محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وهذا يشهد بعصمة عليّ عليه السلام و أنّه مع الحقّ لايفارقه بحال، ومتى كان كذلك كان قوله حجّة واجبة الإتّباع لأنّ أقواله و أفعاله إذا علم على القطع صحّتها فلابدّ أن يلزم الانقياد لها كما يلزم الانقياد لما قطع على أنّه حقّ /267/ وهذا يدلّ على أن قوله يقطع الإجتهاد

___________________________________

كان الأولى على المصنّف أن يقول: 'وهذا يدلّ على أنّ قوله هو الحقّ، و أنّ ما خالفه هو اتّباع الهوى أوالاجتهاد الباطل المنهيّ عنه، فليحذر الّذين ينقادون لإجتهاد مخالفيه أن تصيبهم فتنة أو عذاب أليم'. وهو الظاهر من مذهب أئمّتنا عليهم السلام و إن كان قدمرّ للإمام المنصور باللَّه عليه السلام في بعض كلامه ما يخالف ذلك و |لكن| له قول آخر يطابق ما قاله الجمهور من أئمّتنا عليهم السلام ولسنا نعلم أحداً من عيون العترة عليهم السلام يذهب الى تجويز مخالفته فيما يصحّ عنه

___________________________________

بل نعلم علماً يقينّاً أنّ المعصومين المنصوصين بالإمامة من عترته عليهم السلام على منهاجه علماً وعملاً وأنّ ما خالف علمه وعمله باطل، و أنّ من خالفه علماً أوعملاً ضالّ ومضلّ اللهمّ الاّ أن يكون من خالفه لم يقصّر في تحرّي الحقّ ومجابهة الباطل، ولكن لم يصب في اجتهاده مع بذل وسعه فإنّه معذور، فإنّ اللَّه تعالى لم يكلّف عباده فوق ميسورهم. والخبر المذكور دليل على أنّ قوله حقّ وكذلك غيره من الآثار، وبالجملة فلا خلاف بين العترة في عصمته فلم يجز مخالفته لأنه لايجوز العدول من المعلوم إلى المظنون كما في القبلة إذا أمكن إصابة عينها بأن يكون المصلّي في بعض بيوت مكة، فإنّه لايجوز له أن يطرح ذلك و يعدل إلى غالب ظنّه.

فإذا ثبت أنّ اجتهاده حقّ على القطع

___________________________________

كان الأولى على المؤلّف أن يقول: فبعد ما أثبتنا وحقّقنا أنّ كلّ ما يبديه عليّ عليه السلام هو الحقّ فلا يجوز العدول عنه، وأنّ كلّ ما يقوله غيره أو يعمله إن كان مخالفاً لقوله عليه السلام أو عمله، لا يجوز الاعتماد عليه لأنّه ضلالة.

وقريباً مما ذكرناه ورد عن حبر الأمّة عبداللَّه بن العبّاس كما رواه عنه ابن سعد في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من الطبقات الكبرى: ج 2 ص 338 ط دار صادر، قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال:

سمعت عكرمة يحدّث عن ابن عبّاس |أنّه| قال: إذا حدّثنا ثقة عن عليّ بفُتيا لا نعدوها. واجتهاد غيره ليس كذلك لم يجز الرجوع إلى اجتهاد غيره و ترك اجتهاده لأنّ ذلك هوإطراح المعلوم إلى المظنون. وقد روينا بالإسناد وإلى أمّ سلمة رضي اللَّه عنها عن النبي صلى اللَّه عليه وآله

وسلم أنّه قال: 'عليّ مع الحقّ والقرآ ن، والحقّ و القرآن مع عليّ ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض'

___________________________________

وهذا الحديث رواه السيّد أبوطالب يحيى بن الحسن الحسيني- المولود سنة: "340" المتوفّى سنة: "424" المترجم في الحدائق الوردية- في أماليه كما في الحديث: "15" من باب فضائل عليّ عليه السلام من كتاب تيسير المطالب ص 54، ط 1، ببيروت- قال:

أخبرنا محمّد بن عليّ العبدكي قال: أخبرنا محمّد بن يزداد، قال: حدّثني يعقوب بن إسحاق، و محمّد بن أبي سهل، قالا: حدّثنا محمّد بن عمرو، قال: حدّثنا الحارث قال: حدّثنا يحيى بن يعلي الأسلمي قال: حدّثنا عمرو بن يزيد، قال: حدّثنا عبداللَّه بن حنظلة:

عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أمّ سلمة رضي اللَّه عنها إذ استأذن رجل فقالت له: من أنت؟ قال: أنا أبوثابت مولى عليّ |عليه السلام|؟ فقالت أمّ سلمة: مرحباً يك يا أباثابت أدخل. فدخل فرحّبت به، ثمّ قالت له: يا أباثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟

فقال: |كنت| تبع عليّ أبي طالب عليه السلام. فقالت: وفّقت والّذي نفسي بيده لقد سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: عليّ مع الحقّ والقرآن والحقّ والقرآن مع عليّ ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

ورواه الحموئي بسنده عن السيّد أبي طالب في الباب: "36" من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1، ص 177.

وقريباً منه رواه الحافظ الطبراني في عنوان: 'من اسمه عبّاد' في الحديث: "4877" من المعجم الأوسط ج 5، ص 455 قال:

حدّثنا عبّاد بن سعيد الجعفي قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول، قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التميمي عن ثابت مولى أبي ذرّ:

عن أم سلمة قالت: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: عليّ مع القرآن والقرآن معه لايفترقان حتّى يردا عليّ الحوض.

|قال الطبراني|: لايروى هذا الحديث عن ثابت مولى أبي ذرّ إلّا بهذا الإسناد، تفردّ به صالح بن أبي الأسود.

أقول: وأيضاً رواه الطبراني حرفياً في ترجمة شيخه عبّاد بن عيسى الجعفي الكوفي من المعجم الصغير: ج 1 ص 155، ط 2.

و رواه أيضاً الحاكم النيسابوري- المتوفّى سنة: "405"- في الحديث: "60" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 3، ص 124.

ورواه أيضاً ابن مردويه كما في الحديث "4" في الفصل "2" من الفصل: "16" من مناقب الخوارزمي ص 107، و في ط 1، ص 116.

و من أراد المزيد فعليه بما أوردناه في ذيل تعليق الحديث: "1175" من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق ج 3، ص 159، بتحقيق المحمودي.

و رواه أيضاً عنه صاحب الطرائف في الحديث: "151" من كتاب الطرائف ص 103.

وكذلك خبر المنزلة فإنّه دليل على أن قوله حقّ لأنّه يدخل في جملة منازل هارون من موسى و قد مرّ تفصيله.

الفائدة 25


قوله صلى اللَّه عليه: 'إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض'،

___________________________________

وهذه قطعة من حديث الثقلين المتواتر المنقول عن أكثر من عشرين صحابياً، ويعجبني أن أذكره من طريق محمّد بن جعفر الرزّاز- على ما رواه عنه السمهودي في أواسط الذكر الثالث من جواهر العقدين: ج 2/ الورق 87 /ب/ و في ط بغداد: ج 1/ من القسم الثاني ص 88 قال:

و |حديث أمّ سلمة| أخرجه |أيضاً| محمّد بن جعفر الرزّاز |عنها| بلفظ: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في مرضه الّذي قبض فيه يقول- وقد امتلأت الحجرة من أصحابه-: أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّوجلّ و عترتي أهل بيتي. ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: هذا عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ لايفترقان حتّى يردا عليّ الحوض فأسألهما: ما خلّفت فيهما. وقد بيّنا طرقاً من طرق ذلك

___________________________________

تقدّم ذلك في شرح البيت: "30" من مخطوطة هذا الشرح. وهو من الآثار الظاهرة و فيه دلالة على أن إجماع العترة عليهم السلام حجّة من وجوه:

احدها


إنّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جمع بين العترة والكتاب ولاخلاف أن الكتاب حجّة ولايجوز أن يقرن في الحكمة بين الحجّة وبين ماليس بحجّة لأنّ ما ليس بحجّة لايلزم الرجوع إليه بخلاف الحجّة فإنّه يجب الرجوع إليها فوجب أن تكون العترة حجّة كالكتاب حتّى يحسن الجمع بينهما.

ثانيها


انّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم علق نفي الضلال بهما بقوله لن تضلوا ما استمسكتم بهما وهذا يوجب ان يكون تابع العترة عليهم السلام غير ضال ولولا أنّ قولهم حجّة وأنّه لايجوز عليهم الضلال وإلّا لم يجز ذلك، وكيف يعلّق صلى اللَّه عليه وآله

وسلم نفي الضلال بالتمسك بهم وهم ضالون ولو جاز عليهم الضلال والحال هذه لجاز في الكتاب ان يكون ضلالا حتّى لايجوز الرجوع إليه بحال و هذا باطل عند الأمّة.

ثالثها


قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض'، وإذا لم تفارق العترة الكتاب وجب في قولها أن يكون حقاً وصواباً لأنه لوجاز عليها الضلال كانت قد فارقت الكتاب لأنّه لايجوز فيه ذلك إذ هو حجّة واجبة إلإتّباع لأنه كلام من لايجوز عليه القبيح لعلمه بقبحه وعلمه بغناه عن فعله.

الفائدة 26


اضطجاعه على فراش رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واقياً له بنفسه وقد بيّنا تفصيل ذلك وورود الآية وهي قوله تعالى: 'ومن الناس مَن يَشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه' |207/البقرة: 3| في شأنه عليه السلام

___________________________________

تقدم بعض الكلام حول نزول الآية الكريمة في شأن عليّ عليه السلام فى شرح البيت: "18" من هذا الشرح.

وأنظر تفصيل الروايات الوردة في الحديث: "133 تا 143"، في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: ج 1، ص 123 تا 132 ط 2.

الفائدة 27


مبارزته لعمرو بن عبدودّ و قد بيّنا ذلك

___________________________________

تقدّم في شرح البيت: "11" من هذا الشرح. وما كان له في مقابلته من الكرامة العجيبة والتحفة الّتي وصلت إليه من الجنّة.

وقد روينا عن حذيفة أنّه قال: لو وضعت أعمال الأوّلين والآخرين في الميزان وقتل عليّ عليه السلام عمرو بن عبدودّ حين حاد عنه المسلمون- وتضيّق عليهم الخطب- لرجح |على أعمالهم|

___________________________________

وقريباً منه رواه محمّد بن سليمان المتوفّى عام "322" في الحديث: "141" من مناقبة: ج 1، ص 222.

ورواه أيضاً الحافظ الحسكاني المتوفّى سنة "470 أو 490" في تفسير الآية: "25" من سورة الأحزاب في الحديث: "634" من شواهد التنزيل: ج 2 ص 10، ط 2.

ورواه أيضاً ابن أبي الحديد في شرح المختار: "230" من قصار نهج البلاغة: ج 19، ص 60، ط الحديث بمصر.

وقريباً منه رواه الحاكم النيسابوري بسنده عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في كتاب المغازي من المستدرك: ج 3، ص 32. وله أيضاً مصادر أخر. وفي هذا أوفى شرف.

الفائدة 28


آية التطهير وقد بيّنا الآثار الواردة في ذلك ودلالتها على فضله

___________________________________

تقدّم بيانه في شرح البيت: "12" من مخطوطة هذا الكتاب ص 72 -69.

وانظر الأخيار المتواترة المذكورة في تفسير الآية "33" من سورة الأحزاب في شواهد التنزيل ج 2، ص 18 تا 141، ط 2. وفضل العترة عليهم السلام وأنها قاضية بأنّ إجماعهم حجّة واجبة الإتّباع.

الفائدة 29


قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه: 'أنت سيّد العرب'،

___________________________________

للحديث- أو ما في معناه- أسانيد ومصادر، ورواه الحافظ محمّد بن سليمان بسندين في الحديث "128" وتاليه من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1، ص 208 تا 209، ط 1.

ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في الحديث: "57" و تاليه من مناقب أميرالمؤمنين من المستدرك: ج 3، ص 124.

ورواه أيضاً الحافظ أبونعيم في ترجمة أسعد بن زراة من كتابه معرفة الصحابة: ج 2 ص 301 ط 1، قال:

حدّثنا نحلة بن جعفر، حدّثنا محمّد بن جرير، حدّثنا هارون بن حاتم، حدّثنا رباح بن خالد الأسدي عن جعفر الأحمر، عن هلال بن مقلاص، عن عبداللَّه بن مقلاص عن عبداللَّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال:

سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: لما أسري بي إلى السماء أوحى إليّ في عليّ ثلال خصال: انه إمام المتقين و سيّد المسلمين وقائد الفرّ المحجّلين.

وأخرجه محققه في هامشه عن السيوطي |في جمع الجوامع: ج 1 ص 656| قال: وأخرجه الباوردي وابن قانع.

ورواه أيضاً ابن أبي شيبة والبزار والبغوي وابن السكن، والحاكم والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: ج 1، ص 188.

وعنهم ابن حجر في ترجمة عبداللَّه بن أسعد بن زرارة من الإصابة: ج 4، ص 33.

ورواه أيضاً مؤلّف معجم السفر- المترجم في تاريخ دمشق ج 5، ص 208، و سير اعلام النبلاء ج 21، ص 5 و تذكره الحافظ 1298/4- أبوطاهر أحمد بن محمّد السلفي- المولود عام: "472" المتوفّى سنة: "576"- في الجزء الحادى عشر مما انتخبه من أصول كتب أبي الحسين المبارك بن عبدالجبّار الصيرفي الطيوري- الورق 188 /ب/ الموجود في المكتبة الظاهرية- قال:

أخبرنا أحمد، أنبأنا محمّد، أنبأنا أبي داود، أنبأنا إبراهيم بن عباد الكرماني أنبأنا يحيى بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن زياد، عن هلال الوراق، عن أبي كثير الأسدي:

عن عبداللَّه بن أسعد بن زرارة قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: انتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى فأوحى اللَّه إليّ في عليّ بثلاث: إنّه إمام المتقين وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنات النعيم.

ومن أراد المزيد فعليه بما رواه ابن عساكر في الحديث: "779" وما بعده وتعليقاته من ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 256 بتحقيق المحمودي. وإنّما أراد بذلك ملك التصرف لأنّ سيّد القوم هو المالك للتصرف

فيهم. وقيل أيضاً: السيّد الكريم. وقيل: حسن الخلق. وقيل: الحليم. وكلّ ذلك قدحصل في حقّ أميرالمؤمنين عليه السلام على أبلغ الوجوه، وقد بيّنا قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وأحلمهم حلماً وأحسنهم خلقاً'.

الفائدة 30


قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما سألت اللَّه شيئاً إلّا سألت لك مثله'

___________________________________

انظر الحديث: "178" من مناقب ابن المغازلي ص 135. ولاحظ أيضاً ما نذكره قريباً عن ابن أبي عاصم.

وإذا دعا له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بذلك فدعاؤه مجاب لأنّ اللَّه تعالى وعد الإجابة سائر المؤمنين، فكيف بخاتم النبيّن صلى اللَّه عليه وآله الأكرمين.

وقد روينا بالإسناد إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه يحيى بن الحسين قدس اللَّه روحه

___________________________________

رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث: "47" من باب فضائل عليّ عليه السلام من ترتيبه ج 1، ص 142.

ورواه أبوبكر ابن أبي عاصم في الحديث الأوّل من باب فضائل عليّ عليه السلام برقم: "1313" من كتاب السنة ص 582، قال:

حدّثنا محمّد بن عبدالرحيم أبويحيى وسليمان بن عبدالجبّار، قالا: حدّثنا عليّ بن قادم، حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن |أبي| زياد، عن عبداللَّه بن الحارث:

عن عليّ |عليه السلام| قال: وجعت |وجعاً شديداً| فأتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأنا منّي في مكانه وقام يصلّي فألقى عليّ طرف ثوبه فصلّى ما شاءاللَّه ثمّ قال: يا ابن أبي طالب قد برئت فلا بأس عليك، ما سألت اللَّه عزّوجلّ |لنفسي| شيّاً إلّا سألت لك مثله، ولا سألت اللَّه شيّاً إلّا أعطانيه إلّا أنّه قال لي: لا نبيّ بعدك.

قال القاضي |أبوبكر ابن أبي عاصم|: لا أعرف في فضيلة عليّ حديثاً أفضل منه.

ورواه الحافظ النسائي بسندين في الحديث 147 وما قبله من كتاب الخصائص: ص 242 بتحقيق المحمودي.

ورواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "804" وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 274 تا 279، ط 2 بتحقيق المحمودي. قال: أخبرنا الحكم بن محمّد بن إسماعيل بن الحكم المخزومي بقراءتي

عليه |في جامع الكوفة| قال: أخبرنا أبوالطيب محمّد بن الحسن بن النحاس السلمي

___________________________________

كذا في ظاهر رسم الخطّ من أصلي المخطوط، وفي ترتيب أمالي المرشد باللَّه: ج 1، ط 1، ص141: 'أخبرنا أبوطالب محمد بن الحسن النحاس الفيلمي؟'. قال: حدّثنا أبوالحسين عليّ بن العباس بن الوليد البلخي

___________________________________

كذا في ترتيب الأمالي الخميسية، وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: 'حدثنا أبوالحسن بن عليّ بن العبّاس بن الوليد البجلي...'. قال حدّثنا عباد بن يعقوب |الرواجني| قال: أخبرنا عليّ بن هاشم، عن أبي الجحاف:

أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: حدّثنا بأعجب سابقة كانت لك على لسان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم؟! فقال |عليه السلام|: قدكانت لي سوابق كثيرة على لسان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم |ومرضت مرّةً فعادني النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فدخل عليّ وأنا مضطجع فأتى إلى جنبي فسجّاني بثوبه، فلمّا رأى أنّي قد ضعفت قام إلى المسجد يصلي فلمّا قضى صلاته جاء فرفع الثوب عنّي| فقال: 'يا عليّ ما سألت ربّي الليلة لنفسي شيئاً إلّا أعطيته، ولا سألت لنفسي شيئاً إلّا سألت لك مثله فأعطاني'

___________________________________

ما وضعناه في المتن بين المعقوفين كان قدسقط عن أصلي المخطوط كما كان ساقطاً من ترتيب الأمالي الخميسية وأمالي المحاملي وغيرها من كثير من مصادر الحديث، ونحن أخذناه من الباب: "43" من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج ص 220 ط بيروت بتحقيق المحمودي.

وقريباً منه رواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "804" وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 274 وما بعدها ط بيروت بتحقيق المحمودي.

وهذا فيه أوفى تصريح بما قلناه، و هو أظهر دليل على شرف عليّ عليه السلام وفضله وارتفاع درجته وعلوّ منزلته عنداللَّه تعالى.

ذكر معالى أبي طالب، وبعض غرر أبياته، وفي ذيله كلام شريف لمحمّد ابن الحنفية في تقريض أبيه


ونعود إلى فوائد خبر المناشدة بالطريق الثانية الّتي قدّمناها عطفاً على ما في الطريقة الأولى ونترك منها ما قد ذكرناه:

الفائدة 31


قوله: 'هل فيكم من أحد صلىّ القبلتين غيري؟'.

الفائدة 32


قوله: 'هل فيكم من أحد /269/ نصر أبوه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو مشرك غيري؟'

___________________________________

هذا الذيل مما أقحمه بعض معاندي أهل البيت لتشويه سمعة أبي طالب صلوات عليه، والثابت عن أميرالمؤمنين و عترته سلام اللَّه عليهم أجمعين هو ما جاء في المنقبة "99" من كتاب مائة منقبة- لأحمد بن محمّد بن شاذان ص 174 قال: حدّثني القاضي أبوالحسن محمّد بن عثمان بن عبداللَّه القاضي النصيبي في داره، قال: حدّثني جعفر بن محمّد العلوي عن عبداللَّه بن أحمد، قال: حدّثني محمّد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه:

عن أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام إنّه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أميرالمؤمنين إنّك بالمكان الّذي أنزلك اللَّه فيه وأبوك معذب في النار؟!

فقال له |أميرالمؤمنين عليه السلام|: مه فضّ اللَّه فاك، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللَّه تعالى فيهم!! أبي معذّب بالنار وابنه قسيم الجنّة والنار؟!

والّذي بعث محمّداً نبيّاً إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلّا خمسة أنوار نور محمّد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور أولاده من الأئمة عليهم السلام.

ورواه الشيخ الطوسي في الحديث: "55" من الجزء "11" من أماليه: ج 1، ص 311.

و رواه أيضاً في المجلس: "22" من ج 2 منه ص 312.

وللحديث مصادر كثيرة كما في تعليق المناقب المائة ص 175.

ومن أراد المزيد فعليه بما أجاده العلامة الأميني رفع اللَّه مقامه في الغدير: ج 7 ص 330 تا 409، ط 1، وج 8 ص 3 تا 30، ط 1.

وليراجع أيضاً ما علقناه على الفصل "1" من خاتمة المؤلف لهذا الكتاب، وما يأتي قريباً في الصفحة التالية.

|قال المؤلّف:| وقد بيّنا ما كان من أبي طالب في حقّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه

وآله وسلم من معاضدته ومناصرته والدفع عنه بكلّ وجه من الوجوه

___________________________________

وتقدّم ذلك في شرح البيت "18" من هذه المخطوطة. وعظم ذلك على كفار قريش فلم يجدوا معه سبيلاً إلى ما يريدونه في حقّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بل حدب دونه وقام بنصرته، فلمّا رأوا ذلك اجتمعوا جماعة من أشرافهم؟ و قصدوه وقالوا: يا |أ| باطالب إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعاب ديننا وسفّه أحلامنا وضلّل آباءنا فإمّا أن تكفّه عنّا وإمّا أن تخلّي بيننا وبينه فإنّك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه؟!! فقال لهم أبوطالب قولاً رفيقا وردّهم ردّاً جميلاً فانصرفوا عنه، و مضى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على ما هو عليه يظهر دين اللَّه و يدعوا إليه.

ثمّ سرى الأمر بينهم و بينه حتّى تباعد الرجال وتضاغنوا وأكثرت قريش ذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فتذامروا فيه وحضّ بعضهم عليه.

ثمّ إنهم مشوا إلى أبي طالب مرّة أخرى فقالوا له:يا |أ| باطالب إنّ لك نسباً وشرفاً ومنزلةً منّا وإنّا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم ينته عنّا، وإنّا واللَّه لانصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتّى تكفّه عنّا أو ننازله وإيّاك في ذلك حتّى يهلك أحد الفريقين،- أو كما قالوا- ثمّ انصرفوا عنه فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفساً بإسلام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولا خذلانه، ولمّا قالوا له ذلك بعث إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا ابن أخي، إنّ قومك قد جاؤني فقالوا لي كذا وكذا- |فذكر| الّذي كانوا قالوا له- فأبق عليّ وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق.

قال فظنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّه قد كان بدا لعمّه فيه بدوّ وأنّه خاذله ومسلّمه، وأنّه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'يا عمّ واللَّه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره اللَّه أو أهلك فيه ما تركته '. قال: ثمّ استعبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فبكى، ثمّ قام فولّى.

فلمّا ولىّ ناداه أبوطالب فقال: اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فواللَّه ما أسلّمك لشي ء أبداً.

ثمّ إنّ قريشاً حين عرفوا أن أباطالب قد أبى خذلان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وإسلامه وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالواله: يا |أ| باطالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله فخذه فلك عقله وبصره واتخذه ولداً فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الّذي قد خالف دينك ودين آبائك /270/ وفرّق جماعة قومك وسفّه أحلامهم فنقتله فإنّما هو رجل كرجل!

فقال: واللَّه لبئسما تسومونني، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟! هذا واللَّه لا يكون أبداً.

قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف بن قصيّ: واللَّه يا |أ| باطالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلّص ممّا تكره فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً. فقال أبوطالب للمطعم: واللَّه ماأنصفوني ولكنّك قد أجمعت على خذلاني ومظاهرة القوم فاصنع ما بدا لك أو كما قال.

فحقب الأمر وحميت الحرب وتنابذ القوم ونادى بعضهم بعضاً و قام أبوطالب لمّا رأى قريشاً يصنعون بالمسلمين مايصنعونه من التعذيب في بني هاشم وبني المطّلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم والقيام دونه، فاجتمعوا إليه وقاموا معه فأجابوه إلى ما دعاهم إليه، إلّا ما كان من أبي لهب عدوّاللَّه.

فلمّا رأى أبوطالب من قومه ما سرّه من جدّهم معه وحدبهم جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ويذكر فضل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيهم ومكانه منهم ليشيد بهم رأيهم وليحدبوا معه على أمره فقال:

اذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر++

فعبد مناف سرّها وصميمها

وإن حصّلت أشراف عبدمنافها++

ففي هاشم أشرافها وقديمها

وإن فخرت يوماً فإنّ محمّداً++

هو المصطفى من سرّها وكريمها

تداعت قريش غثّها وسمينها++

علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

/ 65