محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وتريدون |الآن| أن تبايعوا عثمان إذاً أسمع وأطيع؟

___________________________________

كذا في أصلي، وفي رواية الحاكم المذكورة في المختار: "32" من نهج السعادة: 'إذاً لا أسمع ولا أطيع...'. ولكنّي أحتجّ عليكم أنشدكم اللَّه هل تعلمون فيكم من أحد احقّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله منّي؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: أنشدتكم باللَّه؟ هل فيكم من أحد له عمّ مثل عمي أسداللَّه وعم رسوله وسيّد الشهداء؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد له أخ مثل أخي جعفر له جناحان أخضران يطير بهما مع الملائكة في الجنّة؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء |أهل| الجنّة؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدكم باللَّه؟ وبحقّ نبيّكم صلى اللَّه عليه وآله هل فيكم من أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيّديّ شباب أهل الجنّة إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريّا

___________________________________

كلمة عيسى بن مريم و يحيى بن زكريّا' كانت بخط الأصل مكتوبة في هامش أصلي'. قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه، وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد وحّد اللَّه قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه.

قال: فأنشدكم باللَّه؟ وبحق نبيّكم أيّها النفر جميعاً هل فيكم من أحد صلّى القبلتين غيري؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه.

قال فأنشدتكم باللَّه؟ و بحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد نصر أبوه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و هومشرك غيري؟!

___________________________________

هذه القطعة ممّا أقحمت في هذه الرواية وهي باطلة قطعاً، وكيف يمكن لأميرالمؤمنين عليه السلام أن يقول ذلك و أقوال أبيه بمسمع منه حيث يقول:

واللَّه لا أخذل النبي ولا++

يخذله من بنيّ ذوحسب

نحن و هذاالنبي أسرته++

نضرب عنه الأعداءكالشهب

وقوله في القصيدة البائيّة من جمع أبي هفّان ص 51 بتحقيق المحمودي:

وما ذنب من يدعو الى اللَّه وحده++

ودين قويم 574

أهله غير خيّب++

وقوله:

لقدأكرم اللَّه النبي محمّداً++

فأكرم خلق اللَّه في الناس أحمد

وشقّ له من اسمه ليجلّه++

فذوالعرش محمود و هذا محمّد

وقوله عليه السلام- كما تقدم في هذا الكتاب- في شرح البيت "14".

رواه أيضاً أبوهفّان في المقطع "16" من ديوان أبي طالب:

منعنا الرسول رسول المليك++

ببيض تلألأمثل البروق

أذبّ وأحمي رسول الإله++

حماية عمّ عليه شفيق

وقوله عليه السلام:

ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً++

نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب

وقوله عليه السلام:

ولقد علمت بأنّ دين محمّد++

من خير أديان البريّة دينا

وقوله عليه السلام- كما رواه ابن عساكر في ترجمة جعفر بن أبي طالب كما في مختصر ابن منظور: ج 6 ص 67-:

إنّ عليّاً و جعفراً ثقتي++

عند مهمّ الأمور والكرب

لا تخذلا وانصراابن عمكّما++

وابن أمّي من بينهم وأبي

واللَّه لا أخذل النبي ولا++

يخذله من بنيّ ذوحسب

إلى غير ذلك مما يجده الباحث في ديوان أبي طالب جمع أبي هفّان و غيره. قالوا:اللهمّ لا نعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد أذهب اللَّه عنه الرجس وطهّره تطهيراً غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم أحد أقتل لمشركي قريش في حرب رسول اللَّه وإخراجه ماحراً

___________________________________

رسم الخطّ من هذه الكلمة في أصلي غير واضح وكتبناها ظنّاً. عند كل شديدة تنزل مني؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد مسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عينيه وأعطاه الراية يوم خيبر؟ وقال: /241/ 'لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله يفتح اللَّه عليه ليس بر عديد

ولاجبان'، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد نصبه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم للناس ولكم يوم غدير خمّ فقال: 'من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد آخاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم آخابين المسلمين و قال له: 'أنت أخى و أنا أخوك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبى بعدي'؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه. قال:فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد بارز عمرو بن عبدود يوم الخندق وقتله غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه و بحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد وقف مع الملائكة يوم حنين غيري حين ذهب الناس؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد اشتاقت الجنّة إلى رؤيته بقول نبيّكم غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد هو وصيّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أهله غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد له سبق مثل سبقي في الإسلام؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد ورث سلاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و دوابّه عند موته غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد له شقيق مثل شقيقي ووزير مثل وزيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد هو أغنى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين اضطجع في مضجعه واهطجع في مضجعه؟ و أبذل له مهجة دمي وأقيه بنفسي؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد له سهمان كسهمي سهم في الخاصّة وسهم في العامة؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد هو أحدث عهداً برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم منّي؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه؟ هل فيكم من أحد غسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بالرّوح والريحان مع الملائكة المقرّبين غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه؟ وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اغسلني أنت فإنّه لايرى أحد شيئاً من عورتي إلّا عَمي غيرك يا عليّ'؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد وضع رسول اللَّه صلى اللَّه /242/ عليه وآله وسلم في حفرته ولفّه في أكفانه غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد أمر اللَّه بمودّته من السماء حيث يقول:'قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى' |23/الشورى: 42| غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد جاور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في مسجده يحلّ له فيه ما يحلّ لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ويحرم عليه ما يحرم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأمراللَّه بسدّ ابواب المهاجرين وأخرجهم غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين قال ذوو قرابته: 'سددت أبوابنا وأخرجتنا من مسجدك وتركت عليّاً'؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أنا أخرجتكم ولاسددت أبوابكم ولا تركت عليّاً، لكنّ اللَّه أمرني بإخراجكم وترك عليّ ولم يخرجه'؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

قال عليّ: اللهمّ اشهد وكفى باللَّه شهيداً بيني وبينكم اسمع وأطيع وأتبع وأصبر حتّى يأتي اللَّه بالفتح من عنده، شأنكم فاصنعوا ما بدا لكم. ثمّ قال هذه الأبيات:

___________________________________

وللأبيات مصادر كثيرة أشرنا إليها في ذيل المختار:"72" من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من نهج السعادة: ج 4 ص 168 ط 3.

محمّد النبيّ أخي وصهري++

وحمزة سيّد الشهداء عمّي

وجعفر الّذي يضحي ويمسي++

يطير مع الملائكه ابن أمّي

وبنت محمّد سكني وعرسي++

مسوط لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ابناي منها++

فمن هذا له منهم كسهمي

سبقتكم إلى الإسلام طرّاً++

غلاماً ما بلغت أوان حلمي

قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه تعالى: اعلم

___________________________________

ومن هنا الى أوّل الصفحة 243 /التالية/ أكثر كلمات مصدري لم تك مقروءة بنحو القطع وكتبناها على الظنّ. أولاً أنّ يوم الشورى إنّما سمّي بذلك من اجتماعهم على الصورة الّتي جعل عمر الأمر شورى بينهم وهم ستة عليّ عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقّاص ثمّ قال في جملة الوجه؟ بلا خلاف بين أهل النقل ذكره صاحب المحيط في الإمامة رضى الله عنه فقال:

|قال| المقداد بن الأسود: |إنّ عمر قال:| إن أجمع خمسة ورضوا برجل وأبى واحد فاشدخ رأسه واضربه بالسيف؟ وان اتّفق أربعة ورضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فاضرب رؤسهما، وإن رضي ثلاثة رجلاً و ثلاثة رجلاً فحكّموا عبداللَّه بن عمر، وأيّ الفريقين حكم له فاختاروا رجلاً؟ فإن لم يرضوا بحكم عبداللَّه بن عمر فكونوا مع الّذين فيهم عبدالرحمان بن عوف، واقتل الباقين إن رغبوا عما اجمع عليه الناس؟!!

وفي الحكاية أنّ عمر لمّا توفّي واجتمعوا للشورى قال عبدالرحمان بن عوف لعليّ عليه السلام: أبايعك على كتاب اللَّه وسنة نبيّه /243/ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وسيرة الشيخين؟ فقال على عليه السلام: أبايعك على كتاب اللَّه وسنّة نبيّه وأجتهد رأيي. فتقدم |عبدالرحمان| إلى عثمان فقال: أبايعك على كتاب اللَّه و سنة نبيّه و سيرة الشيخين. فقال نعم. فبايعه على ذلك.

ومن كلام عليّ عليه السلام في بيعة عثمان: 'لقد علمتم أنّى أحقّ بها من غيري واللَّه لأسلمنّ ما سلمت أمورالمسلمين ولم يكن فيها جور إلّا عليّ خاصّة التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تناقستموه من زخرفه وزبرجه'.

وقد قال من يدّعي صحة إمامة عثمان: أن دخول عليّ عليه السلام معهم في الشورى دلالة على رضاه بما صنع القوم.

|قال المؤلّف:| وهذا بعيد، وذلك لأنّه عليه السلام إنّما أراد بدخوله تقرير الحجّة عليهم والكشف عن استحقاقه للأمر دونهم، ومعلوم أنّ هذا غرض صحيح وقد فعل من ذلك عليه السلام ماكان بعضه يكفي في أنّه أحقّ بالأمر من عثمان إلّا أنهم أعرضوا |عنه| وإلّا أنّهم فقد اعترفوا بصحّة جميع ما ذكره اختياراً؟ ثمّ صرفوها عنه إلى من لا يدانيه فضلا أن يساويه!!.

والعجب أنّ عبدالرحمان طلب منه العمل بسيرة الشيخين مع أنهما لايبلغان إلى درجته في العلم، وكم من مرّة ثبّت عمر من الزلل وردّه عن الخطل وشال بضبعه فلا شلل، وقد كان عمر يعترف بذلك على رؤس الأشهاد حتّى قال: لا أبقاني اللَّه لمعضلة لا أرى فيها عليّ بن أبي طالب

___________________________________

وليراجع الباحث ما حقّقه العلاّمة الأميني حول الحديث في المجلّد السادس من كتابه القيّم الغدير: ج 6.

ومع ارتفاع درجته كيف يطلب منه عبدالرحمان الرجوع إلى من هو دونه؟! وهذا لاخلاف في بطلانه بين الأمّة وقد شفّعه الكتاب فقال تعالى: 'أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يّتبع أمن لايهدّي إلّا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون' |35/يونس: 10|.

وهذا عارض في معنى الشورى وما يتعلق به، ونعود إلى فوائد الخبر الأوّل ونذكر مما في |الطريق| الثاني مما ليس فيه، ونحيل بتفصيل ما قد مضى عليه، ونكشف عن تفصيل ما لم يمرّ إن شاء اللَّه تعالى على الوجه المعهود فنقول وباللَّه الإعانة:

الفائدة 01 ما أورده المؤلف من شكايات أميرالمؤمنين من معاصريه


انّه عليه السلام سلّم الأمر اضطراراً ولولا ذلك لم يكن لاحتجاجه عليهم معنى لأنّه لايشتبه الحال على منصف أنّه لم يقصد بالاحتجاح إلّا إظهار أنه أولى بالأمر ممن تقدّم عليه أوّلاً وثانياً و |ممنّ| يريد أن يتقدّم عليه ثالثاً، وكلامه كلام الساخط الكاره في قوله: 'بايع الناس أبابكر فسمعت وأطعت ثمّ بايعوا عمر

فسمعت وأطعت، وتريدون أن تبايعوا عثمان إذاً أسمع وأطيع ولكني محتجّ عليكم'، وقد قال عليه السلام في خطبته المعروفة بالشقشقيّة ما يشهد بأنّه لم يرض بتقدّمهم عليه |حيث قال:|

'واللَّه لقد تقمّصها فلان- يعني أبابكر- وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ينحدر عنّي السبيل ولايرقى إلّي الطير! فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتاي بين أنّ أصول بيدٍ جذّاء أوأصبر على طخية عمياء /244/ يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، وتكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه فريت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت و في العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهباً!! حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده'، ثمّ تمثل بهذا البيت:

شتّان ما يومي على كورها++

ويوم حيّان أخي جابر

'فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته!! لشدّ ما شطّرا ضرعيها

___________________________________

كذا في أصلي، وفي بعض نسخ المختار الثالث من نهج البلاغة: 'لشدّ ما تشطّرا ضرعيها'. فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسّها ويكثر العثار |فيها| والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لهاخرم، و إن أسلس لها تقحّم، فمني الناس لعمر اللَّه بخبط وشماس و تلوّن واعتراض!!

فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم!!.

فيا للَّه و للشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أقرن إلى هذه النظائر؟! لكنّي أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره معه؟ مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه! وقام معه بنو أميّه يخضمون مال اللَّه تعالى خضم الإبل نبتة الربيع! إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكنت به مطيته؟ فما راعني إلّا والناس إليّ كعرف الضبع ينثالون عليّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان وشقّ عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم!!!

فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وفسق آخرون كأنّهم لم يسمعوا اللَّه تعالى سبحانه |حيث|

___________________________________

كذا في ظاهر رسم الخطّ من أصلي ويحتمل بعيداً أنّ لفظة: "تعالى" مشطوبة في أصلي. وما بين المعقوفين من نهج البلاغة وسياق الكلام أيضاً يستدعيه.

وفي المختار الثالث من نهج البلاغة: 'كأنّهم لم يسمعوا كلام اللَّه حيث يقول...'. يقول: 'تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوّاً في الأرض ولافساداً والعاقبة للمتّقين' |83/القصص: 28| بلى واللَّه لقد سمعوها ووعوها ولكنّها حليت الدنيا ي أعينهم وراقهم زبرجها.

أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر وما أخذ اللَّه على العلماء أن لايقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز'!!!

قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه عليه السلام الى هذا الموضع من خطبته فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه فلمّا فرغ من قراءته قال له ابن عباس رحمه الله: يا أمير المؤمنين لو اطّردت مقالتك من حيث أفضيت. فقال له عليه السلام: 'هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت'.

قال ابن عباس: فواللَّه ما أسفت على كلام قط كأسفي على ذلك الكلام أن لايكون أميرالمؤمنين بلغ منه حيث أراد

___________________________________

هذا تمام المختار الثالث من نهج البلاغة وله مصادر كثيرة يجد الباحث كثيراً منها في ذيل المختار: "302" من نهج السعادة: ج 2 ص 511 وما حولها.

واعلم رحمك اللَّه أنّ في هذا الكلام ما يشهد بأنّه عليه السلام لم يرض بإمامة الثلاثة فإنّهم ظلموه حقه الّذي هو أولى به منهم وقوله /245/ عليه السلام: 'فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته' يريد ما كان من أبي بكر فإنّه قال على رؤس الأشهاد: 'أقيلوني فلست بخيركم'، وطلب الإقالة من البيعة وصرّح بالعلّة و هو أنّه ليس بخيرهم بنآء على أن الأفضل أولى بالإمامة وعلى ذلك انعقد الإجماع من الصحابة في الجملة، ولهذا لمّا تنازعوا في الأمر وطلبت الأنصار أن تكون فيهم ذكروا ما كان لهم من الإيواء والنصرة، وقالت قريش: هم شجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه

وآله وسلم.

وروينا عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه لمّا انتهت إليه أنباء السقيفة قال عليه السلام: ما قالت الأنصار؟ قالوا: قالت: 'منّا أمير و منكم أمير'، قال: 'فهلّا احتججتهم عليهم بأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وصىّ بأن يحسن إلى محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم'؟

قالوا: و ما في هذا من الحجّة عليهم؟ قال: لوكانت الإمارة فيهم لم يكن الوصيّة بهم.

ثمّ قال: و ماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجّت بأنها شجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. فقال عليه السلام: 'احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة'.

وهذا يوضح أنّهم رجحوا بذكر وجه من وجوه الفضل، فلأجل ما ذكرناه طلب أبوبكر أن يستقيل في الإمامة وذكر أنه ليس بخيرهم، وأقرّته الصحابة على ذلك، وهذا يغضي أن يكون فيهم من هو أفضل منه حتى يكون إقرارهم على ما قاله حقّاً لأنه لوكان أفضلهم لكان قد قال باطلاً ورضوا كلّهم بالباطل، و هذا لايصحّ مع أن إجماعهم حجّة واجبة الإتّباع.

ولايصحّ الإعتذار عن ذلك بأنه قاله تواضعاً وذلك لأن التواضع بالكذب حرام بالإجماع، لأنّه لاخلاف أن رجلاً ممن هو من أهل العلم والّذين بمكان عظيم لايجوز أن يقول تواضعاً: إنّه جاهل قليل الخير، وكذلك هذا فلمّا قال أبوبكر ما رويناه |عنه| قال عمر: لانقيلك ولانستقيلك.

فهذا معنى كلام عليّ عليه السلام في قوله: 'بينا هو يستقيلها في حياته' تعجّب عليه السلام من أبي بكر حيث استقال في الإمامة ثمّ أوصى بها إلى عمر عند وفاته و قد كان حقّ التحرّج والتدين يقتضي أن يكفّ |ظ| عن الإيصاء بها كما تحرج من التصميم عليها لاسيّما مع كراهة كثير من الصحابة لوصيته إلى عمر حيث قالوا له: وما تقول لربّك وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً!! فقال: أقول: اللهمّ إني ولّيت عليهم خيرهم في نفسي.

وفي رواية أخرى 'خيرأهلك' إلى غير ذلك مما قدّمناه ثمّ كلام عليّ عليه السلام: حيث قال: 'فيا للَّه وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت

أقرن إلى هذه النظائر' ففيه أوفى دلالة على سخطه وكراهته لإمامتهم جميعاً وأنه لاشبهة تعتري مع الإنصاف في أنّه أفضل من أبي بكر فكيف يقرنه عمر بعثمان وطلحة والزبير؟.

وقد روينا بالإسناد المتقدّم إلى القاضي الفاضل أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار رضى الله عنه

___________________________________

تقدّم ذكر إسناد المصنّف إلى أبي عليّ الحسن الصفار في شرح البيت: "12". قال: أخبرني بعض /246/ أصحابنا عن إسماعيل بن عليّ بن الحسن الحافظ قال وذكره وكتبه بخطّه قال: حدّثنا أبوالقاسم عليّ بن محمّد بن عيسى البزار الحصيري بقراءتي عليه، قال: حدّثنا عبدالباقي بن قانع بن مرزوق القاضي قال: حدّثنا ابن أبي شيبة، قال: حدّثنا جندل بن والق قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن عباد الكلبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

عن جابر قال: قال عمر: كان لأصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ورضي عنهم ثمانية سابقة فخصّ عليّ منها بثلاثة عشرة وشرّكنا في الخمس

___________________________________

وهاهنا لفظ أصلي غامض في قوله: "بثلاثة عشرة" وكتبناه على الظنّ.

قال القاضي أبوعليّ الحسن بن عليّ الصفار رضى الله عنه: وهذا- أكرمكم اللَّه- حديث لو كان مفسّراً مفصّلاً لكان أحد العجائب، وهذا يقتضي صحّة ما قاله عليه السلام: 'متى اعترض الريب فيّ مع الأول' لأنّ هذا كلام من عقد الإمامة لأبي بكر أوّلاً واستبدّ بها ثانياً فإذا كان يصرّح بفضل عليّ عليه السلام على سائر الصحابة كان ذلك قاضياً بكونه أولى منهم بالإمامة ويتّضح به صحّة ما قاله عليه السلام: 'لاحتجّنّ عليكم بما لايستطيع عربيكم وعجميكم يغيّر ذلك؟ وقد كان كما قاله، فإنّهم اعترفوا بصحّته. فهذه الفائدة الأولى.

الفائدة 02


قوله عليه السلام: 'أفيكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟' وقد بيّنا تفصيل ذلك فلاوجه لإعادته.

الفائدة 03 في غزوة مؤتة وشهادة جعفر الطيار ومناقبه ومراثيه


قوله: 'هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائكة'، ولاشبهة أنّ ذلك يزيده شرفاً وعلاً وفضلاً ونبلاً، و قد بيّنا طرفاً من مناقب جعفر بن أبي طالب عليه السلام، و قال |له| النبي صلى اللَّه عليه وسلم: 'أشبهت

/ 65