مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مفاخره في يوم الأحزاب


وروى ابن مسعود والصّادق "عليه السلام" في قوله تعالى: "وَكَفَى اللّهُ المُؤمِنينَ القِتَال" |الأحزاب: 25| يعني بعليّ بن أبي طالب، وقتله عمرو بن عبد ودّ. وقد رواه أبو نعيم الأصفهاني فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالإسناد، عن سفيان الثّوري، عن رجل، عن مرّة بن عبداللّه.

وروى جماعة من المفسّرين في قوله تعالى: "اُذْكُروا نِعْمَةَ اللّهِ عَليْكُمْ إذْ جَاءتْكُمْ جُنُود" |الأحزاب: 9| أنـّها نزلت في عليّ يوم الاحزاب، ولمّا عرف النّبيّ اجتماعهم حفر الخندق بمشورة سلمان، وأمر بنزول الذراري والنّساء في الآكام.

وكانت الأحزاب على الخمر والغناء، والمسلمون كأنّ على رؤوسهم الطّير، لمكان عمرو بن عبد ود العامري الملقّب بعماد العرب. وكان يعدّ بألف فارس، وقد سمّي أيضاً بفارس يليل، سمّي بذلك لأنـّه أقبل في ركب من قريش حتّى اذا كان بيليل ـ وهو اسم واد ـ عرضت لهم بنو بكر، قال لأصحابه: امضوا، فمضوا وقام في وجوه بني بكر.

وفي مغازي محمّد بن إسحاق: أنـّه لمّا ركز عمرو رمحه على خيمة النّبيّ "صلى الله عليه وآله" قال: يا محمّد اُبرز. ثمّ أنشأ يقول:

ولقد بححت من النّداء++

بجمعكم هل من مبارز

ووقفت إذ جبن الشّجاع++

بموقف البطل المناجز

إنّي كذلك لم أزل++

متسرّعاً نحو الهزاهز

انّ الشّجاعة والسّماحة++

في الفتى خير الغرائز

وفي كلّ ذلك يقوم عليّ ليبارزه، فيأمره النّبيّ "صلى الله عليه وآله" بالجلوس، لمكان بكاء فاطمة عليه من جراحاته في يوم اُحد، وقولها "عليها السلام": ما أسرع أن يأتم الحسين والحسن باقتحامه الهلكات. فنزل جبرئيل عن اللّه تعالى أن يأمر عليّاً بمبارزته، فقال "صلى الله عليه وآله": يا علي اُدن منّي، وعمّمه بعمامته ـ السّحاب ـ وأعطاه سيفه، وقال: إمض لشأنك، ثمّ قال: اللّهم أعنه، فلمّا توجّه "عليه السلام" إليه، قال النبيّ "صلى الله عليه وآله": خرج الإيمان كلّه إلى الكفر كلّه.

قال محمّد بن إسحاق: فلمّا لاقاه عليّ أنشأ يقول:

لا تعجلنّ فقد أتاك++

مجيب صوتك غير عاجز

ذو نيّة وبصيرة++

والصّبر منجي كلّ فائز

إنّي لأرجو أن اُقيم++

عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى++

ذكرها عند الهزاهز

وروي أنّ عمرواً قال: ما أكرمك قرناً!.

وفي رواية الطّبري والثّعلبي، قال عليّ: يا عمرو إنّك كنت في الجاهليّة تقول: لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاثة إلاّ قبلتها أو واحدة منها. قال: أجل. قال عليّ: فإنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأن تسلم لربّ العالمين، قال: أخّر عنّي هذه، قال عليّ "عليه السلام": أما إنّها خيرٌ لك لو أخذتها. ثمّ قال: أو ترجع من حيث جئت، قال عمرو: لا تحدّث نساء قريش بهذا أبداً، قال "عليه السلام": تنزل تقاتلني، فضحك عمرو، وقال: ما كنت أظنّ أحداً من العرب يرومني عليها، وإنّي لأكره أن أقتل الرّجل الكريم مثلك، وكان أبوك لي نديما، قال "عليه السلام": لكنّي اُحبّ أن أقتلك قال: فتناوشا فضربه عمرو في الدّرقة فقدّها، وأثبت فيه السّيف وأصاب رأسه فشجّه، وضربه عليّ على عاتقه فسقط.

وفي رواية حذيفة: ضربه عليّ على رجليه بالسيّف من أسفل، فوقع على قفاه. قال جابر: فثار بينهما قترة فما رأيتهما، وسمعت التّكبير تحتها، وانكشف أصحابه حتّى طفرت خيولهم الخندق، وتبادر المسلمون يكبّرون، فوجدوه على فرسه برجل واحدة يحارب عليّاً "عليه السلام" ، ورمى رجله نحو عليّ، فخاف من هيبتها رجلان ووقعا في الخندق.

وقال الطّبري: ووجدوا نوفلاً في الخندق، فجعلوا يرمونه بالحجارة، فقال لهم: قتلة أجمل من هذه، ينزل بعضكم لقتالي، فنزل إليه عليّ، فطعنه في ترقوته بالسّيف حتّى أخرجه من مراقه. ثمّ جرح منية بن عثمان العبدري، فانصرف ومات في مكّة.

وروي: ولحق هبيرة فأعجزه، فضرب عليّ قربوس سرجه وسقط درعه، وفرّ عكرمة وضرار.

قال جابر: شبّهت قصّته بقصّة داود "عليه السلام" في قوله تعالى: "فَهَزَمُوهُمْ بِإذْنِ اللّه"الآية |البقرة: 251| قالوا: فلمّا حزّ رأسه من قفاه بسؤال منه، قال علي "عليه السلام":

أعليّ تقتحم الفوارس هكذا++

عنّي وعنهم خبّروا أصحابي

عبد الحجارة من سفاهة رأيه++

وعبدت ربّ محمّد بصوابي

اليوم تمنعني الفرار حفيظتي++

ومصمّم في الهام ليس بناب

أرديت عمرواً إذ طغى بمهنّد++

صافي الحديد مجرّب قصّاب

لا تحسبنّ اللّه خاذل دينه++

ونبيّه يا معشر الأحزاب

ويروي عمرو بن عبيد: لمّا قدم عليّ برأس عمرو استقبله الصّحابة، فقبّل أبو بكر رأسه. وقال المهاجرون والأنصار: رهين شكرك ما بقوا.

وروى الواقدي، والخطيب، والخوارزمي: عن عبدالرّحمن السّعدي بإسناده، عن بهرم بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ "صلى الله عليه وآله" ، قال: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبدودّ أفضل من عمل اُمّتي إلى يوم القيامة.

وقال أبو بكر بن عياش: لقد ضرب عليّ ضربةً ما كان في الإسلام أعزّ منها، وضُرب ضربةً ما كان فيه أشأم منها، ويقال: إنّ ضربة ابن ملجم وقعت على ضربة عمرو.

ومن شعر السيّد الحميري:

وفي يوم جاء المشركون بجمعهم++

وعمرو بن ودّ في الحديد مقنع

فجدّ له شلواً صريعاً لوجهه++

رهيناً بقاع حوله الضّبع يجمع

وأهلكهم ربّي وردّوا بغيظهم++

كما اُهلكت عادٌ الطّغاة وتٌبّع

وقال ابن حمّاد:

من دعاه المصطفى عند انقطاع الحيل++

يوم سلع والوغى يرمي بمثل الشّعل

حين كان القوم من عمرو الكمي البطل++

أين صنوي أين صهري أين من هو بدلي

أين من يكشف عنّي كلّ خطب جلل++

عندها أيقن عمرو باقتراب الأجل

بحسام من كمي فالق للقلل++

ثمّ ألقاه لقى الجسم تريب الحلل

وانثنى نحو أخيه غير ما محتفل++

وغدا في الجوّ جبريل مليّاً يسأل

رافع الصّوت ينادي لا فتى إلاّ علي++

وقال المرزكي:

وفي الأحزاب جاءتهم جيوش++

تكاد الشّامخات لها تميد

فنادى المصطفى فيه عليّاً++

وقد كادوا بيثرب أن يكيدوا

فأنت لهذه ولكلّ يوم++

تذلّ لك الجبابرة الاسود

فسقى العامريّ كؤوس حتف++

فهزمت الجحافل وا لجنود

وقال غيره:

ووقعة الأحزاب إذ طار لها++

من خيفة الأبطال عقل البطل

والنّاس ممّا نالهم في حيرة++

حول رسول اللّه عند الدّلدل

وقد بدا عمرو وعمرو بطلٌ++

تخافه نفس الكميّ البطل

فذاق من سيف عليّ ضربةً++

أنسأه طعم الرّحيق السّلسل

راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 134 ـ 140|

فيما ظهر منه في غزاة السلاسل


السّلاسل اسم ماء، روى أبو القاسم بن شبل الوكيل، وأبو الفتح الحفّار، بإسنادهما عن الصّادق "عليه السلام" ، ومقاتل، والزّجّاج، ووكيع، والثّوري، والسّدي، وأبو صالح، وابن عبّاس: أنـّه أنفذ النبيّ "صلى الله عليه وآله" أبا بكر في سبعمائة رجل، فلمّا صار إلى الوادي وأراد الانحدار، فخرجوا إليه، فهزموه، وقتلوا من المسلمين جمعاً كثيراً، فلمّا قدموا على النبيّ بعث عمر فرجع منهزماً، فقال عمرو بن العاص: إبعثني يا رسول اللّه، فإنّ الحرب خدعة ولَعَلي أخدعهم فبعثه، فرجع منهزماً.

وفي رواية: أنـّه أنفذ خالداً، فعاد كذلك، فساء النّبيّ ذلك فدعا عليّاً، وقال: أرسلته كرّاراً غير فرّار، فشيّعه إلى مسجد الأحزاب، فسار بالقوم متنكّباً عن الطريق، يسير باللّيل ويكمن بالنّهار، ثمّ أخذ عليّ محجّة غامضة، فسار بهم حتّى استقبل الوادي من فمه، ثمّ أمرهم أن يعكموا الخيل، وأوقفهم في مكان، وقال: لا تبرحوا، وانتبذ أمامهم وأقام ناحيةً منهم.

فقال خالد ـ وفي رواية قال عمر ـ: أنزلنا هذا الغلام في واد كثير الحيّات والهوام والسّباع، إمّا سبعٌ يأكلنا، أو يأكل دوابّنا، وإمّا حيّات تعقرنا وتعقر دوابّنا، وإمّا يعلم بنا عدوّنا فيأتينا ويقتلنا، فكلّموه نعلو الوادي، فكلّمه أبو بكر فلم يجبه، فكلّمه عمر فلم يجبه، فقال عمرو بن العاص: إنـّه لا ينبغي أن نضيّع أنفسنا، إنطلقوا بنا نعلو الوادي، فأبى ذلك المسلمون.

ومن روايات أهل البيت "عليهم السلام": أنـّه أبت الأرض أن تحملهم، قالوا: فلمّا أحسّ "عليه السلام" الفجر قال: إركبوا بارك اللّه فيكم وطلع الجبل حتّى اذا انحدر على القوم وأشرف عليهم، قال لهم: اُتركوا عكمة دوابّكم، قال: فشمّت الخيل ريح الإناث فصهلت، فسمع القوم صهيل خيلهم فولّوا هاربين.

وفي رواية مقاتل والزّجّاج: أنـّه كبس القوم وهم غادون، فقال: يا هؤلاء أنا رسول رسول اللّه إليكم، أن تقولوا لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وإلاّ ضربتكم بالسّيف، فقالوا: انصرفوا عنّا كما انصرف الثّلاثة، فإنّك لا تقاومنا، فقال "عليه السلام": إنّني لا أنصرف أنا علي بن أبي طالب، فأضطربوا وخرج إليه الأشدّاء السّبعة، وناصحوه وطالبوا الصّلح، فقال "عليه السلام": إمّا الإسلام، وإمّا المقاومة.

فبرز إليه واحدٌ بعد واحد، وكان أشدّهم آخرهم، وهو سعد بن مالك العجلي وهو صاحب الحصن، فقتلهم فانهزموا، ودخل بعضهم في الحصن، وبعضهم استأمنوا، وبعضهم أسلموا، وأتوه بمفاتيح الخزائن.

قالت اُمّ سلمة: انتبه النّبيّ من القيلولة، فقلت: اللّه جارك مالك؟ فقال "صلى الله عليه وآله": أخبرني جبرئيل بالفتح. ونزلت: "وَالْعادِياتِ ضَبْحاً".

وإلى ذلك أشار المدني:

وقوله والعاديات ضبحاً++

يعني عليّاً إذ أغار صبحا

على سليم فشناها كفحا++

فأكثر القتل بها والجرحا

وأنتم في الفرش نائمونا++

فبشّر النّبيّ أصحابه بذلك، وأمرهم باستقباله والنّبيّ تقدّمهم، فلمّا رأى علي "عليه السلام" النبيّ "صلى الله عليه وآله" ترجّل عن فرسه، فقال النبيّ: إركب فإنّ اللّه ورسوله عنك راضيان، فبكى عليّ فرحاً، فقال النبيّ: يا علي لولا أنّي اُشفق أن تقول فيك طوائف من اُمّتي ما قالت النّصارى في المسيح... الخبر.

وقال العوني:

من ذا سواه إذا تشاجرت القنا++

وأبى الكماة الكرّ والإقداما

ورأيت من تحت العجاج لنقعها++

فوق المغافر والوجوه قتاما

كشف الإله بسيفه وبرأيه++

يظمي الجواد ويروي الصّمصاما

وقال الحميري:

وفي ذات السلاسل من سليم++

غداة أتاهم الموت المبير

وقد هزموا أبا حفص وعمراً++

وصاحبه مراراً فاستطيروا

راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 140 ـ 142|.

/ 122