محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الهداية التي أرادها اللَّه تعالى له فيما بعد.

و منها الأمور الخارقة للعوائد من انشقاق السّقف و نزول السّطل فيه الماء وتغطيته بالمنديل، و خرق العادة على هذاالوجه فيه أوفى كرامة لعلي عليه السلام.

و منها انه توضّأ من الماء و اغتسل مع انه من الجنّة، و هذا فيه الكرامة العالية والّدرجة السامية، و مثل ذلك لم ينقل فيما نعلمه لأحد من ولد آدم صلى اللَّه عليه وسلم، و قد فصّل النّبي صلى اللَّه عليه واله و سلم التي كانت زيادة في الايضاح لأنّه أخبر أن السطل من الجنّة و الماء من نهر الكوثر ، والمنديل من استبرق الجنّة، وهذا شرف /81/ لايسامى و فضل لا يبارى وأيّ خبر يعدل ما رويناه برواية من يذهب إلى إمامه المشايخ الثلاثة |وما| ورد في واحد منهم |مثله|!!

و منها قوله صلى اللَّه عليه و آله و سلم 'من مثلك يا علي في ليلته يخدمه جبريل' و قوله 'من مثلك' استفهام في صورته، والمراد به الإنكار لأنه لم ينقل مثل ذلك لأحد من البشر، و زاد فضلاً حيث أخبر بخدمة جبريل لعلي عليهما السلام و هي خدمة تشريف و تعظيم، ولن يكون ذلك إلّا وهو عليه السلام في المنزلة العليا من الفضل عنداللَّه تعالى و لا شبهة أن الخدمة إذا كانت من ذي فضل و شرف فإنّها تزيد المخدوم جلالة و رفعة و حالة؟ و قد علمنا أنّ لجبريل صلى اللَّه عليه الفضل العظيم عند اللَّه تعالى فيجب أن يكشف خدمته لعليّ عليه السلام عن فضله وعلوّ قدره.

ولظهور هذا الحديث وصحّته روي أنّ أبانؤاس قيل له: لم لا تمدح عليّ بن موسى الرضا عليه السلام فأنشأ يقول:

___________________________________

وقريباً منه وما بعده رواه الشيخ الصدوق رفع اللَّه مقامه في الحديث التاسع وما بعده من الباب: "40" من كتاب عيون أخبار الرضا- عليه السلام-: ج 2 ص 141 تا 142.

قيل لي أنت أوحد الناس في النثر++

وفي النظم والمقال البديه

فلما ذا تركت مدح ابن موسى++

للخصال الّتي تجمّعن فيه

قلت لا أهتدي لمدح إمام++

كان جبريل خادماً لأبيه

وأراد |أبونؤاس| بما ذكر |ه| أخيراً ما ذكرناه.

وعليّ بن موسى الرضا هو أبوالحسن علي بن موسى العبد الصالح بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين الشهيد سيّد شباب اهل الجنة ابن علي بن أبى طالب أميرالمومنين وامام المسلمين وخليفه رسول رب العالمين سلام الله عليهم أجمعين.

وكان |عليّ بن موسى عليهماالسلام| من سادات العترة وأقمارها، واستدعاه المأمون إليه ووصله وجعله وليّ العهد بعد وفاته، وبايع له وأشاد بذكره وكتب اسمه على الدرهم والدينار والطراز، وكانت الخطباء يذكرونه في الخطبة ويقول قائلهم بعد نسبته إلى علي عليه السلام:

ستّة آباءهم ما هم++

هم خير من يشرب صوب الغمام

وأقام على ذلك مدّةً ثمّ سمّه المأمون قيل: في عنب. وقيل: في رمّان، ومات عليه السلام ودفنه |المأمون| في طوس إلى جنب أبيه هارون العنيد لا الرشيد، فنسب المشهد إلى الرضا عليه السلام، وذهب عنه اسم هارون، فلا يكاد أكثر الناس يعرفه.

وقد ورد عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم |أنّه قال|: 'ستلقى بضعة منيّ بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلاّ حرّم اللَّه جسده على النار'

___________________________________

كذا في أصلي، وقريباً منه رواه الشيخ الصدوق قدّس اللَّه نفسه في الحديث الرابع من الباب "66" من كتاب عيون أخبار الرضا- عليه السلام-: ج 2 ص 259 قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللَّه عنه، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللَّه عنه، قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيى قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه، عن آبائه: عن أميرالمومنين عليّ عليه السلام قال: قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: سيدفن بضعه منّي بأرض خراسان، لايزورها مؤمن إلاّ أوجب اللَّه عزّ وجلّ له الجنّة وحرّم جسده على النار.

وأيضاً رواه الشيخ الصدوق رحمه اللَّه في الحديث الثاني من المجلس 25 من أماليه.

ورواه بسنده عنه الحمّوئي في أوّل الباب: "40" من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين: ج 2 ص 190 ط 1.

وأيضاً رواه الحمّوئي بسند آخر في الحديث "465" في الباب: "39" من السمط الثاني من فرائد السمطين: ج 2 ص 188، ط 1.

وفي جميع هذه المصادر: 'ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان...'.

وكان |الإمام الرضا| عليه السلام هو الذي ناوله هذا الأثر الشريف.

ومن العجائب أنّ المأمون لمّا خرج في جنازته أخبر عنه عليه السلام أنّه يحفر له فيه؟ فيوجد في قبره سمكة وماء، فلمّا حفروا وجدوا ذلك كما أخبر به.

روى هذه القصّة الشيخ أبوالفرج الإصبهاني

___________________________________

رواه أبوالفرج في ترجمة الإمام الرضا عليه السلام من كتاب مقاتل الطالبيين ص 572 ط مصر.

ورواه أيضاً الشيخ الفقيه محمد بن عليّ بن الحسين- رفع اللَّه مقامهم جميعاً- في الباب: "63" وتاليه من كتاب عيون أخبار الرضا- عليه السلام-: ج 2 ص 252/245.

فأعجب من طغام الأمّة وجفاتها الذين يعتقدون إمامته- أعني المأمون، وأمثاله من أهله- ويرفضون إمامة العترة النبويّة والسلالة الزكيّة على أنّ فضلهم شهير، وعلمهم غزير، سلام اللَّه عليهم أجمعين.

وفي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يقول القائل:

إذا كنت تأمل أو ترتجي++

من اللَّه في حالتيك الرضا

فلازم /82/ مودّة آل الرسول++

وجاور عليّ بن موسى الرضا

في نزول الكوكب في بيت علي والاستدلال به على إمامته


ونعود إلى |شرح البيت: "15" من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن هوى الكوكب من أجله؟++

ففاز بالوحي الذي قد وُحِي

هوى: سقط من أعلى إلى أسفل، قال تعالى:'والنجم إذا هوى' |1/النجم: 53| أي سقط وانحدر. وهوى النفس: ميلها إلى الشي ء ونزاعها نحوه. وهوت الطعنة: فتحت فاها،

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلى: 'وهوت الطعنة، أي فتحت فاها بهوى'؟. ويقال في السبّ: هوت أمّه وأمّه هاوية.

والكوكب: واحد الكواكب وهو النجم، ويقال: ذهب القوم تحت كّل كوكب إذا تفرّقوا، وكوكب الروضة فوها؟ والكوكب: توقّد الحديد. وكوكب الكتيبة: بريقها. وكوكب الماء: معظمه، وكذلك كوكب كل شي ء: معظمه، ومنه قوله صلى اللَّه عليه واله وسلم: 'إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كوكب من الملائكة عليهم السلام يسلّمون على كلّ قائم وقاعد يدعون اللَّه إلاّ لمدمن خمر أوقاطع رحم'.

وفي بعض الأخبار أيضاً '|في| كبكبة'، والكبكبة: الجماعة من الخيل أي في ملائكة على خيل.

وأمّا |على رواية| 'الكوكبة' فالمراد |منه| في جماعة منهم كثيرة.

وقوله: 'من أجله' أي لأجله، قال سبحانه: 'من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل' |32/المائدة: 5| وهو في معنى التعليل، تقول فعل زيد كذا لأجل كذا. وقوله: 'ففاز' من الفوز وهو النجاة والظفر بالخير، ومنه سمّيت المفازة مفازة تفّؤلاً بالسلامة والفوز، كما سمّوا اللديغ سليماً تفّؤلاً له بالسلامة.

والوحي: كلّ شي ء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة، قال اللَّه تعالى: 'إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح' |163/النساء: 4| يريد بالوحى ها هنا إرسال جبريل صلى اللَّه عليه بالقرآن الذي أنزله على محمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقوله: 'كما أوحينا إلى نوح والنبيين' |163/النساء: 4| يريد مانزل به جبريل عليهم من الكلام المتضمّن للأحكام، وقال تعالى في الإشارة 'فأوحى إليهم أن سّبحوا بكرة وعشيّاً' |11/مريم: 19| أي أشار إليهم وأومى وقال تعالى في الوحي بمعنى الإلهام: 'وأوحى ربّك إلى النحل' |68/النحل:16|

أي ألهمها وعرّفها، وقوله تعالى 'وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم' |121/الأنعام: 6| أراد به إلقاء الوسوسة إليهم وقوله: 'شياطين الانس والجنّ يوحى بعضهم إلى بعض' |12/الانعام/: 6| يريد إلقاء الكلام الخفي إليهم وهو الوسوسة.

والوحي: الأمر في قوله: 'بأنّ ربّك أوحى لها' |5/الزلزلة: 99| يعني أمرها وهو تجوّز، ونظيره قوله تعالى: 'فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أوكرهاً قالتا أتينا طائعين' |10 فصلت 41| ولاقول على الحقيقة عند المخلصين على الحقيقة؟ لأنّها جماد وخطاب الجماد عبث لاقائدة فيه، وإنّما |معناه| انقادتا كما أراد اللَّه تعالى |حتّى| صار كأنّه أمرهما فأطاعته؟ وكذلك 'أوحى لها' أي أراد إنطاقها بما عمل العباد |فيهما| من خير وشرّ في الدنيا فنطقت، ومثل هذا ظاهر في لغة العرب، قال |شاعرهم|:

شكى إليّ جملي طول السرى++

وازورّ من وقع القناء لسانه

وشكى إليّ بعبرة وتحمحم++

___________________________________

المصرعان الثاني والثالث كانا في هامش أصلي والظاهر أنّ محلّهما حيث وضعناهما فيه.

ولا شكوى من جهة القول وإنّما أراد لسان الحال.

وقال آخر:

وقالت له العينان سمعاً وطاعةً++

وحدّرتا كالدرّ لمّا يثقّب

والمراد /83/ بالوحي المذكور في البيت |المذكور من قصيدة المنصور باللَّه هاهنا هو| الكلام والكتابة لما كان من فضيلة أمير المومنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام. ووحي: كتب وسطر. والمراد بذلك ما رويناه بالإسناد المقدم إلى القاضي العدل الخطيب المعروف بابن المغازلي الشافعي رحمه الله

___________________________________

والحديث رواه ابن المغازلي برقم: "313" من مناقبه ص 66. وأيضاً رواه ابن المغازلي بسند آخر عن ابن عبّاس في الحديث: "353" من كتاب المناقب ص 310.

ورواه الحافظ الحسكاني بأسانيد عن ابن عباس وأنس وغيرهما، في تفسير سورة النجم، فليراجع الحديث: "910 تا 916" وتعليقاتها من كتاب شواهد التنزيل: ج 2 ص 275 تا 282 ط 2.

ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: "1032" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 11، ط 2.

ورواه بسنده عنه الكنجي الشافعي في الحديث: "30" من الباب: "62" من كتاب كفاية الطالب، ص 132.

وليعلم أنّ في هذا الورق من أصلي هامش طويل لم يتيسّر لي قراءته. تعالى قال:

أخبرنا أبوالبركات إبراهيم بن محمد بن خلف الجمّاري السقطي قال: أخبرنا أبوعبداللَّه الحسين بن أحمد، قال حدثنا أبوالفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطيسين

___________________________________

كذا في المطبوع من مناقب ابن المغازلي، وفي أصلي من مخطوطة محاسن الأزهار: "في الفراطنين؟". قال حدثنا سليمان بن أحمد المالكي قال: حدثنا أبوقضاعة ربيعة بن محمد الطائي قال: حدثنا ثوبان، عن ديون مالك بن غسّان النهشلي

___________________________________

كذا في أصلي، وفي مطبوعة مناقب ابن المغازلي: "حدّثنا ثوبان ذو النون؟ حدثنا مالك بن غسان النهشلي...". قال: حدثنا ثابت:

عن أنس قال:انقضّ كوكب على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقضّ في داره فهو الخليفة من بعدي'. فنظروا فإذاً هو قد انقضّ في منزل على عليه السلام فأنزل اللَّه تعالى: 'والنّجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى'.

قال |المؤلّف| أيّده اللَّه: ففي هذا الخبر ما يفصح بخلافة عليّ عليه السلام بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولايكون ذلك إلاّ على أمته، واذا كان خليفة على أمّته من بعده لم يجز لأحد من الصحابة أن يتقدم عليه، بل يكون مقطوعاً باثمه ظالماً في حكمه، ونزول الآية عقيب ذلك مؤكدة لصحّة ما قاله صلى اللَّه عليه واله وسلم لأنّ اللَّه تعالى أقسم بالنجم.

والمراد |بالنجم| ربّ النجم، حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وكان

القسم وارداً على نفي الضلالة والغواية عن الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما أخبر به، وزاد تعالى تأكيداً بقوله: 'وما ينطق عن الهوى إن هو الاّ وحي يوحى' |2 تا 4/النجم: 52|.

وهذا يقتضي أنّ هذا الذي قاله وصرّح به من خلافة عليّ عليه السلام هو بوحي اللَّه تعالى وتنزيله، فلا يجوز لأحد مخالفته.

وقد بيّنا أيضاً فيما تقدم تصريح النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالخلافة لعليّ عليه السلام على الأهل والمال والمسلمين في كلّ غيبة، وهذا يقتضي المنع من إمامة الذين تقدّموا عليه، وللَّه درّ القائل:

جعلوك رابعهم أباحسن++

ظلموك حقّ الدين والفضل

قد كنت في الإسلام أوّلهم++

وأحقّهم بوراثة الرسل

آل النبيّ لقيتم مضضاً++

ظلم الحبوة وذلّة القتل

___________________________________

كذا في أصلي ولكن رسم الخطّ من قوله: 'الحبوة' غامض ويساعد على أن يقرأ 'الحيوة'.

و بيان أنّه تعالى أنزل على نبيّه رمانة من الجنّة وأمره أن يشرك عليّاً في الأكل منه


رجعنا إلى |شرح البيت 16 من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

وآكل القطف الذي جاء من++

جنّات عدن زفّ زفّ الهدي؟

الآكل: فاعل الأكل، وهو مضغ المأكول بالفم، وهو من أسماء الإشتقاق نحو قولنا: صادق وكاذب /84/، والقطف: واحد القطوف وهي الثمار قال تعالى: 'قطوفها دانية' |23/الحاقّة: 69| يصف تعالى ثمار الجنّة بالدنوّ ممن يريد تناولها وانّه لايلحقه مشقّة في أخذها واجتنائها متى أراد، و قد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم في خبر: 'وإن الرجل من اهل الجنّة ليكون في جنّة من جنّاته من أنواع الشجر إذا اشتهى ثمرة من تلك الثمار، فتدلّى إليه فيأكل منها ما أراد'الخبر بتمامه.

والجنّات واحدتها: جنّة، سميّت جنّة لأن أشجارها تغطّي قرارها، وسواء كان؟ ذلك من النخل أو غيره قال تعالى: 'وجنّات من أعناب و زرع و نخيل' |4/الرعد: 13/| ويسمّى الجنون جنوناً بطريقة التشبيه كأنّه يستر العقل؟

والجنين: الولد في بطن أمّه . والجنين: المقبور. والمجنّ: الترس لأنّه يستر صاحبه. والجنّة- بضّم الجيم-: مااستتر به الإنسان من السلاح. والجنّة- بكسرالجيم-: الجنّ، قال تعالى: 'من الجنّة والناس' |6/الناس: 114|.

والعدن: الإقامة، يقال: عدن فلان بالمكان إذا أقام به، فوصف الجنّات بأنّها عدن لأنّها دار إقامة ومثوى قرار يدوم، وقد وصف اللَّه تعالى أهلها بالخلود فيها ترغيباً في اكتساب الطاعات التي هي وصلة إليها لأنّ من علم أن المنفعة دائمة كان دواعيه التي يحصل أسبابها أكيدة؟

والعجب كل العجب ممن يجهد في تحصيل منافع الدنيا بتكّلف أسبابها ثم يعرض عن القيام بأسباب خيرات الآخرة؟ على جلالة قدرها وعظم خطرها ودوام خيراتها وخلوص مسرّاتها نسأل اللَّه تعالى فوزاً برضوانه ونعيماً دائماً في جنانه. و |أمّا| قوله عليه السلام: 'زفّاً' فأصله الإسراع يقال: زفّ البعير في سيره زفيفاً إذا أسرع، وزفّ الطائر إذا أسرع حتّى يسمع لجناحيه زفيف، وزفّت الريح تزّف: |هبّت| وهو هبوب ليس بالشديد و لكنّه ماض، ويسمّى الريح التي ذكرناها الزفزافة، وزفّ القوم في مشيهم إذا أسرعوا، قال تعالى: 'فأقبلوا إليه يزفّون'|94/الصافات: 37|، ويقال: زّفت العروس إلى بيت زوجها |أهديت إليه|

والهدي: العروس تهدى إلى بعلها. والهدي: مايهدى من النعم إلى الحرم الشريف، وأصله من الهدية وهي التحفة الشريفة التي يتحف بها المُهدِي غيره، ومنه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'هدية اللَّه إلى المؤمن السائل على بابه'. وإنّما سمّي ذلك هدية اللَّه لأنّ اللَّه تعالى يعوّض المؤمن بوصوله اليه لاكتساب الأجر، وادّخار البرّ بإعطائه الإحسان فكان هدية؟ لأنّه يؤدّي إلى خير من اللَّه جسيم ومنّ عظيم.

وقد حثّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الهدية فقال: 'تهادوا تحابوّا'. وقال: 'الهدية تذهب بالسخيمة'. يريد ما ينطوي عليه القلوب من الأحقاد وشبهها فأراد أنّ الهدية تزيل ذلك، لأنه تكسبه مودّة وجلالة للمهدي ومتى |وقع| نظره بهذه العين

___________________________________

كلمة: "نظره" من أصلي المخطوط رسم خطّها غير واضح. زالت عن قلبه الأحقاد وغيرها مما تبعث على العداوة والبغضاء. وقد تضمنّ البيت منقبة من سامية المناقب لأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب وذلك ما رويناه بالإسناد المتقدم إلى السيّد الإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين الحسني عليه السلام

___________________________________

رواه السيّد أبوطالب رحمه اللَّه في أماليه كما في الحديث 36 من الباب الثالث من تيسير المطالب: ص 66 ط بيروت.

وللحديث شواهد يجدها الباحث في الباب: "78" من تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار: ج 39 ص 118 ط الآخوندي. قال:

أخبرنا أبوعبداللَّه محمد بن زيد /85/ الحسني قال: حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان اللَّه عليه، قال: حدثنا |أخي| الحسين بن علي، عن محمد بن الوليد

___________________________________

الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وهكذا جاء في تيسير المطالب المطبوع، وما وضعنا بين المعقوفين أيضاً أخذنا منه، وفي أصلي من مخطوطة محاسن الأزهار: "الحسين بن عليّ بن محمد بن الوليد، عن سفيان...". عن سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد:

عن ابن عبّاس قال: بينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يطوف بالكعبة إذبدت رمّانة من الكعبة فاخضرّ المسجد لحسن خضرتها فمدّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يده فتناولها ومضى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في

طوافه، فلما انقضى طوافه صّلى في المقام ركعتين ثم فّلق الرمانة قسمين كأنّها قدّت فأكل النصف وأطعم عليّاً عليه السلام النصف |الآخر| فزنخت أشداقهما لعذوبتها

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط، وفي المطبوع من كتاب تيسير المطالب: 'فسالت من أشداقهما لعذوبتها...'. ثم التفت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أصحابه فقال:'إنّ هذا قطف من قطوف الجنّة ولايأكله إلاّ نبّي أو وصيّ نبيّ ولولا ذلك لأطعمناكم'.

قال |المؤلّف| أيّده اللَّه: وهذا الخبر يتضمّن فوائد:

منها المعجزة التي كانت لرسو اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بوضع الرمّانة في الكعبة على وجه لم يضعها أحد من البشر، لأنه لو وضعها أحد|من البشر|لوقف عليه، ولو وقف عليه لنقل فظهر، ومعلوم خلافه، وهذا يتضمّن "يقتضى"

___________________________________

كلمة: "يقتضي" كانت في أصلي بخطّ الأصل مكتوبة فوق قوله: "يتضمّن". أنّه لاواضع له من البشر وضعها؟ وذلك يتضمّن نقض العادة، وما انتقضت العادة فيه لنبي كان معجزاً له.

ومنها الخضرة العجيبة التي كانت فيها حتىّ اخضرّ المسجد لخضرتها

___________________________________

وفي هامش أصلي بخط كاتب الأصل: "لحسن" |خضرتها|. ولاتخضرّ المسجد إلاّ بخضرة عظيمة جدّاً فيها؟ وهذا شي ء لم تجر به العادة، فيكون زيادة اللون فيها معجزاً آخر.

ومنها مراعاة حال العبادة وترك التشاغل بالمباح إلى بعد الفراغ من الطواف، ثم الفراغ من ركعتي الطواف.

ولايعارض ذلك قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إذا حضرالعشاء والعشاء فابدأوا بالعشاء'، فيقال: إنّه أمر هاهنا بتقديم العشاء وهو مباح، على صلاة العشاء وهي فرض، وذلك لأنّه محمول على أن يكون مع الصائم من الجوع ما يشغله عن الإقبال إلى الصلاة، والتدبرّ لمعاني مايقرؤه والمحافظة على أركانها وسننها، ومتى شغله الجوع عن هذه الأمور، كان تقديم الإفطار أولى لأنه لايستقبد بتعجيله الإتيان بصلاته بعده على وجه الكمال، ويستفيد بتقديم الصلاة الإتيان بها على وجه النقص لاشتغال قلبه بالجوع.

/ 65