مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


لفت نظر


روى ابن كثير في تاريخه |11: 124| كما ذكره الأميني في غديره |11: 75| دخل الحافظ النسائي الى دمشق، فسأله أهلها أن يحدّثهم بشيء من فضائل معاوية، فقال: أما يكفي أن يذهب رأساً برأس حتّى يروى له فضائل؟ فقاموا إليه يطعنون في خصيتيه، حتّى اُخرج من المسجد الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكّة، فأخرجوه وهو عليل، فتوفّي بمكّة مقتولاً شهيداً.

واعلم أنّ هذه الموضوعات التي سجّلناها في هذه السطور إنّما نزر يسير من الكثير الذي لو جمع كلّه لجاء بمجلّد ضخم، لأنّ من لعبت بهم الهوى من ذوي الأيدي الأثيمة، في العصور الماضية المظلمة، قد اختلقوا أحاديث كاذبة على صاحب الشريعة، وكرام أصحابه، وثقات التابعين، لا تدخل تحت الضبط والحصر، وهم فيما بين ذلك على اختلاف أغراضهم.

فمنهم: من اغترّ بعظيم الهبات، وجليل العطيات من أرباب الحكّام والسلطات، كما أخبرنا بذلك أهل الأخبار والسير، منهم ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة، كما سيوافيك خبره فيما يلي.

ومنهم: من رجال الدين الموصوفين بالزهد والورع والتقوى، وضعوا أخباراً باطلة حسبةً واحتساباً لما عند المولى عزّ وجلّ، لما يرون أنّ ذلك من الضرورة في الدين لعوام المسلمين، إمّا لترقيق قلوبهم في زعمهم، وإمّا لتحريضهم على فضائل الأعمال، أو غير ذلك ممّا له روابط دينيّة.

فمن ذلك قال يحيى بن سعيد القطّان، فيما ذكره الأميني في غديره |5: 275|: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. وذُكرت عبارته هذه أيضاً في مقدّمة صحيح مسلم، وتاريخ بغداد |2: 98|.

وقال أيضاً، كما في مقدّمة صحيح مسلم: ما نرى أهل الخير أكذب منهم في الحديث.

وقال أيضاً، كما في اللآلي المصنوعة في خاتمة الكتاب: ما رأيت الكذب في أحد أكثر فيمن يُنْسب الى الخير والزهد.

وقال القرطبي في التذكار |ص 155|: لا التفات لما وضعه الوضّاعون، واختلقه المختلقون، من الأحاديث الكاذبة، والأخبار الباطلة، في فضل سور القرآن، وغير ذلك من فضائل الأعمال، وقد ارتكبها جماعة كثيرة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا، يدعون الناس إلى فضائل الأعمال، كما روي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي، ومحمّد بن عكاشة الكرماني، وأحمد بن عبداللّه الجويباري وغيرهم.

قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم: من أين لك عن عكرمة عن ابن عبّاس في فضل سور القرآن سورةً سورة؟ فقال: انّي رأيت الناس أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمّد بن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة.

وقال القرطبي أيضاً في |ص 156| من نفس المصدر: قد ذكر الحاكم وغيره من شيوخ المحدّثين: أنّ رجلاً انتدب في وضع أحاديث في فضل القرآن وسوره، فقيل له: لم فعلت هذا؟ فقال: رأيت الناس زهدوا في القرآن فأحببت أن اُرغبهم فيه، فقيل: فإنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار، فقال: أنا ما كذبت عليه إنّما كذبت له.

وقال في التحذير من الموضوعات: وأعظمهم ضرراً قوم منسوبون إلى الزهد، وضعوا الحديث حِسبةً فيما زعموا، فتقبّل الناس موضوعاتهم ثقةً منهم بهم وركوناً إليهم، فضلّوا وأضلّوا.

وقال في |ص 268|: وسمعت قول ميسرة بن عبد ربّه، لمّا قيل له: من أين جئت بهذه الأحاديث؟ قال: وضعتها اُرغِّب الناس فيها.

وقال أيضا: إنّي احتسب في ذلك.

وقال الحاكم: كان الحسن ـ الراوي عن المسيّب بن واضح ـ ممّن يضع الحديث حِسبةً. راجع: لسان الميزان |5: 288|. وكان نعيم بن حمّاد يضع الحديث في تقوية السنّة.

الوضّاعون والدجّالون من رجال الدين


قال الأميني في غديره |5: 276|: فكأنّ الكذب والإفك وقول الزور ليست من الفواحش، ولم يكن فيها أيّ منقصة ومغمزة، ولا تُنافي شيئاً من فضائل النفس، ولا تمسّ كرامة ذويها.

فهذا حرب بن ميمون، مجتهد عابد وهو أكذب الخلق.

وهذا الهيثم الطائي، يقوم عامّة الليل بالصلاة، وإذا أصبح يجلس ويكذب.

وهذا محمّد بن إبراهيم الشامي، كان من الزهّاد، وهو الكذّاب الوضّاع.

وهذا الحافظ عبدالمغيث الحنبلي، موصوف بالزهد والثقة والدين والصدق والأمانة والصلاح والاجتهاد، واتّباع السنّة والآثار، وهو يؤلّف من الموضوعات كتاباً في فضائل يزيد بن معاوية.

وهذا معلّى بن صبيح، من عبّاد الموصل، وكان يضع ويكذب.

وهذا معلّى بن هلال، عابد وهو كذّاب.

وهذا أبو عمر الزاهد ألّف من الموضوعات كتاباً في فضائل معاوية بن أبي سفيان.

وهذا أحمد الباهلي من كبار الزهّاد، وهو ذلك الكذّاب الوضّاع. قال ابن الجوزي: كان يتزهّد ويهجر شهوات الدّنيا، فحسّن له الشيطان هذا الفعل القبيح.

وهذا البرداني، رجل صالح، ويضع الحديث في فضل معاوية.

وهذا وهب بن حفص من الصالحين، ومكث عشرين سنة لايكلِّم أحداً، وكان يكذب كذباً فاحشاً.

وهذا أبو بشر المروزي الفقيه، أصلب أهل زمانه في السّنة، وأذبّهم عنها، وأخفّهم لمن خالفها، وكان يضع الحديث ويقلّبه.

وهذا أبو داود النخعي، أطول الناس قياماً بليل، وأكثرهم صياماً بنهار، وهو وضّاع.

وهذا أبو يحيى الوكّار، من الكذّابين الكبار، وكان من الصلحاء العبّاد الفقهاء.

وهذا إبراهيم بن محمّد الآمدي، أحد الزهّاد وأحاديثه موضوعة. راجع: لسان الميزان |1: 99|.

وهذا رشدين مقلّب متون الحديث، وكان عابداً صالحاً، كما قاله الذهبي.

وهذا إبراهيم أبو إسماعيل الأشهلي، كان عابداً صام ستّين سنة، لا يتابع على شيء من حديثه، كان يقلّب الأسانيد ويرفع المراسيل. راجع تهذيب التهذيب |1: 104|.

وهذا جعفر بن الزبير، كان مجتهداً في العبادة، وهو وضّاع. راجع: ميزان الاعتدال |1: 406| وغيره من كتب التراجم.

وهذا أبان بن أبي عيّاش، رجل صالح كان من العُبّاد وهو كذّاب. راجع: تهذيب التهذيب |1: 99|.

/ 122