محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


خلقي وخلقي'

___________________________________

للحديث مصادر وأسانيد، و رواه أيضاً الحافظ النسائي في ذيل الحديث الأخير- و ما قبله- من كتابه خصائص عليّ عليه السلام، ص 338 تا 341 بتحقيق المحمودي.

و رواه أيضاً أحمد بن حنبل في مسند عليّ عليه السلام برقم: "770" من كتاب المسند: ج 2 ص 116، ط 2 و في ط 1: ج ص 98.

و رواه أيضاً البزار- باختلاف ما- في أواخر مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 3 ص 105، ط 1.

و رواه محققه في هامشه عن أبي داود في باب: "من أحقّ بالولد" من كتاب الطلاق من سننه: ج 2 ص 251.

ورواه الطحاوي بأسانيد في الباب: "482" من كتاب مشكل الآثار: ج 4 ص 120.

و رواه ابن عساكر بأسانيد في ترجمة زيد بن حارثة من تاريخ دمشق: ج 6 ص 592.

و رواه أيضاً أبوالخير الطالقاني في الباب: "20" من كتاب الأربعين المنتقى.

و رواه أيضاً البخاري و مسلم من طريق البراء |بن عازب| كما في ترجمة جعفر من كتاب الإصابة ج 1، ص 248.

و رواه أيضاً ابن الأثير في ترجمة جعفر من كتاب أسدالغابة: ج 1.

و رواه مع جلّ ماذكرهنا- ابن عساكر في ترجمة جعفر من تاريخ دمشق كما في مختصر ابن منظور: ج 6، ص 68 ط.

وروينا عن أبي هريرة أنّه قال: إنّ الناس كانوا يقولون: أكثر أبوهريرة، وإنّي كنت الزم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لشبع بطني حتّى لا آكل الخميز ولا ألبس الحبير ولايخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمنى، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتّى أن كان ليخرج إلينا العكّة الّتي فيها شي ء فنشقّها فنلعق ما فيها

___________________________________

ورواه ابن الأثير مع جلّ ما هنا في ترجمة جعفر عليه السلام من كتاب أسد الغابة: ج 1 ص 288. وأيضاً أكثر ما هنا رواه الذهبي في عنوان: 'غزوة مؤتة' من تاريخ الإسلام: ج 2 ص 479 تا 492.

وقاتل في مؤتة فلمّا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثمّ قاتل القوم فكان أوّل من عقر من المسلمين في الاسلام.

وروي أنّه أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتّى قتل، فأبدله اللَّه بذلك جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء.

وروي أن رجلاً من الروم ضربه في ذلك اليوم فقطعه نصفين.

وفي الآثار أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال في ذلك اليوم لأصحابه: 'أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتّى قتل شهيداً، ثمّ أخذها جعفر فقاتل حتّى قتل شهيداً'. قال: ثمّ صمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى تغيّرت وجوه الأنصار وظنّوا أنّه قد كان في عبداللَّه بن رواحة بعض ما يكرهون ثمّ قال : 'ثمّ أخذها عبداللَّه بن رواحة فقاتل بها حتّى قتل شهيداً'.

وروينا أن أسماء بنت عميس قالت: لمّا أصيب جعفر وأصحابه دخل علَيّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه /247/ وآله وسلم وقد دبغت أربعين ميناً؟ و يروى أربعين مينه،

___________________________________

كذا في أصلي، وفي ترجمة جعفر بن أبي طالب عليهماالسلام من مختصر ابن منظور: ج 6 ص 73: قالت أسماء: لمّا أصيب جعفر وأصحابه أتاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ولقد هيّأت أربعين منّاً من أدم وعجنت عجيني. وعجنت عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظّفتهم قالت: فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله سلم: 'ايتيني ببني جعفر'. فأتيته بهم فشمّهم وذرقت عيناه فقلت: يا رسول اللَّه بأبي انت وأمّي ما يبكيك؟ أَبَلغك عن جعفر وأصحابه شي ء؟ قال: 'نعم، أصيبوا هذا اليوم'. قالت: فقمت أصيح فاجتمع إلىّ النساء وخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أهله فقال: 'لاتغفلوا عن آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً فإنّهم قد شغلوا بأمر صاحبهم'

___________________________________

وقريباً منه رواه البلاذري في ترجمة جعفر عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 2 ص 43 ط 1. ورواه أيضاً ابن الأثير في ترجمة جعفر من كتاب أسد الغاية: ج 1، ص 288 ط 1.

وقال حسّان بن ثابت

___________________________________

وبعض هذه الأبيات رواه ابن عساكر في ترجمة جعفر بن أبي طالب عليهماالسلام باختلاف في بعض الكلمات، كما في مختصر ابن منظور: ج 6 ص 70 ط 1، وليلاحظ ديوان حسّان بن ثابت: ص 235. يرثي جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي اللَّه عنهم:

تأوّبني ليل بيثرب اعسروهمّ++

اذا ما نوم الناس مسهر

بذكرى حبيب هيّجت لي عبرة++

سفوحاً و أسباب البكاالتذكّر

بلى إنّ فقدان الحبيب بليّة++

وكم من كريم يبتلي ثمّ يصبر

رأيت خيار المؤمنين تواردوا++

شعوباً و خلقاً بعدهم يتأخّر

فلا يبعدنّ اللَّه قتلى تتابعوا++

بمؤتة منهم ذوالجناحين جعفر

وزيد وعبداللَّه حين تتابعوا++

جميعاً وأسباب المنيّة يخطر

غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم++

إلى الموت ميمون النقيبة أزهر

أغرّ كضوء البدر من آل هاشم++

أبّي إذا سيم الضلامة محسر؟

فطاعن حتّى مال غير موّسد++

بمعترك فيه قناً متكسّر

فسار مع المستشهدين ثوابه++

جنان وملتفّ الحدائق أخضر

وكنّا نرى في جعفر من محمّد++

وفاءاً وأمراً حازماً حين يأمر

ومازال في الإسلام من آل هاشم++

دعائم عزّ لايزلن ومفخر؟

هم جبل الإسلام والناس حولهم++

رضام إلى طود يروق و يقهر

بهاليل منهم جعفر وابن أمّه++

عليّ ومنهم أحمد المتخّير

وحمزة والعباس منهم و منهم++

عقيل وماء العود من حيث يعصر

بهم تفرج اللأواء في كل مارق++

غماس إذاما ضاق بالناس مصدر

هم أولياء اللَّه أنزل حكمه++

عليهم وفيهم ذاالكتاب المطّهر

وقال كعب بن مالك:

___________________________________

ماوجدت مصدراً للأبيات المتقدّمة للحسّان وديوانه أيضاً لم يكن بمتناولي كما أنّه لم يتيسّر لي مراجعة ديوان كعب بن مالك.

نام العيون ودمع عينك تهمل++

سحّاً كما وكف الصباب المخضل

في ليلة وردت عليّ همومها++

طوراً اجنّ وتارة أتملمك

واعتادني حزن بقيت كأننى++

ببنات نعش والسماك مو كّل

وكأنما بين الجوانح والحشا++

مما تأوّبني شهاب مدخل

وجداً على النفر الّذين تتابعوا++

يوماً بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

صلّى الإله عليهم من فتية++

وسقا عظامهم الغمام المسبل

صبروا /248/ بمؤتة للإله نفوسهم++

حذر الردى ومخافة أن ينكلوا

فمضوا أمام المسلمين كأنّهم++

فنق عليهنّ الحديد المرفل

إذ يهتدون بجعفر و لوائه++

قدّام أولهم فنعم الأوّل

حتّى تفرّجت الصفوف و جعفر++

حيث التقى وعث الصفوف مجدّل

فتغيّر القمر المنير لفقده++

والشمس قد كسفت وكانت تأفل

قرم علا بنيانه من هاشم++

فرعاً أشمّ وسؤدد ماينقل

قوم بهم عصم الإله عباده++

وعليهم نزل الكتاب المنزل

فضلواالمعاشر عزة وتكرماً++

وتغمّدت أحلامهم من يجهل

لايطلقون إلى السفاه جباههم++

وترى خطيبهم بحقّ يفصل

بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم++

تندي اذا اعتذر الزمان الممحل

وبهديهم رضى الإله لخلقه++

وبجدّهم نصر النبي المرسل

و |أيضاً| قال حسّان بن ثابت:

___________________________________

وليراجع البتة ديوان حسّان بن ثابت، فإن الأبيات بكاملها مذكوره فيه، ولكنّه لم يكن عندي حين ترتيب هذا الكتاب، ولا ميسور الحصول لي.

ولقد بكيت و عزّ مهلك جعفر++

حِبّ النبي على البريّة كلّها

ولقد جزعت وقلت حين نعيت لي++

من للجلاد لذي العقاب وظلّها

بالبيض حين تسلّ من اغمادها++

ضرباً وانهال الرماح وعلّها

بعد ابن فاطمة المبارك جعفر++

خير البرية كلها وأجلّها

رُزءاً وأكرمها جميعاً محتدى++

وأعزّها متظلّماً وأذلّها

للحقّ حين يكون غير منحل++

كذباً وأنداها يداً وأقلّها

فحشا وأكثرها إذا مايجتدى++

فضلاً وأنذاها نداً وأبلّها

بالعرف غير محمّد لامثله++

حيّ من أحياء البريّة كلّها

وهذا آخرما أردناه ذكره من تفصيل أخبار جعفر بن أبي طالب عليه السلام وهو الفائدة الثالثة.

الفائدة 04 في مناقب حمزة سيّد الشهداء ومناقبه ومراثية


قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد له عمّ مثل عمّى أسد اللَّه وأسد رسول اللَّه سيّد الشهداء غيري' وهو يريد عليه السلام حمزة بن عبدالمطّلب و قد اشهر بأنّه أسد اللَّه وأسد رسوله واشهر أنّه سيّد الشهداء، وهو أحد الّذين أعزّ اللَّه بإسلامه الدين وعضّد الرسول الأمين صلى اللَّه عليه وعلى آله الأكرمين، ولابدّ من الإشارة إلى طرف من فضله عليه السلام رعاية لحقّه واعترافاً لمزيّة سبقه، وتذكر أوّلاً صفة إسلامه ففيه له شرف أسنى وفضل أعلى فنقول:

روينا بالإسناد إلى ابن إسحاق قال: حدّثني رجل من أسلم كان واعية أنّ أباجهل مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم /249/ عند الصفا وأذاه و شتمه ونال منه بعض مايكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره فلم يكلمّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، و مولاة لعبداللَّه بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة في مسكن لها تسمع ذلك ثمّ انصرف |أبوجهل| إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم، فلم يلبث حمزة بن عبدالمطلب أن أقبل متوشّحاً قوسه راجعاً من قنص له، وكان صاحب قنص يرميه و يخرج له؟ وكان إذا رجع من قنصه لم يرجع إلى أهله حتّى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمرّ على نادٍ من قريش إلّا وقف وسلّم وتحدّث معهم وكان أعزّ فتى في قريش وأشدّه شكيمة، فلمّا مرّ بالمولاة وقد رجع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى بيته فقالت له: يا |أ| با عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمّد آنفاً من أبي الحكم بن هشام؟ وجده هاهنا جالساً فآذاه وسبّه فبلغ منه ما يكره، ثمّ انصرف عنه ولم يكلمه محمّد، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد اللَّه به من كرامته فخرج يسعى لم يقف على أحد معه لأبي جهل؟ إذا لقيه أن يقع به، فلمّا دخل المسجد نظر إليه جالساً في القوم فأقبل نحوه حتّى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجّه شجّةً منكرةً ثمّ قال: أتشتمه فأنا على دينه أقول مايقول فردّ ذلك عليّ إن استطعت؟ فقامت رجال بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أباجهل، فقال أبوجهل: دعوا أباعمارة فإني واللَّه قد سببت ابن أخيه سبّاً قبيحا

___________________________________

وقريباً منه رواه الطبراني بسندين في الحديث: "2925" في ترجمة حمزة من المعجم الكبير: ج 3 ص 140.

وتمّ حمزة على إسلامه وعلى مابايع عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلمّا أسلم حمزة عرفت قريش أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قد عزّ وامتنع، وأنّ حمزة سيمنعه فكفّوا عن بعض ماكانوا ينالون عنه، وقال حمزة عليه السلام في ذلك من أرجوزة:

ذقت أباجهل بما عشيتا++

تؤذي رسول اللَّه إذ نهيتا

لوكنت ترجوا اللَّه ماشقيتا++

ولاتركت الجور؟ اذ دعيتا

ومن قصيدة له عليه السلام يذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في شأن الصحيفة الّتي تعاقدت فيها قريش على بني هاشم:

يظنّون أنا سوف نسلم أحمداً++

لقول سفيه أوإشارة عائب

وقد جاء بالحق الجلي وبينت++

رسائل صدق وحيها غيركاذب

فإن تقبلوا ما جاء من عند ربّكم++

إليكم وقول المرسلين الأطائب

يكن ذلكم خير لكم من خزايكم++

وشرّ خلال الحرب حرب الأقارب

فلا تحسنونا مسلمين محمّداً++

لكم ما حدت عيس دموك براكب

له رحم فينا بعز جوازه؟++

ومن دونه ضرب الطلا والحواجب

وجرثومة من هاشم عرفت له++

كرام مساعيها لويّ بن غالب

وقد /250/ روينا بالإسناد المتقدّم إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه يحيى بن الحسين الجرجاني الحسني عليه السلام

___________________________________

رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث 14 من فضائل أهل البيت عليهم السلام في عنوان: 'الحديث السابع' من ترتيب الأمالي الخميسية: ج 1 ص 151، ط 1. ورواه أيضاً الحافظ الأقدم محمّد بن سليمان الصنعاني في الحديث: "70" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1 ص 127 ط 1. قال: حدّثنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمّد بن أحمد الذكواني قال: حدّثنا أبومحمّد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدّل قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن ماهان قال: حدّثنا عمر بن عبدالرحيم، قال: حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عبادة:

عن ابن عباس: عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في قول اللَّه عزّ وجلّ 'إنّما

يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيراً' |33/الأحزاب: 33| 'فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب، وإنّ اللَّه تبارك و تعالى اختارني وثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي، وأنا سيّدالثلاثة وسيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر'.

قال أهل السّدة؟: يا رسول اللَّه سمّ لنا الثلاثة |كي| نعرفهم. فبسط رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و على آله كفّه الطيّبة المباركة ثمّ حلّق بيده فقال: 'اختارني و عليّ وحمزة و جعفر عليهم السلام، كنّا رقوداً بالأبطح ليس منّا إلّا مسجىً بثوبه، عليّ عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجليّ، فما نبّهني من رقدتي غير حفيف اجنحة الملائكة وبرد ذراع عليّ عليه السلام تحت خدّي فانتبهت عن رقدتي وجبريل عليه السلام وثلاثة أملاك، فقال له بعض أملاك الثلاثة: ياجبريل إلى أيّ هؤلاء أرسلت؟ فحرّكني برجله فقال: إلى هذا و هو سيّد ولد آدم عليه السلام، فقال له أحد الثلاثة: ومن هو سمّه لنا؟ فقال: هذا محمّد صلى اللَّه عليه سيّد المرسلين، و هذا عليّ خير الوصيّين و هذا حمزة سيّد الشهداء، وهذا جعر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء'

___________________________________

ورواه أيضاً محمد بن سليمان في الحديث: "70" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1 ص 127، ط 1، وللحديث شواهد يجد البحث كثيراً منها فيما علقناه عليه فليراجع.

ولحمزة عليه السلام المقام المشهور، روي أنّه خرج يوم بدر عتبة و شيبة والوليد ودعوا إلى المبارزة، فخرج إليهم عوف و مسعود ومعاذ بنو عفراء، فقالوا من أنتم؟ قالوا: من الأنصار. قالوا: قوم كرام لكنّا نريد أكفاءنا من قريش حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب، |فبرزوا إليهم| فقتل حمزة شيبة وقتل عليّ الوليد، واختلف عبيدة و عتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه فكرّ حمزة وعليّ على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة إلى أصحابه؟ وقد قطعت رجله فقال: لو عاش أبوطالب لعلم أنا أحقّ بما قال فيه:

ونسلمه حتّى نصرّع حوله++

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

___________________________________

وللحديث مصادركثيرة جدّاً يجد الباحث كثيراً منها في شرح القصيدة اللامية من ديوان أبي طالب بتحقيقنا.

وكان أبوذر رحمه الله

___________________________________

ولحديث أبي ذر هذا أيضاً مصادر و أسانيد، يجدها الطالب في تفسير الآية: "19" من سورة الحج في شواهد التنزيل: ج 1، ص 503. يقسم قسماً أن |قوله تعالى:| 'هذان خصمان اختصموا في ربّهم' |19/الحجّ: 22| نزلت في الّذين برزوا يوم بدر وهم عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، و هؤلاء الكفّار، والمؤمنون حمزة وعليّ و عبيدة بن الحارث، قال تعالى في الخصم الأوّل 'فالّذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار يصبّ من فوق رءُوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق' |19 تا 22/ الحجّ: 22| وتمّت صفة الخصم الأوّل عند هذا ثمّ ابتدأ صفة الخصم الثاني وهم المؤمنون فقال جلّ جلاله: 'إن اللَّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّلحات جنّات تجري من تحتها الأنهار يحلون /251/ فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير' |23/الحجّ: 22|، وفي هذا أظهر دليل على فضل حمزة عليه السلام حيث صرّح تعالى بايمانه ثمّ حكى ما يصير إليه بعد ذلك من دخول الجنّة.

وفي حمزة عليه السلام روينا بالإسناد إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: 'والّذي نفسي بيده إنّه لمكتوب في السماء السابعة: حمزة بن عبدالمطلب أسد اللَّه وأسد رسوله'

___________________________________

رواه الطبراني في ترجمة حمزة في الحديث: "2952" من المعجم الكبير: ج 3 ص 149.

وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب وأحبّ أعمامي إليّ حمزة بن عبدالمطلب'

___________________________________

رواه ابن المغازلي المتوفّى عام: "483" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 299.

ورواه أيضاً ابن عساكر المتوفّى سنة: "571" في الحديث: "173" من ترجمة أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه من تاريخ دمشق: ج 1، ص 138، ط 2 بتحقيق المحمودي.

وله عليه السلام في يوم أحد الموقف المشهور وقتل أرطاة بن عبدشرحبيل ثمّ هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، وكان أحد النفر الّذين يحملون اللواء.

قال وحشيّ غلام جبير بن مطعم: واللَّه إني لأنظر إلى حمزة يهذّ الناس بسيفه مايليق شيئاً مثل الجمل الأورق إذ تقدّمنى إليه سباع؟ فقال حمزة: هلمّ يا ابن

مقطعة البظور

___________________________________

يهذّ- على زنة "مدّ" وبابه-: يقطع. وما يليق- على زنة يبيع وبابه-: مايبقي وما يترك. والأورق: الّذي لونه لون الرماد.

كذا في أصلي، والقصّة ذكرها الطبري في وقعة أحد من تاريخه: ج 2 ص 517 ط الحديث بمصر، وفيه: 'فوقعت في لبّته حتّى خرجت من بين رجليه...'.

والبظور: جمع البظر، قال ابن منظور في حرف الراء من لسان العرب: |البظر| مابين الإسكتين من المرأة، وفي الصحاح: |هي| هنة بين الإسكتين لم تخفض والجمع بظور. فضربه ضربهً فكأنّما أخطا رأسه؟ وهززت حربتي حتّى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنّته حتّى خرجت من بين رجليه

___________________________________

وقريباً منه رواه الطبراني في ترجمة حمزة في الحديث "2337" من المعجم الكبير: ج 3 ص 143. فأقبل نحوى فغلب فوقع وأمهلته حتّى إذامات جئت فأخذت حربتي ثمّ تنّجيت إلى العسكر ولم يكن لي بشي ء حاجة غيره.

وكان جبير بن مطعم مولى وحشي قد قال له: إن قتلت حمزة عمّ محمّد بعمّي فأنت عتيق. وكان عمّه طعيمة بن عدّي قد أصيب يوم بدر.

وسباع |المذكور| هذا هو سباع بن عبدالعزّى الغبشاني وكان يكنّى بأبي نيار وكانت أمه أم أنمار مولى شريق بن وهب الثقفي وكانت ختّانة بمكّة.

ولمّا انقضت الوقعة خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يلتمس حمزة بن عبدالمطلب فوجده ببطن الوادي وقد بقر بطنه عن كبده ومثّل به فجذع أنفه وأذناه!! فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لولا أن تحزن صفيّة وتكون سنّة من بعدي لتركته حتّى يكون في بطون السباع وحواصل الطير؟! ولئن أظفرني اللَّه على قريش في موطن من المواطن لأمثّلنّ بثلاثين رجلاً منهم'.

فلمّا رأى المسلمون حزن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وغيظه على ما فعل بعمّه ما فعل قالوا: واللَّه لئن أظفرنا اللَّه بهم يوماً من الدهر لنمثّلنّ بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب.

ولمّا وقف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على حمزة عليه السلام قال: 'لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليّ من هذا الموقف'. ثمّ قال: 'جاءني جبريل وأخبرني أنّ حمزة مكتوب في ملكوت السماوات السبع: حمزة بن عبد

المطلب أسداللَّه وأسد رسوله'.

ثمّ نزلت بعد ذلك في شأن ماقاله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأصحابه: 'وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين' |126/النحل: 16|، فعفا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وصبر ونهى عن المثل؟.

وفي بعض الآثار ماقام |رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم| في مقام بعد إلّا ونهى عن المثلة وأمر بالصدقة.

وروي أن هند ابنة عتبة بقرت عن كبد حمزة وأخذت /252/ منها فلاكتها فلم تستطع أن تصيغها فلفظتها، وجعلت هي والنساء اللاّتى معها يمثّلن بالقتلى من المسلمين يجدّعن الآذان والأنوف حتّى اتّخذن من ذلك خدماً وقلائد!!

ثمّ أمر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحمزة فسجّي ببردة وكانوا إذا غطّوا رأسه بدت قدماه، وإذا خمروا قدميه بدا رأسه؟! فخمروا رأسه وتركوا على قدميه شيئاً من الشجر، ثمّ صلىّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكبّر سبع تكبيرات، ثمّ أتي بالقتلى يوضعون إلى |جنب نعش| حمزة فصلّى عليهم وعليه معهم حتّى صلىّ عليه اثنتين وسبعين صلاةً. هذا ما رويناه من سيرة ابن هشام.

والمنقول عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كبّر عليه سبعين تكبيرة.

وروي أنّها أقبلت أخته صفيّة بنت عبدالمطلب تنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمّها فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم لابنها الزبير بن العوام: القها فارجعها لاترى مابأخيها. فقال لها |الزبير|: يا أمّه، إنّ رسول اللَّه يأمرك أن ترجعي فقالت: ولم وقد بلغني أن قد مثّل بأخي و ذلك في اللَّه، وما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبنّ ولأصبرنّ إن شاءاللَّه!!

فلمّا جاء الزبير رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأخبره بذلك، قال: خلّ سبيلها. فأتته فنظرت إليه وصلّت عليه واسترجعت واستغفرت له!! ثمّ أمر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فدفن.

ولمّا رجع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المدينة ومرّ بدار من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه

/ 65