محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أحمد بن الحسين بن هارون الهاروني رحمه اللَّه

___________________________________

رواه أبوالحسين الهارونى في الحديث: "18" من أماليه الصغرى ص 102. قال: أخبرنا محمد بن عثمان النقّاش قال: أخبرنا الناصر للحقّ الحسن بن علي قال: حدثنا محمد بن منصور ملل؟ |قال:| حدثنا علي بن الحسن بن علي الحسيني والد الناصر:

عن إبراهيم بن رجاء الشيباني قال: قيل لجعفر بن محمد: ما أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم يقول يوم الغدير 'من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه'، قال: فاستوى جعفر بن محمد قاعداً ثمّ قال: سئل عنها واللَّه رسول اللَّه فقال: 'اللَّه مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمرله معي فعليّ مولاه أولى به من نفسه لا أمرله معه'

___________________________________

ورواه محمد بن سليمان في الحديث 850 من كتابه مناقب علّي عليه السلام: 377 :2.

قال شيخ الاسلام أيده اللَّه: وهذا يوضح صحة المعنى الذي قدّمناه أن المراد بالمولى المالك للتصرف لأنه عليه السلام بيّن المراد بقوله: 'اللَّه مولاي أولى بي من نفسي لا امر لي معه' وانّما أراد ملك التصرف عليه؟ قال: وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي.

وهذا يبتدر إلى الفهم منه ملك التصرف عليهم وقد زاده إيضاحاً بقوله: 'لا أمر لهم معي' يريد تمام التصرف عليهم والو لاية فيهم كما يقال: فيمن لم يبلغ الحلم أنه لا امرله مع ابيه ولا امر لليتيم مع الوصّي ووليه ولا وجه لذلك الا أن الأب يملك التصرف على ولده وكذلك حال الوصّي مع اليتيم.

ومتى ثبت لعليّ عليه السلام ملك التصرف على المؤمنين كان إماماً لأنه لا يلي التصرف على هذا الحدّ إلّا الإمام، فصحّ ما قلناه /33/ من أنّ خبر الغدير يفيد الإمامة، وقد انطوى أيضاً على فضائل عدّة سوى الإمامة، ومتى اقتضت فضله على غيره كان أولى بالإمامة أيضاً لكونه أفضل إذ الأفضل أولى بالإمامة من المفضول عند من أمعن النظر، وفيه إجماع الصحابة أيضاً

___________________________________

ولكن قالوا كلمة حقّ وأرادوا بها الباطل، وعند ما تمكّنوا من الأمر وغلبوا على منافسيهم دفعوا الأمر إلى الأسفل الأرذل ومنعوه من الأعلى الأفضل، وأعلنوا بأعمالهم السيّئة بأنّهم أشدّ حياطة على الإسلام وأعلم بمصلحة الإسلام ممن صدع بالإسلام، حيث قالوا: إن الصادع بالإسلام توفّي بلا تعيين مفزع وأمير للمسلمين، ولكن كلّ هؤلاء المدّعين للخلافة نصب عند هلاكه إمّا جروه أو شقيقه أو من على نزعته للخلافة، وحالوا بين الأفضل والخلافة!!

ولهذا قال أمير المؤمنين عليه السلام- عندما كان مشغولاً بتجهيز رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبلغه أنبأ الحريصين على الإمارة بالسقيفة وما قاله الأنصار-: فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجّت بأنّها من شجرة الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فقال عليه السلام: احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة!!!

وأيضاً قال عليه السلام: إن كانت الإمامة في قريش فأنا أحقّ قريش بها، وإن لا تكن في قريش فالأنصار على دعواهم!!

وقد اعترف قولاً بحقيّة هذه الكلمة: 'الأفضل أحقّ بالإمامة' جماعة منهم الطبري في شرح الحديث: 1314 في مسند عمر من السفر الثاني من كتاب تهذيب الآثار: ص 924 قال:

حدّثنا سلم بن جنادة، حدثنا سليمان بن عبدالعزيز بن أبي ثابت، حدثنا أبي عن عبداللَّه بن جعفر، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة - وكانت أمه عاتكة ابنة عوف-: أنّ عمر دعا عبدالرحمان بن عوف فقال |له|: إنّي أريد أن أعهد إليك؟! فقال: يا أمير المؤمنين نعم إن أشرت علّي قبلت. قال: وما تريد؟ قال: أنشدك باللَّه أتشير علّي بذلك؟ قال: اللهمّ لا. واللَّه لا أدخل فيه أبداً فهبني صمتاً حتّى أعهد إلى النفر الذين توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنهم راض، أدع لي عليّاً وعثمان والزبير وسعداً- قال- وانتظروا طلحة أخاكم فإن جاء والا فاقضوا أمركم.

ثمّ قال الطبري: والذي في هذا الخبر من الفقه الدلالة على أنّ عمر كان من مذهبه أنّ أحقّ الناس بالإمامة وأولاهم بعقد الخلافة أفضلهم ديناً وأنّه لأحقّ للمفضول فيها مع الفاضل، ولذلك جعلها غير خارجة- من بعد مضيّه لسبيله- في النفر الستّة الذين سمّاهم |وهم| الذين توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنهم راض، إذ لم يكن فيمن ينسب إلى الإسلام يومئذ بعده؟! أحد له منزلتهم من الدين في الهجرة والسابقة والفضل والعلم والمعرفة بسياسة الامّة، وعلى ذلك من المنهاج مضى من كان قبله وخلفه الراشدون من الائمّة بعده!!

ثم قال الطبري: حدثنا ابن حميد، حدثنا سلمة عن ابن اءسحاق، عن الزهري عن القاسم بن محمد عن أسماء بنت عميس قالت: دخل طلحة بن عبيداللَّه على أبي بكر فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه فكيف به إذا خلا بهم؟! وأنت لاق ربّك فسائلك عن رعيّتك؟ فقال أبوبكر- وكان مضطجعاً-: أجلسوني. فأجلسوه فقال لطلحة: أباللَّه تفرقني أم باللَّه تخوّفني؟ إذا لقيت اللَّه ربّي فسألني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك!!

أقول: وفي بقية كلام الطبري أيضاً دلالة على أنّ هؤلاء كانوا قائلين بكلمة الحق عندما تقتضي مصالحهم وبعدما نالوا أمنيّاتهم يعدلون عنها ويطبّقون الباطل!!!

والحديث الثاني الذي نقلناه عن الطبري ذكره أيضاً ابن الجوزي في ردّه على عبدالمغيث اليزيدي في كتابه: الردّ على المتعصّب العنيد، ص 70 ط 1، ثم قال:

وإذا ثبت أنّ الصحابة كانوا يطلبون الأفضل و|ما| يرونه الحقّ أفيشكّ أحد أنّ الحسين |بن علىّ عليهما السلام كان| أحقّ بالخلافة من يزيد؟ لا بل |كان أحقّ وأولى بها من يزيد من كان|دون الحسين في المنزلة كعبد الرحمان بن أبي بكر وعبداللَّه بن عمر وعبداللَّه بن الزبير وعبداللَّه بن عبّاس. ألا ترى أنّ الأنصار لمّا

رامت أن يكون الأمر فيهم فزعوا إلى ذكر مناقبهم وما كان لهم من الإيواء والنصرة وقالوا: الدار دارنا والإسلام عزّبنا.

فقال لهم أبوبكر: ما أنتم من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها؟ فذكر كلّ واحد منهم أمراً يقضى بفضله، فلولا أنّ الأفضل يراعى في الإمامة؟ وأنّ الأفضل لأولى بها لم يكن لذكر هذه المناقب وجه، بل كان لقائل أن يقول:

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلى: "بل كان يقول قائل: وأىّ فائدة في ذكر الفضل...". وأّي فائدة في ذكر الفضل في هذا الباب ومعلوم خلافه.

و الاستدلال على أفضلية أميرالمؤمنين باخوته للنبي


ونعود بعد ذلك إلى |ذكر بقيّة| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

وكم له من موقف ظاهر++

أظهر فيه أنّ هذا أخي

الضمير في قوله: 'له' يرجع إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والموقف: موضع الوقوف كالمقام موضع الإقامة. والظاهر: نقيض الخفّي وهو ما تجلّى وفي أسماء اللَّه تعالى: ' الظاهر الباطن ' فالظاهر أجري عليه | تعالى| لأنّ الأدلّة الدالّة على إثباته تعالى في نهاية الوضوح والجلاء فصار ظاهراً بهذا المعنى وإلاّ فالظهور بمعنى البروز من الحجاب لايجوز عليه سبحانه لأنّ هذه الصفة لاتليق إّلا بالجسم وهو تعالى ليس بجسم.

ويستعمل الظاهر في حقّه |عزّ وجلّ| بمعنى القاهر الغالب على كلّ شي ء وذلك يفيد كونه قادراً، ومنه قوله تعالى: 'فأصبحوا ظاهرين '|14/الصفّ: 61| أى غالبين عالين بالقهر.

والباطن في حقّه تعالى بمعنى أنّه لا يظهر للحواس فتدركه من البصر وغيره فسمّى باطناً، ولو كان |اللَّه تعالى| مرئيّاً كما تقوله الجهلة لم يكن باطناً بكلّ حال، وإنّما يكون باطناً في حال دون حال.

وقيل: الباطن في حقّه |تعالى| بمعنى أنّه عالم بكلّ شي ء |وعلى هذا فهو| مأخوذ من قولهم: "فلان بطانة فلان" اذا كان من خواصّه الذين يعلمون باطن أموره، ولا يجوز وصفه بأنّه باطن بطريقة الاحتجاب لأنّ ذلك من صفات المتحيزّات وهي محدثة واللَّه تعالى قديم.

والظاهر في أصول الفقه هو كلام لا يفتقر في إفادة ما هو ظاهر فيه إلى غيره. وقيل: |هو| ما احتمل أمرين هو في أحدهما أظهر من الآخر.

والاخ معروف، وقد يطلق على الاخوة في الدين كما يطلق على الإخوة في النسب، قال اللَّه تعالى: 'إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم' |10/الحجرات: 49| وقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: 'الاخوة في الدين فوق الاخوة في النسب.

وقيل:إنّ الأصل في الإخوة أنّ كلّ واحد يتآخا ما يتآخاه الآخر أي يتحرّى. وقد تضمّن هذا البيت |من القصيدة| منقبةً لأمير المؤمنين عليه السلام شريفة،

وفضيلة غرّاء منيفة، حيث جعله رسول اللَّه /34/ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخاً له في مقام بعد مقام، وظهر ذلك ظهوراً شائعاً لكثير من الخاص والعام

___________________________________

وأشار اليه أبوالحسن علي بن الحسين المسعودي- المتوفّى عام: "345"- في آخر سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب مروج الذهب: ج 2 ص 425 ط بيروت، قال:

والأشياء التي استحقّ بهاأصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الفضل هي السبق إلى الإيمان والهجرة والنصرة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم والقربىمنه، والقناعة وبذل النفس له والعلم بالكتاب والتنزيل، والحهاد في سبيل اللَّه والورع والزهد والقضاء والحكم والفقه والعلم، وكلّ ذلك لعلّي عليه السلام منه النصيب الأوفر والحظّ الأكبر إلى ما ينفرد به من قول رسواللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم- حين آخى بين اصحابه-: 'أنت أخي' و هو صلى اللَّه عليه و آله و سلم لا ضدّ له، و لا ندّله

وقوله صلوات اللَّه عليه: 'أنت مني بمنزلة هرون من موسى،الا انه لا نبي بعدى'.

وقوله عليه الصلاة والسلام: 'من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم و ال من والاه،و عاد من عاداه'.

ثمّ دعاؤه عليه السلام- وقد قدّم إليه أنس الطائر- 'اللهمّ أدخل اليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر' فدخل عليه عليّ إلى آخر الحديث.

فهذا وغيره من فضائله وما اجتمع فيه من الخصال مما تفرّق في غيره. وفيه طرق عدّة:

منها ما أخبرنا به الشيخ العالم محيي الدين

___________________________________

الظاهر أنّ مراد المصنف من قوله:'محيى الدين' هو أبوعبداللَّه محمد بن أحمد بن الوليد القرشى، وتقدم سند المصنف اليه في ص 32/29/12.

وهذا الخبر رواه السيّد أبوطالب في أماليه كما في الحديث: "48" من الباب الثالث من تيسير المطالب ص 70 ط 1.

وقريباً منه رواه أيضاً محمد بن سليمان في الحديث: "225" وما بعده من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: ج 1، ص 306 ط 1.

وقريباً منه جاء أيضاً في الحديث: "81" في الباب: "20" من السمط الاول من كتاب فرائد السمطين: ج 1، ص 116، ط بيروت. رضوان اللَّه عليه بقراءتي عليه بإسناده المتقدم إلى السيّد أبي طالب عليه السلام، قال: حدّثنا القاضي عبداللَّه بن محمد بن إبراهيم ببغداد، قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي إملاءاً سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، قال: أخبرنا محمد بن غالب بن حرب، قال: حدثنا

عبداللَّه بن صالح بن مسلم، عن أبي الجحّاف، عن ابن عمير:

عن ابن عمر قال: آخا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين المؤمنين فقام علىّ عليه السلام فقال: يا رسول اللَّه كلّهم يرجع إلى أخ غيري؟ |ف|-قال |رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'أما ترضى أن تكون أخي؟'، قال: بلى. قال: 'فأنا أخوك في الدنيا والآخرة'.

قال: فقال- يعني أباالجحّاف-: قلت: اللَّه الذي لا إله إلا هو يا عبيدبن عمير لقد سمعته من ابن عمر؟ قال: اللَّه الذي لا إله إلاّ هو لقد سمعته من ابن عمر. قال: فاستحلفه ثلاث مرات فحلف.

وأخبرنا الشيخ الفاضل محيي الدين رضوان اللَّه عليه، قال: أخبرنا القاضي الأجلّ الامام شمس الدين جعفر بن أحمد رضوان اللَّه عليه، قال: أخبرنا القاضي الامام قطب الدين علم الاسلام أحمد بن أبي الحسن الكني بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ الامام محمد بن أحمد بن علّي الفرزادي رحمه اللَّه بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ الامام أبوطاهر محمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم الزعفراني قال: أخبرنا القاضي الزكي أبوعلي الحسن بن علي بن الحسن الصفار، قال: أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن عمار قراءةً عليه، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال: أخبرنا نصر بن علي قال: أخبرنا عبدالمؤمن بن عباد، قال: أخبرنا يزيد بن معن، قال: أخبرنا عبداللَّه بن شرحبيل، عن رجل من قريش:

عن زيد بن أبي أوفى

___________________________________

هذا هوالصواب المذكور فى غير واحد من مصادرالحديث، ولفظ 'أوفى' فى أصلى غير واضح.

والحديث أورده الحمّوئى فى الحديث: "80" فى الباب: "20" من السمط الاول من كتاب فرائد السمطين: ج 1 ص 112 ط بيروت. قال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم فذكر المواخات بين أصحابه |وساق الحديث إلى أن| قال:

فقال علّي- يعني للنبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم-: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت بغيري فإن كان هذا من سخطة علّي فلك

العتبى والكرامة!! قال |النبي|: 'والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما اخترتك الا لنفسي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي وأنت وارثي'.

قال: وما أرث منك يا نبي اللَّه؟ قال: 'ما ورث الأنبياء من قبلي'.

قال: وما ورث الأنبيأ من قبلك؟ قال: 'كتاب اللَّه وسنة نبيّهم صلّى اللَّه عليهم وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي'.

ثم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إخواناً على سرر متقابلين المتحابّين في اللَّه ينظر بعضهم إلى بعض'.

وأخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين رضوان اللَّه عليه بإسناده المتقدم إلى القاضي العدل أبي الحسن علي بن محمد الجلاّبي المعروف بابن المغازلي

___________________________________

والحديث رواه ابن المغازلي برقم: "60" من كتابه مناقب علّي عليه السلام:ص 38. وروى قبله أيضاً أحاديث حول هذا المعنى. وأشار محققه في تعليقه إلى رواية الكرماني عن عمرو نقلاً عن ابن الأثير في كتاب أسد الغابة: ج 3 ص 72.

ورواه ابن كثير مرسلاً عن ابن اسحاق في عنوان: 'مواخات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين أصحابه' في تاريخ البداية والنهاية: ج 3 ص 226.

وأخرجه أيضاً ابن حجر نقلاً عن ابن مندة كما في الإصابة: ج 2 ص 234. قال:أخبرنا أبوغالب محمد بن أحمد بن سهل النحوى قال: حدثنا إبراهيم بن محمد /35/ حدثنا محمد بن عبداللَّه بن محمد بن المطّلب الشيبانى

___________________________________

كذا في أصلى، وفي الحديث "60" من مناقب ابن المغازلى: 'حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن عبداللَّه بن المطّلب الشيبانى...'. قال: حدثنا ابراهيم بن بشر قال: أخبرنا منصور بن أبى نويرة الاسدى قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبدالاعلى:

عن سعد بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان قال: آخا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين الانصار والمهاجرين فكان يواخي بين الرجل ونظيره ثم أخذ بيد علىّ بن أبي طالب فقال: هذا أخي.

قال حذيفة: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سيد المسلمين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له في الأنام شبيه ولا نظير وعلّي بن أبي طالب أخوه.

قال شيخ الاسلام أيدّه اللَّه: وفي هذه الآثار أوفى دلالة على فضل علّي عليه السلام على سائر الصحابة، وقد بيّن حذيفة في هذا الخبر أنّه كان يواخي بين الرجل ونظيره وانّما أراد نظيره في الفضل عند اللَّه تعالى ولمّا لم يواخ بين علّي وبين أحد منهم علمنا أن عليّاً عليه السلام لا نظير له في الصحابة فكان أفضلهم، وتخصيص النبى عليه السلام له بأخوّته دليل على أنّه أقرب الصحابة اليه في الفضل وأنّه تاليه دون غيره وإن كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الفضل والحقّ على جميع الخلق.

وفي الخبر الذي قبل هذا فوائد جمّة: منها قسم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بأنّه اختار عليّاً لنفسه وآثره بإخائه دون الصحابة.

ومنها قوله: 'وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى' وسيأتي تفصيله

___________________________________

يأتى تفصيله قريباً في شرح البيت السادس من القصيدة وهو قول الامام المنصور باللَّه: 'ومن عدا هارون بالنصّ...'.

ومنهاتصريحه بأنّه وارثه وأنّه يرث منه كتابه وسنّته كما ورث من قبله من الأنبياء عليهم السلام وإنّما أراد العلم بذلك والعمل به.

وهذا يقتضى تميّزه على سائر الصحابة، ولا شبهة أنّ له عليه السلام في العلم المزيّة عليهم أجمعين ولهذا كانوا يفزعون إليه اذا دهمتهم المشكلات ويلتجؤن نحوه عند ورود المعضلات فيجلّيها بنور علمه ويقشع دجنتها بشعاع فهمه، وقد قال |رسول اللَّه| صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- مخبراً عن ارتفاع منزلته ومميّزاً له على سائر الصحابة-: 'أنا مدينة العلم وعلّي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب'

___________________________________

والحديث قد أفرده بالتأليف جماعة منهم الحافظ السيوطي كما في قائمة تأليفاته. ومنهم أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني أفرد الحديث بالتأليف وسمّاه 'فتح الملك العلّي بصحّة حديث باب مدينة العلم علّي'.

و |الحديث| ورد بصيغة أخرى |وهي|: 'أنا مدينة الحكمة وعلّي بابها'

___________________________________

ولهذه الصيغة من الحديث أيضاً مصادر وأسانيد، ورواه ابن المغازلي في الحديث: "128" وتاليه من مناقبه ص 86 تا 87 قال:

أخبرنا أبوطالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطاً |قال:| أخبرنا أبوالحسن على بن محمد بن لؤلؤ إذناً، حدثنا عبدالرحمان بن محمد بن المغيرة حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد:

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: أنا مدينة الحكمة وعلّي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب.

|و| أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج، قال: أخبرنا محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إجازةً حدثنا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا سُوَيد عن شريك، عن سلمة بن كُهَيل عن الصنابجي:

عن علّي عليه السلام عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلّي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها.

ورواه ابن مردويه في المناقب من طريق الحسن بن محمد، عن جرير، عن محمد بن قيس عن الشعبى:

عن علّي |عليه السلام| قال: قال رسول اللَّه صلى عليه وآله وسلم: أنا دار الحكمة وعلّي بابها.

هكذا رواه عن ابن مردويه أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني في كتابه فتح الملك العلّي ص 23.

وللحديث مصادر أخر يجد الباحث بعضها فيما علقناه على الحديث "990" من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 463 ط 2.

وهذا يشهد له بالتبرّز وأن علم رسول ا للَّه صلّى اللَّه عليه واله وسلم لاينال إلّا منه، وقد قال عمر: 'لا أبقاني اللَّه لمعضلة لا أرى فيها ابن ابي طالب '

___________________________________

ومثله معنىً رواه محمد بن سعد كاتب الواقدي- المولود عام: "168" المتوفى سنة:"230"- في أوائل ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب عليه السلام من كتاب الطبقات الكبرى: ج 2 ص 339 ط دار صادر ببيروت قال:

أخبرنا عبيداللَّه بن عمر القواريري أخبرنا مؤمل بن اسماعيل، أخبرنا سفيان بن عيينة، أخبرنا يحيى بن سعيد:

عن سعيد بن المسيّب قال: كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس فيها أبوحسن.

ورواه البلاذري بسندين في الحديث: "30 -29" من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف ج 2 ص 99 ط بيروت بتحقيق المحمودي قال:

حدّثني اسحاق بن الحسين، حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن مؤمل بن اسماعيل، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد:

عن سعيد بن المسيّب قال: قال عمر: لا أبقاني اللَّه لمعضلة ليس لها أبوحسن.

وحدّثني بعض أصحابنا عن ابن وكيع عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد بنحوه.

ورواه أيضاً عبداللَّه بن أحمد كما في الحديث: "222" من فضائل علّي أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل ص 155، ط قم قال: حدّثنا عبيداللَّه القواريري قال: حدثنا مؤّمل قال: حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد:

عن سعيد بن المسيّب قال: كان عمر يتعوّذ باللَّه من معضلة ليس لها أبوحسن.

ورواه العلاّمة الطباطبائي طاب ثراه في تعليقه عن أحمد بن جعفرالختلي قال:

وقد أخرجه الحافظ أحمد بن جعفر الختلي المتوفّى سنة: "365" في جزء من حديثه قال:

حدّثنى أبوالفضل يحيى بن عبداللَّه المقدمي حدثني عبيدبن عقيل أخبرنا قرة ابن خالد؟

عن عطيّة العوفى قال:

ما كانت معضلة في الإسلام إلاّ دعي لها علي بن أبي طالب.

ورواه أيضاً ابن قتيبة في آخر غريب كلام الشعبي من كتاب غريب الحديث: ج 2 ص 649 وهذا لفظه: أعوذ باللَّه من كل معضلة ليس لها أبوحسن.

ورواه ابن عساكر بسندين في الحديث: "1080" وتاليه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 52 -50 ط بيروت بتحقيق المحمودى.

ورواه أيضاً الخوارزمى فى الفصل 7 من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ص 5 8 كما رواه أيضاً فى الحديث: 26 من كتابه مقتل الحسين عليه السلام: ج 1 ص 45. وسلمه

من العطب، والبلاء والنصب، بعد ان أشفا عليه وجنح اليه، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال:

لمّا كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل فسألها عمر فاعترفت بالفجور فأمربها عمر أن ترجم، فلقيها علّي بن أبي طالب عليه السلام فقال: مابال هذه؟ قالوا: أمر بها أميرالمؤمنين أن ترجم!! فردّها علّي فقال |لعمر|: أمرت بها أن ترجم؟ قال: نعم اعترفت عندي بالفجور. فقال علّي هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ثم قال /36/ فلعلّك انتهرتها أو أخفتها؟ قال: قد كان ذاك. قال: أو ما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: 'لا حدّ على معترف بعد بلاء، إنّه من قيّدت أو حبست أو تهدّدت فلا اقرار له'. قال: فخلّى عمر سبيلها ثم قال: عجزت النساء أن يلدن مثل علّي بن أبي طالب عليه السلام؟ لولا علّي لهلك عمر

___________________________________

وللحديث- أو ما في معناه- مصادر كثيرة جدّاً، ورواه علّي بن الجعد المتوفّى سنة: "230" في الحديث: "763" من مسنده: ج 1، ص 448 قال: حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان، عن ابن عباس أنّ عمر "رض" أتي بمجنونة قد زنت وهي حبلى فأراد |عمر|رجمها؟ فقال له علّي "بن أبي طالب عليه السلام": أما بلغك أنّ القلم قد وضع عن ثلاثة: عن المجنون حتّى يفيق، وعن الصبّي حتى يعقل، وعن النائم حتى يستيقظ.

ورواه أيضاً مكرراً أحمد بن حنبل- المتوفّى سنة "240" في مسند أمير المؤمنين عيله السلام برقم: "1183" من مسنده: ج 1، ص... وفي ط أحمد محمد شاكر: ج 2 ص 279 قال: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن أنّ عمر بن الخطّاب أراد أن يرجم مجنونة فقال له علّي: مالك ذلك، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول:'رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الطفل حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يبرأ أويعقل' فأدرأ عنها عمر؟.

وأيضاً رواه أحمد في الحديث: "327" من فضائل علّي عليه السلام من كتاب الفضائل قال:

حدّثنا عفّان، حدثنا حماد، عن عطاءبن السائب: عن أبي ظبيان الجنبي قال:

إنّ عمر بن الخطّاب أتي بامرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا ليرجموه فرآهم علّي في الطريق فقال: ما شأن هذه؟ فأخبروه فخلّى سبيلها ثم جاء إلى عمر فقال له |عمر|: لم رددتها؟ فقال: لأنّها معتوهة آل فلان وقد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: 'رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يحتلم والمجنون حتى يفيق' فقال عمر: لولا علّي لهلك عمر.

ورواه أيضاً أبويعلى أحمد بن المثنّى الموصلى- المولود سنة "210" المتوفي عام: "307"- في الحديث: "327"- من مسند علّي عليه السلام من مسنده: ج 1، ص 440 ط 1: قال:

حدثنا زهير، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، قال: أتي عمر بامرأة قد فجرت فأمر بها أن ترجم، فمُرّ بها على علّي فعرفها فخلّى سبيلها فأتي عمر فقيل له: إن عليّاً أخذها من أيدينا فأرسلها!! فقال: ادعوه لي. فأتاه فقال: لم أرسلتها؟ قال: واللَّه لقد علمت يا أمير المؤمنين أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: 'رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبى حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يبرأ' وإن هذه مجنونة بني فلان، ولعلّ الذي فجر بها أتاها وهي في بلائها؟!!

قال حسين سليم في تعليقه: و|الحديث| أخرحه أبوداود في الحدود "4402" باب: 'في المجنون يسرق أو يصيب شيئاً' من طريق هنّاد عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب بهذا الإسناد.

و |أيضاً| أخرحه أبوداود "4403" من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن أبى الضحى عن علّي مرفوعاً.

و |أيضاً| أخرجه أبوداود "4399" من طريق عثمان بن أبي شيبة |قال:| حدثنا جرير، عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علّي موقوفاً.

و |أيضاً| أخرجه أبوداود "4401" من طريق ابن السرح |قال:| أخبرنا ابن وهب، أخبرنى جرير بن حازم، عن سليمان بن مهران، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس عن علّي مرفوعاً.

وصحّحه الحاكم 258/1 و389 4 ووافقه الذهبي.

وأخرجه أحمد 118/1، و140. و|أخرجه| الترمذي في الحدود "1423" 'باب ما جاء فيمن لايجب عليه الحدّ' من طرق عن قتادة عن الحسن البصري عن علّي مرفوعاً وقال الترمذي: حديث علّي حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن علّي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولا نعرف للحسن سماعاً من علّي.

أقول: عدم عرفان الترمذي سماع الحسن من علّي لا يدلّ على عدم سماع الحسن من علّي عليه السلام وقد عرفه غيره.

|ثم قال الترمذى:| وقد روي هذا الحديث عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علّي عن النبي.

ورواه الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علّي موقوفاً ولم يرفعه.

والعمل على هذا عند أهل العلم وصحّحه الحاكم 389/4/وقال الذهبي: فيه إرسال |أي في السندالذي رواه به الحاكم لزعمه أن الحسن البصري لم يرو عن علّي عليه السلام!|.

وأخرجه ابن ماجة في الطلاق "2042" 'باب طلاق المعتوه والصغير والنائم' من طريق محمد بن بشّار، حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أنبأنا القاسم بن يزيد عن علّي عن النبي.

وعلّقه البخاري بصيغة الجزم في الطلاق 'باب الطلاق في الاغلاق والكره' وفي الحدود 'باب لا يرجم المجنون والمجنونة'.

وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه أبوداود وابن حبّان والنسائي مرفوعاً و |لكن| رجّح النسائي الموقوف، وهو مع ذلك مرفوع حكماً والمرفوع أولى بالصواب.

و |ورد| في الباب عن عائشة عند الترمذي في الحدود "1423" 'باب ما جاء فيمن لا يجب عليه الحدّ'، وأبي داود في الحدود "4403" 'باب في المجنون يسرق أو يصيب حدّاً'، والنسائي في الطلاق 156/6 'باب من لايقع طلاقه من الأزواج'، والدارمي في الحدود: 171 :2 'باب رفع القلم عن ثلاثة' وصحّحه الحاكم: 59/2/ووافقه الذهبى، وعن أبي قتادة عند الحاكم 389/4.

أقول: ورواه أيضاً الهيثم بن كليب الشاشي- المتوفي سنة: "335"- في مسند علىّ عليه السلام في الجزء "5" أو "7" من كتاب مسند الصحابة الورق 15 /ب/ وفي ط 1: ج 3 ص 417 قال:

حدثنا ابن المنادي حدثنا محمد بن عبيداللَّه الطنافسي حدثنا الاعمش عن أبي ظبيان: عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: أتي عمر بمجنونة قد فجرت فأمر عمر برجمها فمرّ بها على علّي فقال: ما هذه؟ قالوا: مجنونة آل أبي فلان فجرت. قال: ردّوها وأتى عمر بن الخطاب فقال: أما علمت أنّه رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المولود حتى يكبر. فكبّر عمر ولم يرجمها.

|و| حدّثنا ابن المنادي حدّثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن الاعمش، عن أبي ظبيان: عن ابن عباس قال: جي ء بامرأة مجنونة إلى عمر، فأراد أن يرجمها فقال له علّي: يا أمير المؤمنين أوما بلغك أن القلم رفع عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ...

قال محققه في تعليقه: وأخرجه أبوداود في سننه في الحدود 'باب في المجنون يسرق أو يصيب حدّاً' من طريق جرير بن عبدالحميد ووكيع عن الأعمش نحوه 244 -243/4.

و |أورده| البغوي- |المولود عام: "213" المتوفي سنة "317"|- في مسند علّي بن الجعد عن على |قال:| أنبأنا شعبة عن الأعمش نحوه 449/1 و763.

وأورده الدارقطني- |المولود سنة: "306" المتوفي عام: "385"|- في العلل بلفظ 'رفع القلم عن ثلاثة...' وقال: هو حديث يرويه أبوظبيان حصين بن جندب، واختلف عنه فرواه سليمان الأعمش؟ واختلف عنه فقال جرير بن حازم عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علّي ورفعه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وعلى آله عن علّي وعن عمر؟ تفرّد بذلك عبداللَّه بن وهب عن جرير بن حازم.

وخالفه ابن فضيل ووكيع فروياه عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علّي وعمر موقوفاً.

ورواه عمار بن رزيق عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علّي وعمر موقوفاً ولم يذكر فيه ابن عباس؟

ورواه أبوحصين عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علّي وعمر موقوفاً.

واختلف عنه فقيل عن أبي ظبيان عن علّي موقوفاً، قاله أبوبكرابن عيّاش وشريك عن أبى حصين.

ورواه عطاء بن السائب عن أبي ظبيان عن علّي وعمر مرفوعاً حدّث به عنه حماد بن سلمة وأبوالاحوص وجرير بن عبدالحميد، وعبدالعزيز بن عبدالصمد العمى وغيرهم، وقول وكيع وابن فضيل أشبه بالصواب واللَّه أعلم.

قيل |للدارقطنى|: لقى أبوظبيان عليّاً؟ قال: نعم.

|هكذا ذكره الدارقطني في كتاب العلل: ج| 3 ص 291" 74 -72".

و |رواه أيضاً الضياء المقدسي في الحديث: "608-607" من كتابه| الأحاديث المختارة: ج 2 ص 607" 228".

ومن أراد المزيد فعليه بالكتاب القيّم الغدير: ج 6 ص 97 -93 ط 1.

وليلاحظ أيضاً تعليقنا على الحديث:"1082" من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 55 وما حولها.

فهذا كلام من هو في رتبة الإمامة عند مخالفينا، وفيه ما قد علمت أيّها المتدبّر من الاعتراف بحقّ علّي عليه السلام وأنّه لولاه لهلك عمر.

وكم له |عليه السلام| من عجيبة غرّاء وقضية زهراء أوضح سبيلها وأنار دليلها، وبالجملة فالحال ظاهر في أنّه لم يكن يرجع إلى غيره في تعرّف حكم وكانوا يرجعون اليه في تعرّف الاحكام وتمييز الحلال من الحرام، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء واللَّه ذو الفضل العظيم.

ومنها |أي ومن جملة حديث ابن أبي أوفي المتقدم قريباً| قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أنت معي في قصري في الجنّة' وهذا يشهد بأنّ عاقبته إلى الجنّة وأنّه لايواقع كبيرةً ويقضي أيضاً بشرف منزلته.

ومنها قوله: 'مع ابنتي فاطمة' وهذا أيضاً ينطق بفضلها وأنّها تموت على الحق والصواب، وتصير إلى طوبى وحسن مآب، وتفوز بالأجزل من الثواب. ومنها قوله: ' وأنت أخي ورفيقي' وقد بيّنا ذلك، ثم زاده إيضاحاً بتلاوة الآية الشريفة: 'إخواناً على سرر متقابلين ' |47/الحجر: 15|.

/ 65