مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المالكيّة


أمّا المالكية، فقد أتى بعضهم بمختلقات، ووضعوها على رسول اللّه "صلى الله عليه وآله"، وطبقوها على إمامهم، كرواية: يكاد الناس يضربون أكباد الإبل، فلا يجدون أعلم من عالم المدينة. أخرجه ابن الحوت في أسنى المطالب |ص 14| وعدّه من الموضوعات، وقال سمعته من المالكيّة ولم أره.

أقول: فياليت فيهم من مسائل: اين كان عيال الرسول "صلى الله عليه وآله" في عهد أنس بن مالك، هل انقرضوا؟ أم لم يكن لهم نصيب من العلم، كما لا نصيب لهم ممّا ترك جدّهم الأعظم صلوات اللّه عليه وعليهم؟ أم لم يكونوا أحد الثقلين وأعدال القرآن العظيم؟

ثمّ إنّ منهم من قال بدعوى الإجماع المجرّدة من المسلمين على أنّ المراد من ذلك الحديث المزوّر هو مالك بن أنس، ذاهلاً عن قول محمّد بن عبدالرحمن وكثيرين من الشيوخ المتقدّمين، أنّ هناك رجالاً أفضل من مالك بن أنس، كما رواه الأميني في غديره |5: 284| عن تاريخ بغداد |2: 298| فمنهم:

1 ـ الإمام أحمد، قال: كان ابن أبي ذئب أفضل من مالك بن أنس، تاريخ بغداد |2: 298|.

2 ـ يحيى بن سعيد، قال: إنّ سفيان فوق مالك من كلّ شيء في الحديث والفقه والزهد. تاريخ بغداد |9: 164|.

3 ـ عطيّة بن أسباط، قال: إنّ أبا حنيفة أفقه من ملأ الأرض مثل مالك. مناقب أبي حنيفة للشيخ على القاري المطبوع مع الجواهر المضيئة |ص 461|.

4 ـ الشافعي وإبن بكير، قالا: إن ليث بن سعيد الفهمي شيخ الديار المصريّة أفقه من مالك. خلاصة التهذيب لصفي الدين الخزرجي |ص 275| وطبقات الحفّاظ للذهبي |1: 208|.

5 ـ أبو موسى الأنصاري، قال: سألت سفيان بن عيينة، فحدّثنا عن ابن جريج مرفوعاً: يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجد عالماً أعلم من عالم المدينة. قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنـّه أنس؟ فقال: إنّما العالم من يخشى اللّه، ولا نعلم أحدا كان أخشى للّه من العمري ـ يعني عبداللّه بن عبدالعزيز العمري ـ راجع تاريخ بغداد |6: 377|.

6 ـ يحيى بن صالح، قال: محمّد بن حسن ـ يعني الشيباني ـ أفقه من مالك. تاريخ بغداد |6: 377|.

وأمّا ثناء النبيّ "صلى الله عليه وآله" على الإمام مالك في الرؤيا المناميّة التي رآها بعض المالكيّة، فيوجد شطر منها في حلية الأولياء |6: 317|.

الحنابلة


وأمّا الحنابلة، فإنّهم قد بالغوا في الدعاية إلى مذهبهم وإمامهم مبلغاً لا يصل إلى غيرهم من أهل المذاهب، كما سترى من التقوّلات والأطياف ما يتعجّب منها ذوو الانصاف والتمييز، وقد بلغت مغالاتهم إلى حدّ ما قاله المديني، فيما ذكره الأميني في غديره |5: 287| نقلاً عن تاريخ بغداد |4: 418|: إنّ اللّه أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصدّيق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.

وقال أيضاً: ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ما قام به أحمد بن حنبل، قال الميموني: قلت له: يا أبا الحسن ولا أبو بكر الصدّيق؟ قال: ولا أبو بكر الصدّيق، إنّ أبا بكر الصدّيق كان له أعوان وأصحاب، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان وأصحاب.

ومنها: ما حكاه ابن الجوزي في مناقب أحمد |ص 297|: عن عبداللّه بن موسى، قال: خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور أحمد، فاشتدّت الظلمة، فقال أبي: يا بنيّ تعال نتوسّل إلى اللّه بهذا العبد الصالح حتّى يضيء لنا الطريق، فإنّي منذ ثلاثين سنة ما توسّلت به الاّ قُضيت حاجتي، فدعا أبي وأمّنت على دعائه، فأضاءت السماء كأنـّها ليلة مقمرة حتّى وصلنا إليه.

وأما ما جاءوا به من الرؤيا المناميّة مما تبهت منها العقول فكثيرة. وإليك شطراً، منها: ما حكاه ابن الجوزي في مناقب أحمد |ص 454| قال: حدّثني أبو بكر ابن مكارم بن أبي يعلى الحربي ـ وكان شيخاً صالحاً ـ قال: قد جاء في بعض السنين مطر كثير جدّاً قبل دخول شهر رمضان بأيّام.

فنمت في ليلة رمضان، فاُريت في منامي كأنـّي قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالأرض مقدار ساف أو سافين ـ والساف والسافة: الصفّ من الطين أو اللّبن - فقلت: إنّما تّم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث، فسمعته من القبر وهو يقول: لا، هذا من هيبة الحقّ عزّ وجلّ؛ لأنـّه عزّ وجلّ قد زارني، فسألته عن سرّ زيارته إيّاي في كلّ عام، فقال عزّ وجلّ: يا أحمد لأنـّك نصرت كلامي وهو ينشر ويتلى في المحاريب.

فأقبلت على لحده اُقبّله، ثمّ قلت: يا سيدي ما السرّ في أنـّه لا يقبّل قبر إلاّ قبرك؟ فقال لي: يا بنيّ ليس هذا كرامة لي، ولكن هذا كرامة رسول اللّه "صلى الله عليه وآله"؛ لأن معي شعرات من شعره "صلى الله عليه وآله" ألا ومن يحبّني يزورني في شهر رمضان. قال ذلك مرّتين.

وأخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه |2: 460| كما ذكره الأميني في غديره |5: 199| عن أبي بكر بن أنزويه، قال: رأيت في المنام رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ومعه أحمد ابن حنبل، فقلت: يا رسول اللّه من هذا؟ فقال: هذا أحمد بن حنبل وليّ اللّه ووليّ رسول الله على الحقيقة، وأنفق على الحديث ألف دينار، ثمّ قال: من يزوره غفر اللّه له، ومن يُبغض أحمد فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه.

وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه |4: 423| وابن الجوزي في مناقب أحمد |ص 481| عن عبدالعزيز قال: سمعت أبا الفرج الهندبائي يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل، فتركت مدّة، فرأيت في منامي قائلاً يقول لي: تركت قبر إمام السنّة؟.

وقال ابن الجوزي، كما في البداية والنهاية لابن كثير |12: 423| رأى رجل في صفر سنة "542" في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غُفر له، قال: فلم يبق خاصّ ولا عامّ الاّ زاره، وعقدتُ يومئذ ثمّ مجلساً، فاجتمع فيه اُلوف من الناس.

وأخرج ابن الجوزي في مناقب أحمد |ص 481| عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، قال: قال الشيخ أبو طاهر ميمون: يا بنيّ رأيت رجلاً بجامع الرصافة في شهر ربيع الأوّل سنة "460" فسألته، فقال: قد جئت من ستمائة فرسخ، فقلت: في أيّ حاجة؟ قال: رأيت وأنا ببلدي في ليلة جمعة، كأنـّي في صحراء أو في فضاء عظيم والخلق قيام، وأبواب السماء قد فُتحت، وملائكة تنزل من السماء، تُلبِس أقواماً ثياباً خضراً، وتطير بهم في الهواء، فقلت: من هؤلاء الذين قد اختصّوا بهذا؟ فقالوا لي: هؤلاء الذين يزورون أحمد بن حنبل، فانتبهت ولم ألبث أن أصلحت أمري وجئت إلى هذا البلد وزرته دفعات، وأنا عائد إلى بلدي إن شاء اللّه.

وأخرج أيضاً ابن الجوزي في مناقب أحمد "ص 482" عن أبي يوسف بن بختان ـ وكان من خيار الصالحين ـ قال: لمّا مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأنّ على كلّ قبر قنديلاً، فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنـّه نور لأهل القبور، ينوّرهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم، فقد كان فيهم مَن يعذّب فرُحم.

وباسناده عن عبيد بن شريك، قال: مات رجل مخنّث فرئي في النوم، فقال: قد غفر لي، دفن عندنا أحمد بن حنبل، فغفر لأهل القبور.

وباسناده في |ص 483| عن أبي علي الحسن بن أحمد الفقيه، قال: لمّا ماتت اُمّ القطيعي دفنها في جوار أحمد بن حنبل، فرآها بعد ليال، فقالت: يا بنيّ رضي اللّه عنك، فلقد دفنتني في جوار رجل ينزل على قبره في كلّ ليلة ـ أو قالت: في كلّ ليلة جمعة ـ رحمةً تعمّ بجميع أهل المقبرة وأنـا منهم.

وقال: قال أبو علي وحكى أبو ظاهر الجمّال ـ شيخ صالح ـ قال: قرأت ليلةً وأنا في مقبرة أحمد بن حنبل قوله تعالى: "فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعيد" ثمّ حملتني عيني، فسمعت قائلاً يقول: ما فينا شقيّ والحمد للّه ببركة أحمد.

وقال: بلغني عن بعض السلف القدماء، قال: كانت عندنا عجوز من المتعبّدات قد خلت بالعبادة خمسين سنة، فأصبحت ذات يوم مذعورةً، فقالت: جاءني بعض الجنّ في منامي، فقال: إنّي قرينكِ من الجنّ، وإنّ الجنّ استرقت السمع بتعزية الملائكة بعضها بعضاً بموت رجل صالح يقال له أحمد بن حنبل، وتربته في موضع كذا، وإنّ اللّه يغفر لمن جاوره، فإن استطعتِ أن تجاوريه في وقت وفاتك فافعلي، فانّي لكِ ناصح، وانّكِ ميتة بعده بليلة، فماتت كذلك، فعلمنا أنـّه منام حقٍّ.

/ 122