مساواته مع داود
قال اللّه تعالى: "يَا دَاوُدُ إنّا جَعَلْنَاكَ خَليفَةً في الأرْضِ" |ص: 26| وعليّ قال: من لم يقل انّي رابع الخلفاء، الخبر. وقال تعالى في داود: "وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ" |البقرة: 251| وقد قتل عليّ عمرواً ومرحباً.
وكان له حجر فيه سبب قتل جالوت. ولعليّ سيف يدمّر به الكفّار.
وقال تعالى لداود: "بَقِيّةٌ ممّا تَرَكَ آل موسَى وَآل هَارون" |البقرة: 248|ولعليّ وولده: "بَقِيّةُ اللّه خَيْرٌ لَكُمْ" |هود: 86| وبقيّة اللّه خير من بقيّة موسى.
ولداود سلسلة الحكومة، وعلي فلاّق الاغلاق: أقضاكم عليّ.
وقال داود: "اَلْحَمدُ للّهِ الَّذي فَضَّلَنَا عَلَى كثير مِنَ عِبَادِهِ المُؤمِنين"|النمل: 15|، وهذا دعوى، وقال اللّه في عليّ: "وَفَضَّلَ اللّهُ المُجَاهِدينَ" الآية |النساء: 95|وهذا دليل.
وقال اللّه في داود: "فَهَزَمُوهُمْ بِإذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ" |البقرة: 251|وقد هزم عليّ جنود الكفر والبغي.
قال بعضهم شعراً:
كان داود سيف طالوت حتّى++
هزم الخيل واستباح العديّا
وعليّ سيف النّبيّ بسلع++
يوم أهوى بعمرو المشرفيّا
فتولىّ الأحزاب عنه وخلّوا++
كبشهم ساقطاً بحال كديّاً
أنبئوا الوحي أنّ داود قد كا++
ن بكفّيه صانعاً هالكيّاً
وعليّ من كسب كفّيه قد أعـ++
ـتق الفاً بذاك كان جزيّا
راجع: المناقب |3: 255 ـ 256|.
مساواته مع طالوت
قال اللّه تعالى في طالوت: "وَزَادَهُ بَسْطَةً في العِلْمِ وَالجسْمِ" |البقرة: 247|وكان عليّ أعلم الاُمّة وأشجعهم.
وقال تعالى: "إنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالوت مَلِكاً قَالُوا أنّى يَكُونُ لَهُ المُلك عَلَيْنَا وَلمْ يُؤتَ سَعَةً مِنَ المَالِ" |البقرة: 247| ومثله لمّا أقام النّبيّ "صلى الله عليه وآله" عليّاً مقامه، فقالوا نحوه، كما بسطنا القول في مجلّدنا الأوّل.
وقال تعالى في طالوت: "إنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ" الآية |البقرة: 247| وقد قال في عليّ: "وآلَ عِمْرانَ عَلَى العَالَمين" |آل عمران: 33| وهذا في قول من قال: إنّ اسم أبي طالب عمران.
قال ابن علويّة:
في قصّة الملأ الّذين نبيّهم++
سألوا له ملكاً أخا أركان
قال النّبيّ فإنّ ربّي باعث++
طالوت يقدمكم أخا أقران
قالوا وكيف يكون ذاك وليس ذا++
سعة ونحن أحقّ بالسّلطان
قال اصطفاه عليكم بمزيده++
من بسطة في العلم والجسمان
واللّه يؤتي من يشاء ولم يكن++
من نال منه كرامةً بمهان
وكذاك كان وصيّ أحمد بعده++
متبسّطاً في الجسم والعرفان
لمّا تولّى الأمر شدّ عصابة++
عنه شدود توافر الثّيران
بكم وهم لا يعقلون ولا هم++
يتصفّحون عمون كالصّمّان
قال النّبيّ فإنّ آية ملكه++
إتيان تابوت له تيّان
إتيان تابوت سيأتيكم به++
أملاك ربّي أيّما اتيان
فيه سكينة ربّكم وبقيّة++
يا قوم ممّا ورث الآلان
راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 256 ـ 257|.