مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ما روى القوم في شهادة الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب


فيا عجباً كيف يرون من غلبت عليه الشقاوة بقتله الإمام المفترض طاعته كان مجتهداً؟ ولسنا ندري أيّ غشاوة غشت بصائرهم وأفئدتهم، حتّى زعموا عملاً يقتضي صاحبه الشقاوة الأبديّة اجتهاداً؟ وأيّ ادران حطت قلوبهم حتّى عموا وصمّوا، فيرون سوء ما عمله حسناً، وبهذه الموبقة استحقّ من الرحمان رضواناً؟

أفيرون من عمل عملاً يبتغي به مرضاة معشوقته، وسعى في نيل مهرها اجتهاداً في الدين؟ كذلك روى أعلام الاُمّة في تواريخهم ومصنّفاتهم، كالطبري في تأريخه |6: 83| وابن كثير في تأريخه |7: 328| وابن الأثير في كامله |3: 168| ذكر ذلك الأميني في غديره |1: 325| والحاكم في المستدرك |3: 143| وابن قتيبة في الإمامة والسياسة |1: 134|. وإليك شطراً من روايته مختصراً.

قدم ابن ملجم الكوفة وكتم أمره، وتزوّج امرأة يقال لها: قطام بنت علقمة، وكانت خارجيّة، وكان عليّ قد قتل أخاها في حرب الخوارج، وتزوّجها على أن يقتل عليّاً، فأقام عندها مدّة، فقالت له في بعض الأيّام وهو مختف: لطالما أحببت المكث عند أهلك وأضربت عن الأمر الذي جئت بسببه.

وفيما رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج |2: 41| عند شرحه قوله "عليه السلام": ملكتني عيني وأنا جالس، فسنح لي رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم"، فقلت: يا رسول اللّه ماذا لقيت من الاُود واللدد، فقال: اُدع عليهم، فقلت: أبدلني اللّه بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شرّاً لهم منّي.

وممّا جاء به الشيخ في شرحه لهذ القول: قول أبي الفرج بالاسناد، عن أبي طفيل، قال: جمع عليّ "عليه السلام" الناس للبيعة، فجاء عبدالرحمن بن ملجم، فردّه مرّتين أو ثلاثاً، ثمّ مدّ يده فبايعه، فقال له علي: ما يحبس أشقاها، فو الذي نفسي بيده، ليخضبن هذه من هذه. ثمّ أنشد:

أشدد حيازيمك للمو++

ت فإنّ الموت لاقيكا

ولا تجزع من الموت++

إذا حلّ بواديكا

قال أبو الفرج: وقد روي لنا من طرق غير هذه: إنّ عليّاً أعطى الناس، فلمّا بلغ ابن ملجم أعطاه وقال له:

اُريد حياته ويريد قتلي++

عذيريك من خليلك من مراد

وقال أبو الفرج: وحدّثني أحمد بن عيسى العجلي باسناد ذكره في الكتاب إلى أبي زهير العبسي، قال: كان ابن ملجم من مراد وعداده من كندة، فأقبل حتّى قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه وكتمهم أمره، وطوى عنهم ما تعاقد هو وأصحابه عليه بمكّة من قتل اُمراء المسلمين مخافة أن ينتشر، وزار رجلاً من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر من بني تيم الرباب، وكان عليّ قتل أخاها وأباها بالنهروان، وكانت من أجمل نساء أهل زمانه، فلمّا رآها شغف بها واشتدّ إعجابه فخطبها، فقالت له: ما الذي تسمّي لي من الصداق؟ فقال: احتكمي ما بدالك، فقالت: احتكم عليك بثلاثة آلاف ووصيف وخادم وأن تقتل علي بن أبي طالب، فقال لها: لك جميع ما سألت واما قتل علي فأنـّى لي بذلك؟ قالت: تلتمس غرّته، فإن أنت قتلته شفيت نفسي، وهنّاك العيش معي، وإن قتلت فما عنداللّه خير لك من الدنيا. الى آخره.

وقال أبو الفرج: وحدّثني أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري باسناد ذكره في الكتاب، عن أبي عبدالرحمن السلمي: قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: خرجت وأبي يصلّي في المسجد، فقال لي: يا بني انـّي بتّ الليلة اُوقظ أهلي لأنـّها ليلة جمعة صبيحة يوم بدر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، فملكتني عيني، فسنح لي رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم"، فقلت: يا رسول اللّه! ما لقيت من اُمّتك الأود واللدد، فقال لي: اُدع عليهم، فقلت، اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شرّ منّي، قال الحسن "عليه السلام": وجاء ابن أبي الساج فأذنه بالصلاة، فخرج فخرجت خلفه، فأعتوره الرجلان، فأمّا أحدهما فوقعت ضربته في الطاق، وأما الآخر فأثبتها في رأسه.

وفي الامامة والسياسة |1: 134|: إنـّه لمّا اُصيب بالضربة وقبضوا على اللعين، قال "عليه السلام": أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا وليّ دمي: إمّا عفوت، وإمّا اقتصصت. فإن أمت فألحقوه بي، ولا تعتدوا إنّ اللّه لا يحبّ المعتدين.

قال أبو الفرج: ثمّ جمع له أطبّاء الكوفة، فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هاني السكوني، وكان متطبّبا صاحب كرسيّ يعالج الجراحات، وكان من الأربعين غلاماً الذين كان الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، فلمّا نظر الأثير إلى جرح أمير المؤمنين، دعا برئة شاة حارّة، فاستخرج منها عرقاً فأدخله في الجرح، ثمّ نفخه، ثمّ استخرجه واذا عليه بياض الدماغ، فقال: يا أمير المؤمنين أعهد عهدك، فإنّ عدوّ اللّه قد وصلت ضربته إلى اُمّ رأسك.

فدعا علي عند ذلك بدواة وصحيفة وكتب وصيّته:

وصيّة الإمام علي


هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: أوصى بأنـّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وانّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، صلوات اللّه وبركاته عليه.

إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا أوّل المسلمين.

اُوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا: بتقوى اللّه ربّنا وربّكم، ولاتموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولاتفرّقوا، فإنّي سمعت رسول اللّه يقول: إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام، فإنّ المبيرة حالقة الدين وفساد ذات البين، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم. اُنظروا إلى ذوي أرحامكم، فصلوها يهوّن اللّه عليكم الحساب.

واللّه اللّه في الأيتام، ولا تغيرن أفواههم بجفوتكم، واللّه اللّه في جيرانكم فإنّها وصيّة رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم"، فما زال يوصينا حتّى ظننا سيورثهم اللّه، واللّه اللّه في القرآن، فلا سبقكم بالعمل به غيركم، واللّه اللّه في الصلاة فإنّها عماد دينكم، واللّه اللّه في صيام شهر رمضان فإنّه جنّة من النار.

واللّه اللّه في الجهاد بأموالكم وأنفسكم، واللّه اللّه في زكاة أموالكم، فإنّها تطفئ غضب ربّكم، واللّه اللّه في أهل بيت نبيّكم، فلا يظلمنّ بين أظهركم، واللّه اللّه في أصحاب نبيّكم، فإنّ رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم" أوصى بهم، واللّه اللّه في الفقراء والمساكين، فأشركوهم في معاشكم.

واللّه اللّه فيما ملكت أيمانكم فانـّه آخر وصيّة رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم"، إذ قال: اُوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم، ثم الصلاة الصلاة، لا تخافوا في اللّه لومة لائم، يكفكم من بغى عليكم ومن أرادكم بسوء، قولوا للناس حسناً كما أمركم اللّه به، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيتولّى ذلك غيركم وتدعون فلا يستجاب لكم، عليكم بالتواضع والتباذل والتبارّ، وايّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر، وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب، حفظكم اللّه من أهل بيت وحفظ فيكم نبيّه، أستودعكم اللّه خير مستودع، وعليكم سلام اللّه ورحمته.

قال ابن أبي مياس الفزاري وهو من الخوارج:

فلم أر مهراً ساقه ذو سماحة++

كمهر قطام من غني ومعدم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة++

وضرب عليّ بالحسام المسمّم

فلا مهر أغلى من عليّ وإن غلا++

ولافتك إلاّ دون فتك ابن ملجم

قال الأميني في غديره |1: 326| ، ما عمران بن حطّان وحكمه في تبرير عمل ابن ملجم، من إراقة دم وليّ اللّه الإمام الطاهر أمير المؤمنين؟ وما قيمة قوله حتّى يستدلّ به ويركن إليه في أحكام الإسلام؟

وما شأن فقيه مثل ابن حزم من الدين؟ يحذو حذو عمران ويأخذ قوله في دين اللّه، ويخالف به النبيّ الأعظم في نصوصه الصحيحة الثابتة ويردّها؟ ويقذف الاُمّة الإسلاميّة بسخب خارجيّ مارق؟ وهذا معاصره القاضي أبو الطيب طاهر بن عبداللّه الشافعي يقول في عمران ومذهبه:

إني لأبرأ ممّا أنت قائله++

عن ابن ملجم الملعون بهتانا

يا ضربة من شقيّ ما أراد بها++

إلاّ ليهدم للإسلام أركانا

إنّي لأذكره يوماً فألعنه++

دنياً وألعن عمراناً وحطّانا

عليه ثمّ عليه الدهر متّصلاً++

لعائن اللّه إسراراً وإعلانا

فأنتما من كلاب النار جاء به++

نصّ الشريعة برهاناً وتبيانا

وقال بكر بن حسّان الباهلي:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة++

هدّمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشي على قدم++

وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثمّ بما++

سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا

صهر النبيّ ومولانا وناصره++

أضحت مناقبه نوراً وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له++

مكان هارون من موسى بن عمرانا

وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً++

ليثاً إذا ما لقى الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر++

فقلت سبحان ربّ الناس سبحانا

إنّي لأحسبه ما كان من بشر++

يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها++

وأخسر الناس عنداللّه ميزانا

كعاقر الناقة الاُولى التي جلبت++

على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها++

قبل المنيّة أزماناً فأزمانا

فلا عفا اللّه عنه ما تحمّله++

ولا سقى قبر عمران بن حطّانا

لقوله في شقيّ ظلّ مجترماً++

ونال ما ناله ظلماً وعدوانا

يا ضربة من تقيّ ما أراد بها++

إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا

بل ضربة من غويّ أورثته لظى++

وسوف يلقى بها الرحمن غضبانا

كأنـّه لم يرد قصداً بضربته++

إلاّ ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وقال محمّد بن أحمد الطيب ردّاً على عمران بن حطّان:

يا ضربة من غدور صار ضاربها++

أشقى البريّة عنداللّه إنسانا

إذا تفكّرت فيه ظلت ألعنه++

وألعن الكلب عمران بن حطانا

راجع: الغدير |1: 326 ـ 328|.

/ 122