مساواته مع يوسف

قال يوسف كما في القرآن الكريم: "رَبّ قَدْ آتَيْتَني مِنَ المُلْكِ"|يوسف: 101|وقال تعالى في عليّ: "وَإذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعيَماً وَمُلْكاً كَبِيراً"|الانسان: 20|.

ولمّا رأى إخْوَة يوسف زيادة النّعمة والشّفقة عليه حسدوه، وكذلك حال عليّ، كما في قوله تعالى: "أمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِه"|النساء: 54|فزادهما اللّه علوّاً وشرفا، وكذا قوله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوَا ما فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض" |النساء: 32|.

وقال اخوة يوسف في الظّاهر: "وَإنَّا لَهُ لَنَاصِحُون" "وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُون"|يوسف: 11 ـ 12| وعادوه في الباطن. وكذلك حال عليّ، نصحوه ظاهراً، ومقتوه باطناً.

وقالوا لأبيه: "إنَّا له لَحَافِظُون" وهم مضيّعوه، وكذلك قال المنافقون: عليّ مولانا، وظلموه بعد وفاته "صلى الله عليه وآله".

وسلّم يعقوب إليهم يوسف بالأمانة، وقال: "انّي لَيَحْزُنُني أنْ تَذهَبُوا به"|يوسف: 13| وكذلك المصطفى "صلى الله عليه وآله" قال لاُمّته: انّي تارك فيكم الثّقلين'. الحديث.

وقال أيضاً "صلى الله عليه وآله": اللّه اللّه في أهل بيتي. الى غير ذلك من الأحاديث.

وقال اللّه تعالى في يوسف: "ولمّا بَلَغَ أشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً"|يوسف: 22| وقد اُوتي عليّ حكمةً في صغره بأشياء كما تقدّم.

وقد مدح يوسف نفسه فقال: "إنّي حَفيظٌ عَلِيم" |يوسف: 55|وقال أيضاً: "ألا تَرَوْنَ أنّي اُوْفي الكَيْلَ" |يوسف: 59| وقد مدح عزّ وجلّ عليّاً بقوله: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكينَاً وَيَتيماً وَأسيراً" |الانسان: 8| وقال فيه أيضاً: "يُوفُونَ بِالنَذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسُتَطيراً" |الانسان: 7|.

راجع: المناقب |3: 246 ـ 247|.

مساواته مع موسى

قال موسى كما في كتاب اللّه العزيز: "إجْعَلْ لي وَزِيراً مِنْ أهْلي، هَارونَ أخي" |طه: 29 ـ 30| وقد قال "صلى الله عليه وآله" لعليّ: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

وسخّرت الأرض لموسى حتّى خسف بقارون، وقد دمّر عليّ أعداء النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله، كما في قوله تعالى: "فإنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُون" |الزخرف: 41| أي بعليّ.

وقد خاصم موسى وهارون فرعون مع كثرة خيله، وظفرا بهم. وأنّ محمّداً وعليّاً خاصما اليهود والنّصارى والمجوس والمشركين والزّنادقة، وقد ظفرا عليهم، وذلك في قوله تعالى: "هُوَ الّذي أيَّدَكَ بِنَصْرِه" الآية |الأنفال: 62|.

وخاف موسى من الحيّة في كبره، فقيل له: "خُذْهَا وَلا تَخَفْ" الآية |طه: 21|وقد مزّق عليّ الحيّة في صغره، كما مرّت الرّواية في ذلك.

وكان لموسى عصاً، ولعليّ سيف. وكان في عصا موسى عجائب عجزت السّحرة عنها، وفي سيف عليّ عجائب عجزت الكفرة عنها.

وكان لموسى اثنا عشر سبطاً، ولعليّ اثنا عشر إماماً.

وربّي موسى في حجر عدوّ اللّه فرعون، وقد ربّي عليّ في حجر حبيب اللّه محمّد.

وارتفع موسى على الطّور، وارتفع عليّ على كتف الرّسول.

وقال تعالى لموسى: "وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسي" |طه: 41| وقال في عليّ: "إنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولَه وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يقيمون الصلاة ويُؤتُونَ الزَكاةَ وَهُمْ راكِعُون |"المائدة: 55|.

وقال تعالى لموسى: "إنَّه كَانَ مُخْلصاً" |مريم: 51| وقال في عليّ: "إنَّما نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ اللّه لاَ نُريدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً" |الانسان: 9|.

وقال تعالى في موسى: "وَاِذْ قَالَ موسى لِفَتَاهُ" |الكهف: 60| وكان فتى موسى يوشع. وفتى محمّد عليّ، ولا فتى إلاّ عليّ.

وكان لموسى شبر وشبير. ولعليّ حسن وحسين.

وكانت ولاية موسى في أولاد هارون. وولاية محمّد "صلى الله عليه وآله" في أولاد عليّ "عليهم السلام".

وترك قوم موسى هارون وعبدوا العجل "عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ" الآية |الأعراف: 148| وترك عليّاً قومه وعبدوا بني اُميّة "اِذَا قَوْمَكَ مِنْهُ يَصُدّون" الآية |الزخرف: 57|.

وموسى ساقي بنات شعيب، كما قال تعالى: "وَوَجَدَ مِنْ دُوْنِهِمْ امرَأتيْنِ تَذُوْدان" الآية |القصص: 23| وعليّ ساقي المؤمنين يوم القيامة.

والولدان سقاة أهل الجنّة. والمولى عزّ وجلّ ساقي عليّ، وذلك في قوله تعالى: "وَسَقَاهُم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً" |الانسان: 21|.

وجرّ موسى الحجر من رأس البئر، وكان يجرّه أربعون رجلاً، وذلك في قوله تعالى: "وَلَمّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَن" |القصص: 23| وقد جرّ عليّ الحجر من عين زاحوما، وكان مائة رجل عجزوا عن قلعه.

قال المفجّع:

كان فيه من الكليم جلال++

لم يكن عنك علمها مطويّاً

كلّم اللّه ليلة الطّور موسى++

واصطفاه على الأنام نجيّاً

وأبان النّبيّ في ليلة الطّا++

ئف أنّ الإله ناجى عليّاً

وله منه عفّة عن اُناس++

عكفوا يعبدون عجلاً خليّاً

حرّق العجل ثمّ منّ عليهم++

اذ أنابوا وأمهل السّامريّا

وعليّ فقد عفا عن اُناس++

شرعوا نحوه القنا الزّاعبيّا

راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 248 ـ 251|.