محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فهذه فائدة تقديم العشاء على العشاء، فأمّا إذا فرضنا أن نفسه لاتتوق إلى نيل الطعام ولاتنزغ إليه نزاعاً شديداً فإنّ تقديم الصلاة أولى وعلى هذا قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لايزال أمتي بخير مالم يؤخّروا صلاة المغرب حتّى نشتبك النجوم في السمآء'.

ومنها قسمه الرّمانه كأنّها نصفين قدّت، وهذا خلاف المعتاد، فإنّ أحداً من الناس لا يتمكّن من قسمتها على هذا الحدّ، فيدلّ هذا على فضل عظيم في القوة حتى صارت آلته التي قسم بها بمنزلة الحديد المرهف، فيكون ذلك معجزاً له صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

ومنها تصريحه صلى الله عليه و آله بأنّ الرمّانة من الجنة، ولن يصل إليه من الجنة إلاّ و وصولها معجزة له /86/ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عظمى و دلالة على نبوته كبرى.

ومنها أكله نصفاً وأكل عليّ عليه السلام نصفاً آخر وهذا كر امة لهما حيث أطعمهما اللَّه تعالى في الدنيا من ثمار جنّته ومثل ذلك لم يحصل لأحد من الصحابة أجمين فيكون ذالك دلالة على فضل أميرالمؤمنين سلام اللَّه عليه وعلى آله الأكرمين.

ومنها قوله صلى عليه وآله وسلم لايأكله- يعني القطف- إلاّ نبي أو وصي نبي فقصر أكله على النبي والوصي فهوالنبي وأميرالمؤمنين هو الوصي ومتى كان وصياً في أمته كان أولى بالإمامة وأجدر بالزعامة من الذين تقدّموا عليه

ومنها تصريحه بالوجه الذي منع أصحابه من الأكل معهما وهو أنه لايأكله إلاّ نبي أو وصي نبيّ فقال 'ولولا ذلك لأطعمناكم' وقد ثبت أنّ الصحابة لم يأكلوا فلم يكونو أوصياء وهذا يقتضى نفي الإمامة عن الصحابة لأنّه لوصح كونهم أئّمة بطل كونه عليه السلام وصيّاً لأن الوصيّ لايد فوق يده بعد موت موصيه فلايكون لأحد حينئذ على هذا ولاية على الأمّة مادام عليه السلام فيهم وفي هذا إثبات الإمامة له ونفيها عن الصحابة وهذا هو الفضل الذي لاينال والشرف الذي لايرام.

في بيان شرف صعود علي على كتف رسول اللَّه وصعوده على سطح الكعبة المكرّمة وإلقائه عن سطحها الصنم الكبير


ونرجع إلى |شرح البيت 17 من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن رقى جنب أبي القاسم الط++

هر لكسر الضدّ لا ينثني

رقى: صعد في العلّو، ومنه قوله تعالى: 'أو ترقى في السماء، ولن نؤمن لرقيّك' |93/الإسراء: 17| أراد الصعود في السماء. والمرقاة: الدرجة؟- وجمعها مراقي- لصعود الإنسان عليها.

والجنب معروف |ومنه| جنب الإنسان وغيره. والجنب: الطاعة، قال تعالى حاكياً: 'يا حسرتا على ما فرطّت في جنب اللَّه' |56/الزمر: 39| يريد في طاعة اللَّه، كما يقول القائل: "ما نالني من التعب فهو في جنب فلان" أي في طاعته وطلب مرضاته.

وأمّا الجنب بمعنى الجارحة فلا يجوز على اللَّه تعالى لأنّه ليس بجسم ولأنّه تعالى قديم والأجسام محدثة.

وفي معنى الآية وسياقها ما يشهد بأنّ المراد بالجنب الطاعة، ألا ترى أنّ هذا القائل تحسّر على تفريطه؟ ومعلوم أنّ الحسرة إنّما لحقته لأنّه صار إلى دار الإنتقام فكثرت حسرته على تفريطه في طاعة اللَّه تعالى التي لو واظب عليها أضحى من الآمنين وفاز مع الفائزين، واذا كان الأمر كما يزعمه الكفرة المجسّمة

___________________________________

وجدير لأهل البصائر أن يلاحظوا ما رواه الطبراني في مسند قيس بن أبي حازم- في عنوان: 'باب بيان كفر الجهمية الضلاّل برؤية الربّ عزّ وجلّ في القيامة' بعد الحديث: "2223" من المعجم الكبير: ج 2 ص 294 قال حدّثنا معاذ بن المثنّى حدثنا مسدّد.

حيلولة: وحدّثنا عبداللَّه بن أحمد بن حنبل |قال:| حدثنا أبي قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا اسماعيل بن أبي خالد، حدثنا قيس |بن أبي حازم| قال:

قال لي جرير |بن عبداللَّه البجلي|: كنّا جلوساً عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليلة البدر فقال:'إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها' ثمّ تلا هذه الآية: 'فسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها' |130/طه: 20|.

ثمّ روى الطبراني خمسة عشر حديثاً آخر على هذا السياق بسنده عن قيس بن أبي حازم. أقول: وبما أنّ رؤية الشي ء تستلزم جسمانيّته واللَّه تعالى منزّه عن التجسّم فالقائلون بالرؤية كالقائلين بالتجسّم كفّار ضلاّل، كما أفاده المصنّف هاهنا بقوله: "الكفرة المجسّمة...".

والحديث رواه الخطيب بسنده عن أحمد بن حنبل- كما في ترجمة عليّ بن المديني من تاريخ بغداد: ج 11، ص 466 تا 467- وساق قصّة الى أن قال:

|قال عليّ بن المديني:| في هذا الإسناد من لا يعوّل عليه ولا على مايرويه |ظ| وهو قيس بن أبي حازم إنّما كان أعرابيّاً بواّلاً على عقبيه...

وساق الخطيب كلاماً طويلاً إلى أن قال: قيل له |يعني عليّ بن المديني|: أشهد |قيس بن أبي حازم حرب| الجمل؟ قال: لا وكان عثمانيّاً.

وقال ابن أبي الحديد في شرح المختار: "34" من خطب نهج البلاغة: ج 2 ص 194، قال: وهذا قيس بن أبي حازم وهو الذي روى حديث: 'إنّكم لترون ربّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته'، وقد طعن مشايخنا المتكلّمون فيه وقالوا: إنّه فاسق ولا تقبل روايته، لأنّه قال: "إنّي سمعت عليّاً يخطب على منبر الكوفة ويقول: 'انفروا إلى بقيّة الأحزاب' فأبغضته ودخل بغضه في قلبي!!" ومن يبغض عليّاً عليه السلام لا تقبل روايته. من |أنّ|

المراد بالجنب الجسم فأيّ حسرة وندامة تعقل؟ أم أيّ تفريط يصحّ في هذه الصورة؟ومعلوم أنّ أحدنا لا يصحّ تفريطه في الذي ليس بمقدور له، وإنّما كان كذلك لأنّ التفريط هو التقصير في الشي ء وترك المحافظة عليه، وهذا لايصحّ إلاّ فيمايكون مقدوراً للعبد، ولو كان للَّه جنب على الحقيقة لما صحّ فيه التفريط حتّى تلحق الحسرة يوم القيامة بالتقصير فيه!!

وأبوالقاسم |المذكور في البيت| هو النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو كنيته المشهورة التي كان يكنّي بها نفسه فيقول /87/ في قسمه: 'والذي نفس أبي القاسم بيده'، وهي في ألسنة الأمّة مشهورة ولله |درّ| القائل:

للَّه مما قد برا صفوة++

وصفوة الخلق بنو هاشم

وصفوة الصفوة من هاشم++

محمد النور أبوالقاسم

وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'سمّوا باسمي ولا تكنوابكنيتي'

___________________________________

هذا العموم قد تخصّص، ويأتي قريباً ذكر مخصّصه.

وقيل: إنّه قال ذلك لأنّه مرّ ذات يوم فسمع رجلاً ينادي آخر: يا |أ| با القاسم فالتفت صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الرجل |و| ظنّ أنه دعاه، حتىّ أخبر|ه الرجل| أنه أراد سواه.

واختلف العلماء في أنّ |نهيه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن| ذلك على الحظر

أوعلى الكراهة؟.

ولما ولدت لأميرالمؤمنين عليه السلام خولة ابنة يزيد من

___________________________________

كذا في أصلي، وذكر البلاذري في الحديث: "245" وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 2 ص 200 ط بيروت بتحقيق المحمودي ما لفظه:

وولد لعليّ بن أبي طالب |عليه السلام| محمّد، وأمّه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيدبن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة من الدؤل بن حنيفة بلجيم.

|و| قال عليّ بن محمد المدائني: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عليّاً إلى اليمن فأصاب خولة في بني زبيد- وقد ارتدّوا مع عمرو بن معديكرب- وصارت في سهمه وذلك في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: 'إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي'، فولدت له بعد موت فاطمة عليهاالسلام غلاماً فسمّاه محمّداً وكنّاه أباالقاسم.

وحدّثني محمد بن اسماعيل الواسطي الضرير، حدثنا أبوأسامة أنبأنا فِطر بن خليفة، عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفيّة:

عن عليّ عليه السلام أنّه قال لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إن ولد لي غلام أسمّيه باسمك وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم.

أقول: ورواه أيضاً محمد بن سعد في ترجمة محمد بن الحنفيّة من الطبقات الكبرى: ج 5 ص 91 ط بيروت، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، وإسحاق بن يوسف الأزرق، قالا:حدثنا فطر بن خليفة:

عن منذر الثوري قال: سمعت محمد بن الحنفيّة قال: كانت رخصة لعليّ |أنّه| قال: يارسول اللَّه إن ولد لي ولد بعدك أسمّيه باسمك وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم.

|و|أخبرنا محمد بن الصلت وخالد بن مخلد قالا: حدثنا الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه قال: وقع بين عليّ وطلحة كلام فقال له طلحة: "لا كجرأتك على رسول اللَّه سمّيت باسمه وكنّيت بكنيته وقد نهى رسول اللَّه أن يجمعهما أحد من أمّته بعده".

فقال له| عليّ: إن الجري ء من اجترأ على اللَّه وعلى رسوله، اذهب يا فلان فادع لي فلاناً وفلاناً- لنفر من قريش- قال: |فذهب اليهم فدعاهم| فجاؤا فقال: بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: إنّه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتي ولا تحلّ لأحد من أمّتي بعده.

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في مسند أمير المؤمنين عليه السلام- في الحديث: "730" من كتاب المسند: ج 1، ص 90 ط 1، وفي ط 2: ج 2 ص 101، بتحقيق أحمد محمد شاكر- قال:

حدّثنا وكيع، حدثنا فطر، عن المنذر، عن ابن الحنفيّة قال: قال عليّ: يا رسول اللَّه أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسمّيه باسمك وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم.

|قال:| فكانت رخصة من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعليّ.

قال أحمد محمد شاكر في تعليقه: إسناده صحيح وإن كان ظاهره إرسال لقوله: 'عن ابن الحنفيّة قال: قال عليّ'، ولكن أوضحته رواية الترمذي قال:

عن محمد وهو ابن الحنفيّة- عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال: يا رسول اللَّه |إن ولد لي ولد أسميه باسمك وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم|.

وفطر- بكسر الفاء وسكون الطاء- هو ابن خليفة، وهو ثقة صالح الحديث وثّقه أحمد وابن معين وغيرهما، والمنذر هو ابن يعلى الثوري.

والحديث رواه أبوداوود |في سننه: ج| 4 ص 448 والترمذي |في سننه: ج| 4 ص 31؟ وقال: حديث حسن صحيح.

أقول: والحديث رواه أيضاً عبداللَّه بن أحمد- أو تلميذه القطيعي- بسند آخر في الحديث: "277" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل ص 199، ط 1، قال:

حدثنا عمر بن يوسف بن الضحّاك المخرمي- في سنة خمس وثمانين ومائتين- قال: حدثنا الحسن بن شدّاد المخرمي حدثنا الحسن بن بشر، أنبأنا قيس، عن ليث، عن محمد بن الأشعث، عن محمد بن الحنفيّة:

عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم |لي|: يولد لك ابن قد نحلته اسمي وكنيتي.

ورواه العلامةالطباطبائي طاب ثراه في تعليقه عن مصادر منها الكنى والأسماء- للدولابي-: ج 1، ص 5 ثمّ قال:

ورواه البزّار في مسنده: ج 1/الورقة 58 /أ/ وفيه "محمد بن بشر، عن ابن الحنفيّة". ورواه أيضاًالدولابي بسندين في عنوان: 'الرخصة في الجمع بين اسم النبيّ وكنيته' من كتاب الكنى والأسماء: ج 1، ص 5.

ورواه أيضاً عبداللَّه بن أبي الدنيا، في الحديث: "110 تا 111" من كتابه مقتل أمير المؤمنين عليه السلام: ص 117 ط 1، قال:

حدثنا إبراهيم بن عبداللَّه الهروي قال: أخبرنا الفضل بن موسى عن فطر، عن منذر: عن محمد بن عليّ:

عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه |وسلم|: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي . فقلت: يا رسول اللَّه: إن ولد لي بعدك ولد أسمّيه باسمك وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم.

|قال:| فولد له |ابن الحنفيّة| فسّماه محمداً وكنّاه أباالقاسم.

|و| حدثنا إبراهيم بن عبداللَّه، قال: أخبرنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، قال: كان محمد بن الحنفيّة يكنّى أباالقاسم، وكان محمد بن الأشعث |بن قيس أيضاً| يكنّى أباالقاسم، وكان يدخل على |خالته أمّ المؤمنين| عائشة قال: وأحسبها كانت تكنّيه!!

ومن أراد المزيد فعليه بترجمة محمد ابن الحنفية من تاريخ دمشق من المصورة الأردنيّة: ج 15، ص 727 تا 728، وفي ط دار الفكر: ج 54 ص 324 ومختصر ابن منظور: ج 23 ص 95. سبايا بني حنيفة ولداً سمّاه

محمداً وكنّاه أباالقاسم، فوقع بينه عليه السلام وبين طلحة بن عبيداللَّه كلام فقال: إنك لتسمّي باسمه وتكنّي بكنيته وقد نهى صلى عليه وآله وسلم عن ذلك أن يجمعهما لأحد من أمته' فقال عليه السلام: إنّ الجري ء من اجترأ على اللَّه ورسوله يا فلان ادع لي فلاناً وفلاناً. فجاء نفر في أصحاب النبي |رسول اللَّه| صلى عليه وآله وسلم ومن قريش فشهدوا أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم رخّص لعلي عليه السلام أن يجمعهما وحّرمهما على أمّته من بعده.

وروى علي عليه السلام عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم |أنّه قال له |: 'يا علي يولد لك غلام نحلته اسمي وكنّيته بكنيتي'، فولد له محمد |فسمّاه محمداً وكنّاه بأبي القاسم|.

وكان عليه السلام من نجباء أولاده وعيونهم بعد الحسنين عليهماالسلام، والكيسانية تزعم أنه المهدي المنتظر، وفيه يقول كثير عزّة:

___________________________________

ولقول كثير هذا وأبياته مصادر كثيرة، ورواها أيضاً ابن عساكر في ترجمة محمد بن الحنفية من تاريخ دمشق: ج 54 ص 322 ط دار الفكر، وفي المصورة الأردنية: ج 15 ص 737 تا 738، وفي مختصره لابن منظور: ج 23 ص 95.

ألا إنّ الأئمّة من قريش++

وُلاتُ الحقّ أربعة سواء

عليّ والثلاثة من بنيه++

هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان و بّر++

و سبط غيّبته كربلاء

وسبط لايذوق الموت حتّى++

يقود الجيش يقدمه اللواء

تغيّب لايرى عنهم زماناً++

برضوى عنده عسل وماء

وروي أنّ جبريل صلى اللَّه عليه كنّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأبي

إبراهيم، وإبراهيم صلى اللَّه عليه هو أحد أولاده وأمّه مارية القبطيّة أهداها له المقوقس، وهي الّتي قال صلى اللَّه عليه وآله فيها: 'أعتقها ولدها وإن كان سقطاً'،

___________________________________

كذا في أصلي ولم يتيسر لي الرجوع إلى مصدر الحديث. معناه: ولو كان سقطاً، فاستدلّ به أكثر العلماء على أنّ الأمة تحرّر بعد ولادتها من سيّدها، لأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'أعتقها ولدها' وهذا يقتضي الحرّية، وقالوا: إنّها تكون في حكم الحرّة في حكم واحد في تحريم بيعها؟ وباقي أحكامها أحكام الأمة المملوكة في جواز النظر اليها لغير شهوة وجواز صلاتها مكشوفة الرأس والجسد سوى ما تجب على الرجل ستره فإنّها بمنزلته في ذلك، وهكذا أحكام جنايتها والجناية عليها مادام مولاها |حيّ| ولم يثبت عتقها

___________________________________

كذا في أصلي.

|قال المؤلّف:| وهذا مذهب أكثر أئمّتنا عليهم السلام وهو مذهب ح وس؟ /88/ وأكثر علماء الأمّة.

وذهب الناصر للحق أنّه يجوز بيعها.

وقوله: 'الطهر' يريد به النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأراد أنّه منزّه عن المعاصي.

و'الكسر' معروف وهو تفريق |الشي ء| الصليب؟ و'الضد' أراد به الصنم المعبود من دون اللَّه. والندّ: المثل قال تعالى: 'فلاتجعلوا للَّه أنداداً وأنتم تعلمون'|21/البقرة: 2| أي أمثالاً ونظراء. و قيل أضداداً، والمراد به الضدّ وهو في اللغة وهو |من كان| مضادّ |اً| لغيره في التدبير. وقوله: 'لاينثني' أي لايرجع عن غرضه الذي قصده.

وفي البيت فضيلة من فضائل أميرالمؤمنين سلام اللَّه عليه باهرة الضياء، قاهرة الأعداء، و ذلك هو ما:

أخبرنا به الشيخ الفاضل الورع الصالح محيي الدين أبوعبداللَّه محمد بن أحمد بن الوليد القريشي رضوان اللَّه عليه، قال: حدثنا القاضي الأجلّ الإمام شمس

الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيي رضوان اللَّه عليه، قال: أخبرنا القاضي الأجلّ الإمام قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده اللَّه، قال: حدثناالشيخ الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي المعروف بخاموش إجازة قال: حدثنا الشيخ الرئيس أبونصر قصتلي

___________________________________

كذا في متن أصلي، ولكن لفظة "نصر" كانت مكتوبةً بخط كاتب الأصل في هامشه، والرجل مترجم تحت الرقم: "246" من مختصرالسياق تاريخ نيسابور، وإليك صدر ترجمته منه، قال:

أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد أبونصر |الحنيفي| قاضي القضاة الرئيس شيخ الإسلام صدر المحافل المقدم، العزيز من وقت صباه في بيته وعشيرته الفائق أقرانه بوفور حشمته.... وأحتمل قريباً أن تكون لفظة: 'قصتلي' في أصلي محرفةً عن لفظة: 'الحنيفي' المذكورة في ترجمة الصاعدي فليحقّق. أحمد بن محمد بن صاعد قراءة عليه في الرابع عشر من شهر صفر سنة ثمانين وأربعمائة، قال: حدثنا السيد أبوطالب حمزة بن محمد بن عبداللَّه بن محمد بن الحسن الجعفر ي رضي اللَّه عنه قراءة عليه

___________________________________

ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسه وقال: فقيه ديّن. ونقله عنه حرفيّاً السيّد الخوئي طاب ثراه تحت الرقم: "4062" من معجم رجال الحديث: ج 6 ص 378 ط 1. قال: حدثنا أبوالحسين عبدالوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي

___________________________________

والحديث موجود برقم "5" في المناقب المستخرجة من كتاب المسند لأبي الحسين الكلابي عبدالوهّاب بن الحسن- المولود سنة: "309" المتوفّى عام: "396"- المطبوع في آخر مناقب ابن المغازلي ص 425 و429 وفيه:

حدثنا أحمد بن جعفر، عن عمر السوسي قال: حدثني أسباط بن محمد، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم؟ عن عليّ عليه السلام. بدمشق قراءة عليه، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن ملانس؟ قال: حدثنا محمد بن عمرو السوسي؟ قال: حدثني أسباط بن محمد، عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم:

___________________________________

هذا هو الصواب المذكور في المستخرج من مسند الكلابي وفي جلّ المصادر، وفي أصلي: 'عن ابن مريم'.

عن علي عليه السلام قال: انطلقت أنا ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى أتينا

الكعبة فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اجلس لي'. |فجلست له|فصعد على منكبي فذهبت أنهض به فرأى |بي| من ضعفي فنزل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم وجلس لي وقال: 'اصعد على منكبي'. قال: فنهض بي فإنّه يخيّل إليّ |أن| لو شئت لنلت أفق السماء حتّى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أونحاس فجعلت أزيله عن يمينه وعن شمائله ومن بين يديه ومن خلفه حتّى إذا استمكنت منه قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اقذف به'. فقذفته فتكسّر كما تنكسر القوارير، فنزلت فانطلقت أنا ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم نستبق حتّى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد منهم

___________________________________

وللحديث مصادر قيّمة وأسانيد جمّة، فرواه أبوبكر عبداللَّه بن محمد ابن أبي شيبة- المتوفىّ عام: "235"- في عنوان 'حديث فتح مكّة' من كتاب المغازي برقم: "18753" من كتاب المصنّف: ج 4 ص 488 ط الهند، وفي ط دار الكتب العلمية ببيروت: ج 7 ص 404 قال:

حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا نعيم بن حكيم قال: حدثني أبومريم عن عليّ |عليه السلام|قال: انطلق بي رسول اللَّه عليه وسلم حتّى أتى بي الكعبة....

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل-المتوفي عام "240"- في أوائل مسند عليّ عليه السلام تحت الرقم: "644" من كتاب المسند: ج 1، ص 84 ط 1،وفي ط 2: ج 2 ص 57 قال:

حّدثنا أسباط بن محمد، حدّثنا نعيم بن حكيم المدائني، عن أبي مريم، عن علي|عليه السلام|قال: انطلقت أنا والنبي صلى اللَّه عليه وسلم حتّى أتينا الكعبة...

قال أحمد محمد شاكر في تعلقيه إسناده صحيح،نعيم بن حكيم المدائني وثّقه ابن معين وغيره،وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 99/2/4 فلم يذكر فيه جرحاً.

|و|أبومريم هو الثقفي المدائني وهو ثقة وترجم له البخاري في التاريخ الكبير: 4/أ/151 فلم يذكر فيه جرحاً.

أقول: ورواه أيضاً المقدسي بسنده عن أحمد - في عنوان: "قيس الثقفي وقيل: الحنفي أبومريم" في مسند عليّ عليه السلام برقم "708" من المختارة: ج..ص 330 قال:

أخبرنا المبارك بن أبي المعالي بن المعطوش- بقراءتي عليه ببغداد- قلت له: أخبركم هبة اللَّه بن محمد- قراءةً عليه وأنت تسمع- أنبأنا الحسن بن عليّ بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبداللَّه |بن أحمد|، حدثني أبي، حدثنا أسباط بن محمد....

ورواه أيضاً- بسنده عن أحمد- عبدالرحمان ابن الجوزي- المولود سنة: "510" والمتوفّى عام: "597"- في فضائل عليّ عليه السلام في المجلس: "31" من كتاب التبصرة: ص 442 ط دار احياء الكتب العربية ببيروت قال:

أخبرنا هبة اللَّه بن محمد: أنبأنا الحسن بن عليّ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبداللَّه بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا أسباط...

ورواه أيضاً محمد بن يحيي الذ هلي النيسابوري المتوفى عام:"258" على مارواه عنه العاصمي كما في تلخيص زين الفتي: ج 1، ص 158، ط 1، قال:

أخبرنا محمد بن أبي زكريّا الثقة، قال: أخبرنا أبوبكر الجوزقي قال: أخبرنا عبداللَّه|بن محمد بن الحسن أبومحمد| الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيى |الذهلي| قال: حدثنا عبيداللَّه بن موسى قال: أخبرنا نعيم بن حكيم، عن أبي مريم الحنفي قال: حدثنا عليّ قال...

ورواه مختصراً عبداللَّه بن أحمد بن حنبل- المتوفّى سنة: "290"- في مسند عليّ عليه السلام برقم: "1301" من كتاب المسند: ج 2 ص 325 قال:

حدثني نصر بن عليّ حدثنا عبداللَّه بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن عليّ قال: كان على الكعبة أصنام فذهبت لأحمل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم إليها فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء.

ورواه أيضاً أبوبكر البزّار أحمد بن عمر البصري- المتوفّى عام: "292"- في عنوان: 'ومما روى أبومريم الحنفي عن عليّ' في مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 3 ص 21 ط 1، قال:

حدثنا يوسف بن موسى قال: أنبأنا عبيداللَّه بن موسى عن نُعَيم بن حكيم عن أبي مريم... ورواه أيضاً أبويعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي- المولود سنة:"210" المتوفى "307"- في الحديث: "32" من مسند علي عليه السلام من مسنده: ج 1 ص 251 ط 1، قال:

حدثنا زهير، حدثنا عبيداللَّه بن موسى حدثنا نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال... قال حسين سليم في تعليقه: أبومريم هو قيس الثقفي المدائني ترجمه ابن أ بي حاتم في الجرح والتعديل: ج 7 ص 601، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وترجمه البخاري في الكبير: 151/1/4، فلم يذكر فيه جرحاً، وذكره ابن حبّان في الثقات، وباقي رجاله ثقات. أقول: ورواه الحافظ الهيثمي على وجهين فيى عنوان: "باب تكسيره الأصنام" من مجمع الزوائد: ج 6 ص 23 ثم قال: رواه أحمد وابنه وأبويعلى والبزّار، وزاد بعد قوله: 'حتى استترنا بالبيوت': 'فلم يوضع عليها بعد'. يعني شيئاً من تلك الأصنام، ورجال الجميع ثقات.

أقول: ورواه أيضاً المقدسي بسنده عن أبي يعلى في مسند عليّ عليه السلام في الحديث: "709" من المختارة: ج ص 331 ط 1 قال: وأخبرنا المؤّيد بن عبدالرحيم بن الإخوة بإصبهان، أنّ الحسين بن عبدالملك أخبرهم قراءةً عليه |قال:|أنبأنا محمد بن المقرى ء أنبأنا أبويعلى حدثنا زهير...

ورواه أيضاً أحمد بن شعيب النسائي- المولود عام: "215" المتوفى سنة:"303"- في الحديث:"122" من كتاب الخصائص ص 225 بتحقيق المحمودي قال:

أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أسباط، عن نعيم بن حكيم المدائني قال: أخبرنا أبومريم قال...

ورواه- بثلاثة أسانيد عن أبي مريم- أبوجعفر محمد بن جرير الطبري المفسّر والمؤرّخ الشهير- المولود سنة "224" المتوفى عام: "310" في الحديث: "33 -31" من أخبار أبي مريم الثقفي في مسند علي عليه السلام من تهذيب الآثار: ج 1 ص 236 ط 1، قال:

حدثني عبيداللَّه بن يوسف الجبيري قال: حدثنا عبداللَّه بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم عن علي قال: انطلقت مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم إلى الأصنام التي فوق الكعبة لنكسرها فلم أقو على حمله فحملني فتناولتها فكسرتها ولو شئت- أو أردت- أن أتناول السماء لنلتها.

|و| حدثني محمد بن عبيدالمحاربي قال: حدثنا أسباط بن محمد، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم عن عليّ... وساق الحديث مطولاً ثمّ قال:

|و| حدثني محمد بن عمارة الأسدي فال: حدثنا عبيداللَّه بن موسى قال: أخبرنا نعيم عن أبي مريم، حدثني علي بن أبي طالب |عليه السلام| قال: انطلقت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليلاً حتّى أتينا الكعبة....

ثم قال الطبري- بعد إنهاء متون الأحاديث الثلاثة-: 'وهذا خبر عندنا صحيح سنده...'. ثم ذكر شواهد لصحة المتن فليلاحظ.

أقول: ورواه أيضاًمحمد بن سليمان الكوفي المتوفى عام "322" في أواخر الجزء السابع في الحديث: "1124" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 2 ص 606 ط 1، قال:

حدثني نعيم بن حكيم؟ قال: حدّثني أبومريم، عن |الإمام| علي بن أبي طالب |عليه السلام| قال: انطلق بي رسول اللَّه...

ورواه أيضاً الحاكم محمد بن عبداللَّه النيسابوري المولود "321" المتوفى "405" في أوائل كتاب الهجرة من المستدرك: ج 3 ص 5 قال:

حدّثنا أبوبكر محمد بن إسحاق، أنبأنا محمد بن موسى القريشي حدثنا عبداللَّه بن داود، حدثنا نعيم بن حكيم حدّثنا أبومريم الأسدي؟ عن علي رضي اللَّه عنه قال...

ورواه أيضاً أحمد بن حسين البيهقي- المتوفّى سنة: "458" كما رواه بسنده عنه أحمد بن محمد المكي الخوارزمي المتوفى سنة: "568" في الفصل الحادي عشر من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ص 123، ط الحديث.

ورواه أيضاً الخطيب البغدادي- المتوفى 462- في ترجمة نعيم بن حكيم المدائني برقم: "7282" من تاريخ بغداد: ج 13، ص 302 قال:

حدّثنا أبونعيم الحافظ إملاءاً، حدثنا أبوبكر أحمد بن يوسف بن خلاّد، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبداللَّه بن داود الخريبي عن نعيم بن حكيم المدائني قال: حدثني أبومريم، عن عليّ بن أبي طالب قال انطلق بي رسول اللَّه...

وأيضاً رواه الخطيب في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق: ج 2 ص 432 فليراجع إليه فانّه لا يحضرنى الآن.

ورواه ابن المغازلي الشافعي بسند آخر على وجه آخر في الحديث: "240" من مناقبه ص 202 ط 2.

و قريباً منه سنداً ومتناً رواه أيضاً الحافظ الحسكاني من أعلام القرن الرابع والخامس في تفسير الآية: "81" من سورة الإسراء، في شواهد التنزيل: ج 1، ص 453 ط 2.

ورواه أيضاً أبوالخير أحمد بن اسماعيل الطالقاني المتوفّى سنة: "590" في الحديث: "40" من أربعينه، قال:

أخبرنا أبومحمد الموفق بن سعيد، أخبرنا أبوعليّ الصفّار، أخبرنا أبوسعد النصروي أخبرنا ابن زياد السمذي أخبرنا ابن شيرويه وأحمد بن ابزاهيم، قالا: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا شبابة المدائني أنبأنا نعيم بن حكيم، أنبأنا أبومريم أنّه حدّثه:

عن عليّ بن أبي طالب قال: كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد؟ إلى أصنام قريش التي كانت حول الكعبة فنأتي العذرات |التي| حول الكعبة فنأخذ كلّ جزء برّاق بأيدينا فننطلق به إلى أصنام قريش فنلطّخها!! فيصبحون فيقولون: من فعل هذا بآلهتنا؟ فيظلّون عامّة النهار يغسلونها باللبن والماء!!

وبه قال شبابة: أنبأنا نعيم، أنبأنا أبومريم عن عليّ بن أبي طالب |عليه السلام| قال:

انطلق بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حتّى أتى بي الكعبة فقال: اجلس. فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منكبي ثمّ قال: انهض. فنهضت فلمّا رآى ضعفي تحته قال: اجلس. فجلست ونزل ثمّ جلس ثمّ قال لي: ياعليّ اصعد على منكبي. فصعدت على منكبه ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فلمّا نهض بي خيّل |إلّي أن| لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت على الكعبة وتنحّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ألق صنمهم الأكبر صنم قريش- وكان من نحاس موتّداً بأوتاد من حديد إلى الأرض- فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: عالجه. فجعلت أعالجه ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "إيه إيه" فلم أزل أعالجه حتّى استمكنت منه فقال: اقذفه. فقذفته فتكسّر، ونزوت من فوق الكعبة وانطلقت أنا والنبيّ صلى للَّه عليه وسلم نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم قال عليّ: فما صعدته حتّى الساعة.

ومن أراد المزيد فعليه بما أورده العلاّمة المجلسي قدس اللَّه نفسه في الباب: "60" من فضائل أمير المؤمنين من بحار الأنوار: ج 38 ص 76 -38.

وليراجع أيضاً ما حقّقه العلامة الأميني طاب ثراه في غديرية ابن العرندس من كتاب الغدير: ج 7 ص 10، ط 1.

وروينا بالإسناد المتقدم إلى القاضي العدل المعروف بابن المغازلى الشافعي

___________________________________

رواه ابن المغازلي في الحديث: "240" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام، ص 202. قال: حدثنا أبونصر أحمد بن موسى الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلّى الخيوطي قال: حدثنا محمد بن الحسن الحسّاني قال: حدثنا محمد بن غياث، قال: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن زيد، عن عليّ بن زيد بن جذعان، عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة: 'أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة'؟ قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: 'فأحملك فتناوله'؟ قال: بل أنا أحملك يا رسول اللَّه. فقال: صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لوأنّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مّني بضعة وأنا حيّ ماقدروا!! ولكن قف يا علي'. فضرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم /89/ يديه إلى ساقي علي عليه السلام فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض ايطيه ثمّ قال له: 'ما ترى يا علي'؟ قال: أرى أنّ اللَّه عز و جلّ قد شرّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمستها |لمسستها'خ'|. فقال له: 'تناول الصنم يا عليّ'. فتناوله |عليّ| فرمى به، ثم خرج رسول اللَّه صلى عليه وآله وسلم من تحت علي وترك رجليه، فسقط على الأرض فضحك فقال: 'ما أضحكك ياعلي'؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شي ء!! فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'فكيف يصيبك شي ء وإنّما حملك محمّد وأنزلك جبريل' عليهماالسلام؟!

قال |المولّف| أيّده اللَّه: وفي هذين الخبرين فوائد شريفة:

منها تعذّر إقلال النبي صلى اللَّه عليه و آله وسلم على أحد من الناس أجمعين من عليّ عليه السلام- على قوّته التي خصّ بها كذلك- |و| من دونه لأنّه لم يقدر على إقلاله، وأخبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأنّه لايطبق حمله ربيعة ومضر وهو حيّ.

ومنها اختصاص ذلك به صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو حيّ وإمكان ذلك وهو ميّت!! ولهذا حمل إلى قبره، والتفرقة بين الحالتين من الأعاجيب التي لاتخفى.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى قال عليّ عليه السلام: 'إنّي لو أردت أنّ أمسّ السماء لمسستها' وهذه معجزة ثالثة لأنّها ناقضة للعادات، إذ لم تجر|العادة|بأنّ أحداً من الأقوياء بحمل غيره فيكون على حاله |و| يمكنه لمس السماء!! ومنها فضل علي عليه السلام حيث حمله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على عاتقه وهذا شرف يزيد، وذكر يتجدّد ولاببيد.

ومنها إنه عليه السلام لم يصبه أذى عند نزوله ولم يحمله بشر وهذا خلاف العادة. ومنها إنزال جبريل عليه السلام له بأن حمله، وهذا فضل يتميّز به على الأنام، وانفرد به على الخاص والعام، وإن كان الرسول قد حمل الحسنين عليهماالسلام على ما نوضحه إن شاء اللَّه تعالى، وفضل الولد وشرفه يزيد في شرف والده وفضله وكذلك العكس.

/ 65