مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قضاياه في عهد عثمان


روت العامّة والخاصّة: أنّ امرأةً نكحها شيخٌ كبيرٌ، فحملت، فزعم الشّيخ أنـّه لم يصل إليها وأنكر حملها، فسأل عثمان المرأة: هل افتضّكِ الشّيخ؟ وكانت بكراً، فقالت: لا، فأمر بالحدّ، فقال أمير المؤمنين "عليه السلام": إنّ للمرأة سمّين: سمّ الحيض، وسمّ البول، فلعلّ الشّيخ كان ينال منها، فسال ماؤه في سمّ المحيض فحملت منه، فقال الرجل: قد كنت أنزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض، فقال أمير المؤمنين: الحمل له، والولد له، وأرى عقوبته على الإنكار له.

وفي تفسير الثعلبي، وأربعين الخطيب، وموطّأ مالك بأسانيدهم، عن بعجة بن بدر الجهني: أنـّه اُتي بامرأة قد ولدت لستّة أشهر فهمّ برجمها، فقال أمير المؤمنين "عليه السلام": إن خاصمتك بكتاب اللّه خصمتك انّ اللّه تعالى يقول: "وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً" ثمّ قال: "وَالوَالِداتُ يُرْضِعْنَ أوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أرادَ أنْ يُتِمّ الرَّضاعَةَ" فحولين مدّة الرّضاع وستّة أشهر مدّة الحمل، فقال عثمان: ردّوها، ثمّ قال: ما عند عثمان بعد أن بعث إليها ترد.

وفيه: كانت يتيمة عند رجل، فتخوّفت المرأة أن يتزوّجها، فدعت بنسوة حتّى أمسكنها وأخذت عذرتها باصبعها، فلمّا قدم زوجها رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة، وأقامت البيّنة من جاراتها، فرفع ذلك إلى عثمان أو إلى عمر، فجاء بهم إلى علي "عليه السلام"، فسألها البيّنة، فقالت: جيران هؤلاء، فأخرج أمير المؤمنين السّيف من غمده، فطرحه بين يديه.

ثمّ دعا امرأة الرّجل، فأدارها بكلّ وجه، فأبت أن تزول عن قولها فردّها، ودعا بإحدى الشّهود وجثا على ركبتيه ثمّ قال: تعرفيني أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي، وقد قالت امرأة الرّجل ما قالت، وأعطيتها الأمان، وإن لم تصدقيني لاُمكننّ السّيف منك، فقالت: الأمان على الصّدق، قال "عليه السلام": فاصدقيني، فقالت: لا واللّه إنّها رأت جمالاً وهيئةً، فخافت فساد زوجها، فسقتها المسكر ودعتنا، فأمسكناها فافتضّتها باصبعها.

فقال "عليه السلام": اللّه أكبر أنا أوّل من فرّق الشّهود بعد دانيال النّبي، فألزمها حدّ القاذف وألزمهنّ جميعاً العقر، وجعل عقرها أربعمائة درهم، وأمر المرأة أن تنفى من الرّجل ويطلقها زوجها وزوّجه الجارية.

فقال عمر: يا أبا الحسن فحدّثنا بحديث دانيال ، فحكى "عليه السلام" أنّ ملكاً من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان، وكان لهما صديق، وكان رجلاً صالحاً، وكان له امرأة جميلة، فوجّه الملك الرّجل إلى موضع، فقال الرّجل للقاضيين، اُوصيكما بامرأتي خيراً، فقالا: نعم، فخرج الرّجل وكان القاضيان يأتيان بباب الصّديق فعشقا امرأته، فراوداها عن نفسها فأبت، فقالا: لنشهدنّ عليكِ عند الملك بالزنى ثم لنرجمنّك، فقالت: إفعلا ما احببتما.

فأتيا الملك فشهدا عنده بأنـّها بغت، فدخل على الملك من ذلك أمر عظيم وقال للوزير: مالك في هذا من حيلة؟ فقال: ما عندي في هذا شيء، ثمّ خرج فإذا هو بغلمان يلعبون وفيهم دانيال، فقال دانيال: يا معشر الصّبيان تعالوا حتّى أكون أنا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة، ويكون فلان وفلان القاضيين الشّاهدين عليها، ثمّ جمع تراباً وجعل سيفاً من قصب، ثمّ قال للصّبيان: خذوا هذا فنحّوه إلى مكان كذا وكذا، وخذوا بيد هذا إلى موضع كذا.

ثمّ دعا بأحدهما، فقال له: قل حقّاً فإن لم تقل حقّاً قتلتك بما تشهد، قال: أشهد أنـّها بغت، قال: متى؟ قال: يوم كذا وكذا، قال: مع من؟ قال: مع فلان بن فلان، قال: وأين؟ قال: موضع كذا وكذا، قال: ردّوه إلى مكانه، وهاتوا الآخر، فلمّا جاء قال له: بما تشهد؟ فقال: اشهد انـّها بغت، قال: متى؟ قال: يوم كذا وكذا، قال: مع من؟ قال: مع فلان بن فلان، قال: فأين؟ قال: في موضع كذا وكذا، فخالف صاحبه، فقال دانيال: اللّه أكبر شهدا بزور يا فلان، ناد في النّاس إنّما شهدا على فلانة بالزّور، فاحضروا قتلهما، فذهب الوزير إلى الملك مبادراً فأخبره الخبر، فحكم الملك في القاضيين، فاختلفا فقتلهما.

راجع: المناقب لابن شهرآشوب |2: 370 ـ 373|.

بعض قضاياه فيما بعد بيعة العامّة


عن جعفر الصّادق، عن أمير المؤمنين "عليهما السلام" في رجل أمر عبده أن يقتل رجلاً، فقال: وهل العبد عند الرّجل إلاّ كسوطه، أو كسيفه، يقتل السيّد، ويودع العبد السّجن.

قال: ولي ثلاثة قتلا، فدعوا إلى علي "عليه السلام" أمّا واحد منهم أمسك رجلاً، وأقبل الآخر فقتله، والثّالث وقف في الرّؤية يراهم، فقضى في الّذي كان في الرّؤية أن تسمل عيناه، وفي الّذي أمسك أن يسجن حتّى يموت كما أمسك، وفي الّذي قتله أن يقتل.

وعن عمّار الذّهبي، عن أبي الصّهباء، قال: قام ابن الكواء إلى عليٍّ "عليه السلام" وهو على المنبر، وقال: إنّي وطأت دجاجة ميّتة، فخرجت منها بيضة أفآكلها؟ قال: لا، قال ابن الكواء: فإن استحضنتها فخرج منها فرخ أفآكله؟ قال: نعم، قال: فكيف؟ قال: لأنـّه حيّ خرج من ميت، وتلك ميتة خرجت من ميتة.

عن الحسن بن علي العبدي، عن سعد بن طريف، عن شريح: أنّ امرأة أتت إليه، فقالت: إنّ لي ما للرّجال وما للنّساء، فقال: إنّ أمير المؤمنين يقضي على المبال، قالت: فإنّي أبول بهما وينقطعان معاً، فاستعجب شريح، قالت: وأعجب من هذا: جامعني زوجي فولدت منه، وجامعت جاريتي فولدت منّي.

فضرب شريح إحدى يديه على الاُخرى متعجّباً، ثمّ جاء إلى أمير المؤمنين "عليه السلام" ، فقالت: هو كما ذكر، فقال لها: فمن زوجك؟ قالت: فلان بن فلان، فبعث إليه فدعاه وسأله عمّا قالت، قال: هو كذلك، فقال له "عليه السلام": لأنت أجرى من صائد الأسد حين تقدم عليها بهذه الحال.

ثمّ قال: يا قنبر اُدخل مع أربع نسوة فعدّ أضلاعها، فقال زوجها: لا آمن عليها رجلاً ولا أأتمن عليها امرأة، فأمر دينار الخصيّ أن يشدّ عليه ثياباً وأخلاه في بيت، ثمّ ولجه وأمره بعدّ أضلاعها، فكانت من الجانب الأيمن ثمانية، ومن الجانب الأيسر سبعة، فلبّسها ثياب الرّجال، وألحقها بهم، فقال الزّوج: يا أمير المؤمنين ابنة عمّي قد ولدت منّي تلحقها بالرّجال؟ فقال: إنّي حكمت فيها بحكم اللّه، إنّ اللّه تعالى خلق حوّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى، فأضلاع الرّجال تنقص، وأضلاع النّساء تمام.

وروى بعض أهل النّقل أن أمير المؤمنين أمر عدلين أن يحضرا بيتاً خالياً، وأحضر الشّخص معهما، وأمر بنصب مرآتين إحداهما مقابلة لفرج الشّخص، والاُخرى مقابلة للمرأة الاُخرى، وأمر الشخص أن يكشف عن عورته في مقابلة المرآة حيث لا يراه العدلان، وأمر العدلين بالنّظر في المرآة المقابلة لها، فلمّا تحقّق العدلان صحّة ما ادّعاه الشّخص من الفرجين، اُعتبر حاله بعدّ أضلاعه.

وفي كتاب التّهذيب |9: 74| في خبر عن أمير المؤمنين "عليه السلام" أنـّه لمّا نهى عن أكل الطّحال، قال قصّاب: يا أمير المؤمنين ما الكبد والطّحال إلاّ سواء، فقال له: كذبت يالكع إئتني بتور من ماء اُنبئك بخلاف ما بينهما، فأتي بكبد وطحال وتور من ماء، فقال: شقّ الكبد من وسطه، والطّحال من وسطه، ثمّ رماها في الماء جميعاً، فابيضت الكبد ولم ينقص منه شيء، ولم يبيضّ الطّحال، وخرج ما فيه كلّه وصار دماً كلّه وبقي جلداً وعروقاً، فقال له: هذا خلاف ما بينهما، هذا لحم وهذا دم.

وروى أبو جعفر القمّي في كتابه فيمن لا يحضره الفقيه |3: 24| والكليني في الكافي |7: 372| والطّوسي في التّهذيب |6: 316| وابن فيّاض في شرح الاخبار: أنـّه "عليه السلام" قال: إنّي أحكم بحكم داود "عليه السلام" ، ونظر في وجوههم، ثمّ قال: ما تظنّون؟ تظنّون انّي لا أعلم بما صنعتم بأبي هذا الفتى؟ إنّي إذاً لقليل العلم، ثمّ فرّق بينهم، ودعا واحداً واحداً، يقول اخبرني ولا ترفع صوتك، وسأله عن ذهابهم، ونزولهم، وعامهم، وشهرهم، ويومهم، ومرض الرّجل، وموته، وغسله، وتكفينه، والصّلاة عليه، ودفنه، وموضع قبره.

وأمر عبداللّه بن أبي رافع بكتابة قوله، فلمّا كتب كبّر وكبّر النّاس معه، فظنّ الآخر أنـّه أخبرهم بذلك، ثمّ أمر بردّ الرّجل إلى مكانه، ودعا بآخر عمّا سأل الأوّل، فخالفه في الكلام كلّه، فكبّر أيضاً، ثمّ دعا بثالث، ثمّ برابع، فكان يتلجلج فوعظه وخوّفه، فاعترف أنـّهم قتلوا الرّجل وأخذوا ماله، وأنـّهم دفنوه في موضع كذا بالقرب من الكوفة.

فكان يستدعي بعد ذلك واحداً واحداً، ويقول: اُصدقني عن حالك، وإلاّ نكلت بك، فقد وضح لي الحقّ في قضيّتكم، فيعترف الرّجل مثل صاحبه، فأمر بردّ المال وإنهاك العقوبة، وعفا الشّابّ عن دمائهم.

فسألوه عن حكم داود، فقال "عليه السلام": انّ داود "عليه السلام" مرّ بغلمان يلعبون وينادون واحداً منهم أي مات الدّين فقال داود: ومن سمّاك بهذا الإسم؟ قال اُمّي، قال: انطلق بنا إلى اُمّك، فقال: يا أمة اللّه ما اسم ابنكِ هذا؟ وما كان سبب ذلك؟ قالت: إنّ أباه خرج في سفر له ومعه قوم وأنا حامل بهذا الغلام.

فانصرف قومي ولم ينصرف زوجي، فسألتهم عنه، فقالوا: مات، وسألتهم عن ماله، فقالوا: ما ترك مالاً، فقلت لهم: أوصاكم بوصيّة؟ قالوا: نعم، زعم انـّك حبلى وإن ولدت جاريةً او غلاماً فسمّيه: مات الدّين، فسميّته كما وصّى، فقال لها: فهل تعرفين القوم؟ قالت: نعم، قال: انطلقي معي إلى هؤلاء، فاستخرجهم من منازلهم، فلمّا حضروا حكم فيهم بهذه الحكومة، فثبت عليهم الدّم، واستخرج منهم المال، ثمّ قال: يا أمة اللّه سمّي ابنك هذا عاش الدّين.

وفيه عن ابن المسيّب: أنـّه كتب معاوية إلى أبي موسى الأشعري يسأله أن يسأل عليّاً عن رجل يجد مع امراته رجلاً يفجر بها فقتله، ما الّذي يجب عليه؟ قال: إن كان الزّاني محصناً، فلا شيء على قاتله؛ لأنـّه قتل من يجب عليه القتل.

وفيه أيضاً: أنـّه أنفذ رجل غلاماً مع ابنه الى الكوفة، فتخاصما، فضربه الابن، فنكل عنه الغلام، وسبّه حتّى ادّعى أنـّه مملوكه، فتحا كما إلى أمير المؤمنين "عليه السلام" فقال لقنبر: اثقب في الحائط ثقبين، ثمّ قال لاحدهما: ادخل رأسك في هذا الثّقب، ثمّ قال: يا قنبر عليّ بالسّيف سيف رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ، عجّل إضرب رقبة العبد منهما، قال: فأخرج الغلام رأسه مبادراً، ومكث الآخر في الثّقب، فأدّب الغلام على ما صنع، ثمّ ردّه إلى مولاه، وقال: لئن عدت لأقطعنّ يدك.

وفيه روي عن الصّادق "عليه السلام": أنـّه تزوّج رجل من الأنصار امرأةً على عهد أمير المؤمنين "عليه السلام" ، فلمّا كان ليلة البناء بها عمدت المرأة إلى رجل صديق لها فأدخلته الحجلة، فلمّا دخل الزّوج يباضع أهله ثأر الصّديق واقتتلا في البيت، فقتل الزّوج الصّديق، وقامت المرأة فضربت الزّوج ضربةً فقتلته بالصديق، فقال "عليه السلام": تضمن المرأة دية الصّديق، وتقتل بالزّوج.

وحكم "عليه السلام" في وصيّة بجزء من مال أنّه السّبع، من قوله تعالى: "لِكُلّ بَاب مِنْهُمْ جُزء مَقْسُوم" |الحجر: 44| وفي وصيّة بسهم أنّه الثُّمن، من قوله تعالى:"إنَّما الصَّدَقَاتُ" الآية |التوبة: 60|.

وفي قول واحد: اعتق عنّي كلّ عبد قديم في ملكي، فقال "عليه السلام": أن يعتق ما في ملكه ستّة أشهر، من قوله تعالى: "وَالْقَمرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ" الآية |يس: 39|وفي نذر حين، أن يصوم ستّة أشهر، من قوله تعالى: "تُؤْتي اُكُلَهَا كُلَّ حِيْن" الآية |ابراهيم: 25|.

وفيه أيضاً أنـّه: كتب ملك الرّوم إلى معاوية يسأله عن خصال، فكان فيما سأله: أخبرني عن لا شيء، فتحيّر، فقال عمرو بن العاص: وجّه فرساً فارها إلى معسكر عليّ ليباع. فاذا قيل للّذي هو معه بكم؟ يقول: بلا شيء، فعسى أن تخرج المسألة، فجاء الرّجل الى عسكر عليّ، إذ مرّ به عليّ ومعه قنبر، فقال: يا قنبر ساومه، فقال: بكم الفرس؟ قال بلا شيء. فقام الامام "عليه السلام": يا قنبر خذ منه، قال: أعطني لا شيء، فأخرجه الى الصّحراء وأراه السّراب، فقال: ذلك لا شيء، قال: إذهب فخبّره، قال: وكيف قلت؟ قال: أما سمعت بقول اللّه تعالى: "يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حتّى إذَا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً" |النور: 39|.

وسأله "عليه السلام" ، ابن الكواء: كم بين السّماء والأرض؟ فقال "عليه السلام": لحظة للدّعوة المستجابة. قال: وما طعم الماء؟ قال: طعم الحياة. وكم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشّمس. وما أخوان ولدا في يوم وماتا في يوم، وعمر أحدهما مئة وخمسون سنة، وعمر الآخر خمسون سنة. فقال "عليه السلام": عزير وعزرة أخوه، لأنّ عزيراً أماته اللّه مئة عام ثمّ بعثه.

وعن بقعة ما طلعت عليها الشّمس الاّ لحظةً واحدةً؟ فقال "عليه السلام": ذلك البحر الّذي فلقه اللّه لبني إسرائيل. وعن إنسان يأكل ويشرب ولا يتغوّط؟ قال "عليه السلام": ذلك هو الجنين، وعن شيء شرب وهو حيّ وأكل وهو ميّت؟ قال "عليه السلام": ذلك عصا موسى، شربت وهي في شجرتها غضّةً، وأكلت لمّا التقفت حبال السّحرة وعصيّهم.

وعن بقعة علت على الماء في أيّام طوفان؟ فقال "عليه السلام": ذلك موضع الكعبة؛ لأنـّها كانت ربوةً. وعن مكذوب عليه ليس من الجنّ ولا من الإنس؟ فقال: ذلك الذّئب، إذ كذب عليه إخوة يوسف.

وعن من اُوحي اليه ليس من الجنّ ولا من الإنس؟ فقال "عليه السلام": وأوحى ربّك الى النّحل.

وعن أطهر بقعة على وجه الأرض لا تجوز الصّلاة عليها؟ فقال: ذلك ظهر الكعبة. وعن رسول ليس من الجنّ والإنس ولا من الملائكة والشّياطين؟ فقال: ذلك الهدهد، قال سليمان: إذهب بكتابي هذا.

وعن مبعوث ليس من الجنّ والإنس ولا من الملائكة والشّياطين؟ فقال "عليه السلام": ذلك الغراب، فبعث اللّه غُراباً. وعن نفس في نفس ليس بينهما قرابة ولا رحم؟ فقال "عليه السلام": ذلك يونس النّبيّ في بطن الحوت.

ومتى القيامة؟ قال: عند حضور المنية وبلوغ الأجل. وما عصا موسى؟ فقال "عليه السلام": كان يقال لها: الاُربية، وكان من عوسج طولها سبعة أذرع بذراع موسى، وكانت من الجنّة أنزلها جبرئيل على شعيب.

وسئل "عليه السلام": كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت وأنا الصّدّيق الأوّل، والفاروق الأعظم، وأنا وصيّ خير البشر، وأنا الأوّل وأنا الآخر. وأنا الباطن وأنا الظّاهر، وأنا بكلّ شيء عليم، وأنا عين اللّه، وأنا جنب اللّه، وأنا أمين اللّه على المرسلين، بنا عُبداللّه، ونحن خزّان اللّه في أرضه وسمائه، وأنا اُحيي واُميت، وأنا حيّ لا أموت.

فتعجّب الأعرابيّ من قوله، فقال "عليه السلام": أنا الاوّل: أوّل من آمن برسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ، وأنا الآخر، آخر من نظر فيه لمّا كان في لحده، وأنا الظّاهر: فظاهر الإسلام، وأنا الباطن: بطين من العلم، وأنا بكلّ شيء عليم: فانّي عليم بكلّ شيء أخبره اللّه به نبيّه فأخبرني به.

فأمّا عين اللّه: فأنا عينه على المؤمنين والكفرة، وأمّا جنب اللّه، فأن تقول نفس يا حسرتا على ما فرّطت في جنب اللّه، ومن فرّط فيّ فقد فرّط في اللّه، ولم يخبر لنبيٍّ نبوّة حتى يأخذ خاتماً من محمّد، فلذلك سمّي خاتم النّبيّين، ومحمّد سيّد النّبيّين، فأنا سيّد الوصيّين.

وأمّا خزّان اللّه في أرضه، فقد علّمنا ما علمنا رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" بقول وصدق، وأنا اُحيي: اُحيي سنّة رسول اللّه، وأنا اُميت: اُميت البدعة، وأنا حيّ لا أموت، لقوله تعالى: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوْا في سَبِيلِ اللّهِ أمْواتاً بَلْ أحْيَاءٌ عِنْدَ رَبّهِمْ يُرْزَقُون"|آل عمران: 169|.

قال العبدي:

لك قال النّبيّ هذا عليّ++

أوّل آخر سميع عليم

ظاهر باطن كما قالت الشمس++

جهاراً وقولها مكتوم

وقال محمد بن أبي نعمان:

جسد طهّره ربّ البرايا++

واجتباه واصطفاه من عليّ

وارتضاه وحباه لمعان++

لطفت عن كلّ معنىً معنويّ

وصفيّ ووصيّ وإمام++

عادل بعد النّبيّ

وهو في الباطن من++

مكنون سرّ أوحديّ

أوّل في الكون من قبل البرايا++

آخر في الآخريّ

فهو في الظّاهر شخص بشريّ++

ناطق من جسم ربّ آدميّ

وهو في الباطن جسم ملكيّ++

أبطحيّ قرشيّ هاشميّ ووليّ

قال الزاهي:

وهو لكلّ الأوصياء آخر++

يضبطه التّوحيد في الخلق انضبط

باطن علم الغيب والظّاهر في++

كشف الإشارات وقطب المغتبط

محيي بحدّي سيفه الدّين كما++

أمات ما أبدع أرباب اللّغط

ومن بعض ما قاله "عليه السلام": أنا دحوت أرضها، وأنشأت جبالها، وفجّرت عيونها، وشققت أنهارها، وغرست أشجارها، وأطعمت ثمارها، وأنشأت سحابها، وأسمعت رعدها، ونوّرت برقها، وأضحيت شمسها، وأطلعت قمرها، وأنزلت قطرها، ونصبت نجومها، وأنا البحر القمقام الزّاخر، وسكنت أطوادها، وأنشأت جواري الفلك فيها، وأشرقت شمسها، وأنا جنب اللّه وكلمته، وقلب اللّه وبابه الّذي يؤتى منه، اُدخلوا الباب سجّداً، أغفر لكم خطاياكم وأزيد المحسنين، وبي وعلى يديّ تقوم السّاعة، وفيّ يرتاب المبطلون، وأنا الأوّل والآخر، والظاهر والباطن، وأنا بكلّ شيء عليم.

شرح ذلك عن الباقر "عليه السلام": أنا دحوت أرضها، يعني: أنا وذرّيتي الأرض الّتي يسكن إليها، وأنا أرسيت جبالها، يعني: الأئمّة ذرّيتي هم الجبال الرّواكد التي لا تقوم ـ الارض ـ إلاّ بهم. وفجّرت عيونها، يعني: العلم الّذي ثبت في قلبه وجرى على لسانه. وشققت أنهارها، يعني: منه انشعب الّذي من تمسّك بها نجا. وأنا غرست أشجارها، يعني: الذّريّة الطّيّبة، وأطعمت أثمارها، يعني: أعمالهم الزّكيّة.

وأنا أنشأت سحابها، يعني: ظلّ من استظلّ ببنائها، وأنا أنزلت قطرها، يعني: حياةً ورحمةً. وأنا أسمعت رعدها، يعني: لمّا يسمع من الحكمة. ونوّرت برقها، يعني: بنا استنارت البلاد. وأضحيت شمسها، يعني: القائم منّا نور على نور ساطع، وأطلعت قمرها، يعني: المهديّ من ذرّيّتي. وأنا نصبت نجومها، يعني: يهتدى بنا ويستضاء بنورنا.

وأنا البحر القمقام الزّاخر، يعني: أنا إمام الاُمّة، وعالم العلماء، وحكم الحكماء، وقادة القادة، يفيض علمي ثمّ يعود إليّ، كما أنّ البحر يفيض ماؤه على ظهر الأرض ثمّ يعود إليه باذن اللّه، وأنشأت جواري الفلك فيها، يعني: أعلام الخير وأئمّة الهدى منّي. وسكّنت أطوادها، يعني: فقأت عين الفتنة، وأقتل اُصول الضّلالة، وأنا جنب اللّه وكلمته، وأنا قلب اللّه يعني: سراج علم اللّه، وأنا باب اللّه من توجّه بي إلى اللّه غفر اللّه له.

راجع: مناقب ابن شهرآشوب |2: 374 ـ 387|.

/ 122