محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


في الاستدلال على أفضلية علي وإمامته على الكل بحميد مساعيه يوم الخندق


ونعود إلى |شرح البيت الحادي عشر من| القصيدة، قال |الإمام المنصور باللَّه| عليه السلام:

وصبحة الخندق من ضرّح الضر++

غام عمراً ذلك القسوريّ

الصبحة: أوّل اليوم، ومنه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'الصبحة تمنع الرزق' يعني النوم في الغداة بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، فأفاد الخبر كراهة النوم في هذه الحالة.

و"ضرّجه": لطخه بالدم. و"الضرغام" من أسماء الأسد. و"القسوريّ" منسوب إلى القسورة وهو من أسماء الأسد |أيضاً| وأصل القسورة: الأخذ بشدّة من |قولهم:| قسره- |على زنة ضربه وبابه|- قسراً نحو قولهم: قهره قهراً، وأخذه قسراً أي قهراً، قال تعالى: 'كأنّهم حُمُر مستنفرة فرّت من قسورة' |51/المدّثر: 74| يعني إنّ الكفّار نفروا من سماع القرآن وأعرضوا عنه كنفور الحمر من القسورة وهو الأسد، هذا هو اختيار جماعة من المفسّرين وإن كان قد ذكر غيره |أيضاً|.

وأمّا قصّة الخندق فإنّه كان في شهر شوال سنة خمس |من الهجرة| وكان الذي هاجسه؟ أنّ جماعةً من اليهود منهم حُيَي بن أخطب وغيره قدموا على قريش فدعوهم إلى حرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقالوا: نكون معكم حتّى نستأصله. فأجابوهم إلى ذلك واتّعدوا، ثم أتى أولئك النفر |من اليهود| غطفان فأجابوهم أيضاً.

وخرجت قريش |إلى حرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم| وقائدهم أبوسفيان، وخرجت غطفان وقائدهم عُيَينة بن حصن، فلمّا سمع بهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ضرب الخندق على المدينة وعمل فيه بنفسه وعمل المسلمون |فيه أيضاً| وأبطأ فيه المنافقون، وكانت فيه أحاديث عجيبة وآثار لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:

منها أنّ ابنة بشير بن سعد قالت: دعتني أمّي عمرة بنت رواحة الأنصارية فأعطتني حفنة من تمر وقالت: اذهبي بها إلى أبيك بشير وخالك عبداللَّه بن رواحة |قالت:| فانطلقت بها ألتمسهما فمررت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله

وسلم فقال: يا بنيّة ما هذا الذيى معك؟ قلت: تمر بعثتني به أمّي إلى أبي وخالي. قال: هاتيه. فصببته في كفّيه فأمر بثوب فصبّ عليه التمر، وأمر إنساناً بأن ينادي هلمّ /62/ إلى الطعام؟ فاجتمع أهل الخندق فأكلوا وهو يزداد، حتى شبعوا وقاموا وإنّه يسقط من أطراف؟ وهم ثلاثة آلاف

___________________________________

وهذا رواه البيهقي في "باب ما أصاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم والمسلمين..." من كتاب دلائل النبوّة: ج 3 ص 427 ط دار الكتب العلمية ببيروت.

وأشار محققه في هامشه إلى أنّ ابن هشام رواه في السيرة: ج 3 ص 172، وابن كثير في البداية والنهاية: ج 4 ص 96.

ومنها ما رواه سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: غلظت عليّ صخرة في الخندق فأخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المعول من يدي فضرب به ضربةً لمعت تحت المعول برقة ثمّ ضرب ضربة |أخرى| فلمعت برقة ثمّ ضرب الثالث فلمعت برقة أخرى فقلت:بأبي أنت وأمّي يا رسول اللَّه ما هذا الذي رأيت؟ قال: 'قد رأيت يا سلمان؟'. قلت: نعم. قال: 'أمّا الأولى فإنّ اللَّه فتح عليّ بها اليمن، وأمّا الثانية فإنّ اللَّه فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأمّا الثالثة فإنّ اللَّه فتح عليّ بها المشرق'. إلى غير ذلك من الأحاديث.

ولمّا تمّ الخندق نزل الكفّار في عشرة آلاف، وخرج المسلمون في ثلاثة آلاف والخندق بينهم وبين القوم، ونقض بنو قريضة العهد بإشارة حُيَي بن أخطب، فأقام المشركون بضعاً وعشرين ليلة ولم يكن قتال، فلمّا اشتدّ البلاء صالح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قائدي غطفان عُيينة بن حصن والحارث بن عوف على ثلث ثمار المدينة لينصرفا بغطفان وكتب كتاب الصلح بينهم على ذلك، ثم استشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فقالا: شي ء تصنعه بوحي أم شي ء تصنعه لنا؟ قال: 'لا بل شي ء نصنعه لكم، لأنّ العرب قد رمتكم عن قوس واحدة'. فقال سعد بن معاذ: كنّا أهل شرك ولا يطمع فينا أحد إلاّ بشرىً أوقِرىً؟ فالآن فقد منّ اللَّه علينا بالإسلام وبك نعطيهم أموالنا؟ لا نعطيهم إلاّ السيف، وتناولا الصحيفة ومحيا ما كان فيها

___________________________________

هذا هو الظاهر، ولفظ أصلي غامض، وفيه: 'ومحى'. انظر تفصيل القصّة في حوادث السنة الخامسة من الهجرة من تاريخ الطبري: ج 2 ص 572 تا 579.

ثمّ إنّ نعيم بن مسعود أتى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقال: إنّي أسلمت ولم يعلم قومي فمرني بما شئت- وهو |كان| من غطفان- فقال |رسول اللَّه|: خذّل عنّا إذا استطعت، فإ |نّ ا| لحرب خدعة.

فخرج |نعيم بن مسعود| وأتى قريظة وقال: قد علمتم يا بني قريظة أنّ ديني دين آبائكم وإنّ قريشاً وغطفان جاءُوا لحرب محمد والبلد بلدكم فإن رأوا نهزة أصابوها؟ وإلاّ انصرفوا إلى بلادهم وحينيذ لا طاقة لكم بمحمد؟ فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهائن من قريش وغطفان إن حاربكم محمد نصروكم عليه. قالوا: نعم الّرأي.

ثم أتى أباسفيان وقريشاً وقال: انّ هؤلاء اليهود ندموا على ما فعلوا وقد صالحوا مع محمد ووعدوه أن يأخذوا منكم رهائن من أشرافكم ويدفعوا بهم إليه فيضرب أعناقهم ثم يكونون يداً عليكم!! وقال لغطفان مثل ما قال لقريش.

فلمّا كانت ليلة السبت في شوّال أرسل أبوسفيان وغطفان إلى بني قريظة وقالوا: إنّا بدار مضيعة ولا بدّ من المناجزة. فقالوا: غداً يوم السبت ولا نحارب ولا نقاتل معكم حتّى تعطونا رهائن من رجالكم فإنّا نخشى محمداً إن كان الظفر له أن ترجعوا إلى بلادكم.

فلمّا رجعت الرسل قالت قريش وغطفان: صدق نعيم وأبوا أن يرهنوهم، وقالت قريظة: صدق نعيم!!

وبعث اللَّه عليهم ريحاً شديدةً في ليلة شاتية فجعلت تطرح أبنيتهم وأمر أبوسفيان بالرجوع إلى بلادهم وانصرفت بنو قريضة ولم يكن في الخندق قتال /63/ إلاّ |أنّ| فوارس نزلوا منهم عمرو بن عبدودّ، ومنبه من بني عبدالدار أصابه سهم، ونوفل من بني مخزوم وضرار بن الخطّاب، وهبيرة بن أبي وهب بن عبدودّ.

وكان عمرو بن عبدودّ لم يحضر 'أُحُداً' لجراحة |كانت| به من يوم بدر

|فحضر يوم الخندق وخرج| فطلب البراز، فكاع الناس عنه

___________________________________

يقال: كاع فلان عن فلان كيعاً وكيعوعة- على زنة باع يبيع ومن بابه-: جبن عنه وهابه. وهو ينشد:

ولقد بححت من النداء++

لجمعكم هل من مبارز

ووقفت إذ جبن المشجّ++

ع موقف القرن المناجز

إنّي كذلك لم أزل++

متسرّعاً نحو الهزاهز

إنّ الشجاعة في الفتى++

والجود من خير الغرائز

فأتى جبريل عليه السلام إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقال: مُر عليّاً يبرز إليه

___________________________________

لا عهد لي بمصدر يذكر قوله: 'فأتى جبريل... مر عليّاً أن يبرز إليه...'. فبرز إليه عليّ عليه السلام وهو يرتجز ويقول:

لا تعجلنّ فقد أتاك++

مجيب صوتك غير عاجز

ذو نيّة وبصيرة++

والحقّ منجى كلّ فائز

إنّي لأرجو أن تقوم++

عليك نائحة الجنائز

من طعنة نجلاء يبقى++

ذكرها عند الهزاهز

فضرب عمراً وكبّر وقتله، وقتل أيضاً نوفل بن عبداللَّه المخزومي؟ وقال عليه السلام لمّا قتل عمراً:

أعلّي تقتحم الفوارس هكذا++

عنّي وعنهم أخبروا أصحابي

اليوم يمنعني الفرار حفيظتي++

ومصمّم في الهام ليس بنابي

آلا ابن عبدحين شدّ أليّة++

وحلفت فاستمعوا من الكذّاب

أن لا يصدّ ولايهلّل فالتقى++

رجلان يضطربان أيّ ضراب

___________________________________

كذا في أصلي ، والأبيات رواها الحاكم في كتاب المغازيى من المستدرك: ج 3 ص 33 وفيه:

إنّي لأصدق من يهلّل++

رجلان يضطربان كلّ ضراب

فالتقى |ظ|

ولقصة الخندق وما جرى فيه مصادر كثيرة ورواها أيضاً ابن أبي الدنيا في 'باب صدق البأس' في الحديث: "195" من كتاب مكارم الاخلاق، ص 149، ط بيروت.

ورواها أيضاً البيهقي في عنوان: "ما أصاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم والمسلمين من محاصرة المشركين..." في أواخر ج 3 من دلائل النبوّة ص 456 -432.

ورواها أيضاً ابن عساكر في الحديث: "365" وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: 1، ص 169 تا 174 ط 2 بتحقيق المحمودي

ورواها أيضاً ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية: ج 4 ص 106.

ورواها أيضاً المجلسي العظيم في بحار الانوار: ج 20 ص 257 ط الحديث.

وليلاحظ ما أورده القاضي القضاعي في الباب التاسع من دستور معلم الحكم ص.

فصددت حين رأيته متقطّراً++

كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو أنّني++

كنت المقطّر بزّني أثوابي

وقالت أمّ كلثوم أخت عمرو بن عبدودّ ترثيه وتذكر قتل عليّ عليه السلام له:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله++

بكيته ما أقام الروح في جسدي

لكنّ قاتله من لا يعاب به++

وكان يدعى أبوه قديماً بيضة البلد

يا أمّ كلثوم بكّيه ولا تسمي++

بكاء معولة حرّا على ولد

مشى إليه عليّ يوم قاتله++

مشي العجول بصلّ غير متّئد؟

فحلّل الرأس منه يوم بارزه++

صافي الحديدة عضباً غير ذي أود

وكان بعد قتل عليّ عليه السلام له، التحفة العظمى- والمنحة الكبرى والهدية من ربّ السماء بدعاء خاتم الأنبياء صلى اللَّه عليه وعلى آله النجباء- التي لم ينقل مثلها لبشر ولا كانت لمن مضى ومن غبر، فقضت برفعه إلى منازل القمر،وألبسته من الثناء الشريف /64/ أعلى من ملائه والحبر؟.

وذلك ثابت فيما أخبرنا به الشيخ الأجلّ العالم محيي الدين أبوعبداللَّه محمد بن أحمد بن الوليد القرشي قدّس روحه، قال: أخبرنا

___________________________________

كان لفظ أصلي في جميع سلسلة هذا الحديث- بل في جميع أسانيد الكتاب-: 'قال: اه...' ولفظة 'اه' كناية عن 'أخبرنا أو أنبأنا أو حدثنا' ونحن في هذا الحديث بدّلنا هذه الكناية بقول: 'أخبرنا' في جميع فقرات الحديث، ولكن في الأحاديث التي كان مصدر المصنف موجوداً عندنا جرينا على لفظ مصدر المصنف. القاضي الأجلّ الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه بقراءتي عليه، قال: أخبرنا القاضي الإمام الأجلّ العالم قطب الدين علم الإسلام أحمد بن أبي الحسن الكني بقراءتي عليه، قال: أخبرناالشيخ الإمام محمد بن أحمد بن عليّ الفرزادي رحمه الله بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبوطاهر محمد بن عبد

العزيز بن إبراهيم الزعفراني قال: أخبرنا القاضي الزكي أبوعلي الحسن بن عليّ بن الحسن الصفّار قال: أخبرنا قاضي القضاة أبوالحسن عبدالجبّار بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم بن أحمد بن يونس قال: أخبرنا الحسن بن عليّ العدوي قال: أخبرنا زكريّا الخزّاز المقرئ قال: أخبرنا اسماعيل بن عباد قال: حدثنا شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة:

عن عبداللَّه قال: دخل عليّ بن أبي طالب يوم قتل عمرو بن عبدودّ على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وسيفه يقطر دماً فقال |رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'اللهمّ أتحف عليّاً بتحفة لم يتحف بها أحد قبله ولا يتحف بها أحد بعده'.

قال: فهبط جبريل عليه السلام على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ب'أترنجة' فإذاً فيها سطرين مكتوبين: 'هديّة من الطالب الغالب إلى علّي بن أبي طالب'

___________________________________

لا عهد لي بمصدر للحديث غير ما ذكره المصنف هاهنا.

قال |المؤلف| أيّده اللَّه: وهذا |الحديث| يتضمّن فوائد:

منها معجزة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حيث دعا إلى اللَّه تعالى بتحفة لعليّ عليه السلام واقترح أن لا تكون لأحد قبله ولا لأحد بعده فكان الأمر كما سأل، ولا معنى للمعجز إلاّ الفعل الناقض للعادة المطابق لدعوى المدّعي ودعوى النبيّ مستمرّة في جميع أحوال البعثة إمّا قولاً وإمّا ما في حكمه وهوالفعل.

ومنها كون هذه التحفة الشريفة على يد جبريل عليه السلام وقد علمنا أنّه المقرّب المكين وذو القوّة الأمين عند اللَّه تعالى ولا شبهة أنّ التحفة يعظم قدرها ويجلّ خطرها إذا كانت على يد من له منزلة شريفة عند المهدي بالمُهدى إليه

___________________________________

هذا هو الظاهر، وفي أصلي: 'على اهتمام المهدي بالهدي إليه'. شاهداً وهكذا في الغائب يكشف كون الهدية على يد جبريل صلى اللَّه عليه وسلم على أنّ عليّاً عليه السلام

___________________________________

هذا هو الظاهر، ولفظ أصلي في هذا الذيل مضطرب. عند اللَّه ذو حظّ عظيم وفضل جسيم.

ومنها الكتابة بأنّها هدية من الطالب الغالب إلى عليّ بن أبي طالب، وهذا زيادة فضل وشرف على إيصالها إلى عليّ عليه السلام؟.

ومنها أنّ ذلك يدلّ على أنّ قتل عليّ عليه السلام لعمرو بن عبدودّ قد عظم أثره في الإسلام حين؟ جعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الدعاء بهذه الدعوة الشريفة التي انفرد بها عليّ عن الخلق أجمعين في مقابلته.

ومنها تسمية اللَّه تعالى لعليّ عليه السلام باسمه وقد كان سمّاه اللَّه تعالى |به| قبل ولادته ورفع ذكره قبل خلقته /65/ لأنّا روينا أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'لمّا أسري بي رأيت على باب الجنّة مكتوباً بالذهب- لا بماء الذهب- لا إله إلاّ اللَّه، محمد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، فاطمة أمة اللَّه، الحسن والحسين صفوة اللَّه، على باغضيهم لعنة اللَّه'

___________________________________

وهذا الحديث مستفيض من طريق أبي الحمراء وجابر بن عبداللَّه الأنصاري رضي اللَّه تعالى عنهما، ورواه القطيعي بسندين عن جابر بن عبداللَّه كما في الحديث الأخير من مسند أبي الحمراء هلال بن الحارث من المعجم الكبير: ج 22 ص 200 قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبادة بن زيادالأسدي حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير:

عن أبي الحمراء خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه وسلم يقول: لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت في ساق العرش مكتوباً 'لا إله إلاّ اللَّه، محمد رسول اللَّه، أيّدته بعليّ ونصرته |به|'.

ورواه عنه الهيثمي في باب مناقب عليّ عليه السلام من مجمع الزوائد: ج 9 ص 121. ورواه أيضاً محمد بن سليمان الكوفي- المتوفّى سنة: "322"- في الحديث: "155" من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: ج 1 ص 240 قال:

حدثنا أبوأحمد، حدثنا أحمد بن موسى الكوفي قال: حدثنا عبدالعزيز بن الخطّاب، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن عمرو بن شمر، عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير: عن أبي الحمراء صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: رأيت ليلة أسري بي على العرش مكتوباً: لا إله إلا اللَّه، محمد رسول اللَّه أيّدته بعليّ ونصرته به.

وبمعناه رواه مرسلاً محمد بن النعمان القاضي المصري المتوفى عام: "365" في أوائل الجزء التاسع من كتابه المجالس والمسايرات، ص 210 ط دار المنتظر ببيروت، قال:

إنّ اللَّه تعالى لمّا خلق آدم عليه السلام فنظر فرأى في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلاّ اللَّه، محمد رسول اللَّه أيّدته بعليّ وأورثته به؟.

ورواه بسندين محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه في الحديث: "11، و13" من باب مابعد الألف من كتاب الخصال: ج 2 ص 538.

ورواه أيضاً أبونعيم الحافظ- في كتابه: "ما نزل في عليّ من القرآن" كما في الفصل:"14" من كتاب خصائص الوحي المبين ص 111، ط 1- قال:

حدثنا أبوبكر بن خلاّد، قال: حدثنا الحسين بن اسماعيل المهري قال: حدثنا عباس بن بكّار، قال: حدثنا خالد بن أبي عمرو الأسدي عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح: عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: لا إله إلاّ اللَّه وحده لا شريك له، محمد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ بن أبي طالب، وذلك قوله في كتابه: 'هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين' |62/الأنفال: 8| يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: "926" من ترجمة أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب 7 من تاريخ دمشق: ج 2 ص 419 ط2.

ورواه الحافظ الحسكاني بأسانيد عن أبي هريرة وأنس بن مالك وأبي الحمراء وجابر بن عبداللَّه الأنصاري كما في تفسير الآية: "62" من سورة الأنفال، في شواهد التنزيل: ج 1، ص 292 تا 300 ط 2.

ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الخطّاب بن سعد الخير من تاريخ دمشق من المصورة الأردنيّة: ج 5 ص 662 وفي مختصر ابن منظور: ج 8 ص 7 9، وفي طبعة دار لفكر: ج 8 ص 79 قال:

أخبرنا أبوالحسن علي غّ بن مسلم، أنبأنا عبدالعزيز بن أحمد، أنبأنا عبدالرحمان بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبوعليّ محمد بن هارون بن شعيب، أنبأنا أبوالقاسم الخطّاب بن سعد الخير، أنبأنا محمد بن رجاء السختياني أنبأنا عمّار بن مطر، أنبأنا عمرو بن ثابت عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير:

عن أبي الحمراء قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: 'رأيت ليلة أسري بي مثبتاً على ساق العرش: إنّي أنا اللَّه لا إله غيري خلقت جنّة عدن بيدي محمد صفوتي من خلقي أيّدته بعليّ نصرته بعليّ.

و قريباً منه رواه أيضاً القطيعي في الحديث: "254 و262" من مناقب عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 181 و186 قال:

حدثنا أبويعلى حمزة بن داود الإيلي بالإيلة، قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهدي الكوفي قال: حدثنا كادح بن رحمة قال: حدثنا مسعر، عن عطيّة:

عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: رأيت على باب الجنّة مكتوباً: 'لا إله إلاّ اللَّه محمد رسول اللَّه، عليّ أخو رسول اللَّه'.

|و| حدّثني أحمد بن اسرائيل، قال: حدثنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا زكريّا بن يحيى الكسائي قال: حدثنا يحيى بن سالم، قال: حدثنا أشعث ابن عمّ حسن بن صالح- وكان يفضّل عليه- قال: حدثنا مسعر عن عطيّة:

عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مكتوب على باب الجنّة: محمد رسول اللَّه، عليّ أخو رسول اللَّه قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة.

ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ الحسكاني في الحديث: "299" ومابعده وما علقناه عليها من كتاب شواهد التنزيل: ج 1،ص 300 -292 ط2.

وليراجع أيضاً مارواه ابن عساكر في الحديث: "864" وما بعده- وما أوردناه في تعليقه- من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 358 -353.

وروينا عنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّه قال: 'لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة- أو قال: أطلعت في الجنّة- فرأيت عن يمين العرش مكتوباً: 'لا إله إلاّ اللَّه، محمد رسول اللَّه أيّدته بعلّي ونصرته به'

___________________________________

انظر مصادر الحديث وشواهده فيما علّقناه على الحديث: "116" في تفسيرالآية: "31" من سورة البقرة في شواهد التنزيل: ج 1، ص 101.

وروينا بالإسناد إلى الحاكم الإمام رضى الله عنه قال: روى السيّد أبوطالب

___________________________________

ما اطّلعت بعد على موطن ذكرالخبر عن السيّد أبي طالب رحمه اللَّه، غير ما ذكره المؤلّف هاهنا. بإسناده عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس:

عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'لمّا أمراللَّه تعالى آدم بالخروج من الجنّة رفع طرفه نحو السماء فرأى خمسة أشباح عن يمين العرش فقال: إلهي خلقت خلقاً قبلي؟ فأوحى اللَّه تعالى اليه: أما تنظر إلى هذه الأشباح؟ قال: بلى. قال: هؤلاء الصفوة من نوري اشتققت أسماءهم من اسمي فأنا اللَّه المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علّي وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، و لي الأسماء الحسنى وهذا الحسين.

فقال آدم: فبحقّهم اغفر لي. فأوحى اللَّه اليه أن قد غفرت لك'.

|قال الراوي:| وهي الأسماء التي قال اللَّه تعالى: 'فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه' |37/البقرة: 2|.

وروينا بالإسناد إلى جابر بن عبداللَّه رضى الله عنه |أنّه| قال: مكتوب على باب الجنّة:

'محمد رسول اللَّه، علّي أخو رسول اللَّه' قبل أن تخلق السماوات بألفي عام؟! |قال المؤلّف:| ومن سمّاه اللَّه تعالى قبل وجوده كان جديراً بالإصطفاء خليقاً بالإجتباء، وفي ذلك غنىً وكفاية عن مدحة المادحين وتقريظ المقرظين، وقد نظم الشعراء اسمه وجعلوه مفيداً للمدح بذلك، قال بعضهم:

وقالوا علّي علا قلت لا++

|ف| إنّ العُلى بعلّي علا

وما قلت فيه كقول الغلاة++

وما كنت أحسبه من سلا؟

ولكن أقول بقول النبّي++

وقد جمع الخلق كلّ الملا؟

ألا إنّ من كنت مولىً له++

فمولاه علّي وإلاّ فلا؟

وقال آخر:

علّي لنا علم في الهدى++

وغير علّي لقوم علم

ألا لعنة اللَّه واللاعنين++

بيوم الحساب على من ظلم

وقال آخر:

فاز بالحقّ من تولّى عليّاً++

ورد الحوض هادياً مهدياً

يا عليّ العُلى علوت على الخلق++

فسمّاك ذو الجلال علّياً

|قال المؤلّف:| ومواقف شرفه |عليه السلام| في الجهاد ظاهرة، وبدور معاليه باهرة، ولا يعلم موقف حضر فيه بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلاّ وقدحه القدح القامر، وطائره أيمن الطائر.

ولقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام /66/ أنّه قال: بارز علي عليه السلام بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم اثنين وسبعين مبرزاً، ولَكَم |من| لُهام صمد له ففلّل شباه، وردّ أولاه على أخراه، لم يرد قطّ معركة إلّا خاض لظاها، واغتسل بجداها،

___________________________________

كذا في أصلي، وفي هامشه: 'أنّ الجدا هو المطر العام'. وقطّر فرسانها وأباد شجعانها حتّى أنّ بعض المعتزلة ممن رآى أنّه أفضل من أبي بكر وأنّه لا يجوز تقدّم المفضول إلاّ لعذر جعل العذر في تقدّم أبي بكر عليه، أنّ الناس

كانوا أميل اليه من علّي عليه السلام لأنّه كان كثير من عيون المسلمين قد أباد أهاليهم من والد أوولد أوأخ أو غيره ممن تدنوا منه لحمته وتحتضن به عشيرته!!

|قال المؤلّف:| قلنا: وهذه درجات شريفة استحقّ بها التقدّم وكيف يكون سبباً لتأخّره؟ وهل هذا إلّا قول بأنّ خصال الفضل كلما كثرت ازداد صاحبها بُعداً من المنازل الشريفة والدرج العالية المنيفة! وهذا عكس ما يقتضيه العقل والشرع.

ثمّ إنّ هذه العلّة قائمة بعد الثلاثة |أيضاً| فكان |على قياس قول هذاالقائل ينبغي أن| يكون غيره أولى منه بالإمامة وهذا محال؟ |والإجماع قائم على خلافه|.

وبعد ففيه سوء ظنّ بعيون المسلمين وهو أنّهم نفروا عن علّي عليه السلام لقتله لأقاربهم من الكفّار وهذا لا يليق بهم |ولا يلائم نزعتهم في تعديل الصحابة|.

ولما عظم تأثيره |عليه السلام| في الكفّار وكثرة نكايته فيهم قال بعضهم- يحرّض كفّار قريش على قتله عليه السلام ويغريهم به-:

وهو أسيد بن أبي اياس بن زنيم بن |عمرو بن عبداللَّه بن جابر بن محمية بن عبدبن عدي بن الدئل بن بكر بن عبدمناة بن كنانة الكناني| الدئلي:

___________________________________

كذا في ترجمة الرجل في حرف الألف من كتاب الاصابة: ج 1 ص 46.

وفي أصلي من مخطوطة محاسن الازهار: 'وهو أسد بن أبي أياس بن زنيم بن حسير بن عدي بن الاديل؟'. ولكن رسم الخط من أصلي في كلمتي "حسير" و "الاديل" غير واضح.

والقصّة رواها أيضاً السيد أبوطالب في أماليه- كما في الحديث الثامن من الباب الثالث من تيسير المطالب ص 50- وقال: قال أسد بن أبي أياس بن زنيم بن عبدبن عدي بن بديل؟

وهو يحرّض مشركي قريش على قتل علي بن أبي طالب عليه السلام ويغريهم بذلك.

/ 65