محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن

___________________________________

كذا في أصلي، وفي كثير من مصادر الحديث: 'ومن الطعام ما جشب'.

كان واللَّه كأحدنا يدنينا إذا آذنّاه

___________________________________

كذا في أصلي، وفي الحديث: "557" من مناقب محمد بن سليمان: ج 2 ص 51: 'كان واللَّه كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، ويبتدؤنا إذا أتيناه، ويلبّينا إذا دعوناه'. ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع قربه منّا لانكلّمه هيبة له، فإن تبسّم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين و يحبّ المساكين لايطمع القوّي في باطله ولاييئس الضعيف من عدله، فأشهد باللَّه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، يميل في محرابه قابض على لحيته

___________________________________

كذا في أصلي، و في المختار: "77" من قصار نهج البلاغة 'و هو قائم في محرابه...' وفي مناقب محمد بن سليمان: 'فأشهد باللَّه أن أتيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثّل فى محرابه قابضاً على لحيته...'. يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين وكأنّي أسمعه الآن وهو يقول: يا ربّنا يا ربّنا

___________________________________

ومثله في المختار المتقدّم الذكر من نهج البلاغة. يتضرّع إليه ثمّ يقول للدنيا: 'إليّ تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ هيهات هيهات غرّي غيري لاحان حينك فقد بتتك ثلاثاً،

___________________________________

كذا في أصلي غير أنّ رسم الخط من كلمة 'بتتك' غامض، وفي نهج البلاغة: 'قد طلقتك ثلاثا'، وفي المناقب لمحمد بن سليمان: 'قد أبنتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك'. فعمرك قصير و عيشك حقير و خطرك كثير

___________________________________

ومثله في مناقب محمد بن سليمان. آهٍ من قلة الزاد و بعدالسفر و وحشة الطريق'؟!!

قال: فوكف دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكّمه- وقد اختنق القوم بالبكاء- فقال: كذا كان أبوالحسن، فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وجد من ذبح واحدها في حجرها لاترقأ دمعتها ولاتسكن حرّتها، ثمّ قام |ضرار| فخرج.

قال شيخ الإسلام والمسلمين أيده اللَّه: انظر إلى معاوية ومعرفته بحق أميرالمؤمنين عليه السلام وإقراره بالفضل؟ ثمّ معارضته له ومحاربته، وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو كافر و قد حارب اللَّه

ورسوله، ومن شكّ في عليّ فهو كافر'

___________________________________

رواه ابن المغازلي في الحديث: "68" من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام، ص 45 ط 2 قال:

أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغند جاني قال: حدّثنا أبوالفتح هلال بن محمّد قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا عبدالغفار بن جعفر قال: حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التميمي، عن أبيه، عن أبي ذرّ الغفاري قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: من ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو كافر، و قد حارب اللَّه ورسوله، و من شكّ في عليّ فهو كافر.

وقريباً منه رواه محققه في تعليقه عن المناوي في كنوز الحقائق ص 156، و عن ينابيع المودة ص 181.

وروينا أن الحسن بن على عليهماالسلام كان إذا حضر وقت الصلاة امتقع لونه وارتعدت فرائصه

___________________________________

وهذا المعنى قد ورد للإمام السجاد عليه السلام عن مصادر كما في الحديث: "61" وما بعده من ترجمة الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام من تاريخ دمشق ص 39 تا 40 بتحقيق المحمودي.

وكان عليّ بن الحسين سيّد العابدين على حالةٍ ظاهرة لأهل الإسلام من الخاص والعام روي أنّه دخل عليه ولده الباقر أبوجعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام |قال:| فإذاً هو قد بلغ من العبادة مالم أر أحداً قطّ بلغه وإذاً به قد اصفرّ لونه وارمضت عيناه من البكاء ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من |طول قيامه في| الصلاة فرأيته بحال |مفجعة| فلم أملك أن بكيت عن رحمته؟ فإذاً به يفكّر ثمّ قال: يا بني أعطني تلك الصحف الّتي فيها عبادة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام. فاعطيته بعضها فما قرأ منها إلّا يسيراً حتّى رمى بها تضجّراً وقال: و من يقوى على عبادة عليّ عليه السلام

___________________________________

تقدّم هذا في ذيل الحديث الّذي رويناه عن الشيخ المفيد.

وروى الباقر عليه السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليه السلام يصلّي /217/ في كلّ يوم وليلة ألف ركعة تميله الركعة بمنزلة السنبلة.

و فيه ورد الأثر عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إذا كان يوم القيامة

نادى مناد ليقم سيّد العابدين، فيقوم عليّ بن الحسين'

___________________________________

ورواه ابن عساكر في الحديث: "34" من ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام من تاريخ دمشق ص 25 ط 1. ورويناه في تعليقه عن مصادر أخر.

وروينا بالإسناد إلى الزهرى قال: ما رأيت قرشياً أفضل من عليّ بن الحسين واللَّه ما قال هاشمي

___________________________________

وقريباً منه رواه أبوالفرج في أخبار الحزين من الأغاني: ج 15 ص 315 ط دار الفكر. و رواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "36" وما بعده من ترجمة الإمام السجاد عليه السلام من تاريخ دمشق: ص 27 تا 29 ط 1.

قال: فكان يبخّل فلمّا مات وجد له مائة أهل بيت يقوتهم.

وكان يعمد إلى الخبز فيجعله في جراب ثمّ يحمله بالليل فيتصدّق به و يقول: بلغني أنّ صدقة السرّ تطفئ غضب الرب.

قال: فلمّا مات وجد في ظهره محل،

___________________________________

وقريباً منه رواه أبوالفرج في أخبار الحزين من كتاب الأغاني: ج 15، ص 315 تا 316. و رواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "76" و ما بعده من ترجمة الإمام السجّاد عليه السلام من تاريخ دمشق ص 50 تا 53. قال: فبلغني أنّه كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل.

وروي أنه عليه السلام كان يقول: لأن أقوت أهل بيت فقيرٍ بالمدينة شهراً كلّ يوم صاعاً أحبّ إلىّ من حجّة في أثر حجّة.

وكان ولده الإمام الوليّ زيد بن عليّ عليهماالسلام يعرف في المدينة بحليف القرآن وكان يسمع الشي ء من ذكر اللَّه فيغشى عليه!!

وفيه من الآثار الناطقة بفضله عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مايكثر، وقد ذكرنا فيما مضى منها خبراً

___________________________________

رسم الخطّ من كلمة: 'خبراً' غير جليّ في أصلي وكتبنها على الظنّ.

وكان عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن عليهم السلام

___________________________________

ذكره أبوالفرج في من استشهد في حبس استاذ الشياطين وقائد المتمرّدين منصور العباسى كما في مقاتل الطالبين ص 190 تا 195.

وذكره أيضاً الطبري في حوادث سنة "144" من تاريخه: ج 7 ص 538 تا 552، و في ط: ج 9 ص 199. كثير العبادة والتلاوة

لكتاب اللَّه عزّ و جلّ فكان يحكى أنّه عليه السلام تزوّج ابنة عمّه زينب ابنة عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ عليهم السلام، فلمّا زفّت إليه قال: هل لك أن نصليّ هذه الليلة شكراً للَّه تعالى حيث جمع بيننا؟ قالت: افعل. فباتا كذلك، فلمّا دنى طلوع الفجر قالت له: هل لك أن نصوم هذا اليوم شكراً للَّه إذ جمع بيننا؟ قال: افعلي. فصاما يومهما، ثمّ أقبلت الليلة الثانية فباتا يصليان ثمّ صاما ثانياً حتّى أقاما سنة كاملة كذلك!! فقال له عمّه عبداللَّه بن الحسن: لم رغبت عن سنة جدّك؟ أقسمت عليك إلّا ما تركت هذا الأمر أو ما هذا معناه.

رواه صاحب كتاب الأنساب و هو السيّد |يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيداللَّه| العقيقي رحمة اللَّه عليه

___________________________________

ذكره عبدالسلام عباس الوجيه تحت الرقم: "1181" من كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية ص 708 قال:

يحيى العقيقي |المولود سنة| "214" |المتوفّى عام| "277" |هو| يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبداللَّه الأعرج بن الحسين الأصغر العبيدلي العقيقي النسّابة أبوالحسن مؤرّخ عالم نسّابة، مولده بالمدينة المنورة، وبها نشأ وترعرع، وكان من أصحاب الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي أخذ عنه وعن مشايخ آل الرسول....

وقد أورد آية اللَّه المرعشي طاب ثراه لترجمته مصادر، و ذكرله كتباً كثيراً في مقدمة كتابه: 'أخبار الزينبات' وكذلك في خاتمته ص 160، ط 1.

وأيضاً له كتاب 'المعقبين من أولاد أميرالمومنين' وجدنا مخطوطة منه كتبت سنة "555".

ولمّا حبسهم أبوالدوانيق كانوا في مطبق لا يعرفون الليل من النهار فكانوا لايهتدون إلى أوقات الصلاة إلّا بقراءة عليّ بن الحسن عليهماالسلام لما كان قد اعتاده.

ولمّا اشتدّ عليهم البلا ء وعظم الأمر قال عبداللَّه بن الحسن لعلي بن الحسن عليهم السلام: يا بنيّ قدترى ما نحن فيه فادع إلى اللَّه تعالى. فتفكّر ثمّ قال: يا عمّ إنّ لأبي الدوانيق في النار منزلة لم يكن ليبلغها إلّا بما فعل فينا، و إنّ لنا منزلة في الجنّة لم نكن لنبلغها إلّا بما نحن فيه؟ فإن شئت أن ندعوا اللَّه أن يقصر بنا عن منزلتنا في الجنّة ويقصر به عن منزلته في النار فعلت؟ قال: لا يا بنيّ.

وكان يعرّف هو وامرأته بالزوج الصالح؟ وكان يسمّى علّي الخير وعليّ الأغرّ و هو والد الإمام الحسين بن علي الفخّي سلام اللَّه عليه.

والإمام السابق يحيى

___________________________________

كلمة 'يحيى' رسم خطها غير جليّ في أصلي. بن عبداللَّه كان يصلّي ليلته يسجد في آخر الليل سجدة يقف فيها إلى طلوع الفجر.

والقاسم /218/ بن إبراهيم

___________________________________

وهو أبومحمد الرسي- المولود عام: "196" المتوفّى سنة: "246"- وله ترجمة تحت الرقم 830 في أوّل حرف القاف من كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية: ص 485. المعروف بترجمان الدين سلام اللَّه عليه مشهور بالزهادة موصوف بالعبادة قال بعض أصحابه: حججنا مع القاسم بن إبراهيم عليه السلام فاستيقظت في بعض الليل فافتقدته و خرجت وأتيت المسجد الحرام فإذاً أنا به لاطئاً بالأرض ساجداً وقد بلّ الثرى بدموعه و هو يقول: الهي من أنا فتعذّبني فواللَّه ما يشين ملكك معصيتي ولاتزين ملكك طاعتي.

وإن نظرت إلى سيرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام

___________________________________

هو أبوالحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي المولود سنة: "245" المتوفّى سنة: "298" المترجم في حرف الياء برقم:"1192" من أعلام المؤلّفين الزيدية: ص 713. عرفت له فضلاً و سؤدداً ونبلاً، ليث بالنهار إذا تلاقت الأبطال، وراهب بالليل إذا نامت عيون الرجال، قال بعض أصحابه: كنت أتبعه حين يأخذ الناس فرشهم |وينامون، كان| في أكثر لياليه |يأمرني| بالمصباح إلى بيت صغير في الدار كان يأوي إليه فإذا دخله صرفني فأنصرف فهجس ليلة بقلبي أن أحتبس وأبيت على الباب أنظر ما يصنع؟! قال: فسهر عليه السلام الليل أجمع ركوعاً وسجوداً وكنت أسمع وقع دموعه صلى اللَّه عليه وتسبيحه في حلقه؟ فلمّا كان الصبح قمت فسمع حسّي فقال: من هذا؟ فقلت: أنا. فقال: سليم ما عجّل بك في غير حينك؟ قلت: مابرحت البارحة جعلت فداك. قال: فرأيته اشتدّ عليه ذلك وحرّج عليّ أن لا أحدّث به في حياته أحداً.

قال الراوي عن سليم: فما حدّثنا به سليم إلّا بعد وفاة الهادي عليه السلام أيّام المرتضى عليه السلام

___________________________________

لم يتيسّر لي الرجوع إلى ترجمته. وكم يعدّ العادّ وهل يحصى رمل عالح وإنّما القليل يدلّ على الكثير وضوء البارق يشير بالنوّالمطير.

والإمام المنصور باللَّه عليه السلام أخبرني بعض أصحابنا أنّه صام صوماً كثيراً يزيد على خمس عشرة سنة حتّى ضعف عن تقليب الرمح بيده فتركه بعد ذلك رغبة في الجهاد في سبيل اللَّه، وكان كثير العبادة على ماكان عليه السلف ونعم السلف ونعم الخلف.

فهؤلاء |و| أشباههم من الذريّة النبويّة والسلالة الزكيّة هم الّذين يؤهّلون للإمامة ويصلحون للزعامة دون أئمة بني العباس الّذين قطعوا ليلهم في الشراب وجاؤا في هذا الباب بنكر عجاب، فأضحوا للضلاّل أئمّهً وللباطل قادةً، قال تعالى 'وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لاينصرون' |41/القصص: 28| حكم اللَّه تعالى وما جبر عبده؟ و إنّما حكم عليهم بأنّهم إلى النار لأنّهم دعوا إلى ما يغضب اللَّه تعالى وانتعش بهم العصيان وأطيع الشيطان وأسخط الرحمان، وما أحسن قول الإمام المنصور باللَّه عليه السلام في هذا المعنى وأليقه بما نحن فيه:

أمن غير أبناء النبي محمّد++

إمام لقد حاولت نقل شمام

وهل يستحقّ الأمر من جلّ همّه++

لجمع حطام أولشرب مدام

تمسّك بأبناء النبي فإنّهم++

زمام لدين اللَّه أيّ زمام

لتنجوا مع الناجين من كلّ موبق++

إذا قيل للوفد ادخلوا بسلام

ستدعا /219/ الورى يوم اللقا بإمامهم++

فأعدد للُقيا اللَّه خير إمام

|وهذا المعنى| أخذه |المنصور باللَّه| من قول اللَّه تعالى 'يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم' |71/الإسراء: 17|.

قيل: إنّ المراد بالإمام هاهنا من يؤتمّ به ويقتدى، فإن كان من أهل الجنّة قادهم إلى الجنّة، و إن كان من أهل النار قادهم إلى النار.

في بيان صولة أهل البيت عند الحرب


ونعود إلى |شرح البيت: "36" من| القصيدة. قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

فإن بدت حرب فهم أسدها++

حين يصير الليث مثل الطلي

بدت: ظهرت، وبدى الشي ء إذا ظهر، قال اللَّه تعالى: 'وبدا لهم من اللَّه ما لم يكونوا يحتسبون' |47/الزمر: 39| يريد أنّه ظهر لهم من عظيم أخذه وشديد انتقامه ما لم يكونوا يظنّون.

والبداء لا يجوز على اللَّه تعالى لأنّه يعلم العواقب فلايجوز عليه |ذلك|ولا خلاف في ذلك بين الأمة إلّا ما يحكى عن بعض جهلة الإمامية

___________________________________

عقائد جهّال قوم لاتكون وصمة على قومهم بل تكون وصمة لهؤلاء الجهّال أنفسهم فقط. فإنّهم جوّزوه على اللَّه تعالى وهو كفر بلا مرية لأنّه يوجب أن يكون تعالى غير عالم ثمّ يصير عالماً وهذا في حقه تعالى محال، لأنّه تعالى عالم لذاته وإنّما جاز علينا لأنّا نعلم بعلم فيجوز أن يظهر لنا من حال الفعل ثانياً مالم يكن ظهر لنا أوّلاً فينثني عزمنا عن فعله لعلمنا أنه غير مصلحة لنا.

وقد بيّنا معنى الحرب.

والأسد |على زنة القفل|: جمع أسد |على زنة فرس| وهو معروف وكذلك الليث من أسمائه أيضاً.

والمقصود في البيت تشيبه العترة عليهم السلام بالليوث الضارية والأسود العادية في الحرب إذا توقدت نيرانها وحمي وطؤها، كما قال الكميت بن زيد في كلمة له فيهم:

وإذا الحرب أومضت بسنا البرق++

وسار اللّهام نحو اللهام

___________________________________

هذه الأبيات من القصيدة الميمية و هي أوّل الهاشميان للكميت، وذكرناها كاملة في مراثي الكميت رحمه اللَّه من كتاب زفراف الثقلين: ج 1، ص 208 ط 1 و فيه:

وإذا الحرب أومضت بسنا البر++

ق وسارا الهمام نحوالهمام

وفي أصلي من محاسن الأزهار: 'وسارا اللهام نحو اللهام' وفي هامشه بخط كاتب الأصل: 'النهام نحو النهام'.

ورأيت السريح يجبن والنبع++

يمكسوه الظهار اللوام

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط من محاسن الأزهار، و في الزفرات نقلاً عن الهاشميات:

ورأيت الشريج يحننّ والنبع++

بمكسورة الظهار اللواّم

.

فهم الأسد في الوغى لا اللواتي++

بين حيس العرين ذي الآجام

أسد حرب غيوث جدب بهاليل++

مقاويل غير ما أفدام

لامهاذير في التنديّ مكاثير++

ولا مصمّتين بالافحام

سادة ذادة عن الخرّد البيض++

إذا اليوم كان كالأيام

و معابير عندهم مغاوير++

___________________________________

رسم الخطّ من هذا البيت وما حوله غامض في أصلي وكتبناها على الظنّ.

مساعير ليلة الإلحام

لامغازيل في الحروب تنابيل++

ولا رائمين بوّ اهتظام

ولكم لهم عليهم السلام من مواقف شهدت بالثبات وفئة مجموعة صمدوا لها فصارت إلى شتات، و جند حديد فلّلوا شباه، و عسكرمحشود ردّوا أولاه على أخراه، والحكايات في هذا المعنى أكثر من أن تحصى وقد أشرنا إلى نكتة فيما مضى.

وقد كان القائم من العترة عليهم السلام

___________________________________

المراد من 'القائم' هاهنا معناه العام، ولم يرد شخصاً خاصّاً. يقوم في وقت وفور بني العباس وقوّتهم فما هو إلّا أن يسمع خليفتهم بقيامه فيكثر اهتمامه و يضطرب حاله ويتكدّر باله /220/ ويتضاعف أوجاله؟ لعلمه بماعليه العترة من التصميم قدماً والتجريع لأعداء اللَّه صاباً وعلقماً حتّى كأن الواحد منهم يفارق طريقته الطالحة، ويتزيّا بسيرة سواها صالحة كما فعل هارون- العبيد في الحقيقة لا الرشيد- لمّا ظهر يحيى بن عبداللَّه عليه السلام

___________________________________

انظر شرح حاله في أيّام غويّ العياسيين المسمّى برشيد،في مقاتل الطالبيين ص 463. وانظر أيضاً ما أورده الطبري من أخباره في حوادث سنة: "176" من تاريخه: ج 8 ص 242 تا 251. بالديلم فإنّه لبس الصوف وافترش اللبود و تزيّا بزيّ الركع السجود وإلّا فهو المشهور تهتكه وضلاله والمعروف فسقه و محاله مع دناءة النفس وسقوط الهمّة الّتي لايرتضيها ملوك الدنيا الّذين هم أهل الرجاحة، و ذلك ان المرويّ انه كان شديد الحبّ لجعفر بن يحيى بن خالد البرمكي فكان يلبس هو و إيّاه قميصاً واحداً بجيبين يفضي جسد أحدهما إلى الآخر و كان لايصبر عن جعفر وعن أخته عباسة إبنة المهدي ساعة و كان يحضرها إذا جلس للشرب، وزوّجه إيّاها قال: ليحلّ له النظر إليها و عهد إليه أن لايمسّها فكانوا يحضرون للشرب ثمّ

يقوم عن مجلسه و يتركهما وهما شابان قد غلب عليهما السكر |فكان يقوم إليها جعفر| و يواقعها فحملت منه و ولدت وخافت على نفسها الرشيد فأمرت بالولد إلى مكة و أقام مدهً حتّى وشابها بعض جواريها إلى الرشيد فكان ذلك أحد أسباب نكبة البرامكة |كما| ذكره الطبري في تاريخه

___________________________________

انظر القصّة في حوادث سنة "186" وما حولها من تاريخ الطبري: ج 8 ص 294 تا 297.

فأين ترى يا طالب الرشد والهدى هذه الأنفس الخسيسة من أنفس العترة عليهم السلام الشريفة الّذين همّم في علم ينشر أوعلم في وجوه الأعداء يشهر، أو استنباط غامضة من الفنون أومعنى من خفيّات الذكرالمكنون، كما قال أبوفراس في ميميته

___________________________________

وانظر تمام القصيدة في كتاب زفرات الثقلين : ج 2 ص 52 تا 53 ط 1. وقد ذكر فيها طرفاً من أحوال الفريقين:

خلّوا الفخار لعلاّمين إن سئلوا++

يوم السّوال وعمّالين إن علموا؟

لا يغضبون لغيراللَّه إن غضبوا++

ولايضيعون حقّ اللَّه إن حكموا

ولايبيت لهم خنثى تنادمهم++

ولايرى لهم قرد له حشم؟

ما في بيوتهم للخمر معتصر++

ولا ديارهم للسوء معتصم

البيت والركن والأستار منزلهم++

وزمزم والصفا والجمع والحرم

تنشوا التلاوة من أبياتهم أبداً++

ومن بيوتكم الأوتار والنغم

منكم عليّة أم منهم؟ و كان++

لهم شيخ المغنين إبراهيم أولكم؟

إذا تلوا آية غنىّ إمامكم++

قف بالطلول الّتي لم يقفهاالقدم

و أراد بقوله 'شيخ المغنين' إبراهيم بن المهدي عمّ المأمون، و كان قد دعا إلى نفسه بالخلافة على أنّه إمام هذه الصناعة الّذي لايجحد حقه، و سابقها الّذي لا ينكر سبقه، و في أخباره أنّه استتر لمّا دخل المأمون بغداد حتّى لزمه بعض الحرس بين امرأتين وقد تزيّا بزيّ النساء!! فأمر المأمون بإحضاره على هيئته فعفا عنه وقال:

اخلع نفسك. /221/ قال: يكون يوم الجمعة فارتقى المنبر والعود في يده، والناس ينتظرون الخطبة فأخرج العود وضرب على المنبر!!!

والخالع والمخلوع في الحقيقه يتشاكلان وهما في هذا المعنى فرسا رهان أسلسا جميعاً قيادهما للشيطان وخلعا بغير حشمة طاعة الرحمان.

فأخبرونا يا ذوي النهى بالجدّ لا المجون أيّ الفريقين أحقّ بالأمن إن كنتم تعلمون، واقضوا بما تعقب ذلك في الذكر المكنون: 'الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون' |82/الأنعام: 6|، وكلّ منصف يعلم باليقين ممن نظر في أخبار الماضين أنّ بني العباس قد لبسوا إيمانهم الّذي هو التصديق بالظلم، وقارفوا عظائم الإثم، ولم يكونوا ممن أتي باب الأمن والهداية وكيف وقد أوضعوا في أودية الغواية، واغتبقوا في طرق الجهالة

___________________________________

الغبوق: ما يشرب في العشي، واغتبقوا: شربوا الخمر في عشيّات أيّامهم.وشربوا من إحن الضلالة، أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولايكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم.

/ 65