محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الأعاجم موفورة، وقد برزوا إلى ساحتها للحرب والقتال وهم من نخب جند العجم

___________________________________

وهاهنا رسم الخطّ في أسطر من أصلي غامض وكتبناها على الظنّ. فلما تواقفت الصفوف وبدأت الزخوف كان أمام عسكره معلّماً يكرّ على أعدائه قدماً ويجرّعهم صاباً وعلقماً، حتّى لم يعرف معه أحد في حملته ولاتشهد معاضداً له عند كربته

___________________________________

كذا في أصلي مع غموض رسم الخطّ في كلمات منه. ففاز بهذه المنقبة- الى غير ذلك- الّتي هي أظهر من الشمس، و أشهر من الصلوات الخمس و قد فصّلنا طرفاً |منها| في الحدائق الوردية في هذا المعنى عند ذكر كلّ إمام.

في بيان علم أئّمة أهل البيت عن حالهم


ونرجع إلى |شرح البيت: "31" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

علومهم تخبر عن حالهم++

فاسأل بها الطّبّ الخبير الحفيّ

العلوم جمع علم، و قولنا: 'علم' يفع على فوائد ثلاث؟:

أحدها العلم الّذي هوالمعلوم كما يقال علوم آل محمّد صلى اللَّه عليه و عليهم أي معلوماتهم و هي تصانيفهم الّتي و ضعوها، و يقال علم أبي حنيفة وس رحمة اللَّه عليهما و على هذا المعنى قال تعالى: 'ولايحيطون بشي ء من علمه إلّا بما شاء' |255/البقرة: 2| أي من معلوماته، ولهذا استثنى بقوله: 'إلّا بما شاء' وهو ما خلق فينا علماً ضرورياً به، أونصب عليه دليلاً، وهذا الإستثناء يحقق أنه أراد بالعلم المعلوم، خلافاً للصفاتية

___________________________________

وهم الأشاعرة القائلون بزيادة الصفات الذاتية من الحياة والقدرة والعلم وغيرها على ذاته تعالى وأنّها قديمة. فإنهم يعتمدون على ذ لك في إثبات علم القديم تعالى وعندهم أنّه قديم مع اللَّه تعالى وهذا بلاشبهة يبطل الوحدانية الّتي أجمعت عليها الأمّة للقديم، لأنه لايسعهم القول بأنه تعالى واحداً لا ثاني له يشاركه في القدم إذا كان العلم قديماً وكذلك الكلام في سائر القدماء فقد عدوّا ثمانية أشياء قديمة وجعلوها ذواتاً موجودة سوى ذات الباري تعالى فلهذا قلنا: بأنهم أبطلواالوحدانية لفظاً و معنى، و ما أشبه حالهم بقول عبّاد الأوثان فإنّهم كانوايقولون في تلبيتهم: لبيّك /206/ لا شريك لك إلّا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك.

فكأنّ الباري تعالى لاشريك له في القدم عند هؤلاء الأشعرية إلّا ثمانية قدماء فزادوا على عبّاد الأوثان!! لأنّهم جعلوها شركاء للباري تعالى و قضوا بأنه يملكها وهذا لايملكها على مذهب الأشعرية، فإنّ هذه الأشياء قديمة فلا يصح كونها مملوكة للقديم سبحانه، كما لايصح كونها أن تكون مملوكاً لأنّ المملوك هو من يمكن فيه التصرف، و هذا مفقود في القدماء عند كلّ متدبر.

وثانيها: العلم المفيد بحال العالم كما يقول القائل: جرى كذا بعلمي أي وأنا عالم به، وعلى هذا قال تعالى: 'أنزله بعلمه' |166/النساء: 4| معناه وهو عالم به.

وثالثها: العلم الّذي يقصده المتكلّمون بالذكر و حده، و هو المعنى الّذي يوجب

سكون النفس، و هو من نوع الإعتقاد، و هذا لايجوز أن يحمل عليه شي ء من الآيات الّتي أضاف الباري تعالى العلم إلى نفسه، ألا ترى أنّه لو كان عالماً بعلم موجود لم يخل حاله |من ثلاث|:

إمّا أن يكون قديماً فلا قديم إلا اللَّه تعالى و لوكان قديماً لكان مثلاً له- تعالى عن الأمثال- و قد قال: ذوالعزة والجلال: 'هو الأوّل والآخر والظاهر' |3/الحديد 57| فامتدح بأنّه الأوّل وإنّما يتمّ هذا التمدح بأن يكون منفرداً بالوجود فيما لا أوّل له، فإذا كان العلم لا أولّ لوجوده بطلت فائدة الإمتداح.

وإمّا أن يكون محدثاً فلايصحّ منه إحداثه

___________________________________

الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي أصلي: "الا يصحّ منه إحداثه...". لأنّه لايمكنه أن يحدثه ما لم يكن بها عالماً، لأنّ من ليس بعالم فإنه يكون جاهلاً، و من كان من كلّ وجه جاهلاً فلايمكنه إحداث العلم إذ قد علمنا أن من لم تكمل له علوم العقل لايمكنه إكتساب العلوم النظرية، ولا وجه لذلك الاّ انه غير كامل العقل وان كان قد يعلم كثيراً من المعلومات، فمن كان غير عالم أولى أن لايمكنه إحداث العلم، فاتّضح

___________________________________

الظاهر أنّ هذا هو الصواب الّذي جاء هاهنا بين سطرين من أصلي المخطوط بخطّ يقرب من خطّ أصلي، فيه على نسق الأسطر هكذا: 'فمن هو عالم أولى أن لا يمكنه إحداث العلم له- أو به- نصح أنّه تعالى...'. أنّه تعالى لايجوز أن يكون عالماً بعلم و إنما هو تعالى عالم لذاته على معنى أنه لايفتقر في ثبوت هذه الصفة إلى مؤثر و لهذا علم جميع المعلومات، فلو كان عالماً بعلم لما وجب ذلك، ولهذا يتعذّر علينا أن نعلم جميع المعلومات ولاعلّة لذلك إلّا أنّا عالمون بعلم فيجب مثله في القديم تعالى لو كان عالماً بعلم، فهذا في معنى العلم لغةً واصطلاحاً.

وقوله: 'يخبر' مأخوذ من الخبر، والخبر هو ما يصحّ فيه التصديق والتكذيب، وهو قسمان- لاثالث لهما-: صدق و كذب، لأنّه إمّا أن يكون يخبره- أوما يجري مجراه- على ما هو به فهو الصدق؟ أو لا |يكون| على ما هو به فهو الكذب، ولا واسطة بين أن يكون مخبره على ما |هو| به أولا؟.

خلافاً لما يحكى عن الجاحظ فإنّه زعم أنّه لابدّ أن يكون المخبر عالماً وإلّا

لم يوصف خبره بأنّه صدق ولا كذب.

وهذا باطل فإنّ اليهود كاذبون في قولهم: إنّ محمّداً صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليس بنبي. وهم لايعلمون كذبهم وإن جاز في بعض مردتهم ذلك وهم العارفون /207/به على النعوت التامّة في التوراة، ولهذا قال تعالى: 'يعرفونه كما يعرفون أبناءهم' |146/البقرة: 2| ولكن ذلك لايعمّ الكافّة منهم وإنّما يوجد في العارفين منهم بالتوراة على ضرب من التّفصيل.

والمخبر فاعل الخبر، و قد يتجوّز في المخبر بمن لايفعل الخبر إذا كان في منزلة الناطق وهو المعبّر به عن نطق الحال لا نطق المقال، ولهذا قال بعضهم: 'اسأل الأرض من شقّ أنهارك و غرس أشجارك و أطلع ثمارك؟ فإن لم تجبك حواراً أجابتك اعتباراً'، يريد أنّها إن لم تجبك محاورة |تجيبك اعتباراً| و |المحاورة|هي المراجعة بالكلام من التحاور، قال تعالى: 'واللَّه يسمع تحاوركما' |1/المجادلة: 58| أي تراجعكما بالكلام. فالأرض إن لم تجب محاورةً- وهو بالكلام- فإنّها تجيب اعتباراً!! يريد أنّ فيها من الآيات والأعاجيب الّتي اذا نظر فيها الناظر أفضت به إلى برد اليقين في إثبات صانع عالم مدبّر مقدّر، وذلك لأنّ الأعاجيب المركّبة والبدائع المدبّرة لايجوز في قضايا العقول أن تكون مستغنيةً عن مدبّر يدبّرها، فإن كلّ عاقل يعلم بضرورة عقله أنّها لاتكون كتابة من غير كاتب، ولا بناء من غير بان، فكيف تنموا الأشجار أو تفتق الأزهار أو يختلف الليل والنهار؟ أوتكون الأرض على ما هي عليه من القرار، أو الشمس المشرقة الأنوار، أو القمر النوّار، بغير مدبّر مختار عزيز جبّار؟!! لايكون ذلك عند منصف لبيب، ومنصف أريب؟.

و قوله: 'عن حالهم' الحال عند أهل اللغة هوالوصف الّذي عليه الإنسان وكأنّه عندهم في الأكثر لما يتغيّر ويتبدّل من الصفات الّتي هي الأعراض القائمة بالمحلّ، ولهذا يقول القائل مخاطباً لغيره: كيف حالك يافلان. يريد بذلك السؤال عن الأمور الّتي هي قارة فيه؟.

و أمّا |الحال| في اصطلاح المتكلمين فهي المزيّة الّتي يعلم بها الذات عليها من دون اعتبار الغير، و ما يجري مجراه، وذلك نحو وجود الموجود وتحيّز الجوهر،

وكونه كائناً وكونه جوهراً وما أشبه ذلك.

و قوله: 'فاسأل' مأخوذ من السئوال |مصدر| سأل يسأل فهو سائل، والسؤال كلام مخصوص يطلب به الواحد ممن خاطبه أمراً من الأمور نحو قول القائل: أعندك زيد؟ ألقيت عمرواً؟ هل العالم قديم أوحادث؟ و ما أشبه ذلك من أنواع السؤال، ومنه ما يرد في أمور الدين، ومنه ما يرد في أمور الدنيا، ومنه ما يقبح ومنه ما يحسن، ومنه ما يجب عنه الجواب ومنه ما لايجب، ومنه ما يرد في مورد السؤال وليس بسؤال أيضاً؟ نحو قوله تعالى: 'ءَأنت قلت للناس اتخذوني |وأمّي إلهَين|' |116/المائدة: 5| هذا في صور السؤال والمراد به الإنكار، فهو استفهام في صورة الإنكار لما نسب إلى روح اللَّه عيسى صلى اللَّه عليه وسلم.

و قوله عليه السلام: 'بها' فالضمير يرجع إلى العلوم الّتي سبق ذكرها.

والطبّ: العالم. والطبّ: السحر أيضاً و فلان مطبوب أي مسحور، هذا في لسانهم.

والخبير: /208/ العليم وهو في صفته تعالى بهذا المعنى قال تعالى: 'وهو اللطيف الخبير' وقال: 'و لاينبّئك مثل خبير' والخبير: الزراع؟ والخبير: زبد لغام البعير وغيره، والخبير: النبات. والخبر: الوبر ومن امثالهم: الخبير من الخبير أي الوبر من النبات.

والحفيّ: المستقصي في السؤال، قال الأعشى:

فإن تسألي عنّي فياربّ سائل++

حفيّ عن الأعشى به حيث أصعدا

وأصل الباب المبالغة في الشي ء والاستقصاء، و منه: حفيت بفلان إذا بالغت في إكرامه. وأحفى شاربه إذا بالغ في أخذه حتّى استأصله، وقد حفي الرجل يحفى إذا أثر في رجله السير لعدم النعل والخفّ، وقوله تعالى حاكياً عن إبراهيم صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنه كان بي حفيّاً' |47/مريم: 19| قيل: لطيفاً رحيماً. و قيل: باراً. و قيل: عودني الاجابة،

___________________________________

كذا في أصلي المخطوط، ولعلّ الصواب: وعدني الإجابة. هذه ألفاظ البيت.

والمعنى في ذلك أن علوم أهل البيت عليهم السلام الّتي وضعوها في تصانيفهم تكشف

عن كنه ما تنطوي عليه قلوبهم من غزارة العلم ووفور الفهم، وأنّ العارف بها إذا سئل عنها- وكان كثير الخبرة والاحتفاء بالسؤال لهم والبحث عن موضوعاتهم- وُجد عنده من دلائل ذلك و شواهده ما يقضي لهم بعلو الدرجات والفوز بالكرامات.

وقد روينا عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ما يؤيّد ما قلناه، ويشهد بصحة ما ذكرناه، وذلك ثابت فيما روينا بالإسناد المتقدم إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه عليه السلام

___________________________________

رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث: "42" من باب فضل أهل البيت عليهم السلام من ترتيبه: ج 1 ص 156 ط 1. قال:

حدّثنا أبوأحمد قال: حدّثنا أبومحمّد قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن مصعب البجلي قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: حدّثنا أبوحفص الصائغ، عن أبي سلمة الصائغ، عن عطية:

عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لاتعلّموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلّوا'.

قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه: وهذا يقضي بأنّ العترة عليهم السلام لهم في العلم المزية العظمى واليد الطولى والبسطة الواسعة والرتبة النافعة، وعلومهم أظهر من أن يحتاح إلى كشف و إيضاح، و إن شئت أيّها السامع فابحث عن تصانيفهم الرائقة وكتبهم الفائقة فإنّك تجد بحراً زخّارًا وخضماً تيّاراً وعلماً يسطع سناه في الآفاق، وعرفاناً يحكي إنارة الشمس عند الإشراق، وليس بين الأمّة مراء في أنّ لهم الدرجة العليا، غير أنّ من الأمّة من يرى ما ذكرناه ولايعمل به، فيكون اعترافه حجّة عليه، والرواية في هذا المعنى جمّة كثيرة.

روينا أنّ زيد بن عليّ سلام اللَّه عليه وعلى آبائه الأكرمين أقام في حبس هشام بن عبدالملك

___________________________________

رسم الخطّ من أصلي غير جليّ ويساعد أن يقرأ: "في جيش هشام بن عبدالملك...". خمسة أشهر يفسّر لهم سورة الفاتحة والبقرة، قال الراوي: |وكان| يهذّ ذلك هذّاً.

وقال عليه السلام في كلام له:

___________________________________

رواه السيّد أبوطالب في أماليه في كلام طويل كما في الحديث: "10" من الباب السابع من تيسير المطالب: ص 103 ط 1. واللَّه ما وقفت هذا الموقف حتّى علمت علم أبي علي بن الحسين وعلم جدّي الحسين بن عليّ وعلم عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول اللَّه- صلى اللَّه عليه وآله وسلم /209/- و عيبة علمه وإنّي لأعلم أهل بيتي؟ واللَّه ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي ولا انتهكت محرّماً منذ عرفت أنّ اللَّه يؤاخذني.

وأشباه ذلك كثير مما نقلنا في أحواله بالإسناد، و هكذا حال العترة من أئمّة الدين والعترة الهادين، وقد فصّلنا كثيراً من ذلك في الحدائق |الوردية|وإنّما نذكر هاهنا اليسير.

في بيان شرح علم الأئمّة


ونرجع إلى |شرح البيت: "32" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

في كلّ فنّ لهم مذهب++

في العلم يهديك بأمر جليّ

|لفظة| "كلّ" من الألفاظ العامّة و لهذا يصحّ تاكيد العموم بها فنقول جاء القوم كلهم ولولا أنّها عامّة لما صحّ ذلك

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: 'وإلّا لما صحّ ذلك'.

والفنّ واحد الفنون وهي فنون العلم المعروفه، والفنّ في اللغة: النوع والصنف وعليه حمل بعضهم الآية- وهى قوله تعالى-: 'ذواتا أفنان' |48/الرحمن: 55| واحدها: فنّ وهو النوع والصنف من الثمار والفواكه.

وفيهم |أي وفي العلماء| من قال: الأفنان: الأغضان وواحدها- على هذا-: فنن.

والمذهب: سيرة الرجل وطريقته الّتي يختارها. والمذهب: الخلاء الّذي يذهب إليه أيضاً للحاجة.

وفي الإصطلاح: المذهب ؛ الّذي لا يعلم صحته ولافساده إلّا بدليل، غير أنّ هذا لايطّرد، لأنّه لايتناول إلّا ما هو معلوم، وقد علمنا ان المذهب يكون مظنوناً كما أن يكون معلوماً، لأنّ الاجتهاديات يدخلها ما ذكرناه، فلابدّ في الحدّ أن يجمع الأمرين، فيكون المذهب على هذا |هو| ما لا يعلم أو لايظنّ صحّته ولافساده إلّا بدليل أو أمارة فالأمارة يتعلّق بالظنّ والدليل يتعلق بالعلم، والعلم يفيد معناه؟

والهداية أصلها: الدلالة والبيان قال تعالى: 'وامّا ثمود فهديناهم' |17/فصّلت:41| وقال تعالى: 'وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ' |52/الشورى: 42| أي تدلّ وتبيّن؟

والأمر يستعمل في وجوه:أحدها القول المخصوص وهو قول القائل لغيره: افعل أو لتفعل على وجه الاستعلاء دون الخضوع، مع كون المورد للصيغة مريداً لما تناولته.

وثانيها بمعنى الشأن كما يقول القائل: ما أمرك أي ما شأنك؟.

وثالثها بمعنى الغرض |مثل قولهم:| 'لأمر ما جذّع قصير أنفه' أى لغرض.

ورابعها الأمر الّذي لمكانه يثبت الحكم كما يقال: لابدّ من أمر لأجله وجدت هذه الحوادث أي مؤثّر؟ ولابدّ من أمر لأجله تحرّك الجسم و هو الحركة، ولابدّ من أمر لأجله يحيّز الجوهر و هو الجوهرية إلى غير ذلك.

والجليّ هو الظاهر، قال تعالى: 'فلمّا تجلَّى ربّه للجبل جعله دكّاً' |143/الأعراف: 7| أي ظهر أمر ربّه، و جلىّ فلان خطابه أي أظهره حتّى زال اللبس.

والمعنى في ذلك أنّ كلّ فنّ من فنون العلم إذا تأمّل المنصف مذاهب أهل البيت عليهم السلام فيه وجد دلائله ظاهرة وبراهينه باهرة وعرف أنّها أقرب إلى الصواب وأحرى على العقل ومحكم /210/ الكتاب، وإن تدبّرت أيّها الناظر العلوم الفقهيّة وجدت لترجيحاتهم المزيّة، ورأيت |لهم| التعليلات القويّة، ومتى أردت أن يزول عنك صداء الإشكال، وترتفع دجنة الضلال، فتأمّل ما وضعه الإمام العالم النحرير الناطق بالحقّ، الظافر بتأييد اللَّه عزّ وجلّ أبوطالب يحيي بن الحسين بن هارون الحسني

___________________________________

المولود سنة: "340" المتوفّى عام: "424" المترجم في حرف الياء برقم: "1197" من كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية: ص 724. سلام اللَّه عليه في شرح التحرير، فإنّك ترى فيه من العجائب ما لا تراه في كتاب من كتب أهل العلم، وإن شئت الوقوف على الغرائب والفتاوى العجائب ويواقيت العلم الثمينة وجواهره المكنونة وجدتها لأخيه زاهد الزهّاد، وعابد العبّاد- المحلّى في حلبة السباق، المؤّيد باللَّه- أبي الحسين أحمد بن الحسين

___________________________________

المولود عام: "333" المتوفّى سنة: "411" المترجم برقم: "72" من كتاب أعلام المؤّلفين الزيدية: ص 64. سلام اللَّه عليه، وغيرهما ممّن يطول بذكره الكتاب، ويخرجنا عن الغرض، وقد أوردنا كثيراً من أحوالهم- وإن كان في الحقيقة قليلاً- في الحدائق الوردية.

في تنزّه أهل البيت من شرب الخمر والاستماع إلى الغناء والمزامير


ونعود إلى |شرح البيت: "33" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

لم يشربوا الخمر ولا شاقهم++

ترجيع ألحان حروف الرويّ

الشرب معروف |وهو مصدر| شرب يشرب شرباً |على زنة منع وبابه|. والشرب- بكسر الشين النصيب- قال اللَّه تعالى: 'لها شرب ولكم شرب يوم معلوم' |155/الشعراء:26| أراد أن نصيب الناقة من الماء يوم و نصيبهم يوم آخر.

والخمر معروفة، و سمّيت خمراً قيل: لأنها تخامر العقل أي تخلطه. و قيل: لأنها تستره أي تغطّيه، و منه سمّي الشجر خمراً لأنّه يغطّى الأرض، وعلى هذا سمّي خمار المرأة خماراً لأنّه يغطّي رأسها، وليس يمتنع أن يكون الأصل في اشتقاق اللفظة ما ذكرناه ثمّ نفر في هذا المائع المخصوص حتّى لايجب

___________________________________

رسم الخطّ في أصلي من قوله: 'نفر- أو تعرف؟-...لا يجب' غامض وكتبناه على الظنّ. كلّ ما أزال العقل خمراً، كما أنّ الأبلق عبارة عمّا اجتمع فيه السواد والبياض و مع ذلك راعوا أن يكون في الخيل دون غيرها من الأجسام.

وشاقهم- أي حرّك شوقهم- مأخوذ من الشوق وهي شدّة نزاع النفس إلى الشي ء لشهوة مفرطة إليه بعد أن يكون غائباً عن الإنسان.

والترجيع: تردّد الصوت في الخلق كما يفعله أهل الغنا.

والألحان: جمع لحن و هو فحوى الكلام و معناه |و| قال اللَّه: 'ولتعرفنّهم في لحن القول' |3/محمّد 47| أي في معناه قال الشاعر:

ولقد لحنت لكم لكي ما تفقهوا++

ووحيت وحياً ليس بالمرتاب

واللحن: الفطنة، و منه قوله صلى اللَّه عليه وآله: 'إنّكم لتختصمون إليّ ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بشي ء من مال أخيه فإنّما أقطع له قطعة من النار'

___________________________________

الحديث معروف ورأيته في مصادر كثيرة ولكن لم يتيسّر لي المراجعة. يريد أن بعضكم أفطن بإيراد وجه الحجّة من الآخر، فلحسن إيراد حجّته- لفطنته- يظفر بغير حقه فلا يحلّ له أخذه إذا كان عالماً أنّه لاحقّ له في الحقيقة بل يكون حراماً.

/ 65