال: الّلهمّ إنّك تعلم أنّ|ه| لم يعبدك أحد من هذه الأمّة بعد نبيّها صلى اللَّه عليه و سلم قبلي و لقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمّة ستّ سنين؟

و رواه الهيثمي و قال: "رواه أحمد و أبويعلى باختصار والبزّار والطبراني في الأوسط؛ و إسناده حسن.

و رواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "81" و ما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 61-54 ط 2.

و رواه بأطول منه؛ أحمد بن حنبل في الحديث: "212" من مسند عليّ عليه السلام برقم: "776" من كتاب المسند: ج 1؛ ص 99 ط 1؛ و في ط أحمد محمّد شاكر: ج 2 ص 119.

و رواه أيضاً محمّد بن سليمان الكوفي- المتوفى بعد سنة: "320"- في الحديث: "181" في الجزء الثاني من كتابه: مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1؛ ص 269 ط 1؛ قال:

حدّثنا محمّد بن منصور؛ عن أبي هشام الرفاعي عن ابن فضيل؛ عن الأجلح؛ عن سلمة بن كهيل؛ عن حبّة بن جوين:

عن عليّ |عليه السلام| قال: ما أعرف أحداً من هذه الأمّة بعد نبيّها عبد اللَّه |قبلي لقد عبدته| قبل أن يعبده أحد منهم سبع سنين أو |قال:| خمس سنين.

و رواه أيضاً أبويعلى الموصلي: أحمد بن عليّ بن المثنّى- المولود سنة: "210" المتوفّى عام: "307"- في الحديث: "187" من مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 1؛ ص 348 ط 1؛ قال:

حدّثنا أبوهشام الرفاعيّ حدّثنا محمّد بن فضيل؛ حدّثنا الأجلح؛ عن سلمة بن كهيل؛ عن حبّة بن جوين:

عن عليّ |عليه السلام| قال: ما أعلم أحداً من هذه الأمّة بعد نبيّها عبد اللَّه قبلي لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع سنين.

قال محقّقه: "إسناده قابل للتحسين و في متنه نكارة..." ثمّ استشهد لنكارته بما قطعناه هاهنا من ذنب الذهبي!!!

القرينة الثانية حديث أبي رافع إبراهيم- أو أسلم- مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم الذي ذكره الطبراني في ترجمته برقم: "952" من المعجم الكبير: ج 1؛ ص 320 ط 2 قال:

حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري حدّثنا يحيى الحمّاني حدّثنا عليّ بن هاشم؛ عن محمّد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه قال:

صلّى النبيّ صلى اللَّه عليه و سلم غداة الإثنين؛ و صلّت خديجة رضي اللَّه عنها يوم الإثنين من آخر النهار؛ و صلّى عليّ يوم الثلاثاء؛ فمكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين و أشهراً قبل أن يصليّ أحد.

و للحديث أسانيد و مصادر يجد الباحث بعضها في الحديث: "71" و تعليقاته من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 48 ط 2.

القرينة الثالثة رواية ابن عبّاس التي رواها الخوارزمي في الحديث "5" من الباب الرابع من كتابه: مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 18؛ ط الغريّ.

و رواها أيضاً ابن عساكر في الحديث: "9" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 73 ط 2 قال:

أخبرنا أبوغالب ابن البنّاء؛ أنبأنا أبومحمّد الجوهريّ أنبأنا أبوعمر ابن حيويه؛ أنبأنا أبوعبيد الصيرفي محمّد بن أحمد بن المؤمّل أنبأنا أحمد بن عبد اللَّه بن يزيد؛ أنبأنا عبد اللَّه بن عبد الجبّار الثمالي؟ |العمالى "خ ل"|أنبأنا إبراهيم بن أبي يحيى عن سهيل بن أبي صالح؛ عن عِكْرمة: عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: صلّت الملائكة عليّ و على عليّ بن أبي طالب؛ سبع سنين. قالوا: و لم ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره.

القرينة الرابعة الحديث المستفيض عن الصحابيّ الجليل أبي أيّوب الأنصاريّ؛ و الحديث قد رواه عنه جماعة منهم الخطيب البغدادي في عنوان: 'عبد الرحمان بن سعيد' من كتاب المتّفق والمفترق المخطوط: ج 10 الورق 22 أ قال:

عبد الرحمان بن سعيد؛ مولى أبي أيّوب الأنصاري حدّث عن أبي أيّوب؛ روى عنه يزيد بن أبي زياد الكوفي:

أخبرني الحسن بن محمّد بن الحسين الخلاّل؛ حدّثنا محمّد بن جعفر بن العبّاس النجّار؛ حدّثنا أبوعبيد القاسم بن إسماعيل؛ حدّثنا محمّد بن خلف المقرى ء حدّثنا عبد الرحمان بن قيس أبومعاوية؛ حدّثنا عمرو بن ثابت؛ عن يزيد بن أبي زياد:

عن عبد الرحمان بن سعد مولى أبي أيّوب؛ عن أبي أيّوب الأنصاري قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: صلّت الملائكة عليّ و على عليّ و ذلك إنّه لم يصلّ معي أحد قبله!

كذا في رواية الخطيب و في غير واحد من المصادر: 'و ذلك إنّه لم يصلّ معي أحد غيره' كما في الحديث: "112" و تاليه و تعليقاته من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 80 ط 2.

و مقتضى إطلاق حديث أبي أيّوب أنّ عليّاً عليه السلام كان سابقاً على أمّ المؤمنين خديجة في إقامة الصلاة؛ و أنّه كان له المعيّة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليهما و علي آلهما.] لاسيّما قد قال هذا و لم يكن أحد من الخلفاء دونه


في الأحياء.

[إخبار أميرالمؤمنين عليه السلام عن واقع؛ و كشفه عن سوابقه الميمونة لا دخل لها بحياة الخلفاء و مماتهم؛ فقوله عليه السلام: 'صلّيت قبل الناس بسبع...' إخبار منه عليه السلام بلطف اللَّه تعالى عليه و توفيقه إيّاه على أمر حرم منه جميع المسلمين أبوبكر و غيره.]

و قوله رضى الله عنه: 'صلّيت قبل النّاس' أراد قبل جماعة النّاس، أو قبل اجتماع النّاس لوقت الصلاة

[و بالتأّمل في الأحاديث المتقدّمة- على الخصوص أحاديث أبي رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه واله و سلم وابن عبّاس و أبي أيّوب الأن صاري- يتجلّى أنّ هذا هذر من القول؛ و تقديم الرأي على نصوص رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم؟! و لعلّ العاصمي لم يطّلع على النصوص المتقدّمة.

و ما ذكره العاصمي من قوله: لأنّا روينا قبل هذا من حديث إسلامه: 'فوجدهما يصلّيان يعني رسول اللَّه صلى اللّه عليه و خديجة فقال |عليّ|: ما هذا؟' ففيه أولا أنّه غير قويّ السند؛ و ثانياً إنّه معارض لبعض ما ورد حول إسلام عليّ عليه السلام؛ و على فرض عدم التعارض فهو تخصيص بدليل؛ و لا دليل على تقدّم صلاة غير رسول اللَّه و خديجة أو تقارنها على صلاة علي عليه السلام كي يخصّص الأخبار المتقدّمة به؛ مع أنّ التعليل الوارد في روايات أبي رافع و ابن عبّاس و أبي أيّوب الأنصاري آبٍ عن التخصيص.] لأنّا روينا قبل هذا من حديث إسلامه |و فيه:| 'فوجدهما


يصلّيان- يعني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و خديجة- فقال: ماهذا؟' و لكثرة الروايات في صلاة أبي بكر قبله.

[ياليت المصنّف ذكر بعض تلك الروايات الواردة حول صلاة أبي بكر قبل صلاة عليّ أو مقارنةً مع صلاة عليّ عليه السلام كي نعطي له النصفة العلمية و نعالج هذه العويصة التي تحيّرت فيها حفّاظ آل أميّة فتفرّقوا يميناً و شمالاً في توجيهها أوردّ النصوص الصريحة الصحيحة المستفيضة بلا مبرّر!!!

و ختاماً لهذا البحث نقول: يا شيعة آل أبي سفيان؛ هذه نصوص تقدّم عليّ عليه السلام الثابت من طريق حفّاظكم المنصفين؛ فهاتوا نصوص تقدّم أبي بكر على سائر المسلمين في الصلاة مع النبيّ حتّى نتفاهم معكم ونرفع هذا الخلاف العظيم القديم بيننا و بينكم لأنّ المسلمين في حاجة شديدة إلى رفع الخلاف أو تقليله بينهم.]


اما علمه بالكتاب طفلاً و لم يبلغ مبلغ الرجال


"554" فقوله تعالى: 'و يُعَلِّمُهُ الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل' |48: ال عمران: 3|.

374- روي عن ابن عبّاس |أنّه| قال: أوّل من آمن بعيسى بن مريم يحيى بن زكريّا عليهماالسلام ؛ ثمّ انقطع عنه الكلام حتّى أدرك- يعني عيسى عليه السلام- فلمّا أدرك رجع عيسى و أمّه إلى أرضهم و هو ابن اثنتي عشرة سنة ؛ و كتب الإنجيل عن ظهر قلبه و علّم تفسيرها فكان يحدّث و هم يتعجّبون ؛ من كثرة علمه في حداثة سنّه.

و كذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه كان أوّل من آمن بالرسول من بني أعمامه

[التقييد بقوله: "من بني أعمامه" غير صحيح؛ بل سبق عليّ عليه السلام في إيمانه جميع ذكور هذه الأمّة بقول مطلق؛ الّلهمّ إلاّ أن يريد العاصمي من كلامه هذا أنّ بني أعمام النبيّ سبقوا غيرهم في الإيمان برسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم و كان عليّ أوّلهم وأسبقهم؟!

نعم يبقى الكلام بالنسبة إلى سبقته على أمّ المؤمنين خديجة سلام اللَّه عليها؛ أو العكس؛ صريح بعض النصوص أنّ خديجة صلوات اللَّه عليها سبقته بيوم و ليلة كما ذكره العاصمي في الجهة السادسة من جهات المشابهة بين عليّ و آدم صلوات اللَّه عليهما في عنوان: 'و أمّا الذهن والفطانة' في ج 1؛ ص 293.] لأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه؛ أوحي إليه يوم الإثنين و أسلم عليّ رضى اللَّه عنه يوم الثلاثاء كما ذكرناه |في عنوان: 'بدء إسلام المرتضى...' من ج 1؛ ص 295|.

ثمّ إنّه أوتي العلم في حداثة سنّه فبلغ مبلغاً لم يبلغه غيره، لأنّه منذ أسلم كان يسمع النبيّ صلى اللَّه عليه و يتعلّم منه، و قد كان النبي عليه السلام يغرّه بالعلم غرّاً و يسرّ إليه من علومه مالم يسرّ إلى مثله سرّاً.

[يغرّه- على زنة يمدّه و بابه-: يلقمه و يطعمه العلم بحنان و حرص و نشاط كما يطعم الطير فرخه!!.]


و يدلّك عليه ما ذكرناه من أمر الواقعات والحوادث، و مانذكر|ه| من دعاء الإسرار

[تقدّم ذكره في عنوان: 'و أمّا العلم والحكمة' في الحديث: "212-62" في ج 1؛ ص 292-148.

و أيضاً سيذكره المصنف في أواخرالجهة الثانية من جهات التشابه بين رسول اللَّه و عليّ عليهما الصلاة والسلام في عنوان: 'و أمّا الأخوّة والقرابة' في ص 579 من مخطوطة زين الفتى هذا.] فكان كذلك أيّام حياة الرسول عليه السلام لايغيب عنه في سفر و لاحضر

[و هذا أمر جليّ لكلّ من له إلمام بسيرة النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلم من البدء إلى الختام.

و جاء بيان هذا المعنى عن لسان أميرالمؤمنين عليه السلام في عدّة من المصادر؛ و رواه أيضاً محمّد بن عبد اللَّه أبوجعفر الإسكافي- المتوفّى سنة: "240"- قبيل آخر كتاب المعيار والموازنة ص 300 ط 1؛

قال: قال |ابن الكوّاء لعليّ| فحدّثني عن نفسك. قال: قال اللَّه: 'فلا تزكّوا أنفسكم' |32: النجم: 53|قال: و قد قال |تعالى|: "و أمّا بنعمة ربّك فحدّث" |11: الضحى| |ف_|قال |عليه السلام|:

كنت أوّل داخل |على النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلم| و آخر خارج |من عنده| و كنت إذا سألت أعطيت و إذا سكتّ ابتديت؛ و كنت أدخل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم في كلّ يوم دخلةً و في كلّ ليلة |دخلة| و ربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك في منزلي؟ و إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلا بي و أقام نساءه فلم يبق |عنده|غيري و إذا أتاني لم يقم فاطمة و لا أحداً من ولدي فإذا سألته أجابني و إذا سكتّ عنه و نفدت مسائلي ابتدأني.

فما نزلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم آية من القرآن إلاّ أقرأنيها و أملاها عليّ و كتبتها بخطّي فدعا اللَّه أن يفهمني و يعطيني؛ فما نزلت آية من كتاب اللَّه إلاّ حفظتها و علّمني تأويلها.

و ما تركت شيئاً من حلال و لا حرام إلاّ و قد حفظته و علّمني تأويله |و| لم أنس منه حرفاً و احداً منذ وضع يده صلى اللَّه عليه و سلم على صدري فدعا اللَّه أن يملأ قلبي فهماً و علماً و حكماً و نوراً.]


إلّا مرّة واحدة منعه فيها عن الخروج معه "555" و جعله خليفة نفسه

[هذا التعبير ليس كما ينبغي؛ و كلمة: "نفسه" زائدة مستغنىً عنها؛ إذ كلّ أحد ينصب خليفة يجعلها من قبل نفسه لا من قبل غيره؛ فالنبيّ صلى اللَّه عليه و آله وسلم جعل عليّاً خليفةً ل ه على أمّته بقول مطلق غير محدود بحدّ؛ كما كان هارون عليه السلام كذلك.

و قول العاصمي بعد ذلك: "و فيها قال |له النبيّ صلى اللَّه عليه و آله و سلم| 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى' حقّ و صدق؛ و لكن صدور هذا القول من النبيّ صلى اللَّه عليه وآ له و سلم غير مخصوص بأيّام ذهابه صلى اللَّه عليه و آله و سلم إلى تبوك؛ كما سنشير إليه بعد.

و هو حديث متواتر رواه جمّ غفير من الحفّاظ؛ و كان أبوحازم العبدوي يقول: "هذا حديث خرّجته بخمسة آلاف إسناد!!" كما في ذيل الحديث:"205" في تفسير الآية: "59" من سورة النساء في كتاب شواهد التنزيل: ج 1؛ ص 195؛ ط 2.

و ليعلم أنّ هذا القول قاله صلى اللَّه عليه و آله و سلم قبل أيّام تبوك و بعدها؛ و قد ذكرنا بعض موارد صدور ذلك القول عن رسول اللَّه؛ و إعطائه عليّاً تلك المنزلة العظيمة؛ في تعليقنا على الحديث: "365" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1: ص 329 ط 2 فليراجع.] و فيها قال |له|: 'أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى'.

و بعدها في غزوة أخرى لرمد أصابه ثمّ لحق به و هو أرمد

[هكذا جاء في بعض الروايات؛ و لكن جلّ الروايات دالّة على أنّه عليه السلام كان معه في مسيره إلى خيبر؛ و لكن به رمد؛ فليلاحظ ما أورده الحافظ ابن عساكر في الحديث: "290-218" و ما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1؛ ص 247-174 ط 2.] كما ذكرناه في حديث الراية و خيبر؟.


/ 60