محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ومنها نزول الآية بعد ذلك مفصحة بأنّه شرى نفسه للَّه و 'شرى' هاهنا بمعنى باع وذلك شائع في اللغة قال الشاعر:

وشريت برداً ليتني++

من بعد بردٍ كنت هامة

يعني بعت وصرّح |اللَّه| تعالى فيها بما يشهد بإخلاص علي عليه السلام فقال: 'ابتغاء مرضات اللَّه' وهذا شرف شامخ ومجد باذخ، ومن أثنى عليه المليك الكريم في الذكر الحكيم أضحى قدحه قامرًا وبدره باهرًا وما عسى ثناء البشر وإن أطنبوا وتبّروا وحبّروا واستطروا وأكثروا؟!

وقال أميرالمؤمنين |عليه السلام| يذكر مبيته على فراش رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:

وقيت بنفسي خير من وطى ء الحصى++

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به++

فنجّاه ذوالطول الإله من المكر

وبات رسول اللَّه في الغار آمناً++

موقّىً

___________________________________

هذا هو الظاهرالمذكور في الحديث: "141" من شواهد التنزيل: ج 1، ص 131، ولفظ مخطوطتي من محاسن الأزهار غير واضح. وفي حفظ الإله وفي ستر

وبتّ أراعيهم ولما يشوشني؟++

وقد وّطنت نفسى على القتل والأسر

___________________________________

كذا في أصلي، وفي شواهد التنزيل: وبتّ أراعيهم وما يثبتونني.

وللأبيات مصادر وأسانيد ذكرنا بعضها في حرف الراء من الباب السادس من نهج السعادة.

و بيان أنّ عليّاً قسيم الجنّة والنار


رجعنا إلى |شرح البيت "19" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن قسيم النار بيّن لنا++

هذا إلى هذي وهذا لذي

القسيم هوالمقاسم يقال: زيد قسيم عمرو في هذه الضيعة والدار أي مقاسمه. والنار معروفة وجمعها نيران، وقوله: 'بيّن' من البيان وهو إيضاح المعنى بحيث يزول عنه اللبس، وقد تقدم تفصيل فائدة هذه اللفظة.

والنون في قوله: 'لنا' لفظها الجمع والمراد به الواحد إلاّ أنه جرى على خطاب العرب إذا صدر عن ذي رياسة ورد بما يقتضي التعظيم كما يقول الملك: 'قتلنا بني فلان واستولينا على أرضهم' وقد ورد القرآن الكريم بذلك قال تعالى 'إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون' |9/الحجر: 15| فذكر لفظ الجمع في خمسة مواضع والمراد به نفسه تعالى لأنّ شأنه فوق كلّ شأن، وسلطانه قاهر لكل سلطان، فحسن في حقّه تعالى ذلك |وهو الجدير به لا غير|.

وقوله: 'هذا إلى هذي وهذا لذي' فيه حذف وتقديره: هذا الذي يصير إلى هذي؟ وهي النار، 'وهذا لذي' يعني الجنة.

والمراد بالبيت ما انفرد به أميرالمؤمنين عليه السلام من المنقبة العجيبة والفضيلة الشريفة الغريبة وذلك هو ما:

أخبرنا به الشيخ الأجلّ /95/ العالم الورع محيي الدين أبوعبداللَّه محمد بن أحمد بن الوليد رضوان اللَّه عليه، عن أميرالمؤمنين السيد العالم بدر الدين داعي أميرالمؤمنين أبي عبداللَّه محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق عليهم السلام عن الشريف الفاضل العالم عماد الدين الحسن بن عبداللَّه رضى الله عنه، عن القاضي الأجلّ قطب الدين أحمدبن أبي الحسن الكني رضى الله عنه، قال: حدثنا القاضي أبونصر

___________________________________

لفظة: 'نصر' رسم خطّها غير جليّ في أصلي. عبدالرحيم بن المظفر بن عبدالرحيم الحمدوني قراءةً عليه، قال: حدثنا والدي قراءةً قال: حدثنا السيد الإمام المرشد باللَّه أبوالحسين يحيى بن الإمام الموفق بالله أبي عبداللَّه الحسين بن إسماعيل الجرجاني الحسني رضى الله عنه، قال: حدثنا أبوالفضل عبيداللَّه بن أحمد بن علي المقرئ الكوفي بقراءتي عليه، قال:

حدثنا أبوحفص عمرو بن إبراهيم بن أحمد الكتابي المقرئ؟ قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي الاشناني قال: حدثني إسحاق بن الحسن الحزن؟ قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي يقول:

كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا|أ|با عبداللَّه ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أنّ علياً عليه السلام قال: 'أنا قسيم النار'،

___________________________________

هذا الحديث مستفيض عن أمير المؤمنين عليه السلام، وشواهده أيضاً جمّة وسنذكر شزرةً منها. فقال: وما تنكر من ذا أليس روينا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال لعليّ: 'لايحبّك إلاّ مؤمن ولايبغضك إلاّ منافق'؟

___________________________________

هذا الحديث متواتر عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وله أسانيد ومصادر كثيرة جدّاً، وسنفردها بالذكر في رسالة مستقلة بعون اللَّه تبارك وتعالى. قلنا: بلى. قال: فأين المؤمن؟ قلنا: في الجنّة. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعليّ قسيم النار

___________________________________

وهذا المعنى وإن كان صحيحاً في حدّ ذاته، ويدلّ على اعتراف ابن حنبل بصحّة قول أمير المؤمنين: 'أنا قسيم الجنّة والنار'، ولكنّ المستفاد من كثير من الأخبار الواردة بهذا السياق إرادة معنىً آخر أقرّ لعيني محبّي أمير المؤمنين عليه السلام، وأقذى لعيون معاديه، منها ذيل الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق رفع اللَّه مقامه في الحديث: "30" من الباب: "32" من كتاب عيون أخبار الرضا- عليه السلام-: ج 2 ص 84 قال:

حدّثنا تميم بن عبداللَّه بن تميم القرشي قال: حدثني أبي عن أحمد بن عليّ الأنصاري:

عن أبي الصلت الهروي قال: قال المأمون يوماً للرضا عليه السلام: يا أباالحسن أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنار؟ وبأيّ|معنىً هو؟| فقد كثر فكري في ذلك؟!!

فقال له الرضا عليه السلام: ياأميرالمؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبداللَّه بن عباس أنّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: 'حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر'؟ فقال: بلى. فقال الرضا- عليه السلام-: فقسمة الجنّة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه فهو قسيم الجنّة والنار!! فقال المأمون: لا أبقانيى اللَّه بعدك يا أباالحسن أشهد أنّك وارث علم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

قال أبوالصلت الهروي: فلمّا انصرف الرضا عليه السلام إلى منزله أتيته فقلت له: يا ابن رسول اللَّه ما أحسن ما أجبت أمير المؤمنين؟.

فقال الرضا عليه السلام: يا أباالصلت إنّما كلّمته من حيث هو! ولقد سمعت أبي يحدّث عن آبائه عن عليّ عليه السلام أنّه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا عليّ أنت قسيم الجنّة |والنار| يوم القيامة، تقول للنار:هذا لي وهذا لك.

ورواه عنه المجلسيّ العظيم رفع اللَّه مقامه في الباب: "84" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار: ج 39 ص 193.

ومنها ما رواه عبدالوهّاب الكلابي- المولود سنة: "305" المتوفّى عام: "396" المترجم في تاريخ دمشق: ج 37 ص 314 ط دار الفكر، وفي سير أعلام النبلاء ج 16 ص 557- قال: حدّثنا أبوالأغرّ أحمد بن جعفر الملطي- قدم علينا سنة: سبع وعشرين وثلاث مائة- قال: حدثنا محمد بن الليث الجوهري قال: حدثنا محمد بن الطفيل، قال: حدثنا شريك بن عبداللَّه قال:

كنت عند الأعمش وهو عليل فدخل عليه أبوحنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا |للأعمش|: يا |أ| با محمد إنّك في آخر |يوم من| أيّام الدنيا، وأوّل |يوم من| أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في |مناقب| عليّ بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى اللَّه منها!! |ف| قال |الأعمش|: أسندوني أسندوني. فأسند، فقال: حدثنا أبوالمتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه |وآله وسلم|: إذا كان يوم القيامة قال اللَّه تبارك وتعالى لي ولعليّ: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبّكما، فذلك قوله تعالى: 'ألقيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد' |23/ق:50|.

قال |شريك|: فقال أبوحنيفة للقوم: قوموا |بنا| لا يجي ء بشي ء أشدّ من هذا!!

هكذا جاء الحديث برقم:"3" في الأحاديث المختارة من مسند أبى الحسين الكلابي المطبوعة في آخر المناقب لابن المغازلي: ص 427.

وهكذا رواه الحافظ الحسكاني- بسنده عن أبي الحسين الكلابي وغيره- في تفسير الآية: "23" من سورة 'ق' في شواهد التنزيل: ج 2 ص 265 -261 ط 2، وانظر ما أوردناه في تعليقه.

ورواه أيضاً الشيخ المفيد الحافظ عبدالرحمان الخزاعي في الحديث: "14" من أربعينه ص 54.

ومن أراد المزيد فعليه بما رواه المجلسي رفع اللَّه مقامه في الباب: "84" من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار: ج 39 ص 211 -193.

وأيضاً يراجع الباحث إلى ما رواه البحراني طاب ثراه في تفسير الآية: "23" من سور 'ق' في تفسير البرهان: ج 4 ص 225 وما بعدها.

وأيضاً يراجع الطالب ما أورده السيّد البحراني رفع اللَّه مقامه في الباب: "102" من المقصد "1" من غاية المرام ص 390 ط القديم.

|قال المؤلّف:| وفي ذلك يقول الصاحب |اسماعيل بن عبّاد ؛| شعراً:

عليّ حبّه جنّة++

قسيم النار والجنّة

وصي المصطفى حقّاً++

وخير الإنس والجنّة

وبهذا الإسناد |المتقدّم آنفاً| بعينه إلى محمد بن منصور الطوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: 'ما روي لأحدٍ من الفضائل أكثر مما روي لعلي عليه السلام'

___________________________________

ومثله رواه أيضاً- بسنده عن أحمد- الحافظ الحسكانى في الحديث: "8 -4" في الفصل الأول من مقدمة شواهد التنزيل: ج 1، ص 27 -26.

والظاهر أنّ بعض محبّي أعداء أهل البيت حرّف كلام أحمد عن مجراه الأصلي الصواب الذي ذكره أحمد، وإليك ذكر بعض من نقل كلام أحمد على وجه الصواب:

منهم ابن حجر العسقلاني فإنّه قال- في آخر ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تهذيب التهذيب: ج 7 ص 376- ما لفظه:

وقد روي عن أحمد بن حنبل أنّه قال: 'لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل ما روي لعليّ' وكذا قال النسائي وغير واحد.

وقريباً منه أفاده أيضاً ابن عبدالبرّ في أواسط ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب الإستيعاب المطبوع بهامش الإصابة: ج 3 ص 51 قال:

وقال أحمد بن حنبل واسماعيل بن إسحاق القاضي: 'لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل عليّ بن أبي طالب' وكذلك |قال| أحمد بن شعيب بن عليّ النسائي.

أقول: وقريباً منهما رواه أيضاً الحافظ الحسكاني في الحديث التاسع من الفصل الأول من مقدمة شواهد التنزيل: ج 1 ص 27 قال: أخبرنا أبوسعد السعدي بقراءتي عليه من أصله، قال: حدثنا أبوالحسين محمد بن المظفر الحافظ ببغداد، قال: حدثنا أبوالحسين العباس بن العباس الجوهري قال: سمعت حمدان بن الوراق يقول:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما روي لأحد من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الفضائل الصحاح ما روي لعليّ بن أبي طالب.

ورواه أيضاًالحاكم النيسابوري في أوّل مناقب أمير المؤمنين عليه السلام من المستدرك: ج 3 ص 107 قال:

سمعت القاضي أباالحسن عليّ بن الحسن الجراحي وأباالحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولان: سمعنا أباحامد محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: ماجاء لأحد من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه.

ورواه بسنده عنه ابن عساكر في الحديث: "1117" من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 83 ط 2 بتحقيق المحمودي.

قال |المؤلّف| أيده اللَّه: وقد فّسر أحمد بن حنبل الخبر بأن عليّاً قسيم الجنّة والنار بما ذكره و روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على معرفته بالأخبار وسعة روايته للآثار.

ثّم ما ذكرناه عنه ثانياً من: 'انه لم يرو لأحدٍ من الفضائل مثل ما روي لعليّ عليه السلام' |لا يوجب| على انّه لايظنّ به الميل و الانحرف إلى العترة عليهم السلام

___________________________________

كذا في أصلي، ولعلّ الصواب: 'عن العترة عليهم السلام'. لمباينته لطريقتهم في عقيدته التي كان عليها فإنّه يروى عنه القول بالتجسيم، والقول بقدم القرآن |عنه| بيّن وذلك ظاهر

___________________________________

كذا في أصلي غير أنّ لفظة: "بيّن" كانت مكتوبة بخطّ الأصل بين السطرين، ولعلّ الصواب: "وقوله بقدم القرآن بيّن وذلك ظاهر".

وقد نقلت مناظرةالقاضي أحمد بن أبي دؤاد في قدم القرآن بين يدي المعتصم العباسي وهي مشهورة، وذلك إنّه لمّا صرّح بقدم الكلام قال له: أخبرني هل يقدراللَّه على أن يكلّم غير من كلّم من أنبيائه أم لا؟ فقال:'لايقدر' لأنّه عنده قديم فلا تتعلق القدرة به والحال هذه فارتكب القول بأنّه تعالى لايقدر على ذلك ثمّ جلد جلدًا مبرحاً بسبب التصريح بما حكيناه عنه.

وفي الخبر دلالة واضحة على عصمة أميرالمؤمنين عليه السلام وذلك لأنّ الكبيرة لوجاز أن تقع منه لم يكن مبغضه مقطوعاً بإثمه بل يكون قد فعل مايجب عليه، فكان يبطل قوله عليه السلام: 'ولايبغضك إلاّ منافق'.

فإن قيل كيف يستقيم قوله: 'لايحبّك الاّ مؤمن' والغلاة/96/محبّون له وهم غير مؤمنين.

قلنا: إنهم لايعدّون في محبّيه على الحقيقه كما لاتعدّ النصارى- الذين قالوا: 'إنّ

المسيح ابن اللَّه'- ممن يحبّه على الحقيقة، وذلك لأنّ المحبّة لاتصحّ إلاّ بالإتّباع، ومن قال: 'إنّ عيسى ابن اللَّه' ؛ لم يكن متّبعاً له عليه السلام بل يكون معانداً له مكذباً لما جاء به، لأنّه صلى اللَّه عليه وسلم دعا إلى خلاف ذلك، كما حكاه اللَّه تعالى عنه قال: 'إنّي عبداللَّه آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكوة ما دمت حيّاً' |31-30 مريم: 19| والمعلوم ضرورة أنّه من البشر، فكيف يكون إلهاً؟! فإذا كانت النصارى لاتعدّ في من يحبّه عليه السلام على الحقيقة، فكذلك حال الغلاة الذين يعتقدون أنّ علياً إله |أ| و أنّه نبيّ إلى غير ذلك من إختلاقهم وإفكهم عليه سلام اللَّه عليه، فبقي الخبر متناولاً للمؤمنين الذّين صحّ إيمانهم وانتفعوا بمحبته عليه السلام وكانت من خصال الإيمان التي لايكمل |الإيمان| إلاّ بها.

في أنّ علياً يسقي على حوض الكوثر أحبائه ويطرد عنه الكافرين والمنافقين


ونرجع إلى |شرح البيت: "20" من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه|عليه السلام:

وزلفة الكوثر من ربّها++

يسقي ويُقصي بعضهم بالعصيّ

قد تقدّم الكلام في معنى الزلفة وأنّها الدرجة الشريفة، والكوثر مأخوذ من الكثرة- كنوفل مأخوذ من النفل الذي هو الإعطاء- ومعناه الكثير النوافل وهي العطايا، قال الشاعر:

إنّ تقوى ربنا خيرنفلٍ++

وباذن اللَّه ريثى وعجل؟

يريد أن التقوى خير عطية لأنّه يفضي بصاحبه إلى الفوز بالجنّة والنجاة من النار، ولافوز أعلى منه عند كلّ متأمّل، والكوثرالذي من شأنه الكثرة في إعطائه قال الشاعر:

وأنت كثير يا بن مروان طيّب++

وكأن أبوك ابن العقايل كوثراً؟

والكوثر: الغبار أيضاً.

والربّ هوالسيّد المالك. والربّ: الصاحب. والربّ: المصلح للشي ء يقال: ربّ الأديم أي أصلحه، وأديم مربوب أي مصلح. والربّ: المربي لغيره بطريقة التشبيه،واللَّه تعالى ربّ العالمين لأنّه سيّد هم والمالك للتصرّف عليهم.

ويسقي معروف |يقال:| سقى يسقي سقياً |الرجل: أعطاه ماءاً ليشرب. والفعل على زنة 'رمى' وبابه. ويقال:| سقاه يسقيه سقيا؟ إذا أوصل إليه الشراب، وأسقاه إذا جعله له سقياً. والسقي: الحظّ من الشرب. واستسقى: طلب السقيا من غيره، ومنه قيل صلاة الاستسقاء لأن الناس يطلبون السقيا من اللَّه تعالى، ومنه الحديث: إنّ عمر |لمّا| استسقى بالعباس عليه السلام قال: 'اللهم إنّا نستسقيك بعّم نبيّك صلى اللَّه عليه وآله وسلم' فسقاهم اللَّه، تعالى فقال عتبه بن أبي لهب:

بعمّي سقى اللَّه الحجاز وأهله++

عشية يستسقي بشيبته عمر

توجّه بالعباس في الجدب راغباً++

فماكرّ حتّى جاء بالديمة المطر

ومنّا رسول اللَّه فينا تراثه++

فهل فوق هذا للمفاخير مفتخر

وقوله: /97/ 'ويقصي' مأخوذ من الإقصاء وهوالطرد |يقال:|. أقصاه يقصيه إقصاءاً إذا أبعده، ومنه قوله تعالى: 'فحملته فانتبذت به مكاناً قصيّاً' |22/مريم: 19| أي بعيداً. و 'بعضهم' نقيض 'كلهم' وهذا أحد الوجوه الّتي

يصلح الاستدلال بها على إثبات العموم في لغة العرب، وذلك المعلوم من عادتهم؟ أنّهم يستعملون البعض في مقابلة الكلّ فيقول القائل لغيره: أكرمت كل القوم أوبعضهم؟ فلوكانت لفظة كلّ غير مستغرقة بل هي موضوعة للخصوص لصار تقدير كلامه أكرمت بعض القوم أوبعضهم وهذا غير مقصود عند أهل اللغة؟ بل لو قاله قائل عدّ كلامه في نهاية الركاكة دون الفصاحة؟ وكان يجب إذا أفاد الكلّ البعض أن لايحسن أن يجيبه بذكرالكلّ، فإذا سئل أكرمت كلّ القوم وكان قد أكرم جميعهم لم يحسن منه أن يقول في الجواب: أكرمت كلّهم لأنّه لم يسأل هل أكرم الكلّ وإنّما سئل هل أكرم البعض فلايحسن أن يجيب بذكر الكلّ لأنّه يكون قد أجاب عمّا لم يسأل فيجرى قبح الجواب في هذه الصورة مجرى قبحه لو قيل له: أكرمت القوم؟ فيقول: أكرمت البهائم!! ومعلوم ثبوت التفرقة بين الجوابين في الحسن، وفي ذلك أوفى دليل على أن في اللغة لفظاً يفيد الاستغراق وهو كلّ.

'والعصيّ' جمع العصا 'والكوثر' المذكور في البيت هو الذي أراده اللَّه تعالى بقوله: 'إنّا أعطيناك الكوثر' |1/الكوثر: 108| وقد سئل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن الكوثر، فقال: 'نهر أعطاني اللَّه تعالى أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر'. فقال عمر: إنّ تلك الطير ناعمة!! فقال |النبيّ|: 'أكلها أنعم منها يا عمر'.

وروي عنه صلى اللَّه عليه وآله أنّه قال: 'أعطيت الكوثر فصيرت يدي إلى تربته فإذاً مسك أذفر، وإذاً حصباؤه اللؤلؤ، وإذاً نهر يجري على الأرض جرياً ليس بمشقوق'.

والمقصود من البيت التنبيه على الفضيلة الجليلة والدرجة النبيلة لعليّ عليه السلام وذلك ثابت فيما: رويناه بالإسناد المتقدم إلى القاضي العدل المعروف بابن المغازلي الشافعي قال: حدثنا أبومحمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني

___________________________________

كذا في الحديث: "156" من مناقب ابن المغازلي: ص 119، ورسم الخطّ من أصلي في 'الغندجاني' غير جليّ.

وأيضاً قريباً منه رواه ابن المغازلي في الحديث: "289/172" من كتاب المناقب: ص 232/131.

وأيضاً قريباً منه رواه الحافظ أبونعيم في ترجمة سوّار بن أحمد بن أبي سوّار من تاريخ إصبهان: ج 1 ص 341 قال:

حدثنا سوّار بن أحمد، حدثنا عليّ بن أحمد بن بشر الكسائي حدثنا أبوالعباس الهيثم بن أحمد الزيداني حدثنا ذوالنون بن إبراهيم المصري حدثنا مالك بن أنس:

عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جدّه |عن أبيه عن جدّه| قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: اذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على ظهراني جهنّم لايجوزها ولا يقطعها إلاّ من كان معه جواز بولاية عليّ بن أبي طالب.

وروى ابن السمان بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: التقى أبوبكر وعليّ بن أبي طالب "رض" فتبسّم أبوبكر في وجه عليّ فقال له |عليّ|: مالك تبسّمت |في وجهي؟| قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: لا يجوز أحد الصراط الاّ من كتب له عليّ الجواز.

هكذا رواه المحبّ الطبري نقلاً- عن ابن السمان- في فضائل عليّ عليه السلام من كتاب ذخائر العقبى: ص 71.

ومن أراد المزيد فعليه بما جاء في تفسير آية المودّة ص 82 ط 1، وما في الباب: "54" من السمط الأول من فرائد السمطين: ج 1: ص 289 ط 1، وما في الباب: "33" من كتاب الأربعين المنتقى. قال:

أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمد الحفّار، قال: حدثنا أبوالقاسم إسماعيل بن علي بن |علي بن| رزين بن عثمان بن عبدالرحمان بن عبداللَّه بن بديل

___________________________________

هذا هو الصواب الموافق لمصادر ترجمته، وفي المناقب لابن المغازلي: 'عبيداللَّه بن يزيد بن ورقاء...'، وفي أصلي المخطوط: 'عبداللَّه بن يزيد...'. بن ورقاء الخزاعي قال: حدثنا علي بن الحسين السعدي قال: حدثنا إسماعيل بن موسى السدي قال: حدثنا ابن فضيل، قال حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد:

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'عليّ يوم القيامة على الحوض، لايدخل الجنّة إلاّ من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام'. وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إذا كان يوم القيامة أقف على الحوض، وأنت يا علي والحسن والحسين تسقون شيعتنا وتطردون أعداءنا'.

قال |المؤلّف| أيّده اللَّه: وسيرد ذلك في أخبار أخر إن شاء اللَّه تعالى.

وهذا يشهد بشرف علي عليه السلام وولديه الحسن والحسين عليهم السلام، وقد صرّح صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأنّهما يسقيان شيعتهم ويطردان أعداءهم فإذا علمنا أن معاوية وأتباعه ويزيد وأشياعه من أعداء أميرالمؤمنين وأولاده /98/ علمنا على القطع أنّهم يطردون عن حوض الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم الذي من شرب منه لم يظمأ أبداً، ووجب أن يكونوا ممن يسقى من الحميم و شراب الصديد في الجحيم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، و قد نظم ذلك بعض الشعراء- ويروى انّها لزين العابدين عليه السلام- فقال:

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: 'نظم ذلك بعض الشعراء فقال- ويروى أنّها لزين العابدين-'. وللأبيات مصادر، وقد ورد في بعضها أنّها للإمام الباقر عليه السلام كما في تفسير آية المودّة الورق 47 /أ/ وفي ط 1: ص 162.

ورواه على وجه آخر أبوالمعالي محمد بن محمد بن زيد العلوي- المتوفّى سنة: "478"- في المجلس: "13" من كتابه: عيون الأخبار الورق 41 /ب/ قال:

سمعت والدي رحمه اللَّه يقول: سمعت بعض شيوخنا يقول: كنت بمدينة الرسول عليه السلام فرأيت على باب مسجد رسول اللَّه صبياناً يديمون اللعب ويكثرون الشغب فانتهرتهم ونفضتهم فقال أحدهم:

ألا نحن للحوض ذوّاده++

نذود ونحرس روّاده

فمن سرّنا نال منّا المنى++

ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان يسمعنا جفوةً |ظ|++

فإنّ القيامة ميعاده

فما ساد من ساد إلاّ بنا++

ولاخاب من حبّنا زاده

.

لنحن علىّ الحوض روّاده++

نذود ونسعد وُرّاده

و ما فاز من فاز إلاّ بنا++

و ما خاب من حبّنا زاده

و من سرّنا نال منا السرور++

و من ساءنا ساء ميلاده

و من كان ظالمنا حقّنا++

فإنّ القيامة ميعاده

وقال الآخر:

ربّ هب لي من المعيشة سؤلي++

واعف عنّي بحقّ آل الرسول؟

واسقني شربةً بكفّ عليّ++

سيّدالأوصياء زوج البتول؟

/ 65