الصّراط المستقيم
روى ابن شهرآشوب في مناقبه: نقلاً عن تفسير وكيع بن الجرّاح، عن سفيان الثّوري، عن السدي، عن أسباط ومجاهد، عن عبداللّه بن عبّاس في قوله تعالى: "إهْدِنَا الصّراطَ الْمُسْتَقِيم" |الفاتحة: 6| قال: قولوا معاشر العباد: أرشدنا إلى حبّ النبيّ وأهل بيته.
وفي تفسير الثّعلبي، وكتاب ابن شاهين، عن رجاله، عن مسلم بن حيّان، عن بريدة في قوله تعالى: "إهْدِنَا الصّراطَ الْمُسْتَقِيم" قال: صراط محمّد وآله.
قال أبو عبداللّه جعفر الصّادق "عليه السلام" في قوله تعالى: "أفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً عَلى وَجْهِهِ أهْدى" أي أعداؤهم "أمّنْ يَمْشي سَوِيّاً عَلى صَراط مُسْتَقِيم"|الملك: 22|قال: سلمان والمقداد وعمّار وأصحابه.
وفي التّفسير: "وَأنّ هَذا صِراطي مُسْتَقِيماً" |الأنعام: 153| يعني: القرآن وآل محمّد.
وروى الثّمالي عن أبي جعفر محمّد الباقر "عليه السلام" في قوله تعالى: "فَاسْتَمْسِكْ بَالّذي اُوحِي إلَيْكَ إنّكَ عَلى صِراط مُسْتَقِيم" |الزخرف: 43| قال: إنّك على ولاية عليّ "عليه السلام" وهو الصّراط المستقيم.
ومعنى ذلك أنّ عليّ بن أبي طالب "عليه السلام" الصّراط إلى اللّه، كما يقال: فلانٌ باب السّلطان، إذا كان يوصل به إلى السّلطان.
ثمّ إنّ الصراط هو الّذي عليه عليّ، يدلّك وضوحاً على ذلك قوله تعالى: "صِراطَ الّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِم" |الفاتحة: 7| يعني: نعمة الإسلام، لقوله تعالى: "وَأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ" |لقمان: 20| والعلم، وذلك في قوله تعالى: "وَعَلّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَم"|النساء: 113| والذريّة الطيّبة لقوله: "إنّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلى الْعالَمين، ذُريّةً بَعْضُها مِنْ بَعْض" |آل عمران: 33 ـ 34|وإصلاح الزّوجات لقوله تعالى: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ |"الأنبياء: 90| فكان عليّ "عليه السلام" في هذه النّعم في أعلى ذُراها.
وقال الحميري:
سمّاه جبّار السّما++
صراط حقّ فسما
فقال في الذّكر وما++
كان حديثاً يُفترى
هذا صراطي فاتبعوا++
وعنهم لا تخدعوا
فخالفوا ما سمعوا++
والخلف ممّن شرعا
واجتمـعـوا واتـّفـقوا++
وعاهدوا ثمّ التقوا
إن مات عنهم وبقوا++
أن يهدموا ما قد بنى
راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 73 ـ 75|.
حبل اللّه
عن أبي جعفر الصّائغ، قال: سمعت الصّادق يقول في قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرّقُوا" |آل عمران: 103| قال: نحن حبل اللّه.
وعن محمّد بن علي العنبري بإسناده، عن النّبيّ أنـّه سأل أعرابيّ عن هذه الآية، فأخذ رسول اللّه يده فوضعها على كتف عليّ، فقال: يا أعرابيّ هذا حبل اللّه فاعتصم به، فدار الأعرابيّ من خلف عليّ والتزمه، ثمّ قال: اللّهمّ اُشهدك أنّي اعتصمت بحبلك، فقال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله": من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا.
وروى نحواً من ذلك الباقر والصّادق "عليهما السلام".
وقال الحميري:
انا وجدنا له فيما نخبّره++
بعروة العرش موصولاً بها سببا
حبلاً متيناً بكفيّه له طرق++
سد العراج إليه العقد والكربا
من يعتصم بالقوى من حبله فله++
أن لا يكون غداً في حال من عطبا
قال العوني:
إمامي حبل اللّه عروة حقّه++
فطوبى وطوبى من تمسّك بالحبل
راجع: المناقب: |3: 75 ـ 76|.