مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تنبيه في الرّد على الغلاة


وإيّاك أيّها القارئ الكريم، بعدما اطّلعت عليه من عظائم الفضائل، وجلائل النّعم الّتي منّ اللّه بها على أهل بيت النبوّة، وأبناء من حاز بمرتبة الاُخوّة، أن تذهب إلى ما ذهب إليه الغلاة الكفرة والغواة، وإن لم يكن لهم أشخاص في عصرنا فيما أظنّ ولم يكن لهم عين ولا أثر، سوى ما انطوى في طيّات الصّحف وبواطن الكتب من الخبر وما تفوّه به المتفوّهون فعن فم بغير علم منه بأهل الاخبار والسّير.

وإنّي لعلى يقين إن كنتَ ناسياً، فلن تَنسى أنّ غاية القول فيه "عليه السلام"، أنـّه قد بلغ منزلةً ليست فوقها لغيره من الصّحابة، وهي منزلة النبوّة، كما أخبرنا بذلك حديث المنزلة، ولكنّه لم يكن نبيّاً، كما صرّح به الرّسول "صلى الله عليه وآله" بقوله: إلاّ أنـّه لا نبيّ بعدي. ومهما قد اجتمعت فيه أيضاً من الصّفات النّبويّة، كما قد علمنا فيما مضى من حديث الأشباه.

ثمّ إنـّه كما لا يخفى عليك أنّ اللّه جلّ جلاله، وعظم شأنه، قد قال في كتابه العزيز: "لا تَغْلُوا في دِيْنِكُمْ ولا تَقُولُوا عَلَى اللّهِ إلاّ الحَقّ" |النساء: 171|.

وقال النبيّ "صلى الله عليه وآله" فيما روي عن معقل بن يسار: رجلان من اُمّتي لا تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وغال في الدّين مارق منه. راجع: مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب |1: 263 ط ايران| وكذا فيما سيأتي من الأحاديث والأقوال.

وقال الامام عليّ فيما روي عن الأصبغ بن نباتة: اللّهم انّي بريء من الغلاة، كبراءة عيسى بن مريم من النّصارى، اللهمّ اخذلهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً.

وقال "عليه السلام" أيضاً: يهلك فيّ إثنان: محبّ غال، ومبغض قال.

وعنه أيضا: يهلك فيّ رجلان: رجل محبّ مفرط يقرّ ظني بما ليس لي، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني.

وقال الامام الصادق "عليه السلام" فيما رواه ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 263|: الغلاة شرّ خلق اللّه، يصغّرون عظمة اللّه، ويدّعون الربوبيّة لعباد اللّه، واللّه إن الغلاة لشرّ من اليهود والنّصارى، والمجوس والذين أشركوا.

قال المؤلّف ابن شهرآشوب:

فلا تدخلنّ في عُلا الأنبياء++

وفي الأوصياء بجهل غلوّاً

ولا تنسينّ الذي قاله++

جعلنا لكلّ نبيّ عدوّاً

وكان النبيّ "صلى الله عليه وآله" قد أخبر أخاه وأبا سبطيه بذلك، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو السّعادات في فضائل العشرة: أنـّه "صلى الله عليه وآله" قال: يا علي، مثلك في هذه الأمّة كمثل عيسى بن مريم، أحبّه قوم فأفرطوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا فيه، قال: فنزل الوحي: "ولمّا ضربَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إذَا قومُكَ مِنْهُ يَصِدُّون" |الزخرف: 57| راجع إحقاق الحق |3: 398 ـ 401|.

وروى أبو سعد الواعظ في شرف المصطفى أنـّه قال "صلى الله عليه وآله" لعيّ "عليه السلام": لولا أنّي أخاف أن يقال فيك ما قالت النّصارى في المسيح، لقلت اليوم فيك مقالة لاتمرّ بملأ من المسلمين إلاّ أخذوا تراب نعليك وفضل وضوئك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك، الخبر. ورواه أبو بصير عن الصّادق "عليه السلام".

وفي الألفيّة قال بعضهم:

لولا مخافة مفتر من اُمّتي++

ما في ابن مريم يفتري النّصراني

اظهرت فيك مناقباً في فضلها++

قلب الأريب يظلّ كالحيرانِ

ولسارع الأقوام منك لأخذما++

وطأته منك من الثّرى العَقبان

وعن عبداللّه بن سنان: أنّ عبداللّه بن سبأ كان يدّعي النبوّة، ويزعم أنّ أمير المؤمنين هو اللّه، فبلغ ذلك أمير المؤمنين، فدعاه وسأله فأقرّ بذلك، وقال: أنت هو، فقال له: ويلك قد سخر منك الشّيطان فارجع عن هذا ثكلتك اُمّك وتب، فلمّا أبى حبسه واستتابه ثلاثة أيّام، فأحرقه بالنّار.

وروي أنّ سبعين رجلاً من الزّط أتوه "عليه السلام" بعد قتال أهل البصرة يدعونه إلهاً بلسانهم وسجدوا له، فقال لهم: ويلكم لاتفعلوا إنّما أنا مخلوق مثلكم، فإن لم ترجعوا عمّا قلتم فيّ وتتوبوا إلى اللّه لأقتلنكم، قال: فأبوا فخدّ لهم أخاديد وأوقد ناراً، فكان قنبر يحمل الرّجل بعد الرّجل على منكبيه فيقذفه في النّار.

ثمّ قال "عليه السلام":

إنّي اذا أبصرت أمراً منكرا++

أوقدت ناراً ودعوت قنبرا

ثمّ أحفترت حفراً فحفرا++

وقنبر يخطم خطماً منكرا

وقال السيد الحميري:

قوم غلوّا في عليٍّ لا أبالهم++

وجشموا أنفساً في حبّه تعبا

قالوا هو اللّه جلّ اللّه خالقنا++

من أن يكون ابن اُمٍّ أو يكون أبا

فمن أدار اُمور الخلق بينهم++

إذ كان في المهدأوفي البطن محتجبا

نعم انّ لعليّ "عليه السلام" من الفضائل السّابقة ما اختصّ بها دون غيره من الصّحابة، وله "عليه السلام" من المناقب الرائقة ما تفرّد بها عن غيره من القرابة، كما قال جابر بن عبداللّه فيما رواه ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 287 ط النجف و 2: 3 ط ايران|: كانت لأصحاب النبيّ "صلى الله عليه وآله" ثماني عشرة سابقةً. خُصّ منها عليّ بثلاث عشرة، وشركنا في الخمس.

وفي كتاب الفضائل لعبدالملك بن عيسى العكبري: قال عبداللّه بن شدّاد ابن الهاد: قال ابن عبّاس: كان لعليّ ثماني عشرة منقبة، ما كانت لأحد من هذه الاُمّة مثلها.

وفي مناقب ابن مردويه: قال نافع بن الأزرق لعبداللّه بن عمر: إنّي أبغض عليّاً، فقال: أبغضك اللّه، أتبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.

قال الحميري:

أين الجهاد وأين فضل قرابة++

والعلم بالشّبهات والتّفصيل

أين التقدّم بالصّلاة وكلّهم++

للات يعبد جهرةً ويحول

أين الوصيّة والقيام بوعده++

وبدينه أن غرّك المحصول

أين الجوار بمسجد لا غيره++

حيناً يمرّ به فأين تحول

هل كان فيهم إن نظرت مناصحاً++

لأبي الحسين مقاسط وعديل

المسابقة بالاسلام


قال ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 288 ط النجف و 2: 4 ط ايران|: استفاضت الرّواية أنّ أوّل من أسلم: عليّ، ثمّ خديجة، ثمّ جعفر، ثمّ زيد، ثمّ أبو ذرّ، ثمّ عمرو بن عنبسة السّلمي، ثم خالد بن سعيد بن العاص، ثمّ سميّة اُمّ عمّار، ثمّ عبيدة بن الحارث، ثمّ حمزة، ثمّ خبّاب بن الأرت، ثمّ سلمان، ثمّ المقداد، ثمّ عمّار،ثمّ عبداللّه بن مسعود في جماعة، ثم أبو بكر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن زيد، وصهيب، وبلال.

وفيه نقلاً عن تاريخ النّسوي، قال الحسن بن زيد: كان أبو بكر الرابع في الإسلام. وقال القرطبي: أسلم عليّ قبل أبي بكر، واعترف الجاحظ كما في العثمانيّة بعدما كرّ وفرّ: أنّ زيداً وخباباً أسلما قبل أبي بكر، ولم يقل أحد أنّهما أسلما قبل عليّ. وقد شهد أبو بكر لعليّ بالسّبق إلى الإسلام.

وروى أبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو إسحاق الثّعلبي في كتابيهما، أنـّه قال أبو بكر: يا أسفي على ساعة تقدّمني فيها عليّ بن أبي طالب، فلو سبقته لكان لي سابقة في الإسلام.

وفيه نقلاً عن الكافي للكليني |8: 103|: روى أبو بصير عن الباقرين "عليهما السلام"، أنّهما قالا: إنّ النّاس لمّا كذّبوا برسول اللّه "صلى الله عليه وآله" همّ اللّه تبارك وتعالى بهلاك أهل الارض إلاّ عليّاً فما سواه، بقوله تعالى: "فَتَوَلَّ عَنهم فَمَا أنْتَ بِمَلُوم" |الذاريات: 54| ثمّ بدا له فرحم المؤمنين، ثمّ قال: "فَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤمِنين".

قال الحميري في ذلك:

فإنّك كنت تعبده غلاماً++

بعيداً من أساف ومن مناة

ولا وثناً عبدت ولا صليباً++

ولا عزّى ولم تسجد للات

وله أيضاً:

وعليّ أوّل النّاس اهتدى++

بهدى اللّه وصلّى وادّكر

وحّد اللّه ولم يشرك به++

وقريش أهل عود وحجر

وله أيضاً:

وصيّ محمّد وأبو بنيه++

وأوّل ساجد للّه صلّى

بمكّة والبريّة أهل شرك++

وأوثان لها البدنات تهدى

وقال العوني:

غصن رسول اللّه أحكم غرسه++

فعلا الغصون نضارةً وتماماً

واللّه ألبسه المهابة والحجى++

وربا بِهِ أن يعبد الأصناما

ما زال يغذوه بدين محمّد++

كهلاً وطفلاً ناشياً وغلاما

وقال بعض الأعراب:

ألا إنّ خير الناس بعد محمّد++

عليّ وان لام العذول وفنّدا

وإنّ عليّاً خير من وطىء الحصى++

سوى المصطفى أعني النبيّ محمّدا

هما أسلما قبل الأنام وصلّيا++

أغار العمري في البلاد وأنجدا

فإذا علمنا بما مضت من الأخبار والآثار والأشعار، بأنـّه "عليه السلام" اوّل من أسلم وآمن باللّه بعد أخيه وابن عمّه خاتم أنبياء اللّه، وأوّل من صلّى مع رسول اللّه، وأوّل من فدى بنفسه في سبيل اللّه، وأوحد من باهى به اللّه ملائكته حين بات على فراش رسول اللّه، فكان مع ذلك كلّه أوّل من بايع رسول اللّه على الموت في إعلاء كلمة اللّه، وأثبتهم قدماً في الوغى لنصر دين اللّه، وأوفاهم بالعهد لمّا عاهدوا اللّه، حتّى حظي بفضل اللّه في أشياء ساوى فيها أنبياء اللّه، وأوّل من حاز من بين الصّحابة رضاء اللّه، كما سيأتي ذكره فيما يلي.

/ 122