مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كونه أعلم الصحابة


أمّا كونه "عليه السلام" أعلمهم فممّا لا كلام فيه، إذ كان "عليه السلام" مع النبيّ "صلى الله عليه وآله" في البيت وفي المسجد يكتب وحيه ومسائله، ويسمع فتاويه ويسأله، فقد روي أن النبيّ "صلى الله عليه وآله" إذا نزل عليه الوحي ليلاً لم يصبح حتى يخبر به عليّاً، وإذا نزل الوحي نهاراً لم يمس حتّى يخبر عليّاً.

وروى أبو نعيم في حلية الأولياء باسناده عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه عن علي "عليه السلام"، أنـّه قال: علّمني رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ألف باب، يفتح كلّ باب إليّ ألف باب.

وقد روى أبو جعفر بن بابويه هذا الخبر في كتابه الخصال |ص 645 ـ 651| من أربع وعشرين طريقاً.

وروى سعد بن عبداللّه القمّي في كتابه بصائر الدرجات من ستّة وستّين طريقاً. راجع 'مناقب آل ابي طالب' |1: 315 ط النجف و 2: 36 ط ايران|.

قال الحميري:

عليّ أمير المؤمنين أخو الهدى++

وأفضل ذي نعل ومن كان حافيا

أسرّ إليه أحمد العلم جملةً++

وكان له دون البريّة واعيا

ودوّنه في مجلس منه واحد++

بألف حديث كلّها كان هاديا

وكلّ حديث من اُولئك فاتح++

له ألف باب فاحتواها كماهيا

وقال الاصفهاني:

وله يقول محمّد أقضاكم++

هذا وأعلم يا ذوي الأذهان

إنّي مدينة علمكم وأخي له++

باب وثيق الرّكن مصراعان

فأتوا بيوت العلم من أبوابها++

فالبيت لا يؤتى من الحيطان

وقال العوني:

أمّن سواه إذا أتى بقضيّة++

طرد الشّكوك وأخرس الحكّاما

فإذا رأى رأياً فخالف رأيه++

قوم وإن كدّوا له الأفهاما

نزل الكتاب برأيه فكأنّما++

عقد الإله برأيه الأحكاما

وقال ابن حمّاد:

عليم بما قد كان أو هو كائن++

وما هو دقّ في الشرائع أو جلّ

مسمّى مجلي في الصّحائف كلّها++

فسل أهلها واسمع تلاوة من يتلو

ولولا قضاياه التي شاع ذكرها++

لعطّلت الأحكام والفرض والنّفل

قال الصادق وأمير المؤمنين عليّ "عليهما السلام" في قوله تعالى: "وَلَيْسَ الْبِرّ بَأنْ تَأتُوا الْبُيُوت" الآية |الطور: 189| وقوله تعالى: "اُدْخُلُوا هذهِ القَريَة" الآية |البقرة: 58|: نحن البيوت التي أمر اللّه أن يؤتى من أبوابها، نحن باب اللّه وبيوته التي تؤتى منه، فمن تابعنا وأقرّ بولايتنا، فقد أتى البيوت من أبوابها، ومن خالفنا وفضّل علينا غيرنا، فقد أتى البيوت من ظهورها.

قال البشنوي:

فمدينة العلم التي هو بابها++

أضحى قسيم النار يوم مآبه

فعدوّه أشقى البريّة في لظى++

ووليّه المحبوب يوم حسابه

وقال ابن حمّاد:

هذا الإمام لكم بعدي يسدّدكم++

رشداً ويوسعكم علماً وآداباً

إنّي مدينة علم اللّه وهُوَ لها++

باب فمن رامها فليقصد البابا

وقال خطيب منيح:

أنا دار الهدى والعلم فيكم++

وهذا بابها للدّاخلينا

أطيعوني بطاعته وكونوا++

بحبل ولائه مستمسكينا

وروى ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 316 ط النجف و 2: 37 ط ايران| عن أبان بن تغلب، والحسين بن معاوية، وسليمان الجعفري، وإسماعيل بن عبداللّه ابن جعفر كلّهم، عن أبي عبداللّه جعفر الصادق "عليه السلام"، قال: لمّا حضر رسول اللّه "صلى الله عليه وآله"الموت دخل عليه عليّ "عليه السلام"، فأدخل رأسه معه، ثمّ قال "صلى الله عليه وآله": يا علي إذا متّ فغسّلني وكفّنّي، ثمّ أقعدني وسائلني واكتب.

وفي كتاب تهذيب الاحكام |1: 435| قال "صلى الله عليه وآله": فخذ بمجامع كفني وأجلسني، ثمّ اسألني عمّا شئت، فو اللّه ما سألتني عن شيء إلاّ أجبتك فيه.

وفي رواية: عن أبي عوانه باسناده: قال علي "عليه السلام": فسألت فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة.

وعن جميع بن عمير التيمي، عن عائشة في خبر أنـّها قالت: وسالت نفس رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" في كفّه ثمّ ردّها في فيه.

وروى حنش الكناني أنـّه سمع عليّاً يقول: واللّه لقد علمت بتبليغ الرّسالات، وتصديق العدات، وتمام الكلمات.

وسمعت قوله "عليه السلام": إنّ بين جنبي لعلماً جمّاً لو أصبت حملة.

وقوله "عليه السلام": لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً.

وقال ابن العودي:

ومن ذا يساميه بمجد ولم يزل++

يقول سلوني ما يحلّ ويحرم

سلوني ففي جنبىّ علم ورثته++

عن المصطفى ما فات منّي به الفم

سلوني عن طرق السّماوات إنّني++

بهاعن سلوك الطّرق في الأرض أعلم

ولو كشف الله الغطا لم أزد به++

يقيناً على ما كنت أدري وأفهم

وقال الزاهي:

ما زلت بعد رسول اللّه منفرداً++

بحراً يفيض على الورّاد زاخره

أمواجه العلم والبرهان لجّته++

والحلم شطّاه والتقوى جواهره

وفي النهج |الخطبة 93|: قال "عليه السلام": فو الذي نفسي بيده، لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة، إلاّ أخبرتكم بناعقها، وقائدها، وسائقها، ومناخ ركابها، ومحطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلاً ويموت موتاً.

وفي رواية: قال: |الخطبة 175| لو شئت أخبرت كلّ واحد منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفلعت.

وقال العوني:

وكم علوم مقفلات في الورى++

قد فتح اللّه به أقفالها

حرّم بعد المصطفى حرامها++

كما أحلّ بينهم حلالها

وكم بحمد اللّه من قضيّة++

مشكلة حلّ لهم أشكالها

حتّى أقرّت أنفس القوم بأن++

لولا الوصيّ ارتكبت ضلالها

قال ابن حمّاد:

سلوني أيّها الناس++

سلوني قبل فقداني

فعندي علم ما كان++

وما يأتي وما ياني

شهدنا أنـّك العالم++

في علمك ربّاني

وقلت الحقّ يا حقّ++

ولم تنطق ببهتان

فمن ذلك قال ابن شهرآشوب في مناقبه |2: 40 ط ايران|: ومن عجب أمره في هذا الباب: أنـّه لا شيء من العلوم إلاّ وأهله يجعلون عليّاً قدوةً، فصار قوله قبلةً في الشريعة، فمنه سمع القرآن، كما ذكر الشيرازي في تفسيره نزول القرآن في علي، واليعقوبي في تفسيره، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: "لا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ"كان النبيّ يحرّك شفتيه ليحفظه، فقيل له: لا تُحرّك به لسانك، يعني: بالقرآن 'لتعجل به' يعني: من قبل ان يفرغ به من قراءته عليك، "إنّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقُرآنَه" |القيامة: 16 ـ 17| قال: ضمن اللّه محمّداً أن يجمع القرآن بعد رسول اللّه عليّ بن أبي طالب. قال ابن عبّاس: فجمع اللّه القرآن في قلب عليّ بعد موت رسول اللّه بستّة أشهر.

وقد نقل إلينا أيضا فيما سجّله أهل الأخبار والسّير والسنن أنـّه: انّما أبطأ عليّ "عليه السلام" عن بيعة أبي بكر لتأليف القرآن، كما روى ذلك أبو نعيم في الحلية، والخطيب في الأربعين، بالاسناد عن السّدّي، عن عبد خير، عن علي "عليه السلام" أنـّه قال: لمّا قبض رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" أقسمت أن لا أضع ردائي على ظهري حتّى أجمع ما بين اللوّحين، فما وضعت ردائي حتّى جمعت القرآن.

وفي الأخبار عن أهل البيت "عليهم السلام": أنـّه "عليه السلام" آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصّلاة حتّى يؤلّف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه، ثمّ خرج إليهم في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع اُلبَتِه

___________________________________

الالبة بالضمّ: المجاعة. ، فقالوا: الأمر ما جاء به أبو الحسن، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم، ثمّ قال: إنّ رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" قال: إنّي مخلف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوّا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، وهذا الكتاب وأنا العترة، فقام اليه الثّاني ـ لعلّ المراد به عمر ـ فقال له: إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما، فحمل "عليه السلام"الكتاب بعد أن ألزمهم الحجّة. انتهى.

ولهذا قرأ ابن مسعود: انّ عليّاً جمعه وقرأ به، فإذا قرأه فاتّبعوا قراءته.

ومن ذلك كما في نفس المصدر: روى أحمد بن حنبل، وابن بطّة، وأبو يعلى الموصلي في مصنّفاتهم، عن الأعمش، عن أبي بكر بن عياش في خبر طويل أنـّه قرأ رجلان ثلاثين من الأحقاف، فاختلفا في قراءتهما، فقال ابن مسعود: هذا خلاف ما أقرأه، فذهب بهما إلى النبي "صلى الله عليه وآله" فغضب وعليّ عنده، فقال عليّ: رسول اللّه يأمركم أن تقرأوا كما علمتم. وهذا دليل على علم عليّ بوجوه القراءات المختلفة.

وروي أنّ زيداً لمّا قرأ التابوة، قال عليّ: اُكتبه التابوت، فكتبه كذلك.

ومّما يدلّ على أنـّه "عليه السلام" أعلمهم بالقرآن العظيم: رجوع القرّاء السّبعة إلى قراءته، كما ذكر ذلك ابن شهرآشوب في المصدر المذكور، فحمزة والكسائيّ قد كانا يعوّلان على قراءة عليّ وابن مسعود، وليس مصحفهما مصحف ابن مسعود، فهما إنّما يرجعان إلى عليّ "عليه السلام"، ويوافقان ابن مسعود فيما يجري مجرى الإعراب، وقد قال ابن مسعود: ما رأيت أحداً أقرأ من عليّ بن أبي طالب.

وأمّا نافع وابن كثير وأبو عمرو، فمعظم قراءاتهم ترجع إلى ابن عبّاس، وابن عبّاس قرأ على اُبي بن كعب وعليّ، والذي قرأه هؤلاء الثلاثة يخالف قراءة اُبي بن كعب، فهو إذن مأخوذ عن عليّ "عليه السلام".

وأمّا عاصم، فإنّه قد قرأ على عبدالرحمن السلمي، وقال السلميّ: قرأت القرآن كلّه على علي بن أبي طالب، وقد قالوا: أفصح القراءات قراءة عاصم؛ لأنـّه أتى بالأصل، وذلك أنـّه يظهر ما أدغمه غيره، ويحقّق في الهمزة ماليّنه غيره، ويفتح من الألفات ما أماله غيره.

وذكر النقاش في تفسيره أنـّه قال ابن عبّاس: جلّ ما تعلّمت من التفسير من علي بن أبي طالب.

وقال ابن مسعود: إنّ القرآن اُنزل على سبعة أحرف، ما منها إلاّ وله ظهر وبطن، وإن عليّ بن أبي طالب علم الظاهر والباطن.

وقال الشعبي، كما في الفضائل للعكبري: ما أحد أعلم بكتاب اللّه بعد نبيّ اللّه من عليّ بن أبي طالب.

وقال عليّ "عليه السلام"، كما في تاريخ البلاذري، وحلية أبي نعيم: ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت، أبليل نزلت أم بنهار نزلت، أو سهل أو جبل، إنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً.

وفي قوت القلوب لأبي طالب المكّي، قال علي: لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً في تفسير فاتحة الكتاب، ولما وجد المفسّرون قوله لاياخذون إلاّ به.

راجع مناقب ابن شهرآشوب |2: 33 ـ 43 ط ايران|.

علمه بالفقه


وأمّا البحث عنه "عليه السلام" في علمه بالفقه، فلا شكّ أنـّه بحره الزاخر الذي لا ساحل له، وانـّه ما ظهر عن جميعهم مثل ما تفجّر منه، بل إنّ جميع فقهاء الأمصار إليه يرجعون، ومن لجاجه يغترفون.

أمّا فقهاء الكوفة، كسفيان الثوري، والحسن بن صالح بن حيّ، وشريك بن عبداللّه، وابن أبي ليلى، فإنّهم كانوا يفرّعون المسائل ويقولون: هذا قياس عليّ، ويترجمون الأبواب بذلك.

وأمّا فقهاء أهل البصرة البّارزين فيها، فأشهرهم: الحسن البصري، وابن سيرين، وكلاهما كانا ياخذان عمّن أخذ عن علي. وقد صرح ابن سيرين بأنـّه أخذ عن الكوفيّين، وعن عبيدة السمعاني، وهو أخصّ الناس بعليّ "عليه السلام".

وأمّا أهل مكّة، فانـّهم أخذوا عن ابن عبّاس وعن علي، وقد أخذ ابن عبّاس معظم علمه عنه "عليه السلام".

وقد صنّف الشافعيّ فيما رواه ابن شهرآشوب ـ كتاباً مفرداً في الدّلالة على اتّباع أهل المدينة لعليّ وعبداللّه ـ لعله ابن عبّاس ـ وقال محمّد بن الحسن الفقيه: لولا عليّ بن أبي طالب ماعلمنا حكم أهل البغي. ولمحمّد بن الحسن كتاب يشتمل على ثلاثمئة مسألة في قتال أهل البغي بناءً على فعله "عليه السلام".

وفي مسند أبي حنيفة: قال هشام بن الحكم: قال جعفر الصادق "عليه السلام" لأبي حنيفة: من أين أخذت القياس؟ قال: من علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وذلك حين شاهدهما عمر في الجدّ مع الاخوة.

فقال علي: لو أنّ شجرة انشعب منها غصن، وانشعب منها غصنان، أيـّهما أقرب إلى الغصنين؟ أصاحبه الذي يخرج معه أو الشّجرة؟ وقال زيد: لو أنّ جدولاً انبعث فيه ساقية، فانبعث من السّاقية ساقيتان، أيـّهما أقرب أحد السّاقيتين إلى صاحبهما أم الجدول؟ راجع مناقب ابن شهرآشوب |2: 44 ط ايران|.

/ 122