محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


يقتضي القطع على هلاكة من حارب عليّاً عليه السلام لأنّه من المبغضين بأيقن اليقين عند جميع العالمين، وبهذا ينكشف صحّة ماقاله الإمام المنصور باللَّه عليه السلام انّه يعرف حزب الهدي بإتباع على عليه السلام وحزب إبليس ببغضه ورفض طاعته، وحينئذ يظهر ويتجّلى لذوي العقل والنهى أنّ معاوية من حزب إبليس وأنّ المترحمين عليه كذلك، ولولا شدّة عموم البلوى بأمر معاوية لما طوّلنا ذلك،إلاّ أنّه غلب حبّه وودّه على قلب أكثر الخلق

___________________________________

لفظة: 'قلب' رسم خطّها غير جليّ في أصلي. 'وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين' 'وأكثرهم للحقّ كارهون'

___________________________________

الأوّل مما وضعناه بين النجمتين مقتبس من الآية: "103" من سوره يوسف: 12، و الثاني منهما مقتبس من الاية: "70" من سورة 'المؤمنون': 23، وإليك تمام الأية: 'أم يقولون به جنّة بل جاءهم بالحقّ و أكثرهم للحق كارهون'.

وروينا بالإسناد المتقدم إلى القاضي الزكيّ أبي عليّ الحسن بن علي الصفّار رحمة اللَّه عليه زيرنويتقدم ذكر سند المصنّف الى القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفّار في آخر شرح البيت: "11"، وكذلك في شرح البيت: "27/25".@ قال: وأخبرنا أبوالحسين علي بن عبدان الأهزادي قراة عليه

___________________________________

كذا في أصلي، ولعلّ الصواب: 'عليّ بن عبدان الأهوازي'. قال: حدّثنا أحمد بن عبيدبن إسماعيل الصفّار، قال: حدّثنا موسى بن هارون الطوسي قال: حدّثنا فضيل بن عبدالوهّاب، قال: حدّثنا شريك، عن أبي ربيعة عن يزيد بن بريدة، عن أبيه

___________________________________

كذا في أصلي، و في جميع ما وجدناه من مصادر الحديث بكثرتها: 'عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه...'.

والحديث رواه ابن عساكر بأسانيد كثيرة في ترجمة عمّار و سلمان و المقداد و أبي ذرّ، في الحديث: "666" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 172، وجلّ ما أشرنا إليه رويناه في تعليق الحديث، فليلاحظ هناك. قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّ اللَّه أمرني بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم'. قيل: يا رسول اللَّه من هم؟ قال: 'إنّ عليّاً منهم'. قيل: يا رسول اللَّه من هم؟ قال: 'إنّ عليّاً منهم'. قيل يا رسول اللَّه من هم؟ قال: 'إنّ عليّاً منهم'. قيل: ثمّ من؟ قال: 'سلمان وأبوذرّ والمقداد'.

في أنّ عليّاً كان مأموراً من عند اللَّه ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين


رجعنا إلى |شرح البيت: "26" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

وقاتل /131/ النّاكث والقاسط ال++

ظّالم والمارق ربّ الثّديّ

القاتل: فاعل القتل عند أهل اللغة، والقتل: تخريب بنية الحيّ حيث تزول عنه الحياة، هذا عند أرباب اللسان، ولهذا يسبق الى أفهامهم اذا قيل: 'قتل زيد عمراً' أنّه فعل أفعالاً من تخريب بنيته أبطلت |به| حياته، وما لما يهذي به الكفرة المطرفية

___________________________________

وها هنا ثلاثة أسطر من ألفاظ أصلي غير واضحة، وكتبناها على الظنّ.

وما ذكره المصنف ها هنا حول المطرفية- ومثله يأتي أيضاً في ص 100 من هذه المخطوطة- لم يتيسّر لي العلم بمراد المصنف منهم وبهويّة الطائفة المطرفية التي ذكرها؟ وليلاحظ ما أفاده المصنف حولهم في كتابه الحدائق الوردية: ج 2 ص 179. من أن القتل حركات يد القاتل فإنّه ممايعلم فساده أهل اللغة بالإضطرار فإنّ المعلوم من حالهم إنّهم لايسمّون هذه الحركات قتلاً لاحقيقة ولامجازاً، و زعموا- أعنى المطرفيه لحمقهم- أن تخريب بنية الحيّ على وجه تبطل حيوته لايسمّى قتلاً وإنّما يوصف أنّه انقتال وقالوا: "هذا الانقتال فعل اللَّه تعالى والقتل فعل العبد" ففرّقوا حيث لافرق وكلّ عاقل يعلم من أهل اللغة جواز وصف ماقام ببدن المقتول بأنّه قتل ولايوصف القاتل بأنّه قاتل إلاّ لفعله ما ذكرناه، ولايخطر ببال أحد منهم أن القتل يقوم بالقاتل وإنّما يقوم بالمقتول

___________________________________

وانظر ما أفاده أبوالفتح الكراجكي رفع اللَّه مقامه في الفصل السابع في أوائل كنز الفوائد: ج 1 ص 18، وفي ط ص 66، وكذلك ما أورده في الآجال في أواخر الجزء الثاني من كنز الفوائد: ص 267.

وليراجع أيضاً ما أفاده المحقق الطوسي طاب ثراه في بحث الآجال من كتاب تجريد الإعتقاد: ص 212.

والناكث: فاعل النكث، والنكث: نقض العهد، وهو نقيض الوفاء به، قال تعالى: 'فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه اللَّه فسيؤتيه أجراً عظيماً' |10/الفتح 48| يريد و من ينقض العه الذي عاهد عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فإنّما ينكث على نفسه لأن وبال ذلك و عاقبته عليه وقال: 'ولاتكونوا كال 8 تي نقضت غزلها من بعد قوّةٍ أنكاثاً' |92/النحل 16| الأنكاث:

الانقاض واحدتها نكث، فشبّه من لم يف بالعهد الناقض به؟

والقاسط: الجائر، قال تعالى: 'وأمّا القاسطون فكانوا لجهنّم حطباً' |15/الجنّ: 48| يعني العادلين عن الحق قال الشاعر:

قومي هم قتلوا ابن هند عمراً++

___________________________________

الشطر الأول من هذا البيت رسم خطّه من أصلي غير جليّ وكتبناه على الظنّ.

وهم قسطوا على النعمان

يريد جاروا عليه وظلموه.

والقسط هوالعدل، قال تعالى: 'قائماً بالقسط' |18/آل عمران: 3| أي بالعدل، والقسط- بفتح القاف-: الجور. والقسوط العدول عن الحقّ |يقال:| قسط |فلان| يقسط قسطاً- |على زنة ضرب وبابه|-: |جار وحاد عن الحقّ| فإن عدل |العامل وقام بين الإفراط والتفريط| قيل: أقسط يقسط |من باب أفعل| فهو مقسط،قال تعالى: 'إنّ اللَّه يحبّ المقسطين' |42/المائدة: 5|.

___________________________________

ومثلها في الآية: "9" من سورة الحجرات: 49، والآية: "8" من سورة الممتحنة: 60.

وأمّا الظالم فهو فاعل الظلم، والظلم هو الضرر القبيح.

والربّ: المالك للتصرف. والسيّد. والربّ: المصلح. والربّ: الصاحب.

و |قوله:| 'الثدي' أراد |به| ذا الثدية وكان من رؤساء الخوارج و عبّادهم إلاّ أنّها عبادة يعقبهاالخسران، والقطون في النيران والبعد من زخارف الجنان، بعناده لإمام عصره و محاربته لخليفة دهره، فخسر الدّنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، وكان من المقتولين في حرب النهروان مع الخوارج وقد كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أخبر بذلك قبل أوانه فكان من جملة معجزاته.

وذلك /132/ ثابت فيما رويناه بالإسناد المتقدم إلى السيّد الإمام أبي طالب عليه السلام

___________________________________

لم اطلع بعد على رواية اليسّد أبي طالب هذه. قال:

حدّثنا أبوالحسين علي بن إسماعيل الفقيه رحمه الله قال: حدّثنا الناصر للحق الحسين بن علي رضى الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن منصور قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى، عن عمرو بن القاسم، عن مسلم الملائي، عن حبّة العرني أنّ عليّاً عليه السلام سار |إلى النهروان| حين فارقته الخوارج فاعترضوا النّاس وأخذوا الأموال والذواب

والكراع والسلاح ودخلوا القرى وقتلوا وساروا حتّى انتهوا إلى النهروان.

|فأتاهم أمير المؤمنين عليه السلام| فأقام بها أيّاماً يدعوهم ويحتجّ عليهم فأبوا أن يجيبوه وتعبّؤا لقتاله، فعبّأ |أمير المؤمنين عليه السلام| الناس ثمّ خرج |إليهم|فدعاهم فأبوا أن يدخلوا |في السلم| وبدأوه بالقتال فقاتلهم وظهر عليهم فقال لأصحابه: فيهم رجل له علامة. قالوا: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجل أسود منتن الريح إحدى يديه مثل ثدي المرأة إذا مدّت كانت بطول الأخرى وإذا تركت كانت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شعرات الهرّة.

فذهبوا ثلاث مرّات يطلبونه وكلّ ذلك لايجدونه فرجعوا وقالوا: يا أميرالمؤمنين ما وجدناه. فقال: واللَّه ما كذبت ولا كذبت وإنّي لعلى بيّنةٍ من اللَّه إنّه لفي القوم، ايتوني بالبغلة. فاًتوه بها فركب وتبعه الناس حتّى انتهى إلى وهدةٍ من الأرض فيها قتلى بعضهم على بعض فقال: إقلبوا قتيلاً على قتيل |فقلّبوها كما أمر عليه السلام| فاستخرج الرجل وعليه قميص جديد، فقال: شقّوا عنه فشقّوا عنه، فقال: مدّوا يده. |فمدّوها|، فإذا هي بطول الأخرى فقال: دعوها. |فدعوها|، فإذا هي مثل ثدي المرأة!!

|ثمّ| قال |عليه السلام|: إنّ به علامة أخرى: شامة حمراء على كتفه الأيمن، |فقلّبوه فوجدوها فيه| فقال علي عليه السلام: اللَّه أكبر. وكبّر المسلمون فقال: صدق اللَّه وصدق رسوله، أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقتالهم وأخبرني أن فيهم هذا الرجل المخدج.

قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه: وذو الثدية هو هذا المخدج وسمّي مخدجاً لنقصان خلقته لأن الإخداج هو النقصان، ومنه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'كلّ صلاة لايقرأ فيها بفاتحة الكتاب و سورة معها أوثلاث آيات فهي خداج'

___________________________________

قريباً منه رواه الإمام القاسم بن محمد، عن مصادر في بحث القراءة في كتاب الصلاة من كتابه الإعتصام بحبل اللَّه: ج 1، ص 366 تا 368. ويقال: أخدجت الناقة إذا ولدت لغير تمام.

وسمّي |الرجل| ذا الثدية لأنّ يده كانت مثل ثدي المزأة كما تقدم، وهو |كان|

من زعماء الخوارج.

وذو الثدية وأصحابه هم المارقون، وسمّوا بذلك لمروقهم عن الدين وشقّهم عصا المسلمين وهم الّذين قال فيهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'يمرق مارقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق'

___________________________________

وللحديث مصادر وأسانيد كثيرة جدّاً، والقول بتواتره قريب.

وروينا بالإسناد إلى ابن المغازلي

___________________________________

رواه ابن المغازلي في الحديث 79 من المناقب: ص 55. قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالوهّاب بن طاوان، قال: أخبرنا أبوعبداللَّه الحسين بن محمد العلوي العدل، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الجواربي قال: حدّثنا أحمد بن حازم

___________________________________

هذا هو الصواب المذكور في المناقب لابن المغازلي، وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: 'أحمد بن حازب'. قال: حدّثنا سهل بن عامر البجلي قال: حدّثنا أبوخالد الأحمر، عن /133/ مجالد،عن الشعبي:

عن مسروق قال: قالت عائشة: يا مسروق إنّك من ولدي وإنّك من أحبّهم إليّ، فهل عندك علم من المخدج؟ قال: قلت: نعم، قتله علي بن أبي طالب على نهرٍ يقال لأعلاه تامَرا ولأسفله النهروان بين اخافيق و طرفاء

___________________________________

كذا فيه وما بعده في المطبوع من المناقب لابن المغازلي، ولكن فيه: 'ابغني على ذلك بيّنة'. وفي الموردين من أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: 'بين احقايق وطرقا؟...'. قالت: ائتني على ذلك ببيّنة. |قال:| فأتيتها بخمسين رجلاً من كلّ خمسين بعشرة- و كانت الناس اذ ذاك أخماساً- يشهدون أنّ عليّاً عليه السلام قتله على نهر يقال لأعلاه تامَرا ولأسفله النهروان بين اخافيق وطرفاء؟ فقلت: يا أمّه أسألك باللَّه وبحق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وبحقّي- فإنّي من ولدك- أيّ شي ء سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه |وآله| وسلم يقول فيه؟ قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: 'هم شرّ الخلق والخليفة بقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عنداللَّه وسيلة'.

قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه: وفي هذا |الكلام| أوفى تصريح بفضل علي عليه السلام وأنّه أفضل الخلق والخليقة، فدخل في ذلك أبوبكر وعمر وعثمان ومن عداهم، وكما دلّ على فضله فقد دلّ على أنّ الخوارج من أرباب العقاب العظيم وذلك لأنهم

شرعوا بدعة عظيمة فأثرت عنهم قال: اللَّه تعالى في نظرائهم: 'وليحملنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم' |13/العنكبوت: 29| وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شي ء، ومن سنّ سنّةً سيّئةً فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شي ء'

___________________________________

للحديث أسانيد ومصادر كثيرة جدّاً. فعظم عقاب الخوارج لما شرعوه من هذه البدع التي صارت موروثة إلى غير ذلك من الوجوه الّتي تضاعف عقابهم بسببها فلذلك كانوا من شرّ الخليقة بنصّ النبي الأمين صلى اللَّه عليه و على آله الأكرمين.

وأمّا الناكثون الّذين عناهم الإمام عليه السلام فهم طلحة والزبير و من انضاف إليهم وذلك إنّهم بايعوا عليّاً عليه السلام في المدينة ثمّ فارقوه منها فاتفقوا بعائشة؟ وأجمع رأيهم على المسير إلى البصرة فوصلوها واستولوا على بيت مال المسلمين وقتلوا خمسين رجلاً من عمّال أمير المؤمنين عليه السلام،

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: "وقتلوا الى خمسين رجلاً...". على بيت المال فقصدهم بعد ذلك أمير المؤمنين وحاربهم وجدّت عائشة في تحريض الناس على عليّ عليه السلام حتّى نصره اللَّه تعالى عليهم وأعلى يده على أيديهم واستولى على البصرة وأمر بردّ عائشة إلى المدينة.

وقد روي أنّها تابت من صنيعتها وكانت تبكي بكاءً شديداً على ما كان منها. وكذلك أيضاً فقد نقل عن طلحة والزبير التوبة واللَّه أعلم

___________________________________

أنّى لهم التوبة وقد أضلّوا جمعاً كثيراً من المؤمنين كما قتلوا جماعة من الأبرياء بلا تدارك لما جنياه، لاسيّما طلحة فإنّه على آخر رمق منه كان مصرّاً على جنايته!!

وأمّا الزبير فإنّه وإن ندم على ما أتى به، ولكن ندمه بنفسه لم يكن توبة بل كانت توبته أن يقف مع أميرالمؤمنين ويعلن لمن أضلّهم وحملهم على نكث بيعة أميرالمؤمنين بأنّه كان باغياً ضالاً في نكثه بيعة أمير المؤمنين وأنّه كان مخطئا أثيماً وأنّه تاب من إثمه وجنايته!!.

فأمّا الإثم فعظيم والحوب فجسيم بمحاربة إمام الأمّة وأبي الأئمّة والخيرة من أشرف المعتام على من مضى ومن غبر سوى الملائكة الكرام والأنبياء عليهم

جميعاً أفضل الصلوة والسلام

___________________________________

بل الثابت من طريق أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّ عليّاً عليه السلام بعد رسول اللَّه أفضل الخليقة طرّاً.

وامّا /134/ القاسطون فهم معاوية بن أبي سفيان وأصحابه فإنّهم قسطوا عن الحقّ أي جاروا وظلموا وقد كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر عليّاً عليه السلام بمحاربة الناكثين والقاسطين والمارقين و |جاء| ذلك في آثار جمّة بطرق كثيرة.

منها ما أنبأبه

___________________________________

كلمتا: "أنبأ به" رسم خطّهما غير واضح في أصلي المخطوط من محاسن الأزهار. الشيخ العالم الورع الصالح محيى الدين عمدة الموحّدين أبوعبداللَّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضي اللَّه عنه، قال: حدّثنا القاضي الأجلّ الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفربن أحمدبن يحيى رضوان اللَّه عليه

___________________________________

كأنّ في أصلي: "أحمد بن أبي يحيى" ولكن لفظة: 'أبي' رسم خطّها غامض. قال: حدّثنا القاضي الإمام الأجلّ قطب الدين مجد الإسلام أحمدبن أبي الحسن الكني بقرائته |علينا| قال: أخبرني الشيخ الأديب أبوطاهر الحسن بن أبي سعد المظفر بن عبدالرحيم الحمدوني قراءة عليه سنة ستّ وثلاثين و خمسمائة قال: حدّثنا السيّد أبوالفضل ظفر بن داعي بن مهدي العلوي الاستراباذي

___________________________________

له ترجمة مختصرة تحت الرقم:"883" في حرف الظاء من كتاب منتخب السّياق: ص 424 ط 1 قال: ظفر بن داعي بن مهدي بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن جعفر الملك؟ العلوي الاسترابادي أبوالفضل. قال: حدّثني السيّد الزاهد والدي والشيخ الحافظ أبوحازم عمر بن أحمد العبدوي

___________________________________

وهو مترجم في مصادر كثيرة، وأيضاً له ترجمة حسنة تحت الرقم: "6040" من تاريخ بغداد: ج 11 ص 272 قال فيها: وبقي أبوحازم حيّاً حتى لقيته بنيسابور وكتبت عنه الكثير وكان ثقةً صادقاً عارفاً حافظاً يسمع الناس بإفادته ويكتبون بانتخابه...

وساق كلاماً الى أن قال: إنّ أباحازم مات في يوم عيد الفطر من سنة سبع عشرة وأربع مائة. قالا: أخبرنا أبوجعفر محمد بن عبيداللَّه العلوي بالكوفة قال: حدّثنا أحمد بن موسى الحفار، حدثنا ضرار بن صرد، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى الرملي قال: حدّثنا الأعمش، عن عباية الأسدي:

عن ابن عباس

___________________________________

ورواه أيضاً بسنده عن ابن عباس، محمّد بن علي بن الحسين المتوفى سنة "383" قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن الأعمش عن عباية الأسدي قال: كان ابن عباس...

ولاحظ تمام الحديث في تعليق الحديث: "1215" من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 210 ط 2. قال: كان ابن عباس يحدّث الناس على شفير زمزم فلمّا انقضى حديثه نهض إليه رجل من القوم فقال: ياابن عباس إني رجل من أهل الشام. قال |ابن عباس: هم| أعوان لكل ظالم إلاّ من عصم اللَّه منكم سل ما بدا لك؟ قال: يا ابن عباس إني جئت أسالك عن عليّ بن أبي طالب وقتله أهل لا إله إلاّ اللَّه لم يكفروا بقبلة ولابحجّ ولابصيام رمضان. فقال له: ثكلثك أمّك سل عمّا يعنيك. فقال: يا عبداللَّه ما جئت أضرب إليك من حمص لحجّ ولا لعمرة ولكن أتيتك لتخرج إلىّ أمر عليّ عليه السلام وفعاله. فقال له: ويحك إنّ علم العالم صعب لايحتمل ولايقرّ به القلوب |ثم قال|:

أخبرك أنّ عليّاً عليه السلام مثله في هذه الأمّة كمثل موسى عليه السلام والعالم،وذلك انّ اللَّه تعالى ذكره قال: في كتابه: 'إنّي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كلّ شي ء موعظة' |144 تا 145/الأعراف: 7| فكان موسى عليه السلام يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم أثبتواجميع الأشياء فلمّا انتهى موسى صلى اللَّه عليه إلى شاطى ء البحر فلقي العالم فاستنطقه فأقرّله موسى بفضل علمه ولم يحسده كما حسدتم أنتم عليّاً عليه السلام فقال له موسى- ورغب إليه-: 'هل أتّبعك على أن تعلّمني مما علّمت رشداً'

___________________________________

هذه هي الآية: "66" من سورة الكهف، وما وضعنا بعد ذلك بين النجمات مرتب على هذه الآية "67 تا 70" من سورة الكهف.

ولاحظ تمام الحديث في تعليق الحديث: "121" من ترجمة علي من تاريخ دمشق. فعلم العالم أن موسى لا يطيق صحبته ولايطيق على علمه فقال له: 'إنّك لن تستطيع معي صبراً وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً' فقال: موسى و هو يعتذر إليه: 'ستجدني إن شاء اللَّه صابراً ولا أعصي لك أمراً

قال فإن اتّبعتني فلا تسألن عن شي ء حتّى أحدث لك منه ذكرا' وركبا /135/ في السفينة فخرقها فكان خرقها للَّه رضىً وسخط ذلك موسى ولقي الغلام فقتله وسخط ذلك موسى وكان قتله للَّه رضى.

وأمّا الجدار فكان إقامته للَّه رضىً وكان عند الجهّال من الناس خطاً؟ فاجلس حتّى أخبرك بالّذي سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعاينته:

إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تزوّج زينب بنت جحش فأولم وكانت وليمته الحيس وكان يدعوا عشرة عشرة من المؤمنين وكانوا إذا أصابوا من طعام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم استأنسوا إلى حديثه واشتهواالنظر في وجه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يشتهي أن يخفّفوا عنه ويخلواله المنزل لأنّه كان قريب عهد بعرس زينب بنت جحش، وكان يكره أذى المؤمنين فأنزل اللَّه تعالى: 'يا أيّها الّذين آمنوا لاتدخلوا بيوت النّبيّ إلاّ أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولامستأنسين لحديثٍ إنّ ذلك م كان يؤذى النّبيّ فيستحيي منكم واللَّه لايستحيي من الحقّ' |53/ الأحزاب: 33|.

فلمّا نزلت هذه الآية كان الناس إذا أصابوا من طعام نبيّهم صلى اللَّه عليه وآله وسلم لم يلبثوا أن يخرجوا فمكث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم سبعة أيّام ولياليها.

ثمّ تحوّل إلى |بيت| أمّ سلمة بنت أبي أميّة وكانت ليلتها وصبيحتها ويومها من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه، فلمّا تعالى النهار، انتهى عليّ عليه السلام إلى الباب فدقّها دقّاً خفيفاً فعرف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم دقّه وأنكرته أمّ سلمة فقال |رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'يا أمّ سلمة قومي فافتحي له الباب'. فقالت: يا رسول اللَّه من هذا الّذي بلغ من خطره أن ينظر إلى محاسني؟ فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كهيئة المغضب: 'من يطع الرسول فقد أطاع اللَّه، قومي وافتحي له الباب، فإنّ بالباب رجل ليس بالخرق ولا بالنزق ولابالعجل يحبّ اللَّه و رسوله ويحبّه اللَّه ورسوله، يا أمّ سلمة إنّه آخذ بعضادتي الباب ولا يدخل الدار حتّى يغيب عنه الوطئ'.

فقامت أمّ سلمة و هي لا تدري من بالباب غير أنّها حفظت النعت والمدح فمشت نحو الباب وهي تقول: بخ بخ لرجل يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله ففتحت |الباب| وأمسك عليّ عليه السلام بعضادتي الباب فلم يزل قائماً حتّى خفي عليه الوطئ، فدخلت أمّ سلمة خدرها وفتح عليّ الباب فدخل فسلّم على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأمّ سلمة: 'هل تعرفينه'؟ قالت: نعم وهنيئاً له، هذا عليّ. قال: 'صدقت يا أمّ سلمة، هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبيّ بعدي.

يا أمّ سلمة اسمعي وافهمي هذا عليّ أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وعيبة علمي ويابي الّذي أوتي /136/ منه، والوصيّ على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمّتي أخي في الدنيا وقريني في الآخرة ومعي في السنام الأعلى، فاشهدي يا أمّ سلمة أنّه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين'.

فقال الشامي: فرّجت عنّي يا ابن عبّاس أشهد أنّ عليّاً مولاي ومولى كلّ مسلم. قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه: وفي هذا الخبر الشريف مع مقدمته فوائد كثيرة مبنيّة عليها:

فمنها ما استنكره الرجل الشامي من قتل عليّ عليه السلام أهل لا إله إلاّ اللَّه من أهل النهروان مع أنّهم لم يكفروا بصلاة ولا بحجّ ولا بصيام.

وهذه شبهة قد ذكرها كثير من المطرفية أقماهم اللَّه

___________________________________

لعلّ هذا هو الصواب، وظاهر رسم الخطّ من أصلي: 'وهذا هيبة قد ذكره كثير من المطرفية...'، ولكن رسم الخطّ من قوله: 'هيبة' غير واضح من أصلي. ويسلكون به طريقة التشنيع علي الإمام المنصور باللَّه عليه السلام في قتله لهم ولأتباعهم و هو قدح فاسد، وذلك لأنّ القتل قد يستباح على غير الكفر كما في قطّاع الطريق و من جرى مجراهم ممن يجوز قتله، وقد ذكر جماعة من العلماء أنّه يجوز قتل قاطع الصلاة والصيام متى صمّم على ذلك، وان كان معترفاً بصحّة الملة في الجملة والتفصيل وهو مذهب الهادي عليه السلام في آخرين.

/ 65