محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اللَّه| أسلم الطريقين، هلمّوا رحمكم اللَّه الى نور مصباح الزجاجة، ودهن زيت الزيتونة؟ وراية ما خفقت على رأس مسلم فدخل النار |و| لايشرب تحتها الخمر ولا يسمع العرف والزمر؟ ولايظهر من المعاصى ما ظهر، إلّا أنزل بصاحبه حكمه من الرحم فما دونه، فأمّا من غبي أمره فحسابه على اللَّه؟! كم بين من يؤمّن أهل المعاصي ويخيفهم؟ ومن يعافهم ومن يشوّقهم ومن يسلبهم ومن يسيفهم؟ ومن يطردهم ومن يضيفهم؟ ما سمعنا رحمكم اللَّه الملاهي ولا درينا قبل كسرها بالعيان ما هي كما قلنا في بعض الأشعار:

لانعرف الخمر إلّا حين نهرقها++

ولا الفواحش إلّا حين ننفيها

أنا ابن /235/ من نسجت آي الكتاب له++

ملاه |قد| غمرت جسمي؟ حواشيها

إلى غير ذلك من كلامه عليه السلام فيها وهي من شرائف الدعوات وفيها كلام يوازن الياقوت الأحمر والدرّ الثمين الأزهر.

وقوله عليه السلام: 'أ في دين الإسلام إمامة الأطفال فقد عقدها لهم علماء الضلال' يريد هارون المسمّى بالرشيد، الضال في الحقيقة العنيد، و ذلك أنّه عقد الخلافة لولده محمّد الأمين و هو ابن خمس سنين، و معلوم بإجماع المسلمين أن من كان بهذه الصفة لا ولاية له على نفسه وماله فكيف يكون وليّاً على أهل الإسلام في الأنفس والأموال لولا اتّباع الهوى و مجانية سبل الهدى و في ذلك يقول بعض

شعرائهم:

قد وفّق اللَّه الخليفة إذ بنى++

بيت الخلافة للهجان الأزهر

فهو الخليفة عن أبيه وجدّه++

شهدا عليه بمنظر وبمخبر

قد بايع الثقلان في مهد الهدى++

لمحمّد بن زبيدة ابنة جعفر

وهذا من المضحكات وإنّما بنى القوم أمورهم على طلب الملك و أرادوا التلبيس بالدين؟!!

ومن العجائب أنّه جاز أمرهم على كثير ممن ينتمي إلى الدين و هم الّذين بنوا أمور الحقّ على السهولة والهون، فساووا بين الجدّ والمجون ورفضوا ما في الذكر المكنون، وهذا الشاعر المسمّى بسلم |الحاشر| يزعم أنّه في مهد الهدى وإنّما هو في مهد الأذى، وهو في الحقيقة |حينما كان في المهد كان في| أشرف أيّامه وما يليه إلى وقت بلوغه، وأمّا بعد ذلك فإنّما كرع في نهر العصيان، وأسلس قياده للشيطان وخلع في محارم اللَّه العنان، واستعمل في المحظورات السمع والعيان؟ وسائر الجوارح والحبان؟ حتّى سلّط اللَّه عليه أخاه فقتله شرّ قتلة طلباً للدنيا واستبداداً بالرياسة الّتي تفنى فبعداً لقوم لايؤمنون، فقد استبدلوا بالذين الدون.

ومن عجائب المعتصم أنّه كان أميّاً لايقرء ولايكتب!! و كان السبب في تخلّفه عن العلم فيما روي أنّها مرّت به جنازة؟ و هو مع أبيه فقال: ليتني|كنت |جنازة. فقال أبوه: لم يابنيّ؟ فقال: |كي| أتخلّص من |تعلّم| العلم؟!! قال أبوه: لاتعد إليه بعدها فأضحى عند الجهلة العمين أميرالمؤمنين

___________________________________

وانظر بعض مخازى المأمون والمعتصم والمتوكّل فيما رواه محمّد بن أحمد بن إسحاق الوشاء المولود "246" المتوفى "325"- في عنوان: 'باب سنن الطرفه' من كتاب الموشّى ص 81 تا 82.

فأين هذا مما رواه الإمام المرتضى لدين اللَّه محمّد بن يحيى الهادي إلى الحق عليه السلام

___________________________________

المكنّى بأبي القاسم المولود سنة: "278" المتوفى عام: "310" المترجم في حرف الميم برقم: "1092" من كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية ص 656. قال: بلغ أبي مبلغاً يختار ويصنّف و هو ابن سبع عشرة سنة!!.

فتفكّر إن كنت من المتفكّرين أيّ الرجلين أولى بالإمامة؟ وكم يعدّ العاد من

مثالب بني العباس ومواقعتهم للجرائم وارتكابهم للعظائم وقتلهم لأئمة الدّين وسادة الموحّدين، قتل أبوالدوانيق منهم من قتل من النفس الزكية وأخيه ذي الديانة المرضية وأبيهما وعمومتهما سلام اللَّه عليهم أجمعين.

وقد روى الشيخ أبوالفرج الإصبهاني

___________________________________

رواه أبوالفرج في ترجمة على بن الحسن بن الحسن عليه السلام من كتاب مقاتل الطالبين ص 193، ط مصر. بإسناده إلى عبداللَّه /236/ بن الحسن، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها:

عن جدّتها فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قالت: قال لى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'يدفن من ولدي سبعة بشاطى ء الفرات لم يسبقهم الأوّلون ولايدركهم الآخرون'. وكانوا عبداللَّه بن الحسن واخوته وأولادهم الّذين هلكوا في حبس أبي الدوانيق، سلام اللَّه عليهم ورحمته و رضوانه.

وجهد |أبوالدوانيق أخزاه اللَّه| في هلاك جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام لولا حياطة اللَّه تعالى |له| بصالح أدعيته المستجابة، فإنّ المرويّ بالإسناد إلى الفضل بن الربيع، |عن أبيه أنّه قال|:

___________________________________

وقريباً مما يذكره المصنّف هاهنا، رواه ابن عساكر بسندين في ترجمة الربيع حاجب المنصور من تاريخ دمشق: ج 6 من المصورة الأردنية ص 223 و في ط دارالفكر: ج 18، ص 86 و في مختصر ابن منظور: ج 8 ص 309.

لما قدم أبوجعفر المنصور المدينة قال لى: 'ابعث إلى جعفر بن محمّد العلوي-يعني الصادق |عليه السلام|- من يأتني به تعباً'. قال: فأمسكت عنه لكي ينساه |ف| قال |بعد قليل|: 'ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمّد العلوي و أن تأتني به تعباً قتلني اللَّه إن لم أقتله'. فأمسكت عنه لكي ينساه، فقال لي الثالثة و أغلظ إلىّ: 'ألم آمرك أن تبعث الى جعفر بن محمّد العلوي من يأتني به تعباً قتلني اللَّه إن لم أقتله'. فبعثت إليه فجاء |ظ| فدخلت |على أبي الدوانيق| فقلت: يا أميرالمؤمنين جعفر بن محمّد في الباب؟ قال: فأذن له. فأذنت له فلمّا دخل قال جعفر: 'السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمه اللَّه و بركاته'. فقال أبوجعفر: لا سلّم اللَّه عليك يا عدوّ اللَّه تلحد في سلطاني و تبغي الغوائل في ملكي؟ قتلني اللَّه إن لم أقتلك! فقال له جعفر:

'يا أميرالمؤمنين إنّ سليمان بن داود أعطي فشكر، و إنّ أيوب ابتلي فصبر، وإنّ يوسف ظلم فغفر. وأنت الصالح |بأن تقتدي بهم|'.

فأطرق |المنصور| طويلاً ثمّ مدّ يده فصافحه فمدّ يده حتّى أجلسه على مفرشه ثمّ قال: يا غلام عليّ بالمتحفة- و هو مدهن كبير فيه غالية- |فجاء الغلام بها| فغلّف لحيته بيده حتّى خلتها قاطرة، ثمّ قال له: لعلّنا قد حبسناك، اذهب في حفظ اللَّه و كلائته، ياربيع الحق أباعبداللَّه جائزته وكسوته.

|قال الربيع:| فخرج |جعفر بن محمد| وتبعته وقلت: يا|أ|با عبداللَّه قد رأيت من غضب أميرالمؤمنين مالم تره، ورأيت من رضاه بعد |غضبه| ما قد رأيت، ورأيتك تحرّك شفتيك حين دخلت بشي ء؟ فما هو فعلّمنيه. فقال: نعم أما إنّ لك مودّة، أما إنّك رجل منّا أهل البيت،

___________________________________

وهذا ممّايسلّي به كثير من الفسّاق أنفسهم، وهو من زياداة الربيع الّذي كان من أمناء أعظم طواغيت بني العباس، فقتلوه و جزوه جزاء السنّمار!!! وحاشا من الإمام الصادق أن يقول له: إنّك رجل منّا أهل البيت. |وإليك ما قلت حين دخلت عليه| قلت:

'اللهمّ احرسني بعينك الّتي لاتنام، واكنفني بركنك الّذي لايرام، واغفر لي بقدرتك عليّ ولا أهلك وأنت رجائي |ف| كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري وكم من بليّة ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري فيا من قلّ عند |نعمته| شكري فلم يحرمني، ويا من قلّ عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطأ فلم يفضحني، يا ذا المعروف الّذي لاينقضي أبداً، ويا ذا النعم الّتي لا تحصى عدداً، أسألك أن تصلّي على محمّد و على آل محمّد وبك أدرأ في نحره وأستعيذ بك من شرّه.

اللهم أعنّي على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي.

اللهم احفظني مما غيّبت عنه

___________________________________

كذا في تاريخ دمشق، ولفظة: 'غبت' رسم خطّها غير واضع من أصلي. ولاتكلني إلى نفسي فيما حضرته وأعطني ما لاينقصك، إنّك وهاّب؟ أسألك فرجاً قريباً وصبراً جميلاً /237/ ورزقاً واسعاً والعافية من جميع البلاء وشكر العافية'

___________________________________

كذا في أصلي من مخطوطة محاسن الأزهار، وفي ترجمة الربيع من تاريخ دمشق:

وأسألك العافية من كلّ بليّة، وأسألك دوام العافية |دوام عافيتك 'خ'| وأسألك الغنى عن الناس، وأسألك السلامة من كلّ شي ء؟ ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.

قال المحمودي: أظنّ أنّ الشهيد المحلّي رحمه اللَّه روى الدعاء عن أمالي الخميسيّة للسيّد المرشد باللَّه، ولكن بما أنّه لم يذكر سند الدعاء الشريف، أحببت أن أذكر الدعاء أخذاً من الحديث: "35" من عنوان: "الحديث الحادي عشر" من ترتيب الأمالي الخميسيّة: ج 1 ص 227 قال: أخبرنا أبومحمد عبداللَّه بن عمر بن رسته بن المهيار البغذادي بقراءتي عليه بإصفهان، قال: حدّثنا أبوالطيّب عبدالرحمان بن محمد بن عبداللَّه بن شيبة العطّار المقرئ المعروف بالحريري إملاءاً بالبصرة في سنة سبع وستّين وثلاث مائة، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن أحمد بن بسطام الزعفراني قال: حدّثني عمّي محمد بن عبيداللَّه بن بسطام، قال: حدثنا الحسين بن الفضل بن الربيع، قال: حدثني أخي عبيداللَّه بن الفضل بن الربيع، قال: حدثني أبي الفضل بن الربيع، قال: حدثنا أبوجعفر المنصور؟ أمير المؤمنين سنة سبع وأربعين ومائة، فلمّا قدم المدينة قال لي: ابعث الى جعفر بن محمد العلوي- يعني الصادق- من يأتيتي به...

أقول: والدعاء رواه أيضاً ابن عساكر بسندين في ترجمة الربيع من تاريخ دمشق من النسخة الأردنيّة: ج 6 ص 224، وفي مختصر ابن منظور: ج 8 ص 309 ط 1 قال:

أخبرنا أبوالحسن عليّ بن المسلم الفرضي، أنبأنا عبدالعزيز بن أحمد الصوفي، حدّثني أبوعصمة نوح بن نصر الفرغاني- من لفظه ببغداد-، أنبأنا أبوبكر محمدبن الفضل بن محمد بن المفسّر البلخي ببلخ، أنبأنا أبوالحسن عليّ بن الحسن القطّان البلخي، حدّثني عليّ بن محمد بن عبداللَّه المحتسب، حدّثني أمير المؤمنين محمد بن هارون الرشيد، حدّثني محمد بن أحمد القيسي، حدّثني موسى بن سهل:

عن الربيع حاجب المنصور، قال: لمّا استوت الخلافة لأبي جعفر المنصور قال لي: يا ربيع ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به. قال: فتنحّيت بين يديه وقلت: أىّ بليّة تريد أن تفعل؟ وأوهمته أن أفعل، ثمّ أتيته بعد ساعة فقال لي: ألم أقل لك أن تبعث الى جعفر بن محمّد من يأتيي به؟ واللَّه لأقتلنّه. |قال الربيع:| فلم أجد بدّاً من ذلك فدخلت إليه فقلت: يا أباعبداللَّه أجب أمير المؤمنين، فقام معي مسرعاً فلمّا دنونا الى الياب قام يحرّك شفتيه ثمّ دخل فسلّم فلم يردّ |المنصور| عليه، ووقف فلم يجلسه ثمّ رفع رأسه اليه فقال: يا جعفر أنت ألّبت علينا وكثّرت وغذرت؟ وحدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: 'ينصب لكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة'.

فقال جعفر بن محمد: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: 'ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش: ألا فليقم من كان أجره على اللَّه. فلا يقوم الاّ من عفا عن أخيه'، فمازال |كان| يقول حتّى سكن ما به ولان له، فقال: اجلس أباعبداللَّه، ارتفع أباعبداللَّه.

ثمّ دعا بمدهن فيه غالية فغلّفه بيده؟- والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين المنصور- ثمّ قال: انصرف أباعبداللَّه. وقال لي: يا ربيع أتبع أباعبداللَّه جائزته.

قال الربيع: فخرجت اليه؟ فقلت: أباعبداللَّه أنت تعلم محبّتي لك؟ قال: نعم يا ربيع أنت منّا، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم |أنّه قال:| 'مولى القوم منهم' وأنت منّا.

فقلت: أباعبداللَّه شهدت ما لم تشهد، وسمعت ما لم تسمع، وقد دخلت فرأيتك تحرّك شفتيك عند الدخول عليه بدعاء فهو شي ء تقوله أو تأثره عن آبائك الطيّبين؟ قال: لا بل حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء- وكان يقول |ظ| إنّه دعاء الفرح-:

اللهّم احرسني يعينك الّتي لا تنام، واكنفني بركنك الّذي لا يرام، وارحمني بقدرتك عليّ لا أهلك وأنت رجائي فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري وكم من بليّة ابتليتني قلّ لك بها صبري فيا من قلّ له عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قلّ عند بلّيته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني أسألك أن تصلّي على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت وباركت ورحمت على آل ابراهيم إنّك حميد مجيد.

اللّهمّ أعنّي على ديني بدنيا؟ وعلى آخرتي بتقوى واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني الى نفسي فيما حضرت.

يا من لا تضرّه الذنوب، ولا ينقصه المعروف، هب لي ما لا يضرّك، واغفر لي ما لا ينقصك؟.

اللّهمّ إنّي أسألك فرجاً قريباً وصبراً جميلاً، وأسألك العافية من كلّ بليّة، وأسألك دوام العافية |وأسألك دوام عافيتك "خ"| وأسألك الغنى عن الناس، وأسألك السلامة من كلّ شي ء ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.

قال الربيع: كتبته عن جعفر بن محمد برقعة وها هو ذا في جيبي. وقال موسى بن سهل: كتبته عن الربيع حاجب المنصور وهو ذا في رقعة في جيبي. وقال محمد بن أحمد القيسي: كتبته عن موسى بن سهل وها هو ذا في رقعة في جيبي. وقال محمد بن هارون: وكتبته عن محمد بن أحمد وها هو ذا في رقعة في جيبي. وقال عليّ بن محمد بن عبداللَّه المحتسب: وكتبته عن محمد بن هارون وها هو ذا في رقعة في جيبي. وقال محمد بن الفضل المفسّر: وكتبته عن أبي الحسن عليّ بن الحسن البلخي وها هو ذا في رقعة في جيبي. وقال نوح بن نصر: وكتبته عن محمد بن الفضل المفسّر البلخى وها هو ذا فى رقعة فى جيبى. وقال الفقيه أبوالحسن: وكتبته عن عبدالعزيز بن أحمد وها هو ذا في رقعة في جيبي. قال المصّنف: وكتبته عن الفقيه أبي الحسن وهاهو ذا في رقعة في جيبي.

قال المحمودي وأنا أيضاً كتبت الدعاء وأدرجته في عدّة من كتبي وأرجو من اللَّه أن يقيني به من كلّ سوء ومكروه.

ثمّ أقول: إنّ ابن عساكر روى الدعاء من طريق آ خر، وقال بعد- ما ساق الدعاء كما ذكرناه عنه-:

وقد روي |الدعاء| من وجه آخر- بإسناد مثلى من هذا؟- عن الربيع ولم يرفعه:

أخبرنا أبومحمد ابن طاووس، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ، أنبأنا أبوعبداللَّه محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني إملاءاً، أنبأنا أبوعليّ الحسين بن عليّ أنبأنا محمد بن زكريّا بن دينار، أنبأنا عبيداللَّه بن محمد بن عائشة القرشي حدّثني أبي:

عن الربيع الحاجب قال: بعثني أمير المؤمنين المنصور الى جعفر بن محمد فقال: جئني به فواللَّه لأقتلنّه. |قال الربيع| فأتيت جعفر بن محمد فقلت: أجب أمير المؤمنين وأخبرته بما تكلّم به. فقال: قم فليس عليّ منه بأس. فجاء فرأيته يحرّك شفتيه.

روينا بالإسناد إلى عليّ بن موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام قال: أرسل أبوجعفر إلى جعفر بن محمّد عليهماالسلام ليقتله وطرح بسيف ونطع وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثمّ ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليهماالسلام ونظر إليه من بعيد نزق أبوجعفر على فراشه يعني تحرّك

___________________________________

قال الجوهري في مادة "نزق" من الصحاح: النزق |على زنة ورق|: الخفّة والطيش. وقال: مرحباً بك وأهلاً يا با عبداللَّه؟ ما أرسلنا إليك الاّرجاء أن نقضي ذمامك ونقضي دينك. ثمّ سأله مسألة لطيقة عن أهل بيته وقال: قد قضى اللَّه دينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لاتمض ثالثة ما قلته؟ حتّى يرجع جعفر بن محمّد إلى أهله.

فلمّا خرج هو والربيع قال له |الربيع|: يا با عبداللَّه؟ رأيت السيف والنطع؟ إنّما كان وضع لك فأيّ شي رأيتك تحرّك به شفتيك؟ قال: نعم يا ربيع لما رأيت الشرّ في وجهه قلت: حسبي الربّ من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي اللَّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي اللَّه الّذي لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم

___________________________________

وليراجع سيرة الإمام الصادق عليه السلام من بحارالأنوار: ج 47 ص 188، وما حولها.

ما أضافه المؤلف على المنظومة من افاداته


في ذكر مناشدات أميرالمؤمنين في يوم الشورى


اعلم أنّا قد ذكرنا في أول الكتاب بيان معنى المناشدة، وذكرنا سبب تسمية الحديث بحديث المناشدة، وقد كنّا وعدنا بيانه في آخر الكتاب لأنّه يجمع كثيراً من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ونحن نرويه بطريقين في كلّ واحدة منهما ما ليس في الأخرى فرأينا ذكرهما على الجمع، فنقول:

روينا بالإسناد المتقدّم إلى ابن المغازلي

___________________________________

رواه ابن المغازلي في الحديث: "155" من مناقبه ص 112، ط 2. قال: حدّثنا أبوطاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيع البغدادي قال: حدّثنا أبوأحمد عبداللَّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم القرضى قال: حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، |قال:| حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي قال: حدّثنا نصر- و هو ابن مزاحم- قال: حدّثنا الحكم بن مسكين قال: حدّثنا أبوالجارود بن طارق عن عامر بن واثلة.

و |أيضاً حدّثنا| أبوساسان وأبوحمزة عن أبي إسحاق السبيعي:

عن عامر بن واثلة قال: كنت مع عليّ عليه السلام في البيت يوم الشورى فسمعت عليّاً يقول: لأحتجّنّ عليكم بما لايستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك.

ثمّ قال: أنشد كم اللَّه أيّها النفر جميعاً أفيكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟ فقالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار في الجنّة مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له عمّ مثل عميّ حمزة أسداللَّه وأسد رسوله سيّد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء /238/ أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدكم باللَّه |هل| فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن والحسين

سيّدا شباب أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه

___________________________________

كذا في أصلي من هنا إلى آخر الكلام من هذا الطريق. وفي الطبعة الثانية من مناقب ابن المغازلي: 'فأنشدكم باللَّه' من بداية الكلام إلى آخره. هل فيكم أحد ناجى رسول اللَّه عشر مرّات تقدّم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد منكم الغائب' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإلىّ وأشدّهم حبّاً لك وحبّاً لي يأكل معي من هذا الطير'، فأتاه وأكل معه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لأعطين الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه و رسوله لايرجع حتّى يفتح اللَّه على يديه' إذ رجع غيري منهزماً؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لبني لهيعة:

___________________________________

كذا في أصلي ولعلّه تصحيف من الكاتب، والصواب: "لبني وليعة" كما في المناشدة المذكورة من مناقب ابن المغازلي ص 115.

ومثله رواه أيضاً النسائي في الحديث: "72" من كتابه خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 140، ط بيروت بتحقيقنا.

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث: "90" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 59.

وبنو وليعة حيّ من كندة يمانيّون من حضرموت وفدوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

وذكرالعلاّمة الطباطيائي طاب ثراه- في هامشه على كتاب الفضائل- عن الطبقات الكبرى لابن سعد: في القسم الثاني من ج 1 ص 79/ أنّه قال:

وقدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهم بنو وليعة ملوك حضرموت حمدة ومخوس ومشرح وأنصعة فأسلموا. 'لتنتهنّ أو لأبعثنّ عليكم رجلاً كنفسي طاعته كطاعتي

ومعصيته كمعصيتي يعصاكم بالسيف'

___________________________________

كذا في مناقب ابن المغازلي، ورسم الخطّ من أصلي في لفظة: "يغشاكم" غير جليّ وجاء في هامشه بخطّ الأصل: "يقصاكم". غيري قالوا اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: 'كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض هذا' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبريل و ميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من القليب

___________________________________

لهذه القطعة أيضاً مصادر. غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له جبريل: 'هذه هي المواساة' فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّه منّي و أنا منه'، فقال جبريل: 'وأنا منكم'، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد نودي له من السماء: "لاسيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلّا عليّ" غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والمارقين على لسان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:'إني قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت ياعليّ على تأويل القرآن' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد ردّت عليه الشمس حتّى صلّى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد أمره رسول اللَّه عليه وآله وسلم أن يأخذ براءة من أبي بكر، فقال له أبوبكر: أنزل فيّ شي ء؟ فقال له |النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'إنّه لايؤدّي عنّي إلّا عليّ'، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى /239/ إلّا أنه لا نبىّ بعدي'؟ قالوا:

اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لايحبّك إلّا مؤمن ولايبغضك إلّا كافر' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه أتعلمون أنّ اللَّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بانه بل اللَّه سدّ أبوابكم وفتح بابه' غيري؟ قالوا: اللهمّ نعم. قال: فأنشدتكم باللَّه هل تعلمون أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ناجانى يوم الطائف دون الناس فأطال، وقلتم: ناجاه دوننا!! فقال: 'ما أنا انتجيته بل اللَّه انتجاه' غيري؟ فقالوا: اللهمّ نعم.

قال: فأنشدتكم باللَّه أتعلمون أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'الحق مع عليّ و عليّ مع الحق، يزول الحق مع عليّ حيث زال'؟ فقالوا: اللهمّ نعم. قال: فأنشدتكم باللَّه أتعلمون أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه و عترتى لن تضلوا ما استمسكتم بهما؟ ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض'؟ قالوا: اللهمّ نعم.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد وقى رسول اللَّه بنفسه من المشركين فاضطجع مضجعه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبدودّ حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد أنزل اللَّه فيه آية التطهير حيث يقول: 'إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه: 'أنت سيّد العرب' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:'ما سألت اللَّه شيّاً إلّا سالت لك مثله' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

هذه رواية القاضي العدل المعروف بابن المغازلي بألفاظها.

وأمّا الطريق الأخرى في حديث المناشدة فهي ما:

ما أخبرنا به الشيخ الفاضل العابد العالم الصالح محيي الدين عمدة الموحدين أبوعبداللَّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضوان اللَّه عليه

___________________________________

له ترجمة حسنة في حرف الميم من كتاب مطلع البدور: ج 3 ص 92. قراءة عليه، قال: حدّثنا القاضي الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه قراءة عليه، قال: أخبرنا القاضي الإمام قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده اللَّه، قراءة عليه، قال: أخبرني الشيخ الفقيه الإمام أبوالحسن عليّ |بن| الحسن بن عليّ بن أبي طالب الفرزادي رحمه الله إجازة والشيخ أبورشيد بن عبدالحميد بن قاسوري الرازي قراءة عليه، والشيخ عبدالوهّاب بن أبي العلا بن بعدويه السمان

___________________________________

كذا في أصلي. قراءة عليه في مدرسة شجاع الدين في ربيع الأول سنه /240/ ثلاث وأربعين وخمسمائة، قال: حدّثنا الاستاذ الرئيس عليّ بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن مردك في الجامع العتيق في الريّ في ذي القعدة سنة ستّ وتسعين وأربعمائة بقرائته علينا؟ قال: حدّثنا والدي الحسين بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن مردك في سنة خمس وأربعين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبوداود سليمان بن حاوك؟ قال: أخبرنا السيّد الإمام أبوالحسين أحمد بن الحسين بن هارون الهاروني رحمه الله قال: حدّثنا القاضي أبوالفضل زيد بن على الزيديّ أبوالفضل النجار قراءة عليه، قال: حدّثنا أبومحمّد عبداللَّه بن بشر بن مجالد بن نصر البجلي قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال: حدّثنا مرثد بن الحسن بن مرثد بن باكر أبوالحسين الكاهلي الطبيب

___________________________________

رسم الخطّ فيه وفي ألفاظ قبله غير جليّ من أصلي. قال: حدّثنا خالد بن فريد الطبيب قال: حدّثنا كامل بن العلاء قال: حدّثنا جابر بن يزيد:

عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى إذ دخل عليّ عليه السلام وأهل الشورى وحضرهم عبداللَّه بن عمر فسمعت عليّاً يقول:

بايع الناس أبابكر فسمعت وأطعت، ثمّ بايع الناس عمر فسمعت وأطعت،

/ 65