محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


في أنّ علياً حامل لواء الحمد


ونعود إلى |شرح البيت: "21" من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن لواء الحمد في كفّه++

أخفّ من معضدة المختلي

اللواء معروف، وقيل: كانت ألوية النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بيضاء، ورايته سوداء.

والحمد: نقيض الذمّ و هو بمعني المدح ويفارق الشكر في أنّ الشكر لايكون شكراً إلاّ على نعمة، بخلاف الحمد فإنّه يكون حمداً على غير نعمة، ألا ترى أنّا نحمد الصالحين على صلاحهم وإن لم تصل إلينا نعمة منهم، ولانشكر أحداً إلاّ على نعمة تصل منه |إلينا| فافترقا في هذا الوجه، وإن اشتركا في أنّ كلّ واحد منهما يتضمّن تعظيم الغير بالقول.

ونسبت اللواء إلى الحمد فقيل لواء الحمد لأنّ الحمد العظيم يحصل للَّه تعالى عنده إذا استظل المؤمنون في ظلّ اللواء لأن النعمة في ذلك المقام لما عظمت باستظلالهم بظلّه والكون تحت برده عظم الحمد للَّه تعالى على ذلك فسمي لواء الحمد ويكون المراد به لواء أهل الحمد وهم المومنون، ويكون قد حذف المضاف وأقام المضاف اليه مقامه.

والكفّ معروف و هوالجارحة المخصوصة، والكفّ: المنع |يقال:| كفّه عن كذا أي منعه.

وأخفّ نقيض أثقل،و قد يستعمل فيمايخفّ على النفوس و يثقل عليها فيقال: فلان يخفّ عليه كلام فلان ورؤيته أي سهولته عليه لشهوته له، وفلان يثقل عليه كلام فلان ورؤيته، والمراد بذلك أنّه ينفر عنه ولا يشتهيه.

والمعضدة: الآلة التي يعضد بها الشجر أي يقطع، ومنه الحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في مكّة: 'حرام إلى يوم القيامة لايعضد شجرها ولاينفر صيدها ولا تحلّ لقطتها'، وفي بعض الأخبار: 'لايختلي خلاها'، فقال العباس: يا رسول اللَّه إلاّ الإذخر فإنه لقبورنا وبيوتنا. فقال صلى اللَّه عليه: 'إلاّ الإذخر'، فقوله: 'لايعضد شجرها' يريد لايقطع بالمعضد.

وقوله: /99/ 'لاينفر صيدها ولايحلّ لقطتها' فالصيد وإن كان فعل الصائد إلاّ أنّه قد سمّي المصيد في الحقيقة صيداً، و على هذا قال تعالى: 'لاتقتلوا الصّيد

وأنتم حرم' |95/المائدة: 5| والذي يمكن فيه القتل على الحقيقة هو المصيد بنفسه لا الصيد الذي هو فعل الصائد.

وقوله: 'لاتحلّ لقطتها' فقد اختلف العلماء |فيها| فذهب "ح" إلى أن حكم لقطة مكة حكم غيرها في أنّه يجوز تملكها بعد مدّة انقضاء التعريف.

ومنهم من حمل الخبر على أنّه لايجوز للملتقط أن يتملّكها على كلّ حال وجعلوا الفرق بينها وبين غيرها من البلاد هو أنّها بلد صغير وهي مجمع للناس في كلّ عام فإذا ضاع المال للإنسان فإنّه يمكنه أن يعود أويعود بعض من يختصّ به ممن يعرفها ويشيع التعريف بها فيكون ذلك سبب الظفر بها، قالوا: وليس كذلك حكم غيرها من البلاد ففيها السعة، ويجوز أن يصل المرء اليها ثم يضيع منه المال ولايعود، فحينئذ لايمكن الرجوع إلى صاحبها ولا كذلك حال مكة، و هذا مذهب الجمهور من الشافعية.

وقوله عليه السلام: 'ولايختلى خلاها' فالخلا هو الحشيش واختلفوا |فيه|فقيل: هو الرطب.

وقيل بل اليابس |يقال:| اختلى الخلا أي جزّه والمختلي هو القاطع، ويقال: اختلى الصريمة أي قطعها.

والمعنى |المقصود من البيت هو| أنّ لواء الحمد على عظمه- وكون جميع أهل الجنّة تحته- في يد علي عليه السلام شبه المعضد الّذي يقطع به الخلى في يد المختلي وهو القاطع.

وتفصيل ذلك ما روينا بالإسناد المتقدم إلى القاضي العدل الخطيب المعروف بابن المغازلي الشافعي رحمه الله تعالى قال: حدّثنا أبوالحسن بن محمد بن محمد بن مخلد البزار قال: حدّثنا محمد بن محمد بن زرتجه

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط من محاسن الأزهار، وهذا هوالحديث: "65" من مناقب ابن المغازلي ص 42 ط 2 وفيه:

أخبرنا أبوالحسن محمد بن محمد بن مخلّد البزّار، قال: حدثنا محمد بن محمد أبوزرعة. قال: حدّثنا أحمد بن جعفر، حدّثنا الحسن بن علي البصري، حدّثنا أبوعبداللَّه الحسن بن راشد

___________________________________

هذا هو الصحيح الموافق للمصدر ولترجمة الرجل، وفي أصلي: 'الحسين' وهو تصحيف. والصباح بن

عبداللَّه أبوبشر- يتقاربان في اللفظ ويزيد أحدهما على صاحبه- قالا: حدّثنا قيس بن الربيع، قال: حدّثنا سعيد بن الجفاف؟ عن عطية، عن زيد الباهلي

___________________________________

كذا في أصلي، وفي مطبوعة مناقب ابن المغازلي: 'حدّثنا سعد الخفاف، عن عطيّة عن أبي زيد الباهلي...'. أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم آخا بين المسلمين وقال:

'يا علي أنت أخي |و| أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لانبيّ بعدي أما علمت يا عليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش في ظلّه فأكسى حلّة خضراء من حلل الجنّة ثمّ يدعى بالنبيبين بعضهم على بعض؟ فيكونون سماطين عن يمين العرش ثمّ يكسون حللاً خضراً من حلل الجنّة وإنّي أخبرك يا على أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون.

ثمّ إنّه أوّل من يدعى |به بعدي يدعى| بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد وتسير به بين السماطين آدم عليه السلام وجميع خلق اللَّه يستظلّون بظلّ لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء، قضيبه من فصّة بيضاء |و| زجّه درّة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذوابة في الشرق، وذوابة في الغرب والثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر، |السطر| الأول بسم اللَّه الرحمن الرحيم والثاني /100/ الحمد للَّه ربّ العالمين، والثالث لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه طول كل سطر مسيرة ألف سنة، وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتّى تقف بين يدي إبراهيم في ظلّ العرش ثمّ تكسى حلّة خضراء من الجنّة ثمّ ينادي منادٍ من تحت العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، أبشر يا علي إنّك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحيى إذا حييت'

___________________________________

وللحديث- أو ما يقربه أسانيد ومصادر- ورواه أيضاً أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي- كما رواه بسنده عنه الخوارزمي في الفصل: "22" من فضائل عليّ عليه السلام من مناقبه ص 359- قال:

أخبرنا أبوعبداللَّه الحافظ و أبوسعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبوعبداللَّه الصفار،حدّثنا أبويحيى عبدالرحمان بن محمد بن سلم الرازي بإصبهان، أخبرني يحيى بن ضريس، حدّثنا عيسى بن عبداللَّه بن عبيداللَّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، حدّثني أبي، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام:

عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة وأنت معي ومعنا لواء الحمد، هو بيدك تسير به أمامي تسبق به الأوّلين والأخرين.

ورواه أيضاً أبوبكر القطيعي تلميذ عبداللَّه بن أحمد بن حنبل كما في الحديث: "252" من فضائل علي من كتاب الفضائل: ص 179 قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا أبوالحسين بن راشد الطفاوي والصباح بن عبداللَّه أبوبشر- جار بدل بن المحبر- يتقاربان في اللفظ و يزيد أحدهما على صاحبه |الآخر 'خ'| قالا: حدّثنا قيس بن الربيع، قال: حدّثنا سعد الخفاف، عن عطية، عن محدوج بن زيد الذهلي؟ |قال|: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم آخى بين المسلمين ثمّ قال: يا عليّ أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انّه لانبيّ بعدي. أما علمت يا عليّ أنّه أوّل من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنّة، ثمّ يدعى بأبيك إبراهيم ثمّ يدعى بالنبين بعضهم على أثر بعض، فيقومون سماطين عن يمين العرش و يكسون حللاً خضراً من حلل الجنّة.

ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة. ثمّ أنت أوّل من يدعى بك لقرابك مني و منزلتك عندي و يدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم عليه السلام و جميع خلق اللَّه يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبة فضة بيضاء، زجّه درة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، والثالتة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر |السطر| الأول: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، والثاني: الحمد للَّه ربّ العالمين، والثالث: لا إله إلاّ اللَّه، محمد رسول اللَّه. طول كلّ سطر ألف سنة، وعرضه مسيرة ألف سنة، قتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين ابراهيم في ظلّ العرش، ثمّ تكسى حلّةً خضراء من |حلل| الجنة ثم ينادي مناد من تحت الغرش: نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك عليّ.

أبشر يا عليّ إنّك تكسى اذا كسيت، وتدعى اذا دعيت، وتحيى اذا حييت.

ورواه العلامة الطباطبائي طاب ثراه في تعليقه عن مصادر قيّمة فليلاحظ .

أقول: وفي معنى بعض محتويات هذا الحديث ما رواه عبدالكريم الرافعي- من أعلام القرن السادس- في ترجمة أبي الحسن الأديب علي بن محمد البياري من كتاب التدوين: ج 3 ص 419 ط 1 قال:

سمع |علي بن محمد البياري هذا| أباطلحة الخطيب يحدّث عن أبيه عن جدّه عن عليّ رضي اللَّه عنه ؟ أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال:

أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة و أنت معي ومعك لوإالحمد، و هو بيدك تسيربه أمامي؟ وتسق به الأوّلين والآخرين؟.

وروى الحاكم الكبير أبوأحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق- المتوفى عام "378"- في ترجمة أبي حذيفة إسحاق بن بشر الخراساني البخاري في كتابه الأسامي والكنى: ج 4 ص 114 قال:

أخبرنا أبوعبيدمحمد بن أحمد بن المؤمّل الصدفي ببغداد، أنبأنا محمد بن عليّ بن خلف، أنبأنا إسحاق بن بشر أبوحذيفة الخراساني عن عبدالرحمان بن قبيصة بن ذويب، عن أبيه: عن ابن عباس أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال لعلي: أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إليّ لواءالحمد فأدفعه إليك، وأنت تذود الناس عن حوضي.

أقول: وهذا رواه أيضاً الحافظ بن عساكر في ترجمةعبدالرحمان بن قبيصة في الجزء: "41" من تاريخ دمشق ص 32 ط 1، و في ط دارالفكر: ج 35 ص 328 برقم: "3922 قال:

أنبأنا أبوغالب ابن البناء، أنبأنا، أبومحمد الجوهري أنبأنا أبوالحسن عليّ بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا محمد بن أحمد بن المؤمل، أنبأنا محمد بن علي- هوا بن خلف- أنبأنا أبوحذيفة إسحاق بن بشر، أنبأنا عبدالرحمان بن قبيصة بن ذويب، عن أبيه عن ابن عباس ...

و رواه أيضاً المتقي برقم: "36455" من كنز العّمال.

ثم أقول: ولذيل الحديث شواهد يحدها الباحث في الحديث:"329" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1 ص 291 -290.

قال |المولّف| أيّده اللَّه: وهذا الخبر يتضمن فوائد شريفة:

منها التصريح بأخوة علي عليه السلام وقد بيّنا دلالة ذلك على الفضل العظيم لأنّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم آخا بين المسلمين على قدر مراتبهم في الفضل وكان صلى اللَّه عليه وآله وسلم خير الأوّلين والأخرين فلا نظير له من أمته غير أنّه خصّ عليّاً عليه السلام بالأخوّة، وهذا يقتضي أنّه أفضل الأمّة وأشرفهم عنداللَّه تعالى منزلة. ومنها قوله: 'أنت مني بمنزلة هارون من موسى' وهذا يقتضي أنّه أفضل أمته وأنّه خليفته وأنّه معصوم وغير ذلك، لأن كلّ ذلك كان لهارون مع موسى صلى اللَّه عليهما كما قال تعالى حاكياً: 'واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري' إلى أن قال 'قد أوتيت سؤلك يا موسى' |29 تا 36/طه: 20|.

ومنها أنّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'إلاّ انّه لانبي بعدي'، وهذا يقتضي أنّه قد جمع |له جميع| المنازل إلّا أنّه استثنى |منها| النبوة، فلولا أنّها داخلة تحت الخطاب وإلاّ لم يكن يستثنيها بخطابه، لأن الاستثناء الحقيقي إخراج بعض من كلٍّ وفيه دلالة ظاهرة على أنّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لانبّي بعده وقد قال تعالى: 'ولكن رسول اللَّه وخاتم النبيين' |40/الأحزاب: 33|ولاخلاف في ذلك إلاّ أنّ المطرفية الكفرة لعنهم اللَّه يعتقد كثير منهم 'أن النبوّة من فعل النبي وأن من شاء كان نبيّا!!'، فلاتكون النبوّة على هذا المذهب الخبيث مختومة بالنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأن أفعال المكلّفين مستمرّة إلى انقطاع التكليف فهي جزء من الإيمان أو جملته فكما لايعقل أن يكون الإيمان مختوماً به صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكذلك لاتكون النبوّة مختومة على هذا المذهب الفاحش!!

ومنها فضل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الأنبياء عليهم السلام حيث كان أوّل من يدعى به يوم القيامة وقد قال عليه السلام: 'أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولافخر، وأنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة ولافخر، وأنا أوّل شافع يوم القيامة ولافخر'. وهذا يقتضي أنّه أفضل ولد آدم ونعلم أنّه أفضل من آدم صلى اللَّه عليهما بإجماع الأمّه على ذلك، فإنها لم تختلف في أنّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أفضل البشر إلا مايحكى عن بعض جهلة الحسينيّة أن الحسين بن القاسم عليه السلام

___________________________________

الظاهر أنّه هو الحسين بن القاسم بن عليّ بن عبداللَّه بن محمد بن الإمام القاسم الرسّي الحسني اليمني المعروف كوالده بالعياني المولود سنة: "356" المقتول عام: "404" المترجم بترجمة طويلة تحت الرقم: "386" من كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية: ص 248. أفضل من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

وهذا ساقط بالإجماع عند جميع الأمّة وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'سلوا اللَّه لي الدرجة الوسيلة'. قيل: وما /101/ الدرجة الوسيلة؟ قال: 'هي أعلا درجة في الجنّة لاينالها إلاّ نبيّ أرجو أن أكون أنا هو'

___________________________________

رواه ابن المغازلي في الحديث 295 من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: ص 247.ومن كانت درجته في الجنّة أرفع الدرجات كان أفضل أهلها عند المنصفين ولم يختلف الأمّة في أنّ الأنبياء أفضل من سائر المؤمنين فضلاً عن نبيّنا صلى اللَّه عليه وآله الأكرمين.

ومنها كسوته صلى اللَّه عليه وآله وسلم قبل الأنبياء صلوات اللَّه عليهم لأنّه ذكر: 'أنّه يكسى حلّة خضراء ثمّ يدعى بالنبيّين ثمّ يكسون حللاً خضراء' وثمّ للترتيب فاقتضى ذلك أنّ كسوتهم متأخرّة عن كسوته، وهذا يقضي بشرفه عليهم حيث قدّمه اللَّه تعالى في الكرامة عليهم.

ومنها أنّه يدلّ على فضل هذة الأمّة على سائر الأمم لأنّه ذكر أنّهم يحاسبون أوّلاً وبعد فراغهم من الحساب لابدّ من دخولهم الجنّة، وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'الجنّة محرّمة على الأنبياء و الرسل حتّى ادخلها أنا، ومحّرمة على الأمم حتّى تدخلها أمتي'. وقد قال تعالى: 'كنتم خير أمّة أخرجت للناس' |110/آل عمران: 3| قيل: معناه كنتم في الكتب المتقدمة- التي أنزلها اللَّه تعالى على الأنبياء صلوات اللَّه عليهم- خير أمّةٍ لأنّ اللَّه تعالى حباهم بالذكر الشريف فحمل الخطاب على ظاهره من أنّه خبر عن الماضي.

وقيل: معناه 'أنتم خير أمّةٍ؟' وكلاهما جائز. ثمّ بيّن الوجه المقتضي لخيريتهم فقال: 'تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر' |110/آل عمران: 3|.

وهذا يدلّ على شرف الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر'

___________________________________

رأيت الحديث في مصادر ولكن كللت عن مراجعتها.

ومنها قوله مخاطباً لعليّ: 'ثمّ إنّه أوّل من يدعى |به بعدي يدعى| بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي' فقدّمه على أمته عليه السلام وهذا يقتضي فضله على الصحابة وسائرالأمّة لأنّه جعل دعاءه في ذلك المقام قبل غيره من الخاص والعام.

ومنها قوله: 'يدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد' وذلك يفيد فضل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على سائر الأنبياء حيث خصّ باللواء ونسب إليه دونهم ويفيد فضل علي عليه السلام حيث انفرد بذلك عن سائرالصحابة رضي اللَّه عنهم فلو كانوا- أوبعضهم- أفضل منه كما يقوله المخالف،لما خصّ دونهم بهذه المنقبة العظيمة.

ومنها ما فيه أعني اللواء من الأعاجيب من عظم خلقته حتّى تستظلّ به جميع

خلق اللَّه تعالى من أهل الجنّة وما فيها من الطول والعرض، وذلك كاشف عن سعة قدرة اللَّه عرّ وجلّ وهو هيّن عند من إذا أراد أمراً كان، ولم يحل بينه وبين |ماأراد| عوائق الأزمان

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: 'ولم يحل بينه وبين عوائق الأزمان...'. ولايعرض في حقه تعالى السهو والنسيان.

ومنها دلالتة على قوة علي عليه السلام حيث حمله علي ما هو عليه من الخلقة العظيمة، وقد سئل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: من يحمل لواءك يوم القيامة؟ قال: 'ومن عسى أن يحمله في الآخرة إلاّ من حمله في الدنيا'

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: 'إلاّ من يحمله في الدنيا'.

وللحديث أسانيد ومصادر، يجد الباحث بعضها في الحديث: "208" وما بعدها من ترجمةأمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 165 -164، ط 2.

ومنها دلالته على فضل الحسن والحسين عليهما السلام حيث كان أحدهما وهو الحسن عن يمين علي عليه السلام والثاني و هو الحسين /102/ عن يساره عليهم السلام.

ومنها كسوة علي عليه السلام حلّة خضراء كما كسي الأنبيإعليهم السلام، فيدلّ ذلك على فضله وشرف منزلته في ذلك المقام

ومنها نداء المنادي بقوله للرسول عليه السلام: 'نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي' وهذا كاشف عن مزيّة لأميرالمؤمنين على سائر البشر أجمعين بعد الأنبيإوالمرسلين، و فيه التصريح بالأخوة.

ومنها قوله عليه السلام: 'أبشر يا علي إنّك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحيى إذا حييت' وهذا يشهد بأنّه على القطع من أهل الجنّة، وأن الكرامات التي تواتر إلى الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم يتواتر مثلها إلى عليّ عليه السلام.

وقد روينا حديث اللواء بطرق سوى ما ذكرناه منها ما:

أخبرنا به الشيخ العالم العابد محيى الدين- قدّس اللَّه روحه في الجنّة قراءةً عليه- قال: حدّثنا القاضي الأجلّ الإمام شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه قراءة؟ قال: حدّثنا القاضي الإمام أبوالعباس أحمد بن الحسن بن أحمد الكني أسعده اللَّه بقراءته علينا قال: أخبرني؟ الفقيه الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي إجازهً- و هو المعروف بخاموش- قال: حدّثنا

الشيخ الرئيس الأجلّ قاضي القضاة الإمام رئيس الرؤساء شيخ الإسلام أبونصر أحمد بن محمد بن صاعد رحمه الله بالري في دار قاضي القضاة أبي العلاء صاعد بن يحيى في السابع عشر من شهر صفر سنة ثمان و أربعمائة، أخبرنا الشيخ الزاهد أبونصر عبدالواحد بن هبيرة العجلي القزويني رحمه الله بهمدان، قال: حدّثنا القاضي أبوالحسن علي بن سعيد، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن محمد بن مهرويه البراز؟ قال: حدّثنا داود بن سليمان الغازي عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، |عن أبيه محمد بن على|، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي أبي طالب رضوان اللَّه عليهم قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة'. قال: فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال صلى اللَّه عليه وعلى آله: 'أنا على دابة اللَّه البراق، وأخي صالح على ناقة اللَّه التي عقرت وعمي حمزة على ناقتي العضباء و أخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، بيده لواء الحمد واقف بين يدي العرش ينادي: لا إله الاّ اللَّه محمد رسول اللَّه'.

قال: 'فيقول الآدميّون: ما هذا إلاّ ملك مقرّب أونبيّ مرسل أوحامل عرش ربّ العالمين. قال: فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش: معاشر الأدميّين ما هذا ملكاً مقرباً ولانبياً مرسلاً ولا حامل العرش، هذا الصدّيق الأكبر، هذا عليّ بن أبي طالب' رضى الله عنه

___________________________________

وقريباً منه بسند آخر رواه أحمد بن الحسين البيهقي- كما رواه بسنده عنه الخوارزمي في: الفصل "22" من المناقب: ص 359.

ورواه بأطول مما هاهنا الخطيب البغدادي في ترجمة عبدالجبار بن أحمد السمسار، برقم: "5805" من تاريخ بغداد: ج 11، ص 122.

وأيضاً رواه الخطيب في ترجمة المفضل بن سلم برقم: "7106" من تاريخ بغداد: ج 13، ص 122.

ورواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "843" من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 233 ط 2.

ومن أراد المزيد فعليه بما في الباب: "85" من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من بحارالأنوار: ج 39 ص 211.

قال |المؤلّف| أيّده اللَّه: فانظر إلى هذا الشرف الذي انفرد به |عليّ عليه السلام|عن الصحابة أجمعين، فأيّ فضل لأحد من الأمّة يعدل فضله؟ أم/103/أيّ نبل يشبه نبله؟ نسأل اللَّه تعالى أن ينفعنا بحبّه في الدارين وأن يجعل حظّنا في ذلك فيهما أوفر الحظّين ويصلّي على محمد وآله الأكرمين.

في أنّ علياً حجّة على أمّة النبي كما أنّ ناقة صالح حجّة على قومه


ونرجع إلى |شرح البيت: "22" من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن شبيه الناقة الحجّة ال++

عظمى على حيّ ثمود العصيّ

الشبيه والشبه بمعنى واحدٍ والمراد به المثل، وذلك نحو مثل ومثيل و عدل وعديل.

والناقة: معروفة وجمعها: نوق.

والحجّة: الدلالة؟ قال اللَّه تعالى 'لئلاّ يكون للناس على اللَّه حجّة بعد الرسل'|165/النساء: 4| واحتجّ فلان بكذا على فلان أي استدلّ به عليه. والعظمى: مبالغة في وصف الحجّة بالقوّة والوضوح.

والعظيم في صفه اللَّه تعالى راجع إلى عظم السلطان دون العظم الذي يرجع إلى زيادة أجزاء الجسم، كما يقال: هذا جسيم عظيم وهو أعظم من غيره لزيادة أجزائه عليه، وهذا لايجوز في صفته تعالى لأنّه لامثل له ولا نظير، ولأنّه قديم وما سواه من الأجسام محدثة، فإذاً المراد به انّه عظيم الشأن ظاهر السلطان.

والحيّ نقيض الميّت وهو المختصّ بصفة لأجلها يصحّ أن يقدر، وتلك الصفة هي التي تميّز بها على الميت والجماد؟ وهي كونه حيّاً.

والحيّ من أحياء العرب و هو دون القبيلة قال الشاعر:

لحيّ حلالٍ يعصم الناس أمرهم++

إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم

وحيّ من أسماء الأعلام؟ وحيّ على كذا و كذا دعا إليه أي هلّم إليه، و منه في الأذان 'حيّ على خير العمل' معناه هلّم إلى خير الأعمال و هي الصلاة.

و قد روي أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة'.

___________________________________

وللحديث مصادر وأسانيد يجد الباحث بعضها فيما أورده المنصور باللَّه القاسم بن محمد بن عليّ- من أئمّة الزيدية المتوفّى سنة "1029"- في عنوان "حيّ على خير العمل جزء من الأذان" من كتاب الصلاة من كتاب الإعتصام بحبل اللَّه: ج 1 ص 312/281 وما حولهما ط 1.

ثمّ ساق شواهد على جزئيّة 'حيّ على خير العمل' للأذان، من مائة طريق من ص 281 تا 313 ينبغي أن يراجعه كلّ من يهتمّ بحفظ آثار الشريعة، ولعلّنا أن نوفق بأن نلحق رسالة حيّ على خير العمل حرفيّة بهذا الكتاب بعون اللَّه تعالى. ثمّ أمر بلالاً أن يؤذّن بحيّ على خير العمل.

/ 65