محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


رجل بقول إذاتحدّث: قال لي++

جبريل أرسلني إليك اللَّه

وقال آخر:

إن شئت تمدح قوماً للَّه لا لتعلّه@

فاقصد بمدحك قوماً هم الهداة الأدلّة

أخبارهم عن أبيهم عن جبرائيل عن اللَّه++

ويكفيك في فضل عليّ عليه السلام بما ذكرناه أنّه شي ء لم يتّفق لأحد من ولد آدم صلى اللَّه عليه وسلم لأنّ اللَّه تعالى هو الخاطب، والملائكة شهود، |و| الموضع الّذي عقد فيه ذلك أشرف الأمكنة و هو عند سدرة المنتهى، والنثار من أشرف شي ء في العالم ما بين الدرّ الأزهر، والياقوت الأحمر، هذا ما فوق السماوات العلى.

وعلى ظهر الأرض العاقد محمّد سيّد البشر والشفيع يوم المحشر، وكان هو الذي يسوق البغلة بها صلى اللَّه عليه و عليها ليلة زفافها، ثمّ جاء جبريل في سبعين ألفاً وميكائيل في مثل ذلك ردفاً للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم |و|صلوات اللَّه عليهم عند الزفاف، و أخبرا أنهم هبطوا لهذا الغرض.

فهل علمت أيّها السامع بمثل هذا لأحد من الخليقة؟ كلاّ ما كان ولا يكون، فدع عنك فاسدات الظنون، واعرف حقّ تراجمة الكتاب المكنون وقدّمهم في أمورالدين على الأنام فهم الصفوة من أهل الإسلام والدعاة إلى دارالسلام، فالزم حبّهم قلبك واجعله ممازجاً لبّك؟ |وللَّه دَرُ القائل|:

لو شقّ عن قلبي ترى وسطه++

سطران قد خطّا بلا كاتب

العدل والتوحيد في جانب++

وحبّ أهل البيت في جانب

ولرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم الفضل على البشر من مضى منهم و من غبر، و فضل عترته نعمة عليه من اللَّه زاده بها فضلاً.

روينا عن الحاكم رضى الله عنه رواه عن النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال لعليّ عليه السلام: 'أوتيت ثلاثاً لم يؤتهنّ أحد و لا أنا! أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي، وأوتيت صدّيقة مثل ابنتي |و| لم أوت مثلها زوجة، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ولكنّكم منّي وأنا منكم'

___________________________________

للحديث مصادر، وجاء أيضاً في الحديث: "158" من كتاب صحيفة الرضا،ص 247.

و رواه أيضاً الشيخ الصدوق رحمه اللَّه في الحديث: "188" من الباب: "31" من كتابه: عيون أخبار الرضا- عليه السلام-: ج 2 ص 48 قال:

حدّثنا أبوالحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزي المعروف ب 'المروزي' في داره قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عبداللَّه النيسابوري قال: حدّثنا أبوالقاسم عبداللَّه بن أحمدبن عامر بن سليمان الطائي بالبصره، قال: حدّثنا أبي في سنة ستين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا عليه السلام سنة "194".

يا عجباً كلّ العجب ممن ينحاز إلى أضدادهم ولايخلص للَّه في ودادهم، ومناقبهم قد أشرقت إشراق الشموس والأقمار، و غضّ من شعاعها شعاع النهار، وكم من آية شريفة ألبستهم من الثناء رداءً قشيباً، وسقت روض فضلهم فأضحى غصنه غصناً رطيباً، جهدت بنو أميّة في دفن مناقبهم فازدادت إشراقاً، وأكثروا على أوليائهم إرعاداً وإبراقاً و هي أبداً تعلو السهى ويرويها ذووالنهى.

روينا بالإسناد المتقدّم إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه عليه السلام

___________________________________

رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية- كما في أواخر عنوان: 'الحديث السابع في فضل أهل البيت عليهم السلام كافة ..' من ترتيب أماليه: ج 1 ص 155 ط 1، قال: وحدّثنا أبومنصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، قال: حدّثنا أبواسحاق ابراهيم بن هارون بن محمد الخوري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور، قال: حدثنا أحمد بن عبداللَّه الهروي الشيباني، عن |الإمام| الرضا عليّ بن موسى عليه السلام.

وحدّثني أبوعبداللَّه الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء، عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن عليّ قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال:

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا عليّ إنّك أعطيت ثلاثاً لم يعطها أحد قبلك |قال عليّ| قلت: فداك أبي وأمّي وما أعطيت؟ قال: أعطيت صهراً مثلي وأعطيت مثل زوجتك؟ وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين.

ورواه أيضاً الشيخ الطوسي رفع اللَّه مقامه في الحديث: "46" من الجزء: "12" من أماليه ص 354 قال:

أخبرنا ابن الصلت |أبوالحسن أحمد بن محمد بن هارون الأهوازي سماعاً منه في مسجده بشارع دار الرفيق ببغداد في سلخ شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربع مائة| قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا عليّ بن محمد القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن محمد بن عليّ، عن أبيه، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه:

عن عليّ بن أبي طالب قال: فال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعليّ: يا عليّ إنّك أعطيت ثلاثة ما لم أعط أنا؟ قلت: يا رسول اللَّه ما أعطيت؟ فقال: أعطيت صهراً مثلي ولم أعط،وأعطيت زوجتك فاطمة ولم أعط |مثلها| وأعطيت مثل الحسن والحسين ولم أعط.

ورواه المجلسي أعلى اللَّه مقامه عنهما وعن غيرهما في الباب: "74" من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار: ج 9 ص 372 ط الكمباني وفي ط الآخوندي: ج 39 ص 89. ومن أجلى مكارم فاطمة ومعاليها صلوات اللَّه عليها ما رواه جماعة منهم البيهقي في أواخر الباب: "61" من كتاب شعب الإيمان: ج 6 ص 467 ط دار الكتب العلمية ببيروت، قال: وروينا في كتاب الفضائل عن عائشة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم؟:

أنّ فاطمة كانت إذا دخلت عليه |أي على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم| قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه،وكان إذا دخل |النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم| إليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلته وأجلسه في مجلسها.

ورواه أيضاً الترمذي بذيل طويل في مناقب فاطمة عليهاالسلام من كتاب المناقب برقم: "3872" من سننه: ج 5 ص 657 قال:

حدثّنا محمد بن بشّار، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمروعن عائشة بنت طلحة،عن عائشة أمّ المؤمنين قالت:

ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً برسول اللَّه |صلى اللَّه عليه وسلم| في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه، |ثمّ| قالت:

وكانت اذا دخلت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم اذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبّلته وأجلسته في مجلسها. وساق الحديث الى آخره ثم قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة!. قال: حدثنا

الشريف أبومحمد عبداللَّه بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عبدالرحمان الحسني /157/ البطحاني بالكوفة بقراءتي عليه قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا عبدالعزيز- يعني ابن يحيى- قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا قال: حدّثنا عبداللَّه- يعني ابن الضحّاك- عن هشام بن محمّد، عن أبيه ولوط بن يحيى قالا: وّجه هشام بن عبدالملك برأس زيد بن عليّ إلى المدينة إلى إبراهيم بن هشام المخزومي فنصب رأسه فتكلّم أناس من أهل المدينة و قالوا لإبراهيم: لاتنصب

رأسه. فأبى |إبراهيم فنصبه| وضجّت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم كيوم حسين عليه السلام، فلمّا نظر كثير بن عبدالمطلب السهمي إلى رأس زيد عليه السلام بكى وقال نضّر اللَّه وجهك أباالحسين وفعل بقاتلك. فبلغ ذلك إبراهيم بن هشام وكانت أمّ المطلب أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب فكان كثير الميل إلى بني هاشم، فقال له إبراهيم: بلغني عنك كذا وكذا؟ فقال: هو ما بلغك. فحبسه و كتب إلى هشام، فقال وهو محبوس:

إنّ امرءً كانت مساويه++

حبّ النبي لغير ذي ذنب

وبني حسين وولدهم++

___________________________________

كذا في أصلي، و في المطبوع من ترتيب أمالي الخميسية: 'وبني أبي حسن وولدهم...'.

من طاب في الأرحام و الصلب

ويرون ذنباً أن أحبّكم++

بل حبّكم كفّارة الذنب

فكتب فيه إبراهيم إلى هشام فكتب إليه هشام أن أقمه على المنبر حتّى يلعن عليّاً وزيداً فإن فعل وإلاّ فاضربه مائة سوط على مائة، فأمره أن يلعن عليّاً فصعد المنبر فقال:

لعن اللَّه من يسبّ عليّاً++

و بنيه من سوقة وإمام

يأمن الطير والحمام ولايأ++

من آل النبي عند المقام

طبت بيتاً وطاب أهلك أهلاً++

أهل بيت النبي والإسلام

مرحباً بالمطيّبين من الناس++

___________________________________

كذا في أصلي، و في المطبوع من ترتيب أمالي السيّد المرشد باللَّه: مرحباً بالمطيبين من الرجس و أهل الإحلال والإحرام والأظهر: 'مرحباً بالمطهرين من الرجس...'.

وأهل الإحلال والإحرام

رحمة اللَّه والسلام عليكم++

كلّما قام قائم بسلام

قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه: انظر إلى أمير المؤمنين بزعم الجهلة العمين هشام بن عبدالملك اللعين و أمره بسبّ صفوة الأنام بعد الأنبياء عليهم السلام وأبي العترة الكرام، وأين هذا- قاتله اللَّه و قتله- مما افترضه اللَّه على عباده على لسان نبيه صلى اللَّه عليه وآله حيث يقول: 'لاتصلّوا عليّ الصلاة البتراء'. قالوا: وما

الصلاة البتراء؟ قال: 'أن تصلّوا عليّ ولاتصلّوا على آلي'

___________________________________

رواه ابن حجر الهيتمي في كتابه الصواعق المحرقة: ص 89.

ورواه أيضاً السمهودي في أوائل الباب الثاني من المجلد الثاني من جواهر العقدين: ج 2 ص 49 ط بغداد. فكيف يرتضي ذو نظر من يأمر بسبّ أميرالمؤمنين و ذرّيته الميامين الّذين قضوا بالحقّ وبه يعدلون؟ و هل يجوز أن يجتمع فرض الصلاة عليهم و سبّهم؟ هذا مالا يقبله عقل سليم ولا يرتضيه ذو فكر مستقيم، وإنّما غلب الجهل على كثير من الأمّة و |الذين| لم يرقبوا في عترة نبيّهم إلّاً ولاذمّة.

في اختصاص علي بأنّه أبوسبطي النبي وأنّ ذريّة رسول اللَّه من صلبه، وفيه كثير من فضائل السبطين


ونعود إلى |شرح البيت: "28" من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

مَن /158/ نجّل السبطين بيّن لنا++

عمّي ومحمود السجايا أبي

نجّل: أولد. والنجل: النسل والولد. ونجل ناجل: كريم النجل. ويقال: قبّح اللَّه تعالى ناجليه أي أبويه وأصله الاستخراج.

والإنجيل هو كتاب عيسى بن مريم صلوات اللَّه عليه، قيل هو من نجلت أي استخرجت، ونجلت الإهاب إذا شققته من عرقوبيه كما يسلخ الجلد؟ والنجل: الرمي بالشي ء |يقال:| نجلت الناقة الحصى بمناسمها نجلاً |أي رمتها| والنجل: سعة العين في حسن، وطعنة نجلاء أي متّسعة.

والسبط: الرهط والقبيلة قال اللَّه تعالى: 'وقطّعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً' |160/الأعراف: 7| مأخوذ من السبوط كأنّهم يجرون الأمور بسهولة لاتّفاقهم في الكلمة. وقيل: |هو| مأخوذ من السبط وهو ضرب من الشجر فجعل الأب الّذي يجمعهم كالشجرة الّتي تتفّرع منها الأغصان الكثيرة.

والسبطان- هاهنا-: الحسن والحسين ابنا عليّ عليه السلام.

و"بيّن" من البيان وهو إظهار الشي ء بحيث يتّضح للغير، وذلك يكون بالدليل الكاشف عنه على التفصيل، وقد يكون بالقرائن الّتي إذا ترادفت اضطرّ السامع إلى معرفة المراد بالخطاب، وهذا إنّما يتأتّى في من يعلم مراده بالإضطرار، وذاته أيضاً كما في الشاهد دون الغائب؟.

وأصل البيان: القطع والانفصال، ومنه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أبين من الحيّ فهو ميّت'

___________________________________

هذا الحديث معروف بين المسلمين، ولم يتيسّر لي الرجوع الى مظانّ مصادره. يريد ما انفصل منه فهو ميتة يحرم الانتفاع به كما يحرم الانتفاع بالميتة، فكأنّ الشي ء عند وضوحه قد نئا أي انفصل عن اللبس والخفاء وصار في جنبه للوضوح والجلاء؟.

وأمّا في أصول الفقه فإن البيان في مقابلة المجمل، والمجمل ما لايمكن معرفة المراد بلفظه نحو قوله تعالى: 'وآتوا حّقه يوم حصاده' |141/الأنعام: 6| فإنّ ذلك مجمل لانه لاينبئ عن مقدار الحقّ الّذي يحب أداؤه فهو مجمل بهذا الإعتبار،

وإن كان غير مجمل في إفادة الوجوب على الجملة.

وأمّا البيان فيستعمل في معنيين: خاصّ وعام، فأمّا العام فإنّه بمعنى الدلالة ولهذا يقول القائل: بيّن لي فلان كذا وكذا أي دلّني عليه، وبيّن فلان الطريق لفلان أي دلّه عليها، وبيّن اللَّه تعالى للعباد الفرائض الّتي افترضها عليهم أى نصب لهم الأدّلة الدالّة عليها.

وأمّا المعنى الخاصّ فهو ما دلّ على المراد بخطاب لايستقلّ بنفسه في الدلالة عليه، وقد يكون قولاً وقد يكون فعلاً فأمّا القول فنحو ما نقل عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من بيان القدر الّذي يجب فيه الزكاة وهو الحقّ المجمل الّذي ذكره اللَّه تعالى بقوله: 'وآتوا حقّه يوم حصاده' فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة'

___________________________________

وليلاحظ الحديث في الجوامع الحديثية والفقهية.

وأمّا الفعل فنحو إحالته لنا على صلاته نحو قوله: 'صلّوا كما رأيتموني أصلي'. ونحو |قوله|: 'خذوا عنّي مناسككم'

___________________________________

والحديثان قطعيّا الصدور عنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

فصارت أفعاله في الحج كاشفة لنا على المراد بقوله |تعالى|: 'وللَّه على الناس حجّ البيت /159/ من استطاع إليه سبيلا' |97/آل عمران: 3|، وأفعاله في الصلاة موضحة لنا المراد بقوله تعالى: 'وأقيموا الصلوة' إذ هو مجمل.

والعمّ معروف وهو صنو الأب، والمراد به العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه.

وفي الخطاب حذف وهو همزة الاستفهام، تقديره: أعمّي هذا |نجّل السبطين أومحمود السجايا أبي؟| وهو شائع قال الشاعر:

فواللَّه ما أدري وإن كنت دارياً++

بسبع رمين الجمر أم بثمان

معناه أبسبع؟ والحذف جائز في كلامهم إذا كان فيما بقي دلالة على ما حذف.

والمحمود من يكثر الثناء عليه لشرف خصاله وكرم خلاله وهو بمعنى الممدوح؟. والسجايا واحدتها: سجيّة وهي خلائق الإنسان؟ الشريفة الّتي يعتادها حتىَّ تصير بمنزلة الطبع. والأب معروف.

والمقصود من البيت التنبيه على فضيلة أميرالمؤمنين عليه السلام بما خصّه اللَّه تعالى من ولادة السبطين الحسن والحسين عليهماالسلام إذهما طراز ثوب الشرف الرفيع وظود الحلم العالي المنيع؟ وبحر الجود القاذف بالدرر؟ وغمام العلم الهاطل بالدرر؟ وما ظنّك لمن والده الرسول وحيدر والبتول |وما| أحسن فيه القائل حيث يقول:

إليكم كلّ مكرمة تؤول++

إذا ما قيل جدّكم الرسول

أليس أبوكم الهادي عليّ++

وأمّكم المطهّرة البتول

وفضلهما الفضل الظاهر وقدحهما في المجد القدح القامر، وبدر شرفهما البدر الباهر، ومناقبهما أكثر من أن يحصى في مثل هذا الكتاب وإنّما نذكر اليسير رعايهً لحقهما وكشفاً عن فضلهما وفضل أبيهما فضلهما عليهم السلام.

روينا بالإسناد المتقدّم إلى القاضي العدل المعروف بابن المغازلي الشافعي رحمه الله

___________________________________

رواه ابن المغازلي في عنوان: 'حديث الأعمش والمنصور' في الحديث: "188" من مناقبه ص 143.

والسند المذكور هاهنا هو السند الأول من كتاب المناقب، وإليك السند الثاني والثالث، قال: وحدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن عبداللَّه العكبري حدّثنا عبداللَّه بن عتاب بن محمّد، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا أبومعاوية، قال: حدّثنا الأعمش قال: أرسل إلَيّ المنصور.

وحدّثنا محمد بن الحسن، حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن عبداللَّه |العكبري، حدّثنا عبداللَّه| بن عتاب بن محمّد العبدي، حدّثنا أحمد بن عليّ العمّي، حدّثنا إبراهيم بن الحكم قال: حدّثني سليمان بن سالم، حدّثني الأعمش قال: بعث إليّ أبوجعفر المنصور- |قال ابن المغازلي| وقد دخل حديث بعضهم في بعض واللفظ لعمر بن شبّة قال: وجّه إليّ المنصور فقلت للرسول: لما يريدني أميرالمؤمنين؟...

أقول: وللحديث مصادر كثيرة وأسانيد أخر نذكر بعضها في تعليقنا على ختام الحديث فليلاحظ. ما يذكره بطرق ثلاث نذكر طريقاً منها قال:

حدّثنا أبوطالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرح بن الأزهر بن الصيرفي البغدادي رحمه الله قدم علينا واسطاً قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسين بن سليمان، قال: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن عبداللَّه العكبري قال: حدّثنا أبوالقاسم عبداللَّه بن عتاب الهروي قال: حدّثنا عمر بن شبّة بن عبيدة النميري قال: حدّثنا المدائني:

عن الأعمش قال: وجّه إليّ المنصور فقلت للرسول: فما يريدني أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعلم. فقلت أبلغه أنّي آتيه ثمّ تفكّرت في نفسي فقلت ما دعاني في هذا الوقت لخير، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فإن أخبرته قتلني. قال: فتطهرت ولبست أكفاني وتحنّطت ثمّ كتبت وصيتي ثمّ صرت إليه فوجدت عنده عمروبن عبيد فحمدت اللَّه تعالى على ذلك وقلت |في نفسي|: وجدت عنده عون صدق من أهل البصرة. فقال لي: ادن يا سليمان. فدنوت فلما قربت منه أقبلت على عمروبن عبيد أسأله وفاح مني ريح الحنوط، فقال: يا سليمان ما هذه الرائحة؟ واللَّه /160/ لتصدقني وإلّا قتلتك!! فقلت: يا أمير المؤمنين أتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي مابعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلّا ليسألني عن فضائل عليّ فإن أخبرته قتلني فكتبت وصيّتي ولبست كفني وتحنطت!!!

فاستوى |المنصور| جالساً وهو يقول: لا حول ولا قوة إلّا باللَّه العلي العظيم، فقال: أ تدري يا سليمان ما اسمي؟ قلت: نعم يا أميرالمؤمنين. قال: ما اسمي؟

قلت: عبداللَّه الطويل بن محمّد بن عليّ بن عبداللَّه بن عباس بن عبدالمطلب. قال: صدقت فأخبرني باللَّه وبقرابتي من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كم رويت في عليّ من فضيله من جميع الفقهاء؟ وكم يكون؟ قلت: يسير يا أميرالمؤمنين. قال: على ذلك؟ قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد.

فقال: يا سليمان لأحدّثنّك في فضائل عليّ عليه السلام حديثين يأكلان كلّ حديث رويته عن جميع الفقهاء فإن حلفت أن لاترويهما لأحد من الشيعة حدّثتك بهما. فقلت: لا أحلف ولا أخبر بهما أحداً منهم، فقال:

كنت هارباً من بني مروان وكنت أدور البلدان أتقرب إلى الناس بحبّ عليّ و |بذكر|فضائله وكانوا يأوونى ويطعموني ويزوروني ويكرموني ويجمّلوني حتّى وردت بلاد الشام، وأهل الشام كلّها إذا أصبحوا لعنوا عليّاً عليه السلام في مساجدهم لأنّ كلّهم خوارج وأصحاب معاوية، فدخلت مسجداً وفي نفسي منهم ما فيها، فأقيمت الصلاة فصلّيت الظهر وعليّ كساء خلق فلمّا سلم الإمام اتّكأ على الحائط وأهل المسجد حضور فجلست فلم أر أحداً منهم يتكلّم توقيراً لإمامهم فإذاً

بصبيّين قد دخلا المسجد فلمّا نظر إليهما الإمام. قال: ادخلا مرحباً بكما ومرحباً بمن سمّيتكما بأسمائهما واللَّه ما سمّيتكما بأسمائهما إلّا لحبّ محمّد وآل محمّد فإذا أحدهما يقال له الحسن والآخر حسين فقلت فيما بيني وبين نفسي:قد أصبت اليوم حاجتي ولاقوة إلّا باللَّه وكان شاباً إلى جنبي فسألته: من هذا الشيخ ومن هذان الغلامان؟ فقال: الشيخ جدّهما وليس في هذه المدينة أحد يحبّ عليّاً عليه السلام غير هذا الشيخ، ولذلك سمّاهما الحسن والحسين فقمت فرحاً وإنّي يومئذٍ لصارم لا أخاف الرجال، فدنوت من الشيخ. فقلت: هل لك في حديث أقرّ به عينك؟ قال ما أحوجني إلى ذلك، وإن أقررت عيني أقررت عينك. فقلت: حدّثني، أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. فقال لي: |من أنت و| من والدك ومن جدّك؟ فلمّا عرفت أنّه يريد أسماء الرجال فقلت: |أنا| محمّد بن عليّ بن عبداللَّه بن العباس، |عن أبيه| قال:

إنّا كنّا

___________________________________

وهذه القطعة من الحديث رواها أيضاً- ولكن باختصار- سلمان الفارسي المحمدي رفع اللَّه مقامه، كما رواه بسنده عنه الحافظ الطبراني في الحديث: "150" من ترجمة الإمام الحسن برقم: "2677" من المعجم الكبير: ج 3 ص 65 ط 2 قال:

حدّثنا الحسين بن محمد الحنّاط الرامهرمزي حدثنا أحمد بن رشد بن خيثم الهلالي حدثنا عمّي سعيد بن خيثم، حدّثنا مسلم الملائي عن حبّة العرني وأبي البختري:

عن سلمان قال: كنّا حول النبي صلى اللَّه عليه وسلم فجاءت أمّ أيمن فقالت: يا رسول اللَّه لقد ضلّ الحسن والحسين. قال: ودلك راد النهار- يقول:ارتفاع النهار- فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: قوموا فاطلبوا ابنيّ. قال: فأخذ كل رجل |من الصحابة| تجاه وجهه؟ وأخذت نحو النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فلم يزل |يسير النبيّ| حتّى أتى سفح الجبل وإذاً الحسن والحسين ملتزق كلّ واحد منهما صاحبه وإذاً شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار، فأسرع إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فالتفت محاطباً لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثمّ انساب فذخل بعض الأحجرة؟ ثمّ أتاهما |النبيّ| فأفرق بينهما ومسح وجههما وقال: بأبي وأمّي أنتما ما أكرمكما على اللَّه.

ثمّ حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر فقلت: طوباكما نعم المطيّة مطيتكما. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما.

ورواه الهيثمي عنه في باب مناقب الحسن والحسين عليهماالسلام من مجمع الزوائد: ج 9 ص 182. مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فإذاً فاطمة عليهماالسلام قد أقبلت

/ 65