محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وهذا يقتضي أنّ استخلاف الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام يجري هذاالمجرى ثمّ أكّد صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقسمه البارّ فقال: 'أما واللَّه إنّك مني بمنزلة هارون من موسى إّلا النبوّة'،

___________________________________

وكتب كاتب أصلي بخطّ الأصل فوق قوله: "إّلا النبوة": 'غير أنّه لانبي بعدي'؟. ولولا أنّ الخطاب عامّ لم يكن استثنى النبوّة

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: 'ولولا أنّ الخطاب عام وإلّا لم يكن استثنى النبوّة'. لانّ الاستثناء إخراج بعض مادخل تحت العموم ب'إلّا' أو ب'-غير' وشبههما فاقتضى ذلك عموم المنازل وهي أمور تندرج في ضمن قوله تعالى- حاكياً عن موسى صلّى اللَّه عليه وسلم-: ' واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ' |31 -26/طه: 20| والشركة في الأمر تقتضي أنّ إليه في ملك التصرّف ما إلى موسى وأنّه ليس لأحد أن يلي له عليه سوى الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم كمالم يكن لأحد أن يلي على هارون من سائر أمة موسى وهذا يقتضي بثبوت ذلك في الأحوال كلّها فيدخل فيها ما بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لأنّه لا مخصّص.

|و| يزيده وضوحاً أنّ الإجماع قدانعقد على أنّ هارون لو بقي بعد موسى صلّى اللَّه عليه وسلم لكان أولى الخلق بالتصرّف على أمّته، وكذلك عليّ عليه السلام يكون أولى الناس بالتصرّف على أمّة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد وفاته.

ألا ترى أنّ الشركة إذا ثبت في الأمر بين هارون وموسى فلابدّ أن تثبت بين محمد وعليّ صلوات اللَّه عليهما |وعلى هذا| فلا يخلو |الأمر| إمّا أن تثبت في حال حيات الرسول أو بعد وفاته أو فيهما جميعاً، ولا مخصّص يقتضي قصرها على حال دون حال إلاّ ما دلّ عليه الإجماع من أنّه ليس لغير النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر في حال حياته على أمّته إلاّ عن أمره، فأخرجنا زمانه بهذا الوجه وبقيت سائر الأزمنة بعده داخلة في معنى الشركة في الأمر، وهذا يقتضي ثبوت إمامته عليه السلام، وإذا شركه أيضاً في أمر- كما في موسى وهارون- وجب الرجوع إلى قوله والإقتداء به في فعله كمايجب مثله لهارون، ولا يجب ذلك لعليّ عليه السلام إلاّ ويكون معصوماً، وهذا يقتضي فضله على سائرالصحابة، لأنّ من يجب الرجوع

إليه على القطع والإقتداء به ويكون معصوماً في ذلك كلّه من الخطأ لايجوز أن يكون غيره ممن لم يحصل فيه هذا المعنى بمنزلته.

وقد تضمّنت الشركة في الأمر سائر الخصال الشريفة من الفضل /42/ الذي لا يشركه فيه أحد، وغيره من العلم وشبهه من سائر خصال الشرف، لأنّه لم يستثن إلاّ النبوّة، فدخلت خصال الفضل ومنازل الشرف في ذلك كلّه، وهذا غير موجود في أحد من الصحابة عند كلّ منصف!

ومتى ثبت أنّه أفضل بالعصمة وغيرها كان أولى بالإمامة لأنّ إمامته ثابتة باليقين وعدالته معلومة على القطع ظاهراً وباطناً، ولا سبيل إلى حصول ذلك في غيره من الصحابة فكان أولى منهم بالإمامة، لأنّه لا يجوز أن يطرح المعلوم إلى المظنون، ولهذا لايجوز فيمن أمكنته مشاهدة الكعبة- بأن يكون في بعض بيوت مكة- أن يصلّي على غالب ظنّه في توجّهه إليها لأنّه يمكنه القطع واليقين.

وكذلك لا يجوز لأحد أن يجتهد بين يدي الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حكم حادثة لأنّه يمكنه أن يصل إلى القطع باستفادته من الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلم اللهمّ إلاّ أن يأذن له في ذلك كما روي أنّه أذن لبعضهم.

ومن فوائد |هذا| الخبر المعجزة المذكورة بحضور جبريل عليه السلام مع النبيّ صلّى اللَّه عليهما.

ومنها ما كان من جبريل عليه السلام من حباء عليّ عليه السلام بسهمه في الغنيمة وإنكار قوم لذلك حتّى أخبر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهذا شرف شامخ ومجد باذخ، وهو يوضح شدّة محبّة جبريل صلى اللَّه عليه لأميرالمؤمنين عليه السلام من حيث ميّزه بذلك على الصحابة أجمعين.

و الاستدلال على أحقيّة علي بزعامة المسلمين بشدّة جهاده مع المشركين


ونرجع إلى |شرح البيت السابع من| القصيدة، قال |المنصورباللَّه| عليه السلام:

وفي حُنَين من فثأ حميها++

وحسّ بالصارم جيش الغويّ

'حُنَين' وادِ معروف بين مّكة والطائف. و'فثأ حميها' يعني سكّن حميها |أي حرّها| تقول العرب: فثأت القدر: اذا سكنت من غليانها. وعدا فلان حتى أفثأ أي أعيا كأنّه سكن نشاطه الذي كان منه. والحسّ: القتل، قال تعالى: 'إذ تحسّونهم بإذنه' |152/آل عمران 3| أراد القتل.

والصارم من أسماء السيف، وسمّي بذلك لقطعه، والصرم: القطع، قال الشاعر:

صرمت جديد حباله أسماء++

ولقد يكون تواصل وإخاء

والجيش: العسكر، وهو جمع لا واحد له من لفظه مثل الأنام وشبهه. والغويّ: الضالّ عن الصواب، قال تعالى: 'إنّك لغويّ مبين' |18/القصص: 28| والغواية: نقيض الهداية. والغاوي: محروم الخير والخائب بغيته، قال |الشاعر|:

فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره++

ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائماً

أراد بالخير: المال كما قال تعالى: 'إن ترك خيراً' |180/البقرة: 2|يعني مالاً.

وقوله تعالى حاكياً عن ابليس: 'ربّ بما أغويتني'

___________________________________

كذا في أصلي، وفي الآية 16 من سورة الأعراف: 'قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم'. أي خيبّتني وأخرجتني من الجنّة. والغّي: الهلاك، قال تعالى: 'فسوف يلقون غيّاً' |59/مريم: 19| وهو يرجع معناه إلى الخيبة وحرمان الخير، ومنه قوله تعالى: 'إن كان اللَّه يريد أن يغويكم' |34/هود: 11| يعني إن كان اللَّه قد علم أنّه يعاقبكم لأعمالكم القبيحة فإنّ نصحي لاينفع لأنّكم لا تقبلونه.

والمقصود بالبيت /43/ الإشارة إلى ماكان لأميرالمؤمنين عليه السلام من العناء العظيم في يوم 'حُنَين' فإنّه فاز فيه بالشرف الطائل وحاز الفضل الكامل لأنّه كان يوماً شديداً على المسلمين وذلك:

إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم نهض إلى حنين في اثني عشر ألفاً

عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار، وألفين من غيرهم

___________________________________

وجاء في أصلي فوق كلمة: 'ألفين' لفظة غامض الخط يحتمل ضعيفاً أن يقرأ: 'الباقي'. بعد فتح مكة، فاجتمع الكفّار وقائدهم مالك بن عوف النصري في أربعة آلاف، وقيل: في ستة |آلاف| وصاحب تدبيرهم دريد بن الصمّة شيخ كبير ليس فيه لقتال |شأن

___________________________________

لدريد هذا ترجمة تفصيلية في حرف الدال من تاريخ دمشق: ج 17، ص 231 ط دار الفكر، وفي المصورة الأردنية: ج 6 ص 62، وفي مختصر ابن منظور: ج 8 ص 167، ط 1. قال تعالى: 'ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثمّ ولّيتم مدبرين' |25/التوبة: 9|.

ولمّا التقوا بحنين انهزم الكفّار أوّلاً ثم كانت الهزيمة في المسلمين بعد ذلك، وبقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في نفر يسير منهم العباس بن عبدالمطلب، وأبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب وجماعة قليل؟ وأمير المؤمنين عليه السلام يجاهد بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لم يعرف له فرار قطّ في ذلك المقام |بل في جميع مقاماته في الحروب كان ثابتاً كالجبل الراسخ| ولا اعتراه جبن كما اعترى غيره من الأنام.

وصارالعباس رضى الله عنه ينادي بأعلى صوته: يا معشر المهاجرين والأنصار، يا معشر أصحاب الشجرة يا معشر أصحاب سورة البقرة، ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يركض بغلته على العدوّ، وهي بغلة شهباء أهداها له فروة الجذامي.

فلما سمع المسلمون صوت العباس تراجعوا وقاتلوا حتى قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'الآن حمي الوطيس' ثمّ أخذ كفّين من الحصى فرماهم به وقال: 'شاهت الوجوه' فامتلأت أعينهم من التراب وولّوا منهزمين، وأمدّ اللَّه تعالى نبيّه بالملائكة عليهم السلام كماقال تعالى: 'ثمّ أنزل اللَّه سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذّب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين'.

قيل: كانت الملائكة عليهم السلام خمسة آلاف، وقيل: أكثر من ذلك. وقيل: إنّهالم تقاتل يوم حنين وإنّما كانوا مدداً للمسلمين تشجيعاً لهم ورعباً في قلوب الكفّار، وكانت عمائمهم حمراً في ذلك اليوم.

وروى سعيد بن المسيّب قال: حدثني رجل كان في المشركين يوم حنين قال: لمّا التقينا يوم حنين لم يقفوا لنا حلب شاة وجعلنانسوقهم، فلمّا انتهينا إلى صاحب البغلة الشهباء يعني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تلقّانا رجال بيض الوجوه يقولون: شاهت الوجوه ارجعوا.فرجعنا.

وعن شيبة بن عثمان- وكان قد بقي مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم- |قال:|استدبرت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم حنين أريد قتله بطلحة بن عثمان وعثمان بن طلحة - |وهما| قتلا يوم أحد- فأطلع اللَّه رسوله على ما في نفسي فالتفت إليّ وضرب في صدري وقال: 'أعيذك باللَّه يا شيبة'. فارتعدت فرائصي فنظرت إليه وإذاً هو أحبّ من سمعي وبصري وقلت: أشهد أنّك رسول اللَّه.

ولمّا انهزم المشركون أتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف وعسكر بعضهم بأوطاس وتوجّه بعضهم /44/ نحو نخلة، فبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الناس إلى أوطاس فاقتتلوا بها ثمّ هزم المشركون وسبيت ذراريهم واستلبت أموالهم.

ثم أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الطائف فحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، وقيل: سبع عشرة ليلة. ثم انصرف في ذي القعدة عنهم فأتى 'الجعرّانة' وأحرم فيها بعمرة وقسم السبي والأموال.

ثم قدم وفد هوازن وقد أسلموا فطلبوا منه أن يمنّ عليهم |بردّ أساراهم وأموالهم| فخيّرهم بين النساء والذراري والأموال فاختاروا النساء والذراري فردّ عليهم وردّ المسلمون كلّهم إلا عيينة بن حصن فإنّه أخذ عجوزاً من عجائزهم وقال حين أخذها: إنّي أرى عجوزاً لأحسب لأهلها في الحيّ نسباً عسى أن يعظم فداؤها.

فلمّا ردّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم السبايا بستّ فرائض

___________________________________

أي بستّ فرائض مما يغنمه المسلمون بعد ذلك، ويفرض لكلّ من حضر الحرب وجاهد نصيب وفريضة. لتوقّف بعض المسلمين عن الردّ- أبى |عيينة| أن يردّها!! فقال له أبوصرد زهير: خلّها

عنك؟ فواللَّه ما فوها ببارد، ولا ثديها بناهد ولا بطنها بوالد ولا زوجها بواجد ولا درّها بماكد

___________________________________

الواجد: الحزين. والماكد: الغزير. وقصّة حنين رواها الطبري تفصيلاً في حوادث السنة: "8" الهجرية من تاريخه: ج 2 ص 70 تا 88 طبع الحديث بمصر. فردّها بعد ذلك بستّ فرائض.

وهذا عارض من الكلام وانّما أحببنا الإشارة إلى نكتة من أخبار يوم حنين، والمقصود الإفصاح بما كان لأميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك المقام وثباته في سبيل اللَّه بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

وأخبرنا شيخنا محيي الدين أبوعبداللَّه محمد بن أحمد رضى الله عنه بقراءتي عليه، بإسناده المتقدّم إلى السيّد الإمام أبي طالب عليه السلام

___________________________________

رواه السيد أبوطالب في أماليه كما في الحديث: "19" من الباب الثالث من تيسير المطالب، ص 56 ط 1. قال: أخبرنا أبوالحسين على بن اسماعيل الفقيه رحمه اللَّه تعالى قال: أخبرني الناصر للحقّ الحسن بن عليّ رضي اللَّه عنه، قال: حدثنا عبداللَّه بن محمد المديني قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: حدثنا عبيداللَّه بن المعلّى:

عن المنتجع بن قارظ النهدي أنّ أباه حدثه - وكان جاهليّاً- قال: شهدت هوازن يوم هوازن- وكنت امرءاً ندباً يسوّدني قومي- ولقينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فرأيت في عسكره رجلاً لا يلقاه قرن إلاّ دهداه؟ ولا يبرز له شجاع إلّا أرداه، فصمد له وبرز اليه الحلموز بن قريع؟- وكان واللَّه ما علمته حوشي القلب؟ شديد الضرب- فأهوى له الرجل بسيفه فاحتلى قحف رأسه على أمّ دماغه، فحدت عنه وجعلت أرمقه وهو لا يقصد ركاكة

___________________________________

الركاكة- بضمّ الراء- الضعيف. ولا يؤمّ إلاّ صناديد الرجال، لا يدنو من رجل إلّا قتله ولا جمع إلّا فرقه، وكانت الدائرة لمحمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم علينا، فأسلمت بعد ذلك فتعرّفت الرجل فإذاً هو علي بن أبي طالب عليه السلام، وتاللَّه لقد رأيت زنده فخلته أربع أصابع وإنّ أول خنصره كآخر مفصل من مرفقه.

قال |المؤّلف| أيّده اللَّه: وفي هذا الخبر ما يشهد بحسن عناء عليّ عليه السلام وثباته في ذلك المقام الذي زلّت فيه الأقدام، واعتصم بالفرار أكثر الأنام |من جيش الإسلام| وهو واقف بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحمي عن حوزته ويجود أمامه /45/ بحشاشته ويفديه بمهجته، قال الشاعر:

يجود بالنفس إذ ظنّ الجواد بها++

والجود بالنفس أقصى غاية الجود

و الاستدلال بجميع مساعي أميرالمؤمنين على أحقيته بالزعامة


ونعود إلى |شرح البيت الثامن من| القصيدة، قال الإمام |المنصورباللَّه|عليه السلام:

ويوم بدر من حمى سربه++

بالسيف والناس حيارى جُثِيّ

'بدر' معروف واختلفوا فيه فقيل: سمّي باسم رجل كان يقال له: بدر.

وقيل: الصحيح أنه اسم للبئر التي فيها الماء.

و"حمى": منع، ومنه: حمى الطبيب العليل كذا أي منعه. وفي الحديث: 'إنّ لكلّ ملك حمىً وحمى اللَّه محارمه'

___________________________________

الحديث معروف وله مصادر كثيرة ولكن لم يتيّسر لي المراجعة. أراد المحظورات التي حرّمها اللَّه وحظرها وهو في مقابلة المباح.

و"سربه"- هذه اللفظة اذا فتحت فتذكّر و يراد بهاالطريق، كما يقال: خلّ سَربه أي طريقه، ويراد بها |أيضاً| الإبل وما رعي من المال.

وبالكسر: القطيع من البقر والظباء والقبطي وغير ذلك، ويقال: فلان آمن في سربه أي في نفسه، ومنه الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنّما حيزت له الدنيا بحذافيرها'

___________________________________

هذا الحديث أيضاً معروف وله أسانيد ومصادر، ورواه اليعقوبي في أواخر سيرة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخه: ج 2 ص 198، ط 2. ورواه الطبري في أواخر شرح الحديث السادس من مسند على عليه السلام من كتاب تهذيب الآثار: ج 3 ص 87. ورواه محققه في تعليقه عن مسند الحميدي: ج 1، ص 208 وعن الترمذي في كتاب الزهد. وليلاحظ ما ذكره الألباني في الحديث: "2318" من السلسلة الصحيحة: ج 5 ص 408. ويقال: فلان واسع السرب أي رخيّ البال في سعة من العيش. ويقال أيضاً: بطي ء الغضب.

والسيف معروف، ورجل سائف: معه سيف، على نحو رامح، وسفته بالسيف- بكسر السين- اذا ضربته بالسيف. والناس: جمع لا واحد له من لفظه، وواحده انسان، قيل: سميّ بذلك لأنّه ينسى قال |الشاعر|: 'وسمّيت انساناً لأنّك ناسياً'. وقيل: |إنّما سمّي إنساناً| لأنه يظهر للحواس كما قال تعالى 'آنس من جانب الطور ناراً' |29/القصص: 28| وقيل: لأنّه يؤنس به وإليه. و"الحيارى" جمع

حيران وهو من الحيرة وهو التردد في الأمر لعدم الثقة واليقين به، قال تعالى: 'حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدَى ائتنا' |71/الأنعام: 6|.

و"جثيّ" جمع جاث وهو الذي يبرك على ركبتيه، قال تعالى: 'وترى كلّ أمّة جاثية'|28/الجاثية: 45|.

واعلم أنّ يوم بدر من الأيّام المعروفة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الكفّار، أفرغ اللَّه فيه النصر على نبيّه فأعزّ فيه دينه، قال سبحانه: 'ولقد نصركم اللَّه ببدر وأنتم أذلّة' |123/آل عمران: 3|.

والسبب فيه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يخبره بعِير أبي سفيان وقد أقبلت من الشام بتجارة عظيمة لقريش، قال تعالى 'وإذ يعدكم اللَّه إحدى الطائفتين أنّها لكم' |7/الأنفال: 8| يعني عِير أبي سفيان أو كفّار قريش، وذلك انّ أباسفيان لمّا خشي على العير أمر على قريش؟ فخرجوا من مكة فهم احدى الطائفتين المذكورتين قال تعالى: 'وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم' |7/الأنفال: 8| وهي العير لأنهم كانوا يرجون أخذها بغير قتال، فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حفّ من الصحابة؟ فبلغ ذلك أباسفيان فغيّر الطريق.

ولمّا وصل كفّار قريش إلى بدر، رآى بعضهم الحرب، وبعضهم الإنصراف ثم اتّفقوا على القتال وكانوا في تسع مائة وخمسين رجلاً ورسول اللَّه /46/ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً فيهم من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلاً، ومن الأوس أحد وستّون رجلاً: ومن الخزرج مائة وسبعون رجلاً |على ما| رواه ابن إسحاق

___________________________________

لم يتيسّر لي الرجوع إلى سيرة ابن اسحاق.

وكان صاحب راية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أميرالمؤمنين عليه السلام وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه.

ويقال:لم يكن وقعة كوقعة بدر، حضر المهاجرون والأنصار وهم خيارالخلق، وتسعون من مؤمني الجنّ و عليهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومَدَدُهم

ألف من الملائكة عليهم السلام وكانت عمائمهم بيضاء في ذلك اليوم أرسلوها بين أكتافهم وقاتلوا يومئذ، وحضر إبليس بنفسه لعنه اللَّه، وحضرت الشياطين وكفّار الجنّ مع قريش وهم تسع مائة وخمسون رجلاً.

وكان الحسن البصري رحمه الله إذا قرأ سورة الأنفال قال: طوبى لجيش قائدهم رسول اللَّه ومبارزهم أسد اللَّه، وجهادهم في سبيل اللَّه ومددهم ملائكة اللَّه وثوابهم رضوان اللَّه.

ولمّا التقى العسكران ووقع القتال أخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كفّاً من الحصى فاستقبل بها قريشاً وقال: شاهت الوجوه ثم نفخهم بها وقال لأصحابه: شدّوا |فشدّوا| فكانت الهزيمة، فقتل من صناديد قريش من قتل، وأسر من أسر، وطرحت قتلاهم في القليب، ثم أتاهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقال: 'يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً؟ فإنّي قد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً' فقال المسلمون: يا نبي اللَّه أتنادي قوماً قد جيّفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنّهم لا يستطيعون أن يجيبوني.

ثم جمع ما أصيب من أموالهم والأسرى وأقبل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قافلاً إلى المدينة والأسرى أربع وأربعون، فقتل منهم عقبة بن أبي مُعَيط قتله عليّ عليه السلام |بأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقتل أيضاً|والنضر بن الحارث.

وكانت وقعة بدر يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة.

وهذا نكتة من قصّة يوم بدر اقتضى ذكر الإمام عليه السلام له، والغرض هو الكشف عن منقبة أمير المؤمنين عليه السلام، وقد كان له في ذلك اليوم من الجهاد ما بذّ به الأقران، وفاق الشجعان، وذلك ثابت فيما:

أخبرنا به الشيخ العالم الصالح محيى الدين رضوان اللَّه عليه بقراءتي عليه يرفعه بالإسناد المتقدم إلى السيّد الإمام أبي طالب عليه السلام قال: حدثنا محمد بن عمر

/ 65