محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وهذا يدلّ على مسألة فقهية و هي أنّ حكم الحاكم لاينفّذ في الباطن إن نفّذ في الظاهر/211/ لأنّه لونفّذ حكمه في الحقيقة لجاز له تناول المال فكان لايكون متوعّداً عليه بالعقاب الشديد، وقد ذهب أبوحنيفه إلى أن حكم الحاكم ينفّذ ظاهراً وباطناً.

وذهب أئمّتنا عليهم السلام إلى أنه لاينفّذ ظاهراً وباطنا إلّا فيما كان إيقاعاً مبتدءاً كإيقاع البيع على مال المفلّس، ولو كان الباطن بخلافه، وكإيقاع الفسخ بين المتلاعنين وإن كان الباطن بخلافه، ويستوي فيه إيقاع العقد و الفسخ وايقاع التمليك، كالحكم بتمليك الشفعة وبإيجاب المال على العواقل

___________________________________

وهي جمع عاقلة وهي العصبة والأقارب من قبل الأب الّذين يعطون دية قتل الخطأ، وهي صفة جماعة عاقلة وأصلها اسم، فاعلة من العقل، وهي من الصفات الغالبة. كذا أفاده ابن الأثير في مادة عقل من النهاية. وما يحكم بالوقوع مستنداً إلى ثبوت عقد متقدم أوثبوت فسخ قد حصل من قبله فإنّه لاينفّذ في الباطن هكذا ذكره الإخوان عليهماالسلام

___________________________________

والظاهر أنّ مراد المنصنّف من قوله: 'الأخوان' هما السيّد أبوطالب وأخوه.

واللحن: الخطأ في الإعراب وهو تحويله عن وجه الصواب إلى وجه آخر. والحروف معروفة وهو جمع حرف وهو ثمانية وعشرون حرفاً يتركّب منها جميع الكلام و سائر اللغات العربية والعجمية.

والرويّ حروف القافية الّذي يلزم الشاعر إعادته من أوّل القصيده إلى آخرها يقال: هاتان قصيدتان على رويّ واحد.

والمقصود من البيت التنبيه على منقبة لأهل البيت عليهم السلام وهي إنّهم لايعرفون بشرب الخمر ولاتتوق أنفسهم إلى تردّد ألحان الغنا؟ الّذي فطرت إليه أبناء الدنيا الّذين رفضوا الدين، لأنّه من الجرائم الموبقات والكبائر المحبطات وقد قال تعالى: 'إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون' |90/المائدة: 5| فدلّت الآية على تحريم الخمر من وجوه:

أحدها أنّ اللَّه تعالى قرنها بالمحرّمات و هي الأنصاب الّتي تعبد من دون اللَّه والميسر: الأزلام الّتي هي القداح لأهل الجاهلية، فلولا أنّها جارية مجراها وإلّا لما

قرنها بها؟ و قد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'شارب الخمر كعابد الوثن'

___________________________________

الحديث معروف ولكن لم يتيسّر لي الرجوع الى مصدر الحديث.

وثانيها إنّه جعلها رجساً والرجس هو النجس الّذي يجب اجتنابه قال تعالى: 'والرجز فاهجر' |5/المدّثر: 74|. وهذا يتضمّن التحريم و زيادة، وهي التنجيس خلافاً لما يحكى عن الحسن البصري أنها طاهرة و إن كانت حراماً.

وثالثها قوله: 'من عمل الشيطان' و أعمال الشيطان قبيحة و إنما نسبها إلى الشيطان لأنّه يغوي إلى شربها ويدعو إلى عملها فنسبت إليه كما قال تعالى حاكياً عن موسى صلى اللَّه عليه وسلم: 'هذا من عمل الشيطان' |15/القصص: 28| يعني قتل القبطي لأنّه قتله بغير أمر من اللَّه تعالى

___________________________________

وقيل: المشار إليه بقوله: "هذا" الأمر الّذي وقع بسببه القتل وهو النزاع والتشاجر الّذي حدث بين القبطي والإسرائيلي الّذي آل إلى قتل القبطي.

ورابعها قوله: 'لعلكم تفلحون' فعلّق الفلاح الّذي هو الفوز بالنجاة من النار باجتنابها فلولا وجوب تجنّبها وإلّا لما صحّ ذلك؟

___________________________________

وفي هذا المقام للعلاّمة الأميني- قدّس اللَّه نفسه- تحقيق رشيق ينبغي مراجعته تحت الرقم: "78" من نوادر الأثر من كتابه القيّم الغدير: ج 6 ص 234 ط 1.

وينبغي أيضاً الرجوع الى ما رواه الواحدي في تفسير الآية: "90" من سورة المائدة في تفسيره الوسيط: ج 2 ص 438/432/223 وتعليقاتها من ط 1.

وينبغي أيضاً أن يلاحظ ما رواه الضياء المقدسي في الحديث: "256"- وتعليقه- من مسند عمر من كتاب المختارة: ج 1 ص 367 ط 1.

وتحريمها على الجملة يعلم باضطرار من الدين حتّى يكفّر من استحلّ شربها، وقد وردت الآثار الجمّة بالوعيد الشديد عليها، من ذلك قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لعن اللَّه في الخمر عشرة أشياء: بايعها و مشتربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وغارسها لايغرسها إلّا للخمر وآكل ثمنها ومؤدّيه /212/ وساقيها و شاربها.

وأمّا الغناء فهو من الأمور القادحة في العدالة، والطريقة القبيحة لأهل الضلالة قال اللَّه تعالى 'ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل اللَّه' |6/لقمان: 31| قيل: نزلت في شراء الجوار المغنيّات، و سمّي ذلك لهواً لأنّه يلهي عن

ذكره اللَّه، و يصدّ عن النظر للتزوّد للدار الآخرة.

وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'يمسخ قوم من هذه الأمّه قردة وخنازير'. قيل: يا رسول اللَّه أليس يشهدون أن لا اله إلا اللَّه و أنّ محمّداً رسول اللَّه؟ قال: 'بلى ويصومون ويصلّون ويحجّون'. قال: فما بالهم؟ قال: 'اتّخذوا المعازف والقينات والدفوف وباتوا على شرابهم ولهوهم فأصبحوا قردة و خنازير'

___________________________________

فليراجع سند الحديث ومصدره فإنّي كللت عن المراجعة.

وكما لايعرف أهل البيت عليهم السلام بهذه الجرائم فكذلك لايقرّون فاعلها عليها بل يقيمون عليه الحدّ الّذي شرعه اللَّه تعالى ولايأخذهم في اللَّه لومة لائم بخلاف طريقة بني العباس فإنّهم على هذه الملاهي عاكفون، و إلى أهلها مائلون وكلّهم |كانوا| يشربون الخمر و يقارف النكر؟ إلّا جماعة منهم السفاح، وأبوالدوانيق، والمهدي والملقّب بالراضي.

وسائرهم إلى وقت الملقّب بالناصر يتظاهرون بشربها وتقريب أربابها والحنوّ على أصحابها مع أنّهم بزعمهم أئمة، و كذلك يعتقد فيهم الطبق الأدهم والسواد الأعظم فقاتلهم اللَّه أنّى يؤفكون؟ أفليس اللَّه تعالى يقول في قصّه إبراهيم صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّى جاعلك للناس إماماً قال ومن ذرّيتي قال لاينال عهدي الظالمين' |124/البقرة:2| فأيّ ظلم أفحش من القبائح الّتي سميّناها؟ أم كيف يكون صاحبها أهلاً للإمامة؟ هذا وقد انعقد الإجماع من الأمة على أنّ قاضي الإمام يجب أن يكون عدلاً مرضيّاً وإلّا لم تنفذ أحكامه بين المسلمين فكيف تراعى العدالة في قاضي الإمام وليس يعتبر فيه؟ و أقلّ أحواله وأدنى درجاته أن يكون بمنزلة قاضيه!! أم كيف يكون إماماً على المسلمين من لايجوز قبول شهادته في قيراط؟ هذا هو الحيف على الدين والتحامل على شرع الرسول الأمين؟

ومن العجائب أن الإمام يراد لإقامة الحدّ فكيف يقيمها من يجب عليه؟ كما قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام في كلمة له |كتبها| إلى أهل بغداد:

إنّ الخلافة أمر هائل خطر++

صعب مسالكها صعب مراقيها

لو كان ما أنتم فيه على سنن++

قام المريض إلى المرضى يداويها

أيلزم الحدّ محدود بحكم إله++

الناس أم يرشد الضلاّل مغويها

ومنها:

لا نعرف الخمر إلّا حين نهرقها++

ولا الفواحش إلّا حين ننفيها

إنّ الخلافة حكم اللَّه فانتظروا++

حكم المهيمن فيها فهو معطيها

أيستقلّ بها من لايقوم له++

شهادة في حقير إذ يؤدّيها

فمن تحقّق مساوئ بني العباس كيف يعتقد إمامتهم ولا يعتقد إمامة الذرية النبوية سلام اللَّه عليهم على علمهم الغزير وفضلهم الشهير؟!

فلقد نقل أرباب التاريخ لأئمّة بني العباس /213/ مايقضي بالفضوح في الدنيا والخزي في الأخرى، من ذلك ما روى ابن جرير الطبري

___________________________________

أنظر حوادث أوّل سنة: "198/196" من تاريخ الطبري: ج 8 ص 477/475/420/418.

أنّ الأمين لمّا نزلت به الجنود من عقبة حلوان، جاء إليه الخبير؟ فقال له: يا مولاي هذا طاهر بن الحسين قد نزل من عقبة حلوان في الجيوش. فلم يلتفت |الأمين إليه|، فلمّا الحّ عليه انتهره وقال: كوثر قد صاد سمكتين وأناما صدت شيئاً!!

ثمّ لمّا حوصر في بغداد وضويق |باللجوء| إلى مدينة المهدي وصارت أحجار المجانيق تقع في شقّ بساطه و هو يختار الجواري للغناء، فغنّته جارية فأخطات في الغناء فشتمها بالقذف وقال: تغنّيني الخطاء؟ خذوها فكان آخر العهد بها!! وما أفاق من الخمر حتّى الليلة الّتي قتل فيها!!

و كان أخوه المأمون يشرب الخمر شرباً ظاهراً في الخاصة والعامة، وروي أنّه دخل عليه طاهر بن الحسين فسلّم فردّ المأمون عليه، وقال: اسقوه رطلاً فأخذه بيده اليمنى ثمّ قال له: اجلس، فخرج فشربه ثمّ عاد وقد شرب المأمون رطلاً فقال: اسقوه الثانى ففعل كفعله الأول ثمّ دخل فقال له المأمون: اجلس فقال: يا أميرالمؤمنين ليس لصاحب الشرط أن يجلس بين يدي سيّده. فقال ذلك في مجلس العامة.

ولمّا توفّي |محمّد بن|

___________________________________

من تاريخ الطبري. سليمان اصطفى الرشيد جميع ما خلّفه ممايصلح للخلافة وما بذل إلّا الخرثى،

___________________________________

الخرثى: أردأ المتاع. وأصابوا من العين ستّين ألف ألف، ثمّ أدخل جميع الذخائر العين فإنّه أمر بصكاك كتبت للندماء وكتب للمغنّين ولم يترك في الديوان منها درهم، فأرسلوا وكلاءهم فقبضوا المال!! روى هذه القصة الطبري

___________________________________

ذكره الطبري في حوادث سنة "173" من تاريخه: ج 3 ص 607، و في ط الحديث بمصر: ج 8 ص 237.

و روى في أخبار الواثق أنّ إسحاق الموصلي أنشده قول يزيد بن معاوية:

أقول لصحب ضمّت الكأس شملهم++

وداعي صبابات الهوى يترنّم

___________________________________

ما وجدت هذه القصّة في ترجمة الواثق من تاريخ الطبري ولكنّ الباحث يجد في ترجمة الواثق من كتاب الأغاني فوق ما ينتظر، فليراجع الطالب ترجمته من الأغاني- فإنّ كلّ الصيد في جوف الفرا: ج 9 ص 315 تا 342 ط دارالفكر.

فخرق ثلاث دراريع كانت عليه من الثياب

___________________________________

الدراريع: جمع الدرّاعة: جبّة مشقوقة المقدّم. و كان له جارية يصدر عن أمرها فقال فيها:

أنا مملوك لمملوك عليه الرقباء؟++

كنت حرّاً هاشميّاً فاسترقّتني الإماء

والمعتضد أصدق قطر النّدي ألف ألف درهم من مال اللَّه تعالى.

والمعتمد وصل شاربه المغنيّة؟ بمائة ألف دينار، وألف ثوب حباءاً لأهله.

وكلّهم على هذه الطريقة الخبيثة والأديان النكيثة،

___________________________________

والمتكفّل لشرح ذلك هو كتاب الأغاني لاسيّما ترجمة الواثق منه. أفهولاء أئمة الدين؟ والخلفاء على المسلمين والقائمون بشرع الرسول الأمين؟ كلاّ وأيم اللَّه بل أولئك |أي أئمّة الدين هم| السادة المقرّبون والخيرة المهذّبون الّذين عزفوا أنفسهم عن الدنايا والفضائح ونأوا عن الفواحش والقبائح، من عترة المصطفى الأوّاه، القادة الهداة |و| سفن النجاة و ماء الحياة |و| عصمة الخلق والقائمون بالحق سلام اللَّه عليهم و على أبويهم محمّد و على خيرتي الملك العليّ.

ايضاً في بيان تنزيه ساحتهم عن شرب الخمر


ونرجع إلى |شرح البيت "34" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

ولا دعوا /214/ ساقيهم سحرةً++

قم هات مشمولة قطّربلي

والدعاء قول مخصوص. و|المراد من| الساقي هنا ساقي الخمر. والسحرة: السحر و هو آخر الليل قبيل طلوع الفجر، والجمع أسحار قال تعالى: 'إلّا آل لوط نجّيناهم بسحر، نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر' |34/القمر: 54| و قال تعالى: 'والمستغفرين بالأسحار' |17/آل عمران:3| والسحر: الرئة أيضاً و منه حديث عائشة: 'توفّي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بين سحري و نحري' هذا ما نقل عنها.

والمروي عن أميرالمؤمنين أنّه قال في كلام له: 'ولقد قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وإنّ رأسه لعلى صدري وقد سالت نفسه في كفّي فأمررتها على وجهي'

___________________________________

للكلام- أو مايقربه- مصادر كثيرة، و رواه نصر بن مزاحم المنقري المتوفّى "212" في أواسط الجزء الرابع من كتاب صفين ص 223 ط مصر.

و رواه أيضاً محمّد بن سليمان المتوفّى عام: "322" في أواخر الجزء السابع برقم: "1069" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 2 ص 556 ط 1.

و من أراد المزيد فعليه بما علقناه على المختار "192/أو 195" من نهج البلاغة.

و'قم' أمر من القيام و هو الانتصاب. والمشمولة: الخمر الّتي هي باردة الطعم، و غير مشمول |هوالّذي| ضربه الريح الشمالية

___________________________________

كذا في أصلي ولكن لفظة "غير" رسم خطّها غير واضح فيه، وما بين المعقوفين زيادة منّا. حتّى برد فسمّيت الخمر مشمولة لهذا. 'وقطربل' بلد نسبت إليها الخمر كما يقال: "بابليّة" فغلب عليها اسم النسبة.

والمعنى في البيت أنّ أهل البيت عليهم السلام لايعتادون الدعاء إلى الخمر ولايعرفونها بالمشاهدة إلّا عند إراقتها، بخلاف بني العباس فإنّ شربها لهم عادة قائمة مقام العبادة لأهل بيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكان هذا وجهاً في بعد بني العباس عن الصلاح للإمامة، لأنّ العدالة مراعاة في الإمام بإجماع أهل الإسلام، فإذا عري عنها |من رشّح نفسه لها لا يصحّ نصبه إماماً، كما أنّه إذا تبيّن خلوّ القائم بالإمامة عنها| بطلت إمامته، و قد بيّنا فيما سبق إجماع الصحابة على

طلب الأفضل في الإمامة وإن كانوا قد اختلفوا في غيرالمفضول ولولا أن الفضل من الأوصاف الّتي تراعى في باب الإمامة وإلّا لم يكن لإجماعهم عليه معنىً.

وإذا تقرر ذلك فلا فضل عند الأمّة لمن يشرب الخمور بل هو ساقط العدالة فاسق بالإجماع، فلايكون أهلاً للإمامة في هذه الحالة و هذا يحقّق أنّ إمامة بني العباس ساقطة، و إذا كانت العترة عليهم السلام لايقوم قائمهم إلّا بعد أن أحرز خصال الكمال واحتوى على محاسن الخلال و عرض نفسه في ميدان الامتحان الّذي يكرم فيه الرجل أويهان، فيجده وليّه وعدوّه بحراً لايفنيه النازح وعدلاً لاينفذه الماتح، أفكاره تقذف بالإبكار، وبراهين علمه تحكي إشراق النهار فما العذر عنداللَّه تعالى لذوي النهى في رفض أئمّة الهدى وإيثار غيرهم عليهم من ذوي الغواية والردى، فبعداً وسحقاً لمن آثر على سلالة الأنبياء وفروع سيّد الأوصياء والشجرة الطيّبة الّتي أصلها ثابت و فرعها في السماء.

أئمّة أوجب الرحمان طاعتهم++

والإقتداء بهم في الفرض والدين

في أنّ تلاوة القرآن الكريم من أوراد أهل البيت بالليالي


ونعود إلى |شرح البيت: "35" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه|عليه السلام:

أورادهم بالليل معروفة++

بأفضل المتلوّ لمّا تُلي

الأوراد /215/: واحدها: ورد وهي وظائف العبادات الّتي وظّفوها لأنفسهم. والورد خلاف الصدر، وقوله تعالى: 'ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا' |86/مريم: 19| قيل: عطاشاً مشاةً على أرجلهم كالإبل العطاش.

وقيل: الورد النصيب، يريد إنّهم نصيب جهنّم من الفريقين؟ والمؤمنون نصيب الجنّة.

والليل معروف وحدّه: ما بين مغيب الشمس إلى طلوع الفجر، و هذا أحد قسمي الزمان إذ الزمان: ليل ونهار.

والأفضل المتقدّم على غيره لمزيد شرف 'والمتلوّ لمّا تلي' يعني القرآن، والتلاوة هي القراءة، و أصلها من الإتباع |يقال:| تلى فلان فلاناً اذاتبعه، فلمّا كان القارئ يتلو حروف قراءته بعضها بعضاً سمّيت قراءته تلاوة.

و سمّى |الناظم| القرآن أفضل لأنه لاخلاف بين الأمّة أنه أشرف المسموعات و قد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'خيرالناس من تعلّم القرآن و علّمه، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللَّه على خلقه'

___________________________________

رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث: "4" في عنوان: 'القرآن الكريم و فضله...' من ترتيبه: ج 1 ص 91/72 ط 1.

وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما من قوم يجتمعون فيتلون كتاب اللَّه عزّ وجلّ ويتعاطونه بينهم إلّا كانوا أضيافاً للَّه عزّوجلّ و إلّا حفّت بهم الملائكة حتّى يقوموا أويخوضوا في حديث غيره'.

والمعنى في البيت أنّ أهل البيت عليهم السلام وظائف عباداتهم معروفة بالليل بكتاب اللَّه عزّوجلّ؟ وهي طريقة عرفوابها وورثها عن الأوّل منهم الآخر وأخذها عن الماضي الغابر.

روينا عن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند جعفر بن محمّد فذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأطراه ثمّ قال: 'واللَّه ما أكل عليّ من الدنيا حراماً قطّ حتّى مضى

لسبيله، وما عرض عليه أمران قطّ هما للَّه رضاً إلّا أخذ باشدّهما عليه في دينه، وما نزلت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم نازلة إلّا دعاه فقدّمه أمامه ثقة به، و ما أطاق عمل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من هذه الأمّة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل كأنّ وجهه بين الجنّة والنار ؛ يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه اللَّه والنجاة من النار، ممّا كدّ بيده ورشح منه جبينه، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخلّ، وما كان لباسه إلّا الكرابيس إذا فضل شي ء عن يده دعا بالجلم فقصّه

___________________________________

الجلم- على زنة القلم- والجلمان- بلفظ التثنية-: آلة كالمقصّ لجزّ الصوف وقطعه عن الحيوان. وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد، وإن كان أقرب القوم به شبهاً في لباسه وفقهه عليّ بن الحسين عليهم السلام'

___________________________________

وقريباً منه رواه أيضاً ابن أبي الحديد في شرح المختار: "57" من نهج البلاغة: ج 4 ص 110.

ورواه أيضاً معلّم الأمّة الشيخ المفيد قدّس اللَّه نفسه في الحديث الرابع من ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام من كتاب الإرشاد: ج 2 ص ص 141، ط الحديث قال:

أخبرني أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى قال: حدّثني جدّي قال: حدّثني أبومحمد الأنصاري قال: حدّثني محمد بن ميمون البزّاز، قال: حدّثنا الحسين بن علوان، عن أبي علي زياد بن رستم:

عن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأطرأه ومدحه بما هو أهله ثمّ قال:

واللَّه ما أكل علّي بن أبي طالب عليه السلام من الدنيا حراماً قطّ حتّى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قطّ هما للَّه رضاً إلّا أخذ بأشدّهما عليه في دينه!! وما نزلت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله نازلة إلّا دعاه فقدّمه ثقةً به، وما أطاق أحد عمل رسول اللَّه من هذه الأمّة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنّة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه!! ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه اللَّه والنجاة من النار، وإن كان ليقوّت أهله بالزيت والخلّ والعجوة، وما كان لباسه إلّا الكرابيس إذا فضل شي ء من يده من كمّه دعا بالجلم فقضّه؟!

وما أشبهه من ولده وأهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من عليّ بن الحسين عليهماالسلام، ولقد دخل أبوجعفر ابنه- عليهماالسلام- عليه فإذاً هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة!!

فقال أبوجعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال |نفسي من|البكاء فبكيت رحمةً له، وإذاً هو يفكّر، فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي |عليه| فقال: يا بنيّ أعطني بعض تلك الصحف الّتي فيها عبادة عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثمّ تركها من يده تضجّراً وقال: من يقوى على عبادة عليّ عليه السلام!!

أقول: وأشار محقق الكتاب في هامشه أنّه رواه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 149، والطبرسي في اعلام الورى ص 254 والمجلسي في بحارالأنوار:ج 46 ص 74/65.

أقول: ورواه أيضاً الإربلي رحمه اللَّه بنحو الإرسال عن سعيد بن كلثوم في عنوان: "وأمّا أولاد الإمام زين العابدين عليه السلام" من كتاب كشف الغمّة: ج 2 ص 85.

و روينا بالإسناد إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه عليه السلام

___________________________________

رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث: "50" من عنوان: 'الحديث السادس' من ترتيب الأمالي ج 1 ص 142.

و رواه أيضاً محمّد بن سليمان في الحديث: "540" في الجزء "5" من مناقبه: ج 2 ص 51 ط 1.

وللحديث مصادر جمّة يجد الباحث كثيراً منها في تعليق المختار: "77" من قصار نهج البلاغة. قال: حدّثنا أبوأحمد محمّد بن عليّ بن محمّد المكفوف بقراءتي عليه بإصفهان قال: أخبرنا أبومحمّد عبداللَّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال حدّثنا أحمد بن عليّ بن عيسى بن ماهان الرازى قال حدّثنا محمّد بن عبدالملك بن زنجويه، قال: حدّثنا العباس بن بكار عن عبدالواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن محمّد بن السائب /216/:

عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن |ض|مرة الكناني على معاوية فقال له: صف لي عليّاً. فقال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: لا أعفيك. قال: إذا لابدّ فإنّه كان واللَّه بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً، ويحكم عدلاً يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواجذه،

___________________________________

كذا في أصلي، وفي كثير من مصادر الحديث: 'وتنطق الحكمة من نواحبه' وهو الظاهر. يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته.

وكان واللَّه غريز الدمعة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه ويحاسب نفسه، يعجبه من

/ 65