محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الحقّ عليه السلام أنّه لايجوز للكبار القصاص في هذه الصورة وهو مذهب ح و ش. وقال ك: يجوز للكبار القصاص.

واستدلّ الأوّلون بأنّ القود موروث فوجب أن لاينفرد يعضهم باستيفائه دون بعض كما إذا كانوا كباراً، و قد ثبت أنهم إذا كانوا كباراً لم يكن لبعضهم أن ينفرد به دون البعض ولا علة لذلك إلّا أن حقهم شائع على سواء فلم يكن للبعض أن يستيدّ به فكذلك حال الصغار مع الكبار.

واحتج من قال بالثاني بأن الحسن عليه السلام قتل ابن ملجم لعنه اللَّه ولعليّ أولاد صغار ولم يظهر عليه نكير من العلماء، فكأنّ ذلك إجماعاً على جوازه

ولأنّه |عليه السلام| على أصلنا معصوم ففعله حجّة.

وأجاب /109/ علماؤنا رضي اللَّه عنهم بأن الحسن عليه السلام لم يقتله قوداً بل إنّما قتله لأنّه سعى في الأرض فساداً و من كان كذلك فإنه يكون حكمه حكم من شهّر سيفه في البلد هذا وجه.

الوجه الثاني أنّه قتله على الكفر الّذي هو الردّة وهو قتل عليّ عليه السلام لأنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أخبر أن قاتله أشقى الآخرين وفيهم من هو كافر، ومن كان أشقى من الكافر فلن يكون إلاّ كافراً لأنّ الفاسق الذي لم يبلغ فسقه الكفر لايكون أشقى ممن هو كافر، وشبّهه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعاقر الناقة ولاخلاف في كفر عاقر الناقة فكذلك يجب أن يكون حال قاتل عليّ عليه السلام. فإن قيل فما باله انتظر بقتله موت علي عليه السلام؟

قلنا: من كفّر بالقتل فلايتحقق |كفره إلاّ بالقتل، ولا يتحقّق| القتل إلاّ بالموت دون الجرح الذي يجوز برؤه واندماله.

ومتى قيل : فلم لم يستتيبه و عندكم أنّ المرتدّ يجب أن يستتاب ثلاثاً؟

قلنا : علم |الإمام الحسن عليه السلام| أنّه لايتوب لأنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم جعله أشقى الآخرين مطلقاً ولم يفصل بين حالة و حالة؟ وهذا يقتضي أنّه لايتوب فلايكون لانتظار ما علم انّه لايقع وجه والحال هذه.

وبعد فهو معصوم ففعله عليه السلام حجّة لأنه معصوم من الخطأ، فلا اعتراض عليه في ترك الاستتابة لو لم يعلم الوجه في بقائه هذا القدر.

وبعد فإنّ من العلماء من قضى أن توبة المتمرد لاتقبل؟ فإذا علم الحسن بن علي عليه السلام من حاله ما ذكرناه بطلت فائدة التأنّي به.

وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنّها لاتقبل توبة المتمرّد، و هو إختيار الإمام المنصور باللَّه عليه السلام، و رواه عن أبي بكر الصديق؟ ولعل الحسن عليه السلام اختار ذلك كما اختاره غيره من عيون العلماء.

فثبت أن قتل ابن ملجم لعنه اللَّه كان للردّة، وهذا يدلّ على شرف أميرالمؤمنين عليه السلام ومزيّته حيث كان قتله في باب الكفر؟ يجري مجرى قتل الأنبياء صلوات اللَّه عليهم ولم يجرمجرى قتل آحاد المؤمنين.

وقد ذكر أيضاً بعض مشايخنا رضي اللَّه عنهم و هو الشيخ العالم أبوالقاسم البستي و كان من المحققين في العلم رضى الله عنه

___________________________________

هو أبوالقاسم إسماعيل بن أحمد البستي السجستاني، ترجمه الحاكم الجشمي في كتاب شرح العيون في عداد تلامذة القاضي عبدالجبار المعتزلي، بقوله:

'أبوالقاسم البستي، من هذه الطبقة، أبوالقاسم بن أحمد البستي، أخذ عن القاضي، وله كتب كثيرة، وكان جدلاً حاذقاً يميل إلى الزيدية، وصحب قاضي القضاة حتّى حجّ، وكان إذا سئل عن مسألة أحال عليه، وناظر الباقلاني فقطعه، لأنّ قاضي القضاة ترفّع عن مكالمته'.

توفّي حدود سنة 420 ه. هكذا جاء في مقدّمة كتاب المراتب للبستي، ط 1.

وذكره ابن شهرآشوب في عنوان: 'باب جامع' برقم: "951" من كتاب معالم العلماء ص 138 قال: أبوالقاسم محفوظ البستي زيديّ له كتاب المراتب.

وقال في الباب المتقدم الذكر آنفاً برقم: "990" ص 141: القاضي أبوالقاسم البستي زيديّ له كتاب الدرجات. أنّ قتل الإمام من ذريّة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم الجامع لخصال الإمامة يكون كفراً و ذلك لأنّه يتضمنّ ضرباً من الإستخفاف بالنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، و ما هذا حاله يكون كفراً إذ قد تقرّر أنّ من كشف عورته بحضرة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم استخفافاً به وتهاوناً بأمره فإنّه يكون كافراً، و قتل ولده آكد مما ذكرناه، وللإمام السابق النائب عن الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم والقائم مقامه مزية- لاتخفى- على سائر ولده.

وقد ورد عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّ لقاتل النفس الزكيّة ثلث

عذاب أهل جهنّم!!

و |النفس الزكيّة| هو المهدي لدين اللَّه أبوعبداللَّه محمد بن عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

و هذا يؤكّد ما قاله الشيخ أبوالقاسم |البستي| رضي /110/ اللَّه عنه إلاّ أنّ التكفير بأخبار الآحاد لايثبت وإنّما يثبت بالأدلة المعلومة الشرعيّة، ومن جملتها القياس المعلوم

___________________________________

كلاّ ثمّ كلاّ القياس ليس من جملة الأدلّة الشرعية، وما يستنتجه القائس ليس من حكم اللَّه في شي ء بل هو من حكم القائس بظنّه ووهمه، وقد أجمع المعصومون من عترة النبيّ صلوات اللَّه عليهم أجمعين على بطلانه وعلى أنّ القائس مقتد بالشيطان فإنّه أوّل من أسّس القياس وقال- عند تمرّده عن امتثال أمر اللَّه بالسجود لآدم ما حكاه اللَّه تعالى عنه في الآية "12" من سورة الأعراف- وغيرها: 'خلقتني من نار وخلقته من طين'.

وقد بسط علماؤنا قدّس اللَّه أسرارهم في أصول الفقه أدلّة بطلان القياس، وأشار الى بعضها الميرزا حبيب اللَّه الخوئي طاب ثراه في شرحه- على المختار الأول من نهج البلاغة- المسمّى بمنهاج البراعة: ج 2 ص 62 -58 ط 2 فليراجع. وفيه ما قرّرناه واللَّه أعلم.

وروينا بالإسناد إلى الحاكم شيخ الإسلام رضى الله عنه

___________________________________

الظاهر أنّ مراد المصنّف من الحاكم هو الحاكم الجشمي مؤلّف كتاب تنبيه الغافلين. قال: و عن منصور بن عمّار قال: بعثني الرشيد إلى الروم فلقيت راهباً فقلت أخبرني بأعجب شي ء رأيت، قال: رأيت طيراً أعظم من البختي جاء من البحر ورفرف على صومعتي ثمّ سقط على الأرض ورمى من منقاره رأس إنسان و نفسه؟ و رجله ويده ثمّ ابتلعه ودخل البحر فعل ذلك ثلاث مرات، وكنت أهابه؟ فسألته في اليوم الثالث: باللَّه أن تخبرني من أنت؟ قال: أنا عبدالرحمان بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب، وكّل اللَّه بي هذا الطير يعذّبني هكذا إلى يوم القيامة،

___________________________________

وقريباً منه رواه الخوارزمي في الفصل: "26" من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ص 281 ط الغريّ.

وأيضاً قريباً منه رواه الحمّوئيّ في آخر السمط الأوّل- قبل خاتمة الكتاب- من فرائد السمطين: ج 391 1 بتحقيق المحمودي.

وأيضاً قريباً منه رواه الباعوني في الياب: "59" من كتابه جواهر المطالب: ج 2 ص 106، ط 1، بتحقيق المحمودي. فذلك قوله تعالى 'ويضلّ اللَّه

الظالمين' |27/إبراهيم: 14|.

|قال المؤلّف: و| الإضلال هاهنا بمعنى العذاب.

وقالت أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب ترثي أميرالمؤمنين عليه السلام:

___________________________________

والأبيات رواها أبوالعرب محمد بن أحمد التميمي- المتوفى سنة "333"- في مقتل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب المحن: ص 100 -99 ط 2 بمكتبة دار العرب ببيروت قال:

وحدثني محمّد بن بسطام قال: حدثنا أبوالزنباع قال: حدثني يحيى بن سليمان قال: حدثننا عمر بن عثمان- يعني الحمصي-، عن أبي إسماعيل الجعفي، قال: قالت أمّ الهيثم بنت عريان الخثعمية ترثي عليّاً رحمه اللَّه ورضي عنه:

ألا يا عين ويحك أسعدينا++

ألا تبكي أمير المؤمنينا

رزئنا خير من ركب المطايا++

وخيّسها وخير الناصرينا

ومن لبس النعال ومن حذاها++

ومن يقرأ الثماني والمئينا

وكلّ مناقب الخيرات فيه++

وحبّ رسول ربّ العالمينا

يقيم الخير لا يرتاب فيه++

ويقضي بالفرائض مستبينا

وليس بكاتم علماً لديه++

ولم يخلق من المتحزّبينا

ويدعو للجماعة من أتاه++

ويهتك قطع أيدي السارقينا

وغرّونا بأنّهم عكوف++

وليس كذاك فعل العاكفينا

أفي شهر الصيام فجعتمونا++

بخير الناس طراً أجمعينا

ألم يأتوه إذ هربو جميعاً++

وكان لقاؤه حصناً حصيناً

تبكّى أمّ كلثوم عليه++

بعبرتها وقد رأت اليقينا

تطوف به لحاجتها إليه++

فلما استيأست رفعت رنينا

فلا تشمت معاوية بن صخر++

فإنّ بقيّة الخلفاء فينا

وقد أتت المقادة عن تراض++

إلى ابن نبيّنا وإلى أخينا

وأن يعطي زمام الأمر قوماً++

طوال الدهر غيرهم الأمينا

وأنّ الناس إذا فقدوا عليّاً++

نعام في ظلام قد عشينا

وقال محقق الكتاب في تعليقه: الأبيات تنسب لأكثر من قائل، وهي ستّة أبيات في الكامل: ج 3 ص 157 |نسبها| لأبي الأسود الدؤلي، وهكذا |نقلها أبوالفرج| في الأغاني: ج 12 ص 329.

وانظر مقاتل الطالبيين: ص 43، وتاريخ الطبري: ج 1 ص 3467 ط القديم، وشذرات الذهب: ج 1 ص 51، وأسد الغابة: ج 4 ص 40، والاستيعاب: ج 3 ص 1132، ومروج الذهب: ج 4 ص 436.

ألا ياعين ويحك اسعدينا++

ألا تبكي أمير المؤمنينا

رزئنا خيرمن ركب المطايا++

وفارسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها++

ومن قرأ المثاني والمئينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين++

رأيت البدر راع الناظرينا

فلا و اللَّه ما أنسى عليّاً++

و حسن صلاته في الراكعينا

يقيم الحدّ لا يرتاب فيه++

ويقضي بالفرائض مستبينا

أفي شهر الصّيام فجعتمونا++

بخير النّاس طرّاً أجمعينا

وكنّا قبل مهلكه بخير++

نرى فينا وصيّ المسلمينا؟

كأنّ الناس إذ فقدوا عليّاً++

نعام حلّ في بلد سنيناً

___________________________________

هذا البيت كان بخطّ الأصل في هامش أصلي ولكن رسم الخطّ في الشطر الثاني منه غير جليّ.

أشاب ذوابتي وأطال جهدي؟++

أمامة حين فارقت الفرينا؟

وعبرة أم كلثوم بحزنٍ++

تجرّعها وقد رأت اليقينا؟

فلا تشمت معاوية ابن صخر++

فإنّ بقيّة الخلفاء فينا

ورثته الجنّ يقول بعضهم فيه عليه السلام:

لقد مات خيرالنّاس بعد محمّد++

وأكرمهم فعلاً و أوفاهم عهداً

وأضربهم بالسّيف في منهج الهدى++

وأصلفهم قتلاً؟ وأنجزهم وعداً

وروى صاحب كتاب الاستيعاب الفقيه أبوعمر يوسف بن عبداللَّه النميري

___________________________________

الأبيات ذكرها أبوعمر في آخر ترجمة أميرالمؤمنين عليه السّلام من كتاب الاستيعاب المطبوع بهامش الإصابة: ج 3 ص 66. لبكر بن حماد التاهرتي يرثي أميرالمؤمنين عليه السلام و يذكر قتل ابن ملجم- لعنه اللَّه- له عليه السلام:

وهزّ عليّ بالعراقين لحية++

مصيبتها جلّت على كلّ مسلم

فقال: سيأتيها من اللَّه حادث++

ويخضبها أشقى البرية بالدم

فباكره بالسيف شلّت يمينه++

لشوم دعاه عند ذاك ابن ملجم

فيا ضربة من خاسرٍ ضّل سعيه++

تبوّأ منها مقعداً في جهنّم

ففاز أمير المؤمنين /111/ بحظّه++

وإن طرّقت فيه الليالي بمعظم

ألا إنّما الدنيا بلاء وفتنة++

حلاوتها شيبت بصاب و علقم

___________________________________

وبخطّ الأصل في هامش أصلي ما لفظه: "الصاب والعلقم بمعنىً واحد- ولكن اختلفت اللفظ ألا- وهو الحنظل.

في تصدّق علي خاتمه في الركوع ونزول آية الولاية فيه


ونعود |إلى شرح البيت: "23" من| القصيدة، قال الإمام |المنصور باللَّه| عليه السلام:

ومن زكا خاتمه راكعاً++

فقال فيه اللَّه هذا ولي

زكا |في كلام المصنف| أصله زكّى، والزكاة في أصل اللّغة: النماء والزيادة يقال: زكا الزرع إذا نما. والزكاة: التطهير، قال اللَّه تعالى: 'أقتلت نفساً زاكية'

___________________________________

قال الطبرسي رفع اللَّه مقامه في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان ما محصّله: 'قرأ الكوفيّون والشاميّون وسهل 'زكيّةً' بغير ألف، وقرأ الباقون 'زاكيةً' بالألف. |74/الكهف/18| وقال:'خير منه زكاةً' |81/الكهف: 18|.

والزكاة في الشرع عبارة عن إخراج جزء من النصاب معلوم في وقت معلوم على وجه مخصوص، و سمّيت زكاة لوجهين: أحدهما لأنّ المال يزكو معها وينمو بأن يبارك اللَّه تعالى فيه، ومنه قوله صلي اللَّه عليه و آله و سلم: 'ما نقص مال من صدقة'،

___________________________________

الحديث معروف ولكن لم يتهيّأ لي الوقت للمراجعة الى مصادره. يريد به البركة من اللَّه تعالى حتى يصير كأنّه لم يخرج منه شى ء.

و ثانيهما قيل: لأنّها تطهّر المال، و على هذا قال تعالى: 'قد أفلح من زكّاها' |9/الشّمس/91| أي طهّرها فلما كانت الزكاة تطهّر المال سمّيت زكاةً.

والخاتم معروف بفتح التاء- وقد يجوز كسرها أيضاً- و هو: ما يستحبّ لبسه، و قد قال صلي اللَّه عليه و آله و سلم: 'تختموا بالعقيق فإنّه أول حجر شهد للَّه بالوحدانية، و لي بالنبوة، ولعليّ بالوصية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة'

___________________________________

وإليك الحديث سنداً و متناً كما جاء تحت الرّقم: "326" من مناقب ابن المغازلي ص 281 قال:

أخبرنا القاضي أبوتمام علي بن محمّد بن الحسين، أخبرنا القاضي أبوالفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلّى الخيوطي إذناً، حدثني أبوالطيب محمّد بن حبيش بن عبداللَّه بن هارون النيلي- في الطراز بواسط سنة إحدي و ثلاثين وثلاث مائة- قال: أخبرنا المشرّف بن سعيد الذارع، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدّثنا سفيان بن حمزة الأسلمي عن كثير بن زيد، قال:

دخل الأعمش على المنصور، و هو جالس للمظالم، فلما مرّ به قال له: يا سليمان تصدّر. فقال |الأعمش|: أنا صدر حيث جلست، ثم قال: حدثني الصادق، قال: حدثني الباقر، قال: حدثني السجّاد، قال: حدثني ا لشهيد، قال: حدثني التقي و هو الوصيّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، قال: حدثني النبي صلى اللَّه عليه وآله، قال: أتاني جبريل عليه السّلام فقال : 'تختّموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للَّه بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولعلي بالوصية، ولولده بالإمامة و لشيعته بالجنة...'.

وليس بممتنع أن يحمل الخبر على ظاهره و أن يكون اللَّه أنطقه بما حكاه الرّسول عنه عليه السلام فاللَّه تعالى قادر على أن يخلق الكلام.

وقد روينا ما يشبه هذا بالإسناد إلى جابر بن عبداللَّه الأنصاري رضى الله عنه قال: كنت يوماً مع النّبي صلي اللَّه عليه و آله وسلم في بعض حيطان المدينة ويد علي في يده، فمررنا بنخل فصاح النخل: هذا محمّد رسول اللَّه سيد الأنبياء و هذا علي سيّد الأوصياء وأبوالأئمة الطاهرين. ثم مررنا بنخل فصاح النخل: هذا المهدي و هذا الهادي. ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمّد رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم و هذا علي سيف اللَّه.

فالتفت النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم الى علي رضى الله عنه فقال: 'يا علي سمّه الصيحاني'. فسمّي من ذلك اليوم الصيحاني

___________________________________

وهذا رواه الخوارزمي أيضاً في الحديث: "35" من الفصل: "19" من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام: ص "312".

ورواه أيضاً الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 255 ط الغريّ.

ورواه أيضاً الحمّوئي في آخر الباب 23 من السمط الأول من فرائد السمطين: ج 1 ص 137.

|و| فيما يجوز التختّم به و ما لا يجوز، ما رويناه عن أبي هريرة أنّ رجلاً أتى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و سلم بخاتم من ذهب فأعرض عنه، فانطلق الرجل فقال: لا أدري شرّاً من حلية النساء فلبس خاتماً من حديد ثم جاء فأعرض عنه، فانطلق فنزعه فلبس خاتماً من ورق فأقرّه النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم وأقبل عليه.

والمستحبّ لباس الخاتم في اليمين، لأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم

كان يتختّم كذلك.

ولا يحظر في لبسها في اليسار، لأنّه قد روي أنّ الحسن والحسين |عليه السلام|فعلا ذلك

___________________________________

فليحقّق ذلك فإنّي لم يتهيّأ لي الوقت للمراجعة.

قال السيّد المؤيّد باللَّه قدّس اللَّه روحه: ولعلّهما فعلا ذلك لعذر وإن كانت كراهة لبسها في اليسار ليست كراهة التحريم وإنّما هي ضدّ الاستحباب. وكان خاتم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فضّةً ونقشه /112/ ثلاثة أسطر محمد رسول اللَّه.

وروينا عنه صلى اللَّه عليه وآله و سلم أنه قال: 'اتّخذت خاتماً من ورق ونقشت فيه محمّد رسول اللَّه فلا ينقش أحدكم على نقشه'.

والوجه في منعه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من النقش على نقشه إنّه كان يختم به فقد روينا أنّه أراد أن يكتب إلى رهط- أو ناس- من العجم

___________________________________

هذا هوالظاهر، وفي أصلي: 'أراد أن يكتب الى الرهط...'. فقيل إنهم لايقبلون كتاباً الاّ عليه خاتم. فاتّخذ صلى اللَّه عليه وآله وسلم خاتماً من فضة و نقشه بما تقدم فمنع من النقش على نقشه لهذا الغرض وصار الخاتم إلى أبي بكر

___________________________________

ما اطّلعت بعد على كيفية حيازة أبي بكر واخوته لخاتم النبيّ صلى الله عليه و آله، فليحقق. ثمّ عمر ثمّ عثمان و كان يعبث به في بعض الايّام على بئر فسقط |فيها فاختلفوا إليها ثلاثه أيّام و نزحوا الماء فما وجدوه.

وكانت لعليّ عليه السلام خواتيم فصوصها منقوشة، فعلى فصّ العقيق- وهو خاتم الصلاة- 'لااله الااللَّه عدّة للقاءاللَّه' و على فصّ الفيروزج- و هو للحرب-: 'نصر من اللَّه وفتح قريب'، وعلى فصّ الياقوت- وهو لقضائه- 'اللَّه الملك و عليّ عبده' و على فصّ الحديد الصيني- و هو لختمه- 'لا إله إلّا اللَّه، محمد رسول اللَّه'.

وكان نقش الخاتم الذي تصدّق به في حال ركوعه: 'سبحان من فخري بأنّي عبده'.

هذا في الخاتم وما يتعلق به، فالراكع فاعل الركوع والركوع هيئة معلومة من الصلاة.

والمقصود من البيت الكشف عن منقبة لأميرالمؤمنين عليه السلام راجحة على المناقب، ورتبة في الشرف نافت على المراتب.

روينا بالإسناد المتقدم إلى القاضي قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكني رضى الله عنه يرفعه كما تقدم إلى السيد الامام المرشد باللَّه قدّس اللَّه روحه قال: حدّثنا أبوأحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه بإصفهان، قال: حدّثنا أبومحمد عبداللَّه بن محمد بن جعفر بن حيّان قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن يحيى بن زهير التستري وعبدالرحمان بن أحمد الزهري قالا: حدّثنا أحمد بن منصور قال: حدّثنا عبدالرزاق، عن عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه:

عن ابن عباس |أنّه سئل عن قوله تعالى|: 'إنّما وليّكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون' |55/المائدة: 5| قال: نزلت في على أبي طالب عليه السلام.

و بالإسناد المتقدم إلى السيد المرشد باللَّه عليه السلام قال: حدّثنا محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه قال: حدّثنا أبومحمد عبداللَّه بن محمد بن جعفر بن حيّان، قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة ؟ قال: حدّثنا عبداللَّه بن عبدالوهاب، قال: حدّثنا محمد بن الأسود، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح:

عن ابن عباس قال: أقبل عبداللَّه بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمن بالنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه إن منازلنا بعيدة و ليس لنا مجلس ولا متحدّث دون هذا المجلس، وإن قومنا لمّا رأونا آمنّا باللَّه و رسوله وصدّقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لايجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشقّ ذلك علينا فقال لهم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم 'إنّما وليّكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون'، ثمّ إنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم خرج والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'هل أعطاك أحد شيئاً'؟ قال: نعم خاتم من ذهبٍ. فقال له /113/ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من أعطاكه'؟ قال: ذلك القائم، وأومى بيده إلى عليّ عليه السلام، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'على أيّ حال أعطاك'؟ قال: أعطاني و هو راكع. فكبّر النبي صلى اللَّه عليه وآله

وسلم ثمّ قرأ'ومن يتولّى اللَّه ورسوله والذين آمنو فإنّ حزب اللَّه هم الغالبون' |56/المائدة: 5| فأنشأ حسّان بن ثابت يقول في ذلك:

أباحسن تفديك نفسي ومهجتي++

وكلّ بطي ء في الهدى ومسارع

أيذهب مدحي والمحبّر ضائعاً++

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعاً++

فدتك نفوس الناس يا خير راكع

فأنزل فيك اللَّه خير ولاية++

وبيّنها في محكمات الشرائع

وقيل في ذلك أيضاً:

أوفى الزكاة مع الصلاة

___________________________________

هذا هو الظاهر المذكور في ترتيب أمالي السيّد المرشد باللَّه: ج 1، ص 139، ط 1. وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار- ومثله في الحديث "8" من كتاب النور المشتعل: ص 71، ط 1-:

أوفى الصلاة مع الزكاة مقامها++

فاللَّه يرحم عبده الصبّارا

ومثلهما في ذيل الحديث: "237" من شواهدالتنزيل: ج 1، ص 237 ولكن في النور المشتعل: 'فأقامها'. مقامها++

فاللَّه يرحم عبده الصبّارا

من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً++

وأسرّه في نفسه إسرارا

من كان بات على فراش محمد++

ومحمد أسرى يؤمّ الغارا

من كان جبريل يقوم يمينه++

فيها وميكال يقوم يسارا

من كان في القرآن سمّي مؤمناً++

في تسع آيات جعلن كبارا

وبالإسناد المتقدم الى القاضي ابن المغازلي قال: أخبرنا أبونصر أحمد بن موسى بن الطحّان إجازة، عن القاضي أبي الفرج الخيوطي، حدثنا عبدالحميد بن موسى العبّاد، حدّثنا محمّد بن إسحاق الخزّاز، حدثنا عبداللَّه بن بكّار، حدثنا عبيدة بن أبي العتيك،

___________________________________

كذا في أصلي، والحديث رواه ابن المغازلي برقم: "355" من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ص 312 وقال: أخبرنا أبونصر أحمد بن موسى بن الطحّان إجازة، عن القاضي أبي الفرج الخيوطي قال: حدّثنا عبدالحميد بن موسى العباد، حدّثنا |محمّد بن إسحاق الخزّاز، حدّثنا عبداللَّه بن بكّار، حدثنا عبيدبن أبي الفضل؟ عن| محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه السّلام....

ومن أراد المزيد من روايات أميرالمؤمنين عليه السّلام حول نزول الآية المباركة فيه، فعليه بما رواها الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث 233 وتعليقه من شواهد التنزيل: ج 1 ص 226 تا 227 ط 2. عن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه السلام في قوله عزّ

/ 65