ذكر مشابه داود
و وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان اللَّه عليه و بين داود عليه السلام بثمانية أشياء:
الأوّل: بالعلم والحكمة.
والثاني: بالتفوّق على إخوانه في صغر سنّه.
والثالث: بالمبارزة بقتل جالوت.
والرابع: بالغدر معه من طالوت إلى أن أورثه اللَّه ملكه.
والخامس: بإلانة الحديد.
والسادس: بتسبيح الجوامد معه.
والسابع: بالولد الصالح.
والثامن: بفصل الخطاب.
و عاش |داود| مائة سنة، وملك أربعين سنة، و هو داود ابن إيشا.
اما العلم والحكمة
فقوله تعالى: 'و قتل داود جالوت و اتاه اللَّه الملك والحكمة و علّمه ممّا يشاء' |251: البقرة: 2|، فجمع اللَّه لداود عليه السلام بين العلم والملك، و ليس سلطان أعلى من سلطان العلم.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه اتاه اللَّه الملك والعلم والحكمة، فلذلك قال "463" صلى اللَّه عليه |واله وسلّم|: 'يا علي مُلِئت علماً و حكمة'، و قد تقدّم ذكرها.
[تقدّم ذكر الحديث في أوّل عنوان: 'و أمّا العلم والحكمة' في الأمرالخامس من جهات المشابهة بين عليّ و آدم عليهماالسلام؛ في ج 1 الورق 191 أو ص 148 ط 1.]
322- وروي عن عمرو بن بحر الجاحظ أنّه قال: كنت وليت |إدارة أمر| خزائن الحكمة أيّام الرشيد سبع سنين، فأتيت على جميع ما فيها فما رأيت كلمة إلّا أتيت بمثلها أو شبهها ماخلا عشر لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه:
إحداها قوله |عليه السلام|: 'قيمة كلّ امرئ مايُحسِنه'.
[للكلام مصادر كثيرة؛ و رواه أيضاً السيّد الرضيّ في المختار:"81" من الباب الثالث من نهج البلاغة.]
والثانية: 'النّاس أعداء ماجهلوا'.
[و هذا الكلام أيضاً رواه السيّد الرضيّ رفع اللَّه مقامه في المختار: "172؛ و 438" من قصار نهج البلاغة.]
والثالثة: 'المرء بأصغرية'.
[والكلام من الأمثلة السائرة؛ و نسبته إلى أميرالمؤمنين عليه السلام- كما رواه المؤلّف هاهنا عن الجاحظ- غير معهود لي.]
والرابعة: 'ما هلك امرؤ عرف قدره'.
[الكلام قد رأيته منسوباً إلى أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض المصادر و لكن لم يتيسّر لي مراجعته.]
والخامسة: 'كلّ ما يصعد في الهام فاللَّه بخلافه'.
[هذا هو الصواب؛ وفي أصلي: "كلّ ما يصعد في الإلهام..." والهام: جمع الهامة: الرأس. الدماغ؛ قيل: و منه بنات الهام: مخّ الدماغ.
و لا عهد لي بمصدر يذكر الكلام عن أميرالمؤمنين عليه السلام؛ نعم رأيت في غير واحد من المصادر معنى الكلام منسوباً إلى الإمام الباقر عليه السلام.]
والسادسة: 'من عرف نفسه فقد عرف ربّه'.
[لم أعهد مصدراً يذكر الكلام بهذه الصورة عن أميرالمؤمنين عليه السلام.]
والسابعة: 'أحمد اللَّه شكره، و استغفره قدره'.
[لا عهد لي بمصدر ينسب هذا الكلام إلى أميرالمؤمنين عليه السلام.]
والثامنة: 'بقيّة عمر المرء لاقيمة لها، بها يدرك مافاته، و يحيي ما أماته'.
[قد رأيت الكلام مرويّاً عن أميرالمؤمنين عليه في مصدر أو مصادر و لكن لم يتيسّر لي المراجعة.]
والتاسعة: 'استغن عمّن شئت تكن نظيره، و احتج إلى من شئت تكن أسيره، و تفضّل على من شئت تكن أميره'.
[ببالي أنّ هذا الكلام رواه الجاحظ أيضاً في كتاب البيان والتبيين.]
والعاشرة: 'لا رأي لمن لايُطاع'.
[و هذا الكلام جاء عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذيل غير واحد من خطبه عليه السلام منها المختار: "27" من نهج البلاغة.]
و قال رضي اللَّه عنه: قُبْلَة الولد رحمة؛ و قبلة المرأة شهوة؛ و قبلة الوالدين عبادة؛ و قبلة الأخ أخاه دين.
[لا عهد لي بمصدر ينسب هذا الكلام إلى أميرالمؤمنين عليه السلام.]
323- و |أيضاً| قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه:
النّاس من جهة التِمثال أكفاء
فإن لم يكن لهم في أصلهم نسب
ماالفضل إلّا لأهل العلم إنّهم
والعالمون بأهل الجهل عاطفة
والجاهلون لأهل العلم أعداء
أبوهم ادم والأمّ حوّاء
يفاخرون به فالطين والماء
على الهدى لمن استهدى أدلّاء
والجاهلون لأهل العلم أعداء
والجاهلون لأهل العلم أعداء
و ضدّ كلّ امرى ء ما كان يجهله
والجاهلون لأهل العلم أعداء.]
والجاهلون لأهل العلم أعداء.]
والجاهلون لأهل العلم أعداء.]