محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فاعله ومنشيه، فهو الّذي خلق اليهودية والنصرانيّة والمجوسية وعبادة الأوثان وتكذيب الرحمان من ذوي الإفك والعدوان وتكذيب الرسول صلى اللَّه عليه وآله وتصديق مسيلمة في أتباعه و خلق فيه دعوى النبوة وأراد ذلك كلّه، بل كل مخزية وقاذورة و فضيحة في الدنيا من ابتدائها إلى انتهائها.

ونقل عنه أيضاً القول بالإرادة لأنّه قال لوكره اللَّه مانحن فيه لغيّره

___________________________________

وقريباً منه رواه حبّ معاوية ابن كثير، عن حبّ بني أمية قيس بن أبي حازم- كما في مسند معاوية من كتابه: جامع المسانيد: ج 11، ص 619 قال:

|قال| قيس بن أبي حازم: رأيت معاوية يخطب- وقد نقه من مرضه وقد حسر عن ذراعيه- فذكر الحديث موقوفاً وفيه-: لو كره اللَّه شيئاً لغيّره.

رواه النسائي من حديث هشيم عن اسماعيل عنه به.

وقال محققه في تعليقه: رواه النسائي في آخر النعوت من سننه الكبرى على ما في تحفة الأشراف: "447 :8". يعني |ما كان يعمله| من الجور والظلم و سائر الأمور القبيحة.

ولو أضاف واحد إرادة الجور والفساد و الكفر والعناد إلى الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان من الكافرين لأنه بخس من حقه عظيم

___________________________________

لفظ أصلي هاهنا غير جليّ وكتبناه على الظنّ. فكيف بمن أضاف ذلك إلى ربّ العالمين وحقه فوق كلّ حق ولامثل له ولانظير، فمن أضاف إليه ذلك كان أجدر بالكفر، فصحّ أنّ معاوية كافر فامّا بمحاربته لعليّ عليه السلام فلايبلغ إلى حدّ الكفر

___________________________________

لماذا لا يبلغ إلى حدّ الكفر- لو فرض لفاعلها إيمان واقعي- و قد استفاض عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم انّه قال: 'سباب المسلم فسوق وقتاله كفر'.

ولهذا الحديث أسانيد ومصادر في جوامع حفّاظ آل أميّة ولكن لم يتسيّر لي عاجلاً مراجعتها وتعيين محلّ ذكر الحديث منها، فليراجع مسند سعد بن أبي وقاص من مسند أحمد بن حنبل وغيره.

وكيف لا يكفر من حارب عليّاً والحسن والحسين وقد استفاض قول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في شأنهم: 'أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم' وانظر طرق الحديث في الحديث: "97 تا 199" من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من المعجم الكبير: ج 3 ص 40 والحديث: "162" من ترجمة الإمام الحسن وتعليقاته من تاريخ دمشق ص 97 تا 100، ط بيروت بتحقيقنا.

ولاحظ أيضاً ما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير آية التطهير في الحديث: "665" من شواهد التنزيل: ج 2 ص 44 ط 2.

ورواه أيضاً الخركوشي في عنوان: "فضيلة أهل البيت" من كتابه شرف المصطفى من نسخة قيّمة في المكتبة الظاهرية الورق 172 /ب/ قال:

وعن أمّ سلمة وعائشة "رض" قالتا:إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم |حين| اشتمل بالعباء سمعناه يقول- وقد ألصق ظهر عليّ الى صدره وظهر فاطمة؟ والحسن على يمينه والحسين على يساره ثمّ عمّهم ونفسه بالعباء حتّى غطّاهم- |و| قالت عائشة: ولقد لفّفهم فيه حتّى أنه جعل أعلى أطرافه تحت قدميه- ثمّ قال: ورفع طرفه الى السماء وأشار بسبّابته وما كاد يبين وجه؟: الّلهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي أنا سلم لمن سالمهم |و| حرب لمن حاربهم، اللهمّ وال من والاهم وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم.

قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وجبريل حاضر أمّن على الدعاء وقال: وأنا معكم يا محمد؟ قال: نعم. وأخذاً بإطلاق الأدلّة المتقدمة- وما في معناها- الآبية عن التقييد، قال المحقق الطوسي في آخر المقصد الخامس من كتاب التجريد: 'محاربو عليّ كفرة ومخالفوه فسقة'.

لماذا لايكفر معاوية وقد سنّ سبّ عليّ عليه السلام و قد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من سبّ عليّاً فقد سبّني'. كما رواه النسائي في الحديث:"91" من خصائص أمير المؤمنين ط بيروت ص 196 بتحقيقنا.

ورواه أيضاً أبوبكر ابن أبي شيبة في الحديث: "50" من مناقب عليّ عليه السلام من كتاب المصنّف: ج 12، ص 77 ط الهند.

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث: "260" من مسند أمّ سلمة من مسنده: ج 6 ص 323 ط 1، ورواه عنه ابن كثير في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ البداية والنهاية: ج 7 ص 354.

وأيضاً رواه أحمد في الحديث: "133" من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل: ص 90 ط 1.

وقد سنّ معاوية سبّ أمير المؤمنين عليه السلام في جميع الأجواء الإسلامية حتّى في الحرم المّكي والروضة النبويّة، وامتدّت هذه السنّة الإلحادية في طول الدولة الأموية إلاّ في أيّام عمر بن عبدالعزيز أو في أواخر أيّامه.

وقد عدّد بعض المنصفين من أهل السنة بعض بدع معاوية وعلّقها على أول مسند معاوية من جامع المسانيد: ج 11، ص 562 تا 567، وقال في ص 566 منه:

وثمّة بدعة أخرى كريهة ظهرت في عهد معاوية وهي أنّ معاوية نفسه وسائر ولاته بأمره كانوا يكيلون السبّ والشتم لسيّدنا عليّ بن أبي طالب في خطبهم على المنابر لدرجة أنّهم- لعنهم اللَّه- كانوا يلعنونه- وهو أحبّ أقرباء رسول اللَّه الى قلبه الشريف- من فوق منبر المسجد النبوي نفسه وأمام الروضة النبويّة ذاتها، وكان أولاد سيّدنا عليّ وأقرب أقربائه يسمعون هذا اللعن بآذانهم |ولا ناصر لهم لرفع هذه الزندقة الاموية|.

وروى الحاكم بسنددين- وصحّحه هو والذهبي- في الحديث: "46 و47" من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة: ج 3 ص 131، وزاد فى طريقه الثانى: 'ومن سبّني فقد سبّ اللَّه'.

لماذا لا يكفر معاوية- لو ثبت سبق ايمان له- وقد أبغض أشدّ أنحاء البغض من تواتر نصّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقوله فيه: 'يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك الاّ منافق'.

ورواه أيضاً الحاكم في الحديث:"46" من مناقب أميرالمؤمنين من كتاب مناقب الصحابة المستدرك: ج 3 ص 121.

ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث: "133" من فضائل عليّ من كتاب الفضائل: ص 90، وفي الحديث:"260" من مسند أمّ سلمة من مسنده: ج 6 ص 323 ط 1، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية: ج 7 ص 354.

وكيف لايكفّر معاوية وقد حارب عليّاً والحسن والحسين و قد استفاض عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال لهم ولفاطمة صلوات اللَّه عليهم أجمعين: 'أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم'.

وانظر مصادر الحديث وأسانيده في الحديث: "99 -97" من ترجمة الإمام الحسين من المعجم الكبير: ج 3 ص 400 والحديث:"162"و مابعده وتعليقاته من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص 97 تا 100/ بتحقيقنا، والحديث: "665" من شواهد التنزيل: ج 2 ص 44 ط 2.

وكلّ ذلك من باب المدارات مع الذين يعتقدون إيمان معاوية وامّابحسب الواقع فإنّ معاوية لم يؤمن قطكما قاله النقيب أبوجعفر الحسني- على ما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار "139" من نهج البلاغة: ج 10، ص 226- قال: إن معاوية من أهل النار لا لمخالفته عليّاً ولا بمحاربته اياه |فقط| ولكن عقيدته لم تكن صحيحة ولا إيمانه حقاً و كان من رؤس المنافقين هو و أبوه ولم يسلم قلبه قط، و إنّما اسلم لسانه.

أقول: وأخذاً بإطلاق الأدلة المتقدمة الآبية عن التقييد- و ما في معناها- قال المحقق الطوسي في آخر المقصد الخامس من كتاب التجريد: 'و محاربو عليّ كفرة ومخالفوه فسقة'.

وما أبدع ما أناده العلامة الطباطبائى طاب ثراه في أواخر منظومة السهم الثاقب قال:

فعندنا يكفر من ناصب في++

خلافة الطهر بلا توقف

إذجاء من ناصيه فيها كفر++

و حارب اللَّه و سيّد البشر

ومن أراد المزيد فعليه بما أورده آية اللَّه السيّد الحسن القزويني طاب ثراه في ردّ مخاريق ابن تيميّة من كتاب الإمامة الكبري: ج 1، ص 129 تا 133، ط 1.

وليراجع أيضاً ما أفاده العلامة الأميني قدس اللَّه نفسه في الغدير: ج 2 ص 102و ج 10، ص 267 و ما حولها. لأنّ المشهور أن عليّاً عليه السلام لمّا سئل عن أهل نهروان- وهم الخوارج-:

أَكُفّار هم؟ فقال: 'من الكفر هربوا' ظ فقيل: أمؤمنون؟ فقال: 'لو كانوا مؤمنين لما حاربناهم'. قيل: فما هم؟ قال: 'إخواننا بالأمس بغوا علينا فقاتلناهم حتّى يفيؤُا إلى أمراللَّه'

___________________________________

والحديث غير ثابت، ولم نجد من أخرجه غير ابن كثير فإنّه ذكره في آخر أمر الخوارج في نهروان من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ البداية والنهاية: ج 7 ص 289 قال: وروى الهيثم بن عدي |الكذّاب الوضاع باتفاق أهل الجرح و التعديل كما في ترجمته من لسان الميزان: ج 6 ص 209 ط 1، قال:| حدّثنا إسماعيل، عن خالد، عن علقمة بن عامر..و مشايخ ابن عدي الواقع في سلسلة سند الحديث أيضاً مجاهيل.

وإذا ثبت أنهم ليسوا بكفّار مع محاربتهم لعليّ عليه السلام فكذلك حال معاوية و أصحابه و طلحة والزبير وأصحابهما، و هذا هو الصحيح المشهور عند أهل العلم من العترة عليهم السلام وأتباعهم وإن كان قد حكي عن جماعة من الشيعة تكفير من حاربه عليه السلام.

وبعد فإنّ عليّاً عليه السلام لم يحكم عليهم جميعاً بأحكام الكفّار، ولهذا فرّق بين أهل صفّين وسائرالبغاة فكان يجيز على جريحهم و يتبع مدبرهم، وماسلك في الناكثين والمارقين هذه الطريقة لأنّه لافئة لهم ينحازون اليها، و لوكانوا كفّاراً لجاز قتلهم مقبلين و مدبرين، لأنّ هذه القضية جائزة في الكفار بالإجماع، فلما ثبت أنّه لم يجز فيهم أحكام الكفّار علمنا أنهم ليسوا بكفّار.

وهذا آخر الكلام في فوائد الخبر |المتقدم|.

في اختصاص علي بزواج بضعة المصطفى وسيّدة النساء فاطمة بنت رسول اللَّه


ونرجع إلى |شرح البيت 27 من| القصيدة قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

من زوّج الزهرا الحصان التي++

لم يعلم النّاس لها من سميّ

زوّج /143/ من التزويج |يقال:| زوّج الرجل فهو مزوّج إذا عقد له النكاح |على امرأة| والزوج يقع على الرجل و على امرأته قال تعالى: 'يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة' |19/الأعراف| فهي زوج وزوجة أيضاً، والزوج أيضاً: الصنف واللون، قال اللَّه تعالى 'وأنبتت من كلّ زوج بهيج' |7/ق: 50| أومن كل لون حسن؟ و هوالصنف دون اللون المقصود في اصطلاح المتكلمين وهوالعرض القائم المتحيّز الذي يدرك |به| هيئة محلّه.

والزوج أيضاً النمط يطرح على الهودج قال لبيد:

من كّل محفوق يطل عصيه؟++

زوج عليه كلّه و قرامها

والزوج- وجمعه: أزواج-

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: والزوج جمع أزواج. هو الشبه في قوله تعالى 'احشرواالذين ظلموا وأزواجهم' |22/الصافات: 37| قيل: أشباههم: السارق مع السارق والزاني مع الزاني. و قيل أعوانهم حتّى من برا لهم قلماً و لاق لهم دواةً.

والزهراء هي المتلألئة من شدّة إنارتها وإضاءتها، و منه سمّي القمر الأزهر لإنارته.

وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّ عليّاً يزهر في الجنّة ككوكب الصبح لأهل الدنيا'

___________________________________

رواه ابن المغازلي من طريقين في الحديث: "184" وتاليه من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 140.

ورواه أيضاً أبوالخير أحمد بن اسماعيل الطالقاني في الباب العاشر من كتابه الأربعون المنتقى قال:

أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالعزيز الجبري وغيره إذناً قالوا: أخبرنا أبوعبداللَّه الحافظ، حدثني أبوسعيد عبدالرحمان بن أحمد المقرئ، أنبأنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمد المزكيّ، أنبأنا محمد بن هشام السرخسي، أنبأنا رجاء بن عبداللَّه الصغاني، أنبأنا أسد بن موسى الذي يقال له: أسد السنّة، أنبأنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا حميد الطويل:

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: 'عليّ يزهر بأهل الجنّة كما يزهر كوكب الصبح بأهل الدنيا'.

و رواه بسنده عنه الحموئي في الباب: "55" من السمط الأول من كتاب فرائد السمطين: ج 1، ص 295 ط بيروت بتحقيق المحمودي وفيه: 'عليّ يزهر لأهل الجنة كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا'.

وأشرنا في تعليقه الى مصادر أخر للحديث فلاحظ. أراد إنارته وإشراقه.

والزهر نور النبات من ذلك أيضاً. والزهر في الأصل: البياض. والليالي الزهر هي البيض لدوام القمر فيها من المغرب إلى طلوع الفجر.

والحصان المتعفّفة من النساء قال حسّان |بن ثابت| في عائشة:.

حصان رزان ما تزنّ بريبة++

وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

___________________________________

وهذارواه البخاري بأسانيد كما في عنوان:"باب حديث الإفك" من 'باب غزوة أنمار' من كتاب المغازي برقم: "3880" بشرح الكرماني: ج 17، ص 63 قال: حدثني بشر بن خالد، أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى:

عن مسروق قال: دخلنا على عائشة "رض" وعندها حسّان بن ثابت ينشدها شعراً يشبّب |أي يتغزّل| بأبيات له قال:

حَصان رَزان ما تُزَنُّ برِيبة++

وتُصبِح غرثى من لحوم الغوافل

فقالت له عائشة: لكنّك لستَ كذلك. قال مسروق: فقلت لها: لم تأذني له أن يدخل عليك؟ وقد قال اللَّه نعالى: 'والذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم' |11/النور: 24| فقالت: وأيّ عذاب أشدّ من العمى؟ |ثمّ| قالت: إنّه كان ينافح- أو يهاجي- عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.

ومثله حرفيّاً سنداً ومتناً رواه مسلم في الباب: "34"- وهو باب فضائل حسّان بن ثابت- من كتاب فضائل الصحابة من صحيحه: ج 4 ص 1932، ط الحديث بمصر، قال: حدّثني بشر بن خالد، أخبرنا محمد- يعني ابن جعفر- عن شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق....

وأيضاً رواه البخاري بسندين آخرين عن مسروق في تفسير الآية: "16" من سورة النور: "24" وهو قوله تعالى: 'يعظكم اللَّه أن تعودوا لمثله أبداً' كما في كتاب التفسير برقم: "4440 تا 4441" بشرح الكرماني: ج 17 ص 20.

و سمّيت المرأة حصاناً لامتناعها من الريبة والإحصان هو المنع، و منه قوله تعالى: 'لتحصنكم من بأسكم' |80/الأنبياء| جعل الدروع محصّنة لأنّها مانعة من النبل و غيرها، والإحصان يقع على وجوه:

منها بمعنى التزويج وعلى هذا قال تعالى: 'والمحصنات من النساء إلاّ ماملكت أيمانكم' |24/النساء: 4| أراد ذوات الأزواج يحرم نكاحهنّ؟ لبقاء عقد الزوجية بينهنّ و بين أزواجهنّ، و سميّت محصنة لأنّ زوجها أحصنها، وعلى هذا قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لايحلّ دم امرءٍ مسلم إلاّ بعد ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنىً بعد إحصان، أوقتل نفس بغير حقّ'

___________________________________

الحديث معروف بين المسلمين. وأراد بالإحصان النكاح الصحيح الذي يحصل معه الوطي لأنّه الذي يبيح الرجم دون النكاح الفاسد والوطي على وجه التسرّي.

واختلفوا في الخلوة التي توجب المهر هل يثبت بها الإحصان أم لا، فالّذي صحّحه القاضي العالم زيد بن محمّد رضى الله عنه

___________________________________

لم يتيسّر لي الفحص التامّ عن ترجمة زيد بن محمد هذا، وإن أظنّ أنّه هو زيد بن محمد بن الحسن الكلاري المترجم تحت الرقم: "438" من كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية: ج 1،ص 278. أنه لايثبت بها الإحصان.

ومنها بمعنى الإسلام والعفاف، وعلى هذا قال تعالى: 'والذين يرمون المحصنات' |24/النور: 24| يعني المسلمات العفائف عن الزنا، وعلى هذا لاحدّ على قاذف كافر، وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من أشرك باللَّه فليس بمحصن'. ومنها بمعنى الحرائر، قال تعالى: 'فعليهنّ نصف ما على المحصنات من العذاب' |25/النساء: 4|، يعني إنّ على الإماء نصف ما على الحرائر من العذاب وهو الحدّ، و هو فيما يتنصّف من الضرب دون ما لايتنصّف و هوالرجم.

و قوله- /144/- |أي الإمام المنصور باللَّه|: 'التي لم يعلم الناس لها من سمّي'، يعني المثل، قال تعالى: 'هل تعلم له سميّا' |7/مريم: 19| هذا في صورة الاستفهام والمراد به الإنكار، أي إنّه تعالى لا مثل له ولا نظير، والمراد بالسميّ هاهنا المثل.

والزهر الحصان التي قصدها الإمام عليه السلام بالذكر هي سيّدة نساء العالمين، وابنة خاتم المرسلين صلى اللَّه عليه وعلى آله الأكرمين جوهرة النبوة الثمينة وأمّ العترة الزكيّة الأمينة، فاطمة عليهاالسلام ولابدّ من الإشارة إلى نكتة من فضلها ثمّ نعطف بفضل

عليّ عليه السلام بتزويجه لها فنقول: روينا بالإسناد المتقدم إلى القاضي العدل ابن المغازلي الشافعي رحمه الله "1" قال: حدّثنا أبوطالب محمّد بن أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان إذناً قال: أخبرني ابن أبي العلاء المكي قال: حدّثنا أبوعبيداللَّه سعيد بن عبدالرحمان المخزومي بمكّة في دار الندوة، قال: حدّثنا حسين بن زيد العلوي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه:

عن عليّ أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'يا فاطمة، إنّ اللَّه يغضب لغضبك و يرضى لرضاك'

___________________________________

1- رواه ابن المغازلي بسندين في الحديث: "402/401" من مناقبه ص 351 تا 353. وما ذكره المصنف هو الحديث الأول منه، وإليك نصّ الحديث:"402" منه قال:

أخبرنا القاضي أبوجعفر محمّد بن إسماعيل العلوي الواسطي رحمه اللَّه، أخبرنا أبومحمّد عبداللَّه بن محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، حدّثنا أبوعبداللَّه حرمي بن محمّد بن إسحاق المكي، حدّثنا أبوعبيداللَّه سعيد بن عبدالرحمان، حدّثنا حسين بن زيد،عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه:

عن عليّ عليه السلام أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'يا فاطمة إنّ اللَّه يغضب لغضبك و يرضى لرضاك'.

ورواه أيضاً ابن أبي عاصم- المتوفى سنة "287"- في ترجمة فاطمة بنت النبيّ صلى اللَّه عليهما وعلى آلهما في أول تراجم النساء برقم: "2959" من كتاب الآحاد والمثاني: ج 1 ص 363 ط 1، قال:

حدّثنا عبداللَّه بن سالم المفلوج- وكان من خيار الناس- أنبأنا حسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن عمر بن عليّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن عليّ بن الحسين بن عليّ |عن أبيه|:

عن عليّ رضي اللَّه عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة رضي اللَّه عنها: 'إنّ اللَّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك'.

ورواه أيضاً أبويعلى الموصلى أحمد بن المثنى- المولود "210" المتوفى "307"- في حرف العين برقم: "220" من معجم شيوخه ص 258 قال:

حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن سالم،حدّثنا حسين بن زيد،عن عليّ بن عمر بن عليّ،عن جعفر بن محمّد،عن أبيه عن جدّه عن الحسين بن عليّ عليه السلام:

عن عليّ عليه السلام أن النبي صلى اللَّه عليه |وآله| وسلم قال لفاطمة عليها السلام: 'يا فاطمة إن اللَّه عزّ و جلّ يغضب لغضبك و يرضى لرضاك'.

ورواه عنه ابن عدي في ترجمة الحسين بن زيد بن عليّ برقم: "481/112/من كامله: ج 2 ص 351.

ورواه عنه الذهبي في ترجمة الحسين بن زيد من ميزانه ج 1 ص 535.

و رواه أيضاً الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني- المولود "260" المتوفى "360"- في مسند أميرالمؤمنين عليه السلام برقم: "182" من المعجم الكبير: ج 1، ص 108 قال:

حدّثنا محمد بن عبداللَّه الحضرمي حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن سالم القزاز، حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ، عن عليّ بن عمر بن عليّ |بن الحسين|، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنه:

عن عليّ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لفاطمة رضي اللَّه عنها: 'إن اللَّه يغضب لغضبك و يرضى لرضاك'.

قال عبدالمجيد السلفي في تعليقه على الحديث: |و| في هامش الأصل |أي المعجم الكبير|: هذا حديث صحيح الإسناد.

وروي من طرق عن عليّ عليه السلام رواه الحارث عن عليّ وروي |أيضاً| مرسلاً، وهذا الحديث أحسن شي ء رأيته و أصحّ إسناد قرأته.

وأيضاً رواه الطبراني بأسانيد في عنوان: 'ومن مناقب فاطمة...' في ترجمتها صلوات اللَّه عليها برقم: "1001" من المعجم الكبير: ج 22 ص 401 و ما بعدها قال:

حدّثنا بشر بن موسى و محمّد بن عبداللَّه الحضرمي قالا: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن سالم القزاز، قال: حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ...

ورواه الذهبي عن الطبراني و أربعين المؤذّن في ترجمة عبداللَّه بن محمّد بن سالم القزاز المفلوج من ميزانه: ج 2 ص 492 وقال:

|قال الطبراني:| حدّثنا بشر بن موسى و مطّين، قالا: حدّثنا القزاّز، حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ و عليّ بن عمر بن عليّ؟...

وساق الحديث إلى آخره كما تقدم، ثمّ قال: |و| رواه أبوصالح المؤذّن في مناقب فاطمة عن ابن فادشاه عنه.

ورواه الهيثمي في مناقب فاطمة صلوات اللَّه عليها من مجمع الزوائد: ج 9 ص 203 وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.

ورواه أيضاً أبونعيم الحافظ المتوفى سنة "430" في آخر ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة: ج 1 ص 319 ط 1 قال.

حدّثنا أبوبكر الطلحي حدّثنا محمّد بن عبداللَّه الحضرمي حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن سالم، حدّثني حسين بن زيد بن عليّ بن الحسين، عن عليّ بن عمر بن عليّ؟ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ...

و ساق الحديث إلى آخره ثمّ قال: تفرّد برواية هذا الحديث العترة الطيبة خلفهم عن سلفهم حتّى ينتهى إلى النبي صلى اللَّه عليه.

ورواه أيضاً الحافظ السلفى أبوطاهر أحمد بن محمّد- المولود عام "470" المتوفى "576" المترجم في سير أعلام النبلاء: ج 21 ص 5- في عنوان: 'من حديث الشريف أبي عبداللَّه العلوي' من كتاب المشيخة البغدادية الورق 42 /ب/ قال:

أخبرنا ابن أبى السري، أنبأنا الحضرمي، حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن سالم القزاز، حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ، عن عليّ بن عمر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

عن أبيه عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنهم، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: يا فاطمة إنّ اللَّه عزّ و جلّ يغضب لغضبك و يرضى لرضاك'.

ورواه أيضاً عبدالكريم بن محمّد الرافعي المتوفى عام: "580"- المترجم في أعلام النبلاء: ج 21 ص 97- في ترجمة أبي ذرّ بن رافع من التدوين ج 4 ص 11، قال:

يحدّث |أبوذرّ هذا| عن عبدالرحمان بن إدريس |انه قال:| حدّثنا عبيداللَّه بن عبدالكريم أبوزرعة الرازي |قال:| حدّثنا عبداللَّه بن سالم الكوفي حدّثنا حسين بن زيد، عن عليّ بن عمر بن عليّ عن جعفر بن محمّد؟ عن أبيه عن جدّه عن حسين بن عليّ:

عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنّه قال: يافاطمة إنّ اللَّه يغضب لغضبك و يرضى لرضاك.

ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري المتوفى سنة: "405" في الحديث: "10" من مناقب فاطمة عليهاالسلام من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 3 ص 153 قال:

حدّثنا أبوالعباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري. و أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم بالكوفة، حدّثنا أحمد بن حاتم بن أبي غرزة، قالا: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن سالم، حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ عن عمر بن عليّ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه:

عن عليّ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لفاطمة: إنّ اللَّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

ثمّ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

أقول: ورواه أيضاً الدولابي في ترجمة زينب الكبرى برقم: "227" من كتاب الذرية الطاهرة الورق: 40 /أ/ قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأودي أنبأنا عبداللَّه بن محمد بن سالم القزّاز، حدثني حسين بن زيد بن عليّ بن عمر بن عليّ بن حسين بن عليّ بن جعفر بن محمد، عن أبيه عن عليّ بن الحسين: عن أبيه عليّ بن الحسين...

ورواه أيضاً ابن النجار بسنده عن حسين بن زيد كما في ترجمة عثمان بن الحسين من ذيل تاريخ بغداد: ج 17 ص 203.

ومن أراد المزيد فعليه بما أورده العلامة الأميني رفع اللَّه مقامه، في كتاب الغدير: ج 7 ص 226 تا 238 ط 1.

قال حسين بن زيد: حدّثني عليّ بن عمر بن عليّ بن جعفر

___________________________________

كذا في أصلي ومثله في المطبوعة من مناقب ابن المغازلي. انّه |لمّا حدّث بهذا الحديث بمكّة فجاءه سندل

___________________________________

سندل- على زنة حنظل- هو أبوجعفر عمر بن قيس المكي من رجال أبي داود أوالقزويني وهو مترجم في تهذيب التهذيب: ج 7 ص 490. وبرقم: "498" من تقريب التهذيب: ج 2 ص 62. فقال: يرحمك اللَّه إنّك تحدّث أحاديث وإنه يجلس اليك الصبيان فإذا قمت من مجلسك أتوا بها. قال: وما ذاك؟ قال: يزعمون أنك تحدّث: 'إن اللَّه عزّ وجلّ يغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها'. قال: ماينكرون من ذلك؟ هل ورد عليكم أنّ اللَّه يغضب لعبده المؤمن؟ قال: نعم. قال:تنكرون ان تكون فاطمة من المؤمنين؟ واللَّه رسول اللَّه يغضب لها

___________________________________

كذا في أصلي،ولكن يحتمل رسم الخطّ ضعيفاً أن يقرأ: "وابنة رسول اللَّه يغضب لها؟". قال: صدقت اللَّه أعلم حيث يجعل رسالاته.

قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه: والخبر يفيد عصمة فاطمة عليهاالسلام، لأنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم أخبر: 'أنّ اللَّه يغضب لغضبها و يرضى لرضاها'، ولم يفصل بين حال و حال فاقتضى ذلك عموم الأحوال، و هذا يقتضي أن القبيح لايقع منها لأنه لو وقع منها لرضيت به؟ واللَّه تعالى لايرضى بالقبيح بحال، فلم يجز أن يقع منها والاّ كانت قد رضيت بمالم يرض به تعالى والنبي عليه السلام قد قضى بأنّ اللَّه يرضى لرضاها.

وكذلك ما يقع من غيرها وتغضبه فلابدّ أن يغضب اللَّه تعالى منه، لأنّه يغضب لغضبها و هذايقتضى أن اللَّه تعالى لم يرض بما فعله أبوبكر و عمر في فدك والعوالي لأنّها لم ترض بذلك، و |تقتضي| أن يكون اللَّه تعالى غاضباً|عليهما| لأنّ المعلوم قطعاً أنها غضبت لذلك، و هذا مما لاخفاء به عند من عرف الآثار ونقب عن الأخبار، فإن المشهور أنّها ادّعت فدكاً نحلةً من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وادّعت أيضاً ميراثها منه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولم تُجَب إلى واحد من الأمرين ونحن نشير إلى طرف من ذلك كلّه لما قد عرض في أثناء الكلام فنقول:

أخبرنا الفقيه الأجلّ سديد الدين عمرو بن حنبل النهدي رحمة اللَّه عليه

___________________________________

كلمة "حنبل" رسم خطّها غير جليّ في أصلي ويمكن أن يقرأ: "جميل النهدي ". /145/ في سنة ستّ وسّتمائة إجازهً قال: أخبرنا العالم العامل الزاهد عماد الملّة والدين شيخ الإسلام والمسلمين أبوبكر بن عليّ بن أبي بكر بن عبدالجليل الفرغاني قال: أبوبكر هذا قرأته بسمرقند على والدي شيخ الإسلام برهان الأئمة عماد الدين سيّد الخطباء أبي الحسن عليّ بن أبي بكر بن عبدالجليل تغمدّه اللَّه برحمته، قال: أخبرنا به الإمام الزاهد أبوالفتح محمّد بن عبدالرحمان بن أبي بكر بن عبداللَّه بن محمّد بن أبي توبة الخطيب الكشميهني الصوفي

___________________________________

هذا الصواب المذكور في كثير من موارد ذكر هذه الكلمة في هذا الكتاب وغيره،ولكن في أصلي هاهنا- وبعده بسطرين تقريباً-: "الكشمهيني" ولكن لفظة: "الخطيب" قبلها كانت مكتوبة بخطّ الأصل بين السطرين.

وقال الياقوت عند ذكره هذه الكلمة في معجم البلدان:

كشميهن- بالضمّ ثمّ السكون وفتح الميم وياء ساكنة وهاء مفتوحة ونون-: قرية كانت عظيمة من قرى مرو على طرف البرية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل جيحون،خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم خرّبها الرمل. في خانقائه بمرو في رجب سنة خمس وأربعين و خمسمائة قال: أخبرناالشيخ الصالح أبوالحسن محمّد بن أبي عمران بن موسى بن عبداللَّه الصفار المروزي قال: أخبرنا أبوالهيثم محمّد بن المكّي بن محمّد بن أبي زراع الكشميهني قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن

إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري

___________________________________

رواه البخاري في الحديث الثاني من باب فرض الخمس من كتاب الجهاد والسير برقم:"2884" من جامعه بشرح الكرماني: ج 13، ص 75.

و قريباً منه رواه الطبري في عنوان: 'حديث السقيفة' في حوادث سنة "11" من تاريخه: ج: 3 ص 207 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم، قال:

حدّثنا أبوصالح الضراري قال: حدّثنا عبدالرزاق بن همّام، عن معمر، عن الزهري عن عروة: عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبابكر يطلبان ميراثهما من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم...

وهذا رواه أيضاً أحمد بن حنبل- بحذف ذيله- عن عبدالرزّاق، عن معمر، عن الزهري... كما في الحديث: "10" من مسند أبي بكر من كتاب المسند: ج 1، ص 4 ط 1.

وروى الذهبي في عنوان: "شأن أبي بكر وفاطمة "رض" من كتاب تاريخ الإسلام عهد الخلفاء، ص 21 قال:

قال الزهري عن عروة عن عائشة أنّ فاطمة سألت أبابكر بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مما أفاء اللَّه عليه، فقال لها: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة. فغضبت وهجرت أبابكر حتّى توفّيت.

قال عمر عبدالسلام تدمري في تعليقه على هذا الموضع من تاريخ الإسلام:

أخرجه البخاري في الفرائض: 3/8 باب قول النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: 'لا نورث ما تركنا صدقة' وفي الوصايا 187/3 'باب نفقة القيّم للوقف' وفي فضائل الصحابة 4/ باب مناقب قرابة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومنقبة فاطمة عليهاالسلام، وفي المغازي 23/5 باب حديث بني النضير، ثمّ قال التدمري:

و |أخرجه أيضاً| مسلم في الجهاد والسير "1758" باب قول النبيّ 'لانورث ماتركنا فهو صدقة'، ورقم: "1759" و "1761".

و|أخرجه أيضاً| أبوداود في الخراج والإمارة "2975" باب في صفايارسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من الأموال.

و |أخرجه أيضاً| الترمذي في السير 81/3 باب ما جاء في تركة النبي صلى اللَّه عليه وسلم.

و |أخرجه أيضاً| النسائي في الفي ء 132/7/ في كتاب قسم الفي ء.

و |أخرجه أيضاً| مالك في الموطاً 702 رقم:"1723" باب ما جاء في تركة النبيّ.

و |أخرجه أيضاً| أحمد في المسند: 191/179/164/60/49/48/47/25/10/9/6/4/1، وفي ج 6 ص 145، وص 262.

ورواه ابن سعد |بطرق فى عنوان: 'ذكر ميراث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وماترك' في الطبقات الكبرى: ج 2 ص 314 تا 315.

أقول: ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في أواخر مناقب فاطمة صلوات اللَّه عليها من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 3 ص 162، قال:

أخبرنا أبواسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى وأبوالحسين ابن يعقوب الحافظ، قالا: حدثنا أبوالعباس محمد بن اسحاق، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث،عن عقيل، عن الزهري عن عروة:

عن عائشة قالت: دفنت فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليلاً،دفنها عليّ ولم يشعر بها أبوبكر "رض" حتّى دفنت وصلى عليها عليّ بن أبي طالب رضى اللَّه عنه. قال: حدّثنا يحيى بن بكير: قال: حدّثنا

الليث عن عقيل بن شهاب، عن عروة:

عن عائشة أن فاطمة بنت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مما أفاء اللَّه بالمدينة و فدك فيما بقي من خمس خيبر، فقال أبوبكر:إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'لانورث ما تركناه صدقة'، إنّما يأكل آل محمّد في هذا المال وإني واللَّه لا أغيّر شيئاً من صدقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن حالها الّتي كان عليها في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولأعملنّ فيها بما عمل به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأبى أبوبكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً.

فوجدت فاطمة على أبي بكر وهجرته فلم تكلّمه حتى توفّيت، وعاشت بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ستة أشهر فلما توفّيت دفنها زوجها عليّ ليلاً ولم يؤذن بها أبابكر وصلى عليها.

و كان لعليّ من الناس وجه حياة فاطمة، فلمّا توفّيت استنكر عليّ وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر و مبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولاياتنا معك أحد غيرك. كراهية ليحضر عمر؟ فقال عمر: لا واللَّه لاتدخل عليهم وحدك. فقال أبوبكر: و ما عسيتهم أن يفعلوا فيّ؟ واللَّه لآتينّهم فدخل عليهم أبوبكر فتشهّد عليّ فقال: إنا قد عرفنا فضلك و ماأعطاك اللَّه و لم ننفس عليك خيراً ساقه اللَّه إليك و لكنك استبددت علينا بالأمر فكنّا

/ 65